المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختبارات timss


ناصر اللحياني
29-11-2016, 19:49
اختبارات TIMSS
بقلم : أثير حسن مضحي الحربي
مجلة المعرفة - 2009-03-31 5 /4 /1430
http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2015/04/217.jpg

تعد المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات التي تعرف رسميًا باسم «دراسة التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم» «Trends in International Math and Science Study» ويرمز لها اختصارًا ( TIMSS)، أحد المؤشرات العالمية التي أصبح يشار إليها للتعبير عن جودة التعليم (خاصة في مجالي العلوم والرياضيات) على مستوى العالم، وأصبحت معظم نظم التعليم في العالم تسعى للمشاركة في هذه المسابقة إما بهدف إبراز قوة وجودة وتميّز النظام التعليمي فيها، أو بغرض الاستفادة والاحتكاك وتقييم النظام التعليمي وعملياته ومستوى أدائه، في رغبة منها للحاق بركب الدول المتفوقة في هذا المجال.

وأيًا كان الهدف والغرض من المشاركة فإن الذي لا يختلف عليه اثنان من المهتمين بالشأن التربوي أن هذه المسابقة قد أثبتت وجودها، وأصبحت مقياسًا يعبر عن جودة الأداء التعليمي، وحلمًا يسعى الجميع فيه إلى تحقيق مراتب متقدمة.

الفكرة والنشأة

تشرف على الدراسة الدولية لتوجهات تعليم الرياضيات والعلوم (TIMSS) «الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي »The International Association for the Evaluation of Educational Achievement التي تعرف اختصارًا بمنظمة (IEA)و مقرها في أمستردام بهولندا.

ويعود تاريخ إجراء أول دراسة دولية في مادة الرياضيات لعام 1966م، وهي الدراسة التي عُرفت باسم (FIMS)، حيث تم تقويم أداء الطلاب أيضًا في مادة العلوم إلى جانب ست مواد أخرى في عامي 1970/1971م وشاركت في هذه المسابقة 13 دولة.

وظلت كل من الرياضيات والعلوم، محل اهتمام وتركيز البحوث التربوية الكبرى، التي نُفذت في الأعوام 1980/1984م على التوالي. وفي عام 1990م قرر الاجتماع العام للجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي القيام بتقويم أداء الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم معًا على نحو دوري كل أربع سنوات. وشكّل ذلك القرار بداية الدراسات الدولية الموسعة لقياس اتجاهات أداء الطلاب، ليبدأ إجراء الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم المعروفة باسم (TIMSS) التي تم تنفيذها لأول مرة في عام 1995م. ثم تكرر إجراؤها بعد ذلك في عام 1999م، ثم في عام 2003م وأخيرًا في عام 2007م. وتستهدف الدراسة الطلاب من الصفين الرابع والثامن الأساسيين في معظم الدول المشاركة أو ما يعادلهما وفق النظام المعمول به في كل دولة.

وتمثل هذه الدراسة التي مازالت تجرى كل أربع سنوات، معيارًا لتقييم تحصيل الطلاب في الرياضيات والعلوم، وفعالية تعليم هاتين المادتين في مدارس الدول المشاركة على مستوى العالم، حيث توفر هذه الدراسة معلومات وطنية وعالمية قياسية للدول المشاركة حول أداء سياساتها واستراتيجياتها ومؤسساتها المعنية بالتعليم الأساسي، وحول المناهج والتعليم والمدارس والمعلمين والطلاب، بحيث تمكّن من قياس مستويات الأداء في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم واتجاهات التغير فيها.

وجاء اختيار مادتي العلوم والرياضيات باعتبار أنهما تمثلان الأساس في أي نظام تعليمي لبناء مجتمع متطور علميًا وتقنيًا.

أهدافها
تهدف الدراسة الدولية للعلوم والرياضيات (TIMSS) إلى تحقيق عدد من الأهداف التي تتراوح بين أهداف قصيرة المدى وأهداف بعيدة المدى، ولعل من أبرز تلك الأهداف:
- مقارنة تحصيل الطلاب في العلوم والرياضيات في أنظمة تربوية متباينة في خلفياتها الثقافية و الاقتصادية والاجتماعية بهدف التعرف على مستوى التحصيل في تلك الأنظمة، وقياس مدى تأثيـر مجموعة من العوامل ذات العلاقة على مستوى التحصيل.
- التعرف إلى أهداف المناهج الدراسية في البيئات المختلفة، ومعرفة الإجراءات التي تقوم بها المؤسسات التربوية بهدف تحسين تحصيل الطلاب التربوي.
- قياس الجودة في تعليم الرياضيات والعلوم، من خلال قياس مدى فعالية تعليم هاتين المادتين في مدارس الدول المشاركة بهدف مساعدة هذه الدول على جراء الإصلاحات التربوية اللازمة والمبنية على التقييم الموضوعي والشمولي.
- توفير قواعد من البيانات الكمية والكيفية التي تساعد الأنظمة التربوية في رسم سياساتها وبناء خططها التعليمية المستقبلية.
- تعزيز وتقويم كفاءة أساليب تدريس الرياضيات والعلوم في الدول المشاركة.
- تقديم المساعدات الفنية لصياغة السياسات والاستراتيجيات، من أجل إصلاح الأنظمة التربوية الخاصة بكل دولة من الدول المشاركة في نهاية الدراسة.
- تطوير جهاز من التربويين والإداريين والباحثين المدربين وذوي الخبرة في النواحي التقويمية الأساسية من الدراسة مثل إعداد التقارير، وأصول سحب العينات،وعمليات إدخال البيانات وتحليلها، وإكسابهم الخبرة في تقييم تأثير الإصلاحات والسياسات التربوية باستمرار.
إضافة إلى ما سبق فإن من الأهداف التي ترمي هذه الدراسة إلى تحقيقها تقديم تشخيص واقعي وموضوعي يتعلق بأربعة محاور رئيسية تتعلق بعملية التعلم في كل نظام تعليمي وتشمل:
ـ الطالب وتحديد اختياراته وتوجهاته المستقبلية في التعليم.
ـ المناهج وعمليات تعلمها وتعليمها، والتفاعل بين المعلم والطالب.
ـ الدعم الذي تلقاه العملية التربوية من المجتمع والسلطة، والقيمة والنظرة التي يعلقها المجتمع على التربية.
ـ التنظيم المدرسي ومدى تأثيره في عملية التعليم.

معاييرها و أدواتها وخطوات تنفيذها
يعود نجاح الدراسة الدولية (TIMSS) إلى عدد من العوامل، من أهمها الإجراءات الصارمة والدقيقة في عمليات الاختيار، والتطبيق، والتدقيق في كل مرحلة من مراحل إجراء الدراسة،التي تقوم على جهود مشتركة بين المراكز، والجهات البحثية في الدول المشاركة، التي تعد مسؤولة عن عمليات التدريب والتنفيذ والتنسيق واختيار العينات وتنفيذ خطوات المعالجة للبيانات وتحليلها، بالتعاون مع المركز الرئيسي للدراسة الدولية (مركز الاختبار والتقويم والسياسة التربوية الذي يعد محور الربط ونقطة الالتقاء وهو المركز الذي يقع مقره في جامعة بوسطن).
إن الدراسة الدولية (TIMSS) تعد في الوقت الحاضر، أحد أهم المحكات التي تتعرف الدول من خلالها على وضع طلابها في مادتي الرياضيات والعلوم، مقارنة بمعايير الإنجاز الدولية، وهو المؤشر الذي يقود إلى الكشف عن حالة النظام التعليمي في بعض جوانبه خاصة تلك المرتبطة بمعايير هذه الدراسة والمجالات التي تدور حولها.

وحتى تتمكن أي دولة في العالم من المشاركة في هذه الدراسة، لابد من توافر عدد من الشروط، التي وضعتها الجهة القائمة على هذه الدراسة وهي الجمعية الدولية لتقييم الإنجاز التربوي (IEA) وهذه الشروط تتعلق بطبيعة العينة التي ستطبق عليها أدوات الدراسة من حيث العمر والمرحلة الدراسية، فمثلاً في الدراسة الدولية الأولى عام 1995م حددت العينة المستهدفة للمستوى الأول من التعليم الثانوي (والذي يقابل المرحلة الإعدادية في العالم العربي) بجميع الطلاب الذين تتراوح متوسطات أعمارهم بين 13 سنة و13سنة و11 شهرًا عند منتصف العام الدراسي.

كما أن هناك شروطًا تتعلق بالتنظيم المدرسي، والمعلمين وخبراتهم السابقة، وآلية تطبيق أدوات الدراسة من اختبارات واستمارات متنوعة.

وإطار عمل الدراسة يشمل خمسة مجالات أساسية هي معايير المناهج, والمدرسة, والمعلمين وعملية إعدادهم, وأنشطة ومواصفات الصف الدراسي، والطلاب.
وتشتمل الدراسة على عدد من الأدوات لجمع البيانات منها أسئلة الاختيار المتعدد والأسئلة الكتابية وأسئلة الاختبارات البنائية التي يصحبها استبانات تعنى بجمع معلومات حول السياقات التربوية والاجتماعية والثقافية المؤثرة على عملية التحصيل العلمي ومن بينها استبانة المدرسة واستبانة معلمي الرياضيات والعلوم, واستبانة الطالب.
ولضمان تحقيق أعلى قدر من الجودة والدقة في عملية الاختبار ينبغي أن تتطابق جميع إجراءات الاختبار مع المعايير الموضوعة لذلك, ويتم إجراء الاختبار في العلوم والرياضيات في نفس الوقت في كل الدول المشاركة وذلك تحقيقاً للعدالة والموضوعية.

كما يتم في الدراسة تحديد مسبق للمجالات (الموضوعات) الدراسية التي سيتم قياس أداء الطلاب فيها، سواء في الرياضيات أو في العلوم، فمثلاً في الدراسة الدولية الأولى عام 1995م حددت موضوعات الرياضيات للصف الثامن بـ (المعادلات والأرقام والتفاضل والتكامل والهندسة) وحددت موضوعات العلوم بـ (الميكانيكا والحرارة وظاهرة الموجات والفيزياء الحديثة) ويتم في كل دراسة جديدة تغيير هذه الموضوعات لتشمل مجالات وموضوعات جديدة متعلقة بالرياضيات والعلوم، كما يتم التأكيد في كل دراسة على مجالات معرفية يتم قياسها مثل معرفة الحقائق واستيعاب المفاهيم والاستدلال والتحليل وحل المسائل.

وإجراء الدراسة الذي يتكرر كل أربع سنوات، يسير وفق إجراءات، وخطوات تنظيمية دقيقة، يجب على كل دولة مشاركة مراعاتها وهذه الإجراءات تتمثل في:
-ـ إعداد الإطار العملي لعملية التقويم.
ـ إعداد الصورة التجريبية لأدوات الدراسة باللغة الإنجليزية بمشاركة المنسقين من الدول المشاركة.
ـ ترجمة الأدوات ومواءمتها للغات البلدان المشاركة.
ـ مراجعة الترجمة وتعديلها وفق الخصوصية الثقافية لكل بلد.
ـ تجريب الصورة الأولية لأدوات الدراسة، وتحليلها للتأكد من خصائصها السيكومترية.
ـ إعداد الأدوات في صورتها النهائية بناء على نتائج التجريب، والتحقق من الترجمة،وإعداد كراسات الاختبارات.
ـ إعداد الأدلة ( التصحيح، التطبيق، التنسيق، الضبط والجودة، إدخال البيانات وتحليلها).
ـ تنفيذ المسح الرئيسي للدراسة.
ـ تصحيح الاختبارات وإدخال البيانات ذات العلاقة.
ـ إرسال النسخة الوطنية من البيانات لمركز معالجة البيانات الرئيسي.
ـ إعداد التقارير الدولية ومراجعتها وإقرارها (تقرير الرياضيات، تقرير العلوم،التقرير الفني).
ـ إعلان النتائج النهائية للدراسة.

يتبع »»»»

ناصر اللحياني
29-11-2016, 19:49
المشاركة العربية في الدراسة الدولية (TIMSS)

تم تطبيق الدراسة الأولى من «TIMSS» في عام 1995م، وبمشاركة دولة عربية واحدة هي الكويت التي حققت المركز التاسع والثلاثين ضمن إحدى وأربعين دولة شاركت في المسابقة،حيث كان متوسط درجات الطلاب في الرياضيات والعلوم على التوالي (392 و430) والذي كان أقل من المتوسط العالمي والبالغ ( 513 و 516).
وفي عام 1999م تم تنفيذ الدراسة بمشاركة ثلاث دول عربية هي الأردن، وتونس، والمغرب بمشاركة ثمان وثلاثين دولة. حيث حازت تونس المرتبة (29) في الرياضيات بنقاط مجموعها (448 نقطة) وجاءت الأردن في المرتبة (32) و( 428 نقطة ) أما المغرب فقد حلت في المرتبة (37) ونقاط مجموعها (337 نقطة). أما في العلوم فقد حلت الأردن في المرتبة (30) بنقاط بلغت (450 نقطة) وتونس في المرتبة (34) بـ(430 نقطة) والمغرب في المرتبة (37) ونقاط بـ (323 نقطة).

في عام 2003، تم تنفيذ دراسة «التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم 2003» وبمشاركة عشر دول عربية، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تمويلاً لخمس منها وهي: مصر، ولبنان، واليمن، وفلسطين، وسوريا؛ في حين شاركت كل من تونس، والمغرب، والأردن بمنح من البنك الدولي، وشاركت كل من السعودية، والبحرين بتمويل خاص منها. وبلغ عدد الدول المشاركة 46 دولة من مختلف القارات.

وقد حلت الدول العربية المشاركة في هذه الدراسة في نسختها الثالثة، في مراتب متأخرة، ففي مجال الرياضيات (الصف الثامن) جاء لبنان في المرتبة (32) بمجموع علامات متوسطه (433) كأفضل المشاركات العربية، بينما حلت السعودية في المرتبة (45) بمجموع بلغ متوسطة (332) علامة في المرتبة الأخيرة عربيًا. وفي العلوم (الصف الثامن) جاء الأردن في المرتبة الأولى عربيًا والمرتبة (26) دوليًا بمجموع بلغ (475)، بينما حلت السعودية في المرتبة (41) دوليًا والمرتبة السابعة عربيًا بمجموع علامات بلغ (398).

وقد كشفت نتائج المشاركة في هذه الدورة (TIMSS 2003) بالنسبة للصف الثامن الذي شارك فيه 9 دول منها المملكة العربية السعودية، أن المتوسط العربي لمستوى الأداء في الرياضيات بلغ 393 علامة مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 467 علامة. وفي العلوم بلغ 419 مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 474 علامة، وقد عكس هذا المؤشر تدني المتوسط العربي العام في الرياضيات والعلوم. كما بينت النتائج تقارب أداء الذكور مع الإناث مع أفضلية للإناث. كما كانت نسبة وصول الطلاب العرب إلى مستوى الأداء المتقدم نسبة متدنية جدًا لم تبلغ (1%) في الرياضيات في حين بلغت (1%) في العلوم، كما أن (45%) و(41%) من الطلاب لم يبلغوا مستوى الأداء المنخفض الذي يمثل الحد الأدنى المقبول في الرياضيات والعلوم على التوالي.
أما في الصف الرابع الذي شاركت فيه ثلاث دول فقط (المغرب، تونس واليمن ) فبلغ متوسط الأداء العربي في الرياضيات 321 علامة، مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 495 علامة، وبلغ في العلوم 289 علامة، مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 489 علامة، وكان الأداء يميل لصالح الذكور بالنسبة للرياضيات في حين كان أداء الإناث أفضل في العلوم.
وبينت النتائج أن ( 76%) من الطلاب العرب لم يبلغوا مستوى الأداء المنخفض الذي يمثل الحد الأدنى المقبول سواء في الرياضيات أو العلوم.

في عام 2005 بدأ تنفيذ الدراسة الدولية الرابعة «TIMSS 2007»، وبمشاركة أكثر من 60 دولة، منها خمس عشرة دولة عربية وهي: مصر، ولبنان، واليمن، وفلسطين، وسوريا، والأردن، والجزائر، وجيبوتي، وتونس، والمغرب، والسعودية، والبحرين، وقطر، وعمان، والكويت.
وقد كشفت نتائج الدراسة الرابعة فيما يتعلق بمادة الرياضيات (الصف الثامن) عن حصول لبنان على المرتبة الأولى عربيًا، والمرتبة (28) دوليًا (ضمن 48 دولة اعتمدت نتائجها النهائية) بمجموع بلغ متوسطه (449) وحلت السعودية في المرتبة الحادية عشرة عربيًا (من مجموع اثنتي عشرة دولة عربية اعتمدت نتائجها) وحلت في المرتبة (46) دوليًا، وجاءت قطر بعد السعودية، في المرتبة الأخيرة عربيًا ودوليًا بمتوسط بلغ (307).
وبمقارنة تلك النتائج بالمتوسط الدولي الذي بلغ (504)، نجد أن جميع الدول العربية المشاركة كان أداؤها عند هذا المستوى متدنيًا عن المتوسط الدولي.
وأما في مادة الرياضيات (الصف الرابع) فقد اعتمدت نتائج (36) دولة فقط، منها ست دول عربية (الجزائر، الكويت، تونس، المغرب، قطر، اليمن). حيث جاءت الجزائر في المرتبة الأولى عربيًا حيث حلت في المرتبة (29) بمجموع بلغ متوسطه (378) علامة وحلت اليمن في المرتبة الأخيرة عربيًا ودوليًا في المرتبة (36) بمجموع بلغ متوسطه (224) علامة.
وبمقارنة تلك النتائج بالمتوسط الدولي الذي بلغ (532)، نجد أن جميع الدول العربية المشاركة كان أداؤها عند هذا المستوى متدنيًا بشكل كبير عن المتوسط الدولي.
وفي مادة العلوم (الصف الثامن) حصل الأردن على المرتبة الأولى عربيًا والمرتبة (20) دوليًا بمجموع علامات بلغ متوسطه (482) وحلت السعودية في المرتبة الحادية عشرة عربيًا والمرتبة (44) دوليًا بمتوسط علامات بلغ (403) وحلت قطر في المرتبة الأخيرة عربيًا والمرتبة (47) دوليًا بمتوسط علامات بلغ (319).
وبمقارنة تلك النتائج بالمتوسط الدولي الذي بلغ (515)، نجد أن جميع الدول العربية المشاركة كان أداؤها عند هذا المستوى متدنيًا عن المتوسط الدولي.
وفي مادة العلوم (الصف الرابع) حصلت الجزائر على المرتبة الأولى عربيًا والمرتبة(31) دوليًا بمتوسط بلغ (354) وجاءت اليمن في المرتبة الأخيرة عربيًا ودوليًا في المرتبة (36) بمجموع بلغ متوسطه (197) علامة.
وبمقارنة تلك النتائج بالمتوسط الدولي الذي بلغ (533)، نجد أن جميع الدول العربية المشاركة كان أداؤها عند هذا المستوى متدنيًا جدًا عن المتوسط الدولي.
مما سبق يمكن تلخيص نتائج المشاركة العربية في النقاط التالية:
ـ ارتفاع نسبة المشاركة العربية في الدراسة الدولية، الذي حدث بشكل تصاعدي، ففي حين اقتصرت المشاركة في الدراسة الأولى على دولة واحدة هي الكويت، ارتفعت في الدراسة الرابعة إلى خمسة عشر بلدًا عربيًا، وهو الأمر الذي يعكس رغبة التطوير والإصلاح لتعليم الرياضيات والعلوم، والجوانب التربوية الأخرى المتعلقة بها.
ـ مستوى الجودة في تعليم العلوم والرياضيات في البلدان العربية المشاركة في هذه الدراسة بشكل عام مازال متدنيًا، ودون المستوى المأمول، حيث كان المتوسط العربي على العموم أقل من المتوسط الدولي، سواء في العلوم أو الرياضيات، ويدلل على ذلك المراتب المتأخرة التي حصلت عليها الدول المشاركة.
ـ حافظ الأردن على تفوقه العربي في مجال العلوم (الصف الثامن) حيث حصل على المرتبة الأولى عربيًا في الدراستين الثالثة والرابعة، وتحسن أداؤه في الدراسة الرابعة عنه في الثالثة حيث حل في المرتبة (20) بعد أن كان في المرتبة (26) في الدراسة الثالثة، إلا أن متوسط الأداء ما زال أقل من المتوسط الدولي.
وفي مجال الرياضيات (الصف الثامن) حافظ لبنان على تفوقه العربي وتحسن أداؤه دوليًا حيث حل في المرتبة (28) في الدراسة الرابعة، بعد أن كان حصل على المرتبة (32) في الدراسة الثالثة، ومازال متوسط الأداء الذي حققه، أقل من المتوسط الدولي.
ـ مستوى المشاركة بالنسبة للسعودية الذي اقتصر على الصف الثامن في العلوم والرياضيات، مازال دون المستوى المأمول حيث لم تتحسن النتائج في الدراسة الرابعة عنها في الدراسة الثالثة.
إلا أنه بالرغم من هذه النتائج المتدنية التي لا ترقى لطموح أي مواطن أو مسؤول عربي، فإن المشاركة في هذه الدراسة تظل نقطة إيجابية، وتوجهًا صحيحًا في طريق الإصلاح والتطوير لتعليم الرياضيات والعلوم في العالم العربي، وفي اعتقادي أن تفعيل هذه المشاركة يحتم علينا عددًا من الإجراءات والخطوات التي يجب اتباعها حتى تؤتي المشاركة في هذه الدراسة (المسابقة) ثمارها ومن تلك الخطوات:
- الشفافية في التعامل مع واقعنا التربوي والتعليمي، والاستفادة من نتائج هذه الدراسة، في تشخيص هذا الواقع الذي يصح وصفه «بالمريض»، والبدء في وضع خطة شاملة لعلاج جوانب الخلل والقصور.
- إنشاء مراكز متخصصة في البحوث والقياس والتقويم، في كل دولة عربية، وتفعيل دورها، من خلال تقديم الدعم اللازم لها، والبدء في بناء أدوات تقويم دقيقة، قادرة على قياس جوانب التعلم لدى الطلاب بكل دقة وموضوعية.
- إجراء الدراسات والبحوث الجدية، على مستوى كل دولة عربية، لتشخيص نقاط الضعف الذي كشفت عنه الدراسة الدولية، سواء ما يتعلق منها بمناهج العلوم والرياضيات، أو استراتيجيات تعليمها وتعلمها، أو المعلمين، أو الطلاب والبيئة التعليمية، التي تنفذ فيها عمليات التعليم، أو البيئة الخارجية المحيطة.
- إنشاء مراكز خاصة بتطوير المناهج (مناهج العلوم والرياضيات) وتزويدها بالإمكانات المادية والبشرية التي تمكنها من أداء دورها على الوجه المطلوب.
- الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في مجال تعليم العلوم والرياضيات،خاصة الدول التي حققت مراتب متقدمة،في الدراسة الدولية مثل سنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا وهونج كونج.
- البدء في تنفيذ عدد من الإجراءات المتعلقة بعملية الإعداد والتهيؤ للمشاركة في المسابقة الدولية ( TIMSS) ولعل مسابقة أولمبياد العلوم والرياضيات التي بدأ تنفيذها في عدد من الدول العربية مثل الأردن والسعودية، تعد مثالاً جيدًا على مثل تلك الإجراءات التي يجب توسيعها لتصبح على نطاق إقليمي.

المراجع:
ـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (2003م). تقرير التنمية الإنسانية العربية «نحو إقامة مجتمع المعرفة». المطبعة الوطنية: عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية.
ـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (2007م). نتائج الدول العربية المشاركة في الدراسة الدولية لتوجهات مستوى التحصيل في العلوم والرياضيات TIMSS 2003. عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية.
ـ بلومب، تجيرد (1992م). صياغة إطار نظري للبحث المقارن في التربية. مجلة مستقبليات، مج 22، عدد 3، مكتب اليونسكو الإقليمي عمان: الاردن.
ـ زيتون، كمال (2004م). الإطار العملي لتقييم العلوم في ضوء الدراسة الدولية الثالثة للعلوم والرياضيات «الأبعاد والمجالات». المؤتمر العلمي الثامن للتربية العلمية «الأبعاد الغائبة في مناهج العلوم بالوطن العربي» الإسماعيلية: مصر، ص ص 241ـ 285.
ـ عفانه، عزو و نبهان، سعد (2004م). مستوى الجودة في تحصيل الرياضيات باستخدام اختبار تيمس (TIMSS) والاتجاه نحو تعلمها لدى طلاب الصف الثامن الأساسي بغزة. مؤتمر «التربية في فلسطين وتغيرات العصر» غزة 23ـ24/11/2004م.
ـ ويلي، ديفيد وولف، ريتشارد (1992م). مشكلات تصميم الدراسة الدولية الثالثة حول العلوم والرياضيات. مجلة مستقبليات، مج 22، عدد 3، مكتب اليونسكو الإقليمي عمان: الأردن.
ـ موقع الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA). www.iea.nl

*الزعيم*
30-11-2016, 10:29
جزاك الله خير

ام عبد الرحمن محمد
05-12-2016, 21:44
بارك الله فيك