مشاهدة النسخة كاملة : أفران المايكروويف بين أمان الغذاء وخطورة الموجات. أين الحقيقة؟
ابو تميم
09-11-2006, 12:04
أفران المايكروويف بين أمان الغذاء وخطورة الموجات. أين الحقيقة؟
رغم مضي أكثر من نصف قرن على استخدام الميكروويف إلا أنه مازال السؤال الحائر طائراً .. ترى هل هو آمن؟
مادامت أفران الميكروويف تسخن الطعام فمن الطبيعي أنها تسخن أنسجة أجسامنا إذا تعرضنا لموجاتها.
هناك اشتراطات صارمة مطبقة منذ عام 1971 على مصانع الميكروويف للتأكد من سلامتها، وهناك متابعة دقيقة لذلك في أمريكا بمجرد إيقاف تشغيل الفرن فإنه لن يتبقى أشعة في الجو أو داخله , طول الاستخدام وعدم النظافة والإهمال وعدم الصيانة كلها أمور لها حديث خاص.
في عام 1946 وأثناء تجارب على أنبوب مجال مغناطيسي لاحظ بيرس اسبنسر، أن قطعة الشوكولاتة التي كان يحملها في جيب سترته قد انصهرت رغم أنه لم يكن يشعر بأي حرارة على جسمه أو سترته. وقد كان هذا الاكتشاف هو بداية تطوير الأدوات المطبخية في الولايات المتحدة والذي أفاد من هذا التأثير الحراري واكتشف الميكروويف. وفي عام 1952م نزل إلى الأسواق أول فرن ميكروويف لاستخدامه في المنازل بترخيص تجاري لشركة ريتيون.
رغم أنه قد مضى أكثر من نصف قرن منذ أن اخترع الدكتور ( سبنسر) فرن الميكروويف، وحوالي 45 سنة على استخدامه في المنازل (1955م) وثلاثين سنة على وضع القوانين الضابطة لتصنيعه من قبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (1971م) إلا أنه مازال هناك شك وريبة لدى الكثير من الناس حول درجة الأمان التي يعطيها هذا الفرن لمستخدمه. ومازالت الأسئلة الحيرى تطرح في المجالس والصحف والمجلات بل وحتى عبر الإنترنت.
هل الموجات المستخدمة في الميكروويف آمنة؟
هل تسبب السرطان؟
ماذا عن الغذاء المطبوخ أو المسخن فيه؟ هل هو آمن؟ هل حدث له تعديل أو تبديل جعله مضراً بالصحة؟
هل يسبب السرطان؟ أم ينتج طفرات وراثية؟
هل حقاً ما يقال من أنه لا يقضي على الميكروبات؟
هل نشتريه؟
وإذا اشتريناه.. يقال أنه يسرب أشعة؟
ويقال أن هذه الأشعة تسبب تلفاً في الأطراف تقود إلى الحاجة إلى بترها؟
أين الحقيقة؟
الحقيقة موزعة.
إن شأن هذا الفرن عجيب مع الإنسان، شأنه شأن بقية المخترعات التي تصدر أشعة.
وإن أمر الإنسان مع الأشعة لعجيب أيضاً.
كيف وهو يسمع ما تحدثه أشعة المفاعلات النووية من تشوه للأجنة ودمار للبشرية وطفرات وسرطانات.
كيف وهو يرى ويسمع ما تثيره وسائل الإعلام عن أشعة «تشرنوبل» ومازال يسمع.. ويسمع.. ويحذر من الأشعة السينية! إن العجب يمتد في جانبه الآخر بجهل بعضنا عن حقيقة الأشعة نفسها..! فما كل أشعة مؤينة أو نووية..!
أمور عدة.. ولا تداخل
عند حديثنا عن الميكروويف وتأثيره على الصحة ترد إلى الذهن عدد من القضايا والأمور وهي:
أولاً: وببساطة إذا كنا نشاهد الميكروويف يسبب تسخيناً للغذاء فهذا يعني أنه يمكن أن يسخن أي جزء من أجسامنا يتعرض له بالصورة نفسها، وهذا أمر حقيقي لانقاش فيه. وعليه فإن التعرض لأشعة الميكروويف تسبب تلفاً للأنسجة.
ثانياً: الضرر الذي تسببه الأشعة مقتصر على تلف الأنسجة وحرقها إذا كانت الجرعات كبيرة أو التعرض لها مباشرة. ماذا لو كانت بصورة بسيطة أو غير مباشرة، هل ثمة ضرر كما يقال؟
مثلاً يقال أنها تسبب السرطان.. فما حقيقة هذا الأمر؟
ثالثاً: الأفران التي نستخدمها في منازلنا هل تسرب أشعة غير مباشرة أم أنها آمنة. وكيف نعرف ذلك؟
رابعاً: لو لم تسرب أشعة ولم تتعرض أجسامنا لها، ماذا عن الغذاء المسخن والمطبوخ في الميكروويف، هل هو آمن صحياً؟
حول هذه المحاور الأربعة سيكون تحقيقنا في هذا الموضوع.
بداية هذه الاشتراطات
لقد أدركت كثير من الحكومات المصنعة لأفران الميكروويف المنزلية خطورة تسرب الأشعة من الفرن إلى جسم الإنسان(من منطلق تسخين الجسم) فوضعت مواصفات واشتراطات تمنع تسرب الموجات الكهرومغناطيسية منه إلى خارجه المحيط به.
ومن تلك الاشتراطات التي وضعتها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) فمن ذلك: الاشتراطات التي تحدد كمية الموجات التي لابد للفرن ألا يسرب أكثر منها في حالة استخدامه خلال عمره الزمني. فكان الشرط ألا تتجاوز الأشعة 5 مللوات لكل سنتمتر مربع لبعد مداه الأعلى بوصتين من سطح الفرن، وهذا الرقم أقل بكثير جداً جداً من الرقم الذي يحدث ضرراً بصحة الإنسان. وهذا يعني أنه كلما ابتعدت عن الفرن أكثر من بوصتين (أي 5 سنتيمترات فقط)، فإنك ستتعرض لأقل من واحد من الواحد في المئة من الأيونات. أي أنه يضعك في الأمان شبه المطلق.
إن جميع الأفران التي أنتجت في أمريكا بعد أكتوبر 1971 لابد أن يكون لها شهادة تثبت أنها خاضعة لتلك الاشتراطات.
كما ألحقت تلك الاشتراطات التوزيع والبيع لأفران الميكروويف بين الحين والآخر.
وفي حالة اكتشاف أي خلل من قبل أي مصنع ومخالفة للاشتراطات فإنها تلزم المنتج بتعديل الخلل فوراً لجميع الأفران التي سوقت وإصلاحها بدون إلزام المشتري بأي مقابل مادي لذلك.
ولكن تبقى قضية المتابعة الدورية بعد استخدام الفرن لمدة طويلة أو سوء استخدام أو عدم نظافة الباب لفترات طويلة قابلة للتساؤل خصوصاً عندنا !
إن في طيات تحقيقنا هذا شيئاً من الحلول العملية، ولكن قبل هذا مازال هناك سؤال أولي مهم وهو:
ما هي الموجات التي تستخدم في أفران الميكروويف؟ وما هي حقيقتها؟
إنها مفيدة وخطيرة أيضا.
يتبع
ابو تميم
09-11-2006, 12:06
تسمى الأشعة التي تستخدم في أفران الميكروويف بالموجات الكهرومغناطيسية. وتعد الموجات الكهرومغناطيسية المتعددة باستخداماتها معلماً من معالم التطور التقني الذي شهده العالم منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. فسكان المجتمعات الحديثة معرضون دائماً لموجات كهرومغناطيسية من صنع الإنسان بترددات مختلفة ومستويات متفاوتة في الشدة. ويمكن أن تصدر هذه الموجات من خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وأفران الميكروويف، وأجهزة الاتصال الجوالة، والمحطات القاعدية لنظام الهاتف الجوال، وشاشات الحاسب الآلي، وأجهزة العلاج الطبيعي المستخدمة في المستشفيات. ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني وأجهزة الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى الأقمار الاصطناعية.
كما أن هناك معدات أخرى انتشرت في السنوات الأخيرة يمكن أن تضاف إلى مصادر الموجات الكهرومغناطيسية ومنها أنظمة كشف السرقات المستخدمة في المحلات التجارية، وأنظمة التحكم في السير على الخطوط البرية السريعة وأنظمة التحكم عن بعد لبعض الأجهزة الإلكترونية. ومازالت الصناعة الإلكترونية تنتج آلات وأجهزة تضاف إلى هذه المصادر السابقة.
إضافة تلوث..
إن مثل هذه التقنيات ورغم فوائدها للبشرية إلا أنها في الوقت نفسه عنصر من عناصر التلوث البيئي في العصر الحديث، فقد أمكن رصد آثار عديدة لتلك الموجات. فهناك الأثر الحراري والأثر غير الحراري الذي أشار عدد من الدراسات الإحصائية إلى وجود نوع من الارتباط بينه وبين الإصابة ببعض أنواع السرطان. ويتفاوت أثر وضرر تلك الموجات على الإنسان بتفاوت شدة وتردد تلك الموجات، كما يعتمد أيضاً على طبيعة التعرض لتلك الموجات الكهرومغناطيسية. وقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بتلك الموجات وبآثارها -الثابتة منها والمحتملة- على النطاقين الدولي والمحلي.
لنتعرف على المصدر.
الإشعاع الكهرومغناطيسي عبارة عن طاقة متولدة في شكل موجات نتيجة تعامد مجال كهربائي مع مجال مغناطيسي. وله صور عديدة تختلف فيما بينها بالطول الموجي والتردد، ومثال ذلك موجات الراديو، موجات الميكروويف، الأشعة تحت الحمراء، الضوء المرئي، الأشعة فوق البنفسجية، الأشعة السينية، أشعة جاما.
ولقد حدد «المعهد الأمريكي الوطني للمقاييس» الموجات الكهرومغناطيسية العاملة عند ترددات اللاسلكي (الراديو) بأنها تلك الموجات التي تنحصر تردداتها بين 3 كيلو هيرتز و30 جيجاهيرتز، ويعمل خلال هذا النطاق الواسع من الترددات عدد كبير جداً من الآلات والأنظمة الكهربائية مثل أنظمة الاتصالات اللاسلكية، والمرسلات الإذاعية والتلفزيونية، والرادارات، وأنظمة الملاحة الإلكترونية، وآلات المعالجة الإنتاجية المستخدمة في الصناعة والأبحاث والآلات الطبية المستخدمة في العلاج الطبيعي في المستشفيات.
ثم نتعرف على آثاره .
هنا سنتكلم عن آثار التعرض للموجات الكهرومغناطيسية مباشرة في جميع أنواعها المذكورة وليس أفران الميكروويف فقط. بمرور الزمن على استخدام الموجات الكهرومغناطيسية في الأغراض المتعددة تراكمت خبرات ومعلومات عن بعض الآثار غير المحمودة لتلك الموجات على الإنسان والبيئة المحيطة. ومن الممكن القول أنه لا ينبغي إهمال الخطر المحتمل للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة المختلفة وخصوصاً في مجالات العمل. فقد ذكر تقرير لوكالة حماية البيئة الأمريكية أنه يبدو أن هناك ارتباطاً بين سرطان الدم وسرطان الأعضاء وبين العمل في أعمال يزيد احتمال التعرض فيها للمجالات الكهرومغناطيسية، إذ إن أخطارها ليست مقصورةً على مشغلي تلك الأجهزة بل يتعداهم إلى من يقوم بصيانة تلك الأجهزة أو من يعملون بجوارها. والحق أن هذا الموضوع هو من الموضوعات الشائكة نسبياً، فقلة الأبحاث في هذا المجال وكثرة الإشاعات عن دراسات خاطئة أو حالات غير مثبتة علمياً أدى إلى وجود نوع من التخوف الزائد لدى بعض فئات المجتمعات على جميع مستويات التعليم..
تقسيم أكثر عمقاً .
من الممكن تقسيم الآثار الناتجة عن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية (مرة أخرى نؤكد أننا نتكلم هنا عن التعرض لجميع الأنواع مباشرة) على أنها آثار حرارية أو آثار غير حرارية، إذ إن تعرض جسم الإنسان أو جزء منه لتلك الموجات قد يتسبب في انبعاث حرارة داخل الجسم. ويعتمد هذا التأثير اعتماداً مباشراً على شدة الموجات الكهرومغناطيسية التي يتعرض لها الإنسان وعلى تردد تلك الموجات أيضاً.
كما أن هناك آثاراً غير حرارية تنتج عن تدخل الموجات الكهرومغناطيسية في عمليات أجهزة الجسم المختلفة. ومما لاشك فيه أن الأثر الحراري لموجات الراديو هو أثر خطير وينبغي عدم التقليل من ضرره أو التهوين من احتمالات حدوثه.
وقد أدى ذلك إلى رفع دور الوعي والحذر عند العاملين وأرباب العمل على حد سواء. وتتلخص ميكانيكية الأثر الحراري لتلك الموجات في استجابة جزيئات الماء- في جسم المصاب- بالاهتزاز تبعاً لتردد تلك الموجات، مما يؤدي إلى انبعاث الحرارة بفعل ذلك الاهتزاز. ويقوم الجسم بدوره بمحاولة التخلص من تلك الحرارة بطرق مختلفة، ولكنه قد يفشل في ذلك فينتج ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو الجزء المصاب مما قد يؤدي إلى حدوث ضرر دائم. ومن أمثلة ذلك ما يمكن أن يحدث للعين التي تتأثر بالحرارة، كما يتأثر بها بياض البيض.
وعوامل شتى..
ويختلف امتصاص الكائنات الحية للموجات الكهرومغناطيسية باختلاف أحجامها كما يعتمد على تردد تلك الموجات أيضاً. فيوجد لكل حجم من الأحجام تردد يسمى تردد الرنين، يحدث عندها أقصى امتصاص للطاقة الموجودة في الموجات الكهرومغناطيسية.
ونظراً لضرورة وجود مقاييس تضمن سلامة العاملين على الأجهزة المذكورة، ومثيلاتها، وضرورة سلامة العامة الذين يتعرضون للموجات الكهرومغناطيسية بشكل دائم، قامت عدة دول بوضع مقاييس خاصة بها من أجل تحقيق ذلك الهدف.
كما أن امتصاص الطاقة يتوقف على كتلة الجسم وشكله وحجمه واتجاههه بالنسبة للحقل وعلى الخواص الكهربائية للجسم والبيئة.
وأخطار مؤكدة ومحتملة
لا شك في وجود آثار بيولوجية للمجالات الكهرومغناطيسية، غير أن موضوع الخلاف هو مسألة هل تتحول تلك الآثار إلى أورام سرطانية أو تؤدي إلى أية آثار ضارة أخرى أم لا؟ ولقد ركزت الدراسات على الآثار السرطانية غير أن هناك من أثار تساؤلات حول التشوهات عند المواليد.
ففي التقرير الذي نشرته المفوضية الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين وبعد استعراض العديد من الأبحاث تبين من النتائج أن التعرض إلى المجال الكهرومغناطيسي ذي الترددات الراديوية لا يسبب طفرات شاذة في الخلايا وبالتالي لا يحتمل كونه مسبباً للمسرطنات.
ولكن يمكن القول بأنه يزيد من السرطان إذا كان السرطان موجوداً، والعلاقة أنه كلما زادت الجرعة زاد الخطر.
بعيداً عن الأضرار..
هناك فوائد
لقد أدرك العلماء في الأيام الأولى للبث الراديوي ذي القدرة العالية، إمكانية الإشعاع الكهرومغناطيسي في التسبب في رفع درجة حرارة الأجسام المجاورة لهوائيات الإرسال، ومنذ ذلك الحين استغلت هذه الخاصة للإشعاع الكهرومغناطيسي في العديد من التطبيقات الصناعية والطبية مثل:
1- التسخين بالحث الكهرومغناطيسي.
2- المعالجة الكهربائية.
وعند الاستخدام استطاع العلماء رصد العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث ضرر من استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي (وذلك لتفادي حدوث الضرر ووضع القوانين لذلك الاستخدام) ووضعوها في أربعة عوامل هي:
- قدرة الموجة الكهرومغناطيسية.
- ذبذبتها.
- المسافة الفاصلة.
- مدة التعرض.
تحديد .. للتأكيد..
لقد كان العرض السابق حول المجال المغناطيسي عموماً وهو متوفر حتى في الأجهزة ذات التيار المستمر مثل جميع الأجهزة المزودة بالبطاريات، بل إنه موجود في الأرض نفسها بنسبة بسيطة. أما الأجهزة المعتمدة على التيار المنزلي المتردد فتكون موجاتها طويلة (عدة كيلو مترات) بما يجعل الموجة الكهرومغناطيسية ينظر إليها كمجالين منفصلين (مغناطيسي، وكهربي) وهذا من وجهة أسهل من سابقه.
وإذا ما أردنا حصر الأجهزة والأدوات التي نتعامل معها وهي تعمل ضمن المجال الكهرومغناطيسي فهي: محطات البث الإذاعي والتلفزيوني وهوائيات الاتصال وأجهزة الرادار، وأجهزة العلاج الطبيعي وأجهزة الاتصالات مثل الهاتف الجوال والهاتف السيار وأجهزة اللاسلكي بعيدة المدى، وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وأجهزة الاستشعار عن بعد، والأقمار الصناعية وماكينات الطباعة ومكائن اللحام الكهربائي والأجهزة الطبية وأجهزة التسخين الكهربي، والموجات الصادرة من التمديدات الكهربائية والأجهزة الكهربائية المختلفة، والموجات التي تصدر عن الكرة الأرضية والأجرام السماوية والرادار المستخدم في المطارات لكشف الطائرات القادمة، فهو موجه إلى السماء وما يصل إلى الطائرة فهو قليل. والرادار المستخدم في سيارات المرور لكشف سرعة السيارات الأخرى يعتبر ضعيف القدرة، ولكنه قريب من الإنسان ولذلك فهو ممنوع الاستخدام في كثير من الولايات في أمريكا الشمالية وأفران الميكروويف الموجودة في المنازل والمطاعم.
يتبع
ابو تميم
09-11-2006, 12:07
طريقة عمل أفران الميكروويف.
إن الأساس العلمي لعمل أفران الميكروويف بسيط جداً: هناك أنبوب إلكتروني في الفرن، يسمى الماقنترون (صمام مفرع يكون تدفق الإلكترونات فيه خاضعاً لتأثير مجال مغناطيسي خارجي). هذا الأنبوب أو الصمام يقوم بتوليد مجال قوة متناوب. فعند التأثير فإن جزئيات الطعام، خصوصاً جزيئات الماء القطبية والأحماض الأمينية وأيضاً جزئيات الدهون والبروتينات، فإنها تنظم نفسها مع هذا المجال الكهربائي المتناوب. وتتذبذب الجزئيات حول محورها استجابة لانعكاس المجال الكهربائي الذي يحدث حـوالي 5 بليون مــرة في الثانية!
هذا التذبذب ينتج مقداراً هائلاً من الاحتكاك بين الجزئيات والذي يؤدي إلى توليد الحرارة. وهكذا يتم تسخين الطعام من الداخل ونحو الخارج وتبقى الأطباق والفرن نفسه بارداً لأنها لا تسخن مباشرة بالميكروويف. وهذا عكس طريقة تسخين الطعام بواسطة الأجهزة التقليدية والذي يتم فيه نقل الحرارة بالحمل من الخارج ونحو الداخل. ومن أجل تجنب التداخل بين التطبيقات المختلفة لموجات التردد العالي فقد تم اختيار تردد محدد وطول موجة ثابتة لتطبيقات الميكروويف في الصناعة وفي النواحي الطبية والمنازل.
بتسرب الأمواج..
حجم الخطر
لو انتقلنا من الحديث العام عن الأمواج الكهرومغناطيسية وحددنا حقيقة هذا النوع من الأمواج في أفران الميكروويف.. ما هو حجمها؟ وماذا لو حدث تسرب في الفرن لسبب أو لآخر، وتعرض الإنسان له؟ هل يعتبر مثل هذا التسرب خطراً؟.
بداية، لتحديد المدى الذي تعمل فيه أفران الميكروويف يمكن القول بأن أفران الميكروويف تعمل على تردد 2450 ميجاهيرتز بطاقة تصل إلى 700 وات للأنواع المنزلية و2كيلو وات للأنواع المستخدمة في بعض المطاعم الكبيرة. وتحدد أغلب المواصفات العالمية التسرب المقبول من الجهاز ب 1 مل وات لكل سنتمتر مربع على بعد خمسة سنتمترات من الجهاز عند التصنيع، و5 مل وات لكل سنتمتر مربع بعد ذلك.
وقد يحدث .. إلا أنه مختلف..!
وقد أجري العديد من الأبحاث (في الولايات المتحدة مثلاً) على تسرب الموجات الكهرومغناطيسية من تلك الأفران. وقد دلت النتائج على أن غالبية تلك الأفران تصدر موجات تقل شدتها عن الحد الأعلى. وفي المقابل دلت دراسة أخرى على أن بعض الأفران المستخدمة في المطاعم تنتج موجات كهرومغناطيسية تزيد شدتها عن الحد المأمون، وأرجعت ذلك إلى عدم صيانة تلك الأجهزة وإلى قلة النظافة. وتوجد في بعض الدول أنظمة تطلب إجراء قياسات دورية (كل ثلاث سنوات) على الأفران المستخدمة في المطاعم للتأكد من تحقيقها لشروط السلامة ومتطلباتها.
وقد راجعت إحدى الدراسات مستوى السلامة لمستخدمي أفران الميكروويف في مدينة الرياض، وخلصت إلى أن تسرب الموجات الكهرومغناطيسية من تلك الأفران هو أقل من الحدود المأمونة في نقاط قياس قريبة جداً من الفرن، وأن شدة المجالات الناتجة عن ذلك التسرب تكون ضعيفة جداً في الأمكنة التي يقف فيها مستخدمو تلك الأفران. حيث إن المستخدم لأفران الميكروويف يقف على مسافة تبعد حوالي 0.7 متر عند استخدامه لمدة دقيقة وتصل تلك المسافة إلى مترين عند استخدام الجهاز لمدة 30 دقيقة أو أكثر. ومتوسط المسافة يتراوح بين 1.2 و1.5 متر. فإذا كان التسرب من الفرن هو 5 ملي واط/سم2 على بعد 5 سنتمترات من الفرن(الحد الأعلى للتسرب)، فإن ذلك يعني تعرض الشخص الموجود على بعد 0.7 متر لكثافة تساوي 0.02 ملي واط/ سم2. وذلك أقل بكثير جداً من المقاييس المحددة التي قد تشكل خطراً عند التعرض المستمر للموجات الكهرومغناطيسية.
وقد يبلغ مقدار التسرب في بعض الأفران ( أقل من 1 ملي واط سم2) وعليه فإنه يمكن القول بأن 50% من الأفران العاملة حالياً تسربها لا يزيد على 0.062 واط/سم2. كما أن احتمال زيادة التسرب عن 5 ملي واط/ سم2 هو أقل من 0.05%.
ومن الدراسة الميدانية لقياس شدة الموجات الكهرومغناطيسية المتسربة من أفران الميكروويف المستخدمة في مطاعم مدينة الرياض، وجد أن نسبة التسرب تزداد في الأفران التي تستخدم مقبضاً يدوياً لفتح باب الفرن.
والشاهد!!
إذا أخذنا في الحسبان أن تلك المقاييس وضعت بكثير من التحفظ يمكننا القول أنه لا يوجد هناك ما يدعو إلى القلق تجاه تلك الأفران في حال استخدامها بشكل طبيعي. خصوصاً أن التسرب المشار إليه هو على بعد 5 سم من الجهاز، في حين أن المستخدم يقف عادة على بعد 30 إلى 60 سم من الجهاز، حيث تقل شدة الموجات المنبعثة من الجهاز بشكل كبير.
وهذه الأفران معزولة تماماً بحيث لا يتأثر المستخدم منها، ولكن مع طول الاستخدام قد يختل باب الجهاز أو يصيب زجاجة الباب شعر ما قد يسبب تسرباً لتلك الموجات فتسبب أضراراً للمستخدم. لذا ينصح بمعايرتها كل سنتين على الأقل، وخصوصاً تلك المستخدمة بكثرة مثل الأجهزة المستخدمة في المطاعم.
ومع ذلك .
ومع كل ما ذكر عن الموجات الكهرومغناطيسية وأفران الميكروويف فلابد من التنويه هنا إلى أنه ليس المقصود من هذا تهويل خطر الموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة في الميكروويف، ولكن المقصود هو لفت النظر إلى احتمال تعرض بعض أبناء المجتمع إلى ذلك الخطر. وأنه ينبغي أخذه في الحسبان وإعطاؤه حقه من الدراسة والتمحيص.
مع ملاحظة أن بعض شرائح المجتمعات الحديثة قد تتعرض لموجات كهرومغناطيسية غير مأمونة، بسبب أخطاء في التصميم، أو تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية، أو ربما بسبب إهمال احتمال وجود مثل تلك الموجات أصلاً.
وختاماً..
يمكن الإشارة إلى عدد من الملحوظات لمستخدمي الميكروويف.
* بالنسبة للمطاعم والأمكنة العامة لابد من من إلزام مستخدمي أفران الميكروويف بإجراء قياسات دورية كل ثلاث سنوات للتأكد من عدم إشعاع تلك الأفران لموجات تؤثر على سلامة العاملين بجوارها.
* بالنسبة للمستخدمين في المنازل ومن مازال عنده شكوك حول دقة هذه المعلومات ينصح بالتالي:
- التجاهل التام للموضوع وكأن أحداً لم يتحدث حوله وذلك حتى إشعار آخر يتم فيه القطع بالنتائج؛ لأن بعض الناس قد يصابون بالأمراض فقط من كثرة الوسوسة بالأمور المعنية ومنها تلك القضية. وعلى هذا فالاعتدال في التفكير والوسطية أمران جيدان، خصوصاً عندما تكثر الأراجيف والشائعات.
- أخذ مبدأ الاحتياط المعقول مع عدم المبالغة خصوصاً إذا كان هذا الاحتياط لا يكلف.
- أخذ قرار صارم وفوري حول الموضوع وأخذ جميع الاحتياطات الممكنة.
أشعة الميكروويف والخطر المحتمل ... وجهة النظر الأخرى .
هنالك وجهة نظر أكثر تشدداً في نظرتها للموجات الكهرومغناطيسية التي تبعثها أفران الميكروويف، وقبل طرح حيثيات هذه الوجهة لابد من التأكيد على أن الهدف من طرحها هو اكتمال الصورة وطرح الحقيقة كاملة للقارئ العزيز. ثم ورغم تشددها فهي مازالت تدور حول التسرب المحتمل للأشعة من الأفران (فيما لو حدث التسرب أصلاً). علماً بأن وجهات النظر هذه لا تستند في غالبها إلى توثيق علمي حقيقي.
ابو تميم
09-11-2006, 12:08
الروس ومنذ الثلاثينيات .
لقد قام العلماء الروس بإجراء أبحاثهم عن آثار الميكروويف منذ عام 1930م وقد أدت نتائج أبحاثهم إلى فرض إجراءات أمنية مشددة رغم أنها لم تؤخذ بجدية مساوية لجدية علماء الغرب.
ولاشك أن هناك وفي أمريكا تحديداً مازالت الدراسات قائمة ومازال الجدل مستمراً بين مجلس الشيوخ الأمريكي والعلماء ورجال الصناعة عن حقيقة ما يمكن أن تحدثه موجات الميكروويف على صحة الإنسان. فمن الجانب العلمي هناك من يؤكد أن أشعة الميكروويف لا تترك تأثيراً تراكمياً في الجسم المتعرض لها، إلا أن هنالك من يضع احتمالاً أن لهذه الأشعة آثاراً تراكمية على العين للمدى الطويل قد تؤدي إلى العمى ومعلوم أن ربة المنزل تقف بصورة يومية أمام الفرن الذي يقع في مستوى العين.
القوانين.... اختلافات بين الدول..!
في فرن الميكروويف هناك منظم يوقف توليد أشعة الميكروويف حال فتح باب الفرن. وفي سويسرا هناك مواصفة تفرض بأن يتحمل باب الفرن على الأقل 100000 مرة فتح وقفل قبل أن يحصل له أي عيب. وكل الموديلات التجارية يجب أن تنجح في هذا الاختبار قبل دخولها السوق.
ولكن ليس هناك ضمان بعدم تسرب الأشعة أثناء تشغيل الفرن وليس للمستهلك المقدرة على معرفة هذا.
ففي عام 1990م وخلال برنامج اختبار للمنتج (أفران ميكروويف) تقوم به شركة ألمانية (مؤسسة برلين لاختبارات المنتجات) وجد أن جميع الأفران الخاضعة للاختبار كانت تبعث أشعة ميكروويف أثناء تشغيلها.
ولكن في عام 1992م أفاد ضابط الصحة العامة السويسري بأن التسرب الناتج من أشعة الميكروويف من الأفران التي تعمل بطريقة صحيحة ليس بخطر على صحة الإنسان وحتى على الحامل والطفل وإن خطر الغاز أكبر بكثير مقارنة بالميكروويف.
وغير حرارية أيضاً .
بالإضافة إلى الآثار الحرارية، والتي يسببها الاحتكاك، فهناك آثار غير حرارية لأشعة الميكروويف يجب أخذها في الاعتبار منها التفاعل بين أشعة الميكروويف وبنيات الجسم الحي. وفي روسيا يضعون هذه الآثار غير الحرارية في الاعتبار عند وضع المواصفات القياسية بينما في بلدان أخرى مثل ألمانيا مثلاً لا يلتفتون لهذه الآثار غير الحرارية. ومقارنة بالبلدان الأخرى تعتبر ألمانيا أكثر الدول تساهلاً فيما يختص بتعرض المواطنين لأشعة الميكروويف.
يبين التسرب والحقائق..
معلومة.. فائدة.. حذر..
إن الحديث عن فرن الميكروويف (فيما لو قرر المستهلك اقتناءه) في حاجـة لتأطيـر بأبعاد ثلاثة يمكن ترتيبـها فـي بعـد معلومي وآخر عن الفوائد وثـالث عن المحاذيـر والحلـول.. وعن هذه الأبعاد الثلاثة سوف أجمع شيئـاً مما سبق ذكره مبعثراً أو شيئاً من إضافات أخرى.
عمل فرن الميكروويف (فرن الموجات المتناهية الصغر) عن طريق تحويل التيار الكهربائي العادي إلى موجات كهرومغناطيسية متناهية الصغر ذات تردد عالٍ. وموجات الميكروويف شبيهة بموجات الراديو أو التلفزيون وأجهزة الاتصال اللاسلكي، ولكنها موجات ذات طول أقصر وذات تردد أكبر. وموجات فرن الميكروويف تعتبر موجات غير متأينة أي أنها غير قادرة على تغيير خواص ذرات المادة المعرضة كما تفعل الأشعة المتأينة مثل أشعة إكس (X-ray) وأشعة جاما (gamma-ray) القادرتين على تغيير خواص المواد الغذائية عن طريق التغيير في خواص ذرات تلك المواد خصوصاً عندما يستخدمـان بتراكيـز عالية أو لوقت طويل. وبذلك من الممكن أن تقول إن موجات فرن الميكروويف غير قادرة على تأيين المادة الغذائية. إن تأثيـر تـلك الموجات يتوقف تماماً عند إيقاف تشغيل فرن الميكروويف.
ليس لفرن الميكروويف تأثير مضر على المادة الغذائية عدا أننا لانضمن أن تسخين الميكروويف يقوم بقتل الأحياء الدقيقة وكذلك فإننا لايمكن أن نشوي الدجاج أو نحمّر الكيك باستخدام فرن الميكروويف إلا باستخدام مواد تغليف خاصة بهذا الغرض.
لذلك يفضل أن يستخدم فرن الميكروويف لعمليات إعادة تسخين الأغذية وتذويبها من التجميد وليس طبخها. لأن فرن الميكروويف يؤدي عملية الإذابة بصورة سريعة وبذلك يكون ذا فعل إيجابي حيث إننا عندما نقوم مثلاً بتذويب الدجاج المجمد بالماء العادي فإن عملية التذويب تستغرق عدة ساعات يتبعها تكاثر ميكروبي ونشاط إنزيمي يقلل من القيمة الغذائية للمادة الغذائية.
وهذا لايحدث أو يحدث بصورة بسيطة في التذويب عن طريق استخدام فرن الميكروويف.
مما هو جدير بالملاحظة عند استخدامنا لفرن الميكروويف أنه في حالة أي تسرب للموجات إلى خارج الفرن فإن الموجات لها تأثير ضار سواءً على أنسجة الجسم الخارجية أو العيون، ولذلك يجب أخذ الحيطة بأن نفحص جهاز الميكروويف من أي تسربات لهذه الموجات. وهذه التسربات تكون في الغالب عن طريق باب فرن الميكروويف ويمكن عمل ذلك عن طريق جهاز خاص لكشف التسرب أو يدوياً عن طريق وضع كوب من الماء في جهاز الميكروويف وتشغيله ثم المرور بإصبع اليد على زوايا الباب وملاحظة وجود أي حرارة على أصبع اليد فإذا وجد فإن هناك تسرباً. وللوقاية فإنه يجب أن ينظف فرن الميكرويف بصورة دائمة حتى لاتتجمع الأوساخ على باب الميكرويف مما يؤدي إلى تسرب الموجات.
معلومة .
ومما يجب ملاحظته عند استخدام فرن الميكروويف أن تأخذ بالاعتبار أنه لايقوم بتسخين المادة الغذائية بالتساوي لذلك يفضل أن يحتوي فرن الميكروويف على قاعدة تدور خلال عملية التشغيل حتى تقلل من مشكلة التسخين غير المتماثل.. ويساعد في تقليص هذه المشكلة كون الغذاء متماثل بالشكل والحجم.
فائدة .
عند استخدام فرن الميكروويف يجب أن نستخدم أدوات طبخ أو تغليف مصنعة خصيصاً لفرن الميكروويف حيث وجد أن استخدام مواد وأواني طبخ أو تغليف غير مخصصة لفرن الميكروويف يؤدي إلى منع مرور موجات الميكروويف من الوصول للمادة الغذائية «مثل المعادن» أو يكون هناك انتقال بعض مركبات مواد أو أواني الطبخ أو التغليف من هذه المواد إلى المادة الغذائية مثل الماكينات التي تستخدم في صناعة البلاستيك (PVC) وكذلك فإن هناك بعض المواد التي تمتص موجات الميكرويف وتكون مرتفعه الحرارة وصعبة التداول. لذلك يجب أن تزال مواد التغليف البلاستيكية من على المادة الغذائية ويجب عدم ملامستها للمادة الغذائية لأنها يمكن على الأقل أن تسبب تغيراً في نكهة المواد الغذائية أو قد تكون سامة إذا كانت من النوع .(PVC)
حـذر وحيطة .
لأن جهاز الميكروويف يقوم بتحويل الكهرباء العادية إلى موجات مغناطيسية ذات تردد عال فإن هناك مجالاً مغناطيسياً حول الفرن وقت التشغيل.
ولاشك أن المواصفات والاشتراطات تجعله في نطاق ضيق جداً ولكن لن يضر المستهلك أن يأخذ الحذر والحيطة التي تخرجه من أي شك بأن يبتعد أضعاف المسافة المقترحة. فالاقتراح هنا أن نبتعد عن الجهاز أثناء التشغيل بمسافة لاتقل عن متر أثناء تشغيله. وللمعلومية فإن مثل هذه الحيطة يمكن الأخذ بها بالابتعاد عن الأجهزة الأخرى مثل التلفزيون أو غيره مما ينتج موجات كهرومغناطيسية.
غذاء من الميكروويف..
معلـــوم .
مجهول .
منذ أن عرف الناس أفران الميكروويف وإلى يومنا هذا بل وإلى مستقبل لا يعلم مداه إلا الله، مازال السؤال مطروحاً: ما حقيقة تأثير هذا الفرن وأشعته على الغذاء؟ وتكمن في طيات هذا السؤال حيرة ضمنية تقول:
أهو مسبب للسرطان؟
إن مثل هذا السؤال وما يحوي في طياته من حيرة ضمنية مازال يُطرح عن أمور غير أفران الميكروويف، فهو يطرح عن تقنية تشعيع الأغذية وعن الأغذية المهندسة وراثياً وهو يطرح عن كل تغذية بها أشعة أو أنابيب.
ورغم أن السؤال قديم، إلا أن الأبحاث العلمية لم تشرع في البحث عن إجابته بصورة فعلية إلا خلال ربع القرن الماضي، فرغم وجود عدد محدود من الأبحاث قبل السبعينيات إلا أن منتصف السبعينيات وما بعدها حتى بداية التسعينيات تعتبر المرحلة الذهبية في البحث عن حقيقة تأثير هذا الفرن على الغذاء وسلامته. ولعل سبب التأخر في البحث يعود إلى الجزء الأهم في أمر هذا الفرن، وهو جزء حقيقة تأثير الأشعة فيما لو تعرض لها الإنسان، فكانت معظم أبحاث ما قبل السبعينيات تدور حول تصميم الفرن والأمان من تسرب الأشعة واشتراطات السلامة وغيرها.
تدور حول شقين .
يلمس المراجع للدراسات التي تمت حول حقيقة علاقة فرن الميكروويف بسلامة الغذاء أنها تصب في جانبين (أو شقين) الأول عن تأثير الموجات) التي يتعرض لها الغذاء) على القيمة الغذائية له. والشق الثاني عن تأثير الفرن وأشعته على الصحة وذلك بتأثيره على إنتاج مواد خطرة أو مسرطنة أو كفاءته في قتل الميكروبات الممرضة وتحطيم سمومها.
لا جديد يذكر .
كانت هناك مراجعة لعدد غير قليل من الدراسات التي تمت حول تأثير فرن الميكروويف .
أهم المتوفر ثلاثة .
هناك ثلاثة مراجعات شاملة للدراسات التي أجريت حول تأثير الميكروويف على الأغذية تمت في الأعوام 1971م و1980م و1993م وهذه المراجعة الأخيرة والتي نشرتها دورية علوم الأغذية والتغذية العالمية شملت مراجعة حوالي سبعين دراسة، فلو أخذنا بنتائجها بجانب المراجعتين السابقتين وعدد آخر من الدراسات والتي تصب نتائجها في أطر قريبة من بعضها بعضاً، فيمكننا أن نخلص إلى مجموعة من النتائج التي يمكن ذكر أهمها في التالي :
أولاً: تأثير الفرن على القيمة الغذائية للأغذية:
تؤكد الدراسات أن المشكلة الأساسية للطبخ في أفران الميكروويف هي فقد الماء من داخل إلى خارج المادة الغذائية، وبالتالي فإن بعض المعادن والفيتامينات الذائبة في الماء سوف تخرج مع الماء، ولكنها تؤكد بأن تناول الماء الخارج (المرق) مع الغذاء المطبوخ يحل هذه المشكلة. عدا هذا الأمر فإن الدراسات تؤكد أنه لا يوجد من الناحية العلمية ما يجعلنا نفترض أن للطبخ في الميكروويف تأثيراً مختلفاً على القيمة الغذائية مقارنة بالطبخ العادي، فلن يتأثر البروتين بتعقيدات في هضمه أكثر مما يحدث له عند طبخه بالطرائق العادية، ولن يتفاعل مع أنواع معينة من الكربوهيدرات لإنتاج مركبات بنية ولن تتأثر الدهون بأكثر مما يحدث لها عند طبخها عادياً فالتأثير حاصل طالما أن هناك طبخاً بل هناك ما يؤكد أن الفقد للقيمة الغذائية يكون أحياناً أقل حين استخدام الميكروويف وذلك بسبب قصر مدة الطبخ. أما حول ما يثار من أن هذه الأفران تساعد على تحلل الدهون وإنتاج الجذور الحرة (تسبب تأكسد الدهون وفسادها ( فهذا القول (حسب المراجعة للدراسات) غير صحيح، ولكثرة مايثار حول تأثر البروتينات والدهون بالميكروويف فيمكن تحديد الأمر في التالي:
لا تغيير ولا تعقيد .
رغم أن جل الدراسات تشير إلى أن البروتينات في المادة الغذائية المطبوخة في الميكروويف لن يحدث لها تعقيد في تركيبها إلا أن هناك طروحات افتراضية تقول إنه قد يحدث للبروتين تغير في تركيب أحماضه الأمينية (في الشكل البنائي المسمى -L- إلى شكل (D وتوجد اليوم مثل هذه الافتراضات على بعض مواقع الإنترنت وكأنها مسلمات، والحقيقة أن مثل هذا الافتراض يحتاج إلى دعم علمي بأكثر من دراسة، ولعدم وجود الدعم العلمي فلا داعي للتخوف من أمر لا أصل له. كما أنه يوجد قول بأن الميكروويف يؤثر على دنترة البروتينات وكأن هذه مشكلة يتفرد بها الميكروويف فكل أشكال الطبخ تؤدي إلى دنترة البروتينات (أي كما يحدث للبيض عند الطبخ) وهذه في أصلها ليست مشكلة غذائية.
ولعله من المناسب هنا أن نحذر نحن معشر المتصفحين لمواقع الإنترنت من أخذ كل ما يرد فيها، فكما أن فيها حقائق إلا أن فيها فرضيات ومبالغات لا تصح علمياً على الإطلاق. وخلاصة الأمر التي تخرج منها مجمل الدراسات تؤكد أن تأثير الميكروويف على القيمة الغذائية للبروتينات هو تأثير مشابه لتأثير بعض طرائق الطبخ التقليدية.
جذور حرة .
إن من أشد الافتراضات تخوفاً هو توقع أن تحدث موجات الميكروويف إطلاقاً للجذور الحرة للدهون وما يتبع عملية إطلاق الجذور الحرة من تحلل وأكسدة للدهون وما يعني أيضاً من إنتاج لمواد مسرطنة (مسببة للسرطان). ولاشك أنه ورغم أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أنه لا يوجد فرق (معنوي) بين طرائق الطبخ والقلي العادي وبين فرن الميكروويف في إحداث بعض التغيرات في جودة الدهون الغذائية كما أن هناك بعض الدراسات التي تقول بحدوث تحلل للدهون بصورة أعلى عند التسخين بالميكروويف. إلا أن المحصلة لمجمل الدراسات تؤكد بأن الميكروويف لا ينتج جذوراً حرة في دهون المادة الغذائية ولا يتوقع أن يحدث للدهون أكسدة ذاتية لمجرد أن المادة الغذائية سخنت بالميكروويف. هذا من جهة ومن جهة ثانية ولو افترض جدلاً أن هناك جذوراً حرة تنتج بالطبخ بالميكروويف فإنها سوف تزنخ دهون المادة الغذائية بعد مدة من الزمن وليس بمجرد خروج المادة الغذائية من الفرن. كما أن هناك فارقاً بين الجذور الحرة التي تزنخ الدهون الغذائية وتنتج مواد تزنخ أخرى مثل (هيدروبيروكسيد) الذي يظن أنه قد يسبب السرطان بميكانيكية بعيدة الاحتمال وبين الجذور الحرة التي تنشأ في دهون الجسم نفسه والتي يعتقد أنها قد تسبب السرطان بميكانيكية أقرب احتمالاً. وإن كان ثمة خلاصة فهي أنه لا يوجد فارق في تحلل الدهون بين الميكروويف وطرائق الطبخ والقلي الأخرى .
ثانياً: تأثير الفرن على الصحة .
التأثير على الصحة هنا يصب في تساؤلين هما:
- هل ينتج الميكروويف في الغذاء مواد مسرطنة أو طفرات جينية؟
- هل يمكن للميكروويف أن يقضي على الميكروبات المسببة للتسممات الغذائية؟
أما السؤال الأول فقد أشير إلى أكبر هاجس عند الباحثين وهو إنتاج الجذور الحرة في الدهون وقد سبق أن خلصنا بنتيجة أنه لا ينتج جذوراً حرة، أما إنتاج الطفرات فإن الدراسات عنها غير كافية لإصدار حكم والأصل أن يبقى الأمر في إطار المتوفر، وهو أن طرائق القلي العادية وبعض طرائق الطبخ الأخرى والتخزين التقليدية للمواد الغذائية تنتج من الطفرات أعلى مما ينتجه الميكروويف. ورغم أن هذا يعتبر ميزة للميكروويف إلا أنها ميزة غير محسومة حتى اليوم لأن إنتاج مثل هذه المواد السامة مرتبطة بعدد العوامل المتداخلة وما طريقة الطبخ (العادي بالميكروويف) إلا واحدة منها.
الميكروبات شأنها آخر .
إن القضاء على الميكروبات الممرضة هي المشكلة الأهم في الطبخ بالميكروويف.
وحقيقة مشكلة الميكروبات الممرضة وشأنها مع الميكروويف تكمن في الاعتقاد (المستند على دراسات سابقة) بأن قصر مدة الطبخ والتوزيع غير المنتظم للحرارة الداخلة إلى الطعام المسخن في الميكروويف يتسبب في إبقاء بعض الميكروبات في الطعام دون القضاء عليها. وقد شكلت هذه المشكلة قلقاً بحثياً في يوم ما. ورغم تطور تقنية الميكروويف (مثل استخدام الطبق الدوار) من جهة وخروج عدد من الدراسات التي تؤكد بأن الحرارة المنتجة من الميكروويف كافية للقضاء على جميع أنواع الميكروبات من جهة ثانية، إلا أنه يصعب على المنصف القطع أو التعميم بأن المشكلة قد زالت.
والسبب بوضوح هو أنه لا يمكن الافتراض بأن جميع أفران الميكروويف المستعملة في البيوت تعمل بالكفاءة والقوة نفسها.
المصدر مجلة عالم الغذاء.
قوة بحته
09-11-2006, 15:06
الله يعطيك العافية..........
فيزيـ ميه/ميه ـائيه
12-11-2006, 20:22
:confused :بوركت
لمياءالحربي
16-11-2006, 19:00
يسلموااا الله يعطيك الف عافيه ماقصرت
فيزيائي جديد
23-11-2006, 14:15
الله يعطيك العافية على المعلومات المفيدة .
ننتظر جديدك .
شكرا لك
وجزاك الله خيرا
دمت بود
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond