المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( يالله !! إنيّ أَكْبُرُ)


ربانة
24-11-2011, 03:43
ـ





بقلم ربانة /أماني حرب


(1)

ياله الـــــــــــــوعي ذا من لصٍ بارعٍ؛ ينسلُ من بين جنبيك الراحة دون أن تحسه !

(2)

تسألُ : هل من رغيفٍ ؟

قد سمِعتُها, هذه الألفاظُ ؛سمعتها وهي تتسول , واقفةٌ على باب المعاني , تمدُ يدَها إليها , تشحذُ منها ما يسدُ جوعها !

(3)

ولو أعدتُ لكم ما قد قاله نتشيه في كتابه (هكذا تكلم زرادشت) فسأقول على مِحَكِ تجربتي :أن ليس ثمة عقبة لرؤية حقيقةٍ ما ؛ سوى أراؤنا , التي تقف كإشارة حمراء ؛دون استرسالنا في البحث ذا .

(4)
بلا مبالغةٍ : إن وقفتُ اليوم أمام عمادةِ القبولِ بالجامعةِ لأُجدد عهد دراستي, لفعلتُها مرةً أخرى واخترتُ الفيزياء ؛هي محكٌ حقيقي لفهم لغة الكون الخفية, وتُلبسكَ ثوب رهبنةٍ وتأمل ٍفي ملكوت الله العظيم.

(5)

لو تدرون ؟!!!!

أني أرى اللغةَ تندفعُ أقراصاً في فرن الفلسفة , فتُخبز على نارها بطعومٍ عدة , مرة بالزيتون , وأخرى بالزعتر , وبعدُ بطعم...أمممم والله كثيرة هي الطعوم , لكن ألا تتفقون معي أن اللغة ستصبح لذيذة وجداً ؟

(6)

"ولا زلتُ أشمُ القرآن وقلبي يدعو بدعوة القايتباي سيدٍالــ قطبِ؛ أن يزكني ببيانه , ويفهمني بكنوزه , ويُحلي لساني بعذوبته . ولا أخفيكم بعدها أن الشقيةَ (الدهشة) صارتْ تفتح لي أبواب المصحف وتاخُذُني من يدي نحو الداخل.

( 8 )

ابنة الرئيس السابقُ المنفي ,
وقفتُ أمامها , والذهولُ يطحنني, ويذرني دقيقا في وجه الحيرة .
رباه!! صار شعرها كله أبيضاً , عينيها تثنت تحتها أخاديد جمة , ويلي ,ماذا جرى ؟!! غبتُ , نعم, ولكنيّ ماحسبتُ أن الذبول سريع!أهو المنفى الذي سحب وجهك القديم ومزقه ؟! أهو ,أهو ؟!!!
أسفارك التي خبئتها في قلبي لازالت شابة ريانة , لينة لازالت والله ,
أتعلمين؟ أنا اليوم أذرها في قلوبٍ شتى , وأخبرهم أنك تبعثين سلاما لهم , سلاماً بالغ المحبة .

(9)

صباح ,طفلةٌ مثل الصباح ؛ من قريةٍ صغيرة , ببطن الوادِ الكبير .
عقلُها كبير ,عنيدة , لاتفعل إلا ما تراه ,تمرني كل صباح, وتبتسم ,
وقلبي يقول: أن التمرد لعبة البنت الصغيرةُ هذه .
صباح مثل الصباح ,كلها ضوء ,إن وقفتْ أمامك عليك أن تطفئ قناديل الليل ؛ فقد حل الصباح للتو .

(10)

يا "عبدالعزيز *" هاهو جالوت قد حلّ بنا , ويُقرؤنا سلامه كل آن , ثم يُعلمنا عدوانه .
جبهته تهفو لها قلوبٌ شتى , ضالة ضلال الشياطين , مضطبعةٌ بالسواد , وطوّافةٌ بولاءه في خنوعٍ فاضح .انتشرت وحوشٌ كثرة , تُساقط كل خضرة وتدوسها دوس الفسقة ؛ليبقَ الجفاف والتصحر حافلا بنا جرما وعدوانا.نحن الضعاف خبلاً وعُتهاً أن تركناهم ؛ يَمُضُّونَ سيوفهم في عقولنا.
بعدها ؛ لم يعد من بدٍ (للأمان) سوى أن يغلق الباب على نفسه , فنظل فقراء فقراء إليه ,
نحن المجرمون حقا يا عبدالعزيز!

(11)

صمتاً , لاتعبث بالكهلِ وعماه بادٍ .
تدري , عيناه مثقوبتان , وماباليد حيلة أن لا يرى وضح السوادِ ؛المستدام حوله ,
السوادُ المُعَفِّرُ لبياضِ الصباح ؛ فلا تُمَلِّي عليّه رؤياك .
لا تخبره عن هؤلاء الذين داسوا وجهه ورحلوا, تركوه كالخرق البالية المتهدلة في وجه الريح .
هكذا بكل بساطة الأحداث قدانسدلت ستارته , ومسرحه غربتْ عنه مشاهدهم .مظهره الــ متسخِ الثياب؛ ينطق بأزمة حقيقيةٌ في هروبه عن الماء ؛يظنه شبحا قد خلفوه وراءهم , يتذكر غرقهم في بحر الغياب , صار يخاف الماء, حتى الموتُ عطشاً ؛ فيُشرّبُ مرغماً .
كل يومٍ يتذكر , يرقب المارة في ذاكرته , ويسألهم كفافه , وينثر وجوههم على بؤسه,
كل يومٍ يحدث هذا , فينام تحت عزفٍ فوق أوتار حياواتهم المنسدلة أمام عينيه المترقبة .
لن يرَ إلا ظلمةً , و سيترنم ألماً داخلها .
الألمُ يرتكب به الــــــــــ تعثر , والتخثرُ لدفقِ الحياةِ في جسده ,
الألم ماءٌ أزرق , يسقي زنابقاً سُوداً, تنبتُ في عينيه .





(12)

صرختُها لازالتْ تضربُ صدري كالرصاص كلما تذكرتها .
يوم عزاء أمها , وبعد أن ذوّب البكاءُ وجهها في كأسِهِ ؛ استنكرتْ ما قدموه لها من طعامٍ ؛ فصرختْ في وجوههم قائلة : أأكلُ ؟! وأمي, أمي ماذا تأكل الآن ؟ الثرى ؟


(13)

هيه, يا أنت, يا قارئ الوجوه,
لاتقرأ وجهه , ولا تحاول سماع صوته , ذاك الأعزلُ إلامن ذاكرته ؛ كل الدنيا لعبتْ عليه ونازعته كل أشياءه,وحتى وطنه شدّ اللحافَ من بين يديه الذي قاسمه إياه , ثم سوى الوسادة ونام , تركه مذهولاً على الحافة , حدّ أن صار أريانو أخراً , يصف وطنه بالكذب ؛( إل دورادو) ثانيةً .
وجهه وصوته صارا عارييّن ؛ يفضحان عورة حزنه .
فلا تلتفت نحوه .






*عبدالعزيز : ابن أخي بعمر الخمس سنوات .
* موزاييك : يوزرا كتبت به سابقا في الشبكة .
*ابنة الرئيس : استاذتي محاضرة بمرتبة برفسور في علم النووية.
*صباح : إحدى طالباتي .
* إل دورادو مدينة الذهب الغارقة في الامازون كما حكى عنها أريانو الضابط الأسباني للحكومة الأسبانية ولكن بعد الاستكشاف مرة أخرى للذهاب إليها لم يجدوا شيئا مما قال ,
حلم يعني في رأس أريانو.
.

nuha1423
24-11-2011, 07:34
وحشتنا سطورك ربانة

مرحبا بك

ياله الـــــــــــــوعي ذا من لصٍ بارعٍ؛ ينسلُ من بين جنبيك الراحة دون أن تحسه !



أنبقى بلا وعي إذا ؟؟

إنها دنيا الشقاء وليست للراحة


فصرختْ في وجوههم قائلة : أأكلُ ؟! وأمي, أمي ماذا تأكل الآن ؟ الثرى ؟



ألم قاسي

يا إلهي كم هي رائعة كلماتك ربانة

عميقة

سهلة صعبة

وفقك الله في حياتك الجديدة وبارك لكما

تحياتي لك

الحارث
24-11-2011, 20:38
ما هذه الأسطر الفيلسوفة
أنها كلمات نسجت من الغموض
لكنه الغموض الراائع

بارك الله فيك

الجده الذكيه
01-12-2011, 21:31
يسلموووووووووووووووووو
رائع جدا
كنت هنا
الجده الذكيه
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRVd4NGMyGeuYK2B2069_eYOpeiTgyqz dGcKE3y5EKzvVl7dhBjffT_VfrexQ