تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم إقامة مهرجان الزهور و المشاركة في هذا العيد


عبدلله ابن عبدلله
19-03-2014, 23:20
حكم إقامة مهرجان الزهور و المشاركة في هذا العيد

بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى رقم 23827 في 15/4/1428هـ .

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد:

فقد وردت أسئلة كثيرة عن حكم مايسمى بعيد الزهور ، سواء أقيم بهذا الاسم أو بغيره ، وبعد البحث والدراسة أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بما يأتي :

دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الاسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى ، يدل على ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :" قدم رسول الله صل الله عليه وسلم المدينه ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالو كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منها يوم الأضحى ويوم الفطر "(رواه أبو داود).
وما عداهما من الأعياد بأي سبب فهي أعياد لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ، وإذا انضاف إلى ذلك كونه من أعياد غير المسلمين فهذا أشد إثماً ؛ لأنه تشبه بهم ونوع موالاة لهم ، وقد نهى الله عز وجل عباده المؤمنين عن التشبه بهم ومولاتهم فقال سبحانه وتعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51).

وقال عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ)(الممتحنة: من الآية13).

وقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: " من تشبه بقوم فإنه منهم "(رواه الإمام أحمد وأبو داود).

وعيد الزهور هو من جنس ماذكر؛ لأنه من الأعياد الموروثة عن الأديان الجاهلية القديمة ، فقد جاء في الموسوعة العربية العالمية مانصه مجلد(16)صفحة(708):
( عيد أول مايو تحتفل به كثير من الدول استقبالاً للربيع ، وهو يمثل في انتعاش الحياة في باكورة الربيع بعد مضي الشتاء ، يعتقد بعض الناس أن الإحتفال بعيد مايو بدأ على يد عابدي الشجر المنتمين لجماعة الدرويد ، ويرجعها بعضهم الآخر إلى احتفالات قدماء المصريين والهنود بأعياد الربيع ، واستمد الشعب الإنجليزي والشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو الروماني الاحتفال بأعياد الربيع من احتفالهم بعيد الأزهار ، حيث كان الرومان يقومون بجمع الأزهار في ابريل احتفالاً بعيد الربيع وإرضاء لإلاهة الأزهار: " فلورا").

وبناءً على ما تقدم فإنه لا يجوز إقامة عيد الزهور ، لأنه في الأصل من أعمال غير المسلمين فهو تشبه بهم ، والواجب تركه واجتنابه طاعة لله ورسوله صل الله عليه وسلم .

كما لا يجوز للمسلم المشاركة في هذا العيد أو غيره من الأعياد المحدثة في الإسلام ؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والمعصية ، وقد نهى الله عز وجل عن ذلك بقوله: ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2).

وليعلم أن تغير الأسماء لا يغير الأحكام ، فتسمية الأعياد المحدثة بالاحتفالات أو المهرجانات أو غير ذلك لا يغير من حكمها شيئاً ؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني ، كما هو مقرر عند العلماء ،

وبالله التوفيق. وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم..

اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء .