" الخيانة "

[د/سمير المليجى]

" الخيانة "

نحن البشر نفكر دائما عن ما هي الخيانة ؟ الخيانة هي تفكير إنساني جاء من كلمة " خون " وهذه الكلمة تعبر عن شيء يتجه اتجاها خاطئ لماذا فكر الإنسان في هذه الكلمة ؟ نقول إن جميع اللغات متفقة اتفاقا تام علي كلمة الخيانة وهذا شيء غريب بالرغم من حياة الإنسان البدائية كان فيها قتل وسرقة ثم إن المرأة أو الرجل يمكن أن يذهب كل منهم لجنس آخر بدون مشكلة ولكن كانت بعض القبائل القديمة في أفريقيا وآسيا وألاسكا كان هذا الفعل شيء طبيعي ويحدث بدون أي مشاكل حتى جاءت المدنية وبدأت تفصل هذا عن ذاك وطبعا القصص الفرعونية القديمة اكبر دليل حيث كان الملك يتزوج من أخته مثل" ايزيس " و
" أوزوريس" وهنا بدأت العقائد تظهر بشكل جديد بعد تعلم الإنسان ما هي الإدارة والتحكم و النظم العامة التي يحتاج إليها مثل الطرق والزراعة والأدوات التي يحتاجها لطهي الطعام .
و الإنسان يفهم النار كانت شيء عجيب لأنه من زمن بعيد امسك حجرين واصطداما بقوة فكان تحت منهما شيء من الزرع المجفف من الشمس ووجد اشتعال النار فاندهش وخاف لأنه لم يدرك هذا الفعل الطبيعي وبعد قليل قام بتكرار هذه العملية مرة واثنان وثلاثة والإدراك لديه لا يفهم ماذا تفعل هذه النار ؟ فكان يري البرق ويري النار في وسط الصحراء ولا يعلم من أين أتت ثم وضع إصبعه داخل هذه النار فاحترق وصاح وهنا بدأ تفكير الإنسان في معقولية إن شيء آخر لا اعلم به قد يؤذيني بدون علم هذا الموقف علم الإنسان أن يكون دائما حذر وهذا ما حدث مع سيدنا موسي عليه السلام ولكن كان أمر من الخالق العظيم ونعطي أمثال :- عندما كان الإنسان القديم يصطاد الحيوانات كان يعلم بالصراع بينه وبين الحيوان وعندما كان يصطاد الأسماك وعند حصاد الزرع وأمثال أخري كثيرة كان يعلم ما يفعله وهنا نفهم كلمة " خون " . وبعد التمدن استكملت بالخيانة لان النار خانته لا تقول له شيء ولا تعلمه ولا يعلم عنها شيء وهكذا بدأت كلمة الخيانة في عصور وقرون من السنين تتمدد حتى وقتنا هذا الشيء الغريب الذي أريد أن اكتبه جميع البشر علي أرضهم لم يخونوا بلادهم أو أرضهم وهنا نقرأ كثيرا عن الخيانة الوطنية ما هي الخيانة الوطنية ؟ الخيانة الوطنية هي ذهاب الإنسان إلى العدو الذي لا يريد الصالح لهذا الوطن وهنا تدرجت كلمة الخيانة إلي الخيانة العظمى لأنه لم يقصد شخص أو مجموعة من الأشخاص ولكنه يقصد خيانة هذا الوطن بما فيه والشيء الغريب انه يبيع نفسه إلي الوطن الأخر يعيش علي حسابه ويتمتع بحياة فاخرة ويمتلك الأموال وأمثال أخري كثيرة . هنا ما علاقة الخيانة والعقيدة إن الخالق العظيم يعطينا الحذر الكامل عن خيانة الوطن والبشر معنى ذلك هذا الإنسان فقد العقيدة وهنا يمكن أن يلتجأ إلي أي دولة لسبب ما . ولكن يظهر في التلفاز والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بشكله شخصيا ويتهم الوطن وما عليه أنهم كافرون هذه جريمة بشعة لماذا هذه الجريمة بشعة ؟ لان هذا الإنسان لا يعلم ما يفعله مثلما حدث مع أولاد " آدم" عليه السلام ومصيرهم عندما قتل " قابيل " أخاه " هابيل "
فمعني ذلك إن الغيرة والحقد والانتقام دخلوا عقله وتغيرت كل المواد الحسنه داخل مخه إلي العداء بجميع أشكاله ولا يستغفر ربه عندما يفعل ذلك ويقول بدون علم إنني افعل ذلك لإرضاء الخالق العظيم . هذا الإنسان لا يفهم ولا يعقل ما هو الخالق العظيم نقولها ونقرأ سورة " الإخلاص " نجد الخالق العظيم لا يستفيد ولا يريد شيء من الإنسان لأنه اكبر وأعظم من ذلك ولكن في الواقع هذا الإنسان فقد كل شيء ويقول سوف ادخل الجنة للمعرفة أولا لم نري ولا احد شاهد الجنة والنار لان الخالق العظيم وعدنا بهما ولكن افتراء البشر يتهيأ له أو من يدعمه انه سوف يدخل الجنة أو النار و هذا القرار يمتلكه الخالق العظيم بعد يوم الحساب و هذا من شأن الخالق العظيم ولا يستطيع أي شيء في الكون أن يفعل ذلك وهنا لنا وقفة جميعا أن نفكر في الحياة والموت ويوم الحساب إن الحياة معمل التجارب والموت تمهيد ليوم الحساب ويوم الحساب يجمعنا جميعا أمام الخالق العظيم .
" واتمني من الخالق العظيم الغفران والرحمة وأن يعفوا عنا جميعا ولا ينفعك شيء من الدنيا غير أعمالك " .
مع تحياتي دكتور / سمير المليجي