دلوعة البصريات
30-08-2006, 20:47
في القرن السابع عشر , كان قنال "بريستول" مسرحا للقراصنة الأتراك , وكانت الرحلة محفوفة بالمحاطر, والمسافرعبره معرضا لقضاء حياته في ذل الأسر . و بالرغم من ذلك فقد أقلعت حدى السفن من ايرلندا في عام 1935م وأفلتت من القراصنة وأنزلت في "بريستول" غلامين كانا في طريقهما الى المدرسة في "اتون " وكان احد الغلامين"روبرت بويلط الذي صار فيما بعد عالما شهيرا.
لقد ولد "بويل" وفي فمه ملعقة من الذهب , وعندما بلغ السابعة عشر من عمره ورث عن أبيه ثروة مكنته من أن يتفرغ للأبحاث العلمية التي ملكت عليه فؤاده وخلبت لبه وألهبت خياله .وكان "بويل" يكثر من حضور اجتماعات جمعية علمية كونها بعض العلماء الانجليز الذين كانوا يجتمعون غالبا في "لندن" , وسرعان ما ذاع صيته بينهم . وفي عام 1662م أصدر "شارل الثاني" مرسوما بتحويل هذه الجمعية الى "الجمعية الملكية" , وتضمن ذلك المرسوم تعيين "بويل" عضوا في مجلس ادارتها . وفي عام 1680م أنتخب "بويل" رئيسا لهذه الجمعية , الا أنه أعرض ونأى بجانبه .وعندما بلغ السابعة والعشرين من عمره سافر الى "أوكسفورد" وأمضى بها أربعة عشر عاما , وأعد لنفسه فيها معملا .وهناك أجرى تجارب عديدة.
نكس "بويل" , في احدى هذه التجارب أنبوبة مملؤة بالزئبق في حوض به زئبق أيضا وأدخل هذا الجهاز في مستودع مفرغة الهواء , وجعل الأنبوبة تنفذ من فتحة في أعلى المستودع , فلاحظ أن عمود الزئبق في الأنبوبة ينخفض كلما زاد تخلخل الهواء داخل المستودع , وبذلك أيد رأي العالم " باسكال" في أن عمود الزئبق في تلك التجربة يكون متزنا مع الضغط الجوي الواقع على سطح زئبق الحوض.
الا أن كثيرا من الناس في ذلك الوقت لم يقتنعوا بصحة هذه الحقائق .وقام "فرانسيسكو لينوس" , وهو أحد القساوسة اليسوعيين من هولندا , يهاجم "بويل" وينتقده انتقادا مرا وأكد أن الضغط الجوي لا يمكن أن يتزن مع عمود من الزئبق يبلغ ارتفاعه 29 بوصة , وزعم أن عمود الزئبق في هذه التجربة معلق من الطرف الأعلى للأنبوبة بخيوط غير مرئية , وأنه أحس فعلابهذه الخيوط عندما أخذ أنبوبة مفتوحة الطرفين وسد أحد طرفيها باصبع من أصابعه !
ولقد كان هذا الانتقاد حافزا لبويل على زيادة البحث والاستقصاء , ورأى أن يبين بالتجربة أن مرونة الهواء كفيلة وحدها بالقيام بأكثر مما يتطلبه اتزان عمود الزئبق في تجربته السابقة . فأخذ أنبوبة ذات شعبتين احداهما طويلة ومفتوح طرفها الأعلى , والأخرى قصيرة وطرفها مسدود باحكام , وأخذ يضع في الأنبوبة الطويلة المفتوحة زئبقا حتى صار حجم الهواء المحبوس في الأنبوبة القصيرة نصف حجم الأول , فرأى أن سطح الزئبق في الشعبة الطويلة أعلى من سطحه في القصيرة بمقدار 29 بوصة .
ولكن حدث أن وقعن هذه الأنبوبة عفوا فانكسرت . وهنا أعاد "بويل " تجربته مستعملا أنبوبة أخرى بلغ طولها ثمانية أقدام . وأجرى تجربته مدونا عدة قراءات لكل من حجم الهواء المحبوس وضغطه بحيث تشمل ضغوطا أقل من الضغط الجوي وضغوطا أكبر منه .ومن ثم استقرأ من هذه النتائج القانون الذي يعرف "قانون بويل" الذي يشير الى العلاقة العكسية بين حجم المقدار المعين من الغاز والضغط الواقع عليه عند ثبوت درجة الحرارة .
وهكذا كانت مهاجمة الأب اليسوعي لبويل سببا في خلود اسم الأخير في تاريخ علم الفيزيقا , وسيظل منقوشا في أذهان الدارسين لهذا العلم .
لقد ولد "بويل" وفي فمه ملعقة من الذهب , وعندما بلغ السابعة عشر من عمره ورث عن أبيه ثروة مكنته من أن يتفرغ للأبحاث العلمية التي ملكت عليه فؤاده وخلبت لبه وألهبت خياله .وكان "بويل" يكثر من حضور اجتماعات جمعية علمية كونها بعض العلماء الانجليز الذين كانوا يجتمعون غالبا في "لندن" , وسرعان ما ذاع صيته بينهم . وفي عام 1662م أصدر "شارل الثاني" مرسوما بتحويل هذه الجمعية الى "الجمعية الملكية" , وتضمن ذلك المرسوم تعيين "بويل" عضوا في مجلس ادارتها . وفي عام 1680م أنتخب "بويل" رئيسا لهذه الجمعية , الا أنه أعرض ونأى بجانبه .وعندما بلغ السابعة والعشرين من عمره سافر الى "أوكسفورد" وأمضى بها أربعة عشر عاما , وأعد لنفسه فيها معملا .وهناك أجرى تجارب عديدة.
نكس "بويل" , في احدى هذه التجارب أنبوبة مملؤة بالزئبق في حوض به زئبق أيضا وأدخل هذا الجهاز في مستودع مفرغة الهواء , وجعل الأنبوبة تنفذ من فتحة في أعلى المستودع , فلاحظ أن عمود الزئبق في الأنبوبة ينخفض كلما زاد تخلخل الهواء داخل المستودع , وبذلك أيد رأي العالم " باسكال" في أن عمود الزئبق في تلك التجربة يكون متزنا مع الضغط الجوي الواقع على سطح زئبق الحوض.
الا أن كثيرا من الناس في ذلك الوقت لم يقتنعوا بصحة هذه الحقائق .وقام "فرانسيسكو لينوس" , وهو أحد القساوسة اليسوعيين من هولندا , يهاجم "بويل" وينتقده انتقادا مرا وأكد أن الضغط الجوي لا يمكن أن يتزن مع عمود من الزئبق يبلغ ارتفاعه 29 بوصة , وزعم أن عمود الزئبق في هذه التجربة معلق من الطرف الأعلى للأنبوبة بخيوط غير مرئية , وأنه أحس فعلابهذه الخيوط عندما أخذ أنبوبة مفتوحة الطرفين وسد أحد طرفيها باصبع من أصابعه !
ولقد كان هذا الانتقاد حافزا لبويل على زيادة البحث والاستقصاء , ورأى أن يبين بالتجربة أن مرونة الهواء كفيلة وحدها بالقيام بأكثر مما يتطلبه اتزان عمود الزئبق في تجربته السابقة . فأخذ أنبوبة ذات شعبتين احداهما طويلة ومفتوح طرفها الأعلى , والأخرى قصيرة وطرفها مسدود باحكام , وأخذ يضع في الأنبوبة الطويلة المفتوحة زئبقا حتى صار حجم الهواء المحبوس في الأنبوبة القصيرة نصف حجم الأول , فرأى أن سطح الزئبق في الشعبة الطويلة أعلى من سطحه في القصيرة بمقدار 29 بوصة .
ولكن حدث أن وقعن هذه الأنبوبة عفوا فانكسرت . وهنا أعاد "بويل " تجربته مستعملا أنبوبة أخرى بلغ طولها ثمانية أقدام . وأجرى تجربته مدونا عدة قراءات لكل من حجم الهواء المحبوس وضغطه بحيث تشمل ضغوطا أقل من الضغط الجوي وضغوطا أكبر منه .ومن ثم استقرأ من هذه النتائج القانون الذي يعرف "قانون بويل" الذي يشير الى العلاقة العكسية بين حجم المقدار المعين من الغاز والضغط الواقع عليه عند ثبوت درجة الحرارة .
وهكذا كانت مهاجمة الأب اليسوعي لبويل سببا في خلود اسم الأخير في تاريخ علم الفيزيقا , وسيظل منقوشا في أذهان الدارسين لهذا العلم .