تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شواطئ المحيط الكونيه


بروفيسورة الفيزياء
31-05-2013, 12:29
[FONT="Comic Sans MS"][I][COLOR="Blue"]شواطىء المحيط الكوني
الكون هو كل ما هو موجود وما وجد وما
سيوجد. وان أبسط تأمل لنا في الكون يحرك
مشاعرنا فتمر قشعريرة في العمود الفقري V ويخفت
الصوت ويسيطر إحساس بالدوار كما في تذكر
الأشياء البعيدة V أو السقوط من ارتفاع ما. فنحن
نعلم أننا نقترب من أعظم الأسرار.
إن حجم الكون وعمره خارج إدراك الإنسان
العادي. ففي مكان ما ب Q اتساع الفضاء وخلود
الزمن يضيع كوكبنا ا Fعروف بالأرض V وفي ا Fنظور
الكوني فإن كل الاهتمامات الإنسانية تبدو غير مهمة
بل بائسة ومع ذلك فان جنسنا البشري فتي
وفضولي وشجاع وواعد. وفي الفترة الأخيرة ا Fمتدة
عدة آلاف من السن Q استطعنا أن نصل إلى
اكتشافات مذهلة وغير متوقعة عن الكون ومكاننا
فيه V وهي اكتشافات يبعث تقديرها البهجة في
النفس. فهي تذكرنا أن الكائنات البشرية خلقت
لكي تفكر V وان الفهم متعة V وا Fعرفة شرط لاستمرار
الحياة. وعموما فأنا شخصيا أظن أن مستقبلنا
يعتمد على مدى معرفتنا بالكون الذي نعوم فيه
كذرة غبار في السماء.
تطلبت هذه الاكتشافات الشك والخيال معا.
1
20
الكون
فالخيال يحملنا غالبا إلى عوالم لم تكن موجودة قط V ولكننا لن نذهب دونه
إلى أي مكان. أما الشك فيمكننا من التمييز ب Q الزائف والحقيقي ومن
اختبار أفكارنا. والكون غني دون حدود بالحقائق الرائعة والعلاقات ا Fتبادلة
ا Fتقنة والوسائل الذكية لاكتشاف الأشياء التي تكتنفها الأسرار.
إن سطح الكرة الأرضية هو شاطئ المحيط الكوني ومنه تعلمنا أغلب ما
نعرفه Vومؤخرا نزلنا قليلا إلى البحر و ‚ا يكفي لتبليل أصابع أقدامنا فقط V
أو ر ‚ا وصلت ا Fاء إلى رسغ القدم. ولكن ا Fاء يبدو جذابا V والمحيط يدعونا
إليه وثمة جزء من كياننا يدرك أننا جئنا من هذا ا Fكان ونحن نشتاق إلى
العودة.
إن أبعاد الكون هي من الاتساع بحيث لا تجدي معها وحدات قياس
ا Fسافة العادية كا Fتر والكيلو متر التي تستخدم عادة في كرتنا الأرضية
وعوضا من ذلك فإننا نقيس ا Fسافة بسرعة الضوء. ففي ثانية واحدة
يقطع شعاع الضوء ١٨٦ ألف ميل أو ٣٠٠ ألف كيلومتر تقريبا V أي يدور حول
الكرة الأرضية سبع مرات ونصف ا Fرة V وهو يقطع ا Fسافة ب Q الشمس
والأرض في ثماني دقائق.
و yكننا القول إن الشمس تبعد عنا مسافة ثماني دقائق ضوئية V وفي
سنة واحدة V يقطع الضؤ نحو عشرة تريليونات (جمع تريليون وهو ألف
مليار) كيلومتر V أو زهاء ستة تريليونات ميل في الفضاء وهكذا فإن وحدة
الطول التي يقطعها الضوء في سنة واحدة V تدعى سنة ضوئية V وهي لا
تقيس الزمن V بل ا Fسافات أو بالأخرى ا Fسافات الكبيرة جدا.
والكرة الأرضية هي مكان لكنها ليست ا Fكان الوحيد بأي حال من
الأحوال وليست حتى ا Fكان النموذجي. ولا yكن لأي كوكب أو نجم أو
مجرة أن يكون œوذجيا لأن الكون فارغ في معظمه أما ا Fكان النموذجي
الوحيد فهو ا Fوجود في الفراغ الكوني البارد والواسع V وهو ذلك الليل
الأبدي في الفضاء الذي يفصل ب Q اﻟﻤﺠرات وهو مكان بالغ الغرابة ومقفر
oاما V تبدو الكواكب والنجوم واﻟﻤﺠرات اذا ما قورنت به نادرة جدا ورائعة.
واذا ما أدخلنا با Fصادفة في هذا الفضاء الكوني فان احتمال أن نجد
أنفسنا على أو قرب كوكب ما سيكون أقل من واحد في مليار تريليون
تريليون ( ١).
21
شواطىء المحيط الكونى
أي ٣٣١٠x١ أو الرقم ١ وعن yينه ٣٣ صفرا) وتعتبر هذه الأرقام لا صلة
لها بحياتنا اليومية. إنها لعوالم مهيبة.
ولو افترضنا أننا وقفنا عند نقطة عليا تسمح لنا بأوسع أفق للرؤية ب Q
اﻟﻤﺠرات فسوف نرى أجزاء متناثرة من الضوء تبدو كالزبد فوق أمواج
الفضاء V وبأعداد لا تحصى V وتلك هي اﻟﻤﺠرات التي يجول بعضها وحيدا
أو معزولا بينما يشكل أغلبها عناقيد مجمعة V تتحرك معا مندفعة إلى مالا
نهاية عبر الظلام الكوني الكبير ونرى أمامنا الكون في أكبر اتساع نعرفه V
فنحن الآن في عالم الغيم السد yي الذي يبعد عن الأرض ثمانية مليارات
سنة ضوئية V أي يقع في منتصف ا Fسافة إلى حافة الكون ا Fعروفة حاليا.
وتتألف اﻟﻤﺠرة من غاز وغبار ونجوم يبلغ عددها مليارات ا Fليارات. وكل
نجم منها yكن أن يكون شمسا لبعض الناس وتوجد في كل مجرة نجوم
وعوالم V ور ‚ا تنتشر فيها أسباب الحياة والكائنات الذكية والحضارات
التي تسافر عبر الفضاء. ولكن اﻟﻤﺠرة تذكرني من بعيد ‚جموعة من
الأشياء الرائعة كأصداف البحر V والأحجار ا Fرجانية وعجائب الطبيعة أو
منتجاتها على مر الدهور في المحيط الكوني.
يوجد مئة مليار ( ١١١٠ ) مجرة V وفي كل منها مئة مليار نجم في ا Fعدل V
وهكذا يوجد في كل اﻟﻤﺠرات عدد من النجوم يبلغ تقريبا ١١١٠X١١١٠ = V٢٢١٠
أو عشرة مليارات تريليون V ومع وجود هذا العدد الكبير جدا من النجوم فلا
هو احتمال أن يكون لنجم واحد منها وهو الشمس كوكب مسكون? و Fاذا
يجب أن نكون نحن-سكان الكرة الأرضية ا Fوجودين في زاوية منسية من
الكون-على هذا القدر من الحظ? يبدو لي أن ثمة احتمالا أكبر أن يكون
الكون زاخرا بالحياة ولكننا نحن البشر لا نعرف شيئا عن ذلك حتى الآن
وقد بدأنا توا في اكتشافاتنا من مسافة ثمانية مليارات سنة ضوئية يصعب
كثيرا أن نجد حتى عنقود أو مجموعة اﻟﻤﺠرات التي تنتمي إليها مجرتنا
ا Fعروفة بدرب اللبانة ( The Milky Way ) فما بالك اذا أردنا التفتيش من هذه
ا Fسافة الكبيرة عن الشمس أو عن الأرض. أن الكوكب الوحيد الذي نحن
متأكدون من كونه مسكونا هو تلك البقعة الصغيرة جدا من الصخور وا Fعادن
التي تشع بشكل خافت متأثرة بانعكاس ضوء الشمس عليها V والضائعة كليا
على هذه ا Fسافة..
22
الكون
ولكن رحلتنا تأخذنا الآن إلى ما يحب الفلكيون على الأرض أن يدعوه
»مجموعة اﻟﻤﺠرات المحلية « وهي oتد إلى بضعة ملاي Q من السن Q الضوئية V
وتتألف من نحو عشرين مجرة كاملة البنية وهي تشكل عنقودا متناثرا
ومظلما وبسيطا. تعرف إحدى هذه اﻟﻤﺠرات ب »م- V«٣١ وترى من الأرض في
مجموعة الأندروميدا ( Andromeda ) وهي تتألف شأنها شأن اﻟﻤﺠرات
الحلزونية الأخرى من حشد دائري هائل من النجوم ومن الغاز والغبار.
وللمجرة »م- «٣١ تابعان صغيران هما عبارة عن مجرت Q إهليليجت Q صغيرت Q
نسبيا V ترتبطان بها بوساطة الجاذبية V وذلك حسب القانون الفيزيائي الذي
yنع سقوطي عن الكرسي الذى أجلس عليه. فقوان Q الطبيعة هي ذاتها
في كل أنحاء الكون وقد أصبحنا الآن على مسافة مليوني سنة ضوئية فقط
من منزلنا الأرض.
وراء اﻟﻤﺠرة »م- V«٣١ توجد مجرة أخرى ™اثلة لها وهي مجرتنا التي
تدور أذرعها الحلزونية ببطء و ‚عدل مرة واحدة كل ربع مليار سنة. نحن
الآن على مسافة ٤٠ ألف سنة ضوئية من منزلنا ونجد أنفسنا في حالة
سقوط نحو ا Fركز الكثيف لدرب اللبانة V ولكن إذا رغبنا في العثور على
كرتنا الأرضية فيجب أن نغير مسارنا إلى الضواحي البعيدة ﻟﻤﺠرتنا أي إلى
تلك ا Fنطقة ا Fظلمة قرب حافة الذراع الحلزونية البعيدة.
ولكن الانطباع الذي يغمرنا كلية V حتى ونحن ب Q الأذرع الحلزونية مصدره
ذلك الحشد الهائل من النجوم التي oر بنا وهي تشع ذاتيا ومنها ما هو
رقيق كفقاعة الصابون لكنه كبير ويستطيع احتواء عشرة آلاف شمس أو
تريليون كرة أرضية ومنها ما هو بحجم بلدة صغيرة وأكثف ‚ائة تريليون
مرة من الرصاص. ومنها ما هو منعزل كالشمس ولأغلبها مرافقون
وا Fنظومات مزدوجة عادة تتألف كل منها من نجم Q يدور أحدهما حول
الآخر V لكن يوجد تدرج مستمر من ا Fنظومة الثلاثية النجوم حتى العنقود
أو اﻟﻤﺠموعة ا Fؤلفة من بضع عشرات من النجوم وانتهاء بالعناقيد أو
اﻟﻤﺠموعات الكروية الضخمة التي يوجد في كل منها مليون شمس ويكون
النجمان في بعض ا Fنظومات ا Fزدوجة قريب Q أحدهما من الآخر لدرجة
أنهما يكادان يتلامسان وتنتقل مواد كل منهما إلى الآخر.
ويكون هذان النجمان في أغلب ا Fنظومات ا Fزدوجة منفصل Q كما هو
23
شواطىء المحيط الكونى
كوكب ا Fشتري بالنسبة إلى شمسنا. هناك بعض النجوم كالسوبر نوفا ( ٢)
تكون ذات اضاءة تعادل اضاءة كل اﻟﻤﺠرة التي تحتويها كما أن ثمة نجوما
أخرى هي الثقوب السوداء وهي غير مرئية حتى من مسافة بضعة كيلو
مترات. وهناك أيضا بعض النجوم التي تضيء بشكل مستمر V وبعض آخر
يضيء بومضات تظهر وتختفي بوتيرة منتظمة. وكذلك فبعض النجوم يدور
بإناقة رائعة V والبعض الآخر يدور بسرعة وبشكل محموم يشوه شكله فيصبح
مفلطحا أو مسطحا عند القطب Q. وأغلب النجوم تنشر ضوءها بصورة
رئيسة بشكل موجات مرئية أو تحت الحمراء بينما تكون نجوم أخرى مصادر
متألقة للأشعة السينية ( X-Rays ) أو ا Fوجات اللاسلكية. وتكون النجوم
الزرقاء حارة وفتية والنجوم الصفراء تقليدية ومتوسطة العمر والنجوم
الحمراء معمرة وتعاني ا Fوت والنجوم الصغيرة البيضاء أو السوداء تعاني
الاحتضار أو هي في الرمق الأخير.
يتبعNT]

بروفيسورة الفيزياء
31-05-2013, 12:33
وتحتوي مجرتنا ا Fعروفة »بدرب اللبانة « على ٤٠٠ مليار نجم من كل
الأنواع تتحرك في تناسق معقد ومنتظم. ومن كل هذه النجوم لا يعرف
سكان كرتنا الأرضية حتى الآن سوى نجم واحد.
وكل منظومة نجمية هي جزيرة في الفضاء تحجزها عن جيرانها السنوات
الضوئية. و yكنني تخيل مخلوقات تستنتج نتفا من ا Fعرفة عن عوالم لا
تحصى وكل واحد منها يعتبر أولا كوكبه الضئيل والشموس القليلة هي
العالم كله. فنحن نكبر في عزلة V ولا نتعلم ما هو الكون في مجموعه إلا
ببطء.
yكن أن تكون بعض النجوم محاطة ‚لاي Q العوالم الصخرية العد yة
الحياة V وا Fنظومات الكوكبية ا Fتجمدة في مرحلة ما من تطورها. ور ‚ا
yلك الكثير من النجوم منظومات كوكبية تشبه منظومتنا الشمسية V ففي
الأطراف كواكب غازية حلقية كبيرة وأقمار جليدية وفي الأماكن الأقرب
إلى ا Fركز عوالم صغيرة وحارة وزرقاء يشوبها البياض ومغطاة بالغيوم.
وفي بعضها yكن أن تكون قد تطورت حياة ذكية واعادت بناء السطح
الكوكبي من خلال مشاريع هندسية شاملة. هؤلاء هم أخوتنا في الكون فهل
هم مختلفون عنا? وما شكلهم? وما تركيبهم الكيماوي وتكوينهم العصبي?
وما عندهم من التاريخ والسياسة والعلم والتكنولوجيا والفن وا Fوسيقى
24
الكون
والدين والفلسفة?. يوما ما ر ‚ا سنعرفهم.
وصلنا الآن إلى حديقتنا الخلفية التي تبعد سنة ضوئية عن كرتنا الأرضية
يحيط شمسنا حشد دائري من كرات ثلجية عملاقة مؤلفة من الجليد
والصخور والجزيئات العضوية وهي تشكل نوى ا Fذنبات. وب Q الفينة والآخرى
يشد نجم مار من مكان بعيد بقوة جاذبة ضئيلة إحدى هذه النوى فتنحرف
مرغمة نحو القسم الداخلي من النظام الشمسي V حيث تسخن بتأثير الشمس
ويتبخر جليدها ويتشكل منها ذيل مذنب رائع.
ها نحن نقترب من كواكب منظومتنا الشمسية ونرى عوالم كبيرة تقع
في أسر الشمس وتجبرها الجاذبية على اتباع مسارات شبه دائرية وتأخذ
حرارتها بصورة رئيسة من ضوء الشمس فالكوكب بلوتو مغطى بجليد ا Fيتان V
ويدور حوله قمره العملاق الوحيد تشارون V وهو مضاء بالشمس البعيدة
التي تبدو مثل نقطة ضوء لامعة في سماء سوداء قا oة. تلى ذلك العوالم
الغازية العملاقة وهي نبتون واورانوس وكوكب زحل وهو جوهرة ا Fنظومة
الشمسية وا Fشتري V وهذه كلها محاطة بأقطار متجمدة V وإلى الداخل من
هذه الكواكب الغازية وجبال الجليد الدائرة حولها تأتي الكواكب الصخرية
الحارة التي تشكل القسم الداخلي للمنظومة الشمسية. هناك على سبيل
ا Fثال الكوكب الأحمر ا Fعروف با Fريخ ذي البراك Q ا Fوجودة على ارتفاعات
شاهقة والوديان الكبيرة ا Fتصدعة والعواصف الرملية التي تغطي أرجاءه
كلها ور ‚ا كان فيه بعض الأشكال البسيطة من الحياة. تدور كل الكواكب
حول الشمس التي هي أقرب نجم الينا وهي جحيم من غازي الهيدروج Q
والهليوم الداخل Q في تفاعلات نووية حرارية تغمر ا Fنظومة الشمسية
بالضوء.
وأخيرا نعود في نهاية تجوالنا إلى عا Fنا الضئيل والهش ذي اللون الأزرق
ا Fتداخل مع الأبيض والضائع في محيط كوني ذي اتساع يفوق أقصى
تخيلاتنا. انه عالم من ب Q عوالم هائلة أخرى V وقد لا يبدو كبيرا إلا في
نظرنا V وعموما فان كوكب الأرض هو بيتنا وبيت آبائنا وعلى سطحه نشأ
جنسنا البشري وتطور. وفي هذا العالم أنشأنا ولعنا في اكتشاف الكون
وفيه أيضا نضع قدرنا بشيء من الألم ودون أي ضمانات.
أهلا بكم في كوكب الأرض ذلك ا Fكان الذي تغطيه سماء الآزوت الزرقاء
25
شواطىء المحيط الكونى
ومحيطات ا Fاء السائل والغابات الباردة وا Fروج الناعمة V ذلك العالم الذي
يزخر بالحياة. وهو في ا Fنظور الكوني وحسبما قلت من قبل V رائع الجمال
ونادر ولكنه فريد من نوعه أيضا في الوقت الحاضر. ففي كل رحلاتنا عبر
الفضاء والزمن لا يزال كوكبنا حتى الآن على الأقل العالم الوحيد الذي
نعرف عنه أن ا Fادة الفضائية تحولت فيه إلى مادة حية وواعية V ولا بد أن
يكون هناك الكثير من عوالم ™اثلة مبعثرة عبر الفضاء. لكن تفتيشنا عنها
يبدأ من هنا ومن خلال ما يتراكم من معرفة لدى رجال جنسنا ونسائه £
جمعها بثمن كبير جدا خلال ملاي Q السن Q. ثم اننا نتمتع بامتياز العيش
ب Q هؤلاء الناس الأذكياء والمحب Q للاطلاع وفي زمن يكافأ فيه السعي إلى
ا Fعرفة عموما. وهكذا فان الكائنات البشرية التي ولدت في الأصل من
النجوم وتسكن حاليا ولفترة ما عا Fا يدعى الأرض بدأت فعلا رحلتها أو
سفرها الطويل إلى مسقط رأسها الأصلي.
إن اكتشاف كون الأرض عا Fا »صغيرا « كان قد £ شأنه شأن الكثير من
الاكتشافات الإنسانية ا Fهمة في الشرق الأدنى القد …. وفي زمن يدعوه
بعض الناس القرن الثالث قبل ا Fيلاد V وفي أعظم عاصمة في ذلك العمر
التي هي مدينة الإسكندرية ا Fصرية V هنا عاش رجل اسمه إيراتوسثينس
Eratosthenes) ) وقد دعاه أحد معاصريه »بيتا « وهي الحرف الثاني من
الأبجدية الإغريقية وأوضح أن إيراتوسثينس كان ثاني أفضل رجل في
العالم في كل شيء ولكن يبدو واضحا أن إيراتوسثينس كان الأول أو »الفا «
في كل شيء تقريبا. وعموما فقد كان هذا الرجل فلكيا ومؤرخا وجغرافيا
وفيلسوفا وشاعرا وناقدا مسرحيا وعالم رياضيات وتراوحت عناوين الكتب
التي كتبها ب Q »علم الفلك « و »عن التحرر من الألم « وكان أيضا مدير مكتبة
الأسكندرية الكبرى V حيث قرأ في أحد الأيام في كتاب من ورق البردي عن
أن القضبان العمودية لا تلقي ظلالا في نقطة حدودية أمامية من منطقة
جنوب أسوان على مقربة من أول شلال لنهر النيل وقت الظهيرة من يوم ٢١
حزيران (يونيو) ففي يوم انقلاب الشمس الصيفي الذي هو أطول يوم في
العام وإذ يقترب الوقت من منتصف النهار فان ظلال أعمدة ا Fعبد تقصر
شيئا فشيئا V ثم تختفي نهائيا في منتصف النهار و yكن عندئذ أن يرى
انعكاس الشمس في ا Fاء ا Fوجود في أسفل بئر عميقة ويصبح قرص الشمس
26
الكون
فوق الرأس oاما.
كان yكن لأي شخص آخر أن يتجاهل هذه ا Fلاحظة بسهولة V فما
أهمية القضبان والظلال والانعكاسات في الآبار ووضع الشمس بالنسبة
إلى ا Fسائل التي نواجهها في حياتنا اليومية? ولكن إيراتوسثينس كان عا Fا
وبالتالي فان تأملاته في هذه العموميات غيرت العالم أو إنها ‚عنى ما
صنعت العالم. وهكذا فإن حضور الذهن عند إيراتوسثينس جعله يقوم
بتجربة وان يلاحظ عمليا ما إذا كانت القضبان العمودية لا تلقي ظلالا
أيضأ في الأسكندرية في الوقت والتاريخ نفسيهما (الساعة ١٢ من يوم ٢١
حزيران). واكتشف أنها تلقي ظلالا خلافا Fا هو عليه الأمر في تلك ا Fنطقة
من أسوان.
سأل إيراتوسثينس نفسه كيف yكن لقضيب أن يلقي ظلا في الإسكندرية
ولا يستطيع أن يفعل ذلك في اللحظة ذاتها في أسوان علما أن الإسكندرية
تقع إلى الشمال من أسوان. ولنأخذ في الاعتبار خريطة مصر القد yة مع
قضيب Q عمودي Q بطول واحد V أحدهما مغروز في الإسكندرية والآخر في
أسوان ولنفترض أن كلا منهما في لحظة معينة لا يلقي ظلا البتة. يسهل
oاما أن نفهم هذه الظاهرة ولو كانت الأرض مسطحة وستكون الشمس
عندئذ فوق الرآس oاما. وإذا كان طولا ظلي القضيب Q متساوي Q فالأمر
صحيح أيضا في أرض مسطحة حيث ستنحرف أشعة الشمس بالزاوية
نفسها عن كل من القضيب Q. ولكن كيف yكن أن يوجد في الوقت ذاته ظل
في الإسكندرية ولا يوجد ظل ™اثل في أسوان?
إن الجواب الوحيد ا Fمكن حسب رأي إيراتوسثينس هو أن يكون سطح
الأرض محدبا V والأكثر من ذلك هو أنه كلما ازداد التحدب أو الانحناء ازداد
الفرق ب Q طولي الظل Q. والشمس بعيدة جدا لدرجة أن أشعتها تصبح
متوازية عندما تصل إلى الأرض والقضبان ا Fوضوعة بزوايا مختلفة بالنسبة
إلى أشعة الشمس ترمي ظلالا بأطوال مختلفة. وبالنسبة إلى الفرق ا Fلحوظ
ب Q طولي الظل Q فان ا Fسافة ب Q الإسكندرية وأسوان يجب أن تكون زهاء
سبع درجات على امتداد سطح الأرض. هذا يعني أنك إذا تخيلت القضيب Q
™تدين نحو الأسفل حتى مركز الأرض V فإنهما سيتقاطعان مشكل Q زاوية
تساوي سبع درجات V وسبع درجات تساوي نحو جزء من خمس Q من محيط
27
شواطىء المحيط الكونى
الكرة الأرضية ا Fساوي ٣٦٠ درجة وعرف ايراتوستينز أن ا Fسافة ب Q
الأسكندرية وأسوان هي ٨٠٠ كيلومتر تقريبا لأنه استأجر رجلا لكي يقيسها
بالخطوات واذا ضربنا ٨٠٠ بالرقم ٥٠ نحصل على الرقم ٤٠ ألف كيلومتر
وهو محيط الكرة الأرضية ( ٣).
وهذا هو الجواب الصحيح ولم تكن أدوات إيراتوسثينس سوى قضيب Q
وعين Q وقدمي رجل ودماغ مفكر إضافة إلى الرغبة في التجربة. وقد
استطاع بوساطة هذه الأدوات أن يحسب محيط الكرة الأرضية بخطأ لا
يزيد على أجزاء قليلة با Fئة V وهو إنجاز ملحوظ قبل ألف Q ومئتي سنة. كان
إيراتوسثينس أول شخص يقيس حجم الكرة الأرضية بدقة.
كان عالم البحر الأبيض ا Fتوسط مشهورأ في ذلك الوقت بالسفر
البحري. وكانت الإسكندرية أكبر مرفأ بحري في العالم. ألن تغريك إذن
معرفة أن الأرض هي كرة ذات قطر متواضع بالقيام برحلات استكشافية
تحاول أن تتعرف فيها إلى أراض مجهولة. ور ‚ا تحاول أيضا أن تبحر حول
الكوكب? وقبل أربعمئة سنة من إيراتوسثينس أبحر أسطول فينيقي حول
أفريقيا بأمر من فرعون مصر نيكو ( Necho ) ويحتمل أنهم انطلقوا في تلك
الرحلة البحرية في مراكب مكشوفة من البحر الأحمر وداروا حول الشاطىء
الشرقي لأفريقيا باتجاه المحيط الأطلسي V ثم عادوا عبر البحر الأبيض
ا Fتوسط. استمرت هذه الرحلة ثلاث سنوات أي الوقت نفسه الذي تحتاج
إليه مركبة فوياجير الفضائية الحديثة لقطع ا Fسافة ب Q الأرض وزحل.
وبعد اكتشاف إيراتوسثينس V حاول بحارة شجعان ومغامرون القيام بعدة
رحلات بحرية كبرى V كانت مراكبهم صغيرة V ولم تكن لديهم سوى أدوات
ملاحية بدائية فاستخدموا التخم Q وساروا ‚حاذاة الشواطىء كلما كان
ذلك ™كنا. كانوا يستطيعون تحديد خط العرض في المحيط اﻟﻤﺠهول V وان
لم يستطيعوا تحديد خط الطول V وذلك عبر مراقبة الليل والنهار ومكان
مجموعات النجوم بالنسبة إلى الأفق ولا بد أن مجموعات النجوم ا Fألوفة
كانت تبعث على الثقة في وسط محيط مجهول V والنجوم هي أصدقاء
ا Fكتشف Q عندما كانوا يسافرون في ا Fاضي على السفن البحرية في الأرضV
والآن إذ يسافرون على السفن الفضائية في السماء. وبعد إيراتوسثينس
حاول بعض الناس أن يدور حوله الأرض لكن أحدا لم ينجح قبل ماجلان
28
][/I][/FO

بروفيسورة الفيزياء
31-05-2013, 12:33
الكون
فكم من قصص الجرأة وا Fغامرة كان ينبغي روايتها عندما قامر البحارون
وا Fلاحون V وهم رجال العالم العمليون بحياتهم انطلاقا من الرياضيات
التي أثبت عالم من الإسكندرية كروية الأرض بوساطتها?
وفي زمن إيراتوسثينس أنشئت الكرات التي oثل الأرض كما ترى من
الفضاء. وكان الصانعون عل درجة من الدقة بالنسبة إلى منطقة البحر
الأبيض ا Fتوسط ا Fكتشفة جيدا. لكن هذه الدقة كانت تقل أكثر فأكثر كلما
ابتعد هؤلاء عن موطنهم. ومعرفتنا الحالية للفضاء oاثل هذه الظاهرة
ا Fزعجة والحتمية في آن. وقد كتب الجغرافي الإسكندري سترابو ( (Strabo
في القرن الأول ا Fيلادي ما يلي: »لا يقول أولئك الذين عادوا من محاولات
الدوران بحرا حول الأرض إنهم منعوا من ذلك بسبب قارة اعترضتهم
فالبحر بقي أمامهم مفتوحا oاما. لكنهم عادوا بسبب الافتقار إلى التصميم
وندرة ا Fؤن.. وكان إيراتوسثينس قد قال إنه إذا لم يكن اتساع المحيط
الأطلسي عائقا V فإننا نستطيع أن نعبر البحر بسهولة من ايبريا إلى الهند..
ومن المحتمل oاما أن يوجد في ا Fنطقة ا Fعتدلة الحرارة أرض أو أرضان
مسكونتان.. وفي الواقع فإذا (كان هذا الجزء من العالم) مسكونا فسوف
يكون مسكونا برجال لا يشبهون الناس ا Fوجودين في مناطقنا ويجب أن
ننظر إليه بوصفه عا Fا مسكونا آخر .«
كان الناس بدأوا يغامرون V في كل معنى تقريبا V في السفر إلى عوالم
أخرى. وعموما فإن الاكتشاف اللاحق للكرة الأرضية كان جهدا عا Fيا
وشمل السفر من وإلى الص Q وبولينيزيا. وكانت الذروة هي اكتشاف أميركا
من قبل كريستوفر كولومبوس ورحلات القرون القليلة التالية التي أكملت
الاكتشاف الجغرافي للأرض. كانت أول رحلة لكولومبوس ترتبط بشكل
مباشر بحسابات إيراتوسثينس V وقد أعجب كولومبوس ‚ا دعاه »مشروع
جزر الهند الغربية « الذي يهدف إلى الوصول إلى اليابان V والص VQ والهند
ليس بالإبحار ‚حاذاة الشاطىء الأفريقي ثم الاتجاه شرقا V بل بالاقتحام
الجريء للمحيط الغربي اﻟﻤﺠهول أو كما قال إيراتوسثينس في تنبئه ا Fذهل
عن »عبور البحر من إيبريا إلى الهند .«
كان كولومبوس بائعا جوالا يبيع الخرائط القد yة وقارئا مواظبا للكتب
التي كتبها الجغرافيون القدماء أو تروي قصص هؤلاء ‚ن فيهم
29
شواطىء المحيط الكونى
إيراتوسثينس V وسترابو V وبطليموس إلا أنه كان ينبغي من أجل تنفيذ مشروع
جزر الهند الغربية مع الحفاظ على حياة البحارة وسفنهم خلال الرحلة
الطويلة أن تكون الأرض أصغر ™ا حسب إيراتوسثينس. ولذا لجأ كولومبوس
إلى الغش في حساباته طبقا للتقييم الصحيح لجامعة سالامانكا. فقد
استعمل أصغر محيط ™كن للأرض وأطول امتداد نحو الشرق لآسيا
استطاع أن يجده في جميع الكتب ا Fوجودة لديه ثم بالغ حتى في هذه
القيم. ولو لم يكن الأميركيون على طريق كولومبوس لفشلت بعثته كليا.
أصبحت الأرض مكتشفة كليا الآن ولم يعد ™كنا أن نكتشف قارات
جديدة أو أماكن ضائعة ولكن التكنولوجيا التي سمحت لنا باكتشاف أو
سكن ا Fناطق الأبعد في الأرض هي التي ستسمح لنا الآن بأن نغادر كوكبنا
ونغامر في الفضاء لكي نكتشف عوالم أخرى. واذ نغادر الأرض فاننا نصبح
قادرين على رؤيتها من الأعلى. ونرى شكلها الكروي ذا الأبعاد
الإيراتوسثينسية والصور الكفافية ( ٤) للقارات التي تثبت أن الكثير من
صانعي الخرائط القدماء كانوا على درجة ملحوظة من ا Fهارة V فكم كان
هذا ا Fنظر سيسعد إيراتوسثينس وجغرافيي الإسكندرية الآخرين?
كانت الإسكندرية خلال ٦٠٠ عام التي بدأت منذ عام ٣٠٠ قبل ا Fيلاد
تقريبا هي ا Fكان الذي انطلقت فيه الكائنات البشرية في ا Fغامرة الفكرية
التي قادتنا الآن إلى تخوم الفضاء. الا أنه لم يبق شيء yكن مشاهدته
والإحساس به من تلك ا Fدينة الرخامية اﻟﻤﺠيدة V فالظلم والخوف من التعلم
أزالا كل شيء تقريبا من ذاكرة مدينة الإسكندرية القد yة.. كان سكانها
يشكلون خليطا عجيبا من الناس. فالجنود ا Fقدونيون ولاحقا الجنود الرومان
والكهنة ا Fصريون والارستقراطيون الإغريق والبحارة الفينيقيون والتجار
اليهود والقادمون من الهند وأفريقيا الصحراوية V جميعهم عاشوا-ماعدا
العدد الكبير من السكان العبيد-في انسجام واحترام متبادل في معظم
فترة العظمة التي عاشتها هذه ا Fدينة.
وضع أسس ا Fدينة الإسكندر الكبير وبناها حاشيته وجنوده وحراسه
السابقون وشجع الإسكندر على احترام الثقافات الأجنبية وعلى الحصول
على ا Fعرفة بعقول مفتوحة ويقال إنه قام حسب التقاليد-وليس مهما جدا
أن يكون ذلك قد حدث فعلا-بالهبوط تحت سطح البحر الأحمر في أول
30
الكون
جهاز غطس في العالم كان على شكل ناقوس. وشجع جنرالاته وجنوده على
تزوج النساء الفارسيات والهنديات واحترام آلهة الشعوب الأخرى. وجمع
حيوانات غريبة ‚ا فيها الفيل لأرسطو معلمه. وقد بنيت مدينته على
مساحة كبيرة لكي تكون مركزا عا Fيا للتجارة والثقافة والتعليم وأقيمت
فيها شوارع واسعة بلغ عرضها ٣٠ مترا ومبان و oاثيل رائعة وقبر الإسكندر
التذكاري ومنارة ضخمة لإرشاد السفن عدت إحدى العجائب السبع في
العالم القد …. لكن ا Fعجزة الكبرى في الإسكندرية هي مكتبتها وا Fتحف
ا Fلحق بها (وبالتعبير الحرفي تلك ا Fؤسسة ا Fعدة لاختصاصات ا Fوزيات
التسع) ( ٥). ولم يبق ومن هذه ا Fكتبة الأسطورية الآن سوى القبو الشديد
الرطوبة ا Fهمل وهو ملحق ا Fكتبة ا Fعروف بالسيرابيوم والذي استخدم في
وقت ما معبدا. ثم كرس لاحقا للموضوعات ا Fعرفية V ور ‚ا لم يبق منه
حاليا سوى رفوف باليه. ومع ذلك فان هذا ا Fكان كان في يوم ما دماغ
وفخر أعظم مدينة على كوكب الأرض وأول معهد أبحاث حقيقي في تاريخ
العالم. وقد درس علماء ا Fكتبة الكون كله (إن كلمة الكون التي هي «Cosmos»
في اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنكليزية والروسية.. إلخ V هي كلمة إغريقية
تعني »نظام الكون «). وهي بشكل ما عكس كلمة «Chaos» أي الاختلاط
والتشوش أو ‚عنى آخر حالة الكون اﻟﻤﺨتلطة قبل تكونه. وهي تتضمن
العلاقة ا Fتبادلة العميقة لكل الأشياء وتبعث الرهبة من الطريقة الدقيقة
وا Fاهرة التي جمع فيها الكون بالشكل الراهن. وهنا عملت جماعة من
العلماء في اكتشاف الفيزياء والأدب والطب وعلم الفلك والجغرافيا والفلسفة
والرياضيات والبيولوجيا والهندسة. هنا نشأ العلم والثقافة وازدهرت
العبقرية. ففي مكتبة الإسكندرية جمع جنسنا البشري معارف العالم كلها
بشكل جدي ومنتظم.
وبالإضافة إلى إيراتوسثينس كان هناك عالم الفلك هيبركوس
Hipparchus) ) الذي وضع خرائط مجموعات النجوم وقدر إضاءة النجوم
ذاتها. وأقليدس الذي وضع أسس علم الهندسة وقالت Fليكه الذي كان
يجهد في حل مسألة رياضية صعبة V لا يوجد طريق ملكي إلى علم الهندسة.
وديونيسيوس ( Dionysius ) من تريس ( Thrace ) وهو الرجل الذي حدد أجزاء
الكلام وفعل في دراسة اللغة ما فعله أقليدس في علم الهندسة. وهيروفيلوس
31
شواطىء المحيط الكونى
Herophilus) ) الفيزيولوجي الذي اثبت أن الدماغ وليس القلب هو مركز
الذكاء V وهيرون الأسكندري مخترع القطارات ذات التروس (الدواليب
ا Fسننة) والمحركات البخارية-ومؤلف كتاب الأ oتة ( Automata ) الذي هو أول
كتاب عن أجهزة الروبوت (الإنسان الآلي). وأبولونيوس ( Apollonius ) من
بيرغا ( Perga ) عالم الرياضيات الذي أشهر أو كشف أشكال القطوع ( ٦)
(جمع قطع) اﻟﻤﺨروطية كالقطع الناقص والقطع ا Fكافىء والقطع الزائد V
وهي ا Fنحنيات التي نعرف الآن انها تشكل مسارات الكواكب وا Fذنبات
والنجوم V وأرخميدس الذي هو أكبر عبقري ميكانيكي حتى ليوناردو دافينشي V
وعالم الفلك والجغرافيا بطليموس الذي جمع الكثير ™ا يعد الآن نظام
وطرائق وافتراضات علم الفلك الزائف V علما أن نظريته عن كون الأرض
مركزا للكون بقي معمولا بها مدة ١٥٠٠ سنة V الأمر الذي يعد مؤشرا إلى أن
القدرات العلمية ليست ضمانا لعدم الوقوع في الخطأ. وب Q هؤلاء الناس
العظام وجدت امرأة عظيمة هي هيباتيا ( Hypatia ) عا Fة الرياضيات والفلك V
وهي آخر ضوء في مكتبة الأسكندرية V إذ إن استشهادها يرتبط بتدمير
هذه ا Fكتبة بعد سبعة قرون من تأسيسها.
اهتم ملوك مصر الإغريقيون الذين جاؤوا بعد الإسكندر بشكل جدي
بالتعليم فدعموا لقرون الأبحاث وحافظوا على خلق جو ملائم وعملي في
ا Fكتبة لأفضل عقول ذلك العصر. واحتوت هذه ا Fكتبة على عشر قاعات
كبيرة للأبحاث خصص كل منها Fوضوع منفصل V وضمت نوافير مائية
وأعمدة وحدائق نباتية وحديقة حيوانات وغرفا لتشريح الجثث ومرصدا
وقاعة كبيرة للطعام كانت تستخدم في أوقات الفراغ للمناقشة الانتقادية
للأفكار ا Fطروحة.
كان قلب ا Fكتبة هو مجموعة الكتب ا Fوجودة فيها. وعمد ا Fنظمون إلى
جمع ثقافات العالم ولغاته كلها. وكانوا يرسلون وكلاءهم إلى الخارج لشراء
مجموعات الكتب ومخطوطات الدراسة أو ا Fراجعة. وكانت السفن التجارية
التي ترسو في ميناء الإسكندرية تفتش من قبل الشرطة ليس من أجل
ا Fهربات بل الكتب V إذ كانت لفائف ورد البردي تستعار لكي تنسخ ثم تعاد
إلى أصحابها ويصعب تقدير ما كانت تحتويه هذه ا Fكتبة V لكن يبدو محتملا
أنها احتوت على نصف مليون مجلد كل منها عبارة عن لفافة من ورق
32
الكون
البردي مكتوبة بخط اليد فماذا حدث لكل هذه الكتب? عفا الزمن على
الحضارة الكلاسكية التي أنتجتها ودمرت ا Fكتبة ذاتها عن عمد ولم ينج
سوي القليل من محتوياتها إلى جانب أجزاء متناثرة من الكتب تثير الشفقة
والحزن. وكم تبعث هذه الأجزاء والنتف الباقية من الألم العميق في النفوس.
نحن نعلم على سبيل ا Fثال أنه كان يوجد على رفوف ا Fكتبة كتاب لعالم
الفلك أريسطاركوس من ساموس ( Aristarchus Of Samos ) الذي أكد أن الأرض
هي أحد الكواكب وتدور مثلها حول الشمس وأن النجوم موجودة على مسافات
كبيرة جدا منا V وأن كلا من هذه الاستنتاجات صحيح oاما V لكن كان علينا
أن ننتظر زهاء ألفي سنة لكي نكتشف هذه الحقائق مرة أخرى وان ضاعفنا
إحساسنا بخسارة هذا ا Fؤلف لاريستارتشوس مئة ألف مرة عند ذاك نبدأ
بتقدير عظمة إنجاز هذه الحضارة الكلاسيكية ومأساة تدميرها.
لقد تجاوزنا الآن وإلى حد بعيد العلم الذي عرفه العالم القد V… ولكن
توجد ثغرات لا yكن ردمها في معرفتنا التاريخية V فتصور أي خفايا عن
ماضينا كان yكن كشف النقاب عنها بوساطة بطاقة استعارة تقدم إلى
مكتبة الإسكندرية ونحن نعلم بفقدان ثلاثة مجلدات عن تاريخ العالم كان
قد كتبها كاهن بابلي اسمه بيروسوس ( Berossus ) الأول منها يعالج ا Fرحلة
منذ بداية الخليقة حتى الطوفان وهي فترة امتدت ٤٣٢ ألف سنة أي أطول
‚ئة مرة من تقو … العهد القد …. فما أشد توقنا إلى أن نعرف ماذا كان
فيه!.
عرف القدماء أن عمر العالم قد … جدا. وسعوا إلى أن يعرفوا شيئا عن
ا Fاضي البعيد ونحن نعرف الآن أن الكون أقدم بكثير ™ا تصور هؤلاء.
وقد قمنا بدراسة الكون في الفضاء ورأينا أننا نعيش على »ذرة من الغبار «
تدور حول نجم رتيب في أبعد زاوية من مجرة مظلمة. واذا كنا نحن ذرة في
اتساع الفضاء فاننا نحتل أيضا لحظة من امتداد العصور. ونعلم الآن أن
كوننا في بعثه الحديث على الأقل يبلغ من العمر نحو ١٥ أو ٢٠ مليار سنة V
وهذا الزمن محسوب منذ ذلك الحدث التفجيري الاستثنائي الذي يعرف
بالانفجار الكبير ( The Big Bang ) وفي بداية الكون لم تكن هناك مجرات
ونجوم أو كواكب أو حياة أو حضارات V بل مجرد كرة نارية مشعة منتظمة
الشكل oلأ الفضاء كله. وان الانتقال من حالة تشوش اختلاط الانفجار
33
شواطىء المحيط الكونى
الكبير إلى حالة الكون ا Fنتظم التي بدأنا نعرفها V هو التحول الأشد رعبا
للمادة والطاقة الذي كان لنا الحظ في القاء نظرة خاطفة عليه. وإلى أن
نجد كائنات أكثر ذكاء منا في مكان آخر V فإننا نظل الظاهرة الأهم في كل
التحولات التي نجمت عن هذا الانفجار الكبير V والأحفاد البعيدين جدا له
الذين تقع على عاتقهم مهمة فهم الكون الذي نشأنا منه V والعمل بالتالي
على تحويله.[/COLOR

salima ljamai
06-06-2013, 01:08
الكون معجزة ربانية

عادل الثبيتي
06-06-2013, 14:29
يعطيك العافيه وجزاك الله خيراً على هذه المعلومات القيمه ،،،،

محمود الجنابي
24-06-2013, 20:12
بارك الله فيك

خلف الجميلي
24-06-2013, 23:27
يعطيك العافية

بروفيسورة الفيزياء
26-06-2013, 12:11
شـــــــــــــكرا لكم ع المرور