فديت أمي
24-11-2006, 03:27
عندما تلم بالإنسان نازلة أو مرض ...........فيخشي الرحيل .....فلا يتذكر إلا من يعولهم ........
!!!!!!!!! هناك .....في تلك الغرفة الباردة ....ومن حولي تلك الأوجه الكثيرة .....كلٌ في عمله ........
فلا أكاد أميز بينهم ..........إلا ذلك اللون الأخضر السائد ........
رائحة غريبة في ذلك المكان .......يعلوه الغربة ..والوحشة ..والبرودة ...والأصوات ...فلا تكاد تميز
إلا ...صرصرة ..الأدوات والمشارط ؟؟؟؟؟؟
فأغمض عيني خوفا وفرقاً ....فلا تتملكني ....إلا عبرة تخنقني ...وغصة في لساني ............
فلا أحس إلا بقرع قلبي ..وارتجاف بناني ...وخروج دمعة حريّ من عيني .....فيهتز لساني الي خالقي
(( ربي .....إن من خلفي ذرية ضعاف .....وأنت أرحم الراحمين ))
فلم يفت قلبي إلا ذلك الصغير ....وذلك المريض ...وذلك الطفل الشقي ..الذي قد لا يجد من يرحمة .........انهم صغاري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فتطيب نفسي لقوله تعالي ...((والذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم .فليتقوا الله
وليقولوا قولا سديدا ))
فمن هذا القلب الذي يعيش لغيره دائماً ؟؟
ومن هي العين التي تفيض ألما لغيرها ؟؟
وما هي تلك الرحمة التي ينسي الإنسان فيها ..ألمه ومرضه ونفسه ......فلا يفكر بها ..وإنما يعيش هم غيره
!!!!!!!!!!!!! أهو قلبي لوحدي ام .............قلب أم ..........
إنها رحمة الأم ....وهي جزء يسير من رحمة ربي ...فسبحانه ...هي يسيره ...فكم أودعها عظيمه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! في قلب أم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن الأمهات ...روعه في التفاني ..لأجل صغارها ...فلا أملك أن أمسح فيض دموعي ..عند سماع
هذه القصة ..............إذ كيف تكافئ هذه الرحمه ....وكيف يكافئ هذا الحب ؟؟؟؟؟؟؟
وإني أعلم والله إنها حاله نادرة .......................ولكنها مؤسفة حقا ...نسأل الله السلامة !!!!!!!
أحدهم ........يقول ...
كان لأمي عين واحدة... وقد كرهتها... لأنها كانت تسبب لي
الإحراج.
وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل
العائلة.
ذات يوم...في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَلي.
أحسست بالإحراج فعلاً ... كيف فعلت هذا بي؟!
تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره.
وفي اليوم التالي قال أحد التلامذة ... أمك بعين واحده ... أووووه
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي وأن تختفي امي من حياتي.
في اليوم التالي واجهتها : لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين ؟!!
ولكنها لم تُجب!!!
لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً
ولم أبالي لمشاعرها ...
وأردت مغادرة المكان..
درست بجد وحصلتُ على منحة للدراسة في سنغافورة.
وفعلاً.. ذهبت .. ودرست .. ثم تزوجت .. واشتريت بيتاً .. وأنجبت أولاداً وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي.
وفي يوم من الأيام ..أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً!
وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون...
صرخت: كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي اطفالي؟.. اخرجي حالاً!!!
أجابت بهدوء: (آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو).. واختفت....
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي.
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل...
بعد الاجتماع ذهبت الى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط!!!.
أخبرني الجيران أن أمي.... توفيت.
لم أذرف ولو دمعة واحدة !!
قاموا بتسليمي رسالة من أمي ....
ابني الحبيب.. لطالما فكرت بك..
آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك.
كنت سعيدة جداً عندما سمعتُ أنك سوف تأتي للاجتماع
ولكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك.
آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك.
هل تعلم... لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنت صغيراً وقد فقدتَ عينك.
وكأي أم, لم استطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ...
ولِذا... أعطيتكَ عيني .....
وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني.
.....مع حبي.....
.....أمــــــــــــك.....
سبحان الله: إذا كانت هذه رحمة الأم بولدها فكيف برحمة الله سبحانه؟!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( إن لله مئة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق بها يتراحمون و بها يتعاطفون و بها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )
ويقول أيضاً:
( عن عمر بن الخطاب أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأةٌ من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا والله – وهي تقدر أن لا تطرحه فقال:
الله أرحم بعباده من هذه بولدها )
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل:
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لسوف أعود يا أمي ..أقبل رأسك الزاكي
أبثك كل أشواقي .... وأرشف عطر يمناك
أمرغ في ثري قدميك ...خدي حين ألقاك
أرٌوي الترب من دمعي ...سرورا في محياك
فكم أسهرت من ليل ..لأرقد ملأ أجفاني
وكم أظمأت من جوف ....لترويني بتحناني
ويوم مرضت لا أنسي ...دموعا منك كالمطر
وعينا منك ساهرة .....تخاف علي من خطر
ويوم وداعنا فجرا .....وما أقساه من فجر
يحار القول في وصف الذي لا قيتي من هجري
وقلت مقالة لازلت ....مدكرا من دهر
محالا أن تري صدرا ...أحن عليك من صدري
ببّرك يا مني عمري .....اله الكون أوصاني
رضاؤك سر توفيقي ....وحبك ومض ايماني
وصدق دعاؤك انفرجت ..به كربي وأحزاني
ودادك لا يشاطرني ........به أحد من البشر
فانت النبض في قلبي ..وأنت النور في بصري
وأنت اللحن في شفتي ..بوجهك ينجلي كبري
إليك أعود يا أمي .....ولن أرتاح في سفري
ويبدأ عهدي الثاني ...ويزهو الغصن بالزهر
!!!!!!!!! هناك .....في تلك الغرفة الباردة ....ومن حولي تلك الأوجه الكثيرة .....كلٌ في عمله ........
فلا أكاد أميز بينهم ..........إلا ذلك اللون الأخضر السائد ........
رائحة غريبة في ذلك المكان .......يعلوه الغربة ..والوحشة ..والبرودة ...والأصوات ...فلا تكاد تميز
إلا ...صرصرة ..الأدوات والمشارط ؟؟؟؟؟؟
فأغمض عيني خوفا وفرقاً ....فلا تتملكني ....إلا عبرة تخنقني ...وغصة في لساني ............
فلا أحس إلا بقرع قلبي ..وارتجاف بناني ...وخروج دمعة حريّ من عيني .....فيهتز لساني الي خالقي
(( ربي .....إن من خلفي ذرية ضعاف .....وأنت أرحم الراحمين ))
فلم يفت قلبي إلا ذلك الصغير ....وذلك المريض ...وذلك الطفل الشقي ..الذي قد لا يجد من يرحمة .........انهم صغاري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فتطيب نفسي لقوله تعالي ...((والذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم .فليتقوا الله
وليقولوا قولا سديدا ))
فمن هذا القلب الذي يعيش لغيره دائماً ؟؟
ومن هي العين التي تفيض ألما لغيرها ؟؟
وما هي تلك الرحمة التي ينسي الإنسان فيها ..ألمه ومرضه ونفسه ......فلا يفكر بها ..وإنما يعيش هم غيره
!!!!!!!!!!!!! أهو قلبي لوحدي ام .............قلب أم ..........
إنها رحمة الأم ....وهي جزء يسير من رحمة ربي ...فسبحانه ...هي يسيره ...فكم أودعها عظيمه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! في قلب أم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن الأمهات ...روعه في التفاني ..لأجل صغارها ...فلا أملك أن أمسح فيض دموعي ..عند سماع
هذه القصة ..............إذ كيف تكافئ هذه الرحمه ....وكيف يكافئ هذا الحب ؟؟؟؟؟؟؟
وإني أعلم والله إنها حاله نادرة .......................ولكنها مؤسفة حقا ...نسأل الله السلامة !!!!!!!
أحدهم ........يقول ...
كان لأمي عين واحدة... وقد كرهتها... لأنها كانت تسبب لي
الإحراج.
وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل
العائلة.
ذات يوم...في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَلي.
أحسست بالإحراج فعلاً ... كيف فعلت هذا بي؟!
تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره.
وفي اليوم التالي قال أحد التلامذة ... أمك بعين واحده ... أووووه
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي وأن تختفي امي من حياتي.
في اليوم التالي واجهتها : لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين ؟!!
ولكنها لم تُجب!!!
لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً
ولم أبالي لمشاعرها ...
وأردت مغادرة المكان..
درست بجد وحصلتُ على منحة للدراسة في سنغافورة.
وفعلاً.. ذهبت .. ودرست .. ثم تزوجت .. واشتريت بيتاً .. وأنجبت أولاداً وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي.
وفي يوم من الأيام ..أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً!
وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون...
صرخت: كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي اطفالي؟.. اخرجي حالاً!!!
أجابت بهدوء: (آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو).. واختفت....
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي.
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل...
بعد الاجتماع ذهبت الى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط!!!.
أخبرني الجيران أن أمي.... توفيت.
لم أذرف ولو دمعة واحدة !!
قاموا بتسليمي رسالة من أمي ....
ابني الحبيب.. لطالما فكرت بك..
آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك.
كنت سعيدة جداً عندما سمعتُ أنك سوف تأتي للاجتماع
ولكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك.
آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك.
هل تعلم... لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنت صغيراً وقد فقدتَ عينك.
وكأي أم, لم استطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ...
ولِذا... أعطيتكَ عيني .....
وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني.
.....مع حبي.....
.....أمــــــــــــك.....
سبحان الله: إذا كانت هذه رحمة الأم بولدها فكيف برحمة الله سبحانه؟!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( إن لله مئة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق بها يتراحمون و بها يتعاطفون و بها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )
ويقول أيضاً:
( عن عمر بن الخطاب أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأةٌ من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا والله – وهي تقدر أن لا تطرحه فقال:
الله أرحم بعباده من هذه بولدها )
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل:
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لسوف أعود يا أمي ..أقبل رأسك الزاكي
أبثك كل أشواقي .... وأرشف عطر يمناك
أمرغ في ثري قدميك ...خدي حين ألقاك
أرٌوي الترب من دمعي ...سرورا في محياك
فكم أسهرت من ليل ..لأرقد ملأ أجفاني
وكم أظمأت من جوف ....لترويني بتحناني
ويوم مرضت لا أنسي ...دموعا منك كالمطر
وعينا منك ساهرة .....تخاف علي من خطر
ويوم وداعنا فجرا .....وما أقساه من فجر
يحار القول في وصف الذي لا قيتي من هجري
وقلت مقالة لازلت ....مدكرا من دهر
محالا أن تري صدرا ...أحن عليك من صدري
ببّرك يا مني عمري .....اله الكون أوصاني
رضاؤك سر توفيقي ....وحبك ومض ايماني
وصدق دعاؤك انفرجت ..به كربي وأحزاني
ودادك لا يشاطرني ........به أحد من البشر
فانت النبض في قلبي ..وأنت النور في بصري
وأنت اللحن في شفتي ..بوجهك ينجلي كبري
إليك أعود يا أمي .....ولن أرتاح في سفري
ويبدأ عهدي الثاني ...ويزهو الغصن بالزهر