ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   منتدى الفيزياء العام (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قانون السببية و الإسلام (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=28278)

هوائية 17-09-2008 00:31

رد: قانون السببية و الإسلام
 
أما بالنسبة لقولك
رابعا/ اقتبس من كلامك (( وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية " وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس أو عبوديته لإرادة ( الطبيعة ) فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره ))

اوضحنا اننا عندما نقول بالحتمية فأننا لانعني بعبودية الطبيعة, ويجب ان نفرق بين الحتمية التي اودعها الله في الطبيعة لتنسيقها وانتظامها, وبين غيب الله وارادته, فنحن نعرف ان النجار عندما يصنع الكرسي نعرف ان الكرسي المصنوع ( الذي هو نتيجة ) انما جاء بسبب النجار, فالسبب والنتيجة في مثالنا هذا لايختلف عليه اثنان ابدا, لكن وحسب كلامك فهل يصح القول اننا عندما نقول ان النجار سبب لصنع الكرسي انما هو عبودية لارادة الطبيعة ؟!! وهل يصح انه عندما نقول ان الحركة ستسبب تباطؤ الزمن هي عبودية لارادة الطبيعة وانها غير ارادة الله سبحانه وتعالى ؟!! وهل يصح اننا لانستطيع دوما القول بأن الحديد يتمدد بسبب الحرارة لاننا اذا قلنا ذلك فأننا نقر بعبوديتنا لحتمية الطبيعة, الى اخره من الامور. ثم اننا عدم كشفنا لشيء ( خصوصا في المستوى الذري ) لايعني انه غير موجود. والا يصبح كشفنا للمستوى الذري مجرد صدفة ولغو لااكثر من ذلك ولا اقل.

أخي الكريم
لا ليس هذا ما أراده سيد قطب من قوله
أراد أن يقول أن التصور بأن هذا الكون بكل ما فيه هو آلة كبيرة تخضع لقوانين معينة محكومة بأسباب و نتائج فقط دون إرادة توجهها في كل لحظة و كل حين ليس مفهوما اسلاميا يجب أن ندافع عنه لأننا لا يجب أن نتكل على الأسباب و انما على خالق الأسباب

أراد أن يقول أن الاعتماد على أن أسباب السعادة مثلا مثل الغنى و السلطة و... ليست أسباب يجب أن تكون غاية الإنسان

و أن إتقان العمل لا يكون بهدف الحصول على الرزق و السمعة الحسنة بقدر ما هي وسيلة لنيل رضى الله

هذا ما أفهمه من الآية الكريمة
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"

و هذا هو الهدف السامي الذي يجب أن يسعى كل مسلم للوصول إليه
أن تكون حياته خالصة لله
و بعيدا عن العلم
هذا ما أراده سيد قطب أن يصل للناس

آسفة أنا على الإطالة
و يسعدني أن يمتد النقاش في هذا الموضوع
أشكرك أخي كثيرا بارك الله فيك و جزاك كل خير

هوائية 17-09-2008 00:40

رد: قانون السببية و الإسلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mysterious_man (المشاركة 260385)
جزاكي الله خيراً على هذا الموضوع الرائع وزادك من علمه وأيدك بالإيمان في الدنيا وبجنة الفردوس في الآخرة


آمين
نحن و إياكم إن شاء الله
أشكرك كثيرا أخي الكريم أحمد
جمعنا الله و إياكم و جميع أعضاء المنتدى برسولنا الكريم
يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
و جعلنا رفقائه في الجنة

محب المعرفة 17-09-2008 04:01

رد: قانون السببية و الإسلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله

موضوع الحتمية او اللاحتمية عندما يدخل في العقيدة الاسلامية

فهو موضوع مرتبط بالقدر , و أعتقد مهما طال النقاش لن نصل الى نتيجة

لأن سر القدر لا يكشف الا يوم القيامة.

لكن نحن كمسلمون نعتقد ان الفاعل الحقيقي هو الله اي انه لا فاعل الا الله فالله عزوجل هو خالق الأسباب و هو خالق النتائج
ولا يمكنك ان تثبت لنفسك خلق افعالك ,
بدليل (( و الله خلقكم و ماتعملون )) اي انه خلقكم و خلق عملكم
وايضا (( ما رميت اذ رميت و لكن الله رمى )) فانظر كيف اثبت الرمي لرسوله الكريم , ثم نفاه عنه

ولكننا مأمورون بشرع و مكلفون بتكاليف لا بد لنا من الالتزام بها و عليها الثواب و العقاب
فالحق عز وجل ترك لنا حيز الاختيار وقال :(( وأن ليس للإنسان الا ما سعى ))

شكرا لك اختي على هذا الموضوع الجميل

تقبلي مروري........

طالب علم 18-09-2008 01:26

رد: قانون السببية و الإسلام
 
السلام عليكم :

الإخوة الكرام : حياكم الله تعالى ..

لا شك أن الموضوع المطروح ذو دقة وحساسية بالغين ..

وإنني أتفق مع مجمل ما تفضل به الأخ الكريم مشاهد الفضاء
كما أتفق مع مجمل ما تفضلت به الأخت الكريمة هوائية ..

ودونكم بيان ذلك :
1 - في صرامة القوانين وحتمية نتائجها :
فلو افترضنا أنه لدينا سيارة تتحرك بسرعة " 2 كم / د " على شريط مستقيم من النقطة ( أ ) إلى النقطة ( ب ) التي تبعد 10 كم عن ( أ ) , فهذا يعني أن السيارة ستصل إلى ( ب ) بعد خمس دقائق ..
فلو بقي نظام هذه الجملة محفوظاً على طول الدهر , ولم ينخرم بوجه من الوجوه
فهل من الممكن أن يكون هناك أدنى احتمال على عدم وصول السيارة إلى ( ب ) بعد خمس دقائق , كلما تحركت السيارة من ( أ ) ؟
لا أحسب أن أحداً , وفق هذه المعطيات , يقول بوجود أي احتمال لوصولها إلى ( جيم أو دال أو ... ) عوضاً عن ( ب ) ..

ولكن ! لو حدث أن وصلت السيارة إلى ( " ج " أو " د " أو " ل " ... )
ألا يعني ذلك أن هناك خللاً ما قد حدث في نظام الجملة ؟
ويعني أيضاً
أن وجود خلل ما
أو احتمال وجوده
مع عدم القدرة على تحديد مصدره وطبيعته
يؤدي إلى وجود احتمالات عديدة لنقطة وصول السيارة , تختلف تقديرات درجات تعيينها باختلاف تقديرات مصادر الاحتمالات وخصائصها .. ؟

وأما إذا وصلت السيارة مرة إلى ( ج ) واستطعنا تحديد الخلل ( السبب )
فيمكننا عندها أن نضع نظاماً جديداً للجملة ... وهكذا دواليك ...

فالنتائج حتمية تقع عن أسباب محددة , سواء أعرفنا الأسباب أم جهلناها ..

2 - هل الأسبابُ هي التي توجد النتائجَ ؟

نحن , المسلمين , على يقين تام راسخ قطعي , بأن الله تعالى هو خالق الأسباب وهو خالق النتائج , وهو جل جلاله خالق الروابط بين الأسباب والنتائج ..
ومن أدلتنا على ذلك :

أ ) : كلنا يعلم أن النار تحرق وأن السكين تقطع ..
ولكن ! هل خاصية الإحراق في النار - وكذلك خاصية القطع في السكين - هي من ذات النار وكنهها ؟ أم هي أمر عارض عليها ؟
بمعنى آخر : لو أوقدنا ناراً عظيمة , وألقينا فيها جسماً قابلاً للاحتراق
فهل من الممكن أن لا يحترق هذا الجسم ؟
بحسب قوانيننا الوضعية , نقول : لا بد أن يحترق هذا الجسم ..
ولكن الله تعالى خالق كل شيء , يبين لنا خلاف ذلك في قصة سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه السلام , حيث أوقد قومه ناراً عظيمة جداً وألقوه فيها ليحرّقوه , ولكنها , مع بقائها ناراً عظيمة متقدة , لم تصب سيدنا إبراهيم عليه السلام , بأي أذى بقدرة الله تعالى وحكمته وفضله ومنته ..
قال تعالى : { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } الأنبياء69
ومما نستدل به هنا أن الله جل جلاله يظهر لنا أن الإحراق ليس من كنه النار وذاتها , وإنما هي وظيفة أوكَلها الله العظيم بها , وأنه يحوّلها أو ينزعها عنها متى شاء وكيفما شاء ..

ومن لطيف ما قاله العلماء في هذه الآية الكريمة : أنه لو قال الله تعالى للنار ( كوني برداً ) فقط , لأهلكت النارُ سيدنا إبراهيم عليه السلام من شدة البرد , ولكن الله تعالى جعل النارَ تحفظ سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن تكون ( بَرْداً وَسَلَاماً ) ..

وعلى ذلك فنحن نؤمن إيماناً راسخاً ونوقن يقيناً تاماً , بأن الله تعالى هو خالق الأسباب وهو خالق نتائجها
وأن الأسباب لا تؤدي إلى النتائج من ذاتها , وإنما تؤديها بإرادة الله تعالى ومشيئته , وأنه يتصرف بها كيف يشاء ..
وأنه تعالى جعل النتائج ملازمة للأسباب لتستقيم شؤوننا ونستدل بها على عظمة وجلال وحكمة خالق هذا الكون ومدبره والقيوم عليه ..

ب ) : إن وحدة البناء ووحدة اللبنات التي يقوم عليها هذا الكون بكل ما فيه من أصفر جرم إلى اكبر عناقيد المجرات , تؤكد لنا أن الأسباب والنتائج ليست ذاتية
وإنما هي جعلية , جعلها اللهُ العالم المريد القادر الحي القيوم الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم , تبارك وتعالى .. جعلها وأودعها فيها ..
فجعل بعض ذرات يتشكل حديداً يؤدي وظائف محددة
وجعل بعض ذرات أيضاً يتشكل نحاساً ويؤدي وظائف أخرى
وبعضها يتشكل ذهباً ويؤدي وظائف ثالثة ....
ونحن نقول إن الماء مركب من الأوكسجين والهيدروجين
فهل يمكننا أن نركب الأوكسجين والهيدروجين ونصنع ماء ؟
....................................... إلخ


وتجدر الإشارة هنا إلى مسألة تتعلق بطرف في هذه القضية , وهي ما يسميه العلماء :
سنن الله تعالى الكونية ..

ومن سنن الله تعالى الكونية في النصر والخذلان
أنه يجعل النصر للأمة العادلة ولو كانت كافرة
ويجعل الهزيمة والخذلان للأمة التي يفشو فيها الظلم والجور , ولو كانت مؤمنة ..

ومنها : أنه تعالى يجعل النصر للأمة المؤمنة إذا أخذت بأسباب النصر التي منها إقامة العبادات والشعائر الدينية على أتم وجه , والإعداد للحرب بقدر الطاقة والوسع
أنه يجعل لها النصر مهما كانت قليلة العدد والعتاد ..

ومفاد هذا السنن والقوانين بالجملة : أن الله تعالى يُسوي بين أمم الأرض قاطبة في الأمور الدنيوية فيمن يأخذ بأسباب هذه الأمور من الطلب والدرس والتحصيل والعمل الدؤوب
ويزيد ميزة عظيمة للأمة المؤمنة التي تأخذ بهذه الأسباب مجتمعة دون تقصير مع التزامها بأوامر الله تعالى ونواهيه وقيامها بالعبودية المطلقة لله تعالى خير قيام
فإنه يزيدها بأن يذلل لها الصعاب ويفتح لها المغاليق بالطرق الأيسر والمجهود الأقل , وهذا ما نسميه ب ( البركة ) أي النماء والتوسع غير المدرك وغير المحسوب بمجرد الأخذ بالأسباب كاملة مع التوكل الخالص على خالق الأسباب والمسبَّبات تبارك في علاه ..


ولكم تحياتي

هوائية 18-09-2008 10:44

رد: قانون السببية و الإسلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب المعرفة (المشاركة 260418)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله

موضوع الحتمية او اللاحتمية عندما يدخل في العقيدة الاسلامية

فهو موضوع مرتبط بالقدر , و أعتقد مهما طال النقاش لن نصل الى نتيجة

لأن سر القدر لا يكشف الا يوم القيامة.

لكن نحن كمسلمون نعتقد ان الفاعل الحقيقي هو الله اي انه لا فاعل الا الله فالله عزوجل هو خالق الأسباب و هو خالق النتائج
ولا يمكنك ان تثبت لنفسك خلق افعالك ,
بدليل (( و الله خلقكم و ماتعملون )) اي انه خلقكم و خلق عملكم
وايضا (( ما رميت اذ رميت و لكن الله رمى )) فانظر كيف اثبت الرمي لرسوله الكريم , ثم نفاه عنه

ولكننا مأمورون بشرع و مكلفون بتكاليف لا بد لنا من الالتزام بها و عليها الثواب و العقاب
فالحق عز وجل ترك لنا حيز الاختيار وقال :(( وأن ليس للإنسان الا ما سعى ))

شكرا لك اختي على هذا الموضوع الجميل

تقبلي مروري........

صدقت أخي الكريم محب المعرفة
يسرني كثيرا متابعتك للموضوع
أشكرك جزيل الشكر
بارك الله فيك و جزاك كل خير
وقانا الله و إياكم من الفتن ما ظهر منها و ما بطن

هوائية 18-09-2008 11:01

رد: قانون السببية و الإسلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم (المشاركة 260480)
السلام عليكم :

الإخوة الكرام : حياكم الله تعالى ..

لا شك أن الموضوع المطروح ذو دقة وحساسية بالغين ..

وإنني أتفق مع مجمل ما تفضل به الأخ الكريم مشاهد الفضاء
كما أتفق مع مجمل ما تفضلت به الأخت الكريمة هوائية ..

ودونكم بيان ذلك :
1 - في صرامة القوانين وحتمية نتائجها :
فلو افترضنا أنه لدينا سيارة تتحرك بسرعة " 2 كم / د " على شريط مستقيم من النقطة ( أ ) إلى النقطة ( ب ) التي تبعد 10 كم عن ( أ ) , فهذا يعني أن السيارة ستصل إلى ( ب ) بعد خمس دقائق ..
فلو بقي نظام هذه الجملة محفوظاً على طول الدهر , ولم ينخرم بوجه من الوجوه
فهل من الممكن أن يكون هناك أدنى احتمال على عدم وصول السيارة إلى ( ب ) بعد خمس دقائق , كلما تحركت السيارة من ( أ ) ؟
لا أحسب أن أحداً , وفق هذه المعطيات , يقول بوجود أي احتمال لوصولها إلى ( جيم أو دال أو ... ) عوضاً عن ( ب ) ..

ولكن ! لو حدث أن وصلت السيارة إلى ( " ج " أو " د " أو " ل " ... )
ألا يعني ذلك أن هناك خللاً ما قد حدث في نظام الجملة ؟
ويعني أيضاً
أن وجود خلل ما
أو احتمال وجوده
مع عدم القدرة على تحديد مصدره وطبيعته
يؤدي إلى وجود احتمالات عديدة لنقطة وصول السيارة , تختلف تقديرات درجات تعيينها باختلاف تقديرات مصادر الاحتمالات وخصائصها .. ؟

وأما إذا وصلت السيارة مرة إلى ( ج ) واستطعنا تحديد الخلل ( السبب )
فيمكننا عندها أن نضع نظاماً جديداً للجملة ... وهكذا دواليك ...

فالنتائج حتمية تقع عن أسباب محددة , سواء أعرفنا الأسباب أم جهلناها ..

2 - هل الأسبابُ هي التي توجد النتائجَ ؟

نحن , المسلمين , على يقين تام راسخ قطعي , بأن الله تعالى هو خالق الأسباب وهو خالق النتائج , وهو جل جلاله خالق الروابط بين الأسباب والنتائج ..
ومن أدلتنا على ذلك :

أ ) : كلنا يعلم أن النار تحرق وأن السكين تقطع ..
ولكن ! هل خاصية الإحراق في النار - وكذلك خاصية القطع في السكين - هي من ذات النار وكنهها ؟ أم هي أمر عارض عليها ؟
بمعنى آخر : لو أوقدنا ناراً عظيمة , وألقينا فيها جسماً قابلاً للاحتراق
فهل من الممكن أن لا يحترق هذا الجسم ؟
بحسب قوانيننا الوضعية , نقول : لا بد أن يحترق هذا الجسم ..
ولكن الله تعالى خالق كل شيء , يبين لنا خلاف ذلك في قصة سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه السلام , حيث أوقد قومه ناراً عظيمة جداً وألقوه فيها ليحرّقوه , ولكنها , مع بقائها ناراً عظيمة متقدة , لم تصب سيدنا إبراهيم عليه السلام , بأي أذى بقدرة الله تعالى وحكمته وفضله ومنته ..
قال تعالى : { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } الأنبياء69
ومما نستدل به هنا أن الله جل جلاله يظهر لنا أن الإحراق ليس من كنه النار وذاتها , وإنما هي وظيفة أوكَلها الله العظيم بها , وأنه يحوّلها أو ينزعها عنها متى شاء وكيفما شاء ..

ومن لطيف ما قاله العلماء في هذه الآية الكريمة : أنه لو قال الله تعالى للنار ( كوني برداً ) فقط , لأهلكت النارُ سيدنا إبراهيم عليه السلام من شدة البرد , ولكن الله تعالى جعل النارَ تحفظ سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن تكون ( بَرْداً وَسَلَاماً ) ..

وعلى ذلك فنحن نؤمن إيماناً راسخاً ونوقن يقيناً تاماً , بأن الله تعالى هو خالق الأسباب وهو خالق نتائجها
وأن الأسباب لا تؤدي إلى النتائج من ذاتها , وإنما تؤديها بإرادة الله تعالى ومشيئته , وأنه يتصرف بها كيف يشاء ..
وأنه تعالى جعل النتائج ملازمة للأسباب لتستقيم شؤوننا ونستدل بها على عظمة وجلال وحكمة خالق هذا الكون ومدبره والقيوم عليه ..

ب ) : إن وحدة البناء ووحدة اللبنات التي يقوم عليها هذا الكون بكل ما فيه من أصفر جرم إلى اكبر عناقيد المجرات , تؤكد لنا أن الأسباب والنتائج ليست ذاتية
وإنما هي جعلية , جعلها اللهُ العالم المريد القادر الحي القيوم الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم , تبارك وتعالى .. جعلها وأودعها فيها ..
فجعل بعض ذرات يتشكل حديداً يؤدي وظائف محددة
وجعل بعض ذرات أيضاً يتشكل نحاساً ويؤدي وظائف أخرى
وبعضها يتشكل ذهباً ويؤدي وظائف ثالثة ....
ونحن نقول إن الماء مركب من الأوكسجين والهيدروجين
فهل يمكننا أن نركب الأوكسجين والهيدروجين ونصنع ماء ؟
....................................... إلخ


وتجدر الإشارة هنا إلى مسألة تتعلق بطرف في هذه القضية , وهي ما يسميه العلماء :
سنن الله تعالى الكونية ..

ومن سنن الله تعالى الكونية في النصر والخذلان
أنه يجعل النصر للأمة العادلة ولو كانت كافرة
ويجعل الهزيمة والخذلان للأمة التي يفشو فيها الظلم والجور , ولو كانت مؤمنة ..

ومنها : أنه تعالى يجعل النصر للأمة المؤمنة إذا أخذت بأسباب النصر التي منها إقامة العبادات والشعائر الدينية على أتم وجه , والإعداد للحرب بقدر الطاقة والوسع
أنه يجعل لها النصر مهما كانت قليلة العدد والعتاد ..

ومفاد هذا السنن والقوانين بالجملة : أن الله تعالى يُسوي بين أمم الأرض قاطبة في الأمور الدنيوية فيمن يأخذ بأسباب هذه الأمور من الطلب والدرس والتحصيل والعمل الدؤوب
ويزيد ميزة عظيمة للأمة المؤمنة التي تأخذ بهذه الأسباب مجتمعة دون تقصير مع التزامها بأوامر الله تعالى ونواهيه وقيامها بالعبودية المطلقة لله تعالى خير قيام
فإنه يزيدها بأن يذلل لها الصعاب ويفتح لها المغاليق بالطرق الأيسر والمجهود الأقل , وهذا ما نسميه ب ( البركة ) أي النماء والتوسع غير المدرك وغير المحسوب بمجرد الأخذ بالأسباب كاملة مع التوكل الخالص على خالق الأسباب والمسبَّبات تبارك في علاه ..


ولكم تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يسعدني كثيرا تواجدك معنا أخي الكريم طالب علم

و جزاك الله كل خير على الإضافة القيمة

أنا موقنة بأننا جميعا وخاصة أخي مشاهد الفضاء و بإذن الله لن نختلف

وفقنا الله و إياكم جميعا لما يحب و يرضى

ندى 19-09-2008 01:10

رد: قانون السببية و الإسلام
 
رااائع.. ماأجمل موضوعك هوائية

khaled1966 19-09-2008 18:27

رد: قانون السببية و الإسلام
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هوائية 20-09-2008 18:09

رد: قانون السببية و الإسلام
 
أشكر لكما مروركما
أختي الكريمة ندى
و أخي الكريم خالد
بارك الله فيكما

منال العنزى 21-09-2008 04:53

رد: قانون السببية و الإسلام
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 13:30

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir