تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صـــراخ الأمهـــات في البيـــوت


أم عبدالملك
04-11-2006, 21:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إخوتي وأخواتي الأكارم ..

سوف أطرح بين أيديكم اليوم موضوعا في غاية الأهمية (على الأقل من وجهة نظري!!)..موضوع يضم بين ثناياه دراسات وأبحاث وملاحظات تدور جميعها حول ظاهرة جديدة تسللت إلى حياة معظم الأسر .. (خصوصا تلك الأسر التي تكون فيها الأم عاملة)..

تلك الظاهرة أصبحت مرضا خطيرا بل وباء مزعجا ينتشر كانتشارالنار في الهشيم!!


أعزائي..
لن أطيل عليكم..
هيا بنا لنكتشف معا خبايا تلك الظاهرة المهمة والخطيرة ولنسبر أغوارها من خلال السطور التالية..

مهلا مهلا..

نسيت أن أنبهكم لشيئ ضروري وهام جدا..
قبل أن تبدأوا بقراءة الموضوع ..
لدي نصيحة صادقة لكم..

أعزائي..

أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يحاول ولو مرة واحدة على الأقل أن يتلافى ماورد فيه من سلبيات..وأن يطبق ماورد فيه من نصائح وتوجيهات..(وإن كانت النصائح الواردة فيه موجهه للمرأة..إلا أنه يمكن للرجل أن يستفيد منها في توجيه زوجته وقريباته..)..

عشمي فيكم كبير...فلا تخيبوا ظني فيكم!!


والآن ..
بإمكانكم قراءة الموضوع..(وبدون مقاطعات مني!!)..




الظاهرة التي كنا نتحدث عنها ..هي الصراخ المستمر للزوجة " الأم" طوال اليوم حتى لا يكاد يخلو منه بيت أو تنجو منه أسرة لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة .
ففي معظم بيوتنا الآن وبسبب الأعباء المتزايدة على الأم بسبب العمل وصعوبة الحياة وسرعة إيقاعها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية المتزايدة ، وربما أيضا بسبب طموحات المرآة التي تصطدم غالبا بصخرة الواقع المر والمعاكس ، بالإضافة إلى مسئولية الأم في مساعدة أطفالها في تحصيل وفهم استيعاب دروسهم ودس المعلومات في رؤسهم بعد ان فقدت المدرسة دورها ، الأمر الذي جعل الأم في موقف صعب لا تحسد عليه ، فكيف لها بعد يوم عمل شاق وطويل ومعاناة في العمل وفي الشارع في رحلتي الذهاب والعودة ، كيف لها بعد كل ذلك أن تقوم بدورها في تربية وتنشئة أطفالها وتقويم سلوكياتهم وإصلاح " المعوج" منها امام طوفان من التأثيرات السلبية تحيط بهم من كل جانب في زمن القنوات المفتوحة والدش والإنترنت والموبايل والإعلانات الاستفزازية ؟؟ وكيف لها بعد ان تعود إلى بيتها مرهقة ومنهكة وغالبا محبطة ان تدرس الدروس والمعلومات والإرشادات والتوجيهات في عقول أبنائها في برشامة مركزة يصعب عليهم غالبا ابتلاعها !
وهنا ظهر المرض ومعه الكثير من الأمراض المختلفة ، وكثرت الضحايا وامتلأت عيادات الأطباء بأمهات معذبات تجمعهن غالبا ظروف متشابهة وهي انشغال الأب بعمله أو سفره للخارج ، واعتقاده الخاطئ ان دوره يقتصر على توفير الأموال لأسرته واعتماده الكامل على الزوجة في التربية والتنشئة ومساعدة الأطفال في تحصيل دروسهم ..
الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على الزوجة وضغطا مستمرا على أعصابها..و الخطورة هنا أنه مع تطور أعراض المرض والتي تبدأ كالعادة " ذاكر يا ولد .. ذاكري يا بنت..أسكت يا ولد..حرام عليكم تعبتوني ...الخ
تقوم الأم ذلك بانفعال وحدة ثم بصوت عال ورويدا رويدا تبدأ في الصراخ وتفقد أعصابها تماما وتتحول الحياة في البيت إلى جحيم لايطاق ..
وهنا يبدأ الأطفال في الاعتياد على الصراخ ويتعايشون معه فهم يصبحون عليه ويمسون عليه (اصحى يا ولد.. نامي يا بنت ....اطفي التليفزيون....الخ )

المهم في هذا الجو يبدأ كبار الأطفال في التعامل مع أشقائهم الأصغر بأسلوب الصراخ .
وهنا يزداد صراخ الأم للسيطرة على الموقف .. وعندما يحضر الأب ..بعد يوم شاق واجه خلاله ضوضاء وصراخا في كل مكان.. في العمل.. في الشارع ..ويكون محملا غالبا بمشاكل وصراعات واحباطات وربما أيضا بصراخ الضمير في زمن أصبح الماسك فيه على دينه وأمانته ونزاهته واخلاقه كالماسك الجمر بيده أو بكلتا يديه.. المهم عند عودة الأب يحاول الجميع افتعال الهدوء تجنبا لمواجهات حتمية قد لا تحمد عقباها ، ولكن لان الطبع يغلب التطبع ، لان المرض يكون قد أصاب كل أفراد الأسرة ..
فان الأب يفاجأ بالظاهرة بعد ان أصبحت مرضا مدمرا فيبدأ المناقشة مع زوجته:

ماذا حدث ؟

وما الذي جرى لكم؟

صوتكم وصل إلى الشارع ؟

فــتبكي الزوجة المسكينة وتنهار وتعترض : (نعم أنا أصرخ طوال النهار ..أنا على وشك الجنون..ولكنه الأسلوب الوحيد الذي أستطيع التعامل به مع أولادك إجلس معنا يوم وجرب بنفسك) ..وهنا ربما يحاول الزوج احتواء الموقف ودعوة زوجته المنهارة للهدوء وربما يطيب خاطرها بكلمة أو كلمتين ولكن - وهذا هو الأغلب حدوثا للآسف – ربما ينحرف الحوار إلى الجهة الأخرى خاصة عندما يؤكد الزوج لزوجته أنه هو الآخر على أخره وتعبان ومحبط ويحتاج للأكل والنوم.. وهنا قد تصرخ الزوجة): حرام عليك.. حس فيني.. متى أتكلم معاك ؟ساعدني انا محتاجة لك) ويرد الزوج غالبا) : وأنا محتاج للهدوء حرام عليك أنت).. وكلمة وكلمتين يجد الزوج نفسه في النهاية يصرخ هو الآخر ، فلا أسلوب يمكن التعامل به مع هؤلاء سوى الصراخ..وتفشل محولات بعض العقلاء من الأزواج في احتواء الموقف والتعامل مع الظاهرة " الصارخة " بالحكمة والمنطق والهدوء ويستمر الجحيم و الانهيار .


فإلى متى ستظلين تصرخين يا سيدتي ؟


ماذا حدث لنا؟
أين أمهات الزمن الجميل ؟
هل كانت أمهاتنا يصرخن مهما زاد عدد أفراد الأسرة ؟
وهل فشلن في تربيتنا وتنشئتنا ؟
ولماذا اذن الكثيرون منا رجالا ونساء فاشلون في تربية أطفالهم ورعاية أسرهم ؟
لماذا أصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار ، بل السمة المميزة والمسموعة لبيوتنا ؟



يتبع..

فديت أمي
06-11-2006, 14:29
راااااااااااااااااائع بارك الله فيك ......ننتظر البقية ..

أم عبدالملك
06-11-2006, 23:55
فديت أمي..

شكرا لمرورك العطر..

والبقية آتية بإذن الله..

البالود
07-11-2006, 11:21
ماهذا أستاذتي الفاضلة ؟!!

موضوع أكثر من رائع , ومقدمة أجمل من الموضوع ذاته
.

لكن
لماذا عندما يبلغ الأنسجام أشده ,, تقومين بقطع الموضوع ؟؟

تابعي موضوعك ولاتتأخري علينا

ننتظر أبداعك


لك خالص الود والتقدير

أم عبدالملك
07-11-2006, 19:05
المشرف الفاضل:
البالــــــــــــود..

ردك هو الأكثر من رائع..
وشكرا لك على عبارات الإطراء التي لا أستحقها..

وبقية الموضوع قادمة..ولكن بعد أن يهدأ الصراخ!!

تحياتي العطرة..

أم عبدالملك
07-11-2006, 21:01
...بقيــــــــــــــــــــــــة الموضــــــــــــــوع....

أم عبدالملك
07-11-2006, 21:16
مشاغبة طفلك .. و عناده !!



بعد إجراء دراسة شملت 110 أًسر أمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة و خمسة أعوام .. أعلن معهد العلوم النفسية في أتلانتا أن هناك علاقة قطعية على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاغب ، الكثير الحركة ، و بين الأم العصبية التي تصرخ دائماً و تهدد بأعلى صوتها حين تغضب . وجاء في الدراسة أيضاً أن المقصود بالطفل المشاغب هو الطفل الذي لا صبر عنده ، والعنيد ، و المتمرد و العدواني نحو الآخرين .. حتى والديه ، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام و اللعب أو العراك مع أحد أخوته .
و يعلن الدكتور فرانك ترايبر من الكلية الطبية بجورجيا قائلاً : إن نتائج الدراسة أضافت إلى المعلومات المعروفة حالياً بأن هؤلاء الأطفال قد يدمرون أنفسهم إذا لم تقدم لهم المساعدات منذ صغرهم ، و إن الطفل منهم لا يعرف كيف يوجه طاقته هذه للوصول إلى هدف مفيد0 بل لوحظ أنه يستخدمها ( أي طاقته ) في عراك أو لعب عدواني مع إخوته و أصدقائه .. وربما والديه أيضاً .
و تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن الأم التي تعبر عن غضبها بالصراخ .. و باستخدام ألفاظ بذيئة ، أو سيئة أمام طفلها ، تدفع بهذا الطفل إلى التحول إلى طفل من هذا النوع المشاغب . وأكدت الدراسة كذلك أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل .


هل تأملت عزيزتي الأم في نتائج هذه الدراسة الهامة ، وهل وجدت كيف أن ما فيها يتلخص في نصيحة في غاية الأهمية و يمكن أن نوجزها في هاتين الكلمتين : لا تغضبي..
وهي نصيحة سبق بها نبي الرحمة دراسات الدارسين و أبحاث الباحثين .. حين أوصى بعدم الغضب .
ولكنك قد تسألين : و كيف لا أغضب ؟ كيف أملك نفسي حين يتكرر خطأ الطفل ؟ كيف يمكنني أن أهدأ و طفلي يرتكب حماقات لا تحتمل ؟



هذه بعض النصائح التي أرجو أن تساعدك عزيزتي الأم على عدم الغضب :


1- الاستعاذة من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة و أنت تشاهدين من طفلك ما يثير فيك الغضب ، سواء أقام بكسر الأشياء في البيت ، أو بضرب أخته أو أخيه الصغير ، أو بالصراخ .. رددي الإستعاذة من الشيطان و أنت تتوجهين إليه لتمنعيه من فعله الخاطئ ، أو لإصلاح ما أفسد ، أو لغير ذلك .

2- انظري إلى طفلك طويلاً حين يكون نائماً ، و تأملي في براءته و ضعفه ، و خاطبي نفسك : هل يستحق هذا المسكين أن أضربه أو أصرخ في وجهه و أثور عليه ؟ و حين يريد الغضب أن يثور في نفسك على طفلك عندما يرتكب ما يثير فيك هذا الغضب .. تذكري صورته و هو نائم ضعيف ، لا حول له و لا قوة ، و ملامح البراءة مرسومة على وجهه .. و حاولي أن تثبتي هذه الصورة في مخيلتك .. فإن هذا يساعدك كثيراً على كبح جماح غضبك .

3- ضعي نتائج الدراسة السابقة في ذهنك ، و تذكريها حينما تبدأ شعلة الغضب بالإشتعال في نفسك ، و فكري : غضبي لن ينفع في تأديبه ..غضبي سيزيده شغباً و عناداً و تمرداً .. اللهم أعني على التحكم في أعصابي0. اللهم اشرح صدري .

4- أشغلي نفسك بأي عمل آخر و أنت تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه على خطئه أو إهماله أو ذنبه .. فيما بعد .. و هذه بعض الأمثلة :
- سأعرف شغلي معك بعد أن أنهي إعداد الطعام .
- فكر كيف ستواجه أباك عندما يعلم بما فعلت .
إن هذا التأجيل يساعد على إطفاء ثورة الغضب في نفسك ، وهو ، في الوقت نفسه ، يشعر الطفل أن خطأه لن يمر دون حساب .



ختاما..


أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي تختفي فيه تلك الظاهرة المزعجة من منازل الكثير من الأسر..وأرجو ألا يطول إنتظارنا!!

ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر ووافر الإمتنان لمن زودني بهذه المعلومات القيمة ..فله مني أزكى التحايا وأعطرها..




المراجع:

- مقال للدكتور.احمد فوزي توفيق
أستاذ بكلية طب عين شمس

- مشكلات تربوية في حياة طفلك
محمد رشيد العويد

بتصرف..




تحياتي الهادئة للجميع!!

أديبـــــة
08-11-2006, 15:16
الله يجزاك خير
ويرفع قدرك
موضوع رائع ومفيد

أم عبدالملك
08-11-2006, 20:56
وإياك أختي الكريمة..

وشكرا لمرورك العطر..

نازك
10-11-2006, 05:36
رائع رائع رائع جدا ............

وشخصيا تعلمت الكثير مما خطته يداك

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

دمتي بخير وعافية

أم عبدالملك
10-11-2006, 20:53
أخي الفاضل: نازك..

الرائع هو مرورك العطر...

وإن كان هناك أحد تعلم من الآخر..فهو أنا أستاذي الكريم..

يكفي أن نتعلم منك دماثة الأخلاق..والسمو في التعامل...

وفقك الله..وحقق لك كل ما تصبو إليه..

ناصر اللحياني
14-11-2006, 21:45
عرض رااائع جدااا للموضوع

بارك الله فيك وجزيت خيرا

أم عبدالملك
15-11-2006, 11:34
وفيك بارك الله أستاذي الكريم...

تشرفنا بمرورك العطر...

مع فائق احترامي...