تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القفص المرصع بالألماس


محبه للعلم والتعلم
15-04-2012, 22:51
----------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى الله على محمد وآله الطاهرين


أخوتي الأفاضل


... ستدور سطور مقالتي هذه حول التلاحم والترابط الجامع الرجل بالمرأة على بركة الله لبناء بيت مستقر ذو قواعد متينة وأعمدة سليمة وحيطان عالية وأبواب محكمة مقفولة بأقفال ذهبية تحصنه من عيون الأجناب مفتاحها الوئام والود ، ألا وهو الزواج ، الذي سُنة الحياة تلك السُنة الطيبة التي حث عليها ديننا الحديث وأكد عليها خاتم الأنبياء وخير المرسلين صلى الله عليه وآله قي أقواله وفعله لها ، لأنها سبيل العيش الهانئ ، والوسيلة لزينة الحياة ، تُفتَتَح بخطبة الرجل للمرأة وتُربط بعقد القران ، بمهرٍ رمزي يُبدي فيه الرجل استعداده لمسيرة الإنفاق على من ستشاركه الحياة مدى العمر ، ليبدءا ذلك المشوار الجميل والرحلة السعيدة بليلة بهيجة تزينت فيها الزوجة لتبدو كالوردة المتفتحة والعابقة بأريج الود ، لتُمتع ذلك الزوج ليراها أميرة قد لبست أجمل الحلل وتزينت بأزهى الألوان


وهو بدوره قد تهيأ ولبس أرفه الثياب ليبدو أنيقاً وجميلاً يشد انتباهها لتراه فارس الأحلام ، فتتعهد بأن تكون له نعم زوجة وخير أم لأولاده ، والمدرسة التي منها يتخرج فلذات كبده ليواصلوا مسيرتهم في الحياة ، ويتعهد لها بأن يكون الحافظ لها من أي إعصار والحارس لها من عيون الأشرار ، والمتكفل بها لتكون في غنى عن الحاجة إلى ذل السؤال ، لتشعر بأنها في خيمة تسترها لتبقى جوهرة ثمينة لا تبلى ولا ترخص مهما طال الزمان


فتتلألأ ليلتهما باحتفال بهيج يحضره الأهل والأحباب ، ملبين لدعوتهما ومشاركين لهما فرحتهما ومباركين لهما اللبنة الأولى لذلك البناء الذي يعلو بالود ويستقر بالأولاد ، لتبدأ فيه الشراكة الطيبة ، بأدوار ُمقسمة بينهما تقسيماً إلهياً كلٌ بحسب فسيلوجيته الجسمانية والعقلية والعاطفية لتنجح تلك الشركة وتكبر وتستمر إلى أجل غير مسمى ، لا ينتهي إلا بنهاية عمر أحدهما ورحيله عن هذه الحياة بعد عمر مديد قد قُضي بالخير وأُثمر بأطيب الثمار ، ليبقى ذكرى جميلة في فكر من يبقى منهما حياً ، يتذكر خلاله سني العمر الجميلة التي مرت سريعة مع ذلك الإنسان الذي كان يشعر معه بلذيذ العيش وجمالية الحياة


في الختام


أهدي مقالتي هذه إلى كل من وفقه الله للدخول في فقص الحياة الجميل المُزين بالذهب والمُرصع بالألماس والمقفول بالإستقرار يُفتح بالود وزينة الحياة


سائلاً المولى القدير أن يُديم بينهما الود العمر كله خالٍ من الشوائب وبعيد عن الأتراح


بجاه خير البشر وآله الميامين الغرر صلوات الله عليهم أجمعين


من كتابات والدي


صــ آل محمد ــداح