مشاهدة النسخة كاملة : حينما يبوح ,,, قلمي
أنتظــــــــــــــــــــــــروه
ولا
تفوتـــــــــــــــــــــــــوه
النجمة99
03-10-2006, 18:34
بالإنتظار
أعذب الود ..
( `•.¸
`•.¸ )
¸.•´
( `•.¸
`•.¸ )
¸.• )´
(.•´
×´¨) (¨`×
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(¸.•´ ( * النجمة99 * ) `•.¸)
(¨`•.¸`•.¸ ¸.•´¸.•´¨)
`•.¸) [/align]
ناصر اللحياني
04-10-2006, 02:56
ننتظر الإبداع ...
.
.
بس ياليت تغيّر التوقيع
الأسد " مخرعني "
ما قدرت أنام
والظاهر بكرة راح أغيب ...
نجمة الملتقى 99
.
أشكرك على أنتظارك
.
مع باقة ورد
http://00op.com/up/uploads06-10-02/ef1f2a3857.jpg
.
صويحبي أبو صالح
أشكرك على كلمات الإبداع التي قلتها
.
وانا أبسميك " شبح الملتقى ؟؟!!!!!
.
ومع هذا ,, أنا معك , حتى لاشفته أخاف
.
.
.
أشكركم جزيل الشكر ,,,,, يانجوم
.
الظاهر ياأعضاء أنني
أنسفهت = انخبلت = انجنيت = اصبت بالجنون
.
.
بالله شوفوا الفرق بردي بين نجمة 99 وابو صالح
.
.
ياحبيبي يابو صالح تستاهل كل الورد ,,, تفضل
http://00op.com/up/uploads06-10-02/d793a39e84.jpg
.
وهذه ايضا
http://00op.com/up/uploads06-10-02/32bbb70988.jpg
وانتم يازوار ويا أعضاء هذا الورد كله لكم
http://00op.com/up/uploads06-10-02/4ef0d07484.jpg
ننتظر بوح قلمك المبدع بكل شوق ...
^_^
أختي الفاضلة " ريمي "
.
.
أشكرك على انتظارك و كلماتك الرائعة
.
خالص تحياتي لك
دنيا الفيزياء
04-10-2006, 14:13
لا يزال الانتظااااااااااااااااااااااااااااار
جاااااااااااااااااري
الفيزيائي الصغير
04-10-2006, 16:19
.................................................. ................... وما زال ينتظر
نتظر اطلالك وابداعك يا مبدع
شادن ...
04-10-2006, 22:25
هذا ما يسمى بالأثارة والتشويق
وللتدريس آثاره
اضم صوتي للجميع
ننتظر بشوق
اخى البالود / ننتظر بفارغ الصبر بوح قلمك ......
ننتظر
أم عبدالملك
06-10-2006, 11:53
شكرا لك على هذه المقدمة المشوقة..
ولكن..
متى ياترى سوف يبوح ؟؟
كما هي حال الردود السابقة..
بإنتظار بوح قلمك..
تحياتي للجميع..
اسلوبك دوم ممميز بهالطريقة التشويق
بانتظارك
( وهالقلم هو الوحيد نبوح اللي ما نقدر نقوله بعدين نقطع الاوراق هذي طريقتي)
سلام الله عليكم ورحمتة وبركاته
اخي الاغلا البالود
هل هذا نوع من الابتزاز ام نوع من احراق نلهف الاخرين
حبيبنا تعلم يقينا ان كل ماتخطه يلاقي قمة القبول وقمة التميز وقمة المشاركة ولذلك قاعد تسوي فيها
حجوزات مره اوكي ومره انتظار وكاننا في الخطوط السعودية
ولكن لو فيه واسطه نقدر نشوف بوح يراعك سريعا ؟؟؟؟؟ تنفع الوساطه؟
والا سنقاطع الملتقى ونمتنع عن التصويت حتى تكتحل عيوننا ببوح قلمك
او قد نقوم بعملية انتحـ......................... هنا
والسبب .............................. طول الانتظار
ساعطيك مهلة فيما بعد وبعدها سنستخدم حق الفيتو
دمت مبدعا رائعا
العين السحرية
06-10-2006, 13:35
والله هلكتنا يالبالود من اول ننتظر بوح قلبك
دام قلتم حق الفيتووووو
بحكم السن انا باستخدمه على بالودنا
واخش على موضوعه
واعيكم بوووح قلم ولا بوح البالود اللي ذلكم ,,,,,,,,,,, امزح
وعذرا على رمضاان والشهر الكريم
.
.
.
.
.
عذرا بالودنا
ولكن غلبني قلمي
كتبتُ ولم أكتب إليكم، وإنما = كتبتُ إلى روحي بغير كتابِ
وذلك أن الروح لا فرق بينها = وبين محبيـها بفصل خطابِ
.............
نجمة 99
.
ناصر
.
ريمي
.
دنيا الفيزياء
.
الفيزيائي الكبير
.
شادن الحلوة
.
rooza
.
theadventurous
.
toofisa
.
نازك
.
العين السحرية
.
الأعضاء والزوار
.
v
v
v
v
أنتم ملكتم فؤادي = فهمت في كل وادي
ردوا عليّ فؤادي = فقد عدمت رقادي
أنا غريب وحيدٌ = بكم يزول انفرادي
أردت فتغير ,مرادي وماأردت
يصعب الشرح حقا
فماذا أكتب حين أكتب , وماذا اقول حين أقول
يصعب الشرح حقا
في عالم مليء بالمشتتات !! , المثبطات
وعلى ضفاف قلوب غرقت في بحر التكنولوجيا والملهيات , أو كما توصف بالمسليات !!!
قنوات
مجلات
أنعدم الذوق , فلم يعد في قلوب أصحابها تذوق للأدب وولا لتركيب وصناعة العبارات
في أحد الليالي , أدرت بفكري ناحية هذا العالم , وارهقت تركيزي تجاه هذا الكون
واذا بي ألتقط أشارات , مرسلة لي على شكل علامات ( !!! )
لاأدري هل هو واقع لعالم مأساوي
أم أنني مغرم بفنون لم يعد لها في عقول الكثيرين من ابناءنا أدنى الأهتمامات
.
.
سألت نفسي !!!
أمعقول أنه ذهب زمن القصة
زمن الخاطرة
زمن ذلك السحر - اقصد الشعر - ؟؟!!!!!!!!!!
...
(( حينما ,,, يبوح قلمي ))
عنوان وضعته , لأجل أمر واحد فقط
لأجل أن أطعمكم من حلاوة ماأطعمه , من بوح تيك الأقلام
ويالها من أقلام
ليس قلمي !! ,,, إنما أقلامهم
فقلمي سيعتريه الخجل , أمام تلك الأبداعات
ولكن
سبقتني ردودكم , الزكية
ردود قلوب نقية
مما أجبرتني على أدراج المشاركة السابقة كعربون محبة من عاجز فقير
أمام وجوهم الرضية
وأضطررت لأقفال الموضوع
خوفا من أن تثقلني ديون كلماتكم البهية
.
.
.
(( حينما ,,, يبوح قلمي ))
في عالمنا العربي
مدعون حقيقيون ,, نجوم لم نراهم , وإن رأيناهم أو سمعنا بهم ,, فإننا لم نعرفهم حق المعرفة
لذا
سأنتقي لكم ماأعجبني من تلك الأقلام
وسأكتب العنوان
(( حينما ,,, يبوح قلمي ))
نيابة عن( ؟؟؟؟؟)
وبلسانه هو
فإلى
(( حينما ,,, يبوح قلمي ))
من جد
من جد
ما راح انتظارنا سدى
وفقك الله وسدد خطاك
وغفر لك و لوالديك وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
ليالي الشتاء
15-10-2006, 06:52
هناك..
حيث أبداء دوما..
هدوء...تام
ظلام...تام
و...براد...تام..
أقف..وأشعل مصباحي..
وأأخذ في يدي قلمي وأوراقي..
ثم أكتب بمداد قلمي كلماتي ...
بــــل كـــل كــلماتــي...
....
....
....
....
....
لــكـــن ...
أتعلم مــا كــانت " كل كــلمــاتي " ...؟؟!!!
,,,,,,,,,,,
لن أطيل عليك ...
فأنا لن أتحدث عنها...
بل أنت خذها ...
وقرأها..
وصنفها .. أي كلمات كـــانت .." كل كــلــمــاتي "..؟؟!
,,,,,,,,,,
كــلمــتي الأولى :
عاتبت قلمــي ..
أجل ... وحاسبة ذاتــي ...
,,
,,
,,
,,
,,
,,
أتسألني ...لماذا..؟!!
لأنه لم يعد له بوح ..يجابه بوح قلمكم " المــاســي "..
كــلمــتي الثــانــية :
عدت وراضيت قلمي...
وأفشيت له سر أبـداعــكــم الباهي ..
ألا وهو ..
...
...
...
ماذا تنتظر ..؟؟!!!
ألم أقل أنه سر..
فقط بيني وبين قلمي وكلماتي..
كــلمــتي الثـــالثـــة :
أردت أن أعبر عن إعــجـــابــي ...
..عن إعجاب قلمي ..وورقتي ..وحتى مصباحي..
....فلم أجد..سوى شطر بيت ينقذ جفاف عباراتي...
" إن الحروف تموت حين تقال "
فآثرت صمتي على أن أزعجك..بردائة عباراتي...
,,,,,,,,,,,,,,,
نيوتن
ومن جد
ومن جد
,
,
,
لن يذهب طعم مرورك وحلاوته
ولن يصدأ ويفقد بريقه
إليك أيها الوافي , ياصاحب القلب الصافي
أطرز لك كل كلمات الشكر , وكل عبارات الدعاء
ماأصدق دعواتك ياأخي
ولك مثلها ولك مثلها
خالص ودي وتقديري لك ياحبيب
اهلا بمن دخلت علينا وهي في جدال
جدال ؟؟؟!!
نعم كانت تجادل قلمها ,, ثم أخذت تهمس اليه بأسرار ,,, فتركت لها بهمسها آثار
أثار الابداع إن انتثر
اثار الشعر إن قيل بأن الشعر اندثر
.
.
ياأختي ماعلى هذا اتفقنا ,,, أنا قلت أنني أنا من أختار لكم تلك الأقلام
فكيف :mad: تسبقيننا وتسجلين شكرا ,, هو بحد ذاته بوح
****
ليس باليد حيلة ,, سأعتبر البوح الأول ,,, مسجلا بأسمك
فإلى البوح الثاني
V
V
V
رائع ولكن أين الموضوع ........(جاري الإنتظار)
ياأهلا وسهلا باحساس الملتقى
تشرفنا أستاذتي الفاضلة
لن أطيل أكثر من هذا , فقط قطعت الإتصال لأكتبه
أشكرك على مرورك
تحياتي لك
أتذكرون أحبتي ,, رمضان زمان ؟؟
أتذكرون تلك البرامج ؟
حينما اعود بذاكرتي للوراء
عندما كنت طفلا ,, اتذكر تلك الجلسة التي كنا نجلسها في البيت , واذكر أننا نستمتع كثيرا بجو العائلة ,,
نستمتع بذلك الجو الروحاني
كل العائلة , الكل وبلا استثناء ,, مجتمعون في غرفة واحدة , وعلى مائدة واحدة
(( فهل ياترى بقيت تلك العادة ؟!!))
واذكر ,, اذكر أنه كان هناك برنامجا , يأتي بعد الأفطار مباشرة مدته لاتتجاوز العشر دقائق
الديكور فيه بسيط ... عبارة عن طاولة , في طرفها سلة فاكهة , وفي الطرف الآخر مسجل قديم
وبينها يقبع شيخا كبيرا ,, يتكلم ولاأعي مايقوله ,, وكان يخطىء أحيانا , وكلامه بأسلوب أقرب للعامية منه للعربية
ولما كبرت ,, ظننت أنني أصبحت فاهما
فتسألت لماذا يسجل كلامه,وكنت أنظر لتلك الطريقة بنظرة ساخرة,ولم أعي بمايفكر به ذلك الشيخ الكبير
ومرت السنين أثر السنين ,, واذا بي اقرأ في أحد الكتب أنه
"من أفضل الطرق لكي تعرف أخطائك,, ومايعاب عليك في إلقاءك,, أن تسجل كلامك"
وأول ماذهب إليه فكري هو ذلك الشيخ
(( وهذه للمعلومية فائدة للمعلمين والمعلمات ))
وبعدها بمدة سمعت في أحد المجالس يقولون ,, بأن ذلك الشيخ سأل عن ذلك ,, فعلل ذلك بأنه يجب أن يسجل كلامه لأنه رجل كبير ربما ينسى, وربما يخطأ ... لذا وضع ذلك المسجل كمرجع له
يسجل حلقاته أمام الجميع ,, وكأنه يقول
(( انتبهوا هذا أنا وهذا تسجيلي ,,, فلا أحد يكذب علي ويقول قلت كذا وكذا ))
لله دره ماأحكمه
عندها ,, بدأت التفت لكتب ومؤلفات ذلك الشيخ ,,, فيالله كم هو ثمين قلمه
اعرفتموه ؟؟؟
أنه الشيخ والأديب / علي الطنطاوي ,,,, رحمه الله رحمة واسعة
والبرنامج هو ( على مائدة الأفطار ) ,,,
(( قارنوا بين برنامجه وبرامج اليوم ,,, وحياة أطفالنا وعوائلنا بعد نشأة برامج اليوم ))
للحديث بقية تصبحون على خير
.
فيزيائية طموحة
16-10-2006, 09:27
بسم الله الرحمن الرحيم......
لم اشترك في هذا المنتدى لاستمع الى ما تبوحون به ..
بل للاستفاده .. لكن المشكله فظولي الذي جعلني اطلع على نصف المنتدى في يوم واليوم الاخر اسجل فيه ...
جعلني اقراء هذه الاسطر الرائعه بما احتوته من كلمات راقية متزنه ......
الحمد الله نحن مازلنا على حد علمك لم نتغير لم يزل الشيخ الطنطاوي رحمه الله يتحفنا بددره عند كل افطار و لم نزل نأكل التمرات و حبات الرطب بقلوب راضيه و حياة سعيده .........
وان كانت قد قادرت سفرتنا الطيبه شخصيات عظيمه كنا نفرح بها تعطينا النصائح و الحكم (( عمي رحمه الله )) الا اننا مازلنا على عهد الوفاء بالتذكير عند كل افطار بالدعاء الدعــــــــــــــــــــــــــــاء .
جزاك الله خير .
جزاك الله خيرا بان ذكرتنا بشيخنا الاستاذ على الطنطاوي
غفر الله له واسكنه فسيح جناته
قلمى لايجارى بوح قلمك ولا يستيطيع ان يسطر ربع ماتكتب ..... فاطربنا بما لديك ....
ننتظر ...
.
.
.
.
.
.
.
وننتظر ....
.
.
.
وننتظر ...
فيزيائية ,, متفائلة
أهلا وسهلا بك
وأسعدي تواجدك
كلماتك تنم عن وجود عائلة متكاتفة ,,
أدامها الله لكم , وزاد من تواصلكم , ورحم الله عمكم
وأختمها بألف شكر على مروركم
.
.
.
نيوتن الحبيب
شكرا جزيلا على تلطيف جوي بمرورك الطيب
.
.
.
rooza
كفاك تواضعا ,,
(( كن شامخــا في تواضعك ، ومتواضعــا في شموخك ...
فتلك واحــدة من صفات العظمــــــــــــــاء ..))
ويكفي توقيعك وصفا على ابداعك , وبوحا بما لم تبوحين به
.
.
.
تحياتي لكم جميعا
السلام عليكم ورحمة الله
لكي تعلوا كيف هو مبدع ذالك الشيخ ,,, اليكم هذا المقال
هذا مقال .. كتبه الشيخ يعتذر فيه عن عدم استطاعته للكتابة
:) :) :)
فنشر هذا الأعتذار ,, وهو بحد ذاته مقال
انظروا الى أبداعه
.
.
.
ماأضعف الإنسان
أخي الأستاذ وديع
أرجوا أن تعتذر عني للقراء لأني لاأستطيع أن أكتب اليوم الكلمة ,, ولم أستطع الذهاب إلى عملي , لقد شغلت عن ذلك بنفسي , بشيء يشغل عن الكتابة والعمل والطعام والشراب .... (( بنوبة رمل )) أعاذك الله منها , ولاعرفك بها
بيد من الحديد أحس أنها تقبض على جنبي , وبمثل طعنات الخنجر الحامي تتوالى عليّ على عدد الثواني , وبنفسي يضيق حتى لكأني أختنق , وببطني حتى لكأنه ينفجر , فأنا أتلوى وأتقلب لاأقدر أن أستقر دقيقة , ولا أكف عن الصراخ لحظة
وليس يستطيع الطب أن يسعفني إلا بحقن (السيدول ) التي لاتذهب بالمرض فتشفي من الوجع , بل تقتل الحس وتميت الشعور فتنسي الألم .
والسبب كله .....
أوتعرف ياسيدي ما السبب؟
إنها حبة رمل لاتكاد تدركها العين , هذه هي التي فعل بي الأفاعيل
فيا لغرور الإنسان !! اخترق الجبال , وخاض البحار , وركب السحاب
وانطق الحديد , وسخر النور والكهرباء , وحاول أن يخترق بعقله حجب المستقبل , وظن أنه شارك الله في ملكه , فأدّبه الله بحبة رمل لاتكاد تدركها العين , تصرعه وترميه وتسلبه قدرة عقله , وبطش يده , وتجعله يصرخ كالقط الذي قطع ذنبه !
وبكأس ماء إن حرمها شراها بنصف ملكه إن كان ملكا , وإن منع خروجها من جسمه شرى إخراجها بالنصف الثاني !
الا ما أضعف الإنسان
.
.
اليس هذا أبداعا ؟؟؟!!!
تابعونا في بوح جديد ,, وتحياتي لكم
ولا فاك
تشرفنا بحضورك أستاذتي احساس
.
لك خالص الود والتقديري
.
.
تحياتي لك وللجميع
مازلنا
.
.
.
ننتظر
.
.
.
البوح التالى لقلمك
.
.
.
:):)
:) :)
الا زلتي تصرين ياأستاذتي على أنه بوح قلمي
.
.
اظن هذا أسلوب ,, لجعلي أدفع بالقصص دفعة واحدة
لكن لن تحصلي على هذا أبدا
:)
سعدت حقا بتواصلك
وشرفني حضورك
خالص تحياتي لك
,,,,,
اليكم أحبتي هذه القصة المشهورة من ابداعات أديبنا
.
(( العجوزان ))
أغلق الشيخ الباب فتنفس أهل الدار الصعداء. وأفاقوا إفاقة من يودع الحلم المرعب، أو الكابوس الثقيل، ثم انفجروا يصيحون، يفرغون ما اجتمع في حلوقهم من الكلمات التي حبسها وجود الشيخ فلم ينبسوا بها، وانطلقوا في أرجاء الدار الواسعة. والأولاد (صغار أولاد الشيخ وأحفاده ) يتراكضون ويتراشقون بما تقع عليه أيديهم من أثاث الدار، ويتراشون بالماء، أو يدفع بعضهم بعضا في البركة الكبيرة التي تتوسط صحن الدار، فيغوص الولد في أمواهها، فتعدو إليه أمه أو من تكون على مقربة منه فتخرجه من بين قهقهة الصغار وهتافهم وتقبل عليه لتنضو عنه ثيابه وتجفف جسده خشية المرض، فإذا هو يتفلت من بين يديها، ثم يركض وراء إخوته وأبناء عمه ليأخذ منهم بالثأر، والماء ينقط من ثيابه على أرض الدار المفروشة بالرخام الأبيض والمرمر الصافي التي أنفقت الأسرة ساعات الصباح كلها في غسل رخامها ومسحه بالإسفنج، حتى أضحى كالمرايا المجلوة أو هو أسنى… وعلى السجاد الثمين الذي يفرش القاعات الكثيرة والمخادع، وهم ينتقلون من غرفة إلى غرفة، ومن درج إلى درج، ويفسدون ما يمرون به من الأغراس التي لم تكن تخلو من مثلها دار في دمشق، من البرتقال والليمون والكباد والفراسكين والنارنج والأترج (الطرنج) وقباب الشمشير والياسمين والورد والفل، تتوسط ذلك كله الكرمة (الدالية) التي تتمدد على (سقالة) تظلل البركة تحمل العنب (البلدي) الذي يشبه في بياضه وصفائه اللؤلؤ، لولا أن الحبة الواحدة منه تزن أربع حبات مما يسمى في مصر والعراق عنبا… والجدة تعدو وراءهم ما وسعها العدو تصرخ فيهم صراخا يكاد من الألم يقطر منه الدم :
((ولك يا ولد أنت ويّاه… يقصف عمري منكم… وسختم البيت… يا ضيعة التعب والهلاك… الله يجعل عليّ بالموت حتى أخلص منكم))
فيختلط صراخها بصياح الأولاد، وضحك الضاحكين منهم وبكاء الباكين، وهم يتضاربون، ويسقطون ما يعثرون به من الأواني والكؤوس… ولا يصغي لنداء الجدة أحد منهم…
* * * * * * * * *
ويلبثون على ذلك حتى ينادي المؤذن بالظهر، فتنطفئ عند ذلك شعلة حماستهم، وتتخافت أصواتهم ويحسون بدنو ساعة الخطر، فينزوي كل واحد منهم في ركن من أركان الدار ينظر في ثيابه يحاول أن يزيل ما علق بها من الأوساخ، أو أن يصلح ما أفسد منها، كيلا يبقى عليه أثر يعلن فعلته، ويتذكرون ما هشموا من أثاث المنزل حين عاثوا فيه مخربين، فيجمع كل واحد منهم كل ما يقدر عليه من حطام الأواني فيلقيه في زاوية الزقاق في غير الطريق الذي يمر منه الشيخ، ويرجع النسوة إلى أنفسهن فيسرعن في إعداد الطعام وإصلاح المنزل. وتدور العجوز لتطمئن على أن قبقاب الشيخ في مكانه لم يزح عنه شعرة، لا تكل هذه (المهمة) لكنتيها ولا لبناتها، لأنها لم تنس طعم العصي التي ذاقتها منذ أربعين سنة… في ذلك اليوم المشؤوم الذي وقعت فيه الكارثة ولم يكن قبقاب الشيخ في مكانه، وضم إليها القدر مصيبة أخرى أشد هولا وأعظم خطرا، فتأخر صب الطعام عن موعده المقدس (في الساعة الثامنة الغروبية) عشر دقائق كاملات…
وللشيخ حذاء (كندرة) للعمل، وخف (صرماية) للمسجد، و(بابوج) أصفر يصعد به الدرج ويمشي به في الدار، (وقبقاب) للوضوء، وقد تخالف الشمس مجراها فتطاع من حيث تغيب، ولا يخالف الشيخ عادته فيذهب إلى المسجد بحذاء السوق، أو يتوضأ ببابوج الدرج…
وتعد العجوز قميص الشيخ ومنديله، وتهيئ (اليقجة) التي تضع فيها ثياب السوق بعد أن تساعده على نزعها وتطويها على الطريقة التي ألفتها وسارت عليها منذ ستين سنة، من يوم تزوج بها الشيخ وكان في العشرين وكانت هي بنت ست عشرة، وهي لا تزال تذكر إلى الآن كيف وضع لها أسلوبه في الحياة وبين لها ما يحب وما يكره، وعلمها كيف تطوي الثياب وكيف تعد القبقاب، كما علمها ما هو أكبر من ذلك وما هو أصغر وحذرها نفسه وخوفها غضبه إذا هي أتت شيئا مما نهاها عنه، فأطاعت ولبثت العمر كله وهي سعيدة مسعدة طائعة مسرورة لم تخالف إلا في ذلك اليوم المشؤوم وقد لقيت فيه جزاءها، ونظرت العجوز الساعة فإذا هي منتصف الثامنة، لقد بقي نصف ساعة… ففرقت أهل الدار ووزعت عليهم الأعمال، كما يفرق القائد ضباطه وجنده ويلزمهم مواقفهم استعدادا للمعركة، فأمرت بنتها الكبرى بإعداد الخوان للطعام، وبعثت الأخرى لتمسح أرض الدار التي وسخها الأولاد، وأمرت كنتيها بتنظيف وجوه الصغار وإبدال ثيابهم حتى لا يراهم الشيخ إلا نظافا… ثم ذهبت ترد كل شيء إلى مكانه، ولكل شيء في هذا الدار الواسعة موضع لا يريمه ولا يتزحزح عنه، سنة سنها الشيخ لا تنال منه الغيرة ولا تبدلها الأيام، فهو يحب أن يضع يده على كل شيء في الظلمة أو نور، في ليل أو نهار، فيلقه في مكانه، ولما اطمأنت العجوز إلى أن كل شيء قد تم، نظرت إلى الساعة فإذا هي دون الموعد بخمس دقائق… فاستعدت وغسلت يديها ووجهها ولبست ثوبا نظيفا كعهدها ليلة عرسها لم تبدل العهد، واستعد أهل الدار بكبارهم وصغارهم.
فلما استوى عقرب الثامنة أرهفوا أسماعهم فإذا المفتاح يدور في الباب إنه الموعد ولم يتأخر الشيخ عن وعده هذا منذ ستين سنة إلا مرات معدودات عرض له فيها شاغل لم يكن إلى دفعه سبيل. فلما دخل أسرعوا إليه يقبلون يده وأخذت ابنته العصا فعلقتها في مكانها وأعانته على خلع الحذاء وانتعال البابوج الأصفر، وسبقته زوجته إلى غرفته لتقدم إليه ثياب المنزل التي يتفضل بها.
غاضت الأصوات، وهدأت الحركة، وعادت هذه الدار الواسعة إلى صمتها العميق، فلم يكن يسمع فيها إلا صوت الشيخ الحزم المتزن، وأصوات أخرى تهمس بالكلمة أو الكلمتين ثم تنقطع، وخطى خفيفة متلصصة تنتقل على أرض الدار بحذر وخوف… وكانت غرفة الشيخ يؤثرها على يمين الإيوان العظيم ذي القوس العالية والسقف المنقوش الذي لا تخلو من مثله دار في دمشق، والذي يتوجه أبدا إلى القبلة ليكون لأهل الدار مصيفا يغنيهم عن ارتياد الجبال في الصيف، ورؤية ما فيها من ألوان الفسوق، يشرفون منه على الصحن المرمري وأغراسه اليانعة وبركته ذات النوافير… وكانت غرفة الشيخ رحبة ذات عتبة مستطيلة تمتد على عرض الغرفة التي تعلو عن الأرض أكثر من ذراع كسائر غرف الدور الشامية، تغطيها (تخشيبة) مدّ عليها السجاد وفرشت في جوانبها (الطراريح): الوسائد والمساند، وقامت في صدرها دكة أعلى ترتفع عن (التخشيبة) مقدار ما تهبط عنها العتبة. وكان مجلس الشيخ في يمين الغرفة يستند إلى الشباك المطل على رحبة الدار، وقد صفّ إلى جانبه علبة وأدوات، وهن حق النشوق الذي يأخذ منه بيده ما ينشقه من التبغ المدقوق الذي ألفه المشايخ فاستحلوه بلا دليل حتى صاروا يشتمونه في المسجد كما حرموا الدخان بلا دليل…
وإلى جنب هذا الحق علبة نظارات الشيخ ومنديله الكبير والكتابان الذي لا ينتهي من قراءتهما: الكشكول والمخلاة، وفي زاوية الشباك أكياس بيضاء نظيفة مطوية يأخذها معه كل يوم حينما يغدو لشراء الطعام من السوق فيضع الفاكهة في كيس واللحم في آخر، وكل شيء في كيسه الذي خصصه به، وهذه الأكياس تغسل كل يوم وتعاد إلى مكانها.
وعن يساره خزانة صغيرة من خشب السنديان المتين أشبه الأشياء بصندوق الحديد، لا يدري أحد حقيقة ما فيها من التحف والعجائب، فهي مستودع ثروة الشيخ وتحفه، ومما علم أهل الدار عنها أن فيها علبا صغارا في كل علبة نوع من أنواع النقد: من النحاسات وأصناف المتاليك وأمات الخمسين وأمات المائة والبشالك والزهراويات إلى المجيديات وأجزائها والليرات العثمانية والإنكليزية والفرنسية، كل نوع منها في علبة من هذه العلب، فإذا أصبح أخذ مصروف يومه الذي قدره له يوم وضع (ميزانية الشهر)، ثم إذا عاد نظر إلى ما فضل معه، فضم كل جنس إلى جنسه، وفي هذه الخزانة (وهي تدعى في دمشق الخرستان)، الفنار العجيب الذي كان يخرجه إذا ذهب ليلا (وقلما كان يفعل) يستضيء به في طريق دمشق التي لم يكن بها أنوار إلا أنوار النجوم ومصابيح الأولياء وسرجهم، وأكثر هذه السرج يضاء ببركة الشيخ عثمان ويطفأ ليلا… وفيها الكأس التي تطوى… والمكبرة التي توضع في شعاع الشمس فتحرق الورقة من غير نار… وفيها خواتم العقيق التي حملها الشيخ من مكة، فأهدى إلى صاحبه قسما منها وأوع الباقي خزانته… وفيها الليرات الذهبية التي كان يعطيها الأطفال فيأكلونها لأن حشوها (شكلاطة)… وكانت هي عجائب الدار السبع!
وأمام الشيخ (الرحلاية) وفوقها (السكمجاية)، وهي صندوق صغير فيه أدراج دقيقة ومخابئ وشقوق للأوراق، وبيوت للأقلام في صنعة لطيفة، وهيئة غريبة، كانت شائعة يومئذ في دمشق، موجودة في أكثر البيوت المحترمة…
والويل لمن يمس شيئاً من أدوات الشيخ أو يجلس في مكانه. ولقد جنى الجناية أحد الأطفال مرة فعبث بلعبة النشوق فأسرعت أمه فزعة وأخذتها منه وأبعدته وأعادتها إلى مكانها، فانزاحت لشؤم الطالع عن موضعها مقدار أنملة وعرف ذلك الشيخ، فكان نهار أهل المنزل أسود، وحرموا بعده من الدنو من هذا الحمى!
* * * * * * * * *
(( يتبع ))
أعتذر أحبتي ,,
فبقية القصة إن وضعتها أصبح هناك " تعليق " في الرابط
سأعالج المشكلة ,,, وأعود إليكم ببقية القصة
.
تحياتي لكم
كان الشيخ في الثمانين ولكنه كان متين البناء شديد الأسر ، أحاط شبابه بالعفاف والتقى ، فأحاط العفاف شيخوخته بالصحة والقوة ، وكان فارع الطول عريض الأكتاف ، لم يشكُ في حياته ضعفا ، ولم يسرف على نفسه في طعام ولا شراب ولا لذة ، ولم يحد عن الخطة التي اختطها لنفسه منذ أدرك . فهو يفيق سحرا والدنيا تتخطر في ثوب الفتنة الخشعة والخشوع الفاتن ، والعالم ساكن لا يمشي في جوانبه إلا صوت المؤذن وهو يكبر الله في السحر يتحدر أعلى المنارة فيخالط النفوس المؤمنة فيهزها ويشجيها ، يمازحه خرير الماء المتصل من نافورة الدار يكبر (هو الآخر) ربه ويسبح بحمده ، {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} ، فيقف الشيخ متذوقا حلاوة الإيمان ، ثم ينطق لسانه ب(لا إله إلا الله) تخرج من قرارة فؤاده المترع باليقين ، ثم ينزع ثيابه وينغمس في البركة يغتسل بالماء البارد ما ترك ذلك قط طوال حياته ، لا يبالي برد الشتاء ولا رطوبة الليل . وكثيرا ما كان يعمد إلى قرص الجليد الذي يغطي البركة فيكسره بيده و يغطس في الماء ثم يلبس ثيابه ويصلي ما شاء الله أن يصلي ، ثم يمشي إلى المسجد فيصلي الصبح مع الجماعة في مجلس له وراء الإمام ما بدله يوما واحدا ، ويبقى مكانه يذكر الله حتى تطلع الشمس وترتفع فيركع الركعتين المأثورتين بعد هذه الجلسة ، ويرجع إلى داره فيجد الفطور معدا والأسرة منتظرة فيأكل معهم اللبن الحليب والشاي والجبن أو الزبدة والزيتون والمكدوس ، ثم يغدو إلى دكانه فيجدها مفتوحة قد سبقه ابنه الأكبر إليها ففتحا ورتبها .
والدكان في سوق البزازين أمام قبر البطل الخالد نور الدين زنكي . وهي عالية قد فرشت أرضها بالسجاد وصف أثواب البز أمام الجدران ، ووضعت للشيخ وسادة يجلس عليها في صدر الدكان ويباشر أبناؤه البيع والشراء بسمعه وبصره ، ويدفعون إليه الثمن ، فإذا ركد السوق تلا الشيخ ما تيسر من القران أو قرأ في (دلائل الخيرات ) أو تحدث إلى جار له مسن حديث التجارة ، أما السياسة فلم يكن في دمشق من يفكر فيها أو يحفلها ، وإنما تركها الناس للوالي والدفتردار والقاضي والخمسة أو الستة من أهل الحل و العقد ، وكان هؤلاء هم الحكومة (كلها…) وكان الشيخ مهيبا في السوق كهيبته في المنزل ، تحاشى النسوة المستهترات الوقف عليه ، وإذا تجرأت امرأة فكشفت وجهها أمامه لترى البضاعة ، كما تكشف كل مستهترة ، صاح فيها فأرعبها وأمرها أن تتستر وأن تلزم أبدا حدود الدين والشرف وكانت تبلغ به الهيبة أن يعقد الشباب بينهم رهانا ، أيهم يقرع عليه بابه ، ويجعلون الرهان ريالا مجيدا أبيض ، فلا يفوز أحد منهم .
وكان الشيخ قائما بحق أهله لا يرد لهم طلبا ، ولا يمنعهم حاجة يقدر عليها ، ولكنه لا يلين لهم حتى يجرؤوا عليه ، ولا يقصر في تأديب المسيء منهم ، ولا يدفع إليهم الفلوس أصلا . وما لهم والفلوس وما في نسائه وأولاده من يخرج من الدار ليشتري شيئا ؟ ومالهم ولها وكل طعام أو شراب أو كسوة أو حلية بين أيديهم ، وما اشتهوا منه يأتيهم ؟ ولماذا تخرج المرأة من دارها ، إذا كانت دارها جنة من الجنان بجمالها وحسنها ، ثم فيها كل ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين ؟
يلبث الشيخ في دكانه مشرفا على البيع والشراء حتى يقول الظهر : (الله أكبر) ، فينهض إلى الجامع الأموي وهو متوضئ منذ الصباح ، لأن الوضوء سلاح المؤمن ، فيصلي فيه مع الجماعة الأولى ، ثم يأخذ طريقه إلى المنزل ، أو يتأخر قليلا ليكون في المنزل عندما تكون الساعة في الثامنة . أما العصر فيصليه في مسجد الحي ، ثم يجلس عند (برو العطار) فيتذاكر مع شيوخ الحي فيما دقّ وجل من شؤونه … اختلف أبو عبده مع شريكه فبجب أن تألف جمعية لحل الخلاف… والشيخ عبد الصمد في حاجة إلى قرض عشر ليرات فلتهيأ له… وعطا أفندي سلط ميزابه على الطريق وآذى السابلة فلينصح وليجبر على رفع الأذى عن الناس …
أي أن هذه الجماعة محكمة ، ومجلس ، بلدي ، وجمعية خيرية إصلاحية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . وكان (برو العطار) مخبر اللجنة ووكيلها الذي يعرف أهل الحي جميعاً برجالهم ونسائهم ، فإذا رأى رجلاً غريباً عن الحي حول أحد المنازل سأله من هو؟ وماذا يريد ؟ وإذا رأى رجلاً يماشي امرأة نظر لعلها ليست زوجته ولا أخته ، ولم يكن في دمشق صاحب مروءة يماشي امرأة في طريق فتعرف به حيثما سارت ، بل يتقدمها أو تتقدمه ويكون بينهما بعد بعيد ، وإذا بنى رجل غرفة يشرف منها إلى نساء جاره أنبأ الشيخ وأصحابه فألزموه حده . وإن فتح امرؤ شباكا على الجادة سدّوه ، لأن القوم كانوا يحرصون على التستر ويكرهون التشبه بالإفرنج ، فالبيوت تبدو من الطريق كأنها مخازن للقمح لا نافذة ولا شباك ، ولكنها من داخل الفراديس والجنان . فكان الحي كله بفضل الشيخ وصحبه نقيا من الفواحش صيناً ، أهل كأهل الدار الواحدة لا يضن أحد منهم على الآخر بجاهه ولا بماله ، وإذا أقام أحدهم وليمة ، أو كان عنده عرس أو ختان ، فكل ما في الحي من طباق و(صوان) وكؤوس تحت يده وملك يمينه .
* * *
مر دهر والحياة في هذه الدار سائرة في طريقها لا تتغير ولا تتبدل ولا تقف . مطردة اطراد القوانين الكونية ، حتى جاء ذلك اليوم … ودقت الساعة دقاتها الثمان ، وتهيأ أهل الدار على عادتهم لاستقبال الشيخ لكن العجوز الطيبة والزوجة المخلصة لم تكن بينهم ، وإنما لبثت مضطجعة على الأريكة تشكو ألماً شديدا لم يفارقها منذ الصباح . وأدار الشيخ مفتاحه ودخل فلم يرها وهي التي عودته الانتظار عند الباب ، ولم تحد هذه العادة مدة ستين سنة إلا أيام الوضع ويوم ذهبت لتودع أباها قبل وفاته ، فسأل الشيخ عنها بكلمة واحدة أكملها بإشارة من يده ، فخبرته ابنته وهي تتعثر بالكلمات هيبة له وشفقة على أمها ، أنها مريضة . فهز رأسه ودخل ، فلما وقع بصره عليها لم تتمالك نفسها فنهضت على غير شعور منها تقبل يده ، فلا مست أصابعه أحس كأنما لمسته جمرة ملتهبة ، وكان الشيخ على ما يبدو من شدته وحزمه وحبه للنظام ، قوي العاطفة ، محبا لزوجته مخلصا لها ، فرجع من فوره ولم يأكل ، ولم يدر أحد في المنزل لماذا رجع ولم يجرؤ على سؤاله واكتفوا بتبادل الآراء لتعليل هذا الحادث الغريب ، الذي يشبه في أنظارهم خروج القمر عن مداره . ومضت على ذلك ساعة أو نحوها ، فدخل الشيخ وصاح :(روحوا من الطريق) ، فاختبأ النسوة ليدخل الضيف ، غير أنهن نظرن من شق الباب _ على عادة نساء البلد _ فأبصرن الطبيب وكن يعرفنه لتردده على المنزل كلما تردد عليه المرض … وكان الطبيب شيخا وكانت بينه وبين العجوز قرابة ، ومع ذلك أمر الشيخ العجوز بلبس ملاءتها وألا تظهر منها إلا ما لابد من إظهاره ، ثم أدخله عليها ، فجس نبضها ، وقاس حرارتها ، ورأى لسانها . وكان هذا منتهى الدقة في الفحص في تلك الأيام ، ثم خرج مع الشيخ يساره حتى بلغا الباب ، فودعه الشيخ وعاد ، فأمر بأن تبقى العجوز في غرفتها وأن تلزم الحمية وأن تتناول العلاج الذي يأتيها به …
* * *
مرت أيام طويلة والعجوز لم تفارق الفراش ، وكان المرض يشتد عليها حتى تذهل عن نفسها ، وتغلبها الحمى فتهذي … (( صارت الساعة الثامنة … يلاّ يا بنت ، حضري الخوان … والقبقاب؟ هل هو في مكانه …)) ، وتهم أحيانا بالنهوض لتستقبل زوجها ، وكانت بنتاها وكنتها يمرضانها ويقمن في خدمتها فإذا أفاقت حدثتهن وسألتهن عن الشيخ هل هو مستريح؟ ألم يزعجه شيء؟ والدار؟ هل هي كعادتها أم اضطربت أحوالها؟ ذلك همها في مرضها وفي صحتها ، لا هم لها سواه .
وحل موسم المعقود وهي مريضة فلم تطق على البقاء صبراً ، وكيف تتركه وهي التي لم تتركه سنة واحدة من هذه السنين الستين التي عاشتها في كنف زوجها ، بل كانت تعقد المشمش والجانرك والباذنجان والسفرجل ، منه ما تعقده بالسكر ومنه ما تعقد بالدبس ، وكانت تعمل مربى الكباد واليقطين ، فيجتمع لها كم أنواع المعقودات والمربيات والمخللات (الطرشي) ومن أنواع الزيتون الأسود والأخضر والمفقش والجلط وأشكال المكدوس معمل أمقار(كونسروة) صغير تقوم به هذه الزوجة المخلصة وحدها صامته ، ولا يعيقها ذلك عن تربية الأولاد ولا عن إدارة منزلها وتنظيفه ولا عن خياطة أثوابها وأثواب زوجها وبنيها ، بل تصنع مع هذا كله البرغل ، وتغسل القمح تعجن العجين .
حل الموسم فكيف تصنع العجوز المريضة…؟ لقد آلمها وحز في كبدها ، وبلغ منها أكثر مما بلغ المرض بشدته و هوله ، فلم يكن من ابنتها وكنتها الوفية إلا أن جاءتا بالمشمش فوضعتاه أمام فراشها وطفقتا تعقدانه أمامها ، وتعملان برأيها فكان ذلك أجمل ما تتمنى العجوز .
واشتدت العلة بالمرأة وانطلقت تصيح حتى اجتمع حولها أهل الدار جميعاً ، ووقفوا ووقف الأطفال صامتين وحبهم لهذه العجوز الطيبة التي عاشت عمرها كلها لزوجها وبنيها يطفر من عيونهم دمعا حارا مدراراً ، وهم لا يدرون ماذا يعملون ، يودون لو تفتدى بنفوسهم ليفدونها . ثم هدأ صياحها ، وجعل صوتها يتخافت حتى انقطع ، فتسلل بعض النسوة من الغرفة ، ووقف من وفق حائراً يبكي .
ولكن العجوز عادت تنطق بعد ما ظنوها قضت ، فاستبشروا وفرحوا ، وسمعوها تتكلم عن راحة الشيخ وعن المائدة والساعة الثامنة والبابوج والقبقاب … بيد أنها كانت يقظة الموت ، ثم أعقبها الصمت الأبدي . وذهبت هذه المرأة الطيبة ، وكان آخر ما فكرت فيه عند موتها ، وأول ما كانت تفكر فيه في حياتها : زوجها ودارها … ارتفع الكابوس عن صدور الأطفال حين اختل نظام الفلك ولم يبق لهذا الموعد المقدس في الساعة الثامنة روعته ولا جلاله ، ولم يعد يحفل أحد بالشيخ لأنه لم يعد هو يحفل بشيء . لقد فقد قرينه ووليفه وصديق ستين سنة فخلت حياته من الحياة ، وعادت كلمة لا معنى لها ، وانصرف عن الطعام وأهمل النظام ، فعبثت الأيدي بعلبه وأكياسه ، وامتدت إلى(الخرستان) السرية التي أصبح بابها مفتوحاً ، فلم تبق فيها تحفاً ولا مالاً ، وهو لا يأسى على شيء ضاع عد ما أضاع شقيقة نفسه . وتهافت هذا البناء الشامخ ، وعاد ابن الثمانين إلى الثمانين ، فانحنى ظهره وارتجفت يداه ووهنت ركبتاه ، ولم يكن إلا قليل حتى طويت هذه الصفحة ، فختم بها سفر من أسفار الحياة الاجتماعية في دمشق كله طهر وتضحية ونبل !
البوح القادم ... سيكون خاااااص
لاتفوتوه
.
.
تشرفت كثيرا بقراءتكم لهذا الموضوع
لكم مني خالص الود والتقدير
شكرا لك ولا يسعنى الا ان اقف احتراما لهذا الشيخ الكبير ......
رحمك الله ياشيخ.....واسكنك فسيح جناته .....
وشكرا لك .....
وكالمعتاد ...
ننتظر البوح التالى ....
العـــــفو
أختي rooza
.
.
سعدت بتواصلك
وكما قلت ,, رحم الله الشيخ والأديب رحمة واسعة
لك خالص ودي وتقديري
بارك الله فيك .............
وبانتظار البوح القادم ...
أهلا بك أيتها العالمه
سعدت كثيرا بمرورك الطيب
وردك الكريم
لك خالص الود والتقدير
في ليلة من ليالي العزوبية , كنت مستلقٍ على فراشي أتجاذب أطراف الحديث مع زميلي العزيز على قلبي
" بـــدر" - الله يحفظه -
.
وكنا نتكلم عن اللغة والأدب والأدباء , وكيف نراه ووووو
سألني بدر ..
هل قرأت كتاب ( قصص من الحياة ) للطنطاوي ؟
أجبته : أتقصد ( قصص من التاريخ ) نعم قرأته منه وهو رائع
فقال لي ,, لا لا يبدوا أنك لاتعرفه
فقام وأحضر لي الكتاب , وقال تفضل , وعليك بهذه القصة كبداية , وسأتركك قبل أن تطلب مني ذلك وأنصرف
فتحت الكتاب , شرعت بقراءة القصة
كانت قصة حب , لم يسبق لي أن قرأت مثلها
فدخلت الى عالم آخر ولم أشعر حتى أنهيتها
عشت مع كل لحظة من لحظات تلك القصة ,
واصلت تقلبت صفحاته , وشرعت بقصة جديدة وغرضي منها هو أني أريد أن أخرج تخيلات تلك القصة من رأسي
حتى أنهيت قراءة 9 قصص , ولكن دون جدوى
فلقد رسخت تلك القصة في مخيلتي وفي ذهني , واستمرت على ذلك أيام
,,,,
أتدرون ماهي هذه القصة ؟؟؟؟
أشتروا الكتاب , وستعرفونها بأنفسكم
.....................
وعلى عقبات تلك القصة وغيرها , وعلى قصة له كتبتها في الحب
أنتُــــقد الطنطاوي - رحمه الله -
.
فسطر كتابا في منتهى الروعة , بمثابة توضيح للأمر
ولقد أجاد
***
فماهو رده , وماذا كتب فيه ؟؟
ستكون الإجابة هي
البوح الرابع
والذي سنطرحه لكم يوم غدٍ - إن شاء الله -
إلى ذلك الحين وفي كل حين
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
كالمعتاد ....
ننتظر البوح التالى ...
أم عبدالملك
08-11-2006, 21:14
تتنقل عيناي من سطر لآخر..
أقرأ تفاصيلا لأحداث وقصص..أشبه ماتكون بالمذكرات..
ولئن اختلف الأشخاص.. يبقى هناك شيئ وحيد مشترك..هو البوح الفريد من نوعه لقلم مشرفنا الفاضل..
أستاذي الكريم:
البالود..
شكرا لك على تلك الدرر النفيسة ..وبإنتظار تفاصيل البوح الرابع..
مع أزكى التحايا وأعطرها..
وكالمعتاد , rooza
يسعدني كثيرا , حسن تواصلك
لك خالص الود والتقدير
theadventurous
الدرر هي ماتسطره أناملك , ومايرسمه أبداعك
سعدنا بتواجدك , ولك كل الشكر على كلماتك الطيبة
لك ودي وتقديري , ملكة اللباقة
خالص تحياتي للجميع
شموس المجد
11-11-2006, 13:22
كلامات رائعة وبوح أروع
أنتظر القادم
أهلا وسهلا ومرحبا
بك أيتها الشمس
عودا حميدا
ونور المنتدى بوجودك
أشكرك على المرور الطيب
لك خالص الود والتقدير
تحياتي لك وللجميع
تأخرنا عليكم , أرجوا المعذرة
تفضلوا
v
v
v
قال لي شيخ,وقد سقط إليه عدد من الرسالة، فيه مقالة لي في الحب
مالك والحب، وأنت شيخ وأنت قاض، وليس يليق بالشيوخ والقضاة أن يتكلموا في الحب، أو يعرضوا للغزل؟! إنما يليق ذلك بالشعراء، وقد نزه الله نبيّه عن الشعر، وترفع العلماء وهم ورثة الأنبياء عنه، وصرح الشافعي أنه يزري بهم، ولولا ذلك كان أشعر من لبيد
فضحكت، وقلت له
أما قمت مرة في السحر، فأحسست نسيم الليل الناعش، وسكونه الناطق... وجماله الفاتن، فشعرت بعاطفة لا عهد لك بمثلها، ولا طاقة لك على وصفها؟
أما خلوت مرة بنفسك تفكر في الماضي فتذكر أفراحه وأتراحه، وإخوانا كانوا زينة الحياة فطواهم الثرى، وعهدا كان ربيع العمر فتصرم الربيع، فوجدت فراغا في نفسك، فتلفت تفتش عن هذا الماضي الذي ذهب ولن يعود؟
أما قرأت مرة قصة من قصص الحب، أو خبراً من أخبار البطولة فأحسست بمثل النار تمشي في أعصابك، وبمثل جناح الطير يخفق في صدرك؟
أما رأيت في الحياة مشاهد البؤس؟ أما أبصرت في الكون روائع الجمال؟ فمن هو الذي يصور مشاعرك هذه؟ من الذي يصف لذائذك النفسية وآلامك، وبؤسك ونعماءك؟ لن يصورها اللغويون ولا الفقهاء ولا المحدثون، ولا الأطباء ولا المهندسون. كل أولئك يعيشون مع الجسد والعقل ، محبوسين في معقلهما، لا يسرحون في فضاء الأحلام، ولا يوغلون في أودية القلب، ولا يلجون عالم النفس... فمن هم أهل القلوب؟
إنهم الشعراء يا سيدي، وذلك هو الشعر!ـ
إن البشر يكدّون ويسعون، ويسيرون في صحراء الحياة، وقيد نواظرهم كواكب ثلاثة، هي هدفهم وإليها المسير، ومنها الهدي وهي السراج المنير، وهي الحقيقة والخير والجمال، وإن كوكب الجمال أزهاها وأبهاها، إن خفي صاحباه عن بعض الناس فما يخفى على أحد، وإن قصرت عن دركهما عيون فهو ملء كل عين، والجمال بعد أسّ الحقائق وأصل الفضائل، فلولا جمال الحقيقة ما طلبها العلماء، ولولا جمال الخير ما دعا إليه المصلحون. وهل ينازع في تفضيل الجمال إنسان؟ هل في الدنيا من يؤثر الدمنة المقفرة على الجنة المزهرة؟ والعجوز الشوهاء على الصبية الحسناء؟ والأسمال البالية على الحلل الغالية؟
فكيف يكون فيها من يكره الشعر (أعني الشعر الحق، الذي يجمع سمو المعنى، وموسيقى اللفظ، لا هذا الهذيان الذي نقرؤه الآن -الذي يدعونه الشعر الحديث- شعر الحدأثة أي الحدث الأكبر الذي لا يتطهر منه صاحبه إلا بالغسل)، وهو جمال القول، وفتنة الكلام؟ وهو لغة القلب فمن لم يفهمه لم يكن من ذوي القلوب. وهو صورة النفس، فمن لم يجد فيه صورته لم يكن إلا جماداً. وهو حديث الذكريات والآمال، فمن لم يذكر ماضيا، ولم يرج مستقبلا، ولم يعرف من نفسه لذة ولا ألما، فليس بإنسان
إنه شاعر" لأن الشاعر يأتيه الوحي من داخل نفسه، والنبي يجيئه من السماء، وهذا الذي لم تدركه العرب، فقالوا قولتهم التي ردها الله عليهم!.ـ
وأين وجدت حرمة الشعر، أو مذمته من حيث هو كلام جميل، يصف شعورا نبيلا؟ إنما يقبح إذا اشتمل على الباطل، كما يقبح كل كلام يشتمل عليه.ـ
ومن أين عرفت أن العلماء قد ترفعوا عنه، والكتب مملوءة بالجيد من أشعارهم، في الحب والغزل ووصف النساء؟
.
.
.
يتبع
v
v
أو ما سمعت بأن النبي صلى الله عليه وسلم أصغى إلى كعب وهو يهدر في قصيدته التي يتغزل فيها بسعاد… ويصفها بما لو ألقي عليك مثله لتورّعت عن سماعه… وتصاممت عنه ، وحسبت أن التقى يمنعك منه وذهبت تلوم عليه، وتنصح بالإقلاع عن قائله...ـ
وما سعاد غدة البين إذ برزت= كأنها منهل بالـراح معلـول
هيفـاء مقبلة عجـزاء مدبرة = لا يشتكي قصر منها ولا طول
وأن عمر كان يتمثّل بما تكره أنت.. من الشعر، وأن ابن عباس كان يصغي إلى إمام الغزلين عمر بن أبي ربيعة، ويروي شعره؟ وأن الحسن البصري كان يستشهد في مجلس وعظه، بقول الشاعر:ـ
اليوم عندك دلها وحديثها = وغدا لغيرك كفها والمعصم
وأن سعيد بن المسيب سمع مغنيا يغني:ـ
تضوع مسكا بطن نعمان إن مشت = به زينب في نسوة خفرات
فضرب برجله وقال: هذا والله مما يلذ استماعه، ثم قال:ـ
وليست كأخرى أوسعت جيب درعها = وأبدت بنـان الكف للجمـرات
وعالت فتات المسد وخفـاً مرجّـلا = على مثل بدر لاح في الظلمات
وقامت تراءى يـوم جمـع فأفتنت = برؤيتها من راح من عرفـات
فكانوا يرون هذا الشعر لسعيد بن المسيب!.ـ
وما لي أدور وأسوق لك الأخبار، وعندنا شعراء كان شعرهم أرق من النسيم إذا أسرى، وأصفى من شعاع القمر، وأعذب من ماء الوصال، وهم كانوا أئمة الدين وأعلام الهدى.ـ
هذا عروة بن أذينة الفقيه المحدث شيخ الإمام مالك يقول:ـ
إن التي زعمـت فـؤادك ملها = خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فبك الذي زعمـت بها وكلاكما = يبدي لصاحبه الصبـابـة كلها
ويبيت بين جوانحي حـبٌّ لهـا = لو كان تحـت فراشهـا لأقلها
ولعمرها لو كان حبـك فوقها = يوماً وقد ضحيـت إذن لأظلهـا
وإذا وجدت لها وساوس سلـوة= شفع الفؤاد إلى الضمير فسلها
بيضاء باكرها النعيـم فصاغها = بلبـاقـة فـأدقهـا وأجلهـا
!منعـت تحيتها فقلـت لصاحبي = ما كان أكثـرها لنـا وأقلها
فدنا فقـال ، لعلهـا معـذورة = من أجل رقبتها، فقلت : لعلها
هذه الأبيات التي بلغ من إعجاب الناس بها أن أبا السائب المخزومي لما سمعها حلف أنه لا يأكل بها طعاما إلى الليل!.ـ
وهو القائل، وهذا من أروع الشعر وأحلاه، وهذا شعر شاعر لم ينطق بالشعر تقليدا، وإنما قال عن شعور، ونطق عن ححب، فما يخفى كلام المحبين:ـ
قالت ( وأبثثتها وجدي فبحت به )= قد كنت عندي تحب السعر، فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها = غطى هواك وما ألقى على بصري
هذا الشاعر الفقيه الذي أوقد الحب في قلبه نارا لا يطفئها إلا الوصال:ـ
إذا وجدت أوار الحب في كبدي = عمدت نحو سقاء الماء أبترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره =فمن لحر على الأحشاء يتّقد!؟
وهذا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم العلم، وكان عمر بن عبد العزيز يقول في خلافته: لمجلس من عبيد الله لو كان حيا، أحب إلي من الدنيا وما فيها. وإني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال، فقالوا: يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع شدة تحريك وشدة تحفظك؟ قال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه ونصيحته ومشورته على بيت المال بألوف وألوف. وكان الزهري يقول: سمعت من العلم شيئا كثيرا، فظننت أني اكتفيت حتى لقيت عبيد الله فإذا كأني ليس في يدي شيء!.ـ
وهو مع ذلك الشاعر الغزل الذي يقول:ـ
شققت القلب ثم ذررت فيـه = هواك فليم فالتمام الفطور
تغلغل حب عشمة في فؤادي = فباديه مع الخافي يسيـر
تغلغل حيث لم يبلغ شـراب = ولا حزن ولم يبلغ سرور
أفسمعت بأعمق من هذا الحب وأعلق منه بالقلب؟ ولم يكن يخفي ما في قلبه، بل كان إذا لقيه ابن المسيب فسأله: أأنت الفقيه الشاعر؟ يقول: "لا بد للمصدور من أن ينفث" فلا ينكر عليه ابن المسيب. وهو القائل:ـ
كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم = ولامـك أقـوام ولومهـم ظلـم
ونمّ عليـك الكاشحون و قبلهـم = عليك الهـوى قد نم لو نفع النم
وزادك إغـراء بها طـول بخلها = عليك وأبلى لحم أعظمك الهـم
فأصبحت كالنهدي إذ مات حسرة = على إثر هند أو كمن سقي السم
ألا من لنفس لا تمـوت فينقضي = شقاها ولا تحيا حياة لها طعـم
تجنبـت إتيـان الحبيـب تأثمـا = ألا إن هجران الحبيب هو الإثـم
فـذق هجـرها إن كنت تزعم أنه = رشاد ألا يا ربما كذب الزعـم
ألا إن هذا هو الشعر!.ـ
واسمع يا سيدي أنشدك ما يحضرني من غزل الفقهاء، لا أستقصي ولا أعمد إلى الترتيب، وإنما أروي لك ما يجيئني، وما يدنو مني مصدره. هذا أبو السعادات أسعد بن يحيى السنجاري الفقيه الشافعي المتوفى سنة 622 هـ فاسمع من شعره ما ترقص منه القلوب، وتطرب الألباب: حلاوة ألفاظ، وبراعة معنى، وحسن أسلوب، قال من قصيدة له:ـ
وهـواك ما خطر السلو ببالـه = ولأنـت أعلـم في الغـرام بحالـه
ومتى وشى واش إليـك بأنـه = سـال هـواك فـذاك مـن عذالـه
أوليس للكلـف المعـنى شاهد = من حالـه يغنيـك عـن تسـآلـه
جددت ثوب سقامـة، وهتكـت = ستر غرامه، وصرمت حبل وصاله
أفزلـة سبقـت لـه أم خلـة =مـألـوفـة من تيـهـه ودلالـه
أوما سمعت شعر الشيخ الشهرزوري الصوفي هاك منه قوله:ـ
فعاودت قلبـي أسأل الصبـر وقفـة = عليها فلا قلبي وجدت ولا صبري
وغابت شموس الوصل عني وأظلمت = مسالكه حتى تحيـرت في أمري
وهاك قول ظهير الدين الأهوازي الوزير الفقيه، تلميذ أبي أسحق الشيرازي:ـ
وإني لأبدي في هواك تجلدا = وفي القلـب مني لوعة وغليل
فلا تحسبن أني سلوت فربما = ترى صحة بالمرء وهو عليل
وقول أبي القاسم القشيري الإمام الصوفي العلم:ـ
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا = ورأيت كيف تكـرر التوديعـا
لعلمت أن من الدموع محدثا = وعلمت أن من الحديث دموعا
والبيت الثاني من مرقصات الشعر.ـ
وكان مع ذلك علامة في الفقه والتفسير والحديث ومن فقهاء الشافعية الكبار، وهو صاحب الرسالة التي يعتدها الصوفية ككتاب سيبويه عند النحويين، ولا ينصرف الإطلاق إلا لها، ومن شعره:ـ
ومن كان في طول الهوى ذاق لذة = فإني من ليلي لها غير ذائق
وأكثر شيء نلتـه من وصالهـا = أماني لم تصدق كخطفة بارق
ومن شعر القاضي عبد الوهاب المالكي الفقيه المشهور المتوفى سنة 422 والمدفون في قرافة مصر، وصاحب الخبر المستفيض لما خرج من بغداد وخرج أهلها لوداعه وهم يبكون ويعولون وهو يقول: والله يا أهل بغداد، لو وجدت عندكم رغيفا كل يوم ما فارقتكم. ويقول:ـ
سلام على بغداد في كل موطن = وحق لها مني سلام مضاعف
فوا الله ما فارقتها عن قلى لها = وإني بشطي جانبيها لعـارف
ولكنها ضاقـت علي بأسرهـا = ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخل كنت أهـوى دنوه = وأخلاقـه تنأى به وتخالـف
ويقول فيها:ـ
بغداد دار لأهل المـال طيبـة = وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها= كأنني مصحف في بيت زنديق
وهو معنى جيد وتشبيه عجيب. وهو القائل:ـ
متى يصل العطاش إلى ارتواء = إذا استقت البحـار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عن مـراد =وقد جلس الأكابـر في الزوايا
وإنَّ ترفـع الوضعـاء يومـا = على الرفعاء من إحدى الرزايا
إذا استوت الأسـافل والأعالي= فقد طابـت منادمـة المنايـا
ومن غزله الذي يتغزل فيه بلغة الفقه والقضاء، فيأتي فيه بالمرقص المطرب قوله:ـ
ونائمة قبّلتها فتنبهت = وقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد
فقلت لها إني (فديتـك) غاصـب = وما حكموا في غاصب بسوى الرد
خذيهـا وكفي عن أثيـم ظلامـة = وإن أنت لم ترضي فألفا على العد
فقـالت قصاص يشهد العقـل أنه = على كبد الجاني ألـذ من الشهـد
فباتت يميني وهي هميان خصرها! = وباتت يساري وهي واسطة العقد
فقـالت ألم تخبـر بأنـك زاهـد؟ = فقلت: بلى ما زلت أزهد في الزهد
وهاك القاضي الجرجاني مؤلف (الوساطة) علي بن عبد العزيز الفقيه الشافعي، الذي ذكره الشيرازي في طبقات الفقهاء صاحب الأبيات المعلمة المشهورة:ـ
يقولون: لي فيـك انقباض، وإنما = رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم = ومن أكرمته عزة النفـس أكرما
وما كل بـرق لاح لي يستفـزني = ولا كل من لاقيت أرضـاه منعما
وإني إذا فاتني الأمـر لـم أبـت = أقلـب طـرفي إثـره متنـدمـا
ولكنه إن جـاء عفـواً قبلـتـه = وإن مال لـم أتبعـه لولا وربمـا
وأقبض خطوي عن أمور كثيـرة = إذا لم أنلها وافر العرض مكرمـا
وأكرم نفسي أن أضاحك عابسـاً = وأن أتلقى بـالـمـديـح مذمما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم = ولو عظمـوه في النفـوس لعَظّما
ولكن أهانـوه فهـان ودنسـوا = محيـاه بالأطمـاع حتى تجهمـا
أأشقى به غرساً وأجنيـه ذلـة؟ = إذن فاتباع الجهـل قد كان أحزما
ويا ليت كل عالم ينقش هذه الأبيات في صدر مجلسه، وعلى صفحة قلبه، ويجعلها دستوره في حياته، وإمامه في خلائقه!.ـ
والأبيات الأخرى:ـ
وقالوا: توصل بالخضوع إلى الغنى = وما علموا أن الخضوع هو الفقر
وبيني وبين المـال شيئان حرمـا = عليّ الغنى: نفسي الأبية والدهـر
إذا قيل هذا اليسـر أبصـرت دونه =مواقف خير من وقوفي بها العسر
وله في هذا المعنى الشعر الكثير الجيد، أما غزله فسهل حلو ومنه قوله:ـ
ما لي وما لك يا فراق = أبداً رحيل وانطلاق
يا نفس موتي بعدهـم = فكذا يكون الاشتياق
وقوله:ـ
قد بـرح الـحـب بمشتاقـك = فـأَوْلِهِ أحـسـن أخـلاقـك
لا تجـفـه وارع لـه حـقـه = فـإنـه آخـر عـشـاقـك
وهاك القاضي سوار (الأصغر) بن عبد الله من أهل القرن الثالث الذي يقول:ـ
سلبـت عظامي لحمهـا فتركتهـا = عـوارى في أجلادهـا تتكسـر
وأخليـت منهـا مخّهـا فكـأنهـا = أنابيب في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعـت باسم الفـراق ترعّدت = مفاصلها من هـول ما تتحـذر
! خذي بيدي ثم اكشفي الثوب فانظري = بلى جسـدي لكنني أتستـر
وليس الذي يجري من العين ماءها = ولكنهـا روح تـذوب فتقطـر
وهاك قاضي القضاة ابن خلكان المشهور، وكان يعشق ابن الملك المسعود بن المظفر، وكان قد تيمه حبه، قال القاضي التبريزي: كنت عنده في العادلية (دار المجمع العلمي اليوم) في بعض الليالي، فلما انصرف الناس من عنده قال لي: نم أنت ههنا. وألقى علي فروة، وقام يدور حول البركة، ويكرر هذين البيتين إلى أن أصبحنا فتوضأنا وصلينا، والبيتان هما:ـ
أنـا والله هـالـك= آيس من سلامتي
أو أرى القامة التي *= قد أقامت قيـامتي
ولما فشا أمره، منع الملك ابنه من الركوب، فاشتد ذلك على ابن خلكان، فكان مما قال:ـ
إن لم تجودوا بالوصـال تعطفاً =ورأيتـم هجـري وفـرط تجنبي
لا تمنعوا عيني القريحة أن ترى = يوم الخميس جمالكم في الموكب
لو كنت تعلم يا حبيـبي ما الذي = ألقـاه من كمـد إذا لم تركـب
لرحمتني ورثيـت لي من حالة = لولاك لم يك حملهـا من مذهبي
ومن البـلـيـة والرزية أنني = أقضي ولا تدري الذي قد حل بي*
قسماً بوجهك وهو بـدر طالع = وبـلـيـل طرَّتك التي كالغيهـب
لو لم أكن في رتبـة أرعى لها =العهـد القديـم صيانة للمنصب
لهتكت ستري في هواك ولذ لي = خلـع العـذار ولو ألـح مؤنبي
لكن خشيـت بأن يقول عواذلي = قد جن هذا الشيخ في هذا الصبي
ـ((*بل البلية والله أن يكون قاضيا ويعشق الغلمان، هذا مع الثقة بدينه، وأنه لا يطلب حراما ولا يأتيه مختارا -غفر له الله))ـ
فارحم فديتك حرقة قد قاربت =كشف القناع بحق ذِيَّاك النبي
لا تفضحن بحبك الصبَّ الذي = جرعته في الحب أكدر مشرب
وله فيه شعر كثير جدا.ـ
ومن شعر محمد بن داوود الظاهري، مؤلف كتاب (الزهرة) في الحب، وكان فقيها على مذهب أبيه داوود وكان شاعرا:ـ
أنزه في روض المحاسن مقلتي = وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمد من ثقل الهوى ما لو أنه = يصب على الصخر الأصم تهدما
ومن شعر أبي الفضل الحصكفي الفقيه الشافعي:ـ
أشكو إلى الله من نارين: واحـدة = في وجنتيه وأخرى منه في كبدي
ومن سقامين: سقم قد أحـل دمي =من الجفون وسقم حل في جسدي
ومن نمومين: دمعي حين أذكـره = يذيع سري وواش منه بالرصـد
ومن ضعيفين: صبري حين أبصره = ووده ويـراه النـاس طوع يدي
ولو ابتغيت الاستقصاء، وتتبعت المراجع، لجمعت من غزل الفقهاء كتابا، فأين هذا مما يزعمون أن الفقهاء كرهوا الشعر، وتنزهوا عنه؟
أما إنها لم تفل ألسنة علمائنا، ولم تكل أقلامهم، ولم تخفت أصواتهم، إلا حين أضاعوا ملكة البيان، وزهدوا في الأدب، وحقروا الشعر... فهل لعلمائنا عودة إلى ما هم أخلق به، وأدنى إليه، وأقدر لو أرادوه عليه؟! مع الديانة والصيانة وأنهم (يقولون ما لا يفعلون) وما لا يدفع إلى ما يأباه الدين.
(( بقلم : علي الطنطاوي )) .. بتصرف يسير
البوح الخامس
.
الوعـــد الشــــرقي
قال لي صديق من زملائي في المحكمة:
كنت أمس وراء مكتبي فسمعت صوتا هائلا له رنين وصدى، كأنه صوت رجل ينادي من قعر بئر، أو يصرخ في الحمام، يقول:
السلام عليكم.
فرفعت رأسي فإذا أمام وجهي بطن رجل، وكأنه بطن فرس ضخم من أفراس البحر، أما رأسه فكان في نصف المسافة بيني وبين السقف، ومدّ إليّ يدا كالمخاطب يصافحني، ثم عمد إلى أكبر مقعد في الغرفة فحاول أن يدخل نفسه فيه فلم يستطع، فلبث واقفا وعرض حاجته وهي دعوة إلى اجتماع للمصالحة بين أخوين من إخواننا، ولم يكن من عادي إجابة مثل هذه الدعوة، وهممت بالرفض، لولا أني قست بعيني طول الرجل وعرضه، وعمقه وارتفاعه، وآثرت السلامة ووعدته.
قال: أين نلتقي؟ فخفت أن أدله على الدار فيدخل فلا أستطيع إخراجه، فقلت له: هنا الساعة الثالثة بالضبط.
قال: نعم، وولى ذاهبا كأنه عمارة تمشي.
وجئت في الموعد، فوجدت المحكمة مغلقة، وقد نسيت أن أحمل المفتاح فوقفت على الباب والناس ينظرون إليّ، فمن عرفني أقبل يسألني، فأضطر لأن أشرح له القصة، ومن كان لا يعرفني، حسبني أحد أرباب الدعاوى، فقال: (ما فيها أحد، سكرت المحكمة) فلا أرد عليه، وأنا واقف أتململ من الضجر، أرفع رجلا وأضع أخرى، وأقبل مرة وأدبر مرة، أنظر من هنا وهناك، فكلما رأيت من بعيد شيئا كبيرا أحسبه صاحبي، فإذا اقترب رأيت جملا عليه حطب، أو حمارا فوقه تبن، أو تاجرا من تجار الحرب الذين انتفخوا من كثرة ما أكلوا من أموال الناس، حتى مضت نصف ساعة، وأحسست النار تمشي في عروقي، غضبا منه ومن نفسي أن لنت له ولطفت به، وذهبت إلى الدار وأنا مصدوع الرأس، مهيج الأعصاب فألقيت بنفسي على الفراش. فلم أكد أستقر لحظة، حتى سمعت رجة ظننت معها أن قد زلزلت الأرض بنا، أو تفجرت من حولنا قنبلة، وإذا أنا بصاحبي الضخم، قد فتحت له الخادم فراعها أن رأت فيه فيلا يمشي على رجلين، فأدخلته عليّ بلا استئذان، وولت هاربة تحدّث من في الدار حديث هذه الهولة المرعبة.
ونفخ الرجل من التعب كأنه قاطرة قديمة من قاطرات القرن التاسع عشر، التي لا تزال تمشي بين دمشق وبيروت، وألقى بنفسه على طرف السرير، فطقطق من تحته الحديد وانحنى.
وأخرج منديلا كأنه ملحفة، ومسح به هذه الكرة المركبة بين كتفيه، وقال:
- هيك يا سيدنا؟ ما بنتنظر شوية؟ شو صار؟ حمّل الحج؟ سارت الباخرة؟ الإنسان مسير لا مخير، والغائب عذره معه، والكريم مسامح، وعدنا وعد شرقي؟
* * *
قال الصديق وهو يحدثني: فلما سمعت هذه الكلمة وقفت عندها، أفكر فيها، ثم جئت إليك أقترح عليك أن تكتب عنها.
وعد شرقي؟ أليس عجيبا أن صار اسم (الوعد الشرقي) علما على الوعود الكاذبة، واسم (الوعد الغربي) علما على الوعد الصادق؟.
ومن علم الغربيين هذه الفضائل إلا نحن؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم؟ ألم يأخذوها منا؟
من هنا أيام الحروب الصليبية، ومن هناك، من الأندلس بعد ذلك، وما في الدنيا دين إلا هذا الدين يجعل للعبادات موعدا لا تصح العبادة إلا فيه، وإن أخلفه المتعبد دقيقة واحدة بطلت العبادة؟ إن الصوم شرع لتقوية البدن، وإذاقة الغني مرارة الجوع حتى يشفق على الفقير الجائع، وكل ذلك يتحقق في صوم اثنتي عشر ساعة، واثنتي عشر ساعة إلا خمس دقائق، فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق، أليس (والله أعلم) لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صليت قبل الوقت بخمس دقائق؟
والحج؟ لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم النحر بخمس دقائق، أليس لأن الحاج قد أخلف الموعد؟
أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخلف ثلث منافق؟ فكيف نرى بعد هذا كله كثيرا من المسلمين لا يكادون يفون بموعد، ولا يبالون بمن يخلف لهم وعدا؟ أو يتأخر عنه، حتى صار التقيد بالوعد، والتدقيق فيه والحرص عليه، نادرة يتحدث بها الناس، ويُعجبون بصاحبها ويَعجبون منه… وحتى صارت وعودنا مضطربة مترددة لا تعرف الضبط ولا التحديد.
يقول لك الرجل (الموعد صباحا)، صباحا؟ في أي ساعة من الصباح؟ في السادسة، في السابعة، في الثامنة؟ إنك مضطر إلى الانتظار هذه الساعات كلها. (الوعد بين الصلاتين) وبين الصلاتين أكثر من ساعتين؟ (الوعد بعد العشاء). أهذه مواعيد؟! هذه مهازل وسخريات، لقوم لا عمل لهم، ولا قيمة لأوقاتهم، ولا مبالاة لهم بكرامتهم!
هذه مواعيدنا وفي ولائمنا، وحفلاتنا، وفي اجتماعاتنا الفردية والعامة.
دعيت مرة إلى وليمة عند صديق لي قد حدد لها ساعة معينة هي الساعة الأولى بعد الظهر، فوصلت مع الموعد فوجدت المدعوين موجودين إلا واحدا له عند صاحب الدار منزلة، وتحدثنا وحلت ساعة الغداء وتوقعنا أن يدعونا المضيف إلى المائدة فلم يفعل، وجعل يشاغلنا بتافه الحديث، ورائحة الطعام من شواء وقلاء وحلواء، تملأ آنافنا وتصل إلى معدنا الخاوية، فتوقد فيها نارا، حتى إذا اشتد بي الجوع قلت: هل عدلت عن الوليمة؟
فضحك ضحكة باردة وخالها نكتة، فقلت:
- يا أخي جاء في الحديث أن امرأة دخلت النار في هرة.. حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ونحن جماعة وهي واحدة، وهي قطة ونحن بشر!
فتغافل وتشاغل، ثم صرح فقال: حتى يجيء فلان.
قلت: إذا كان فلان قد أخلف الموعد، أفنعاقب نحن بإخلافه؟ وهل يكون ذنبنا أنا كنا غير مخلفين؟
* * *
والحفلات مثل الولائم، يكتب في البطاقة أنها تبدأ في الساعة الرابعة، وتبدأ في نصف الخامسة. وأعمالنا كلها على هذا النمط، ركبت مرة الطائرة من مطار ألماظة في مصر فتأخرت عن القيام نصف ساعة انتظار راكب موصى به من أحد أصحاب المعالي. ولما ثرنا معشر الركاب وصخبنا طار بنا، فلم يسر والله ربع ساعة حتى عاد فهبط، فارتعنا وفزعنا وحسبنا أن قد جرى شيء، وإذا العودة من أجل الراكب المدلل صديق صاحب المعالي، وقد تأخر لأنه لم يحب أن يسافر قبل أن يدخل الحمّام، ويستريح بعد الخروج كي لا يلفحه (اسم الله عليه) الهواء البارد، وكنت يومئذ عائدا من رحلة رسمية، فلما وصلت إلى مطار المزة في دمشق وجدت أكثر من مئتي إنسان بينهم مندوب وزير العدل، ينتظرون قدومي في الشمس منذ ساعة كاملة.
والسيارات مثل الطيارات، والدكاكين والدواوين، والمقاهي والملاهي، كل ذلك يقوم على تبديل المواعيد وإخلافها، حتى لم يبق لشيء موعد معروف، فيا أيها القراء خبروني سألتكم بالله، أي طبقة من الناس تفي بالموعد، وتحرص عليه وتصدق فيه، تدقق في إنجازه؟ الموظفون؟ المشايخ؟ الأطباء؟ المحامون؟ الخياطون والحذاؤون؟ سائقو السيارات؟ من؟ من يا أيها القراء؟.
يكون لك عند الموظف حاجة لا يحتمل قضاؤها خمس دقائق، فتجيئه وهو يشرب القهوة، أو يقرأ الجريدة، أو يشغل نفسه بما لا طائل تحته، فيصّد فيك بصره ويصوبه، ويقومك بعينه، فإن أنت لم تملأها، ولم تدفعه لمساعدتك رغبة فيك، أو رهبة منك قال لك: ارجع غدا. فترجع غدا، فيرجئك إلى ما بعد غد… لا أعني موظفا بعينه، ولا عهدا بذاته، بل أصف داء قديما سرى فينا واستشرى، ودخل وتغلغل..
ويكون لك موعد مع الشيخ، فيجيئك بعد نصف ساعة، ويعتذر لك، فيكون لاعتذاره متن وشرح وحاشية، فيضيع عليك في محاضرة الاعتذار نصف ساعة أخرى. وإن دعوته الساعة الثانية جاء في الثالثة. وإن كان مدرسا لم يأت درسه إلا متأخرا.
والطبيب يعلن أن العيادة في الساعة الثامنة ولا يخرج من داره إلى العاشرة، وتجيئه في الموعد فتجده قد وعد خمسة من المرضى مثل موعدك، واختلى بضيف يحدثه حديث السياسة والجو والكلام الفارغ، وتركهم على مثل الجمر، أو على رؤوس الإبر، ينتظرون فرج الله، حتى يملوا فيلعنوا الساعة التي وقفوا بها على باب الطبيب، ويذهبون يفضلون آلام المرض على آلام الانتظار، ويؤثرون الموت العاجل المفاجئ على هذا الموت البطيء المضني.
أما الخياطون والخطاطون، والحذّاؤون والبنّاؤون، وأرباب السيارات، وعامة أصحاب الصناعات، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنهم من أكذب خلق الله، وأخلفهم للوعد. الكذب لهم دين، والحلف عادة، ولطالما لقيت منهم، ولقوا مني، وما خطت قميصا ولا حلة، ولا صنعت حذاء، ولا سافرت في سيارة عامة سفرة، ولا بعثت ثوبا إلى مصبغة لكيّه أو غسله أو تنظيفه، إلا كووا أعصابي بفعلهم، وشويتهم بلساني، وإن كان أكثرهم لا يبالي ولو هجاه الحطيئة أو جرير أو دعبل الخزاعي، بل إنهم ليفخرون بهذه البراعة في إخلاف المواعيد، والتلاعب بالناس، ويعدونها مهارة وحذقا.
فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف، ونعد وعد الصدق، وتقوم حياتنا فيه على التواصي بالحق لا يعد فيه المرشح وعدا إلا وفى به بعد أن يبلغ مقاعد البرلمان، ولا يقول الموظف لصاحب الحاجة إني سأقضيها لك إلا إذا كان عازما على قضائها، ولا الصانع بإنجاز العمل إلا إذا كان قادرا على إنجازه، والموظفون يأتون من أول وقت الدوام ويذهبون من آخره، والأطباء لا يفارقون المكان ساعات العيادة، والخياط لا يتعهد بخياطة عشرة أثواب إن كان لا يستطيع أن يخيط إلا تسعا، وتمحى من قاموسنا هذه الأكاذيب. تقول لأجير الحلاق: أين معلمك؟ فيقول، إنه هنا، سيحضر بعد دقيقة، ويكون نائما في الدار لا يحضر إلا بعد ساعتين.
ويقول لك الموظف: من فضلك لحظة واحدة. فتصير لحظته ساعة. ومتى تقوم حياتنا على ضبط المواعيد وتحديدها تحديقا صادقا دقيقا، فلا يتأخر موعد افتتاح المدارس من يوم إلى يوم ويتكرر ذلك كل سنة، ولا يرجأ موعد اجتماع الدول العربية في الجامعة من شهر إلى شهر، ولا تعاد في تاريخنا مأساة فلسطين التي لم يكن سببها إلا إهمال ضبط المواعيد وإخلافها. ولو أنا حددنا بالضبط موعد القتال، وموعد الهدنة، وجئنا (أعني الدول العربية) على موعد واتفاق لكان لنا في تاريخ فلسطين صفحة غير التي سيقرؤها الناس غدا عنا.
إن إخلاف الموعد الصغير، هو الذي جرّ إلى إخلاف هذا الموعد الكبير. فلنأخذ مما كان درسا؛ فإن المصيبة إذا أفادت كانت نعمة. ومتى صلحت أخلاقنا، وعاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره، وغسلت عنه الأدران، استعدنا فلسطين، وأعدنا ملك الجدود.
فابدؤوا بإصلاح الأخلاق، فإنها أول الطريق.
(( بقلم : علي الطنطاوي ))
لك خالص الشكر والتقدير ......
انتظرنا وكان انتظارنا بشوق....
.
.
.
و تنقلنا بين اسطر هذا البوح .....
.
.
.
يزيدنا شوق لبوح غيره ........
لقد اخترت يوما ان أكون أنا
صمت البوح
كتبت الخواطر والمؤلفات وجعلتها تموت في صمت
وضعتها في صفحات كتاب رميته بعيدا حتى لا أقرأ غباء أناملي
لقد قرأت ذلك الكتاب الذي تحدثت عنه
وعشقت كل قصص الحب
كسرت القلم يوما عندما فكر أن يعيد البوح
ذات القلم الذي تجاوزت به كل الحدود واختصرت معه كل المسافات
كانت لحظة تحدي
كان مكان هادئ
يملاه الحزن والسكون
في المسا
جالسة على كرسي جنب شباك مفتوح وستاره يطيرها الهوا
صوت عصافير بدا يخف حضورها ويعم المكان شوية حركة خفيفة
فاشتهيت فنجان قهوتي
فهي ماينقص المكان
ولازلت برغبة احتضار
وهنا أنت تعيد البوح
راااااااااائع أنت
لك الشكر واعتذر هناك كسرت ذلك القلم وهنا لم استطع قتل كلمات تعجز عن شكرك فتركت الصمت يموت ويبقى البوح
دمت بود
أديبـــــة
25-11-2006, 09:38
أن هذه الأشعار إن كانت من الغزل المباح فلا ينبغي الانشغال بها والتكثر منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه (يفسده) خير له من أن يمتلئ شعراً ) .
ولاسيما إذا خلا غرضها عن مقصد صحيح كحفظ لغة أو الاستشهاد بها على معنى صحيح.
وأقل ما فيها حينئذ أنها وسيلة لإضاعة الوقت ومثل هذا يكره، أو تصبح ذريعة للتهييج على العشق والغرام، ومثل هذا يمنع لأن كل ما أفضى إلى محرم فهو محرم، ولهذا أنكر الإمام أحمد وغيره أشكال الشعر الغزلي الرقيق لئلا تتحرك النفوس إلى الفواحش، ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
وأما إذا كانت هذه الأشعار من الغزل المحرم فالواجب إنكارها ومنع نشرها، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.) رواه مسلم.
والله أعلم.
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اذا نقلت؟؟؟
حينما نقلت الوعد الشرقي........
لم تنقل حروفا".......
وإنما واااقعا" جسده تجسيدا"
نقلت فأبدعت في وعدك الشرقي.....
حفظك الله
و رحم الله شيخنا رحمة واسعة
خوي الفيزياء
25-11-2006, 13:09
ماشاءالله عليك ياالبالود
ليتني امتلك ربع حسك الرائع وكتاباتك الجميلة
وفقكك الله ورعاك
ماشاء الله لاحول ولاقوة الابالله (عشان ماتقول بيحسدني خوي الفيزياء)
شموس المجد
25-11-2006, 13:39
بوح رائع وإبداع أروع
مشكور يا أستاذ البالود
rooza
أعتذر عن التأخير , كما أشكرك على تواصلك الرائع
وكلماتك الجميلة
لك الشكر الجزيل
...
Diamond
ان كان قلمك من أسمك > فأرجوك زيدي من التكسير
لأن الصفحة بحاجة إلى بريق الألماس
كلماتك , تُلزم من يقرأها , أن يعيد قراءتها مرة ومرة , ففيها نسيم كالحديقة
لك مني الشكر الجزيل
...
أديبة
نصيحة و تنويه في محله
نسأل الله أن يجزيك , وأيانا على قدر نياتنا
لك مني الشكر الجزيل
...
احساس
الواقع , تلمسه وتشعر به من أول وهله
والواقع أن الموضوع استنار بمرورك الكريم
لك مني الشكر الجزيل
...
خوي الفيزياء
وماشاء الله عليك , بأخلاقك العالية
لم يكن لي سوى النقل , أما أنت .... > فتمتلك شيئا حرم منه اناس آخرين
ضلك خفيف
:)
اتمنى تواجدك
لك مني الشكر الجزيل
...
شمس الأصيل
ليس أروع من أشراقت شمسنا الأصيلة
لك مني الشكر الجزيل
.......................
أنتظروا البوح القادم
لكم وللجميع خالص الود والتقدير
بوح رااائع
كما عهدنا عدت بنا إلى حياة نحن بحاجة لمثلها في البساطة واللطافة
مات الطنطاوى لكن الذكر للإنسان عمر ثاني وقد ترك بعده حياة أخرى نعيشها بين صفحات كتبه
والأنس بكتاباته التي ندر أن تجد لها مثيلا
ما امتع البوح الصادق ..
وما أمتع ردك الصادق
ياندى
سعدت بتواجدك
لك مني خالص الود والتقدير
البوح السادس
.
فصل مفقود من كتاب (( كليلة ودمنة ))
فصل مفقود من كتاب كليل ودمنه
كان للرافعي رحمه الله نسخة من كتاب كليل ودمنة ليس لها في الدنيا ثانية
وقد وقعت لي أمس ورقة صغيرة فيها هذه الأسطر أنقلها بالحرف الواحد:
قال كليل :
أفلا تضرب يادمنة مثل الأيام التي تختل فيها الموازين , وتفسد المقاييس , وتضيع الحدود , حتى ينزل العالي , ويصعد الواطي ؟
قال دمنة :
إن مثل ذلك مثل إناء فيه زيت وزئبق وماء
إذا نظرت إليه رأيت كل واحد من الثلاثة قائما مقامه , نازلا منزلته
لا يرتفع الزئبق من القعر , ولا يهبط الزيت عن الصدر
فإن هو اضطرب الإناء أو انقلب , تداخلت بالاضطراب الحدود , وتعادلت بالانقلاب المنازل
فاختلط الخفيف بالثقيل , والرفيع بالوضيع , وصار أسفل من حقه العلو , وأعلى من محله السفل .
ولكن هذا الحال لا تدوم
ولابد أن يسكن المضطرب , ويستقيم المنقلب , ويعود كل إلى مكانه الذي خلق له
( طبق الأصل )
علي الطنطاوي
عادل الثبيتي
26-01-2007, 22:26
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك خيراً ،،،
ما أجمل بوح قلمك وروعة كتاباته وشكراً لك .
أ. البالود
لك كل الشكر والتقدير ,,,
بانتظار القادم ,,,:) :o
البوح للطنطاوي رحمه الله , لكني اعتبر أن قلمه قلما للجميع
لما لكتاباته من ملامستنا لواقعنا
.
أشكرك جزيل الشكر طائفنا الغالي
والجمال في مرورك الرائع
****
rooza الرائعة
توقعت مرورك , ولقد أسعدني تواصلك
أشكرك جزيل الشكر
.
.
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
وتحياتي الخالصة للجميع
شكراً جزيلاً على تعريفك لنا بهذا الكتاب الشيق
بس والله كانت لدى فكرة طرح كتاب وما يحتوية لأنه فعلاً أعجبني وهو عبارة عن تجارب حقيقية
لكني كنت منشغلة في البحث عنه في المكتبة الإلكترونية ـلأني لوكتبته لأنكسرت يدي ـ وكذلك موضوع تجربتي مع قرأت الكتب
لكن بعد هذا الطرح الشيق منك وعن الشعر والشعرا أعتقد ان موضوعي يتوران خلف الشمس فقدرتك الذكية على امتاعنا بما قرأته لا أساويه ولا أستطيع أن أفعل مثل ذلك لذى أعتذر عنهما كتاب تجاربهم مع السعادة لعبدالله الجعيثن الجزء الأول
أ . البالود
وكيف لى ارى موضوع طالما احببت متابعته ولا امر عليه .....:) :)
وتوقعه في كل بوح ...:p
لك كل الشكر والتقدير ...
أم عبدالملك
27-01-2007, 00:42
أما خلوت مرة بنفسك تفكر في الماضي فتذكر أفراحه وأتراحه، وإخوانا كانوا زينة الحياة فطواهم الثرى، وعهدا كان ربيع العمر فتصرم الربيع، فوجدت فراغا في نفسك، فتلفت تفتش عن هذا الماضي الذي ذهب ولن يعود؟
ماأروعها من كلمات..
.
.
.
دائماً هي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة..ربما لأنها تشعرنا دوماً ، بقصورها وعدم إيفائها حق من نهديه هذه الأسطر ..
وهاأنذا اليوم أقف أمام الصعوبة ذاتها!!
حينما..أحاول صياغة كلمات شكر وعرفان.. إلى ينبوع عطاء ..تدفق بالخير الكثير..
أستاذي الفاضل..
جزيت خيرا على ذلك الطرح المميز..والنقل الموفق..
واصل العطاء..فنحن بانتظارك..
مع فائق احترامي..
ذهبت بعيدا عن الموضوع لكني عدت فانا لم أوفيه حقه فالشيخ الراحل من منا لم يكن مع محطة حياته
فلقد كنت صغيرة جداً على ان افهم كلماته الهادئة وتوقفة عن الكلمات وشربه للماء هذا كان مايشد نا ظري له وخطوط الزمن على محياه تعبر عن زمن ملء بالفرح تارة وملء بالحزن تارة لم اكن أجلس لرؤية الشيخ الا لأنني كنت أحب ان اقلد والداي كانت عينايا تارة في امي وابي وتارة في الشاشة ارى مدى الانصات منهم والاستمتاع بكلامه واحاول تقليدهم وكانت خلجات نفسي تقول ويحك الكلام جميل لكنك قليلة الفهم لكني كنت صبورة على ذلك الى اليوم الذي اعتذر فيه العلامة عن تقديم البرنامج وشعرت بحزن غريب لفراق ذلك الجهبذ الذي كانت تجذبني صراحته حينما كان يقول اسف لقد نسيت فأسأل امي لماذا فقالت لي للعمر علينا حق فقد كبر
اتعلم حينما ذهب قال ابي وامي لقد كان له طعم اخر مع مائدة رمضان
ثانياً : بوح القلم
ماذا عسايا ان اقول ..................
سأكتب عن قصتي مع الكتاب الذي لم يهتم به الاخرون اليوم
منذ نعومة اظفاري وانا ارى الاهتمام البالغ من قبل والدي على القراءة حفظهم الله لي ولأنني احب عالم الكبار ولايجذبني اللعب كنت دوما اكذب على نفسي وعلى الاخرين بكرهي لكل ما يخص الاطفال
المهم كانت لدى والدي مكتبة بها كتب يصعب على عقلي الصغير ان يفهمها
لكني كنت اتسلل لها خفية عن اخوتي واحضر الكرسي واتطاول اي كتاب يقع عليه العين
كان دائما كتاب ابن كثير البداية والنهاية مايجذبني لكبر حجمة ثم اضعه على المكتب وثم ابداء بتهجئة الحروف فيه لم أفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لكني أعاود الكرة مرات عدة اقول في نفسي ستفهمين يوما ما فعبارات الكتب التي ينتقيها ابي ضخمة جدا
كنت دوماً ما ( اطفش أمي وابي بالثرثرة والاسئلة الكثيرة وكذلك جدايا العزيزان اللذان دائما ما ينصتان لخزعبلاتي ولا زلت أذكر القصص الجميلة التي تحكيها جدتي لنا قبل النوم فلم نكن نطيق النوم دون سماعها وكتاب قصص الانبياء الذي كانت تقرأه امي لنا لازلت اذكر كم كنت استمتع بتبسيط امي لنا ماقرأته )
المهم مرت معي الحالة حتى اصبحت اشاهد برامج الحورات الثقافية ليس لاني احبها بل لاني كنت اريد فهم لغة الكبار بأسرع وقت ودائما ما أرجع لمكتبة الكنز المفقود وامني نفسي بفهم مافية فأبي وامي لا يقراون الا لان هناك عوالم خفية تجذبهم لابد ان اصبح مثلهم الى الوقت الذي اصبحت احفظ الكلمة واستخدمها في منطقي حتى وصفت على نطاق العائلة والمدرسة بالفيلسوفة اصدقكم القول اني كنت سعيدة بذلك رغم ما كانوا يشيرون اليه بان ذلك علاك فاضي فهم لم يكونون يهموني فانا حصلت على شيء وجدت فيه سعادة غامرة الى الدرجة التي اي موضوع اسمع عنة اعود وانبش عن اسرارها كنت اكره ان اكون اخر من يعلم وكذلك حتى في سنوات الدراسة لم اكن اكتفي بمعلومة الكتاب فأحضر للمدرسة بمراجع كأني احضر دكتوراة وزميلاتي يقلن لي انت تضيعين نفسك بهذا لكنهم كانوا يجهلون عوالمي وارثي الجميل
الكلام يطول ولن يسعني الحديث عن كل ثرثرات الطفولة المهم رسالة لكل اب وام الطفل يفهم فعلى الجميع ان يثروا اوقات ابنائهم بالمفيد وكذلك الطفل دوما يحاكي والديه فكونوا خير قدوة فا بالقراءة تتوسع مدارك الطفل وحبذا لو تحضرون لهم القصص والكتب الشيقة فبعد فترة ستجدونهم هم من يطلبوا منكم ان تشتروها لهم
ووالله كنت اجمع من مصروفي واذهب للمكتبة وما أخلي على قلبي قصة الا واشتريتها وهكذا كان دئبي الى ان جمعت قصص عديدة لكن أحكيكم عن شيء قهرني وحدة طلبت مني قصة كنت ملقوفة اخذها معايا للمدرسة كنت ثانية ابتدائي ولما رجعتها رجعتها لي مقطعة وقتها زعلت كثير عليها شوي وابكي لا الظاهر بكيت شيء يضحك
rooza
أشكرك جزيل الشكر على مجاملتك
حقا يسعدني تواجدك دائما
بورك فيك
.
theadventurous
ليست هذه الكلامات بغريبة على ملكة اللباقة
اسعدني تواجدك
أشكرك جزيل الشكر على كل حرف كتبتيه
وبورك فيك وفيما تكتبين
.
ربانة
حينما أخذت المشاركة دهشت , اتدرين لماذا ؟
لأنني رأيت ذلك الاسلوب الذي اتكلم عن بوحه , حل أمام ناظري
فعلا أنت تمتلكين الكثير , وأكبر شاهد هي ردودك الأكثر من رائعة في أرجاء هذا المنتدى
والتي أحرص كثيرا على متابعتها أولا بأول
بل أنه هناك بعد آخر خفي يجعلني أتمسك بمتابعة تلك الردود وهو :
أن صاحبها معدل الأنانية فيه = صفر
نعم لأنه يدفع بدرر هي أولى أن تكون مواضيعا بذاتها , ومع هذا لايبخل بأن يدونها بمواضيع اخوانه وأخواته
بارك الله فيك , وفي عملك
.
.
.
تقبلوا مني جميعا خالص الود والتقدير
البوح الســــــــــــابع
(( القلـــــــــــيل يصنع الكثــــــــــــير ))
حدثنا الاستاذ الحوماني أن جامعة " عليكرة " في الهند إنما أنشئت " بآنة " والآنة هي أصغر قطعة من النقد الهندي !!
وذلك أنهم اتفقوا على أن يعطي صاحب الدار ضيفه آنة بدلا من فنجال القهوة أو حبة السكر , وهذا يضعها في صندوق معدٍ لذلك
فاجتمع من هذه الصناديق المال الذي اقيمت به جامعة " عليكرة "
أكبر جامعة في ديار الاسلام ومن أكبر جامعات الأرض
قال أحد الحاضرين :
" على أن لايكون المفتاح من صاحب البيت " !
وقص علينا قصة موظف استحل الرشوات وتعود أخذ المال الحرام , فوضعوه في عمل لايستطيع معه أن يحتال على الناس , فعلق في غرفته صندوقا , كتب عليه
" صندوق فلسطين "
وصار يلزم كل مراجع أن يلقى فيه شيئا, ثم يلقى هو آخر النهار كل شيء في الصندوق في جيبه .
ونحن – إذ أمنا السرقات ووثقنا من نظافة الأيدي التي تجتمع –
استطعنا أن نحقق أعظم المشروعات , ونجعل سورية في عشر سنين دولة من دول أوروبا في حضارتها وعمرانها بلا جهد أو تعب
ولقد كتبت قديما في " الرسالة " أن جمعية تألفت في السويد ( على ماأذكر ) اسمها جمعية أكاليل الجنائز , عملها أن تقنع من يريد أن يقدم اكليلا لجنازة بأن يدع تقديمه ويعطي الجمعية ثمنه . فاجتمع لها في ذلك أموال أقامت بها عشرات الملاجىء للفقراء
وكتبت من سنتين في " النصر " ادعوا الى ابطال تقديم السكاكر – في عقود الاعراس – في هذه العلب الفخمة
وتقديمها في قراطيس , وجمع أثمان العلب للبر والخير
وحسبت مايجتمع من ذلك في دمشق فظهر أنه يمكن أن يبنى به - في كل سنة – مستشفى كمستشفى المواساة
ومااكثر الاموال التي ننفقها جزافا , والوطن يحتاج جزء منها :
الاموال التي تنفق على الزهور والورد الذي يلقى بعد يومين على المزابل ...
والاموال التي تصرف على بدلة العرس وهي لاتلبس إلا مرتين أو ثلاث ثم تعلق في الخزانة حتى تصفر ويأكلها العث ...
وهذه التحف التي تضع في غرف الجهاز فتجعل غرفة الاستقبال كدكان بائع الموبيليا وتدل على ذوق سقيم ...
وهذه الثريات البلورية الجديدة التي ننفق فيها كل سنة أكثر من مليون وثلاثمائة ألف ليرة تذهب الى أيدي الأجانب ثم لاتكون عاقبتها إلا الكسر , مع أن الثريات النحاسية التي تصنع في بلادنا أبهى منظرا وأطول عمرا ...
وماينفق على أدوات الزينة ...
ولو أن الأمة تنبهت وتيقظت وتألفت فيها جمعيات كجمعية أكاليل الجنائز , تقصر كل جمعية جهدها على وجه واحد من هذه الوجوه الكثيرة , لاستطاعت كل جمعية أن تعلم كل سنة ألف أمي , أو تداوي ألف مريض , أو تضم اليها ألف متشرد
فهل جاء الوقت الذي تستجاب به هذه الدعوة , أم أنها سابقة أوانها؟
أظن أنها سابقة أوانها !!
على الطنطاوي
.
.
.
أننا بالفعل نحتاج لمثل هذه العقول
اقصد نحتاج لأناس يفعلون ماتخرجه هذه العقول
لقد أعجبني المقال بكل مافيه
ولكن ماشدني به كله هو جامعة عليكرة
لا
ماشدني حقا هي همة ذلك الشعب
تصوروا معي ,, شعب في أدنى مستوياته المادية
فقر وعسر ,, جوعٌ وعطش
ترابط ضعيف
الأعداد كبيرة , والموارد قليلة
فالكل يكدح نهاره كله لتوفير لقمة العيش ليومه ذاك
فكيف يمكن أن يتصور ممن هذه حياتهم
أن يتفقوا على شيء فضلا على أن يؤسسوا جامعة من الجامعات المشهورة
.
.
فهل من ترابط واتفاق , ولو على صعيد الأسرة ؟
...................
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
راااائع ان اسجل دخول اليوم
واجد
بوح جديد ينثره استاذنا البالود
يعطيييييك الف عاااااافيه
ومااكثر الاموال التي ننفقها جزافا , والوطن يحتاج جزء منها
هنا نحتاج الى ان صفعه قويه للمجتمعاتنا حتى تفيق من سباتها العميق ....
رحم الله الشيخ الطنطاوى
تقبل منى كل الشكر والتقدير ..
kingstars18
13-04-2007, 17:27
أخي العزيز البالود أشكرك جزيل الشكر....بارك الله فيك
جامعة عليكرة انها قصة واقعية رمزية لمدى كم في وحدة الرأي تجتمع القوى وتنبثق المشاريع الجاسرة فعلا هناك مئات من امثلة جامعة عليكرة فبشيء بسيط كما الآنة وتجمع الأنات تتكون امثلة الجامعة
كما فعله غاندي ذلك الرجل الشديد السمرة النحيل الجسد الذي تتدرج في تعليمه العالي في جامعات بريطانيا المستعمرة لأرضة الذي كان يلبس البدلة الفاخرة والقبعة التي تدل على الاستقراطية العالية ولكن حينما عاد الى وطنة وحياته وجد البون الشاسع بين هنا وهناك فوطنه يرزح تحت اهوال الفقر والعوز وبريطانيا تستنزف كل ثروات بلادهوفوق ذاك وتلك فالهنود يتبضعون من البريطانيين كل احتياجاتهم وهذا كان ثروة طائلة بالنسبة لهم وقتها
حينما قدحت افكار ذلك الرجل القائد بتجميع هؤلاء الهنود حوله فهو قائد من الدرجة الاولى فأول ما صنعه رمى بملابس بريطانيا العظمى تحت قديميه فالقائد حتى يجعل الاخرين يتمثلون لأمرة لابد ان يكون اول الممتثلين لهذه الاوامر
ولبس ذلك اللباس البسيط الذي هو عبارة عن مئزر يلفه حول جسده مصنوع منقطن الوطن وبمغزل نساء الهند حيث كان يقول ان خلاص وطننا يمر في مغزل نساء الهند
واستغنى الهنود تدريجياً للملابس التي يسوردها الاستعمار وبارت تجارة الانجليز في الهند وامتنع غاندي عن صعود قطاراتهم فكان يجوب اليلاد ومعه عصاه يمخر وطنه دون كلل واقتدى به الشعب وسيئاً فشياً اصبحت منظمة غاندي قوية استطاعت ان تجعل الاستعمار يرحل دون رجعة
هنا تكمن الامور الصغيرة التي تنهض منها الامور العظيمة
نيلسن مانديلا مخلص جنوب افريقيا من ظلم البيض وباني مؤسستها الحالية كم عانى وعانى كم عاش خلف الزنازين لمدة تقارب 27سنة وهو ذلك المحامي الذي رأى تجبر البيض على السود وكم كانوا يرزحون السود تحت وطئت البؤس والظلم وشيئاً فشيئا ظهر النور ومع منظمته تم له ما اراد
واعيد واكرر الامور الصغيرة حتى لو ظهرت في عينيك صغيره فهي في النهاية كبيرة اما ترى عظمة الجبال فما مكونها الا الحصى الصغيرة
وهنا ليس خروجاً عن الموضوع بل للطرافة هناك فلم بالجرافكس رائع وهو حياة حشرة قيم جداً باللهجة المصرية احسن نسخة وكميدي يفطس من الضحك ومفيد جدا( اكيد شفتوه كذلك فيه نفس الفكرة )
همس الصمت
14-04-2007, 16:12
حقيقه موضوعك خيااااااااااااااااااااااااااال والكلمات اللي مكتوبه رووووووووووووووووعه درر..
فلله درك يا"البالود"..... ............
الى الامام والله يحفظك..
نيوتن 99
15-04-2007, 15:34
السلام عليكم
أخي البالود موضوعك فعلاً فعلاً رائــــــع ....
واختيارك دائــماً مميـــــز .....
وفقك اللــــه :)
rooza
.
الكنج
.
ربانة
.
همس الصمت
.
نيوتن 99
v
v
بارك الله فيكم
على هذا المرور الرائع
والكلمات الجميلة , والاضافات المثمرة
أشكركم جزيل الشكر
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
وتحياتي للجميع
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
rooza
.
الكنج
.
ربانة
.
همس الصمت
.
نيوتن 99
v
v
بارك الله فيكم
على هذا المرور الرائع
والكلمات الجميلة , والاضافات الثمينة
أشكركم جزيل الشكر
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
وتحياتي للجميع
تقبلوا مني خالص الود والتقدير
http://phys4arab.net/up/uploads/651249330a.jpg
.....بعد الساعة العاشرة.....
http://phys4arab.net/up/uploads/31646321e4.jpg (http://phys4arab.net/up)
استاذى البالود
.
.
.
.
ردى اكيد متوقع
بـــــــــــــالانتـــــــــــــــــــتظــــــــــ ــــــــــــــاااااااار ........ وكلنا شوق لما ستنثره هنا .......
اتحفنا بما لديك....
.
.
جاري الإنتظار
الإنتظار ...... الإنتظار في صالة منتدى الاستراحة اشوى ما غلطت على بالي صالة طوارئ كفانا الشر :eek: :eek: :eek: لا تبلبصين عيونك غلطنا وايش يعني ماراح احد يعد ورايا(ماعليش اصل هذي الطيبة اللي هي انت :eek: ام عيون بتطلع حاطة دوبها ودوبي يعني نقرها من نقري لا مرة وضحت لكن اللي ما فهم الجمله يسأل).....استاذنا البالود زبدة كلامي اللي خبصته انا
نحن بلإنتظار
http://phys4arab.net/up/uploads/31646321e4.jpg (http://phys4arab.net/up)
rooza
أول شخص أتوقع حظورة الى هذا الموضوع دائما
ويسعدني كثيرا حظوره
,
وأحساس
لم أندهش , في حظورها أيضا
ويسعدني حظورها
.
.
اللي جعلني أدخل وأنا لايوجد لي من قوة " حيل " للكتابة
هو التخبيصة التي عجنتها ربانة في ردها
....
أنتي ياأخت ربانة ,, أنا مافهمت معنى ماتقولينه
:)
والله لاادري كيف جاءت أن هذه الكلمات
الإنتظار ...... الإنتظار في صالة منتدى الاستراحة اشوى ما غلطت على بالي صالة طوارئ كفانا الشر :eek: :eek: :eek: لا تبلبصين عيونك غلطنا وايش يعني ماراح احد يعد ورايا(ماعليش اصل هذي الطيبة اللي هي انت :eek: ام عيون بتطلع حاطة دوبها ودوبي يعني نقرها من نقري لا مرة وضحت لكن اللي ما فهم الجمله يسأل).....استاذنا البالود زبدة كلامي اللي خبصته انا
نحن بلإنتظار
معناها بالأنتظار
:)
بالله عليك أستاذة ربانة لو تكرمتي
أشرحي لي
لن أكتب الموضوع حتى أعرف مامعنى :) :)
ويسعدني حظورك أيضا
استاذنا البالود العجن خليه بيني وبين ام عيون بتطلع ما حد يتدخل بيني وبينها
اعرفكم عليها :eek: :eek: :eek: :eek: هذي شايفينها اخذت صورةالافيش تبعها من مكتب التحقيقات الفيدرالية
متعبتني كل ما قلنا كلمتينا طلعت على الخط وتقول يابنت تراك غلطت هنا وخطأ املائي هنا ومرة تقولي هرجك كثير عشان كذا ما لكم شغل فيها انا اعرف اتعامل معاها
ترى مزاجي اليوم اخترع شخصيات للفكاهة واذا في شي ما فهمته لسا ما في اي مشاكل
مكتبي مفتوح للإستفسار
ربانة للإستشارات العامةالمحدودة
الله يسعدك أختي ربانة
:)
,
وأشكرك على المشاركة
البوح الثــــــــــــامن
(( المــــــــــوضة ))
كنت أعددت لهذا العدد كلمة غير هذه وحملتها الى الجريدة , فلقيني عند باب العمارة صديق لي من الموظفين له مرتب جيد وزوجة متعلمة بنت أكابر ,
وقال لي :
أستحلفك بالله أن تسمع ماأقوله لك وتنشرة غدا
قلت :
إني هيأت كلمة الغد , وهي معي , فانتظر يوما آخر
قال :
لاوالله . لاتكتب الا عني .
قلت :
أتريد أن أعدك من غير أن أعرف الموضوع ؟ لعله سخيف
قال :
إنك تكتب أشياء كثيرة لاتخلو من سخف ... فاحسب هذه منها
قلت :
طيب ... إنا لله , تفضل .
قال :
اشتريت لزوجتي الشتاء الماضي ثوبا من الجوخ الغالي , وغرمت في ثمنه وخياطته ثلث راتبي بالضبط
واضطرب ميزان مصروفي , وقاسيت الضيق أشهرا , حتى اذا أوشكت أسد النقص وأدفع العجز في الموازنة ,,
تغيرت الموضة
وجاء زي التطويل والتعريض , فقامت تطلب ثوبا جديدا , ودأبت تلح علي وتثقب أذني وتأخذ بخناقي حتى ذهبت واشتريته لها
وغرمت هذه المرة نصف الراتب
فلم ينقض الا زمن يسير حتى ,,,,
تغيرت الموضة
وصار الزي أن يكون الثوب الى نصف الساق
لايصعد الى الركبة كما كان أولا
ولاينزل إلى الكعب كما صار ثانيا
فعادت إلي الطلب فماذا اصنع ؟ومن أين أشتري لها ثوبا جديدا ؟
وإن أنا استدنت واشتريته , وأكلت الخبز والجبن شهرين لوفائي الدين , فمن يضمن لي الا تتغير
" الموضة "
مرة رابعة وخامسة وعاشرة مادامت الأزياء في باريس ونيويورك تلعب بنا كما تريد , وتأخذ من أموالنا وتمتص دماءنا .
ومن يخلصني منها ومن أمرأتي المحترمة التي حيرتني
إن رددت طلبها نغصت حياتي
وإن أجبتها خربت بيتي ؟
ماذا تعمل أنت ؟
قلت :
أما أنا فقد عافاني الله مما ابتلاك به , ولكني أسأل لك القراء !!!
علي الطنطاوي - رحمه الله -
هاهو يسألكم أيها القراء ,, فماذا تقولون للطنطاوي ؟؟
,
,
ننتظر أجاباتكم
وبعدها سأقول لكم سر دفين , أعترف لي به أحد التجار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خالد الغامدي
01-06-2007, 23:18
حيــــــاك الله أخوي البـــالود,,,
كـــان الله في عون هــذا التــاجر...........أقول لهذا التاجر,,
أولا,,,كـــان الله في عونــك...ولســـؤ حظــك أنت من جلب لنفســك هذا الهم...عفوا
ثــانيا,,للأسف أنت تمثــل شريــحة ليست بالقليـلة من النــاس,,
ثـالثــا,,,يــاحظ أصحاب المتــاجر,,لإنــهم هم من يستفيــد بالدرجة الأولى..
ولا أدري,,,هل أقول لك,,,حاول التغيــير من شخصيتك مع إمرأتك,,فأخشــى أن يكــون قد فات الأوان,,
أم
أقول لك إستسلم لواقعك البائس,,,,,,,وعش حياتك أنت وحرمك المصون كما يحلو للناس,,,
حتى تنعــم بإحترام المـــــــــــــــوضة,,,
لكـــن خذهــا منــي,,,,,,,,,,,,إنك فعلا تحزنني,,,,,,,,وقررت أن أســاعدك,,,,,,,,
أعطي إمرأتك كل ماتملك,,,,,,,,,وانتبــه لنفســك,,,,,,,وانظــر لحــالك,,
ألا تستحــــق أنت من يضحي لكي تنعــــم أنت بالمــــــــــــــوضة..........
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ ... ريحُ الصِّبا وعهودُهن سواءُ
- يَكْسِرنَ قلبكَ ثم لا يجبرنهُ ... وقلوبُهن مع الوفاءِ خَلاءُ
علي بن أبي طالب
ســـاهديـــك ياصديقي بعض ما تستأنس به لعلك أن تستفيق مما أنت فيه,,,,,
خَلِّ المَلامَ فليسَ يَثْنيها ... حُبُّ الخِداعِ طبيعةٌ فيها
هو سترُها وطِلاءُ زينتِها ... ورياضةٌ للنفسِ تُحْييها
وسلاحُها فيما تَكيدُ به ... من يَصْطَفيها أو يُعاديها
وهو انْتِقامُ الضعفِ ينقذُها ... من طولِ ذلٍ بات يَشْقيها
أنتَ الملومُ إِذا أردْتَ لها ... ما لم يردُه قضاءُ باريها
خُنْها ولا تُخْلِصْ لها أبداً ... تخلصْ إِلى أغلى غَواليها
أو سأهمس في أذنــك للعلي أســاهم في إشعال شمعة تضيء بها هذه الظلمة الكئيبة...
تفنى اللذاذاتُ ممن نالَ صفوتها ... من الحرامِ ويبقى الإِثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ في حقيبتها ... لا خيرَ في لذةٍ من بعدِها النارُ
,,,,,,,,,,,,,,
من راقبَ الناسَ مات غماً ... وفازَ باللذةِ الجسورُ....
:) :) :) :) :)
شوي شوي عليه يافتى الأسلام
,
أووب , والله أنك أنطلقت عليه بقوة
:D :D :D
الله يسعدك قل آمين
ويستاهل الذي أتاه
أكتب وقد أنفجرت معدتي من الضحك
أضحك الله سنك , يافتى الأسلام
:) :) :)
يابطنــــــــــــــــــــــــــــــــي , والله تؤلمني من الضحك
خالد الغامدي
01-06-2007, 23:58
:D الله يسعــد أيامك,,,أخوي...
أي مشكلة,,,أي ناس من هالعينة ,,,,ما عليك أنت,,,بس عطني خبر,,,
قال إإإإإإيه,,,,,,,,,قال موووضة قاااااااال,,,:eek:
عجيـــــــــــــب.......
إن شاء أكون خفيف ظل عليكم,,,,,,,,,
الله يوفقك اخوي ويوفق بقية الأعضاء.......
:)
فتى الأسلام
اصبر اصبر
:)
تعال أريدك لاتخرج أنتظر اريد أدردش معك , وافهم ماقصتك
بالله عليك ارجع حتى لو سجلت خروج من الملتقى
اريدك يعني اريدك
خربانه خربانة لو مافيه دوام غدا
تردون لماذا فتى الأسلام معصب ؟؟
تردون أن تعرفون
؟
؟
السبب هو :
أنه البارح معزوم في زواج لأحد أصدقاءة
;)
((هنا اجد ان هذه المقالة بها شريحتين واذا اردنا ان نسمي فسنسمي الموضة وهي زوجة المشتكي للطنطاوي وهي الباحثة عن الموضة
والاخرى لا اعرف ماذا اسميها فلنقل رابعة مثلا ً ( ليش الاسم جاى على بالي ما ادري ) فرابعة تمثلها زوجة الطنطاوي وهي غير الأبهه بالموضة
اذا موضة تقابلها رابعة
هل لفتتكم هذه القضية
انا هنا لا اصدر حكم على ان الجميع تحامل على الجانب الاخروالتي هي المراءة ابداً لدي قضيتي واريد ان اطرحها ما دام امرا ها هناقد فتح للمناقشة فقلت فليثبت كل ذي حق حقه
من هذه المقال اثبت ان ليس المراءة كلها موضة
وليس كل المرأة رابعة
وقد لا تكون هذه ولا تلك
اي بينهما قد تكون
اذا من البدهي ان هذه ظاهرة وليست شيء يغلف المرأة ووأكد انني اريد فقط ان اثبت لنفسي ان المقال يتجاذبة شقين لا شق واحد لأنه في النهاية وغالباً النهايات هي الثوابت ما اثبته الشيخ الطنطاوي
انني لم يبتليني الله ما ابتلاك به
وهذا هو المطلوب اثباته
ان المراءة ليست كلها موضة
هـ .ط .ث
الان الى التفاصيل
عالم الموضة هل يعني تلك المبالغ الطائلة التي تصرف هنا وهناك
عالم الموضة هل هو حكر على المراءة
لا فالموضة تشمل بعض الرجال
وانا هنا اساجل المقالة لشيخنا الجهبذي
المقصود ان مرض الموضة تشمل عينات المجتمع
كبير وصغير رجل كان او امراءة
ولكن لكثرة حديث المراءة عن حياتها هو ما جعل مشكلتها اكثر بروز من الرجل
مثال موضة السيارات وتزيينها وتكاليف بهرجتها
هنا نثبت الحالة الثانية
ان ظاهرة الموضة ليست حكرا على المراءة
هـ .ط. ث))
الكلام اثبات حالة فقط ولننطلق الى الأسئلة المطروحة
إن رددت طلبها نغصت حياتي
وإن أجبتها خربت بيتي ؟
ماذا تعمل أنت ؟
ماذا تعمل المعني اي زوج مبتلى بهكذا حالة
*
*
*
المشكلة ايها الزوج ولنسميه مبتلى
ان لديك ضعف في الشخصية
فليس لكي ترضى هذه الزوجة يتحطم البيت
اعلم ملياً ان هناك نساء وقلة ان شاء الله خبرتهم في الحياة تنحصر عند ما هي الموضة اليوم وغدا وبعد غد
من الجميل ان تهتم المرأة بهندامها
ولكن هل على حساب حياتها المستقبلية في بناء اسرتها وبناء ما يقيها هي واسرتها مكائد الدهر
القضية الان تنحصر عند هذا الزوج الذي ضاقت به السبل وطفق هنا وهناك باحث عن الإجابة
ألا تستطيع بفكرك وقدرتك ان تقنع هذه الزوجة اللحوحة على ان حياتكم وثبات اركانها اهم وارقى من هذه الثياب التي تهترء في ليلة واحدة لأن الجميع في نظرها رأوها
القضية الان تنصب على هذا الزوج وليست الزوجة
فحينما يكون واثقاً من قضيته فلن يثنيه عن اثباتها لزوجته فأصلح من شأنك يصلح لك بيتك
وحول زوجتك من موضة الى رابعة لكي تنعم بحياة هانئة
وقد تتفقون معي وقد لا تتفقون ولكن هذا رأيي
استاذنا البالود جزيت خيراً وبوركت
*
*
وننتظر اسرار التجار فهم في الاسرار خبء دفين*
عادل الثبيتي
02-06-2007, 13:33
حينما يبوح ،،، قلمي !!
حينما يبوح قلبك الكبير بكل ما يختلج به فإنه ينثر إبداعاتك التي تسطرها في هذا الملتقى
فلقد ذكرتنا بالماضي مع شيخنا المغفور له بإذن الله (( علي الطنطاوي ))
فأسلوبك الجميل يجعلنا نسرح في عالم الخيال ونفكر في بوح القلم الرزين
وننتظــــــــــــــــــــــــــــر المــــــــــــــــــــزيد
أديب الفيــــــــــــــزيـــــــــــــــــاء
كم من صديق قابلته فى حياتى
و لكنك صديق كنت أتمنــــــــاه
***
نعم الصديق صديق محبـــــــــة
يقضى معك أيــــــــــــــــام تراه
***
و ترى الخير يأتى إليــــــــــــك
و يحفكما من كل اتجـــــــــــــاه
***
فيرقى إلى سماء العقـــــــــــول
و يرفرف مهللا بتكبير الإلــــــه
***
الله أكبـــــــــــر الله أكبـــــــــــر
أرأيت كم فى ذلك مــــــــن علاه
***
و لك الحمد يا ربى كثيـــــــــــرا
بعدد رمل و حصى الفـــــــــــلاة
***
و ملء السمــاء و الأرض حمدا
و أضعاف عدد قطرات الميــــاه
***
على نعمة أنعمتهـــــــــــــا علىّ
صديقا كمثل إبصار الحيــــــــاة
***
و خلا مشرق الوجه باسمـــــــا
اللهم زد فى نوره و هـــــــــداه
***
و لو كنوز الأرض ذهبــــــــــــا
لن أعوضه بمال الطغـــــــــــاه
***
فيا رب لا تحرمنى صداقتـــــــه
و إجعلنا فى الجنة مع مصطفاه
***
الله يعطيك العافية مشرفنا البالود ،،بصراحة مواضيعك والله رائعة ،، الله يوفقك في كل ماتقدمه وييسر امرك دنيا وآخرة .....
خالد الغامدي
02-06-2007, 23:20
تردون لماذا فتى الأسلام معصب ؟؟
تردون أن تعرفون
؟
؟
السبب هو :
أنه البارح معزوم في زواج لأحد أصدقاءة
هههههههههههههههههه
http://www.al-mas-tn.com/vb/images/smilies/m20asmilies-com.gif
فتى الإسلام
:)
يبدو أنك تريد تفجير معدتي ,أو أحداث تمزق في الحاجب الحاجز
يكفي الله يخليك يكفي
:) :) :)
ويسعد ربي , أضفت نكهة خاصة للموضوع
أشكرك جزيل الشكر على المشاركة المثمرة , على خفة الدم , أشكرك على كل شيء
تقبل خالص الود والتقدير
نأتي الآن الى ربانة
وأول هجوم على جنس الرجال
:)
وذكاء خارق , لتعميم الموضوع
صدقت أختي في كل شيء , فعلا فالموضة ليست مقتصرة على النساء
وماذكره " الطنطاوي - رحمه الله " , هو تسليط الضوء على ظاهرة وليس على جنس
لاحظوا , حتى أن الشيخ , جاء بهذه الظاهرة في كلمته , وسردها على شكل قصة حقيقية
ولم يتكلم عنها , بأسلوب نقد مباشر
وهذا ذكاء منه رحمه الله
,,,,
أشكرك جزيل الشكر على المتابعة , وتحريك الموضوع بطريقتك الخاصة , أشكرك على كل شيء
تقبلي خالص الود والتقدير
أ . البالود
راائع ماتتحفنا به هنا .... وشاكره لك من الاعماق
اما ماذا اقول ؟؟؟؟
الموضه بلاء ابتلينا به وبالذات في مجتماعتنا العربية واصبح الشخص يوزن بميزان الموضه ومدى تتبعه لها فمن لا يعرف بالموضه اتهم بالرجعية <<<< او نقدر نقول انه مايفهم شئ في هذى الدنيا :rolleyes:
فلا يعنى ذلك ان لا نهتم بكل جديد ونقف عند حد معين لادعائنا باننا لا نريد اتباع غيرنا او تقليد الاخر ولكن نأخذ مايناسبنا وفي حدود شريعتنا لا اسراف ولا تقتير ....
فانا لا الوم بعض النساء الاتى تهتم بالموضه او حتى بعض الرجال لانها شغلنا الشاغل وبالذات ممن يعانون من فراغ ومن زيادة في المال
لكن الوم من يسمح لهن او لهم بالتمادى سواء من الاهل او الزوج او حتى الزوجه ..... اما اصبحنا نلاحظ بنات وشباب في عمر الزهور يتابعون كل صغيره وكبيره بعالم الموضه واستغرب من كثرة كلامهم حول هذا المجال لدرجه تشعرك بالغثيان ....
وانا هنا لا انكر انى ممن يحرصون او يتابعون كل ماهو جديد بالموضه ولكن لا اصل الى مرحلة الهوس ولست ايضا بالمتابعه الجيده ولكن المتابعه من بعيد ....فديننا الاسلامى لم ينهنا عن الاعتدال في الاهتمام بالنفس ....
اما بالنسبة لهذا الزوج فانا اتفق تماما مع ماذكره اختنا الغالية ربانة
المشكلة ايها الزوج ولنسميه مبتلى
ان لديك ضعف في الشخصية
فليس لكي ترضى هذه الزوجة يتحطم البيت
استاذى البالود الظاهر بانى اكثرت الكلام :p
تقبل منى كل الشكر والتقدير
عادل ياعادل
لن اعلق على بداية ردك
لأن ذلك الكلام هو وصف لشخصك الكريم , وأشارة إلى خلقك القويم
هو دلالة على معدن أصيل , وصديق نبيل
أما عن الأبيات
فأود أن أقول لك ,أن الشعور متبادل , وأنها تعبر عما أكنه لك كذلك
أدام الله علاقتنا على الخير
وإن كان من أهداء , فسأهديك نفسك
rooza
مرحبا بك من جديد
أنت لم تكتفي بالمتابعة , بل بدأت تكتبين ماأريد قوله
من علمك قراءة الأفكار عن بعد ؟ من ؟ :)
,,,,,,,,,,,,,,,
جدا رائع ماكتبتيه ,
أوافقك في أننا نسعى لمتابعة الموضة , وكل له أهتمامه الخاص
فهذا في الملبوسات , وذاك في العطورات , وهذه في الجوهرات , وتلك في الأكسسوارات
كذلك ماذكرتيه في مسالة الوسطية في متابعة الموضة أمر مستحسن
أشكرك جزيل الشكر على المتابعة الدائمة , والتي أصبحت جزء لايتجزأ في الموضوع
أشكرك على ردك المثمر , أشكرك على كل شيء
تقبلي خالص الود والتقدير
وأود أن أقول لكم
أن الموضوع ليس فقط نقد سلبي لمايسمى بالموضة
ولو كنت أريد هذا منه لما كتبته , ففيه من المواضيع الكثيرة التي تتكلم عن الموضة وتعالجها بطريقة علمية جميلة
ولكن مادعاني لذلك هو قول ذلك الرجل
(( مادامت الأزياء في باريس ونيويورك تلعب بنا كما تريد , وتأخذ من أموالنا وتمتص دماءنا ))
أليس هذا هو الواقع ؟؟
أليست هذه هي الحقيقة ؟؟
إننا نلاحظ الأهتمام في الموضة , ومشكلتنا أننا لانعرف الموضة
تابعوا معي على سبيل المثال , ماذكره حول " تقصير الثياب ثم تطويلها , وثم ,,,,, "
فهذه المنظر يلوح أمام أعيننا كل فترة
ارجعوا بالزمن للوراء , تجدونها صحيحة حتى في الأفلام العربية و الأجنبية
***
وآخر صيحة - كما يقولون - في عالم الأزياء , والتي أُخذت من "***** هوليوود" هي (( تطويل الثياب ))
لا ليست أي ثياب , بل ماتسمى عندنا
" بالتنورة " :) هذه الى قبل أشهر كانت ماذا أقول
نعم كانت ( دقة قديمة - مغبرة - كحيانة ) وإلى غير ذلك من التسميات التي تنفر منها
وفقط أتى مهرجان عالمي واحد , وخرجت من ؟
" خرجت الشقراء " وبتلك التنورة
فصارت هذه هي الموضة !!!
...........................
وكلامي الآن
أين (الدقة القديمة - الكحيانة - المغبرة) التي قالتها أو قالها فلانة أو فلان ؟؟
هنا
هنا فقط تظهر ضعف شخصية من يقولون هذه العبارات , وهنا يظهر مدى جهلهم بمعنى الموضة
إن لبس الجديد ومتابعته , هو أمر الكثير منا واقع فيه , ولاعيب في ذلك البتة
بل أرى فيه مدعاة للتغيير , وأمر يؤثر حتى على نفسيات الأنسان للأحسن
ولكن
يجب أن لايعبر هذا التغيير عن وصف الماضي بصفات تنقيصية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة أخرى مقترنة بالموضة ,, وهي كلمة ( ماركة )
أني أجهل الكثير والكثير من أمور الموضة , والماركات وووو
لكن من يرى فعل البشر ( رجال ونساء ) يتعجب حق التعجب
لاينظرون ولايتمعنون حتى بالسلعة التي يشترونها , ولايعرفون صفاتها وخصائص أنتاج مصدرها
ماهو المقياس عندهم ؟؟
v
v
v
السعر - الثمن
وكلما كان الثمن غالي , فهذا يعني أنها ماركة , وبالتالي أنا متابع للموضة
,,,,,,,,,
قصة واقعية , وسر دفين أخبرني به أحد التجار بنفسه
ستجدون فيها العجب العجاب
غدا بمشيئة الله سأخبركم بها
وتقبلوا مني خالص الود والتقدير
سامحك الله استاذنا البالود اتظن انني اتهجم على مقال اعلم ملياً من هو كاتبه
شيخ لو تحدثت عنه ما ظننت انني اوفيه حقه
لأوضح كلامي فدوماً أقول كلام لايفهمه الاخرون
ما قصدته استاذي الكريم انني من خلال هذه المقال اريد ان ابين ان هذه ظاهرة اي ليست كل النساء بهن هذا الهوس
واعلم ملياً ان هناك نساء ليس لديها حديث الا عن هذه السيدة موضة
ولكن من خلال المقال ان زوجة الطنطاوي ليست من صنف زوجة المشتكي
ولكن كما قلت سابقاً ليس هذا لب الموضوع فما قلته ليس الا حديث اناقش فيه المقال ولنفسي فقط
اما عن هذه الموضة او لقد أحسنت اختيار الاسم الجديد ماركة
هي الان المستشرية
فالماركة اصبحت شيء غريب (( سأعطيك مثال انك لاتمشي مسيرة قليلة في جد ة الاوترى مركز تجاري لا مولات هي اللي طالعة الان على الرغم من كثرتها الزحام غريب فيها شيء يجيب الاعصاب
على طول السنة الاسواق تعج بشكل مخيف وامكن اللي في جدة يعرف هذه المشكلة لدينا لدرجة ان الواحد ايام العيد ما يطيق يروح يشتري من الزحام
فلقد اصبح لدينا ثقافة الهوس
اعاذنا الله منها
بصراحة زي ما قالت اختي روزا ان بعض الناس ما تلاقي حديثهم الا عمن هذهالاخت ماركة بشكل يسبب لك الغثيان وان تحدثت في شيء مفيد وصموك بأنك تسبب الملل وهاهي الموازين قد اختلت
اكثرت الحديث لذى سانهي كلامي
وشكرا جزيلا على هكذا مواضيع
ربانة أخشى أن تعتقدين أن كلامي هو رد عليك
لم ولاأظن أنك تقصدين أو غيره
تعليقي الأخير هو تكملة للموضوع
:)
وكلامك في محله من بدايته إلى نهايته , وماقلته في البداية كان من باب المزاح
:) :) :)
تابعي قصة التاجر تفهمين أن الموضوع لم أنتهي منه بعد
أشكرك على أدبك ودماثة أخلاقك
يسرني تواجدك أختي الفاضلة
ولك خالص الود والتقدير
الله يعطيك العافية مشرفنا الفاضل ،، ننتظر قصة التاجر ،،جزاك الله خير...
الفجر
أعتذر منك أشد الإعتذار عن عدم الرد
,
أخوك كثير النسيان , قليل الأنتباه ,,,,}} صفات سيئة أحاول التخلص منها
:o
ويسعدني كثيرا حضورك
أجدد أعتذاري لك
وأشكرك جزيل الشكر على المتابعة والأهتمام
فإليك وإلى جميع الأحبة قصة التاجر
v
v
في أحد الأيام , دعاني أبن عمي لوليمة غداء , سألته من عندك ؟
قال شخص عزيز , وستراه
ذهبت الى الوليمة , ووجدت الضيف , وعرفته كان أحد الرجال الذين رزقهم الله بالمال , وهو تاجر وثري وحالة أحسن من الطبيعي بكثير
أخذنا في المجلس نتكلم في التجارة , ودخلنا في مواضيع كثيرة لااريد التطرق لها هنا
لكن من ضمن المواضيعه التي تحدثنا فيها هو موضوع الموضة وقصة هذه الملابس وحقيقة ماركاتها
وقال لي شيء لايمكن تصديقة !!!
لو لم أسمعها منه
كنا نتكلم عن وله الناس على أتباع الموضة , والحرص على متابعتها وأقتناء حاجياتها
و أن بعضهم لايفهم في الموضة شيئا إلا كلمة " ماركة "
تسأله/تسألها , وكيف عرفت/ي أنها من الموضة والماركات العالمية , يـ/تجيبك من البائع
البائع يقول ماركة !!!
وفي المقابل هناك من يعرف جيدا الماركات العالمية , وينظر جيدا في الكتابات التي داخل الملابس , وليست التي على خارجها
( أنا شايف نفسي فاهم ) ,, أتدرون ماذا قال لي ؟؟
قال لي , الأمر أكبر مما تتوقعه
البيع هناك له أصناف كثيرة , والتجارة الآن أغلبها من الصين , وهناك يتفننون في الغش وبمهارة عالية وعلنية , فالذي لايخاف الله وهم كثير مع الأسف يستطيع أن يخدع الخبراء في الملابس
فالذي يسمع ليس كمن يرى الأموال تلعب بين يديه , فأغلبهم تضعف نفوسهم هناك
أمام العروض المغرية في الصفقات
طبعا لكي تتصورن الوضع قبل أن أقدم لكم العروض
المصانع هناك أشبه بالمحلات التجارية , وأشبه بالصيدليات عندنا هنا
في متوفرة وبكثرة
وطريقة البيع بالجملة , وبفئات مختلفة , وكثيرة
يعني خذوا من المليون قطعة وأنت طالع
,,,,,,,,,,,,,,
تعود الآن لتكملة ماقاله التاجر
يقول صاحبنا
ومن عروض البيع هناك ,,, << شاهدوا ماقال
من عروض البيع هناك
بيع تكون ماركة المصنع مسجلة عليه
وبيع تكون ماركة المصنع , وماركة مؤسستك أو شركتك مسجلة عليه
وبيع لاتكون الا ماركة شركتك مسجلة عليه
نأتي الآن الى عروض الغشش
بيع مشروع , لكنه خاص ,,,
{ أي هناك سبيشل للصفقة وبيعه أضافية ,, تكون ملابسك فيها مسجلة بأسم ماركات عالمية تختارها أنت ,, وتدس داخل الصفقة المشروعة ويعد هذا عرض مشهور وطبيعي جدا في عالم السمسرية عندهم هناك}
اي بكل بساطة يقولون لك
تريد أن ننزع العلامات التجارية التي لمصنعنا ونبدلها , بعلامات وماركات العالمية , سنفعل ولكن بسعر مختلف
استعدوا للمفاجئة
بل أن هناك مصانع خاصة وضخمة , وظيفتها الأساسية هي نزع العلامات أو تسجيلات المصنع , وخياطة ماركات عالمية على الملابس
!!!!
أتصدقون هذا
اقسم لي بالله أن هذا مايحدث وضرب لي مثال يقول في أحد صفقاتي التجارية
اشتريت مليون قطعة ملابس
طبعا هذه الصفقة بالقطعة , من لباس اليد أو الرجل
الى الثياب الكاملة
طريقة الحساب والبيع بالقطعة
وبعد شرائها نفرزها نحن , ونضع القطعة الفلانية مع القطعة الفلانية حتى يكتمل الزي وهكذا
هل تريدون معرفة السعر ؟؟؟
السعر القطعة بـ 1,75 ريال
يقول وبعد الأنتهاء من البيعة , كلمني أحد الكمسريين ليدلني على مصنع لنزع الماركات ووضع ماركات عالمية بدل علامات المصنع
والغريب أن سعر العلامات وحدها أكبر من سعر صناعة القطعة
فتخرج لك القطعة بعد ذلك بسعر يقرب من 4 ريال
وتنتقل من هناك , وتأتي للميناء وتمر بالجمارك , وتواصل الأرتفاع
,,,,,,,,,
وتباع على المحلات بعشرة أو أقل أو أكثر
وتواصل أرتفاعها شيئا فشيئا الى أن تصل الى أصحاب المحلات
وهنا تحدث القفزة الكبيرة في السعر
حيث تباع القطعة , بأضعاف أضعاف سعرها
من حقهم ,, أليست ماركة ؟!!!!
استاذ البالود
اثناء ردى السابق كنت اعنى بكل كلمة موضه ( الماركة ) ولكن لم احب ان اخصص الموضوع وفضلت الانتظار الى النهاية .....
استاذى الفاضل .... صدقت بكل كلمة تقولها ومثل ماذكرت سابقا ( الماركة ) وباء انتشر بشكل خطير .... واصبح يهم الرجال قبل النساء ....
و صدقت ايضا في التجار واساليبهم ولى علم بالموضوع وسمعته من احد التجار والى يبيعوا ماركات على قولتهم ....
ولكن ليس كل التجار هناك من يتق الله في الناس ...
أ . البالود
نحن لا ننكر بان النفس تحب التميز وانتقاء الافضل حتى لو كان من الماركات العالمية ولكن هناك ضوابط لهذا الانتقاء
فهل ننكر بان كلا منا يطمح بلبس الساعه ذات الماركة الفلانية او حمل الحقيبة ذات الشكل الفلانى من الماركة الفلانية
حتى الرجال اصبحوا يتفننوا في لبس الساعات الماركات والاقلام و .....و ..... حتى الاشمغه اصبحت بماركات :cool:
فانا لا ارى المشكله في لبس او اقناء الماركة وانما في الهوس بها
وهنا لابد ان ننبه لحسن الانتقاء يعنى لابد ان يكون المشترى ذا دراية كافية بالماركات وجودتها اذا احب شرائها ....... علشان ماينغش :rolleyes:
ومثل ماذكرت الاخت ربانه اصبح في كل زاوية مول من المولات ومازل الكثير منها تحت الانشاء فلم كل هذا لان التجار على دراية كافية بسذاجة الزبائن وعذرا على الكلمة ..... نعم هى سذاجة ان تشترى كل ماتقع عليه عينك لمجرد انك تريده ولانه ماركه :(
والاغرب من ذلك انه بنفس المركز التجارى تجد محل يبيع لك الماركه وبمبلغ وقدره وبجانبه محل اخر يبيع المقلد منها وبمبلغ زهيد ;) عندما شاهدت ذلك تعجبت فعلا اخرج من محل لادخل الاخر واجد نفس البضاعه ولكن مقلده ياسبحان الله نُستغفل الى هذا الحد
أستاذى الفاضل .... لك كل الشكر والتقدير موضوع شيق ويحتاج الى نقاشات مطوله واظن اننا لن نتهى منها ولن نصل فيها الى حل لهذه المعضلة الا ان نتقى الله في انفسنا ونعلم باننا محاسبين على كل كبيرة وصغيرة
مشرفنا الفاضل البالود ،، الله يعطيك العافية ،، والله اني مندهشة من القصة بصراحة خدعونا بالماركات وبالاسعار ،،القطعة يكون سعرها 10 ريال وشوف كيف يرفعوا سعرها بشكل مهووول،،على العمووووم الله يجزاك خير ويعطيك العافية ويكفينا شر غشهم ....
rooza
جميل جدا كلامك , وفي محله , وهذا مانظنه ومانهدف عن الطبع إقصاءه
أشكرك الشكر الجزيل على الرد
وتفاعلك بهذه القصة ومعاونتي على التفتيش في خباياها
لك خالص الود والتقدير
.
.
.
وأنت كذلك أيها الفجر
فعلا هذا هو الواقع , والله يعينكم
أشكر جزيل الشكر على التواصل
وردك الجميل
تقبلي خالص الود والتقدير
والله لاأدري كم هو رقم الموضوع
ولدي من الكسل
مالا استطيع معه بأن أقلب صفحات الموضوع بحثا عن
رقم البوح
و لدي من العجلة
مالااستطيع أن أنتظر الى الصباح حتى أخبركم بالقصة
البوح رقم " اللذي لاأعرفه "
أقول لكم
والله اني بي مالااستطيع ان اكتب لكم
فجسمي مرهق جدا
انا سأخبركم بسر
كنت اريد ان انهي الموضوع من مدة , وعزمت على ذلك ,
ولكن لن يكون هذا إلا بالموضوع الذي تركته في نهاية قصص هذا الموضوع " ولم ادرجها حتى الآن "
سيأتي وقتها - إذا أراد الله -
كنت اريد ان اعطيكم خلاصة ادبه الذي اعجبني في قصصه في الكتاب الذي اشرت إليه في بداية الموضوع
لكني ادرجت لكم مواضيعا , وانا ابحث عن الكتاب
وللأسف لم أجده في المكاتب
لماذا هذا الأستخفاف ؟؟؟ يامكاتب الفلس مكاتبنا
كتاب لاديب عربي مسلم , هو من اكبر الادباء وأجلهم واعظمهم تقديرا
مثل الطنطاوي
ولانجده عندكم ؟؟!!!!!
أعيدوا سياستكم ياتجار الأدب ,,,,,, تجار مكاتبنا
.
.
.
.
نعود للسبب
قبل أيام سألني أحد الأحبة , عن التوقيع السابق
وهو :
أوصفـــــها ؟
كنها عــــين حـــــــــــوراء
. ضــــــاق بها وجــه ريــم .
مستقرة فوق خـــد جــوري
ساكنة في محجر دجى . جمله رمش ناعــس. بلله دمع الزعل
بعد مامسح نبع جرى تحت هدب مرسوم في ليلة زفاف
.
http://phys4arab.net/vb/showthread.php?t=16780
سألني وقال لمن الوصف في التوقيع ؟
قلت لماذا تسأل؟
قال اضغط على الرابط في التوقيع , ويوديني لموضوع اردتها شمالية
ولااعلم هو وصف لأبها ؟ أم وصف لأمر آخر ؟ وسماه
قلت لاهذا ولاذاك
فالمقصود في التوقيع لم أكتبه حتى الآن
وأظني حتى إن وصلت للذي وصفت به الوصف
فل استطيع أن أصف
ولا ان اوضح الامر
قاطعني وقال ,, لكنه جميل وأخذ ينفخ رأسي على الفاضي
تماكنت روحي , وقلت أي جمال الله يهديك ؟
وضحكت ها ها :) :) هه , واصلت وقلت
اذا تريد الوصف أجيب لك اياه
فطرأ على الطنطاوي من جديد
وقلت يالله سأبحث في الويب , رغم اني لن اجد مواضيع ذلك الكتاب
وصدفة وقعت على مقال , شال عني كل مااريد قوله عن الطنطاوي وابداعه
وهذا المقال قادني الى
(؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
موضوع ياويلك من جماله
الوعد مساء هذا اليوم
kingstars18
29-08-2007, 15:48
(؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
موضوع ياويلك من جماله
الوعد مساء هذا اليوم
في انتظــــــــــــــــــــــــــــــــــاره
الكنج
حياك الله
وسعيد بقدومك مبكرا
أشكرك جزيل الشكر
خالص ودي وتقديري لشخصك الكريم
والشكر بالجميع
.
أرأيت ياصديقي كيف هو الوصف الحقيقي
!
وأعذرونا على الأطالة
[CENTER]انظروا إلى الجزء الثالث
في الفقرة الرابعة وواصلوا الأستمتاع والأنبهار في أدبه الأخاذ
,
,
,
تبقى لنا الخاتمة التي أختم بها الموضوع
لننهي هذه اللمحات في أبداع أديب صاغ جملا
تفرد بها عن غيره - رحمه الله -
أشكركم جزيل الشكر
تقبلوا خالص الود والتقدير
فيصل الغانم
16-11-2007, 16:43
سلمت اناملك اخي البالود
انتظرنا قلمك الرائع ونلنا اجمل العبارات والكلمات
لله درك
تحياتي
البيلسان2010
18-01-2008, 19:38
اتمنى لك السعادة في الداريين وجزاك الله خيراً
البوح الذي لانعرف له عدد
لكني لم اجد البوح التاسع فأين ذهب !!!!
بأنتظار البوح التاسع والخاتمه او لا تختم مثل هذ الموضوع اتركه يختم نفسه بنفسه مجرد اقتراح ...اتركه مجلد لمقالات الطنطاوي ... بصراحة عرفتنا على ادبه الذي لم اعرف به ...الا من خلال هذا الموضوع
شكرا جزيلا استاذنا البالود
الرابط موجود في الموضوع
يحتاج مجهر حتى يظهر
لكن بأمكانكم أخذ رد مع الأقتباس سيظهر الرابط
سأختصر الأمر عليكم
هذا هو البوح التاسع
قال لي أمس صديقي حسني: إني لأعلم شغفك بالموسيقى، وحبك الفن القديم، فهل لك في سماع رجل وهو أحد أعمدة هذا الفن في دمشق ومن أساطينه، وهو هامة اليوم أو غد، فإذا انهار أوشك ألا يقوم مثله أبدا؟
قلت ما أحوجني إلى ذلك، فمن هو هذا الموسيقي الذي لا أعرفه إلى اليوم؟
قال: هو شوقي بك رجل تركي، كان من موسيقيي القسطنطينية أيام السلطان عبد الحميد، وانتهت إليه رياسة (العود) فيها، وله أسطوانات هي عند الموسيقيين، كرسائل الجاحظ عند جماعة الأدباء، واسمع فعندي واحدة منها.
وقام إلى (الحاكي) فأداره، ووضع أسطوانة عتيقة، فسمعت شيئا ما حسبت مثله يكون، وبدا لي كل ما سمعت إلى اليوم من ضرب الموسيقيين كأنه إلى جانبه لعب أطفال، وخربشة مبتدئين.
قلت: ويحك قم بنا إليه الآن.
فقمنا وأخذنا معنا شيخ الموشحات في دمشق الشيخ صبحي واثنين من مجودي المغنين، وذهبنا إليه.
**********
ضربنا في الجبل حتى جاوزنا الدور الفخمة والقصور العامرة، ووصلنا إلى طائفة من المساكن هي أشبه بأكواخ، قد بنيت من الطين وقامت دوين الصخر، فوقفنا عند واحد منها، وقرع الباب دليلنا الأستاذ حسني كنعان، ففتح لنا رجل طويل، عريض الألواح، حليق الوجه محمره، ولكن الكبر ظاهر عليه، قد جعد وجهه وإن لم يحن ظهره، ولم يهصر عوده، ورحب بنا على الطريقة التركية، وبالغ في الترحيب بنا ودعانا إلى الدخول فدخلنا، فإذا رحبة نظيفة خالية من الأثاث، ما فيها إلا أشباه كراسي، وسدة من الخشب مفروشة ببساط هي السرير وهي المجلس، وإذا الفقر باد، ولكن مع الفقر ذوقا ونظافة… فقعدنا، وحلفنا عليه أن لا يصنع لنا شيئا، فما نريد إكراما منه إلا بإسماعنا ضربه.
أخذ قيثارته (كمانه) وقسم (تقاسيم) هزت حبة قلبي، فأحسست بلذة ما عرفتها من قبل، ومع اللذة شيء من السحر، يجعلك تتطلع إلى المجهول، وتسمو إلى عالم الروح، ويوقظ فيك ذكرياتك وآمالك كلها دفعة واحدة.
فلما انتهى، عرض عليه حسني العود، فأبى واعتذر وقال: إنه لا يضرب عليه.
قال حسني: كيف وأنت إمام الضاربين.
قال: إنني لا أستطيع.
فلما حلفنا عليه وألححنا قال: إن لذلك قصة ما قصصتها على أحد، فاسمعوها، ولو أني وجدت ما أكرمكم به لما قصصتها عليكم، ولكني لا أملك شيئا، ولن أجمع عليكم حرمان السماع وكتمان السبب.
**********
وهذه هي القصة مترجمة إلى لغة القلم:
قال: كان ذلك منذ أمد بعيد نسيه الناس وأدخلوه في منطقة التاريخ المظلمة، فلا يرون منه إلا نقطا مضيئة مثلما يرى راكب الطيارة من مدينة يمر بها ليلا. أما أنا فلا أزال أحس به بجوارحي كلها، ولا يزال حيا في نفسي، بل أنا لا أزال أحيا فيه، وما عشت بعده قد إلا بذكراه. ولقد مر على قصتي زمن طويل عندكم لأنكم تقدرونه بعدد السنين، نصف قرن… أما أنا فأقدره بذكراه الحية في نفسي فأجده ساعة واحدة… لحظة… إني أنظر الآن إلى عينيها، وأشم عطرها، وأجلس في مجلسها. إن ما أراه حولي ظلال، وتلك المشاهد هي الحقيقة. أفعلمتم من قبل أن ذكرى قد تضح وتظهر حتى تطمس المرئيات، وتغطي على الحقائق، هذه هي ذكرياتي.
كان أبي من الباشوات الكبار المقربين من السلطان، فلما علم أني اشتغلت بالموسيقى، كره ذلك مني، وصرفني عنه، وعاقبني عليه، فلما أصررت عليه، أهملني واطرحني، وطردني من داره، فلبثت أتنقل في بيوت أقربائي وأصدقاء أبي، أمارس تعليم الموسيقى لأبناء الأسر الكبيرة، وكان (فلان) باشا من الآخذين بأسباب الحياة الجديدة، يحب أن يقبس عن أوروبا طرائقها في معيشتها ويقلدها في السير عليها لا يدري أنه لا يأخذ عاداتها لحياته، بل سمومها لدينه وخلقه، فدعاني لأعلم ابنته، وكنت يومئذ في الثلاثين، ولكنهم كانوا يقولون عني: ((إنه أجمل شاب في حاضرة الخلافة))… وأحسب أني كنت كذلك، ولكني -ولست أكذبكم- ما عرفت طريق الحرام، والحلال ما استطعت سلوك طريقه.
قابلت الباشا، فأدخلني على ابنته لأعلمها، فنظرت إليها، فإذا هي ملتفة بـ (يمشق) من الحرير الأبيض، لا يبدو منه إلا وجهها، وإنه لأشد بياضا ولينا من هذا الحرير، لا البياض الذي تعرفونه من النساء، بل بياض النور، لا، لم أستطع الإبانة عما في نفسي، إنه ليس كذلك، هو شيء ثمين عذب مقدس، يملأ نفسك عاطفة لا شهوة، وإكبارا لا ميلا، وتقديسا لا رغبة، وكانت عيناها مسبلتين حياء وخفرا، تظهر على خديها ظلال أهدابها الطويلة فلم أر لونها، وكانت في نحو السادسة عشرة من عمرها، مثل الفلة الأرجة إبان تفتحها.
وانصرف أبوها بعدما عرفني بها وعرفها بي، وبدأ الدرس على استحياء مني ومنها. ورفعت عينيها مرة، فمشى بي منهما مثل الكهرباء إن لمست سلكتها… عينين واسعتين، فيهما شيء لا يوصف أبدا، ولكنك تنسى إن رأيتهما أن وراءك دنيا… إنها تصغر دنياك حتى تنحصر فيهما، فلا تأمل إن رأيتهما في شيء بعدهما… العفو يا سادة أنا لست أديبا، ولا أحسن رصف الكلام، ففسروا أنتم كلامي، وترجموه إلى لسان الأدب، وأين الأديب الذي يملك من الكلام ما يحيط بأسرار العيون؟ إنه العلم أوسع وأعمق من الفلسفة والكيمياء والفلك… أعندكم في وصفها إلا أن تقولوا: عينان سوداوان أو زرقاوان، واسعتان أو ضيقتان، حوراوان دعجاوان، وتخلطوا ذلك بشيء من تشبيهاتكم؟ اعرضوا عيون الفتيات تروا أنكم لم تصفوا شيئا، هاتان عينان متشابهتان في سعتهما ولونهما وأهدابهما، ولكن في هذه، الجمال الوادع الحالم، وفي تلك الجمال الشرس الأخاذ، وفي أخرى العمق والرهبة، وفي هذه الأمل، وعين فيها فتنة، وعين فيها خشوع، وعيون فيها شيء لا تعرف ما هو على التحقيق، ولكنه يبدل حياتك، ويقلب عليك دنياك باللمحة الخاطفة.
ولما تكلمت سمعت صوتها كأنما هو… مالي وللتشبيهات التي لا أحسنها؟ وأين ما يشبه به صوتها، وفيه الخفر وفيه الرقة وفيه فتنة وفيه رفاهية؟ لا تعجبوا فإن من الأصوات الصوت المهذب والصوت الوقح، والصوت المرفه، والصوت البائس، وصوتا خليعا وآخر صينا. إن الصوت لينطلق من غير حروف. ورب ناطقة بلا إله إلا الله، وصوتها يدعو إلى الفحشاء، وقائلة كلمة الفجور وصوتها ينهى عنه، وإنك لتستطيع أن تتخيل المرأة من صوتها. ولم يكن في زماننا هذا الهاتف (التلفون) ولكني أعذر من أسمع عنهم أنهم يعشقون بالتلفون. فالأذن تعشق قبل العين أحيانا.
لم أجاوز الدرس ولم أقل فوقه كلمة واحدة. وكنت أشد منها حياء وخجلا، ولم يكن أبناء زماننا أولي وقاحة وجرأة كهذه الجرأة التي نراها اليوم، وندر فيهم من كان مثل (الباشا) يسمح لابنته الناهد أن تتلقى العلم عن الرجال - وهو يعلم أن الشاب والشابة في الطريق أو المدرسة يتخاطبان بلغة العيون خطاب الرجل والمرأة، قبل أن يتحرك اللسانان بحديث المعلم والتلميذة. وانقضى الدرس بسلام، ولكني لما فارقتها رأيت كل شيء قد تبدل، فقد تعلقت بالحياة وكنت بها زاهدا، ورأيت ضوء الشمس أشد نورا وأحسست بالوجود من حولي وقد كنت أنظر إليه غافلا، وكان لي أصحاب لم أكن أعدل بمجلسهم وصحبتهم شيئا ففارقتهم تلك الليلة وهربت منهم، وذهبت إلى غرفتي لم أطق فيها قرارا، ولا اشتهيت طعاما ولا شرابا، ووجدتني أخرج على الرغم مني، فأؤم دارها، فيردني بابها فأهيم حولها، أوغل السير في التلال الشجراء عند (بيوغلي) لا أستطيع النأي عن دارها.
صارت هي كوني ودنياي، قد تبدلت قيم الأشياء في نظري، فعز ما كان منها يمت بصلة إليها، وهان كل شيء سواه، وانطويت على نفسي أفكر فيها وأتصور أدق حركة أو سكنة منها. وكلما ذكرتها يهز شيء قلبي فيخفق كجناح طائر علقت رجله بالفخ، ثم يندفع الشيء إلى عيني فيفيضان بالدمع. ولا أدري كيف أمضيت ليلتي، حتى أزف موعد الدرس الثاني شعرت كأني عدت إلى جنتي التي خرجت منها، وعشت ساعة في لذة لو جمعت لذاذات الأرض كلها ما بلغت نقطة من بحرها. وعندما ودعتها نظرت إلي نظرة شكت كبدي وزلزلتني زلزالا، وكدت من سروري بها أطير فوق رؤوس الناس خفة وفرحا، فقد علمت أن لي عندها مثل الذي لها عندي، على أني ما كلمتها في غير موضوع الدرس كلمة ولا لمست لها طرف ثوبها، وما هي إلا نظرة واحدة ولكنها قالت فأبلغت، وحدثت فأفهمت.
**********
وسكت الموسيقي وجال الدمع في عينيه، ثم قال وهو يكاد يشرق بدمعه وقد ضاع في رنة البكاء صوته:
أتدرون ما عمري اليوم؟ أنا فوق الثمانين، وقد مر على هذا الحب دهر، ولكني أراه كأنه كان أمس، وكأني لا أزال شابا ينطوي صدره على قلب صبي. ولقد حسبت أني أستطيع أن أتحدث عنه كما يتحدث الشيوخ عن ماضيات لياليهم فوجدتني لا أستطيع، لا أستطيع فاعذروني. إن هذه الذكرى قد خالطت شغاف قلبي، ومازجت لحمي وعظمي، وإني لأحس وأنا أحدثكم أني أمزق جسدي لأستل منه هذه الذكريات.
قلت: فأخبرنا ماذا كان بعد ذلك؟
قال: كان ما أخشى التحدث عنه، إني لا أحب أن أهيج الذكرى وأثيرها، إنكم لا تدرون ماذا تصنع بي؟ إنها تحرقني، تنتزع روحي.
كان يا سادة، أني تدلهت بحبها، وهمت بها، وجعلتها هي كل شيء إن كنت معها لم أذكر غيرها، وإن فارقتها ذكرتها وفكرت فيها. فهي ماضي وحاضري ومستقبلي، وهي ذكرياتي كلها وآمالي، أراها طالعة علي من كل طريق أسير فيه، وأرى صورتها في صفحة البدر إن طلع علي البدر، وفي صحيفة (النوطة) إن جلست إلى (البيان)، ومن سطور الكتاب إن عمدت إلى القراءة في كتاب، فإذا جلست إليها والعود في حجري، وعيناها في عيني، وأذناها إلى عودي، تخيلت أني معانقها هي، لا العود، وغبت عني، وسمت روحي إلى عالم أعرفه ولا أعرف ما اسمه، فرجعت منه بالسحر فجرت به يدي على العود، فمن هناك تلك (الأسطوانات) التي كنتم تعرفونها لي.
لا، لا تلحفوا علي (سألتكم بالله)، لن أذكر لكم هذه التفاصيل، إنني انتزعتها من لحمي ودمي، فدعوها لي، إنها حظي من حياتي أتعلل بها وحدي. لا أحب أن تلوكها الأفواه ويلتهي بها قراء المجلات. لقد كانت الخاتمة أن أصدقاء أبي عطفوا علي، فخطبوها لي وكان العقد وصارت زوجتي، ولكن الله لم يشأ أن تتم سعادتي فمرضت ثم …
وغلب عليه البكاء، فلم يستطع أن يخرج الكلمة، فأداها بإشارة مبتلة بالدمع، محروقة بأنفاس الألم.
وسكتنا - فقال بعد هنية:
وقد ذهبت أودعها، فأخذت يدها بيدي، كأني أنازع الموت إياها، وأسحبها منه، فقالت لي:
- إنك غدا، تحب غيري، وتضرب لها على عودك.
قلت: لكِ علي عهد الحب، لا نظرت بعدك إلى امرأة، ولا أجريت يدي على عود.
**********
وسكت، ونظر إلى العود كأنه يريد أن يعتنقه لينطقه بالمعجزات، ويترجم به لواعجه، ثم غلبه البكاء مرة ثانية فقام، وانسللنا واحدا بعد واحد، وأغلقنا الباب ونحن نسمع نشيجه.
بقلم: علي الطنطاوي
اولا : نشعر الان بان المشرف البالود كانه اخ او والد أو أبن
من خلال بوحه
ثانيا : اؤيد اقتراح ربانه في ترك الموضوع مفتوح لان هذا الشيخ كتاباته كلها علم وتربيه
ثالثا : اليك هذه القصه من كتابات هذا الشيخ الفاضل
كان لفيلسوف جار وللجار ديك وقد وضعه على السطح قبالة مكتب الفيلسوف
فكلما عمد (الفيلسوف) الى شغله صاح الديك فأزعجه وقطع عليه عمله
فلما ضاق به بعث خادمه ليشتريه ويذبحه ويطعمه من لحمه ودعا الى ذلك صديقا له
وقعدا ينتظران الغداء ويحدثه عن الديك وماكان يلقى منه من ازعاج وماوجد بعده من لذه وراحه
ففكر في امان واشتغل في هدؤ فلم يقلقه الصوت ولم يزعجه صياحه
...........ودخل الخادم بالطعام وقال معتذرا أن الجار أبى أن يبيع ديكه فأشترى غيره من السوق
.............فأنتبه الفيلسوف أن الديك لايزال يصيح
حدثت أن الطنطاوي له كتاب رائع أسمه من حديث النفس ..
حاولت إقتنائه ولم أجده ..
nuha1423
17-06-2009, 05:52
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائع
رائع
رائع هذا الموضوع
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
رحم الله الشيخ علي الطنطاوي ما أروع كتبه ومقالاته وبرامجه
لم يكن يخطئ
كان موسوعة أدبية ودينية
رحمه الله وجمعنا به في الجنة
وسأعود لهذه الصفحة
بارك الله فيك وجزاك كل خير أستاذنا البالود
وعدت لملتقاك سالماً
ودمت بخير
يا ليت الزمان يعود--- ونعود أطفالاً كما كنا -- وتعود تلك البساطة وتعود تلك الأسرة المتواضعة المثالية التي تلتم على سفرة واحدة وقلوبها واحدة وأحلامها واحدة--- يا ليت!!!!!!!!!!
موضوع رائع وقيم --- وردود ومشاركات أروع
بارك الله فيكم جميعا
nuha1423
20-06-2009, 11:24
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلت إلى اليوم أقرأ في صفحات هذا الموضوع الثري
اسمحوا لي
سأتابع كتابة مقالات مختارة من مقالات الشيخ علي الطنطاوي
سأتابع الكتابة
الموضوع رائع
رائع
رائع
لا يقدر بثمن
مآذ1 أضيــف عـ تلكَ الردود !
أعجبني بوح قلمك بشكل خرآفي . .
أتمنى أن تعود إلينآ بأقرب وقت . .
حمآك المولى ~
nuha1423
01-10-2010, 22:07
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد عزمت على متابعة البوح هنا
وها أنا أعود لنفس لموضوع
تذكرت الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
ورحت أبحث عن كتبه
كنت قد قرأتها سابقا ولكن تبقى في خيالي
وأحب دوماً أن أعود إليها وأقرأها مرات
وهذا ذكرني بهذا الموضوع الشيق للأستاذ البالود
وكنت سابقاً قد عقدت العزم على متابعته
تذكرت ذلك الآن ولم أشعر أن الأيام مرت سريعاً من يوم عزمت على ذلك إلى الآن :
اسمح لي أستاذي الكريم
أريد أن أتابع موضوعك
اسمح لي سأستولي عليه وأتابعه من بعد إذنك
فقد شغفني موضوعك
فاعذرني
....
....
...
انتظروني
مع
صفحات جديدة
يا إلهي ما أجمل بوح قلمك
وما أروع انتقائك
وما أرقى اختيارك
لي عودة لأكمل قراءة هذه الدرر النفيسة
وهذه الأسطر التي سطرت بماء الذهب
دمت مبدعا وكفى
واو من الذي أحيا هذا الفينيق من تحت ركام الرماد , نهى يا نهى دوما عملاقة تحفزين وتشجعين , صدقا هذا الموضوع قد فتح لي نافذة كبيرة أمام الأدب وأهله , تعرفت من خلاله على الشيخ الأديب ككاتب أدبي وليس محدثا فقط .
ولعل أستاذنا واخونا العملاق البالود يعود كرة اخرى هنا , عني انا اود المشاركة لكن لازلت متوترة من جراء ما استجد في حياتي من اسلوب معيشة وعمل وتحاضير وقلقي هذا يخربط علي كل شيء فلا اسطع على التفكير والا مجال الادب يستهويني كثيرا ولدي الكثير الكثير عنه .
اتمنى عودة الموضوع هذا .
nuha1423
02-10-2010, 23:08
سأكمله أنا
أهلا بك ربانة
من بعد إذن الأستاذ
البالود
يستهويني جداً هذا البوح
سأعود
قريباً
الله يازمن
:)
بارك الله فيكم
وفي مروركم الكريم , وردودكم الجميلة
لكم مني خالص الود والتقدير
أستاذه نهى : استولي على اللي تبين , الموضوع تحت يديك ,,, وتمونين والله
وشاكر لك هالبادرة على إحياء الموضوع
:)
nuha1423
08-10-2010, 21:15
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زال الشيخ علي الطنطاوي في قلوبنا
رحمه الله تعالى
رحل ومازالت كتبه تغدق علينا بنصائحه
وما زالت كلماته تدخل القلوب
....
....
سأعود
nuha1423
08-10-2010, 21:44
سامحك الله أستاذ البالود
عدت لهنا
وما استطعت الخروج
عدت لقراءة وحي قلم الشيخ علي الطنطاوي
..
رحمه الله تعالى
....
وإلى
....
البوح العاشر
.....
.....
nuha1423
08-10-2010, 22:01
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البوح العاشر
"ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني "
ُمقالة رائعة للشيخ علي الطنطاوي " رحمه الله "
اذ كتب يقول :
نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا ًتحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكومنه أو أطلب زيادة عليه
فقلت الحمد لله
أخرجتها من قرارة قلبي
ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها
حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين .... فهل أكون حامدا ً لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟
وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فاخبرتها
قالت صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم ... قلت لو كنت غنيا ً لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير تغدو خماصا ًوتروح بطاناً ..!!
لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ...أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ً
تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم
{{ ما أروع فلسفته رحمه الله وغفر له ولوالديه }}
لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدّرة " تستطيعين أن تعطي رغيفا ً لمن ليس له شيء ، والذي بقي
عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا ً لصاحبة الأرغفة والمجدّرة
أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ً وكانت زوجتي تقول لي دائما : يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟
لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية ... قدرها سبعون ألفا في المئة ،
نعم {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ}وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح
{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ}
أرسل الله صديقا لي سيدا ً كريما ً من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كمُلت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ً،ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء
وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .
فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5% ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟
وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا ً ، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة .
وأسوق لكم مثلا ً واحدا ً :
قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ً، وكانت قد قعدت يوما ً تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ... فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة ، ولم أفهم مراده.
فسألته امه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .
والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها ً واحدا ً هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الذي يبتلي و هو الذي يشفي ، يعلم أن هذا صحيح
والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وأنا أخاطب السيدات واقول لكل واحدة ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر .
ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ،
فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع
ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان فقلت لها : تعالي يا بنيتي ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ... إنكِ لم تخسري شيئا ً، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمتيه في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز
بوح قلم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وغفر له
انتهى كلامه رحمه الله وجزاه خيرا ً بما قاله ونصح به
الله..الله
ما أروع ما نقلت لنا يا نهى
نقلت فابدعت
جزاك الله كل الخير على هذا الموضوع القيم الذي نحتاج ان نتذكره دوما
ورحم الله شيخنا
وننتظر البوح الحادي عشر بشوووووووووووق
nuha1423
09-10-2010, 00:18
أهلا بك
حياك الله
قريباً إن شاء الله
لك خالص الود غاليتي أم الحارث
شكراً لك
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الله الله
ياسلام عليك أستاذتنا نهى
انتقاء رائع
وبوح ولا أروع
متابع متابع متابع
دمتي مبدعة
لك مني خالص الاحترام والتقدير
nuha1423
11-10-2010, 00:40
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي دقدقة
نورت الصفحة بوجودك حياك الله
أستاذي البالود
شرفت صفحتك
وأشكرك جزيل الشكر
على هذه الفكرة الرائعة
فكرة البوح هنا
كلما دخلت هنا
أتوه بين السطور
وأقول فقط هذه
ثم لا أجد نفسي إلا قلبت أغلب الصفحات هنا
ويسرقني الوقت ولا أشعر به بين هذه السطور
انتظروني مع بوح جديد
لا تذهبوا بعيداً
nuha1423
18-07-2011, 17:30
بسم الله الرحمن الرحيم
يسجل حلقاته أمام الجميع ,, وكأنه يقول
(( انتبهوا هذا أنا وهذا تسجيلي ,,, فلا أحد يكذب علي ويقول قلت كذا وكذا ))
لله دره ماأحكمه
عندها ,, بدأت التفت لكتب ومؤلفات ذلك الشيخ ,,, فيالله كم هو ثمين قلمه
اعرفتموه ؟؟؟
أنه الشيخ والأديب / علي الطنطاوي ,,,, رحمه الله رحمة واسعة
والبرنامج هو ( على مائدة الأفطار ) ,,,
كالتاجر عندما يفلس
يبدأ البحث في دفاتره العتيقة عله يجد بعضاً من أمواله نسيها هنا أو هناك
كذلك أنا
رحت أبحث هنا وهناك عن شيء يثير فضولي لقراءته
وقادتني الصفحات هنا
ونسيت نفسي وأنا أتجول بنظري بين هذه السطور
شكراً لكل من خط حرفاً هنا
ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي
رحمه الله ورفع منزلته وغفر لوالدينا ووالديه
بارك الله في أستاذنا البالود
كم هو رائع وراق هذا المتصفح
بوركتما البالود ونهى
ورحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه فسيح جناته
معلمه طموحه
18-07-2011, 23:24
[QUOTE][ورحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه فسيح جناته
/QUOTE]
اللهم آآآآآمين
جزاكم الله خيرا"
nuha1423
19-07-2011, 00:21
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQuDgpq9AdyhAUyudQNUjoxjY0hKSI5V qNSth04J_mRwNUmAjQ8RQ
دمشق بعد تسعين عاماً
ماذا يكون يومئذ إذا لم نبادر إلى الإصلاح اليوم؟
أخرج هذا ((الطنطاوي)) أولى رسائله *فأغضبت وأرضت،
ثم قفى على إثرها بالثانية فلم تدع راضياً عنه أحداً ،
ولم يدع الناسُ لفظة في دواوين اللغة تدل على الإنتقاص والشتيمة إلا رموه بها غيبة وحضوراً ،
حتى ضاق بخصومتهم ذرعاً فحدث عن نفسه فقال :لفظتني النوادي وجانبني الرفاق،
وضاقت علي الارض بما رحبت،حتى لا أرى فيها إلا وجوهاً تعلوها سيما الغضب
وأصواتاً تملؤها كلمات الشتم.
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
ذهبت إلى منزلي فراراً من الناس ،فلم يستقر بي المقام فيه حتى
خرجت منه موهناً،وكانت ليله ظلماء لانور فيها إلا هذه النجوم المتلألئة في سمائها الصافية،
ولا صوت إلا صوت قدمي على بلاط شارع بغداد الذي أسير فيه مغرباً،
لا اعرف لي قصداً ولا غاية،وقد تاه بصري في دجى الليل وفكري فيما وراء المادة.
كدت أسير إلى الصباح مادمت لا افكر في شيء وافكر في كل شيء،لولا أن أستوقفني
شعور برهبة اعتراني،فعادت إلي نفسي،فبصرت ماحولي فإذا أنا بين الاموات!
وإذا أنا قد قطعت هذه الاسلاك الشائكة التي تفصل شارع بغداد عن مقبرة الدحداح
ودخلت المقبرة،فتمثلت لي شواهدها الماثلة أشباحاً مخيفة،فمُلئُت رعباً وفزعاً ،
وخانتني رجلاي فسقطت مكاني،
وأحسست بشيء سقط عليه رأسي فكان له كالوسادة،وإذا هو قبر!
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
وأُحس حركة،فألتفتُ فأرى القبر ينشق فيخرج منه ميت قد تقطع كفنه،
ويقترب مني فأجمد ولا يبقى حياً مني إلاسمعي،فأسمعه يقول:
أيها الخبيث!ماأنت ونقد الشيوخ وإصلاحهم،وهلا أصلحت اخوانك وأترابك من الشبان؟
أيها الشرير،ألا تبصر أخلاقهم؟ ألاترى تقليدهم الغربيين؟
أعميت عن كل هذا ولم يبق محتاجاً إلى إصلاح إلا الشيوخ؟
ويلك! ألست تزعم أنك من صالحي الشبان،وأنت لاتزيد على فرضك،وربما تهاونت به أحياناً؟
فهلا عمدت إلى نفسك فبدأت بإصلاحها ؟ الويل لك الليلة من انتقامي وبطشي!
ويُعقد لساني فلا ارد عليه حرفاً،ويقترب مني،حتى إذا لم يبقَ بيني وبينه إلا ذراع أحس بحركة،
وأرى سحابة كبيرة تمر من فوقنا،فيلامسه ريحها فيسقط ميتاً
وأغوص في الارض عشرة أذرع.
مرت مدة الله اعلم بمداها،ثم صحوت،فرأيت البلاد تغيرت ومن عليها،
فلم يعد هناك مقبرة ولا بساتين،بل شارع ضخم على جانبيه القصور الفخمة
ذات العشرين طبقة،واهله كلهم يلبسون القبعات واللباس الاوروبي ،
فعرفت في الحال أنني في باريس!
اقتربت من احد الناس فقلت له بالفرنسية التي اعرف منها شيئاً :
بونجور.فصعد في نظره وصوب،وتأملني باسماً متهكماً،ثم سار ولم يرد علي شيئاً.
فرجعت إلى نفسي فوجدتني غريباً في زيي، وكيف لايكون غريبا من يلبس الطربوش
ومن لم يقص شاربيه؟ فأسرعت إلى حلاق فحلقت،واشتريت قبعة،
وخرجت أنظر متعجباً،لا أجرؤ على السؤال عن اسم المدينة وعن تاريخ اليوم
لما لاقيت من الرجل الاول.
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
وأرى شيخاً هِماً فأتخيل أني أعرفه، وأتقرب منه فأجده صديقي فلان ،
وقد كانت سنه حينما فارقته عشر سنوات ، فأتعجب من شيخوخته وشيبه
وأنا أكبر منه ولا أزال شاباً! ولا أعرف بأي لغة أخاطبه فاقول له :
السلام عليكم بنجور غود مورنيغ!فيرد علي قائلاً :
وعليكم السلام ورحمة الله .ويعجب من سلامي،فأنتسب له فيعرفني ويهش لي ويقول:
كيف عدت إلينا وقد حسبناك مت منذ تسعين سنة؟
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
-إن لي خبراً طويلاً،ولكن أخبرني قبلُ: في أي سنة نحن الآن؟
- في السنة 2019 ميلادية.
-وماهذه المدينة؟
-عجيب منك،ألا تعرفها؟ هذه دمشق.
-دمشق؟ ماذا تقول؟ أرجوك أن لاتهزأ بي.
-جِداً أقول إنها دمشق.
-ومتى كان لدمشق مثل هذا الغنى وهذه العظمة والرقي؟
-لاتغتر، فما لدمشق منه شيء ،ولكنه شارع الاجانب،والاجانب -تجاراً وصناعاً- هم سادة المدينة وعظماء أهلها ومالكو زمام امورها.
- وماذا فعل أهلها ؟ فلقد تركتهم على أبواب نهضة اقتصادية كبرى،ولقد أسسوا معامل للدباغة والنسيج و...
- آه،لقد أذكرتني عهداً كنت له ناسياً، ولا يعرفه مما ترى غيري.
إن ماتقوله صحيح،ولكن..آه! عمَّ أحدثك ؟هلم،هلم إلى أحد المقاهي فإنني لا اطيق الوقوف.
وندخل المقهى فتاتينا فتاة كانها فلقة البدر تسألنا طلبنا،
ويجيبها رفيقي بلغة لا ادري ألاتينية هي أم لغة الصين،
فتنحني قليلاً وتنصر. فأقول له: ماهذه الفتاة وباي اللغات تكلمها؟
-إنك قد قطعت علي حديثي الأول، ولكني مخبرك عن سؤالك. ليس من كلمة فتاة ولكنه شاب.
- شاب؟ شاب؟ وماهذا الشعر الطويل؟ وماهذه الثياب القصيرة؟
وماهذه الاصبغة؟ وماهذا الكحل في العينين؟
- نعم ياسيدي ، إنه شاب، وهكذا كل شبان اليوم،لا يعرفون إلا التجمل والرقة،
أما الأعمال الكبرى والمشروعات العظيمة فكلها بيد المرأة!
- ماذا تقول؟ أبُدلت الأرض غير الأرض؟ أم قامت الساعة؟
أم طلعت الشمس من مغربها؟ أم ماذا؟
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
- إن شيئا من ذلك لم يكن، ولكن هذه ((الموضة)) التي بدات في زمانكم بحلق شاربي الرجل
وشعر المراة ،وحضورها في الكليات وعقدها المجامع،واشتغاله بالزينه وعكوفه عليها،
قد جرنا إلى ماترى، وماخفي عنك أعظم. وأما هذه اللغه فما هي إلا خليط من اللغة العامية
واللغات الأجنبية،وأما الفصحى فلم يعد يعرفها إلا المنقطعون لدراستها ،وقليل ماهم!
ودعني أتم لك حديثي الأول :إن هذه النهضة الإقتصادية التي بدأ في زمنك،
والتي سارت سيراً حسناً حينا أقبل الطلاب على مساعدتها،
لم تلبث أن ركد ربحها وتقاربت خطاها لانقطاع الناس عن مساعدتها
ومثابرتهم على شراء البضائع الأجنبية، فضعفت،ثم اضمحلت فلم يبقى لها أثر.
وخلا الجو لقُبرة أوربا،ولكن لا صائد لها!
وهنا جاءت (أو جاء) الكارسون بقدحين من الخمر،فقلت:خمر؟أأنا أشرب الخمر؟!
-مهلاً يا أخي، فما في المدينه شراب سواه وإن هذه الحانات التي كانت في
زقاق رامي(الذي يرى اليوم في مخططات دمشق الاثرية)
وإهمال الحكومة أمر إغلاقها وتحريم تعاطي ما فيها
قد سبب لنا هذا البلاء العام والشر المستطير.
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
-ولكني لا أشربه.
-ولماذا؟
-عجيب! أليس بحرام؟
-حرام؟ هاهاها ّ مابقي من يقول حرام وحلال.
- ماذا؟ وهل ذهب الدين؟
-أليس لك بذهابه علم؟ هاك المسجد الأموي ،لا يدخل إليه إلا المتفرجون ،لا المصلون.
ولا تعجب من هذا، فإنك تعرف أن شبان زمانك كانوا يتهاونون بأمور الدين ويتغافلون عنها ،
وسار أولادهم في طريقهم ، فنشأ هذا النشء الذي لايعرف من الدين إلا الاسم.
وطلب إلي صديقي أن أقوم معه لندور في المدينه،فامتطينا سيارة،
فرأيت ميداناً عظيماً فيه تمثال، فقلت له: تمثال من هذا؟
-ليس تمثالاً لبشر،ولكنه تمثال الحرية.
-وماتمثال الحرية؟
- هو...
وها صدمتنا سيارة أخرى،فصحت :وارأساه!
http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif
ففُتح الباب ، وأفقت فإذا أنا في الفراش. وإذا هي دمشق لا باريس،
وسنة 1929 لا سنة 2019،لا بنايات ولا تماثيل،ولا تهتك ولا إلحاد،
وإذا كل ما رأيت رؤيا منام وأضغاث أحلام!
البواكير ص40-46.
*يقصد بها مجموعة رسائل في سبيل الإصلاح والتي صدرت في 1348هـ
بقلم الشيخ علي الطنطاوي
رحم الله الشيخ
تخيلوا كتب هذا قبل 80 سنة
ماذا حدث
لقد كان ما كتبه وبالتفصيل
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond