المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة بعد العاصفة


د/سمير المليجى
12-12-2014, 18:54
وقفة بعد العاصفة

ماذا يفعل الانسان عندما تنتهى العاصفة ؟
يكون لا حول و لا قوة له , ان كل شيئ يكون قد تغير من حوله بشكل جذرى .
هل ما يطلق عليه اسم العاصفة هو عاصفة هوائية , ام كهربائية , ام اكرو مغناطيسية , ام عاصفة شمسية , ام رملية , او عاصفة عقلية ؟
ما دخل كل هذا بمعنى العاصفة ؟
ان العاصفة تعنى ان كل شيئ قد تغير و بشكل جذرى اى ما كان هذا يكون ذاك .
يا للحكمة !!!
عندما اكتب ممكن ان اقوم بعاصفة بواسطة الاستيكة ( المحاية ) امسح كل كلماتى .
هل هذه عاصفة ؟
نعم . اننى قمت و امسكت بشيئ محى كل ما كتبته و احدث تغير جذرى .
هل على الانسان ان يعلم متى تأتى العاصفة ؟
لو اخذنا امثالا كثيرة للعواصف التى ظهرت من هنا او هناك بفعل هذا او ذاك سوف نرى و نلاحظ الكثير .
و ما المقصود بالعاصفة العقلية ؟ ماذا يفعل الانسان عندما تقوم عاصفة عقلية لتغير كل قواعد و نظام المخ ؟
فهناك احتمالات كثيرة ان يصاب بجلطة مخية , او يصاب بالجنون , او بالموت , او تجبرة هذه العاصفة على ان يقوم بتعديل مساره فى الحياه ليبدأ بداية جديدة تماما .
و هنا وقفة , حتى الانسان ممكن ان يصاب بعاصفة لتغير تفكيره و عقلة و اتجاهه .
و ما هى العاصفة الكهربائية ؟
اذا جلست بغرفة بها امواج كهربائية شديده فأنها تعطى امواج كهربائية كثيرة كالعاصفة تهدم جسدى بدون ان اشعر و يحدث تغير كبير فى خلايا جسدى و اصاب بالمرض لان قد دخل الى جسدى طاقة غير الطاقة التى يتعامل معها جسدى فتقوم العاصفة الكهربائية بتغير كل شيئ بجسدى و اكون انسان غير الانسان الذى كنت علية .
و هنا وقفة اخرى , لماذا تحدث كل هذه العواصف ؟
ممكن ان تأكل العاصفة جبلا حتى ينتهى و يتساوى بالارض
يا الهى .
ما هذه القوه التى تغير كل شيئ ؟
ما هى العواصف الشمسية ؟
اذا ازدادت العواصف الشمسية اكثر فأنها تصيب الارض باشعاعات ذرية تغير كل ما على الارض , و الغريب ان كل ذلك يحدث كل يوم و نحن لا نعلم عنه اى شيئ , و لكن السؤال الهام هنا !!!
لماذا تحدث العواصف الشمسية ؟
ان الفضاء يملاءه عواصف مغناطيسية ممكن ان تفنى كواكب و شموس , و ليس هذا فقط بل مدارات كامله ممكن ان تفنى بفعل هذه العواصف , ان العلماء على مدار الخمسينات و الستينات و السبعينات استطاعوا ان يفسروا هذه الظواهر و اطلقوا عليها اسم ( الثقب الاسود ) , انه له قوة لا حدود لها فيستطيع ان يسحب المجرى كله بما يحتويه من مليارات النجوم و الشموس و الكواكب الى امعائه .
ما هذا كله ؟
و من الذى يدير هذه العواصف ؟
نحن الان نرى مئات من الاعاصير ( التورناتو ) التى تدمر مدن كامله بما فيها من مخلوقات و مبانى و بشر و تقضى على الاخضر و اليابس و نحن ننظر ولا نفعل شيئ .
اننا نمتلك السلاح الذرى , انه مدمر و يستطيع ان يدمر كل شيئ و لكننا لا نستطيع استخدامه لتدمير عاصفة لاننا اذا قمنا بذلك سوف ندمر انفسنا ايضا و ليس العاصفة فقط .
ما هو المقصود من العواصف التى نراها ؟
و الفيضانات ( السونامى ) التى تأتينا بدون سابق انذار ؟
و لو اخذنا بالاعتبار اكبر سونامى تعرض له البشر كان عام 2004 و دمر كل شيئ من المحيط الهادى الى المحيط الهندى , و عندما قمت بابحاثى على هذا السونامى المروع فوجدت ان اساس انطلاقة كان من اندونسيا او المحيط الهادى و انتهى عند المحيط الهندى عند شؤاطى كينيا , و هالنى ما وجدت فأنه قد دمر كل شيئ على بعد 20 الف كم و هى المسافة بين اندونسيا و كينيا , و قمت بدراسة لمعرفة اثار التدمير و الاماكن التى دمرت فوجدت شيئ غريب ان كل الاماكن التى دمرت هى الاماكن التى تمارس كل انواع تجارة البشر , قام الاعصار بتدميرها تدميرا كاملا حتى جزر ( سوت سى ) التى كان يطلق عليها جنة الانسان لانه فى هذه الجزر كان يستطيع ان يمارس كل انواع اللذات و الشهوات و الحب و العشق و غيرها من ملذات الحياه المشروعه و الغير مشروعه.
و ليست جزر سوت سى فقط بل ايضا شواطئ سيلان و تايلاند و الهند حتى شواطئ افريقيا و التى يمارس بها ايضا جميع انواع تجارة البشر و تمارس بها جميع انواع الاستمتاع المشروع و الغير مشروع دمرت تماما فى سونامى 2004 .
و لكن ما فاجأنى اكبر مفاجئة خلال بحثى شيئ عجيب !!
فى شواطئ اندونسيا التى قام السونامى الذى كان ارتفاع الامواج به 30 متر بتدميرها تماما وجدت مبنى صغير لم يصيبة اى ضرر , و عندما تأملت هذا المبنى عن قرب اذا به مسجد صغير لعباده الله سبحانه و تعالى .
و هنا تسألت هل هذه العواصف تريد ان تقول لنا شيئ ؟
و نترك هذه العواصف الطبيعية و لنذهب الى العواصف المخية , فعند تناول الانسان للمخدرات و الكحوليات و لكل الممارسات التى تهلك المخ , هنا تقوم عواصف ايضا مهلكه بهذا المخ و تكون بنفس قوة سونامى 2004 بل و اشد تدميرا , انها تفقد الانسان انسانيته و ادميته و تحوله الى حيوان لا يدرك ما يفعله .
عندما اذهب الى الصحراء بعد عاصفة شديدة و اعصار مروع يفاجئنى شجرة صغيرة ضعيفة لا تزال وحدها واقفه تنبض بالحياه و من حولها اشجار ضخمة كبيرة قد دمرت تماما .
ما هذا هل هناك من يريد ان يقول لنا : انك اذا خالفت القواعد الانسانية و الاخلاقية و الادمية سوف تصاب بالعواصف و الاعاصير التى لن تدمرك فقط بل انها قد تفنيك تماما .
شيئ غريب من خلال ابحاثى وجدت ان الحيوانات و الطيور تستطيع ان تشعر بقدوم عواصف و اعاصير و اخطار قبل حدوثها و اكتشفت ان فى منتصف مخ الطيور و الحيوانات توجد منطقة مغناطيسية تعطى الانذار اليهم لينجو بانفسهم , و لكن الاغرب من ذلك هو ان الانسان لا توجد به هذه الصفه بمخه لماذا ؟
لان الانسان مسير و مخير
و لان هذه الطاقة المغناطيسية هى القاعدة له ليفعل الصواب , اما الانسان فهو مسير ان يفعل شرا فأذا قام به فهو مخير فسوف يصاب بالاعاصير ليهدا و يعود الى الصواب و يعدل مساره كما فعلت الطيور باصحاب الفيل .
لذلك اذا اصابتك عاصفة فتوقف و تأمل حياتك و واجه نفسك باخطائك و عدل مسارك قبل ان تصاب بعاصفة اخرى قد تفنيك , و اذا لم تصاب بعاصفة ايضاء انتبه لحياتك و لا تحيد عن انسانيتك و ادميتك .
الهم قنا شر انفسنا , و اصلح لنا امرنا و اهدنا الى صراطك المستقيم .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى

فراج
12-12-2014, 19:42
لا يمكن القول ان الانسان مسير او مخير على الاطلاق
بينما تدعي انت ان الانسان مسير ومخير على الاطلاق وهذا خطأ بالغ و فتوى بدون علم ومثلك غير اهل للفتوى .
لماذا تحاول اثاره امور خلافيه .؟؟!!
وتخلط السم بالعسل
وتفتي في الدين بغير علم
وقد ابتلانا الله بك فصبرا جميلا

هل الانسان مسير ام مخير

في الرابط التالي :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=79824

فراج
13-12-2014, 00:36
لا يمكن القول ان الانسان مسير او مخير على وجه الاطلاق بمعنى انه مسير في اشياء ومخير في اشياء اخرى وحاشا لله ان يكون الله خلق الانسان مسيرا الى الشر .
بينما تدعي انت ان الانسان مسير الى الشر ومخير ان يستمر في طريق الشر او يتوقف عن الشر باختياره او رغما عنه ( باحدى العواصف التي تعصف به ) وهذا خطأ بالغ و فتوى بدون علم .

فراج
13-12-2014, 00:46
يقول سمير المليجي :
الانسان مسير و مخير -- فهو مسير ان يفعل شرا فأذا قام به ( بالفعل الشرير ) فهو مخير ( في الاستمرار في طريق الشر او التوقف باختياره او رغما عنه ) فسوف يصاب بالاعاصير ليهدا و يعود الى الصواب ويعدل مساره
لذلك اذا اصابتك عاصفة فتوقف و تأمل حياتك و واجه نفسك باخطائك و عدل مسارك قبل ان تصاب بعاصفة اخرى قد تفنيك .

فراج
13-12-2014, 01:14
موقع سماحه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مقال بعنوان :
هل الانسان مسير ام مخير مع الادله
في الرابط التالي :

http://www.binbaz.org.sa/mat/10334


هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير، مع اصطحاب جميع الأدلة؟

الإنسان مخير وميسر جميعاً، له الوصفان، فهو مخير لأن الله أعطاه عقل، وأعطاه مشيئة وأعطاه إرادة يتصرف بها، فيختار النافع ويدع الضار، يختار الخير ويدع الشر، يختار ما ينفعه ويدع ما يضره، كما قال تعالى: (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (28-29) سورة التكوير. وقال -عز وجل-: (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (67) سورة الأنفال. فالإنسان له إرادة وله مشيئة، ولهم أعمال، قال تعالى: (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (88) سورة النمل، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (30) سورة النــور. فلهم أعمال، ولهم إرادات، ولهم مشيئة، وهم مخيرون، فإذا فعلوا الخير استحقوا الجزاء من الله -فضلاً منه- سبحانه وتعالى، وإذا فعلوا الشر استحقوا العقاب، فهم إذا فعلوا الطاعات، فعلوها باختيارهم ولهم الأجر عليها،وإذا فعلوا المعاصي فعلوها باختيارهم وعليهم وزرها وإثمها، والقدر ماض فيه، هم أيضاً مسيرون بقدر سابق، قال -جل وعلا-: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (22) سورة يونس. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس). وقال سبحانه: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) (22) سورة الحديد. وقال -جل وعلا-: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (11) سورة التغابن. ولما سأل جبرائيل النبي عن الإيمان، قال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء)، فالله قدر الأشياء سابقاً، وعلم أهل الجنة وأهل النار، وقدر الخير والشر والطاعات والمعاصي، وكل إنسان يسير في ما قدر الله له، وكل ميسر لما خلق له، في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأصحابه ذات يوم: (ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة و مقعده من النار، قالوا: يا رسول الله ففيم نعمل؟ ففيم العمل، يعني ما دامت مقاعدنا معروفة من الجنة أو النار ففيم العمل؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: اعملوا فكل ميسر لما خلق له. أما أهل السعادة، فميسر لأعمال أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة، فميسر لأعمال أهل الشقاوة. ثم تلا قوله -سبحانه-: ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (5-10) سورة الليل. فأنت يا عبد الله عليك أن تعمل ولن تخرج عن قدر الله -سبحانه وتعالى-، عليك أن تعمل و تجتهد في طاعة الله، تسأل ربك التوفيق وعليك أن تحذر ما يضرك، وتسأل ربك الإعانة على ذلك، وأنت ميسر لما خلقت له، كل ميسر لما خلق له. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

فراج
13-12-2014, 01:41
فتوى بعنوان : هل الانسان مسير ام مخير
في الرابط التالي
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=79824

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كل ما يجري في هذا الكون مهما صغر أو عظم هو بقضاء الله تعالى وقدره وسبق علمه به في سابق أزله، كما قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49 } وقال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.." إلى آخر الحديث. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة.وفي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما خلق القلم، فقال له اكتب، قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.

وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.

ويدخل في عموم شيء أفعال العباد، وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم فكل ما يعمله الإنسان أو يحصل من خير أو شر فهو مقدر قبل ميلاده.

ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد اختيارا ومشيئة وإرادة بها يختار طريق الخير أو الشر، وبها يفعل ما يريد، وعلى أساسها يحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله حقيقة، ولذلك فالاختيار مع وجود العقل وعدم الإكراه هو مناط التكليف إذا فُقِد ارتفع التكليف. ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه إذا سلب ما وهب أسقط ما أوجب.

ومما يدل على خلق الله لأفعال العباد قوله تعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وقوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وفي الحديث: إن الله خالق كل صانع وصنعته. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي والألباني.

فقد أثبت في الآيتين أن لهم عملا ومشيئة وأسندهما إليهم وأثبت أنهما من خلق الله. وعلى هذه المشيئة والعمل الذي يفعله العبد باختياره يحاسب العبد ويجازى ويسامح فيما فعله من دون قصد أو كان مضطرا إليه، وذلك أن الله خلق الإنسان وأعطاه إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة واختيارا، وجعل فيه قابلية الخير والشر. قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {الشمس:7، 8}.

وقال تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ {المائدة:34}.

وقال تعالى: فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}.

وقال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا [آل عمران:145].

وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [الإنسان:29].

وفي الحديث: إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده. رواه البخاري.

وقد كلف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا.
ولا يقال إن الإنسان مسير أو مخير بالإطلاق بل الحق أن الإنسان مخير ومسير، فهو ميسر لما خلق له، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا {الإنسان: 2،3}

وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ {التَّكوير:29} وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له، ففي صحيح مسلم أن سراقة بن مالك قال: يا رسول الله؛ بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير. قال: ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر، وفي رواية: كل عامل ميسر لعمله.

قال النووي في شرح مسلم: وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له لا يقدر على غيره.

فما يفعله العبد من الأفعال يفعله بمحض اختياره وإرادته، وكل إنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختيار وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار، فالإنسان الذي ينزل من السطح على السلم نزولا اختياريا يعرف أنه مختار، على العكس من سقوطه هاويا من السطح إلى الأرض، فإنه يعلم أنه ليس مختارا لذلك، ويعرف الفرق بين الفعلين، فهو في الأول مختار، وفي الثاني غير مختار.

وبناء على هذا، فإن الإنسان يعمل باختياره يأكل ما شاء، ويتزوج من شاء، ويعمل ما شاء، والله يراقب أعماله ويجازيه على اختياره ما دام عاقلا

قال تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ {التوبة:105}.

وقال تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {النحل:32}.

قال الشيخ الألباني: أدلة الوحي تفيد أن للإنسان كسبا وعملا وقدرة وإرادة، وبسبب تصرفه بتلك القدرة والإرادة يكون من أهل الجنة أو النار.

هذا؛ ويجب التنبه إلى البعد عن الخوض في القدر، عملا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ذكر القدر فأمسكوا. رواه الطبراني وصححه الألباني.

وراجع شفاء العليل لابن القيم.

والله أعلم.

فراج
13-12-2014, 02:02
فتوى بعنوان :
الفتوى بغير علم طريق الضلالات

في الرابط التالي :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=14585

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل، لأن المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وموقع عن الله، قال ابن المنكدر : (العالم بين الله تعالى وخلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم) ولذا كان كثير من فضلاء السلف يتوقف عن الفتيا في أشياء كثيرة معروفة، فقد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول، وروى الآجري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من فاته لا أدري أصيبت مقاتله. وكان الإمام مالك بن أنس رحمه الله يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار، وكيف خلاصه؟ ثم يجيب. وسئل عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة فغضب، وقال ليس في العلم شيء خفيف. وقال أبو حنيفة رحمه الله لولا الفزع من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت! يكون لهم المهنأ وعلي الوزر. وسئل الشافعي رحمه الله عن مسألة فلم يجب، فقيل له، فقال: حتى أدري أن الفضل في السكوت أو الجواب. وعن الأثرم قال سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول: لا أدري، وذلك فيما عرف من الأقاويل فيه. وقال الخطيب : قلَّ من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها، إلا قلَّ توفيقه، واضطرب في أموره، وإن كان كارهاً لذلك غير مؤثر له ما وجد عنه مندوحة، وأحال الأمر فيه على غيره، كانت المعونة له من الله أكثر، والصلاح في جوابه أغلب. وأقاويلهم في هذا مستفيضة وخوفهم من هذا المنصب كبير، لأن الفتيا من غير متأهل، والقول على الله بغير علم، منكر عظيم وإثم مبين، ووقوع في سبل الشيطان الرجيم، قال سبحانه: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدون مبين* إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [البقرة:168-169] والقول على الله بغير علم قرين الشرك، لأن الله يقول: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [الأعراف:33] قال ابن القيم في مدراج السالكين: (وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريماً وأعظمها إثماً، ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، فقال: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثماً، فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله، فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد منه ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم. انتهى.
ومن أفتى بغير علم فإن كل ما يترتب على فتواه من مخالفة للشرع ومباينة للهدى فإنه يتحمل وزرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أُفتيَ بغير علم كان إثمه على من أفتاه" رواه أبو داود و الحاكم عن أبي هريرة وحسنه الألباني في صحيح الجامع. فعلى المسلم أن يستشعر عظم هذا المنصب، ولا يخوض في هذا الأمر إلا بعلم، وإلاَّ تقحم النار والعياذ بالله.
والله أعلم.