Mr-z
14-05-2011, 15:07
لماذا لا نبكي كالأطفال
لنتخيل معاً طفلاً عمره ستة أشهر وهو يبكي بكاء شديداً فلو سمعته أمه لهبت إليه ولو سمعه أبوه لنادى أمه لتنظر في أمره وإن لم يسمعه أبواه واستمر بالبكاء لتحرك كل من بالجوار لمساعدته وبالنتيجة حرك بكاء الطفل الجميع.
إذاً للبكاء مفعول عجيب ومحرك وكلما ازداد البكاء كلما زاد تأثيره في الآخرين والسؤال الهام في هذا الموضع لماذا لا نستخدم البكاء للتأثير في الآخرين وقضاء حوائجنا؟؟؟
لقد تعلمنا منذ أن كنا صغاراً نبكي أن نكف عن البكاء وهُدِّدنا أحياناً لنترك البكاء وقيل لنا أن البكاء للأطفال وليس للكبار ومن يبكي فهو عيب والكثير الكثير مما يمنع البكاء كمقولة الرجال لا تبكي.
ولكن هل صحيح أن علينا نحن الكبار أن لا نبكي ونترك البكاء هكذا بكل بساطة مع كل ما كان يقدمه لنا البكاء من خدمات ومن تأثير على ما حولنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الحقيقة إن مشكلة البكاء ليست في نفس البكاء بل في من نبكي أمامه؟
فعندما نكبر ينزعج من حولنا من الكبار من بكائنا لذلك يحاولون منعنا منه ولكن ماذا لو بكينا داعين أمام من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه؟
إن تأثير الدعاء مع البكاء بين يدي الله تعالى أكبر وأعظم من البكاء بين الناس، لأن الله تعالى لا ينزعج من بكاء الدعاء بل تستمطر الدموع رحماته ويقضي حوائجنا ويحقق أمانينا بل ويوقف قضاءه فينا أيضاً.
وكانت سيرة الصالحين والمصلحين البكاء في جوف الليالي ضارعين بين يدي ربهم ليحقق لهم رغباتهم وبذلك حصلوا الفلاح في الدنيا والآخرة.
إن البكاء دواء وشفاء وعطاء إذ إنه من الناحية النفسية تنفيس عن الكبت الذي نتعرض له في تعاملاتنا اليومية. هذا الكبت الذي إن لم يتم تفريغه بالبكاء على أعتاب الله انقلب وحشية تجاه الآخرين أو جروحاً وأمراضاً نفسية.
فالبكاء إذاً راحة نفسية كما إن تأثيره في تحقيق المطالب والحاجات عجيب لمن جرَّبه. ويمكننا تصور تأثير البكاء مع الدعاء (أي طلب قضاء الحوائج) كما لو أننا نحمل جهاز تحكم نستطيع بواسطته تشغيل كل شيء حولنا من مكاننا. فصوت الدعاء المقرون بالبكاء ما هو إلا شيفرة سحرية يقوم بترتيب الأمور حولنا لتقضى حوائجنا.
إن الدعاء الذي يصاحبه البكاء يجعل الواحد منا كالشمس المحترقة يزداد تأثيرها فيما حولها بقدر شدة احتراقها، ولذلك شبه الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالسراج المنير.
لماذا قال الله تعالى: (أمَّن يُجيبُ المضَّطرَّ إذا دَعاهُ ويكشِفُ السُّوء) لأن المضطر يكون قد وصل لحالة نفسية تجعل دمعه يجري مباشرة وهو يستنجد بالله تعالى أرحم الراحمين.
يعد الله تعالى الجميع فيقولوقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وفي الآية لفتة جميلة إلى أن الله يستجيب للجميع حتى المستكبرين عندما يدخلون في نار الاحتراق والبكاء أثناء دعائهم.
وبعد كل ما سبق هل بقي لنا حجة ليكون دعاؤنا جافاً من الدموع؟
الأمر يحتاج للمحاولة والتدريب إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلمابكوا فإن لم يبكوا فتباكوا) والمقصود من الحديث أن علينا أن نتصنع البكاء ابتداء حتى يغدو سجية فينا فتسيل دموعنا كلما دعونا الله.
وفي الختام لا بد أن نعتبر البكاء هو الوقود الذي يجعل دعواتنا تخترق السماوات السبع لتصل العرش فتتحرك رحمة الله ليستجاب دعاؤنا.
إن الدموعَ هي الوَقودُ لكي نَصِل أكثر دموعك في السجود ولا تُقِل
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (60) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (61) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (62) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (63)} (سورة النجم).
لنتخيل معاً طفلاً عمره ستة أشهر وهو يبكي بكاء شديداً فلو سمعته أمه لهبت إليه ولو سمعه أبوه لنادى أمه لتنظر في أمره وإن لم يسمعه أبواه واستمر بالبكاء لتحرك كل من بالجوار لمساعدته وبالنتيجة حرك بكاء الطفل الجميع.
إذاً للبكاء مفعول عجيب ومحرك وكلما ازداد البكاء كلما زاد تأثيره في الآخرين والسؤال الهام في هذا الموضع لماذا لا نستخدم البكاء للتأثير في الآخرين وقضاء حوائجنا؟؟؟
لقد تعلمنا منذ أن كنا صغاراً نبكي أن نكف عن البكاء وهُدِّدنا أحياناً لنترك البكاء وقيل لنا أن البكاء للأطفال وليس للكبار ومن يبكي فهو عيب والكثير الكثير مما يمنع البكاء كمقولة الرجال لا تبكي.
ولكن هل صحيح أن علينا نحن الكبار أن لا نبكي ونترك البكاء هكذا بكل بساطة مع كل ما كان يقدمه لنا البكاء من خدمات ومن تأثير على ما حولنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الحقيقة إن مشكلة البكاء ليست في نفس البكاء بل في من نبكي أمامه؟
فعندما نكبر ينزعج من حولنا من الكبار من بكائنا لذلك يحاولون منعنا منه ولكن ماذا لو بكينا داعين أمام من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه؟
إن تأثير الدعاء مع البكاء بين يدي الله تعالى أكبر وأعظم من البكاء بين الناس، لأن الله تعالى لا ينزعج من بكاء الدعاء بل تستمطر الدموع رحماته ويقضي حوائجنا ويحقق أمانينا بل ويوقف قضاءه فينا أيضاً.
وكانت سيرة الصالحين والمصلحين البكاء في جوف الليالي ضارعين بين يدي ربهم ليحقق لهم رغباتهم وبذلك حصلوا الفلاح في الدنيا والآخرة.
إن البكاء دواء وشفاء وعطاء إذ إنه من الناحية النفسية تنفيس عن الكبت الذي نتعرض له في تعاملاتنا اليومية. هذا الكبت الذي إن لم يتم تفريغه بالبكاء على أعتاب الله انقلب وحشية تجاه الآخرين أو جروحاً وأمراضاً نفسية.
فالبكاء إذاً راحة نفسية كما إن تأثيره في تحقيق المطالب والحاجات عجيب لمن جرَّبه. ويمكننا تصور تأثير البكاء مع الدعاء (أي طلب قضاء الحوائج) كما لو أننا نحمل جهاز تحكم نستطيع بواسطته تشغيل كل شيء حولنا من مكاننا. فصوت الدعاء المقرون بالبكاء ما هو إلا شيفرة سحرية يقوم بترتيب الأمور حولنا لتقضى حوائجنا.
إن الدعاء الذي يصاحبه البكاء يجعل الواحد منا كالشمس المحترقة يزداد تأثيرها فيما حولها بقدر شدة احتراقها، ولذلك شبه الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالسراج المنير.
لماذا قال الله تعالى: (أمَّن يُجيبُ المضَّطرَّ إذا دَعاهُ ويكشِفُ السُّوء) لأن المضطر يكون قد وصل لحالة نفسية تجعل دمعه يجري مباشرة وهو يستنجد بالله تعالى أرحم الراحمين.
يعد الله تعالى الجميع فيقولوقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وفي الآية لفتة جميلة إلى أن الله يستجيب للجميع حتى المستكبرين عندما يدخلون في نار الاحتراق والبكاء أثناء دعائهم.
وبعد كل ما سبق هل بقي لنا حجة ليكون دعاؤنا جافاً من الدموع؟
الأمر يحتاج للمحاولة والتدريب إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلمابكوا فإن لم يبكوا فتباكوا) والمقصود من الحديث أن علينا أن نتصنع البكاء ابتداء حتى يغدو سجية فينا فتسيل دموعنا كلما دعونا الله.
وفي الختام لا بد أن نعتبر البكاء هو الوقود الذي يجعل دعواتنا تخترق السماوات السبع لتصل العرش فتتحرك رحمة الله ليستجاب دعاؤنا.
إن الدموعَ هي الوَقودُ لكي نَصِل أكثر دموعك في السجود ولا تُقِل
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (60) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (61) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (62) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (63)} (سورة النجم).