الأمل الدافئ
30-09-2011, 01:15
لو تأملنا الأشياء والحوادث التي تجري من حولنا، سنتأكد حينها أن الفيزياء تلازمنا في حياتنا اليومية بشكل واسع.
اكتشف الفيزيائييون العناصر المشعة، واكتشفوا الأمواج الكهرطيسية، وحسبوا الأطوال الموجية للطيوف من أجل أن يقدموا للبشرية اختراعاً اسمه التلفاز، وآخر اسمه القمر الصناعي لنشاهد كل ما يجري في الكون.
نركب يومياً السيارات، وأحياناً القطارات والطائرات، ولا يمكننا أن نتخيل حياتنا خالية منها، ولكننا لم نتخيل أن الفيزياء هي التي قدمت لنا هذا.
في خطبة الجمعة يقف الخطيب على المنبر وصوته يصل آلاف المصلين عبر المايكروفون، وربما لا أحد يعلم من هذا الجمع الغفير أن في داخل هذا المايكرفون مكثفة ومقاومة اكتشفها القيزيائيون يقومان بتكبير صوت الخطيب ليصل إليهما.
أنارت الفيزياء بيوتنا وشوارعنا عندما اكتشف أديسون المصباح الكهربائي، وغسلت ثيابنا من خلال الدارات الكهربائية الموجودة في نظام الغسالات الآلية، وحافظت على طعامنا من خلال المحركات التي تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة تقوم بتبريد الطعام، ودفأت أجسامنا من خلال تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية (السخانات)، وسمحت لنا بالصعود إلى الطابق العاشر بعد المئة دون أن نصعد درجة واحدة بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية.
الفيزياء أمنت لنا طرق التواصل السهلة بدءاً بإشارات مورس ومن ثم الهاتف الأرضي ومن بعدها الهاتف الجوال وانتهاءً بالإنترنت، حيث إن فكرة بسيطة من عالم الفيزياء تقدم نوعاً جديداً من التكنولوجيا فشاشات اللمس مثلاً تعتمد على مبدأ صفيحة رقيقة من مادة خاصة فيها غزارة الكترونات حرة تتحرك بحسب حركة إصبع اليد، رغم بساطة هذا المبدأ إلا أنه قفز بالتقنيات قفزة كبيرة إلى الأمام و حاز العالم الذي اكتشفه على جائزة نوبل.
الكثير من طلاب المدارس يسألون عن فائدة الفيزياء، فهم يرونها مادة ثقيلة، صعبة الفهم، لا فائدة عملية منها، فهم يتصورون أن الطب ينقذ الأجساد، واللغات تسهل علينا التواصل مع باقي المجتمعات، والهندسة تبتكر لنا أساليب جديدة للحياة والبناء والطرقات، ولم يعرف هؤلاء الطلبة أن الفيزياء هي من أقدم العلوم كما الطب والفلك و كان يسمى قديماً علم التحريك.
اكتشفنا من خلال الفيزياء الأمواج الميكروية التي نستخدمها بشكل يومي لتسخين الطعام في المايكرويف، والأشعة المهبطية التي كانت أساساً لتصنييع الشاشات بدءاً من راسم الاهتزاز وحتى شاشات البلازما.
فسرت الفيزياء لنا اللون الأزرق للسماء واللون الأزرق للبحار والمحيطات من خلال انعكاس الضوء و انتثاره في الغلاف الجوي وعلى سطح الماء، وفسرت ظاهرة البرق والرعد من خلال تنافر و تجاذب الشحنات الكهربائية، وفسرت ظاهرة المد و الجزر من خلال علاقة الأرض بالقمر بقوة تجاذبية وتنافرية معاً.
في الفيزياء تعلمنا أن الإلكترون يدور حول النواة كما يدور المسلمون حول الكعبة وأن الكون متناظر و لم يخلق صدفة ومن غير تدبير، فوصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذا الكون متقن كل الاتقان.
الفيزياء سعت جاهدة لخدمة الجيمع لم تفرق يوماً بين غني أو فقير ولا بين أبيض أو أسود و لا بين عقيدة شخص وآخر؛ فمن خلال دراسة أنواع الأشعة (ألفا و بيتا و غاما و الأشعة السينية) تستطيع الفيزياء معالجة مرضى السرطانات بتعريض الخلايا المسرطنة إلى كمية محددة و بنسبة محددة من الأشعة حتى يتم القضاء عليها، ويتمكن المريض من التقاط صورة إشعاعية لأي عضو من جسمه بتعريضه لأشعة إكس.
ربما يخطر في بال غير المختصين في علم الفيزياء أنها من أصعب العلوم فهماً وأعقدها قوانيناً وحساباً ولكن غفل عن أنها من أهم العلوم أيضاً فهي تبهر العالم باكتشافاتها المتجددة نحو طور جديد فلقد ساهمت الفيزياء في الحرب العالمية الثانية في انتصار هتلر على جميع الدول الأوربية حتى وصل إلى روسيا، بسبب الأسلحة المتطورة والتي طورها علم الفيزياء.
والفيزياء علم مهم متعدد الاستخدامات، يمكن أن يستخدم لدمار العالم وتفجيره، فالقنابل الذرية التي فتكت بالبشر والحيوانات والنبات هنا وهناك كان من المفترض أن تخدمهم بدلاً من أن تفنيهم، فعندما سقطت القنبلة الذرية فوق مدينتي هيروشيما وناكازاكي تمنى حينئذٍ العالم أينشتاين الذي اكتشفها أن يكون بائع أحذية فقال مقولته الشهيرة (ليتني كنتُ بائع أحذية).
والمفاعلات النووية والقنابل النووية تم تأسيسها لأغراض سلمية، ولكن إذا كان هناك من يسعى لجعل الفيزياء سلاحه الذي يضرب به كلّ عدوّ له ليس آبهٍ بنتائج أفعاله ولا مدرك لمخاطر تصرفاته، فليس للفيزياء حيلة في هذا الأمر.
ولكن بالمقابل فالاستخدام السليم لعلم الفيزياء لا غنى عنه، فمن خلال المفاعلات النووية نستطيع توليد الكهرباء التي تعتبر من أساسيات الحياة، دون تلويث للبيئة، وهدر للوقود مع الكثير من الانتباه والحذر خلال بناء المفاعل النووي من اليورانيوم والمواد المشعة فنكون بذلك أمنا حماية البيئة من مخاطرها، ومن ملوثات الوقود المحترق لتوليد الكهرباء.
فالفيزياء علم في خدمة جميع البشرية، و لأجل الجميع، و لأجل مستقبل أكثر راحة و تطوراً ورفاهية.
اكتشف الفيزيائييون العناصر المشعة، واكتشفوا الأمواج الكهرطيسية، وحسبوا الأطوال الموجية للطيوف من أجل أن يقدموا للبشرية اختراعاً اسمه التلفاز، وآخر اسمه القمر الصناعي لنشاهد كل ما يجري في الكون.
نركب يومياً السيارات، وأحياناً القطارات والطائرات، ولا يمكننا أن نتخيل حياتنا خالية منها، ولكننا لم نتخيل أن الفيزياء هي التي قدمت لنا هذا.
في خطبة الجمعة يقف الخطيب على المنبر وصوته يصل آلاف المصلين عبر المايكروفون، وربما لا أحد يعلم من هذا الجمع الغفير أن في داخل هذا المايكرفون مكثفة ومقاومة اكتشفها القيزيائيون يقومان بتكبير صوت الخطيب ليصل إليهما.
أنارت الفيزياء بيوتنا وشوارعنا عندما اكتشف أديسون المصباح الكهربائي، وغسلت ثيابنا من خلال الدارات الكهربائية الموجودة في نظام الغسالات الآلية، وحافظت على طعامنا من خلال المحركات التي تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة تقوم بتبريد الطعام، ودفأت أجسامنا من خلال تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية (السخانات)، وسمحت لنا بالصعود إلى الطابق العاشر بعد المئة دون أن نصعد درجة واحدة بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية.
الفيزياء أمنت لنا طرق التواصل السهلة بدءاً بإشارات مورس ومن ثم الهاتف الأرضي ومن بعدها الهاتف الجوال وانتهاءً بالإنترنت، حيث إن فكرة بسيطة من عالم الفيزياء تقدم نوعاً جديداً من التكنولوجيا فشاشات اللمس مثلاً تعتمد على مبدأ صفيحة رقيقة من مادة خاصة فيها غزارة الكترونات حرة تتحرك بحسب حركة إصبع اليد، رغم بساطة هذا المبدأ إلا أنه قفز بالتقنيات قفزة كبيرة إلى الأمام و حاز العالم الذي اكتشفه على جائزة نوبل.
الكثير من طلاب المدارس يسألون عن فائدة الفيزياء، فهم يرونها مادة ثقيلة، صعبة الفهم، لا فائدة عملية منها، فهم يتصورون أن الطب ينقذ الأجساد، واللغات تسهل علينا التواصل مع باقي المجتمعات، والهندسة تبتكر لنا أساليب جديدة للحياة والبناء والطرقات، ولم يعرف هؤلاء الطلبة أن الفيزياء هي من أقدم العلوم كما الطب والفلك و كان يسمى قديماً علم التحريك.
اكتشفنا من خلال الفيزياء الأمواج الميكروية التي نستخدمها بشكل يومي لتسخين الطعام في المايكرويف، والأشعة المهبطية التي كانت أساساً لتصنييع الشاشات بدءاً من راسم الاهتزاز وحتى شاشات البلازما.
فسرت الفيزياء لنا اللون الأزرق للسماء واللون الأزرق للبحار والمحيطات من خلال انعكاس الضوء و انتثاره في الغلاف الجوي وعلى سطح الماء، وفسرت ظاهرة البرق والرعد من خلال تنافر و تجاذب الشحنات الكهربائية، وفسرت ظاهرة المد و الجزر من خلال علاقة الأرض بالقمر بقوة تجاذبية وتنافرية معاً.
في الفيزياء تعلمنا أن الإلكترون يدور حول النواة كما يدور المسلمون حول الكعبة وأن الكون متناظر و لم يخلق صدفة ومن غير تدبير، فوصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذا الكون متقن كل الاتقان.
الفيزياء سعت جاهدة لخدمة الجيمع لم تفرق يوماً بين غني أو فقير ولا بين أبيض أو أسود و لا بين عقيدة شخص وآخر؛ فمن خلال دراسة أنواع الأشعة (ألفا و بيتا و غاما و الأشعة السينية) تستطيع الفيزياء معالجة مرضى السرطانات بتعريض الخلايا المسرطنة إلى كمية محددة و بنسبة محددة من الأشعة حتى يتم القضاء عليها، ويتمكن المريض من التقاط صورة إشعاعية لأي عضو من جسمه بتعريضه لأشعة إكس.
ربما يخطر في بال غير المختصين في علم الفيزياء أنها من أصعب العلوم فهماً وأعقدها قوانيناً وحساباً ولكن غفل عن أنها من أهم العلوم أيضاً فهي تبهر العالم باكتشافاتها المتجددة نحو طور جديد فلقد ساهمت الفيزياء في الحرب العالمية الثانية في انتصار هتلر على جميع الدول الأوربية حتى وصل إلى روسيا، بسبب الأسلحة المتطورة والتي طورها علم الفيزياء.
والفيزياء علم مهم متعدد الاستخدامات، يمكن أن يستخدم لدمار العالم وتفجيره، فالقنابل الذرية التي فتكت بالبشر والحيوانات والنبات هنا وهناك كان من المفترض أن تخدمهم بدلاً من أن تفنيهم، فعندما سقطت القنبلة الذرية فوق مدينتي هيروشيما وناكازاكي تمنى حينئذٍ العالم أينشتاين الذي اكتشفها أن يكون بائع أحذية فقال مقولته الشهيرة (ليتني كنتُ بائع أحذية).
والمفاعلات النووية والقنابل النووية تم تأسيسها لأغراض سلمية، ولكن إذا كان هناك من يسعى لجعل الفيزياء سلاحه الذي يضرب به كلّ عدوّ له ليس آبهٍ بنتائج أفعاله ولا مدرك لمخاطر تصرفاته، فليس للفيزياء حيلة في هذا الأمر.
ولكن بالمقابل فالاستخدام السليم لعلم الفيزياء لا غنى عنه، فمن خلال المفاعلات النووية نستطيع توليد الكهرباء التي تعتبر من أساسيات الحياة، دون تلويث للبيئة، وهدر للوقود مع الكثير من الانتباه والحذر خلال بناء المفاعل النووي من اليورانيوم والمواد المشعة فنكون بذلك أمنا حماية البيئة من مخاطرها، ومن ملوثات الوقود المحترق لتوليد الكهرباء.
فالفيزياء علم في خدمة جميع البشرية، و لأجل الجميع، و لأجل مستقبل أكثر راحة و تطوراً ورفاهية.