أم عبدالملك
09-10-2006, 23:51
روي عن رجلٍ من المسلمينَ كان يسيرُ في طريقٍ قدْ أمَّ حاجةً لهُ فاسترقَ النظرَ فوقعتْ عينهُ في دارِ نصرانيٍّ ،فرأى ابنتهُ في كاملِ زينتها والنساءُ (معاريضُ الفتنِ وحبائلُ الشيطانِ) و(في قلبِ الرجلِ ألفُ بابٍ يدخلُ منها كلَّ يومٍ ألفُ شيءٍ ولكن حينَ تدخلُ المرأةُ من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلَّها) فأرجعَ البصرَ وأرسلهُ مرةً ومرةً حتى علقها وتألّفها وتمكنتْ من نفسهِ ومشى حبُها في أعصابهِ فأصبحَ ذاهبَ القلبِ مدلّهَ العقلِ! ولو كان ذا لب لتأمل مناتنها كما تأمل مفاتنها! ولكنَّ العاشقَ دائماً (ينظرُ بعينٍ واحدةٍ فيرى جانباً ويعمى عن جانبٍ)!
وكانَ لهذا العاشقِ خليطٌ حميمٌُ جعلهُ واسطةً بينهُ وبينها،جعلهُ شيطاناً يحملُ رسائلهما الشهوانيةَ فيلهب ما بينهما.
مرَّت أيامٌ ببياضها وليالٍ بسوادها وهما على هذه الحالِ وكلُّ رسالةٍ تزيدُ من تعلقِهما ببعضهما.فطرقَ العاشقُ كلَّ الأبوابِ وسلكَ كلَّ السبل وفكرَ بكلِّ عقلهِ ليصلَ إلى محبوبتهِ فلمْ يفلحْ وذهب كلُّ ذلك باطلاً فأخذتْ عليهِ وقتهُ وعمرهُ فأنفقَ شبابهُ في الأهواءِ وصحتهُ في الفحشاءِ فغابَ عن شهودِ الجمعِ وانعزلَ عن حلقِ الذكرِ ومجالسِ الرجالِ حتى لفظتهُ قبيلتهُ وخاصتهُ فسقمَ وهزلَ وساءتْ حالهُ وعَرضَ له من الأمراضِ والعللِ ما جعلَ القنوطَ خليطهُ واليأسَ خليلهُ..
يقول أحد لِداتهِ :دخلتُ عليهِ وهو مُشفٍ على الموتِ يجودُ بنفسهِ قدْ ألصقَ خدهُ على الأرضِ وأرسلَ حُرقتهُ في مجاري دموعهِ وأخذَ ينشدُ:
من للمحبِ ومن يعينهُ=والحبُ أهنــأهُ حـزينهْ
أنا ما عرفتُ سوى قساوتهِ= فقولـوا كيفَ لينـهْ
إن يُقضَ دينُ ذوي الهوى=فأنا الذي بقيتْ ديونهْ
ثم تمثلَ بأبياتٍ يعني بها نفسهُ:
يا من لهذا المريضِ المدنفِ العاني=مرددِّ النفسِ من آنٍ إلى آنِ
إذا رأى الليلَ ظنَّ القبرَ شقَ لهُ=وظنَّ أنجمهُ آثار أكفانِ
مطرَّح الهمِ في كلِّ الجهاتِ فما=يرى بكل مكانٍ غير أحزانِ
تَؤزُّه كبد حرّى مُعلقةٌ=من الأضالعِ في أعوادِ نيرانِ
فأخذتهُ عبرةٌ قطعتْ إنشادهُ أشفقتُ عليهِ منها فقلت:ارفقْ بنفسك هُديتَ! لا ينبغي لك هذا أنتَ مؤمنٌ مقبلٌ على ربٍّ رحيمٍ فتبْ إليهِ واستغفرهُ واختمْ أيامك بذكرهِ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر53) ثم احتسبْ تلكَ الفتاةَ وما ألحقتهُ بكَ من همٍ وألمٍ ، وما يصيبكَ من أذىً فهو مكفرٌ لخطاياكَ ومن تركَ شيئاً للهِ عوضهُ اللهُ خيراً منهُ!
فقالَ العاشقُ بصوتٍ غمرتهُ الدموعُ :نعم...نعم لم أهتدِ إليها ولم أصبها في الدنيا! فاستبشرتُ وقلتُ لعلَّ اللهَ أنْ يهديهُ ويرحمهُ! لعلَّ اللهَ أن يهديهُ ويرحمهُ!
فقالَ وقد أعلى صوتهُ : هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ! وأنا أريدها في الآخرةِ...!!
وأنا أُشهدكَ أني قد كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... فخرجتْ روحهُ مع آخرِ حرفٍ لفظهُ!! فاقشعرَ لما قالهُ جلدي وحوقلتُ وسألتُ الله َالعافيةَ !
قالَ الراوي : فلما رمسناهُ في مقابرِ النصارى أميتُ تلكَ الفتاةَ التي من أجلها تنصرَ وسلخَ دينهِ لأقفَ على خبرها فوجدتُها كما وجدتُ صاحبها قد أخلق العشقُ عمرها وثقب قلبها وأوهن روحها وطوى ما نُشر منها فلمْ أشأ أنْ أُخبرها بنهايتهِ فجلستُ أستمعُ لهمهمتِها فإذا فيها هذه الكلمات:هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...! وأنا أريدهُ وأحتسبهُ في الآخرةِ، فتعجبتُ لقولها!
ثم قالتْ بصوت عالٍ:أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... فلفظتْ روحَها فالتفتَ إليَّ أبوها وقالَ : خذوها فإنَّها منكم!
ختاما..لا أملك إلا أن أقول أحسن الله خاتمتنا وإياكم..
وجعل مثوانا ومثواكم جنان النعيم..
وكانَ لهذا العاشقِ خليطٌ حميمٌُ جعلهُ واسطةً بينهُ وبينها،جعلهُ شيطاناً يحملُ رسائلهما الشهوانيةَ فيلهب ما بينهما.
مرَّت أيامٌ ببياضها وليالٍ بسوادها وهما على هذه الحالِ وكلُّ رسالةٍ تزيدُ من تعلقِهما ببعضهما.فطرقَ العاشقُ كلَّ الأبوابِ وسلكَ كلَّ السبل وفكرَ بكلِّ عقلهِ ليصلَ إلى محبوبتهِ فلمْ يفلحْ وذهب كلُّ ذلك باطلاً فأخذتْ عليهِ وقتهُ وعمرهُ فأنفقَ شبابهُ في الأهواءِ وصحتهُ في الفحشاءِ فغابَ عن شهودِ الجمعِ وانعزلَ عن حلقِ الذكرِ ومجالسِ الرجالِ حتى لفظتهُ قبيلتهُ وخاصتهُ فسقمَ وهزلَ وساءتْ حالهُ وعَرضَ له من الأمراضِ والعللِ ما جعلَ القنوطَ خليطهُ واليأسَ خليلهُ..
يقول أحد لِداتهِ :دخلتُ عليهِ وهو مُشفٍ على الموتِ يجودُ بنفسهِ قدْ ألصقَ خدهُ على الأرضِ وأرسلَ حُرقتهُ في مجاري دموعهِ وأخذَ ينشدُ:
من للمحبِ ومن يعينهُ=والحبُ أهنــأهُ حـزينهْ
أنا ما عرفتُ سوى قساوتهِ= فقولـوا كيفَ لينـهْ
إن يُقضَ دينُ ذوي الهوى=فأنا الذي بقيتْ ديونهْ
ثم تمثلَ بأبياتٍ يعني بها نفسهُ:
يا من لهذا المريضِ المدنفِ العاني=مرددِّ النفسِ من آنٍ إلى آنِ
إذا رأى الليلَ ظنَّ القبرَ شقَ لهُ=وظنَّ أنجمهُ آثار أكفانِ
مطرَّح الهمِ في كلِّ الجهاتِ فما=يرى بكل مكانٍ غير أحزانِ
تَؤزُّه كبد حرّى مُعلقةٌ=من الأضالعِ في أعوادِ نيرانِ
فأخذتهُ عبرةٌ قطعتْ إنشادهُ أشفقتُ عليهِ منها فقلت:ارفقْ بنفسك هُديتَ! لا ينبغي لك هذا أنتَ مؤمنٌ مقبلٌ على ربٍّ رحيمٍ فتبْ إليهِ واستغفرهُ واختمْ أيامك بذكرهِ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر53) ثم احتسبْ تلكَ الفتاةَ وما ألحقتهُ بكَ من همٍ وألمٍ ، وما يصيبكَ من أذىً فهو مكفرٌ لخطاياكَ ومن تركَ شيئاً للهِ عوضهُ اللهُ خيراً منهُ!
فقالَ العاشقُ بصوتٍ غمرتهُ الدموعُ :نعم...نعم لم أهتدِ إليها ولم أصبها في الدنيا! فاستبشرتُ وقلتُ لعلَّ اللهَ أنْ يهديهُ ويرحمهُ! لعلَّ اللهَ أن يهديهُ ويرحمهُ!
فقالَ وقد أعلى صوتهُ : هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ! وأنا أريدها في الآخرةِ...!!
وأنا أُشهدكَ أني قد كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... فخرجتْ روحهُ مع آخرِ حرفٍ لفظهُ!! فاقشعرَ لما قالهُ جلدي وحوقلتُ وسألتُ الله َالعافيةَ !
قالَ الراوي : فلما رمسناهُ في مقابرِ النصارى أميتُ تلكَ الفتاةَ التي من أجلها تنصرَ وسلخَ دينهِ لأقفَ على خبرها فوجدتُها كما وجدتُ صاحبها قد أخلق العشقُ عمرها وثقب قلبها وأوهن روحها وطوى ما نُشر منها فلمْ أشأ أنْ أُخبرها بنهايتهِ فجلستُ أستمعُ لهمهمتِها فإذا فيها هذه الكلمات:هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...! وأنا أريدهُ وأحتسبهُ في الآخرةِ، فتعجبتُ لقولها!
ثم قالتْ بصوت عالٍ:أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... فلفظتْ روحَها فالتفتَ إليَّ أبوها وقالَ : خذوها فإنَّها منكم!
ختاما..لا أملك إلا أن أقول أحسن الله خاتمتنا وإياكم..
وجعل مثوانا ومثواكم جنان النعيم..