فديت أمي
04-10-2006, 00:50
تنشر بعض الصحف والمجلات من حين لآخر مقالات عن مخاطر خطوط الجهد العالي
والهاتف الجوال دون ذكر أو توثيق لمصادر المعلومات. لذا رأيت ان أبدأ في الجزء
الأول من هذه المقالة الكتابة عن المجالات أو الحقول التي تحدثها خطوط القوى
الكهربائية مستنداً في ذلك على مصادر موثوقة سأذكرها وكذلك مواقعها على الإنترنت
حتى يتمكن من يريد الاستزادة من الذهاب إلى تلك المواقع خاصة ان المعلومات تتجدد
كل فترة، ومن أبرزها معهد مهندسي الكهرباء البريطاني (IEE) المسجل في المملكة
المتحدة كجمعية خيرية غير ربحية تأسست عام 1871 م وهي أكبر جمعية هندسية مهنية
في أوروبا ويصل عدد أعضاءها إلى حوالي 140000عضواً وعنوانها على الإنترنت
ه(www.iee.org.uk) وبناءً على ما نشرته بعض الصحف والمجلات
وبعض التقارير عن مخاطر الحقول الكهربائية والمغناطيسية قررت هذه الهيئة عام 1992م
تكوين لجنة من متخصصين في علم الأحياء وعلم الأوبئة والفيزياء والهندسة يعملون في
الجامعات والمستشفيات والصناعة والهيئات التنظيمية مما يُعطي بُعداً معرفياً ومهنياً
لاستنتاجاتها.
تصدر هذه اللجنة تقريراً كل سنتين تقريباً يوضح فيه وجهة نظرها عن تأثير الموجات
الكهرومغناطيسية على البشر، مستعينة بما تنشره آلاف المجلات العلمية المتخصصة
في كافة أنحاء العالم، مستخدمة قواعد معلومات كبرى وهي (INSPEC) وتهتم بمواضيع
الفيزياء والهندسة الكهربائية وتقنية المعلومات وقاعدة المعلومات الثانية هي (MEDLINE)
وتنشر ملخصات 3900 مجلة في المجالات الطبية والحيوية أما قاعدة المعلومات الثالثة فهي
(BIOSIS) فتنشر ملخصات 6000دورية في علوم الأحياء والحيوان والعلوم الطبية الحيوية
. كونت اللجنة عام 1992م لدراسة تأثير الحقول الكهربائية والمغناطيسية - من مصادر القوى
عند تردد 50أو 60هيرتز - على صحة الإنسان. وفي عام 1998م توسع نطاق عمل اللجنة
ليشمل تأثير الحقول الكهرومغناطيسية حتى 300 جيجاهرتز ( 300 ألف مليون هرتز) ولعل
أهم ترددات معنية هي التي تعمل عليها أجهزة الجوال وهي 900 ميجاهرتز و 1800 ميجاهرتز
. ركزت الدراسات في البداية على تأثير الحقول الكهربائية والمغناطيسية التي تصاحب خطوط
القوى الكهربائية عند تردد 50 أو 60 هرتز، وبالذات خطوط الجهد العالي. بما أنني سأتحدث
في الجزء الأول من هذه المقالة عن تأثير خطوط القوى الكهربائي
ة، لذا لابد من تعريف مبسط للحقول الكهربائية والمغناطيسية، حيث تصدر الأولى لمجرد وجود
جهد كهربائي على الأسلاك، أما الحقول المغناطيسية فهي تصاحب مرور التيار في الأسلاك،
يزداد الحقل الكهربائي بزيادة الجهد، أما الحقل المغناطيسي فيزداد بزيارة التيار. لا تقتصر
تلك الحقول على خطوط الجهد العالي، بل هي موجودة في منازلنا تصدر من أسلاك الكهرباء
والأجهزة الكهربائية المنزلية، غير ان مستواها منخفض نسبياً، فالحقل الكهربائي نتيجة الأسلاك
داخل المنزل في حدود 20 فولت لكل متر. أما ما يصدر من خطوط الجهد العالي فهو 10000 فولت
كل متر، ومن الأجهزة الكهربائية داخل المنزل في حدود 200 فولت لكل متر أما الحقول
المغناطيسية فهي , 005 ميكرو تسلا (تسلا هي وحدة قياس للحقل المغناطيسي وميكرون
هو واحد على مليون) لأسلاك المنزل، وحتى 100 ميكرو تسلا من خطوط الجهد العالي وحتى 1000
ميكرو تسلا من الأجهزة المنزلية، ولمعرفة ما تعنيه هذه الأرقام لا بد من الرجوع إلى هيئات
متخصصة تحدد المستويات الآمنة من الحقول الكهربائية والمغناطيسية. الهيئة الأولى من
المملكة المتحدة، وتسمى المجلس الوطني للحماية من الاشعاع (NRPB) وعنوانها
على الإنترنت هو (www.nrpb.org.uk(،
أما الهيئة الثانية فهي الهيئة العالمية للحماية من الاشعاع غير المؤين (ICNIRB)
وعنوانها على الإنترنت هو ) www.icnirp.de(
الهيئة الأولى (NRPB) حددت الحد الأقصى الآمن للحقل الكهربائي ب 12ألف فولت
كل متر و 1600ميكرو تسلا للحقل المغناطيسي. أما الهيئة وهي (ICNIRB) فإن
معاييرها أكثر شدة إذ حددت المجال الكهربائي الآمن ب 5آلاف فولت لكل متر، والمجال
المغناطيسي ب 100 ميكرو تسلا. وأنا أميل إلى توصيات الهيئة العالمية للحماية من الاشعاع
غير المؤين (ICNIRB) والتي تعني ان الحقول الكهربائية والمغناطيسية داخل المنزل تقع
ضمن الحدود الآمنة، ولابد من الإشارة هنا إلى ان الحقول آنفة الذكر تولد تيارات كهربائية
في المخ والجهاز العصبي المركزي والتي قد تحد من عمل المخ والجهاز العصبي المركزي
في حالة زيادتها عن حد معين والمعايير الصادرة من الهيئات آنفة الذكر تحد من حصول هذه
التأثيرات في حالة عدم الزيادة عن الحد الأقصى المسموح به.
أشارت بعض التقارير إلى ازدياد حالات سرطان الدم عند الأطفال نتيجة تعرضهم لحقول
كهربائية ومغناطيسية للساكنين في حدود 50 متراً من خطوط الجهد العالي، ولإثبات هذه
النتيجة من عدمه، لابد من مزيد من الدراسات في هذا المجال، وقد تم تقسيم الحقل
المغناطيسي الصادر من خطوط القوى إلى أربع مجموعات حسب قيمة الجهد والتيار
في تلك الخطوط، وكذلك القرب والبعد منها (1) وهذه المجموعات هي مرتفع جداً في
حدود خمسة عشر متراً من خطوط الجهد العالي الهوائي ومرتفع للمسافة الواقعة بين 15متراً
و 40 متراً، أما بين 40 و 45 متراً فهو منخفض.
أما ما يخص خطوط التوزيع الهوائية عند جهد 220 / 127 فإن الحقل المغناطيسي منخفض،
أما الخطوط المسلحة المدفونة أو ضمن مواسير معدنية فإن الحقل المغناطيسي المنبعث منها
ضعيف جداً. إن المواصفات آنفة الذكر هي مواصفات أمريكية للساكنين على مقربة من خطوط
الجهد العالي وتعرف باسم (wire code) ولا يزال الجدل قائماً منذ سنوات عن علاقة مرض
السرطان عند بعض الأفراد، وبالذات سرطان الدم عند الأطفال والحقول الناتجة من خطوط
الجهد العالي الهوائية لأن المؤثرات في حياتنا العصرية لا تقتصر على وجود تلك الحقول
فحسب بل يدخل في ذلك استخدام المواد المضافة والحافظة في الغذاء وتلوث الهواء
والضغوط النفسية والاجتماعية. والسؤال الآن هو: هل التعرض للحقول المغناطيسية
والكهربائية الآمنة يسبب السرطان أو أي مرض آخر؟ والجواب لا. وهذا الجواب مبني
على ما قدم من غالبية الدراسات حتى الآن. ولكن من قبل الحيطة ليس إلاّ لابد من عمل الآتي:
1 - عدم السكن قرب خطوط الجهد العالي الهوائية ( الابتعاد مسافة 40 متراً على الأقل)
2 - إبعاد الأجهزة المنزلية عن الفراش (مثل راديو الساعة).
...............وهي مقالة للدكتور محمد بن عبدالرحمن الحيدر أستاذ قسم الهندسة الكهربائية
والهاتف الجوال دون ذكر أو توثيق لمصادر المعلومات. لذا رأيت ان أبدأ في الجزء
الأول من هذه المقالة الكتابة عن المجالات أو الحقول التي تحدثها خطوط القوى
الكهربائية مستنداً في ذلك على مصادر موثوقة سأذكرها وكذلك مواقعها على الإنترنت
حتى يتمكن من يريد الاستزادة من الذهاب إلى تلك المواقع خاصة ان المعلومات تتجدد
كل فترة، ومن أبرزها معهد مهندسي الكهرباء البريطاني (IEE) المسجل في المملكة
المتحدة كجمعية خيرية غير ربحية تأسست عام 1871 م وهي أكبر جمعية هندسية مهنية
في أوروبا ويصل عدد أعضاءها إلى حوالي 140000عضواً وعنوانها على الإنترنت
ه(www.iee.org.uk) وبناءً على ما نشرته بعض الصحف والمجلات
وبعض التقارير عن مخاطر الحقول الكهربائية والمغناطيسية قررت هذه الهيئة عام 1992م
تكوين لجنة من متخصصين في علم الأحياء وعلم الأوبئة والفيزياء والهندسة يعملون في
الجامعات والمستشفيات والصناعة والهيئات التنظيمية مما يُعطي بُعداً معرفياً ومهنياً
لاستنتاجاتها.
تصدر هذه اللجنة تقريراً كل سنتين تقريباً يوضح فيه وجهة نظرها عن تأثير الموجات
الكهرومغناطيسية على البشر، مستعينة بما تنشره آلاف المجلات العلمية المتخصصة
في كافة أنحاء العالم، مستخدمة قواعد معلومات كبرى وهي (INSPEC) وتهتم بمواضيع
الفيزياء والهندسة الكهربائية وتقنية المعلومات وقاعدة المعلومات الثانية هي (MEDLINE)
وتنشر ملخصات 3900 مجلة في المجالات الطبية والحيوية أما قاعدة المعلومات الثالثة فهي
(BIOSIS) فتنشر ملخصات 6000دورية في علوم الأحياء والحيوان والعلوم الطبية الحيوية
. كونت اللجنة عام 1992م لدراسة تأثير الحقول الكهربائية والمغناطيسية - من مصادر القوى
عند تردد 50أو 60هيرتز - على صحة الإنسان. وفي عام 1998م توسع نطاق عمل اللجنة
ليشمل تأثير الحقول الكهرومغناطيسية حتى 300 جيجاهرتز ( 300 ألف مليون هرتز) ولعل
أهم ترددات معنية هي التي تعمل عليها أجهزة الجوال وهي 900 ميجاهرتز و 1800 ميجاهرتز
. ركزت الدراسات في البداية على تأثير الحقول الكهربائية والمغناطيسية التي تصاحب خطوط
القوى الكهربائية عند تردد 50 أو 60 هرتز، وبالذات خطوط الجهد العالي. بما أنني سأتحدث
في الجزء الأول من هذه المقالة عن تأثير خطوط القوى الكهربائي
ة، لذا لابد من تعريف مبسط للحقول الكهربائية والمغناطيسية، حيث تصدر الأولى لمجرد وجود
جهد كهربائي على الأسلاك، أما الحقول المغناطيسية فهي تصاحب مرور التيار في الأسلاك،
يزداد الحقل الكهربائي بزيادة الجهد، أما الحقل المغناطيسي فيزداد بزيارة التيار. لا تقتصر
تلك الحقول على خطوط الجهد العالي، بل هي موجودة في منازلنا تصدر من أسلاك الكهرباء
والأجهزة الكهربائية المنزلية، غير ان مستواها منخفض نسبياً، فالحقل الكهربائي نتيجة الأسلاك
داخل المنزل في حدود 20 فولت لكل متر. أما ما يصدر من خطوط الجهد العالي فهو 10000 فولت
كل متر، ومن الأجهزة الكهربائية داخل المنزل في حدود 200 فولت لكل متر أما الحقول
المغناطيسية فهي , 005 ميكرو تسلا (تسلا هي وحدة قياس للحقل المغناطيسي وميكرون
هو واحد على مليون) لأسلاك المنزل، وحتى 100 ميكرو تسلا من خطوط الجهد العالي وحتى 1000
ميكرو تسلا من الأجهزة المنزلية، ولمعرفة ما تعنيه هذه الأرقام لا بد من الرجوع إلى هيئات
متخصصة تحدد المستويات الآمنة من الحقول الكهربائية والمغناطيسية. الهيئة الأولى من
المملكة المتحدة، وتسمى المجلس الوطني للحماية من الاشعاع (NRPB) وعنوانها
على الإنترنت هو (www.nrpb.org.uk(،
أما الهيئة الثانية فهي الهيئة العالمية للحماية من الاشعاع غير المؤين (ICNIRB)
وعنوانها على الإنترنت هو ) www.icnirp.de(
الهيئة الأولى (NRPB) حددت الحد الأقصى الآمن للحقل الكهربائي ب 12ألف فولت
كل متر و 1600ميكرو تسلا للحقل المغناطيسي. أما الهيئة وهي (ICNIRB) فإن
معاييرها أكثر شدة إذ حددت المجال الكهربائي الآمن ب 5آلاف فولت لكل متر، والمجال
المغناطيسي ب 100 ميكرو تسلا. وأنا أميل إلى توصيات الهيئة العالمية للحماية من الاشعاع
غير المؤين (ICNIRB) والتي تعني ان الحقول الكهربائية والمغناطيسية داخل المنزل تقع
ضمن الحدود الآمنة، ولابد من الإشارة هنا إلى ان الحقول آنفة الذكر تولد تيارات كهربائية
في المخ والجهاز العصبي المركزي والتي قد تحد من عمل المخ والجهاز العصبي المركزي
في حالة زيادتها عن حد معين والمعايير الصادرة من الهيئات آنفة الذكر تحد من حصول هذه
التأثيرات في حالة عدم الزيادة عن الحد الأقصى المسموح به.
أشارت بعض التقارير إلى ازدياد حالات سرطان الدم عند الأطفال نتيجة تعرضهم لحقول
كهربائية ومغناطيسية للساكنين في حدود 50 متراً من خطوط الجهد العالي، ولإثبات هذه
النتيجة من عدمه، لابد من مزيد من الدراسات في هذا المجال، وقد تم تقسيم الحقل
المغناطيسي الصادر من خطوط القوى إلى أربع مجموعات حسب قيمة الجهد والتيار
في تلك الخطوط، وكذلك القرب والبعد منها (1) وهذه المجموعات هي مرتفع جداً في
حدود خمسة عشر متراً من خطوط الجهد العالي الهوائي ومرتفع للمسافة الواقعة بين 15متراً
و 40 متراً، أما بين 40 و 45 متراً فهو منخفض.
أما ما يخص خطوط التوزيع الهوائية عند جهد 220 / 127 فإن الحقل المغناطيسي منخفض،
أما الخطوط المسلحة المدفونة أو ضمن مواسير معدنية فإن الحقل المغناطيسي المنبعث منها
ضعيف جداً. إن المواصفات آنفة الذكر هي مواصفات أمريكية للساكنين على مقربة من خطوط
الجهد العالي وتعرف باسم (wire code) ولا يزال الجدل قائماً منذ سنوات عن علاقة مرض
السرطان عند بعض الأفراد، وبالذات سرطان الدم عند الأطفال والحقول الناتجة من خطوط
الجهد العالي الهوائية لأن المؤثرات في حياتنا العصرية لا تقتصر على وجود تلك الحقول
فحسب بل يدخل في ذلك استخدام المواد المضافة والحافظة في الغذاء وتلوث الهواء
والضغوط النفسية والاجتماعية. والسؤال الآن هو: هل التعرض للحقول المغناطيسية
والكهربائية الآمنة يسبب السرطان أو أي مرض آخر؟ والجواب لا. وهذا الجواب مبني
على ما قدم من غالبية الدراسات حتى الآن. ولكن من قبل الحيطة ليس إلاّ لابد من عمل الآتي:
1 - عدم السكن قرب خطوط الجهد العالي الهوائية ( الابتعاد مسافة 40 متراً على الأقل)
2 - إبعاد الأجهزة المنزلية عن الفراش (مثل راديو الساعة).
...............وهي مقالة للدكتور محمد بن عبدالرحمن الحيدر أستاذ قسم الهندسة الكهربائية