المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجُبن في الإسلام


رمضان 1427
19-10-2006, 17:52
الجُبن في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الإسلام يحذر أفراد المجتمع المسلم من الجبن في نصرة الحق والوقوع في ذلة الجبن والخور أمام رأي الأكثرية الفاسدة. فكيف بمسلم عزم على الجهاد وكان مبلغ أمانيه أن ينصر الله تعالى بنصرة دينه. فالجبن لايوافق الجهاد ولايتمثل في شخصية المجاهد ولا يعتري قلبه ذرة من الخوف والجبن لأنه لايخشى أحداً سوى الله عز وجل...
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يُحقِّرَن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أن عليه مقالا، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول خشية الناس: فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى"
والواجب على المجتمع المسلم أن يقف في وجه الكفر وأهله قال تعالى: ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ , وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . وهذه سورة الأنفال كلها حث على القتال وحض على الثبات فيه , وبيان لكثير من احكامه , ولهذا اتخذها المسلمون الأولون نشيدا حربيا يتلونه إذا اشتد الكرب وحمي الوطيس , وحسبك منها قول الله تبارك وتعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ) إلى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) .
وهذه سورة التوبة وكلها كذلك حث على القتال وبيان لأحكامه , وحسبك منها قول الله تبارك وتعالى في قتال المشركين الناكثين : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ , وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
فالشجاعة مثلاً وسط بين الجبن وبين التهور. حديث أبي هريرة مرفوعاً: "شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع" وقال الجصاص: وذم الجبن يوجب مدح الإقدام والشجاعة فيما يعود نفعه على الدين وإن أيقن فيه بالتلف، والله تعلى أعلم بالصواب.
وقال تعالى: ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ , فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) آل عمران الآيات 169- 175 فارجع إلى تمامها في المصحف.
وقال عز وجل( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) سورة النساء الآيات ابتداء من 71 – 78 , فارجع إليها في المصحف الكريم لترى كيف يحض الله المسلمين على الحذر , وممارسة القتال في جيوش او عصابات فرادى كما يقتضيه الحال , وكيف يوبخ القاعدين والجبناء والمخلفين والنفعيين , وكيف يستثير الهمم لحماية الضعفاء وتخليص المظلومين , وكيف يقرن القتال بالصلاة والصوم ويبين أن مثلهما من أركان الإسلام , وكيف يفند شبهات المترددين ويشجع الخائفين أكبر تشجيع على خوض المعامع ومقابلة الموت بصدر رحب وجنان جريء مبينا لهم أن الموت سيدركهم لا محالة وأنهم إن ماتوا مجاهدين فسيعوضون عن الحياة أعظم العوض ولا يظلمون فتيلا من نفقة أو تضحية.
والواجب كذلك على المجتمع المسلم أن يقف في وجه الانحراف والفساد ومحاولات الخداع والتمويه ويظهر هذا الأمر في حديث النبي الكريم: عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدمم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل "


ولعل من المناسب الوقوف عند صورة من صور القوة، تلكم هي قوة الروح المعنوية. إن من يقلِّب النظر في تاريخ الأمم التي تتمتّع بالعزّ والسيادة يجدها لم تبلغ ما بلغت إلا بما تربّت عليه من قوّة الروح قبل البناء العسكري، فبقوة الروح وارتفاع المعنويات -بإذن الله- تَسلم من خطر يمتدّ إليها من الخارج، ويستتبّ لها الأمن من الداخل، وتكون ذات شوكة ومهابة، ولا عجب أن يُولي القرآن الكريم ذلك ما يستحق من عناية، فتنزّلت الآيات التي تربّي النفوس على خلُق البطولة وتحفز الدواعي لإعداد الوسائل واتباع النظم، فالظفر بعيد عن الجبناء، وبعيد عن المهازيل، ولقد توجّهت الآيات الكريمة إلى النفوس تنقّيها من رذلية الجبن والإحجام، وتنذرها بسوء عاقبة الجبناء، اقرؤوا وتدبروا قول الله عز وجل:( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً) التوبة:8 إن الآية صريحة في أن الجَبَان يُبتلى بذي قوة لا يعرفُ للعهد رحمة، ولا يقيم للعدل وزنا، ولا يعرف للحق طريقاً.
ولقد سجّل الشجعان وصدّقت الحكماء أن الموت في مواطن البطولة أشرف من حياة يكسوها الذل ويغمرها الهوان، والحُر يلاقي المنايا ولا يلاقي الهوان، ومن العجز أن يموت الفتى جباناً.
وآيةٌ أخرى في كتاب الله تفضح فئات من الجبناء الخوّارين، أنكروا رجولتهم، ودفنوا كرامتهم، وقعدوا مع فئات لم تُخلق للضرب ولا للطعان، ( رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخَوالِفِ) التوبة:87. ولا يتوارى عن هواتف الشرف ودواعي البطولة إلا من كان حظه من الرجولة ضئيلاً، ومن الكرامة منقوصاً. والجبن من صفات اليهود، فهم قوم حريصون على الحياة, وخاصية الجبن متجذرةٌَ في نفوسهم، قال تعالى: ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرىً محصنةٍ أو من وراء جدر ) وقال أيضا: ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) صدق الله العظيم. فحب الحياة و الجبن عنصران أساسيان متأصلان في شخصية اليهود



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر ، أمره ونهاه ، فقتله )
الحديث الصحيح رواه الحاكم وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا

فانظر الى مقام رجل ما جبن عن الجهر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر




ابعد هذا نجبن


روي أن قوماً حاصروا حصناً، فقاتل رجل حتى قتل، فقيل: ألقى بيده إلى التهلكة، فبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: كذبوا أليس يقول الله تعالى "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله "

ابعد هذا نجبن

مما قاله ابن كثير والطبري:
روى الحافظ ابن كثير أن رجلاً قال للبراء بن عازب الأنصاري: إن حملت على العدو فقتلوني: أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة؟ قال: لا، قال الله لرسوله "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلى نفسك" وإنما هذه في النفقة، أي في ترك النفقة في الجهاد


ابعد هذا نجبن


وروى الإمام الطبري بسنده في تفسيره عن أبي اسحق السبيعي قال: قلت للبراء بن عازب (الصحابي): يا أبا عمارة، الرجل يلقى ألفاً من العدو، فيحمل عليهم، وإنما هو وحده (يعني: أنه مقتول في العادة لا محالة) أيكون ممن قال الله تعالى فيهم: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"؟ فقال: لا، ليقاتل حتى يقتل، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك" النساء: 84

ابعد هذا نجبن


وذكر نحو ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في فتواه المشهورة في قتال التتار، مستدلاً بما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصة أصحاب الأخدود، وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه، لأجل مصلحة ظهور الدين (حين طلب إليهم أن يرموه بالسهم ويقولوا: باسم الله رب الغلام) قال: ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار، وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين.

ابعد هذا نجبن


قال تعالى:" إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". التوبة 111.
يقول الشهيد سيد قطب معقباً على هذه الآية في ظلاله 3/1716: "حقيقة هذه البيعة أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم فلم يعد لهم منها شيء.. لم يعد لهم خيار أن يبذلوا أو يمسكوا.. كلا.. إنها صفقة مشتراة لشاريها أن يتصرف بها كما يشاء، وفق ما يفرض ووفق ما يحدد، وليس للبائع فيها شيء سوى أن يمضي في الطريق المرسوم.. والثمن هو الجنة.. والطريق هو الجهاد والقتل والقتال.. والنهاية: هي النصر أو الاستشهاد.. وإنها لبيعة رهيبة بلا شك ولكنها في عنق كل مؤمن قادر عليها لا تسقط عنه إلا بسقوط إيمانه ومن هنا تلك الرهبة التي استشعرها اللحظة وأنا أخط هذه الكلمات.. عونك اللهم فإن العقد رهيب".

ابعد ان بعنا لله نجبن


لا والذي فطر السموات والارض لا يجبن المسلم الموحد المخلص لربه بافراد العبودية لله وحده

فاوصيكم اخوتي ونفسي بالثبات عند اللقاء والعزم والبدار

فانها احدى الحسنيين اما اصطفاء من الله مع الشهداء وجنة عرضها السموات والارض واما نصر وفتح قريب

وفي الختام أقول ما أقبح الجبن , وما أقبح القعود، لأن الجبن يولد مهانة النفس والجبان مهين النفس، بعيد عن عزتها المحمودة.والفرد الجبان يضعف من حوله فما بالكم بمجموعة أفراد من المؤكد أنهم سيساهمون في إضعاف أمة بأكملها

هذا ونعوذ بالله من البخل والجبن والكسل وسؤ المنقلب.
منقووول
---------------------------

The spook
19-10-2006, 19:54
جزاك الله ألف خير