المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عيون الشعر في الرثاء


ابو غازي
10-09-2006, 03:27
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هل يعلم احدكم كيف يحس الآنسان على فراش الموت-(نسئل الثبات من الله عز وجل)-؟ طبعاً لا

اهذه القصيدة من عيون اشعر العربي في الرثاء
قالها مالك ابن الريب وهو في خراسان يحتضر

اهذه القصيدة من عيون اشعر العربي في الرثاء
قالها مالك ابن الريب وهو في خراسان يحتضر


ألا ليـت شعـري هـل أبيتـن ليلـة =بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا

فليـت الغضى لم يقطع الركب عرضه =وليـت الغضى ماشى الركـاب لياليا

لقد كان في أهل الغضى (لو دنا الغضا) = مـرار ولكـن الغـضى ليـس دانيـا

ألم تراني بعت الضـلالة بالهدى = وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي = لقـد كنت عن بـابي خراسـان نائيـا

فلله درّي يـوم أتـرك طـائعـاً =بنيّ بـأعلى الرقمتيـن ومـالـيـا

ودرّ الظـبـاء السانحات عشية = يخبِّـرن أني هـالـك مـن ورائـيـا

ودرّ كبيـريّ اللذيـن كلاهـمـا =عليّ شفيـق نـاصـح لـو نهـانيـا

تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد = سوى السيف والرمح الردينيّ باكيا

وأشقـر خنذيـذ يجرَّ عنانـه = إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيـا

ولما تراءت عند مرو منـيّـتـي = وخلَّ بها جسمـي وحـانت وفـاتـيـا

أقـول لأصحـابي: ارفعوني فإنني = يقـرّ لعينـي أن سُهيـلٌ بـدا ليـا

فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزلا = برابيـة ؛ إني مـقـيـم لـيـالـيـا

أقيما علي اليـوم أو بعض ليلـة= ولا تعجـلاني؛ وقـد تبيـّن مـا بيـا

وقوما إذا ما استُلّ روحي وهيئـا = لي السَّدر والاكفـان ثم ابكيـا ليـا

وخطّا بأطـراف الأسنّـة مَضْجَعي = ورُدّا على عيـنـي فضْـلَ ردائـيـا

ولا تحسداني – بارك الله فيكما - = من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خـذاني فجـراني ببُردي إليكمـا = فقد كنت قبل اليـوم صعبـاً قيـاديـا

وقـد كنت عطّافـاً إذا الخيـل أدبـرت= سريعاً إلى الهَيْجا إلى من دعانيـا

وقد كنت محمـوداً لدى الزاد والقـرى= وعن شتمي ابن العم والجار وانيا

وقد كنت صبّاراً على القرن في الوغى = ثقيلاً على الأعداء عَضْباً لسانيا

غذاة غد يالَهْف نفسي على غد =إذا أدلجوا عني وخُلّفـت ثـاويـا

وأصبح مالي من طريـف وتالد = لغيري وكان المال بالأمس ماليا

وقوما على بئر الشُّبَيك فأسمعا = بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنـكـما خَلّفتُمـاني بِقَفْـرَةٍ = تهيـل عليّ الريـحُ فيها السوافيـا

ولا تنسيـا عهدي خليليّ إنني = تَقَطّـعُ أوصـالـي وتبلى عظاميـا

فلن يعدم الوالون بيتـاً يُجنُّني = ولن يعـدم الميـراث مني المواليـا

ويا ليت شعري هل تغيرت الرحى = رحى المثل أو أضحت بفلج كما هيا

إذا مـت فاعتادي القبـور فسلمي= على الرّيم أسقيتِ الغمام الغواديـا

قلِّب طرْفي فوق رحلي فلا أرى = به من عيون المؤنسات مراعيا

وبالـرمل منا نسـوة شَهِدنني= بكَين فَدينَ ا لطبيـب المداويـا

فمنهن أمي وابنتـاها وخـالتي = وباكية أخرى تهيج البواكيا

وما كان عهد الرّمل مني وأهله= ذميما ولا بالرمل ودّعتُ قاليـا

شرح المفردات

5- الرديني : الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح

6- أشقر محبوك: يعني حصانه الاشقر القوي

7- تراءت :ظهرت وبدت. مرو:عاصمة خرسان .خل:ضعف

9- سهيل : نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره

10- ياصحبي رحلي: ياصاحبي في سفري

11- السدر: ورق السدر العر ب يستخدمونه بدل الصابون

12- فضل ردائيا : الزائدج من ثوبي

14- بردي :ثوبى

15- عطافاً: انعطف نحو الاعداء مهاجماً.احجمت:تراجعت

17- باكيه اخرى :يعني زوجته


الشرح:

ياترى هل تعود ايامنا مع الاحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليله اسوق النياق السريعة .

كم كنت اتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه.

إن أهل الغضا احباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون.

لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان .

وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي ألذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه .

حينما شعرت بالموت عبد مدينة مرو وضعف جسمي قلت لاصحابي : ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو اهلي ، وقد لا تنتظران عندي الايوماً أو بعض ليله لأن أمري قد اتضح ، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي .

ووسعا لي في قبري لأن أرض الله ، واسعه واسحباني إليكما بثوبي ،فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني .وكنت انعطف على الاعداء إذا تقهقرت ألخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني .

آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءًلو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بانفسهن، منهن أمي واختاي وخالتي وزوجتي .ماكان أخسن أيام الرمللقد كانت حميده وكان اهل الرمل محبين لنا مخلصين في ودادنا.ذ


إذا تأملت هذه القصيده العظيمه اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه:

1. أن العاطفه فيها في اوج الصّدق والحراره لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحاس لا مثيل له ، إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ .وهذه الخاصه جعلت هذه القصيده من اشهر المراثي في الشعر العربي

2. المعاني فيها ابتكار وروعه كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه ،وهي تبكي بطولته وفروسيته ، وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ، ومن معانيه الطريفة : معنى تشابه فيه مع شاعر انجليزي جاء بعده .وهو قوله (( خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي)) . ومن اجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه ، وبين حالته وهو في كامل صحته حين كان من الصعب على أصحابه أن يجرّوه ،كما أنّ في ذكره لزوجته ووالدته وقريباته ،وتصوير شعورهنّ حين يبلغن النبأ إبداعاً ممتازاً .

3. الصور والأخيلة الواردة في معظم القصيدة بدويه ، ولكنّ بعضها يوضح جوّ ألفتوح الإسلامية ،ومن الإشارات


اتمنى ان تعجبكم

وضاح من اليمن

ناصر اللحياني
10-09-2006, 13:32
قصيدة مؤثرة ،،،

بارك الله فيك وجزيت خيرا ..

البالود
10-09-2006, 14:44
سلمت يمينك أخي وضاح
v
v
v
الشعر سحر ,,, والعرب اذا تكلموا في الرثاء تكلموا

يقولون إذا رثت العرب ,, أبكوا العجوز
.
.
ومن أفضل الرثاء ,,, رثاء النفس على فراش الموت

وكثير من ابدع في هذا ,,, ولكني أجد هذه القصيدة ,, من أعظم ماقيل في رثاء الأنفس

والذي يشدني فيها كثيرا ,, قافيتها ,,,, والتي يعدها النقاد من القوافي الصادقة

اذا رأيت القصيدة قافيتها على " إيا " ستجد الموت والحسرة من ورائها
.
.
وأكثر ماأردده دائما من أبياتها هو هذا البيت



تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد = سوى السيف والرمح الردينيّ باكيا

.
.

أشكرك كثيرا أخي وضاح ,, على هذا الإنتقاء الرائع والذي يدل على ذوقك الرفيع

لك خالص ودي وتقديري

ابو غازي
10-09-2006, 18:00
مرحبا


شكراً اخ ناصر على المرور

اخ البالود شكراً جزيلاً لك

لم اكن اعلم انك محلل ادبي ---- جزاك الله خير على الأضافة

هذه اكثير بيتين اعجبتني في القصيدة

وقوما إذا ما استُـلّ روحـي وهيئـالي**** السَّدر والاكفـان ثـم ابكيـا ليـا
وخطّـا بأطـراف الأسنّـة مَضْجَعـي*******ورُدّا علـى عينـي فضْـلَ ردائـيـا

ابو غازي
12-09-2006, 02:40
شكر خاص للأخ البالود لأنة قام بتعديل القصيدة على نمط جديد

العالمه
12-09-2006, 09:44
بالفعل قصيدة مؤثرة .................. بارك الله فيك ....