مشاهدة النسخة كاملة : أن تفشل وتذهبَ ريحك !!
ـ
بقلم/ أماني حرب (ربانة ) /خارطة .
(1)
لاتسألني عن تاريخي ..!
فخلف السور العظيم من السلك الشائك , يقبع تاريخنا , ومن بوابته يرمون لنا كتاب تاريخهم !
تاريخنا ..محرمٌ , ملوثٌ , مقذورٌ ؛ هكذا علمونا , بل علموا على أجسادنا إن نسينا وكلما همّ منّا واحدٌ يُذكرنا ؛رأى وسم تاريخهم على جلده, فعاد ونسي تاريخه حتى تاريخ ولادته !
في التيه .... حكت لي جدتي أن خلف السور هناك كانوا يملكون ديارا وبئرا ومزرعة صغيرة عاش فيها أبي وجدي وجدهما وجد جدهم , وهي كانت من مكان أخر يحيط به سور أكبر , جدتي صارت تُخطئ كثيرا , ذاكرتُها قد خرمتها الغربة , وجدي يُذكرها ,وأما أنا مخلوقٌ في التيه , فكيف يكون لي أيُ تاريخ ؟! لاتسألني عن التاريخ ليس لدي إلا تاريخهم وبلاء أسودً في صدري يقولون أنه سببه من يلد وليس له وطن ولا اسم ولا تاريخ !
.
.
،
(2)
ياشايان..
لاتبكِ جبالك الأنديز..لاتبكِ حصان الأبالوزا ..
لاتبك سهولك المنفية تحت خرسانة منهاتن..
لاتبك نهرك المسيسبي يخدم هذا الغاصب ويطأطأ رأسه له ولا يغضب .
لاتبك أمريكا أن لم تعود تذكر خيامك, وحطب السنديان محترقا في نارٍ أشعلتها جدتك العجوز,
جدتك التي حكت بطولات الزعيم الهندي , بكل إنتشاء وفرح وغمزتي وجنتيها تزدادان عمقاً,
كانت تصف موته على يد الغازي الأزرق , وأنه لم يكن بحوزته من سلاحٍ سوى فأسٍ صغير مهترئٍ , وأماقلبه وحده كان السلاح الذي عوَل عليه حتى انتهى موتاً,كانت جدتُك تحكي وهي تبكي وتفرك عينيهاوكانت تفلسف موت الجد الكبير الذي لم تره قط , وأنه لم يكن ليتقهقر فيعيش الذل !
حكت جدتك حتى انكفأت ببكاءٍ حزين حزين جدا!
وأنت ذلك الظل الممتد لهم على قارعة قوم يستقذرون جلدك الملون !
لاتبكِ وروائح قصصهم تثور في أنفك مع دخان التبغ من غليون جدك الزعيم , لاتبكِ.
.
،
(3)
في الليل .. في الليل .. !
_ ماذا تنوي أن تقول ؟!
في الليل وحده سنقول , سنصرخ , سنعلن حريتنا ,
في الليل سنقول للدفاتر و الكهوف , وسلالم الدرج الخلفية ونشخبط على الجدران ننافس المراهقين في التجليات ,
وتحت الأقبية سنعتكف , وسنقول كل الذي نود أن نقول كل الكلام الذي حرمّوه !
ليس في الليل وحده تصحو الخفافيش ,هذا كلام كذب,أوهمونا حتى نظننا الخفافيش؛
فنستحي عن الكلام الذي يمنعوه,
بل في النهار, وأنظر بنفسك ,أنظر للخفافيش تسرح في النهار , تمد
صياحها لتصمنا,لتقطع علينا كل الكلام ,أي كلام ,
وتستريح إن غفونا ,
ثم تستأنف الصياح , كل يوم لكنها في الليل يهدها التعب فتنام !.
.
(4)
يا ملعون ..
كيف فهمت أن كرسيك أغلى وأثمن من رقاب آلاف إنسان ؟!
يا كلب...
ليسوا جماداتٍ ولا حيوانات , هؤلاء آمال وطموحات !
من علّمك أن كرسيك أغلى ؟!
تبت يد الذي علمك , وتبت يدك .
(5)
ولمّا يتعمد وطنك أن يبل جسده في ترعة الظلم ,
فلا لوم عليك,لا لوم .. أن تخرج منه والفشل يشخب من ثيابك !
.
.
(6)
الوطن ؟
تتكلم عن ماهو الوطن ؟!
الوطن خدعة , الوطن كذبة , ليس سوى أوراق وأعلام فارغة وجوازت تثبت أنك أحد الحمير ,
أنك سوى ثور يدور حول السواقي منذ سنين ,
الوطن لعبة متاهات ومعضلة مونتي هول ,الوطن ثقب أسود يمتص كل ما تقول .
الوطن الذي تقول , لا أقاليم لا حدود لا مراسيم ولا أيام للوطن
إلا في قوانين الذين عَبَدُّوك ,
الذين حولوك التبيع من قطيع طويل طويل ..طويل!
الوطن هذريات لا تكف في رأس منفيٍ,
ولمّا يعود يبصق على اليوم الذي جاء فيه !
لا تقول وطن, قول أنا أنا .
هنا هنا بين أضلاعك يكمن الوطن الصحيح ,
يكمن صوتك الحر كالنوارس ,
صوتك الثوري الأحمر,
صوتك الفُلفُلي الحار ,
صوتك المبلول بك .
هنا هنا بين أضلاعك فقط يمكنك
نصب خيامك , هنا يمكنك غرس كل أعلامك
وألوانك ,
,لك وسطه إحتفالات, وأعياد ميلاد , وتعازي ,
وأنباء عنك تستقبلُك وعنك تودعك ,
هنا أخبارك المهمة ,
وطوب أساسات مشاريعك , ضعها هنا بين أضلاعك ,
وأيضاً إن أردتَ فوق كل ذا
لك أناشيد وطنية ,
هنا فقط إرسم حدودك
وإلا على أرض المسمى وطن؛
لايحبذ أن تكون فيه,
إلا مثل الدجاج وسط ثلاجة التبريد
جامدٌ , بارد, صامت , ناكس .
,
.
أود الخروج يا الله .
أشعر بالتعب , بأني صرتُ ذوب الشمع بعد الإحتراق وأني لم أعد أعرف معنى للحياة , وان كلي صار يبكي على بعضي
وأني مجرد كذبة عليّ أن أصدقها وعقلي يمتنع .
أني علبة والكون يدهسني بعجلاته .
ألتصقت أنعدمت
تمددت ,لكنّ لا حراك يعاودني ,ينصحني ,يعلن أني حرة حرة العقل حرة البناء والأساس
حل عني يا ظلام وبس .
.
.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond