تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة داخل المخ 1


د/سمير المليجى
14-11-2014, 01:27
رحلة داخل المخ

اننى منذ 25 عاما اكتب عن العلوم و الفكر و الابحاث و لاول مرة تاتنى الشجاعة و اكتب عن هذا العضو او هذا الجهاز
انه اصعب و اعقد و اكبر شى فى الكون .
انه ( المخ ) مخ الانسان .
يا للعجب من هذا المخ الذى يشبة البيض المقلى او المهلبية انه بسيط التكوين جدا ولكنه جبار فى الامكانيات و الوظائف و التحكم و المهارة .
انه من الكبر معجزات الله سبحانه و تعالى التى تفوق كل التصور .
ان هذا العضو يتكون من 100 مليارد خلية و كل خلية يوجد بها 12 الف زنبسن و كل هذا هو مثل السنترال المقسم الى مجموعة سنترالات دقيقة و ماهرة و متقنة و تفوق كل تصور و كل اشارة من هذا السنترال ليس لها مثيل و كل خلية بالمخ ليس لها مثيل و يا للعجب من كل ذلك .
ان فى هذا العضو الخير و الشر يجتمعان جنبا الى جنب و الحب و الكراهية يجتمعان جنبا الى جنب .
و لكن كيف يعمل هذا المخ ليفرق بين هذا و ذاك انه فى استطاعته ان يقتل و ان يعفو فى ذاك الوقت ، ان يؤمن و ان يكفر فى ذاك الوقت .
يا للهول من هذا العضو المعجزه !!!
انه يعيش فى كهف ، مقفل من العظام لتحمية من اى شيئ خارجى .
ان عظام المخ سميكة للغاية يمكنها تحمل من 50 : 70 كيلو بوينت ، و يسبح فى مياه قليلة جدا 7 ملاعق شوربة تقريبا و ان هذه المياه فى حد ذاتها اعجوبة من الاعاجيب لانها تتغير كل يوم .
ولكن المخ وحدة لا يستطيع تحريك الانسان من مكان الى مكان .
و هنا يساعده فى هذا العمل السنترال الثانى و هو الحبل الشوكى ، و الحبل الشوكى هو المسئول عن جميع الاعضاء الداخلية للانسان بدا من تحت ابطيه الى اظافر قدمية .
يا للعجب من هذا النظام !!!
مركزان للاعصاب يعملون سويا .
وطرات لى فكرة ان اركب مركبتى التى زرت بها الذرة و مركز الابصار الى المخ و لكن هنا استوقفتنى الكثير من الاسئلة !!!!!
هل ابحر داخل مخ رجل ام الى داخل مخ امراءه ؟
انهما مختلفان كثيرا فى النظام و لكن متفقان من ناحية الشكل .فمخ الرجل دائما ما يغلب علية الانضباط و التحكم و مخ المراة دائما ما يغلب علية الاحاسيس و المشاعر .
و هنا فى العصور القديمة عندما راءو ان مخ المراة اقل من مخ الرجل فى الحجم ب 120 جرام . فكانت المقولة ان المراه ناقصة العقل . و هذا غير صحيح بالمره يجب ان نتكلم بشكل علمى فى مثل هذه المواقف لان فى هذا الحكم ظلم شديد لعقلية المراه .لان الرجل خلق لفعل خاص و المراه خلقت لفعل خاص و عند اجتماع مخ الرجل ومخ المراه فى التفكير و الراى يكون راى مبدع .
و هنا احترت كثيرا و بدات افكر فى سوال اخر من احدى الاسئله الكثيرة التى توافدت الى ذهنى منذ ان بدات هذه الرحلة داخل المخ تداعب ذهنى !
ما هو افضل طريق للدخول الى المخ ؟
و اى طريق اسلك ؟
و من اين ابدا رحلتى ؟
و هنا خطرت لى فكرة ان ادخل الى مخ طفل او طفله فى سن ال 2 سنوات لان فى هذا السن لا يختلف مخ الذكر عن الانثى كثيرا احتمال ان يكون هذا المخ اصغر و لكنه يقوم بجميع الوظائف و النشاطات مثل الكبار .
و اراحنى هذا التفكير كثيرا .
و اخترت ان ادخل الى المخ عن طريق الانف لان بها عظام رقيقة جدا استطيع اختراقها بسولة بمركبتى الصغيرة فهى 500 مرة ادق و اصغر من ابرة الخياطة الرفيعة و ابدا رحلتى داخل المخ .
و ركبت مركبتى بسرعة 300 كم فى الثانية و دخلت عن طريق الانف و دخلت و رايت المخ لاول مرة من مركبتى و اذا بى اقف امام جبالا عملاقا بيضاء و لكنها مغلفة ب 3 انواع من الجلود للحفاظ على هذا المخ المعجزه .
الغلاف الاول من الجلد السميك سمكه 1 مللى متر ليحفظ الراس من الصدمات و الغلاف الثانى سمكة نصف مللى متر و الثالث رقيق جدا لكى يتنفس المخ و ياللاعجاز !!!
و بدات اتحرك امام العملاق الابيض الكبير و صعدت الى منتصف القمة و ادخلت منظارى داخل المخ و يا للعجب و لهول ما رايت !!!
كاننى ارى كوكبا مليء بالبرق السريع و الكثيف الذى لا ينقطع و لا يهدا و لا يمل و لو لثانية واحدة طالما ان الانسان حى حتى فى وقت النوم ان هذا العضو العجيب يحمينا من اى يهاجمنا او يؤذينا ليلا و نحن نيام و يوقظنا و نحن نائمون لينبهنا الى اى خطر قد يواجهنا . يا للعجب الذى يفوق اى تصور .
وهنا فكرت و نزلت الى القاع و اذا بى انزل بين جبلين لونهما ابيض و اشاهد و اسمع المخ كانه السد العالى ماء يتدفق و برق يتولد .
و عندما وصلت الى قاع المخ ( سمكة الحصان ) اى كمبوس و هو المكان الخاص بالفكر و الذاكرة و الاحساس .
كل هذا و انا مندهش من هذا الجبروت .
و اذا بى اشعرت اننى دخلت الى داخل مغرة خاوية فى منصف المخ و هنا ادركت ان المخ يتنفس لكى يعيش .
و ذهبت الى مكان تلموس و باراتلموس و المخيخ و كثيرا من اعضاء المخ كل ذلك و انا انطلق بالسرعة التى بدات بها و من حولى الصواعق الكهربائية و الاشارات تملاء المكان من الشمال الى الجنوب و من الشرق الى الغرب كاننى داخل محطة كهربائية معقدة للغاية و هى مسئوله مسئولية كامله عن الانسان الذى تعيش فى داخله .
ان هذا العضو المعجزة يعطينى كل ما احتاج الية عندما اريد ان اذهب الى مكان مثلا فانة يجهز لى خريطة مفصلة للذهاب الى هذا المكان مع مذكرة جانبية لاحتمالات اخرى كثيرة للوصول الى المكان الذى اريد الذهاب الية .
و عندما اسير بسيارتى فهو الذى يعطينى الاوامر التى اسير بها و هدفة الوحيد هو حمايتى .
و عندما اتالم فهو يعطى الاوامر الى الخلايا التى تخفف عنى الالم .
ان المخ يحب الانسان جدا و هو العضو الذى هدفة هو المحافظة على صاحبة و يريد له الحياه .
ان المخ معمل كيميائى حيوى من اصعب التركيبات الكيميائية و لكن هذه الكيمياء تصنع الذبذبة الكهربائية .
يا للعجب !!!
اننى خائف جدا ان ادخل فى هذا المجال لاننى اعلم ما سوف يقابلنى من اشعاعات فثقبت ثقبا صغير لكى افهم ما يدور ، مثل الغواصة عندما ترفع منظارها لتعرف مكانها و دخلت بالمنظار الصغير و لم اجد مكانا استطيع النظر اليه انها مثل اسلاك رفيعة جدا ذات ضغط عالى .
و قلت لنفسى اننى يمكننى ان اجد طريقا للدخول و لكن ان الدخول من اصعب ما يكون عندما تكون سرعة الذبذبة 300 كم فى الثانية و لا يوجد مكان بالمخ لا توجد به هذه الذبذبات فهى مستمرة ليلا نهارا مادام الانسان حى .
ان هذه الذبذبة او الكيمياء الحيوية الموجودة داخل المخ تعادل 100 مفاعل ذرى يغطى نصف الكرة الارضية بكل الطاقة الكهربائية التى تحتاجها .
و هنا بدات الفكرة !!!
متى يكون الوقت مناسبا لى للدخول بمركبتى وسط هذه الاهوال من الذبذبات و متى تكون هذه الذبذبات فى اخف اوقاتها ؟ و فكرت عند وقت النوم !!
و لكن للاسف الشديد اكتشفت انه عندما ينام الانسان فان مخ الانسان بكل اركانه يعمل باسرع ما يكون و على اكمل وجة لضبط التنفس و ضغط الدم و لعمل الكنترول على جميع اجزاء الجسم و هذه مسولية المخ حماية الانسان عند النوم و هى مسئولية ليست بالبسيطة و ايضا يعطى المخ للجسد اروع ما وهب الله سبحانه و تعالى للانسان و هى الاحلام .
انها اعجوبة ان يكون الانسان نائم فى مكانه و لكنه يرى و يعيش فى اشياء مشابهة للواقع و هو لم يتحرك من مكانه . يا للعجب !!!
ان الحلم اكبر حسنة يعطيها الله للانسان و بدون الاحلام لا يستطيع الانسان ان يعيش .
ان الانسان اذا ظل بدون احلام لمدة 7 ايام يعتبر مريضا و يجب ان يعرض نفسة على طبيب مخ و اعصاب لعمل كشف له .
ماذا يفعل المخ عندما يتقدم الانسان فى السن و لا يتحرك و يكون بدون عمل ؟
انه يقوم باكبر عمل لاستمرار الحياه و هو تذكر او استرجاع الماضى .
هل كل الذكريات التى عاشها الانسان يسترجعها ، لاطعام المخ الامامى و لكى يعيش المخ .
فنحن نجد فى اغلب الاحيان ان الانسان عندما يتقدم فى السن يتكلم دائما عن الماضى و عن ذكرياته فى الطفوله و الشباب و غيرها و نحن جميعا قد نصفه بالجنون و لكن فى الواقع فهو اكثر عقلانيه منا لان فى هذه الحاله المخ يقوم بتجديد نفسه بنفسه .
و يعيد كل ما خزن فى ذاكرته لكى يبدا العمل من جديد .
و هنا تظهر اكبر مشكلة مرضية فى تاريخ الانسانية و هى ( الزهايمر )
ما هو هذا المرض ؟