المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدنية و التقدم و شكل الحضارات


د/سمير المليجى
09-03-2015, 15:31
المدنية و التقدم و شكل الحضارات

نحن نعيش من ستة آلاف سنة في التقدم و ما هو التقدم؟
و قمنا بصناعة الوقت و بدأنا نخترع الكتابة و الحروف و قمنا بتقسيم اليوم و الشهور و السنوات و تنظيم الحياة الإدارية فنحن تقدمنا بتعاملنا مع بعض و كيف نعيش مع بعض بالطرق التي تصل بنا إلى التمدن.
و ما هو التمدن؟
لو كانت الحضارات تقوم بالأشكال الأساسية لتكوين المناخ و الصورة المعمارية في تلك الأوقات و مظهر الإنسان كما تعطيه حضارته، تلك الطرق استعملت استعمالا جيدا حسب حضارات الإنسان و معيشته من ناحية التمدن و التقدم و حضارته تلك الأسس تعلمناها من آلاف السنين و أتى الله سبحانه و تعالى إلينا بمعجزاته الكريمة و انزل علينا الأديان السماوية لنتعلم ما هو الحلال و ما هو الحرام و ما هو مسموح لنا و ما هو غير مسموح لنا حتى الحضارات التي تعيش في تلك الأوقات و التي لم تنزل عليها الرسالات أتت بفلسفات عقلانية لتأتى بأشياء قريبة الشبة من الأديان السماوية مثل البوذية و الهندوس و مايا تلك الأساليب الاجتماعية مشينا بها و تعلمناها من آلاف السنين و كان لها آثار ايجابية و آثار سلبية حتى أتى إلينا التقدم الصناعي في القرن إل 18 و هنا بدا يظهر الفرق بين التقدم و التمدن و الحضارة.
بدأت العقلية الصناعية تغلب على العقلية المتمدنة المتحضرة الدينية و بدأ النظام البديل.
من أنت؟
من أنا؟
من تكون؟
من أكون؟
ماذا ترتدي؟
ماذا ارتدى؟
و بدا النقد حتى بداية القرن العشرين و كانت بداية الحروب البشعة بين شعوب مغرورة بصناعتها و كانت تظن أنها ممكن أن تمتلك العالم و قامت الحرب العالمية الأولى و لمدة أربع سنوات و كانت مدمرة و سيئة على الإنسان و مات الكثير من الأبرياء و بعد انتهاء الحروب عاش الكثيرين يعانون من الظلم و الحرمان و المرض من جراء آثار الحرب العالمية الأولى.
هنا يجب علينا أن نقف و نفهم ما هو التقدم؟
و ما هي المدنية؟
و ما هي الحضارات؟
إن أجدادنا أقاموا لنا حضارات عريقة نفتخر بها و هي الأسلوب السليم المعماري لفهم ما هو الأسلوب المتمدن و ماهى الطريقة التقدمية لبناء تلك الحضارة معنى ذلك إن الحضارات قامت على المدنية و هي سلوك القوم و تعاملهم مع بعض و الطرق الأخلاقية لتمدنه أما التقدم هو الطرق المعمارية لتلك الحضارة و كيفية التعامل في بناء تلك الحضارة كما يسمح لها من مناخ و ثروة طبيعية لبناء تلك الحضارة و نحن الآن نعانى من فروق تلك الأسس كما حدث في بداية القرن العشرين كانت كارثته هي التقدم الصناعي و ليس التقدم الاخلاقى و ليس بناء حضارة لأحفادنا كل تفكيرنا كان كيفية صنع حضارة لاستعمار وطن أو أعطيه لمن يدفع أو احتكار تلك الحضارة للضغط على شعوب أخرى كما حدث في الحرب العالمية الأولى.
إن الشعوب الغربية قاست كثيرا من الحروب الدينية و المذهبية و السيطرة على الدول المحيطة بها و تلك الأفكار كلفت تلك الدول الكثير من الدماء حتى الأفكار الدينية القديمة مثل البروستانط التي قام بها (مارتن لوتا) لتحرير الديانة المسيحية من السيطرة الكاثوليكية التي حكمت العالم الغربي لمدة 15 قرن و في نهاية تلك الفترة بالعقيدة البروستانطية إن الإنسان يعبد الله وحده و ليس القديسين و ما تمتلكه الكنيسة و قامت حروب بشعة بين تلك العقيدتين حتى الآن نرى عندما تدخل أمريكا في حرب تأتى معها انجلترا و من يتبعون البروستانطية مثل هولندا وغيرها إن الولايات المتحدة الأمريكية لبناء دستورها الديمقراطي احتاجت إلى 200 عام لكتابته و تحقيقه و السبب هو تعدد الأجناس في الولايات المتحدة الأمريكية و حفظا لتلك الدولة أن يكون الدستور نافعا لأحد و ضارا للآخر تلك القواعد كانت مدنية و ليست تقدمية و ليست تمدنية أو حضارية التقدم الغربي أتى بعد تلك الكوارث و الحروب و كانت المتنفس الوحيد إلى التفكير الصناعي و إن الأديان و العقائد تكون حرة للإنسان نفسه.
و بدأت العقلية الشيوعية تنتشر في أوروبا باسم التقسيم العادل و لكن كان الهدف هو استعباد البشر و جاء (هتلر) بأفكاره النازية إن الشعب الأبيض هو سيد العالم و يمكن له السيطرة على العالم كله.
و قامت الحرب العالمية الثانية و كانت أكثر بشاعة و مات بها أكثر من 50 مليون شخص غير الجرحى و المصابين.
و بدا التقسيم بعد الحرب العالمية الثانية بين الدول الكبرى و تقسيم العالم إلى أربع أقسام هو العالم الفقير و العالم المتوسط و العالم الذرى و عالم الأغنياء و تلك النظم التي عاشها الإنسان جاءت له بكابوس يسمى (الحرب الباردة) بين الدول الكبرى و كل يوم يتبادلون التهديدات بالحروب النووية.
و أتى إلينا أشخاص كرماء الأخلاق و يريدون لنا أن نعيش على أرضنا الحبيبة سالمين مثل (غاندي) رجل ولد بالديمقراطية و لم يتعلمها من احد انه كيف يتعامل الإنسان و يعيش مع الآخرين بدون سلاح أو ضغوط و مثال آخر (نيلسون مانديلا) الرجل المؤمن بالديمقراطية لأنها تنبع من شخصيته و ليس بتحريك من حاكم أو أي شخص آخر إن الحكام لا يعطون الديمقراطية حتى من خلق تلك الكلمة و هم الإغريق لم يعطوا شعبهم تلك الديمقراطية في تلك الأوقات كان الحكم على الجنس الآخر و على الضعفاء هو أقسى وقت مرت به البشرية.
ما هي الديمقراطية؟
إنها كلمه إغريقية قديمة و معناها بوليسس أي النظام.
لفهم الديمقراطية الحقيقية يجب أن تنبع من الإنسان نفسه و تعامله مع من حوله الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء أو مع حكامهم و ليس بالضرورة أن تقوم الديمقراطية على أسس العنف و الخراب إن في تلك الأوقات خلقت دول عدم الانحياز و كانت فرصة كبيرة جدا للدول التي عانت و ضغط عليها الاستعمار أن يقفوا على أرجلهم و يشعرون بالحرية و الديمقراطية و أن يبنوا شعوبهم بناء ينبع من أنفسهم و نحن نشكرهم جميعا على ما أعطوا في تلك الأوقات و لهم الرحمة.
و بعد تلك الأوقات بدا التقدم الصناعي يضغط على مدنية الإنسان و على حضارته و نحمد الله سبحانه و تعالى إن الشيوعية قد انتهت و لكن التقدم بدأ ينقد مدنية الإنسان و حضارته و عقيدته و فلسفته و أصبح التقدم الصناعي هو الاساسى للإنسان حتى النقد الشخصي دائما بحجه التقدم فيما يرتدى يعمل يسكن يأكل تلك الكلمة الساحرة التقدم الإنساني ما يحدث تقدم صناعي و لا نملك المدنية و لا الحضارة و هو أسلوب الفهم الشخصي فيما يتعلق بدولتي و مناخي و البيئة التي أعيش بها و بدأت مشاكل أخرى و تلك المشاكل تدخل في الأديان و العقائد و التحضر الشخصي أنني خائف من كارثة ليس لها حدود يجب علينا أن نحترم العقائد و الفلسفات و الحضارات الأخرى و نحاول أن نفهمه بالطريقة المدنية و الحضارية و ليس بلغه التقدم الصناعي فقط إن أهل بابل صنعوا و تقدموا في بناء برج بابل و كانت النهاية هي سقوط البرج.
واطلب من الله سبحانه و تعالى أن يضئ لنا الطريق و لا نسير إلي الهلاك و أن يحمينا جميعا نحن أولاد كوكب الأرض جميعا و أمنا حواء و أبنا ادم و نحن أولادهم جميعا و نعيش في مدنيتنا و حضارتنا و التقدم المناسب لنا.

مع تحياتي
الدكتور / سمير المليجى