ليالي الشتاء
23-11-2006, 17:48
كنت أفتش بين دفاتري..
عن أي شي يسليني ويزيل الملل الجاثم على صدري..
فجاءة وقع في يدي دفتر خواطري..
كنت أكتب فيه كل ماتجود به قريحتي وأجمع أبيات الشعر التي تعجبني..
وبينما أنا أتصفحه..وقعت عيني على بيت شعر رائع بالفصحى..
مشاعري ليست أرضا يداس عليها....مشاعري سماء يصعب الوصول إليها
ياااااه..
ما أروع الشعر بالفصحى..وسرحت وذهب فكري لأيام الثانوية الرائعة..
عندما كنت أدرس الأدب..
يا إلهي كنت أذكر تعجب الفتيات مني لتعلقي بهذه المادة..
لا أعرف كيف كن يبغضنها ..
لست أنسى عندما بدأنا دراسة الأدب في العصر الجاهلي..
وكيف كنت معجبة بشعر عنترة وبالذات قوله :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل.....مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها.....لـمعـت كـبـارق ثـغـرك الـمـتـبـسم
كنت أقول عند قرائة هذا البيت..أي حب تملكه ليذكر عبلة في خضم معاركه..
أما عصر صدر الإسلام فكان شعر كعب يسمو ويبلغ الذروة حين يصل الى مدح النبي
«صلى الله عليه وسلم » فكانت أحد أبياته التي تعجبني :
ان الرسول لنور يستضاء به.....مهند من سيوف الله مسلولُ
أما في العصر الأموي..
فكان يعجبني شعر جرير ( طبعا لا يخفى على أحد قصة جرير..والفرزدق )
إن العيون التي فـي طـرفهـا حـور..... قـتـلـنـنا ثــم لـم يحيـين قتلان
يَصرَعْنَ ذا اللب حتى لا حراك به..... وهن أضعف خلق الله إنسانا
أما في العصر العباسي..
أبو العتاهيه حينما قال ( في الزهد ) :
بكيت على الشباب بدمع عيني.....فلم يـغـن الـبكـاء ولا النـحيـبُ
فيـا أسـفاً أسـفـت عـلى شباب.....الـشيـب والـرأسُ الـخـضـيـبُ
عريت من الشباب وكان غضاً.....كما يعرى من الورق القضيبُ
فـيالـيـت الـشبـابُ يـعـود يوما.ً....فـأخـبـره بـما فـعـل الـمشـيـبُ
ثم عصر الإمارات :
أبو الطيب المتنبي : ( ومع أني لا أحبه ولكن شعره رائع )
الخيل والليل والبيداء تعرفني..... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا من نضر الأعمى إلى أدبي.....وسـمـع كــلـمـاتـي مـــن بــه صــمــم
صراحة..قمة الإعتزاز بالنفس
وأخير عصر النهضة ( أو عصر الانحطاط ) :
لــ نيزار قباني : (لا أحبه ولا أحب أشعاره..لكن هذه القصيدة مستثناه )
شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وهل من أمة في الأرض
- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟
بلقيس …
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس ...
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء
يا غجريتي الشقراء
يا أمواج دجلة
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
أية أمة عربية
تلك التي
تغتال أصوات البلابل ؟
أين السمو ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
لأجل عينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيدة
والمعطرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
بلقيس
يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك إذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الأعظمية
بيروت تقتل كل يوم واحد منا
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي أزهار شرفتنا
وفي أوراق الجرائد
والحروف الأبجدية …
هانحن يا بلقيس
ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
هانحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعة والوضاعة
ندخل مرة أخرى عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظية
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضية
هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعاً
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين أعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطراً بذاكرتي
ويا قبراً يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
من بعدما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
ولا تروي فضول
--------------
أتمن أني لم أطيل عليكم..
وأتمن أن لا تكونو ممن يكره الشعر ياللغة الفصحى..
فإن كنتم ممن يكرهه ..فعذرا..
و إن كنتم من محبينه فها أنا أهديه إليكم يا أحبائي..
كل..
مافي..
الأمر..
أنها..
أشعار أحببتها وأتمنى أن تشاركوني في محبتها...
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
عن أي شي يسليني ويزيل الملل الجاثم على صدري..
فجاءة وقع في يدي دفتر خواطري..
كنت أكتب فيه كل ماتجود به قريحتي وأجمع أبيات الشعر التي تعجبني..
وبينما أنا أتصفحه..وقعت عيني على بيت شعر رائع بالفصحى..
مشاعري ليست أرضا يداس عليها....مشاعري سماء يصعب الوصول إليها
ياااااه..
ما أروع الشعر بالفصحى..وسرحت وذهب فكري لأيام الثانوية الرائعة..
عندما كنت أدرس الأدب..
يا إلهي كنت أذكر تعجب الفتيات مني لتعلقي بهذه المادة..
لا أعرف كيف كن يبغضنها ..
لست أنسى عندما بدأنا دراسة الأدب في العصر الجاهلي..
وكيف كنت معجبة بشعر عنترة وبالذات قوله :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل.....مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها.....لـمعـت كـبـارق ثـغـرك الـمـتـبـسم
كنت أقول عند قرائة هذا البيت..أي حب تملكه ليذكر عبلة في خضم معاركه..
أما عصر صدر الإسلام فكان شعر كعب يسمو ويبلغ الذروة حين يصل الى مدح النبي
«صلى الله عليه وسلم » فكانت أحد أبياته التي تعجبني :
ان الرسول لنور يستضاء به.....مهند من سيوف الله مسلولُ
أما في العصر الأموي..
فكان يعجبني شعر جرير ( طبعا لا يخفى على أحد قصة جرير..والفرزدق )
إن العيون التي فـي طـرفهـا حـور..... قـتـلـنـنا ثــم لـم يحيـين قتلان
يَصرَعْنَ ذا اللب حتى لا حراك به..... وهن أضعف خلق الله إنسانا
أما في العصر العباسي..
أبو العتاهيه حينما قال ( في الزهد ) :
بكيت على الشباب بدمع عيني.....فلم يـغـن الـبكـاء ولا النـحيـبُ
فيـا أسـفاً أسـفـت عـلى شباب.....الـشيـب والـرأسُ الـخـضـيـبُ
عريت من الشباب وكان غضاً.....كما يعرى من الورق القضيبُ
فـيالـيـت الـشبـابُ يـعـود يوما.ً....فـأخـبـره بـما فـعـل الـمشـيـبُ
ثم عصر الإمارات :
أبو الطيب المتنبي : ( ومع أني لا أحبه ولكن شعره رائع )
الخيل والليل والبيداء تعرفني..... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا من نضر الأعمى إلى أدبي.....وسـمـع كــلـمـاتـي مـــن بــه صــمــم
صراحة..قمة الإعتزاز بالنفس
وأخير عصر النهضة ( أو عصر الانحطاط ) :
لــ نيزار قباني : (لا أحبه ولا أحب أشعاره..لكن هذه القصيدة مستثناه )
شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وهل من أمة في الأرض
- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟
بلقيس …
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس ...
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء
يا غجريتي الشقراء
يا أمواج دجلة
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
أية أمة عربية
تلك التي
تغتال أصوات البلابل ؟
أين السمو ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
لأجل عينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيدة
والمعطرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
بلقيس
يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك إذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الأعظمية
بيروت تقتل كل يوم واحد منا
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي أزهار شرفتنا
وفي أوراق الجرائد
والحروف الأبجدية …
هانحن يا بلقيس
ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
هانحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعة والوضاعة
ندخل مرة أخرى عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظية
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضية
هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعاً
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين أعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطراً بذاكرتي
ويا قبراً يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
من بعدما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
ولا تروي فضول
--------------
أتمن أني لم أطيل عليكم..
وأتمن أن لا تكونو ممن يكره الشعر ياللغة الفصحى..
فإن كنتم ممن يكرهه ..فعذرا..
و إن كنتم من محبينه فها أنا أهديه إليكم يا أحبائي..
كل..
مافي..
الأمر..
أنها..
أشعار أحببتها وأتمنى أن تشاركوني في محبتها...
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’