عمر الريسوني
03-09-2014, 17:37
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
هذا الخلق البديع القائم من حولنا لهو برهان قائم قلما نفقه محيطه وأسراره وهو قائم بصيرورته ومآله بعلم الله تعالى المحيط والمتسع فهو سبحانه
الذي خلق فأبدع خلقه فهذا الخلق المحكم يعد آية بديعة من صنعه ، ولولا النظام المذهل في خاصية الذرة ومواصفاتها وجزئياتها وما دونها
ما انطبع في أجرام السموات والأرض وما تشمله من بديع الصنع ونسقية هذا الجمال المبهر وهذه الأفلاك
السابحات في فضاءها بنظام يذهل العقول ، ولعلكم تسائلتم عن معنى تلك السرعة الرهيبة في بعض جزئيات الذرة التي ليس
لها أي تفسير في ما اعتدناه وفق الطبيعة الكونية المخلوقة ، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على شيء خارق للعادة
وقد يتعذر الحصول على تفسير واضح له ، فهناك اذن من الجزئيات في الذرة لها تصرف معجز وهذا دال على اعجاز في هذا
الخلق البديع والمحكم ، وباطلالة سريعة عن فحوى هذا الفرع العلمي من علم الفيزياء فلا بأس أن أذكركم ببعض حقائقه العلمية
ليتسق عندكم الفهم بكل وضوح ، فالنظرية الكمومية تقوم بتقديم تصور غريب عن العالم الذري ودون الذري يصدمنا ويبعدنا عن كل
ما الفناه في الواقع الحياتي وما تقدمه الفيزياء الكلاسيكية من تصورات ، لكنها بالرغم من كل ذلك تنجح إلى حد بعيد في
تفسير حقائق العالم دون الذري وتعزز صحتها يوما بعد يوم بتقديم تنبؤات غريبة لكن كل التجارب العلمية تأتي فيما بعد لتؤكد
هذه التنبؤات ، كل هذا أدخل ميكانيكا الكم في عمق نقاشات فلسفية حول طبيعة ما تطرحه ومدى قربه من الحقيقة، حتى أن ميكانيكا
الكم طرحت نفس قضية الحقيقة كموضع سؤال، ومن أهم هذه المناقشات والتجارب الفكرية : قطة شرودنغر وصديق فاغنر.
ولقد قدمت عدة وجهات نظر لتفسير نتائج واستنتاجات النظرية الكمومية : أول هذه النظريات يعرف بتفسير كوبنهاجن ويعود
بشكل أساسي إلى بور وزملائه، الذين يؤكدون أن الطبيعة الاحتمالية لتنبؤات نظرية الكم لا يمكن تفسيرها بأي نظرية
حتمية أخرى، وهي صفة أصيلة في الطبيعة التي نعيش بها وليست نتاجا لنقص في المعرفة والمعلومات نعاني منه ، و باختصار
النظرية الكمومية ذات طبيعة احتمالية لأن الطبيعة ذات طبيعة احتمالية أساسا فما تفعله النظرية الكمومية هو تصوير الأمر كما هو.
على الطرف الآخر وقف أينشتاين أحد مؤسسي الكمومية ليعلن رفضه للاحتمية الكمومية التي تنشأعن احتمالية القياسات،
قائلا : إن الإله لا يلعب النرد ، فكانت هذه العبارة الشهيرة بمثابة رفض قاطع لفكرة ان تكون للطبيعة أصالة احتمالية، مرجحا
فكرة ان هناك نقص في المعلومات المتوفرة لدينا يؤدي إلى تلك الطبيعة الاحتمالية للنتائج وعليه فنظرية الكم ناقصة ينبغي اكمالها
عن طريق تعويض النقص بالمعلومات وهو ما دعاه بالمتغيرات الخفية فعن طريق هذه المتغيرات يمكن صياغة نظرية كاملة ذات طبيعة حتمية.
وظهرت بعد ذلك بعض التفسيرات التي تضاهي بغرابتها نتائج ونبؤات الكمومية مثل نظرية العوالم المتعددة لايفريت، حيث تقول هذه النظرية
بأن جميع الاحتمالات التي تطرحها نظرية الكم تحصل فعليا بنفس الوقت في عدد من العوالم المستقلة المتوازية وبالتالي يكون الكون المتشعب
حتميا في حين أن كل كون فرعي لن يكون الا احتماليا
وهناك أيضا تفسير بوم يعود إلى ديفيد بوم ويفترض وجود دالة موجية عالمية غير محلية تسمح للجزيئات البعيدة بأن تتفاعل مع بعضها بشكل
فوري ، اعتمادا على هذا التفسير يحاول بوم أن يؤكد أن الواقع الفيزيائي ليس مجموعة من الجسيمات المنفصلة المتفاعلة مع بعضها كما
يظهر لنا بل هو كل واحد غير منقسم ذو طبيعة حركية متغيرة دوما.
وأهم ما يمكن استنتاجه بخصوص النظرية الكمومية : هي اقترابها من العلم البرهاني
القائم بعلم الله تعالى الذي أجلى لنا كل الحقائق العرفانية من خلال آياته المقروءة في صفحة هذا الكون ، واذا كانت بعض جزئيات الذرة تتخذ
مواصفات محكمة وغاية في العجب و لا تخضع لأية نسقية فماذا يعني ذلك في مصطلح العلم المتعارف عليه وباجابتكم السديدة أحبتي ستدركون أن العلم الالهي
لا يضاهى وهو علم أبهى وأجل وما من سبيل لادراكه الا اذا تهذبت المدارك وسارت وفق سبيل سوي ، وسينبهر العلم كلما اقترب من عالم النور والحقيقة
وسيقر العلم أن هذا الخلق له خالق عليم حكيم وهذا الخلق آية بديعة من آياته
نعم أحبابي الكرام انه الله جاء في الخبر أن الله تعالى أوحى إلى نبيه داود عليه السلام : يا داود ما لعبدي يعرض عني ، يا داود
بشر أوليائي وأحبائي بأني كل ساعة أريهم كرامتي وحسن امتناني عليهم حتى لا ينسوني ولا يميلوا إلى
غيري وشوقتهم إلي حتى لا يصبروا عني وفتحت لهم أبواب أنسي يا داود أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن
أحبني وجليس لمن جالسني ومؤنس لمن أنس بي ومطيع لمن أطاعني وقل لعبادي : سارعوا إلى محبتي وقربي ، يا داود
إن طال شوق الأبرار إلى لقائي فإني إليهم لأشد شوقا فمن طلبني وجدني يا داود إذا كان الغالب على عبدي الإشتياق إلي جعلت
راحته ولذته في ذكري ورفعت الحجاب بيني وبينه ، يا داود إني جعلت محبتي لمن لا ينساني بلسانه وقلبه ياداود أوليائي في قبابي
لا يعرفهم غيري يا داود إني أحب من يبغضني فكيف أبغض من يحبني يا داود جنتي لمن لم يقنط من رحمتي يا داود أنا مطلع على قلوب
أحبائي فإذا جن الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم يا داود إن من عبادي عبادا جعلتهم للخير أهلا يا داود بشر عبادي السائلين بأني بهم رؤوف رحيم
فتأملوا يرحمكم الله هذه الأنوار ليتسق لكم الفهم في الادراك فهو سبحانه لم يخلق خلقه عبثا بل لحكمة جلية بصفاء أنوارها وهذه الغاية الوجودية كانت بحكمة متعالية فالراسخون في العلم أحبابي الكرام هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب وفي سر السر ، وخاضوا في بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ، فانكشف لهم من خزائن وعجائب الخطاب فنطقوا بالحكم
فمن درس العلوم وتبحر فيها وطالع وأخذ من كل أصناف الحكمة والمعرفة لم يجد من العلم ما هو أشفى للصدر وانشراحه وحياة للقلوب من علم ومعرفة المعبود وتوحيده وافتقاره الشديد اليه وحبه والايمان واليقين بآخرته
فأشرف العلوم حقا هو حب الله لأن كل ما سوى الله أوهام تضمحل وتزول
فسبحان من له المجد والثناء والبقاء الذي أحاط ووسع كل شيء رحمة وعلما ذا الجلال والاكرام
والذي بعث رسوله نبي الهدى بدين الحق ليظهره على الدين كله ورحمة للعالمين
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
هذا الخلق البديع القائم من حولنا لهو برهان قائم قلما نفقه محيطه وأسراره وهو قائم بصيرورته ومآله بعلم الله تعالى المحيط والمتسع فهو سبحانه
الذي خلق فأبدع خلقه فهذا الخلق المحكم يعد آية بديعة من صنعه ، ولولا النظام المذهل في خاصية الذرة ومواصفاتها وجزئياتها وما دونها
ما انطبع في أجرام السموات والأرض وما تشمله من بديع الصنع ونسقية هذا الجمال المبهر وهذه الأفلاك
السابحات في فضاءها بنظام يذهل العقول ، ولعلكم تسائلتم عن معنى تلك السرعة الرهيبة في بعض جزئيات الذرة التي ليس
لها أي تفسير في ما اعتدناه وفق الطبيعة الكونية المخلوقة ، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على شيء خارق للعادة
وقد يتعذر الحصول على تفسير واضح له ، فهناك اذن من الجزئيات في الذرة لها تصرف معجز وهذا دال على اعجاز في هذا
الخلق البديع والمحكم ، وباطلالة سريعة عن فحوى هذا الفرع العلمي من علم الفيزياء فلا بأس أن أذكركم ببعض حقائقه العلمية
ليتسق عندكم الفهم بكل وضوح ، فالنظرية الكمومية تقوم بتقديم تصور غريب عن العالم الذري ودون الذري يصدمنا ويبعدنا عن كل
ما الفناه في الواقع الحياتي وما تقدمه الفيزياء الكلاسيكية من تصورات ، لكنها بالرغم من كل ذلك تنجح إلى حد بعيد في
تفسير حقائق العالم دون الذري وتعزز صحتها يوما بعد يوم بتقديم تنبؤات غريبة لكن كل التجارب العلمية تأتي فيما بعد لتؤكد
هذه التنبؤات ، كل هذا أدخل ميكانيكا الكم في عمق نقاشات فلسفية حول طبيعة ما تطرحه ومدى قربه من الحقيقة، حتى أن ميكانيكا
الكم طرحت نفس قضية الحقيقة كموضع سؤال، ومن أهم هذه المناقشات والتجارب الفكرية : قطة شرودنغر وصديق فاغنر.
ولقد قدمت عدة وجهات نظر لتفسير نتائج واستنتاجات النظرية الكمومية : أول هذه النظريات يعرف بتفسير كوبنهاجن ويعود
بشكل أساسي إلى بور وزملائه، الذين يؤكدون أن الطبيعة الاحتمالية لتنبؤات نظرية الكم لا يمكن تفسيرها بأي نظرية
حتمية أخرى، وهي صفة أصيلة في الطبيعة التي نعيش بها وليست نتاجا لنقص في المعرفة والمعلومات نعاني منه ، و باختصار
النظرية الكمومية ذات طبيعة احتمالية لأن الطبيعة ذات طبيعة احتمالية أساسا فما تفعله النظرية الكمومية هو تصوير الأمر كما هو.
على الطرف الآخر وقف أينشتاين أحد مؤسسي الكمومية ليعلن رفضه للاحتمية الكمومية التي تنشأعن احتمالية القياسات،
قائلا : إن الإله لا يلعب النرد ، فكانت هذه العبارة الشهيرة بمثابة رفض قاطع لفكرة ان تكون للطبيعة أصالة احتمالية، مرجحا
فكرة ان هناك نقص في المعلومات المتوفرة لدينا يؤدي إلى تلك الطبيعة الاحتمالية للنتائج وعليه فنظرية الكم ناقصة ينبغي اكمالها
عن طريق تعويض النقص بالمعلومات وهو ما دعاه بالمتغيرات الخفية فعن طريق هذه المتغيرات يمكن صياغة نظرية كاملة ذات طبيعة حتمية.
وظهرت بعد ذلك بعض التفسيرات التي تضاهي بغرابتها نتائج ونبؤات الكمومية مثل نظرية العوالم المتعددة لايفريت، حيث تقول هذه النظرية
بأن جميع الاحتمالات التي تطرحها نظرية الكم تحصل فعليا بنفس الوقت في عدد من العوالم المستقلة المتوازية وبالتالي يكون الكون المتشعب
حتميا في حين أن كل كون فرعي لن يكون الا احتماليا
وهناك أيضا تفسير بوم يعود إلى ديفيد بوم ويفترض وجود دالة موجية عالمية غير محلية تسمح للجزيئات البعيدة بأن تتفاعل مع بعضها بشكل
فوري ، اعتمادا على هذا التفسير يحاول بوم أن يؤكد أن الواقع الفيزيائي ليس مجموعة من الجسيمات المنفصلة المتفاعلة مع بعضها كما
يظهر لنا بل هو كل واحد غير منقسم ذو طبيعة حركية متغيرة دوما.
وأهم ما يمكن استنتاجه بخصوص النظرية الكمومية : هي اقترابها من العلم البرهاني
القائم بعلم الله تعالى الذي أجلى لنا كل الحقائق العرفانية من خلال آياته المقروءة في صفحة هذا الكون ، واذا كانت بعض جزئيات الذرة تتخذ
مواصفات محكمة وغاية في العجب و لا تخضع لأية نسقية فماذا يعني ذلك في مصطلح العلم المتعارف عليه وباجابتكم السديدة أحبتي ستدركون أن العلم الالهي
لا يضاهى وهو علم أبهى وأجل وما من سبيل لادراكه الا اذا تهذبت المدارك وسارت وفق سبيل سوي ، وسينبهر العلم كلما اقترب من عالم النور والحقيقة
وسيقر العلم أن هذا الخلق له خالق عليم حكيم وهذا الخلق آية بديعة من آياته
نعم أحبابي الكرام انه الله جاء في الخبر أن الله تعالى أوحى إلى نبيه داود عليه السلام : يا داود ما لعبدي يعرض عني ، يا داود
بشر أوليائي وأحبائي بأني كل ساعة أريهم كرامتي وحسن امتناني عليهم حتى لا ينسوني ولا يميلوا إلى
غيري وشوقتهم إلي حتى لا يصبروا عني وفتحت لهم أبواب أنسي يا داود أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن
أحبني وجليس لمن جالسني ومؤنس لمن أنس بي ومطيع لمن أطاعني وقل لعبادي : سارعوا إلى محبتي وقربي ، يا داود
إن طال شوق الأبرار إلى لقائي فإني إليهم لأشد شوقا فمن طلبني وجدني يا داود إذا كان الغالب على عبدي الإشتياق إلي جعلت
راحته ولذته في ذكري ورفعت الحجاب بيني وبينه ، يا داود إني جعلت محبتي لمن لا ينساني بلسانه وقلبه ياداود أوليائي في قبابي
لا يعرفهم غيري يا داود إني أحب من يبغضني فكيف أبغض من يحبني يا داود جنتي لمن لم يقنط من رحمتي يا داود أنا مطلع على قلوب
أحبائي فإذا جن الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم يا داود إن من عبادي عبادا جعلتهم للخير أهلا يا داود بشر عبادي السائلين بأني بهم رؤوف رحيم
فتأملوا يرحمكم الله هذه الأنوار ليتسق لكم الفهم في الادراك فهو سبحانه لم يخلق خلقه عبثا بل لحكمة جلية بصفاء أنوارها وهذه الغاية الوجودية كانت بحكمة متعالية فالراسخون في العلم أحبابي الكرام هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب وفي سر السر ، وخاضوا في بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ، فانكشف لهم من خزائن وعجائب الخطاب فنطقوا بالحكم
فمن درس العلوم وتبحر فيها وطالع وأخذ من كل أصناف الحكمة والمعرفة لم يجد من العلم ما هو أشفى للصدر وانشراحه وحياة للقلوب من علم ومعرفة المعبود وتوحيده وافتقاره الشديد اليه وحبه والايمان واليقين بآخرته
فأشرف العلوم حقا هو حب الله لأن كل ما سوى الله أوهام تضمحل وتزول
فسبحان من له المجد والثناء والبقاء الذي أحاط ووسع كل شيء رحمة وعلما ذا الجلال والاكرام
والذي بعث رسوله نبي الهدى بدين الحق ليظهره على الدين كله ورحمة للعالمين