ربانة
07-08-2011, 18:08
[LEFT] [OVERLINE]
(1)
وأنت واقفٌ , راقب الكراسي , ريثما تجد
مقعدا شاغرا واجلس ,
اجلس
حتى
ترتاح .
وتمسك
جيدا
بنفسك ,
فالعالم .. هاوية نسقط فيها ,
ولاحافة هناك تجنبنا زلة الوقوع الأولى ؛
كلها هاوية ؛ حتما سنسقط , وتفصلنا مسافات ,
وأقربنا للقاع ؛ قليلٌ من الوقت , وسيرتاح .
(2)
هذا العالم ليس مريحا بما يكفي لتنام ؛ كل حوادثه مريبة , تدعو للشك ,
تجلّد , وأبقي عينيك متوثبة كقط يتصيد فريسة,
نبّه حواسك ألاَ تنطلي عليها حيلة النوم ؛ فتخدعها بأن كل شيء على ما يرام ,
العالم
يحدث أن يغزوك بسرعة وأنت ساهٍ ؛ فانتبه مواقع ما ترمقُ عينيه .
(3)
كلاب الشارع المسعورة لم تتعلم يوما الأناقة مع العابرين,
فمتى ما واتتها الفرصة مارست شغبها , وأناقتك لاتسعفك أن تدفع عنك شرها , وهي لا تعرف إلا العض , وأنت لم تتعلم سوى أن تكون أنيقا , فعليك إما أن تكون مسعورا , أو أن تتعلم هي الأناقة !!!
إضحك ..إضحك إضحك الآن ؛
ألأنك أنيق وهي مسعورة ؟!
لكن لاتبكي حينما تعضك ؛ فهي لاتعرف إلا العض
وأنت لاتعرف العض .
(4)
العالم مفتوح فمه كسمكة قرش , أسنانه ؛ طويلة كمسلة فرعونية , حادة جدا كشفرة؛ آن بردها , فلا تحاول أن تثور كالغوغاء ؛ فلا تفهم كيف تُساق أجنحة الجيش العريض باتساق , وأنت عاري الصدر أمامه .
أين درعك البرونز ؟ ! الذي أهديته لك , هذا !!
تدري ؟ كنت قد حفرتُ أرضنا البارة ,فوجدت كومة من معدن يشبهنا لونه , فصهرته , فكان الدرع هذا , يبدو أن رطوبة وطننا التي تزايدت قد مررت يدُ الزنجار لتهشمه .
(5)
إلى متى تخدعك دروشتك بنفسك , ترافقهاكظلها, و لاتنفك لحظةً عنها ؟ لمَ لا تجرب أن تراوغها وتهرب ؟! جَرِّب.
إسمع ؛ دروشتك هذه , تلعب بك , قرب نبع القرية , حيث يتجمعون, في كل مساء للهو , تنفش شعرها بينهم وتغمس نفسها في الترعة الوسخة, وتخرج وثوبها يشخب منه الماء , و تقهقه كمن به جِنِّة , كله حتى تفرض فوق رأسك جنحة الخُبل , فيطأك الناس ويهزأوا منك , فتنفجر بكل لؤم ضاحكة عليك , ليس ذنبها كونها تعتبرك تبيعا لها لا حول لك ,إسمعها ؛ إنها تحيك نكات عنك وتنشرها بين الناس , فــ إلى متى تتركها تُشينك ؟!
(6)
لو مارست نفسك لن يرضَ العالم عنك , لن يفهمك ,
سيطيل المُحاكمة , وجلساتها ستتوالى , لتُحاكمك , وسيسألونك في كل قضية
" كم مرة كنت أنت ؟ ... بلا مواربة أجب ؟ هاه ؟
كم مرة لبست ثوبك ولم تلبس ثيابنا ؟"
جردوك ثوبك ,
وحرجا من أن يفضحوا عُريك .. لملمت ثيابهم التي رموها في وجهك ولبستها !!
ورعك لن يهزم سواك , وهم لن يتورعوا أن يهزموك .
ستطول الأسئلة ولا جواب عندك .. ولن تكون سوى الــ مسخ ؛ لاتعرف ملامحك , فلا يتوانوا أن يحاكموا من يتوه عن الجواب فيسهل أن يُذنبوك ؛ المشوه مزعزع الثقة بنفسه , يلتفت لمن حوله بسؤال عن مدى إجادته في الجواب حتى يتقبلوا قبحه الذي سمح أن يشموه به .
حاكمهم , أثر الغبار في وجوههم أن عبدّوك لأفكارهم , غَمِس روحك بالطين ؛
كما كنت تصنع في مزرعة جدك في الريف ؛ تحبها لأنك مارست شيطانك وملاكك فيها , عبثت وربتّ , زلزلت تحت قدميك الأرض ونظّمت القش , لم يكن أحدا يراقبك فيها , وهذا كان يريحك , فمارست الإنسان خفية , وتعلمت أبجديته من خلفهم , كانت تدرء عنك أعينهم شجرة اللوز الكبيرة , ورائحة الليمون المنتشرة تضيع رائحتك ,
هناك من يحبك وتحبه , تجتمع معهم على كلمة , وتجمع يدك معهم فتخطو بعيدا عن العالم الذي يٌسقطك , فلا تمارسك , لاتمارس صوتك , ولا سمعك , ولا حتى عينك ترى ما تراه فعلا , شبّهوا عليك الصور ,
أنت حر
كائن حر ..فلا تسمح أن يسقطك أحد في حفرته .[/RIGHT][/SIZE]
ــــ
(1)
وأنت واقفٌ , راقب الكراسي , ريثما تجد
مقعدا شاغرا واجلس ,
اجلس
حتى
ترتاح .
وتمسك
جيدا
بنفسك ,
فالعالم .. هاوية نسقط فيها ,
ولاحافة هناك تجنبنا زلة الوقوع الأولى ؛
كلها هاوية ؛ حتما سنسقط , وتفصلنا مسافات ,
وأقربنا للقاع ؛ قليلٌ من الوقت , وسيرتاح .
(2)
هذا العالم ليس مريحا بما يكفي لتنام ؛ كل حوادثه مريبة , تدعو للشك ,
تجلّد , وأبقي عينيك متوثبة كقط يتصيد فريسة,
نبّه حواسك ألاَ تنطلي عليها حيلة النوم ؛ فتخدعها بأن كل شيء على ما يرام ,
العالم
يحدث أن يغزوك بسرعة وأنت ساهٍ ؛ فانتبه مواقع ما ترمقُ عينيه .
(3)
كلاب الشارع المسعورة لم تتعلم يوما الأناقة مع العابرين,
فمتى ما واتتها الفرصة مارست شغبها , وأناقتك لاتسعفك أن تدفع عنك شرها , وهي لا تعرف إلا العض , وأنت لم تتعلم سوى أن تكون أنيقا , فعليك إما أن تكون مسعورا , أو أن تتعلم هي الأناقة !!!
إضحك ..إضحك إضحك الآن ؛
ألأنك أنيق وهي مسعورة ؟!
لكن لاتبكي حينما تعضك ؛ فهي لاتعرف إلا العض
وأنت لاتعرف العض .
(4)
العالم مفتوح فمه كسمكة قرش , أسنانه ؛ طويلة كمسلة فرعونية , حادة جدا كشفرة؛ آن بردها , فلا تحاول أن تثور كالغوغاء ؛ فلا تفهم كيف تُساق أجنحة الجيش العريض باتساق , وأنت عاري الصدر أمامه .
أين درعك البرونز ؟ ! الذي أهديته لك , هذا !!
تدري ؟ كنت قد حفرتُ أرضنا البارة ,فوجدت كومة من معدن يشبهنا لونه , فصهرته , فكان الدرع هذا , يبدو أن رطوبة وطننا التي تزايدت قد مررت يدُ الزنجار لتهشمه .
(5)
إلى متى تخدعك دروشتك بنفسك , ترافقهاكظلها, و لاتنفك لحظةً عنها ؟ لمَ لا تجرب أن تراوغها وتهرب ؟! جَرِّب.
إسمع ؛ دروشتك هذه , تلعب بك , قرب نبع القرية , حيث يتجمعون, في كل مساء للهو , تنفش شعرها بينهم وتغمس نفسها في الترعة الوسخة, وتخرج وثوبها يشخب منه الماء , و تقهقه كمن به جِنِّة , كله حتى تفرض فوق رأسك جنحة الخُبل , فيطأك الناس ويهزأوا منك , فتنفجر بكل لؤم ضاحكة عليك , ليس ذنبها كونها تعتبرك تبيعا لها لا حول لك ,إسمعها ؛ إنها تحيك نكات عنك وتنشرها بين الناس , فــ إلى متى تتركها تُشينك ؟!
(6)
لو مارست نفسك لن يرضَ العالم عنك , لن يفهمك ,
سيطيل المُحاكمة , وجلساتها ستتوالى , لتُحاكمك , وسيسألونك في كل قضية
" كم مرة كنت أنت ؟ ... بلا مواربة أجب ؟ هاه ؟
كم مرة لبست ثوبك ولم تلبس ثيابنا ؟"
جردوك ثوبك ,
وحرجا من أن يفضحوا عُريك .. لملمت ثيابهم التي رموها في وجهك ولبستها !!
ورعك لن يهزم سواك , وهم لن يتورعوا أن يهزموك .
ستطول الأسئلة ولا جواب عندك .. ولن تكون سوى الــ مسخ ؛ لاتعرف ملامحك , فلا يتوانوا أن يحاكموا من يتوه عن الجواب فيسهل أن يُذنبوك ؛ المشوه مزعزع الثقة بنفسه , يلتفت لمن حوله بسؤال عن مدى إجادته في الجواب حتى يتقبلوا قبحه الذي سمح أن يشموه به .
حاكمهم , أثر الغبار في وجوههم أن عبدّوك لأفكارهم , غَمِس روحك بالطين ؛
كما كنت تصنع في مزرعة جدك في الريف ؛ تحبها لأنك مارست شيطانك وملاكك فيها , عبثت وربتّ , زلزلت تحت قدميك الأرض ونظّمت القش , لم يكن أحدا يراقبك فيها , وهذا كان يريحك , فمارست الإنسان خفية , وتعلمت أبجديته من خلفهم , كانت تدرء عنك أعينهم شجرة اللوز الكبيرة , ورائحة الليمون المنتشرة تضيع رائحتك ,
هناك من يحبك وتحبه , تجتمع معهم على كلمة , وتجمع يدك معهم فتخطو بعيدا عن العالم الذي يٌسقطك , فلا تمارسك , لاتمارس صوتك , ولا سمعك , ولا حتى عينك ترى ما تراه فعلا , شبّهوا عليك الصور ,
أنت حر
كائن حر ..فلا تسمح أن يسقطك أحد في حفرته .[/RIGHT][/SIZE]
ــــ