Iman
14-07-2006, 07:14
لماذا يشار إلى الطفولة على أنها أكثر مراحل الحياة سعادة ومثالية ؟؟!
تكمن الإجابة في أن معظمنا –لحسن الحظ – كانت طفولته وكأنها جنة روحية ، فقد كنا نحيا خلالها في عالم جديد ومدهش بالنسبة لنا كأطفال ، وكنا نقضي أيامنا في استكشاف جميع حقول المعرفة ، وطرح الأسئلة المثيرة والاستفزازية في آن واحد ، ونتلقى التعليم وتتاح لنا جميع الفرص ، كما كنا نستكشف العوالم المختلفة للضحك والحماسة ، ونتعلم بطرق نافعة لاستمرارنا في الحياة .
وبعد تلك الفترة التي تتسم بالبراءة تتوالى علينا أعباء الحياة ، فمشكلتنا بعدما نصبح راشدين لا تكمن فيما يحدث لنا ، ولكنها تكمن في ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا ، فنحن نعمد إلى أن نكون أكثر جدية وقسوة على أنفسنا ، ودائما ما نعاقب أنفسنا على إخفاقنا ونفقد روح اللعب والمرح .
ولكن لحسن الحظ يمكننا الابتعاد عن هذا التيار الجدي واسترجاع حماسنا الطفولي ، فكل ما نحتاج إليه هو خوض مرحلة طفولة ثانية .
وإليكم هاتين القصتين التي توضح عمل ذلك
**آرثر روبنشتاين **
عندما كان عازف البيانو الشهير " آرثر روبنشتاين "في آخر سنوات عمره اكتشف أنه يفقد بصره ببطء،فسأله أحد الصحفيين الجدد عن مدى تأثير ذلك على عزفه للبيانو ، وتوقع الصحفي أن تكون إجابته بها نبرة من الحزن .
وعلى عكس توقعات الصحفي أوضح " روبنشتاين " أنه كان دائما يعتقد أن عزفه على البيانو كان معتمد على أذنه فقط ، وذلك قبل أن يفقد بصره ، وبعد أن بدأ يفقد بصره تأكد له بالفعل أنه كان يعتمد –بشكل أكبر مما كان يعتقد – على رؤية أصابعه بطرف عينيه وهي تنتقل بين مفاتيح لوحة البيانو.
وبدلاً من أن يشعر بالاكتئاب والحزن لما حدث له ، كان " روبنشتاين " يشعر بالنشوة .
وشرح للصحفي كيف أتاح له وضعه الحالي فرصة الدخول إلى عالم جديد ، فقد أصبحت لديه فرصة رائعة ليتعلم كل القطع الموسيقية الرائعة مرة ثانية ، ولكن هذه المرة عن طريق سمعه فقط ، واستطاع بصعوبة التغلب على روح الإثارة وذلك لانفتاح أفق جديد للتعليم أمامه .
** صيد سرطان البحر في الجو البارد **
ذهبت عائلتان في إجازة شتوية بكل أفرادهما – صغاراً وكباراً – على شاطئ البحر ، فقرر الأطفال صيد سرطان البحر وجمعوا أدوات الصيد وزودوها بالطعم وألقوها من فوق أحد الجسور المائية في الماء .
وكان الجو باردا ومليئا بالرياح ، وبينما الأطفال يصطادون الأسماك ، كان آبائهم يتنزهون على الشاطئ ، وكان أحد الأباء –والذي يعمل مديرا بإحدى الشركات – يشتكي بشكل مستمر من برودة الجو ، وكان دائم الشكوى بشكل عام .
وعندما مر الأباء أمام ذلك الجسر ، تساءل الأب –كثير الشكوى – عما يفعله الأطفال ، فلما علم أنهم يصطادون سرطان البحر قرر أن يلقي نظرة عليهم لأنه لم يقم قط بمثل هذا الشيء في صغره .
ثم صعد إليهم وطلب منهم أن يشرحوا له ماذا يفعلون ، ورأى طفلة تشد صنارتها التي تمسك بأربعة سرطانات بحر تأكل الطعم بنهم .
وقتها قال الأب:" رائع! إنني لم أقم بمثل ذلك أبداً في حياتي فهل لي أن أحاول عمل ذلك " .
وعاد الأب إلى طفولته مرة ثانية في الأربع الساعات التالية ، وانجرف في سحر وإثارة تلك اللعبة الجديدة ، وغفل عن الشعور ببرودة الجو وتناسى ذلك تماما ، ثم عاد إلى بيته فرحاً متفاخراً بما قام باصطياده مشرق الوجه .
(منقول)
تكمن الإجابة في أن معظمنا –لحسن الحظ – كانت طفولته وكأنها جنة روحية ، فقد كنا نحيا خلالها في عالم جديد ومدهش بالنسبة لنا كأطفال ، وكنا نقضي أيامنا في استكشاف جميع حقول المعرفة ، وطرح الأسئلة المثيرة والاستفزازية في آن واحد ، ونتلقى التعليم وتتاح لنا جميع الفرص ، كما كنا نستكشف العوالم المختلفة للضحك والحماسة ، ونتعلم بطرق نافعة لاستمرارنا في الحياة .
وبعد تلك الفترة التي تتسم بالبراءة تتوالى علينا أعباء الحياة ، فمشكلتنا بعدما نصبح راشدين لا تكمن فيما يحدث لنا ، ولكنها تكمن في ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا ، فنحن نعمد إلى أن نكون أكثر جدية وقسوة على أنفسنا ، ودائما ما نعاقب أنفسنا على إخفاقنا ونفقد روح اللعب والمرح .
ولكن لحسن الحظ يمكننا الابتعاد عن هذا التيار الجدي واسترجاع حماسنا الطفولي ، فكل ما نحتاج إليه هو خوض مرحلة طفولة ثانية .
وإليكم هاتين القصتين التي توضح عمل ذلك
**آرثر روبنشتاين **
عندما كان عازف البيانو الشهير " آرثر روبنشتاين "في آخر سنوات عمره اكتشف أنه يفقد بصره ببطء،فسأله أحد الصحفيين الجدد عن مدى تأثير ذلك على عزفه للبيانو ، وتوقع الصحفي أن تكون إجابته بها نبرة من الحزن .
وعلى عكس توقعات الصحفي أوضح " روبنشتاين " أنه كان دائما يعتقد أن عزفه على البيانو كان معتمد على أذنه فقط ، وذلك قبل أن يفقد بصره ، وبعد أن بدأ يفقد بصره تأكد له بالفعل أنه كان يعتمد –بشكل أكبر مما كان يعتقد – على رؤية أصابعه بطرف عينيه وهي تنتقل بين مفاتيح لوحة البيانو.
وبدلاً من أن يشعر بالاكتئاب والحزن لما حدث له ، كان " روبنشتاين " يشعر بالنشوة .
وشرح للصحفي كيف أتاح له وضعه الحالي فرصة الدخول إلى عالم جديد ، فقد أصبحت لديه فرصة رائعة ليتعلم كل القطع الموسيقية الرائعة مرة ثانية ، ولكن هذه المرة عن طريق سمعه فقط ، واستطاع بصعوبة التغلب على روح الإثارة وذلك لانفتاح أفق جديد للتعليم أمامه .
** صيد سرطان البحر في الجو البارد **
ذهبت عائلتان في إجازة شتوية بكل أفرادهما – صغاراً وكباراً – على شاطئ البحر ، فقرر الأطفال صيد سرطان البحر وجمعوا أدوات الصيد وزودوها بالطعم وألقوها من فوق أحد الجسور المائية في الماء .
وكان الجو باردا ومليئا بالرياح ، وبينما الأطفال يصطادون الأسماك ، كان آبائهم يتنزهون على الشاطئ ، وكان أحد الأباء –والذي يعمل مديرا بإحدى الشركات – يشتكي بشكل مستمر من برودة الجو ، وكان دائم الشكوى بشكل عام .
وعندما مر الأباء أمام ذلك الجسر ، تساءل الأب –كثير الشكوى – عما يفعله الأطفال ، فلما علم أنهم يصطادون سرطان البحر قرر أن يلقي نظرة عليهم لأنه لم يقم قط بمثل هذا الشيء في صغره .
ثم صعد إليهم وطلب منهم أن يشرحوا له ماذا يفعلون ، ورأى طفلة تشد صنارتها التي تمسك بأربعة سرطانات بحر تأكل الطعم بنهم .
وقتها قال الأب:" رائع! إنني لم أقم بمثل ذلك أبداً في حياتي فهل لي أن أحاول عمل ذلك " .
وعاد الأب إلى طفولته مرة ثانية في الأربع الساعات التالية ، وانجرف في سحر وإثارة تلك اللعبة الجديدة ، وغفل عن الشعور ببرودة الجو وتناسى ذلك تماما ، ثم عاد إلى بيته فرحاً متفاخراً بما قام باصطياده مشرق الوجه .
(منقول)