محبه للعلم والتعلم
27-10-2011, 20:34
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
نِعم الله علينا كثيرة لا حصر لها ولا عدد وعظيمة ، إلا أننا لا نشعر بها لأنها تُحيط بنا ولو أننا افتقدنا واحدة منها لشعرنا عندها بقيمتها وعظمتها ، وهذا طبعٌ قبيحٌ فينا ، لِمَ نُغمض أعيننا عما وهبنا المتفضل علينا بالنعم ونسعى راكضين وراء ما يُضيرنا، لأننا نرى ظاهره جميلاً ولو تأملنا بعقلٍ فيما يحوي من قبحٍ لاجتنبناه ، فما لنا لا نصل إلى حقيقة ما هو ضار بنا ، أهي الدنيا وما تحوي من زبرج براق أغشى أبصارنا ، أم هي النفس التي تتوق إلى التحرر الغير مألوف يدعوها لأن تأمرنا إلى ما فيه هلاكنا أم هو الهوى الذي عبدناه ظانين بأنه للخير يوصلنا أم أن الشيطان أغوانا لنكون له أتباعاً حتى لجهنم يقودنا ، فزين لنا القبيح وكره لنا ما فيه نعيمنا
نعم أيها الأحبة اننا نعيش في مُلك الله ونتقلب في نعيمه ونأكل من خيراته ونهنأ بلذيذ العيش أصحاء أسوياء رب العرش يرعانا ، ومع ذاك نتذمر من سوء الحال ونتأفف من قلة المال ونُعاتب من وهبنا الحياة وقد نتعدى عليه بالإعتراض ، حتى الصورة الجميلة التي صورنا بها قد لا تُرضينا لنجد أنفسنا نتمنى ان نكون بصورة أحلى وأبهى ، ننظر إلى جمال غيرنا فنتمنى أن تكون تلك الصورة لنا ، ونرى ما في أيدي غيرنا لنجده أجمل مما في أيدينا مع أننا قد نكون ما نملكه يفوق ما يملكه الغير حُسناً وجمالاً
هذا هو حالنا ، كفرنا بالنعم أكثر من شكرنا عليها ، حتى إذا ما محصنا بالبلاء طار منا ديننا لنكون كما قال الإمام الحسين عليه السلام الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون
http://c.shia4up.net/uploads/13187162161.jpg (https://mail.google.com/mail/html/compose/static_files/%5burl%3Dhttp%3a//c.shia4up.net/%5d%5bimg%5dhttp%3a//c.shia4up.net/uploads/13187162161.jpg%5b/img%5d%5b/url%5d)
وقبل أن أختم سأروي قصة تتحدث عن عدم الشعور بالنعمة التي تحيط بالإنسان إلا عند إفتقاده لها فإليكموها
كان احمد يمتلك بيتاً عاش فيه سنوات من عمره ، سئم منه لشعوره بأنه أصبح قديماً لا يصلح لذوقه الرفيع ومكانته المرموقة فأراد أن يُعرضه للبيع لكنه خاف أن لا تصل قيمته لما يمكنه من شراء بيت جديد ، فكر في طريقة تمكنه من بيع البيت بالثمن الذي يُريد فذهب إلى دلال له باع طويل في الترويج والتسويق وكيفية وضع الإعلان المغري لجذب الزبائن ، فطلب منه أن يخط إعلانا ترويجاً لبيته بعد أن أعطاء صورة من المخطط ليتمكن من بيعه بالثمن المأمول لشراء بيت جديد فيه من امواصفات ما يبهج نفسه ، كتب الدلال وصفاً مفصلاً للبيت أبدا فيه المساحة الرحبة والجمال الخلاب والتصميم الهندسي الجذاب ثم ضمن الإعلان وجود حديقة غناء وحمام سباحة رحب المساحة جميل المنظر بحسب ما جاء في المخطط تماماً ، ثم قرأ الدلال الإعلان على احمد فما كان منه إلا أن قال : الله .. ما أروع هذا المنزل وما أجمله
قال له الدلال : إنه منزلك الذي سئمت منه وأردت بيعه ، قال احمد أأنت واثق بأن هذا الإعلان يخص منزلي قال الدلال : بحسب المخطط الذي أعطينيه نعم قال : احمد وهو فعلاً يحوي كل ما دونته في هذا الإعلان قال الدلال : بلى ، قال احمد : آااه لقد كنت طوال هذه السنين أحلم بالعيش في بيتٍ رائع بهذه المواصفات الجميلة مع أني أعيش فيه ولا أشعر ، ثم التفت إلى الدلال قائلاً : اتلف هذا الإعلان فقد قررت أن أعيش في بيتي الجميل هذا ولن أبيعه فهو حلمي الذي يُراودني العيش فيه طوال هذه السنين ، ولو علمتُ بأنه يحمل هذه المواصفات الرائعة لما تجرأت وجئتك لتكتب ترويجاً إعلانياً لبيعه
من كتابات والدي
صــ آل محمد ــداح
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
نِعم الله علينا كثيرة لا حصر لها ولا عدد وعظيمة ، إلا أننا لا نشعر بها لأنها تُحيط بنا ولو أننا افتقدنا واحدة منها لشعرنا عندها بقيمتها وعظمتها ، وهذا طبعٌ قبيحٌ فينا ، لِمَ نُغمض أعيننا عما وهبنا المتفضل علينا بالنعم ونسعى راكضين وراء ما يُضيرنا، لأننا نرى ظاهره جميلاً ولو تأملنا بعقلٍ فيما يحوي من قبحٍ لاجتنبناه ، فما لنا لا نصل إلى حقيقة ما هو ضار بنا ، أهي الدنيا وما تحوي من زبرج براق أغشى أبصارنا ، أم هي النفس التي تتوق إلى التحرر الغير مألوف يدعوها لأن تأمرنا إلى ما فيه هلاكنا أم هو الهوى الذي عبدناه ظانين بأنه للخير يوصلنا أم أن الشيطان أغوانا لنكون له أتباعاً حتى لجهنم يقودنا ، فزين لنا القبيح وكره لنا ما فيه نعيمنا
نعم أيها الأحبة اننا نعيش في مُلك الله ونتقلب في نعيمه ونأكل من خيراته ونهنأ بلذيذ العيش أصحاء أسوياء رب العرش يرعانا ، ومع ذاك نتذمر من سوء الحال ونتأفف من قلة المال ونُعاتب من وهبنا الحياة وقد نتعدى عليه بالإعتراض ، حتى الصورة الجميلة التي صورنا بها قد لا تُرضينا لنجد أنفسنا نتمنى ان نكون بصورة أحلى وأبهى ، ننظر إلى جمال غيرنا فنتمنى أن تكون تلك الصورة لنا ، ونرى ما في أيدي غيرنا لنجده أجمل مما في أيدينا مع أننا قد نكون ما نملكه يفوق ما يملكه الغير حُسناً وجمالاً
هذا هو حالنا ، كفرنا بالنعم أكثر من شكرنا عليها ، حتى إذا ما محصنا بالبلاء طار منا ديننا لنكون كما قال الإمام الحسين عليه السلام الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون
http://c.shia4up.net/uploads/13187162161.jpg (https://mail.google.com/mail/html/compose/static_files/%5burl%3Dhttp%3a//c.shia4up.net/%5d%5bimg%5dhttp%3a//c.shia4up.net/uploads/13187162161.jpg%5b/img%5d%5b/url%5d)
وقبل أن أختم سأروي قصة تتحدث عن عدم الشعور بالنعمة التي تحيط بالإنسان إلا عند إفتقاده لها فإليكموها
كان احمد يمتلك بيتاً عاش فيه سنوات من عمره ، سئم منه لشعوره بأنه أصبح قديماً لا يصلح لذوقه الرفيع ومكانته المرموقة فأراد أن يُعرضه للبيع لكنه خاف أن لا تصل قيمته لما يمكنه من شراء بيت جديد ، فكر في طريقة تمكنه من بيع البيت بالثمن الذي يُريد فذهب إلى دلال له باع طويل في الترويج والتسويق وكيفية وضع الإعلان المغري لجذب الزبائن ، فطلب منه أن يخط إعلانا ترويجاً لبيته بعد أن أعطاء صورة من المخطط ليتمكن من بيعه بالثمن المأمول لشراء بيت جديد فيه من امواصفات ما يبهج نفسه ، كتب الدلال وصفاً مفصلاً للبيت أبدا فيه المساحة الرحبة والجمال الخلاب والتصميم الهندسي الجذاب ثم ضمن الإعلان وجود حديقة غناء وحمام سباحة رحب المساحة جميل المنظر بحسب ما جاء في المخطط تماماً ، ثم قرأ الدلال الإعلان على احمد فما كان منه إلا أن قال : الله .. ما أروع هذا المنزل وما أجمله
قال له الدلال : إنه منزلك الذي سئمت منه وأردت بيعه ، قال احمد أأنت واثق بأن هذا الإعلان يخص منزلي قال الدلال : بحسب المخطط الذي أعطينيه نعم قال : احمد وهو فعلاً يحوي كل ما دونته في هذا الإعلان قال الدلال : بلى ، قال احمد : آااه لقد كنت طوال هذه السنين أحلم بالعيش في بيتٍ رائع بهذه المواصفات الجميلة مع أني أعيش فيه ولا أشعر ، ثم التفت إلى الدلال قائلاً : اتلف هذا الإعلان فقد قررت أن أعيش في بيتي الجميل هذا ولن أبيعه فهو حلمي الذي يُراودني العيش فيه طوال هذه السنين ، ولو علمتُ بأنه يحمل هذه المواصفات الرائعة لما تجرأت وجئتك لتكتب ترويجاً إعلانياً لبيعه
من كتابات والدي
صــ آل محمد ــداح