ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   منتدى المناسبات. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=31931)

محمد يوسف جبارين 28-10-2009 23:43

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
تحريف النشيد

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

الهوية الوطنية تعبر عن نفسها ، بكل ما يضيف مكانة وعزة وكرامة وفخرا ، للذي هي هويته ، وبكلمات والحان مثل النشيد الوطني ، فهو ينطق بما هي ويملأوها عنفوانا ، وعزما واصرارا على رباطها بوطنها ، وبما هي عليه من استعداد دائم لتكون الحامية لهذا الرباط ، فنشيد " موطني " حين يقول به اللسان فسرعان ما يتكامل الانسان، بكل مكوناته النفسية والعقلية ، في عملية التزام ذاتي حيال رباطه بوطنه ، ولعل الانفعال ، وتفتق الذهن ، وعناق الآمال في الحرية ، ورفض الواقع المرير ، وتدفق العزيمة بكل اصرار على تجسيد الحلم ، انما يستشعره كل قارىء لنشيد هويته الوطنية ، مهما وكيفما كان مطلوبه ، فاسترخاص الحياة فداء لحرية الوطن ، والاستعداد بلا حدود لبذل النفس والمال ، هو بعينه تعبير الهوية عن ذاتها ، وكما هي في تشكلها في تكوين الانسان والجماعة الانسانية ، وانظر الجموع الشعبية وهي تنشد معا نشيدها الوطني ، فترى اليها وكأنها تحقق وحدتها ، فهي وحدة واحدة ناطقة بهويتها ، ولهذا وجه دلالة على أن هذه الجموع ، لو تظل دوما لصيقة هويتها في أقوالها وأفعالها ، لكانت في مجرى حياتها كلها عين هويتها وعين وحدتها ، وتمضي في الحياة وبالحياة ، وكأنها كتلة واحدة متلاقصة متكاملة ، فلا ما يقيلها عن تكافلها وتكاملها في سيرها ، فالنشيد الوطني وعي بمنطوق هوية هو كلمات لها ، بأن يا أبناء الوطن تكاملوا ، كما يتكامل لكم الوطن في وعيكم ، فهو تلازم ضرورة سير ، بالزام هوية .
فالوطنية انتماء ، وهوية هذا الانتماء هي الرباط الذي يربط انسان الوطن بوطنه ، فالوطن والانسان والوطنية صلات المنتمي الى ما ينتمي اليه ، وهذه الصلات في مجملها ، وفي كل تجليها في النفس وفي العقل وفي الوعي والسلوك ، انما هي الهوية واملاءاتها التلقائية بعين وجودها ، في موجودية ، انوجدت في كينونية التلازم بين الانسان ووطنه فلسطين .
وما استعداد الانسان للتضحية بكل ما يملك ، بما فيها حياته من أجل الدفاع عن رسوخه في وطنه ، الا عين منطوق الهوية في الذات الانسانية ، وما تؤدي اليه من هذا البذل الذي يطال كل غال ، من أجل تثبيت هذا الرباط بين الانسان ووطنه ، فهي الهوية التي لا يعلو عيها رباط ، فهي أو تكون أو لا تكون ، فأن تكون يعني أن يكون الرباط بين الانسان ووطنه ، وأن لا تكون يعني نفي هذا الرباط .
فالنشيد الوطني ليس توصيفا نثريا أو شاعريا أو فلسفيا لواقع يموج به الوطن ، وانما هو الوطن كما هو بما يعنيه في الفكر وفي الروح وفي الوجدان ، فهو الجمال والبهاء والسناء ، وهو بكل العواصف التي تهب عليه وتعصف به وتقصف زيتونه ورمانه وتينه وانسانه ، انما يستولد الرفض لكل هذا ويستدعي انسانه الى تحقيق آماله في الحرية ، ليعود غانما منعما وهائنا مكرما ، فالرفض في سيرورته متصل بصيرورة بالآمال التي ينسكب على جنباتها جمال الوطن ، بكل روعة يعنيها في مكنون النفس ، فلا يمكنها كل الزوابع ، بكل أشرار الدنيا وما بهم من شر، أن تنال من هذا الجمال الراسخ ، بكل معانيه في انسان الوطن . وهنا هو النشيد الوطني الذي كتب كلماته ابراهيم طوقان :
( مَــوطِــنــي.. مَــوطِــنِــي / الجـلالُ والجـمالُ .. والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ / فـــي رُبَــاكْ.. فــي رُبَـــاك /والحـياةُ والنـجاةُ .. والهـناءُ والرجـاءُ / فــي هـــواكْ.. فــي هـــواكْ / هـــــلْ أراكْ .. هـــــلْ أراكْ / سـالِماً مُـنَـعَّـماً .. وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً /هـــــلْ أراكْ .. فـي عُـــلاكْ/تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ .. تبـلـغُ السِّـمَاك/مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي/مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي/ الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ.. أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ/نَستقي منَ الـرَّدَى .. ولنْ نكونَ للعِــدَى/كالعَـبـيـــــدْ .. كالعَـبـيـــــدْ/لا نُريــــــدْ .. لا نُريــــــدْ/ ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا .. وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا / لا نُريــــــدْ . بـلْ نُعيــــدْ / مَـجـدَنا التّـليـدْ .. مَـجـدَنا التّليـدْ / مَــوطِــنــي .. مَــوطِــنِــي / مَــوطِــنِــي.. مَــوطِــنِــي / الحُسَامُ و اليَـرَاعُ .. لا الكـلامُ والنزاعُ/ رَمْــــــزُنا.. رَمْــــــزُنا / مَـجدُنا و عـهدُنا .. وواجـبٌ منَ الوَفا / يهُــــــزُّنا.. يهُــــــزُّنا/ عِـــــــزُّنا .. عِـــــــزُّنا / غايةٌ تُـشَــرِّفُ .. و رايـةٌ ترَفـرِفُ /يا هَـــنَــاكْ .. فـي عُـــلاكْ / قاهِراً عِـــداكْ .. قاهِـراً عِــداكْ /مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي ) .

فماذا يعني التحريف في نص النشيد الوطني ، ماذا يعني استبدال كلمة " موطني " ، ب " كان موطني " ، ماذا يراد من ذلك ، وماذا كانت الدوافع الى ذلك ، ولماذا تهافتت الجزيرة ،على بذل كل ذلك الجهد الذي بذلته ، من أجل أن تضع على لسان الفلسطيني كلمات مغايرة ، بل ومتناقضة مع كلمات النشيد الوطني ، مستبقية اللحن كما هو . فهل تراه المراد من ذلك أن يلهج الفلسطيني ، بما يتناقض مع هويته ، أو أن تبكي مثلا هويته ذاتها ، أن يسىء انسان الهوية الى مقدس لديه ، أن يبدل في نظراته الى صلاته بموطنه ، فكل ذلك يمكنه أن يكون مراد بنص محرف ، لكن قولنا بهذا لا يتفق ورؤية من أساءوا الى نشيدنا .. أساءوا الينا ، فعندهم ذريعة الجزيرة مختلفة ، فالتحريف لديها انما هو توصيف حال ، متغافلة قصدا ، عن أن النشيد ليس مناسبة نصية لتوصيف رأي في حال تراه هي ، بوهمها ، واقعا سياسيا قائما بالفعل ، وأحسب بأنه في سياق كهذا ، لا بد من التذكر بأنه في الجزيرة من العقول ما تدري على أي وجه يستوي فكرها ، وهذا ما يلفت بصائرنا الى الجزم ، بأن عيون الجزيرة ، في ما يتصل بالنشيد الوطني ، وبغيره من مشكلات وقضايا ، انما هي موظفة لدى عقولها ، بطريقة تخضع فيه العيون لاتجاهات تعمل في خلالها العقول ، فكذلك هي موظفة ، وكذلك هي تؤدي دورها في عديد من مخالفات لموضوعية وعلمية كانت الأجدر بالاتباع ، ولقد قدمت الجزيرة كل دليل على ذلك ، وانا لنعجب لأول وهلة بتأثير الرغبة بأن تظل الموضوعية أساس التناول لكل قضية ، ثم يتلاشى هذا العجب حين نعمل عقولنا فنفهم ، بأن الموضوعية التي كانت الجزيرة عليها زمنا مر وتوارى ، وقد كانت ارتفعت بها الى مراتب عالية ، ما أفاض على من هم طرف في وجودها ، الى الانتفاع بها الى ما يضيف اليهم ، وبفعل هذا الفعل الذي اخترق الموضوعية ، كان الانحراف ، وهو ما يسيء دوما الى الجزيرة ، وما بنا رغبة للصمت عليه ، فنؤشر عليه ، ونحار في الضيق الذي يطل علينا ، ومن عجب لموضوعية تضيق بما يؤشر على انحرافاتها .
وليس من عجب أن تلجأ مؤسسة ضخمة مثل الجزيرة الى تحريف النشيد ، وانما العجب أن يتم استيعاب ذلك على أنه ، انما جاء مصادفة ، أو من باب غفلة ، فمثل احتمال كهذا غير وارد ، لدى من به عقلانية تتعقل وتحترم عقلها حين تعقلها ، فثمة دور يتخفى وراء ذلك ، ويكيد كيدا ، فلا بد من أن يكون التحريف مؤشرا على ضرورة تنبه وصحوة ، ومن قائل بأنها الاساءة التي يتوجب اغتفارها ، فهي الاساءة العابرة ، ومثل رأي كهذا يتغافل أو لا يتنبه الى دور الجزيرة في مساندة طرف ، والنيل بكل سوء من طرف آخر ، في الساحة الفلسطينية ، وربما يبدو ذلك وكأنه الموقف الذي يعبر عن نفسه ، ومن حق العربي أن يكون له موقفه ، والجزيرة عرب في عرب ومن عرب ، وهذا موقف أولئك العرب ، وهذا مقبول لو أنه منساق في هكذا استخراج ، لكن حقيقة ذلك انما هي ترسيخ الانقسام في الساحة الفلسطينية ، فدوما الانقسام طريق بعثرة وتناثر ، وهذا بالتمام ما يفيد الأعداء ، فكيف يمكن لعقل أن لا يكون متهافتا ، وهو يلصق فهما بمقلوبه .
كذلك الاساءة تحتاج الى وعي بها ، وفهما لما تحتمله من المعاني ، وهذا يقتضي بعض سردية ، ولو موجزة لاحلال الاساءة ، وما محلها ، وماذا لها أن تصيب ، وحاجة المسيء اليها ، وأيضا حاجة من أصيب بطعناتها ، الى درئها بتحديها بفضحها وانزالها منزلة اللا ثأثير عليه ، بقلب اتجاه سمومها الى وجهة العدمية التي تعدمها ، فلا تصيبه ولا تصيب أحدا غيره ، ولا حتى الجزيرة ، فكذلك يكون بمرتبة أرقى من الجزيرة التي صاغت له سما عساه ينال منه ، والى ذلك قول يأبى الا أن يقول بالدفع بالتي أحسن فالتصافي ، فليكن ، وهل هجمت القضية الفلسطينية على الجزيرة ، أم أن هذه القضية كانت فرصة الجزيرة الى الارتفاع الى مراتب عليا ، فمن يمن على من ، فلولا عذابات الفلسطينيين ، ولولا المصائب التي لا تكف تحلق في سماء وجودهم ، ما كان ذلك كله فرصة عمل واسعة النطاق لأفراد الجزيرة ، ليحققوا ذواتهم وينهلوا من المال والشهرة ما نالوا ، ومع ذلك لم تتردد الجزيرة في ما ذهبت اليه من اساءة الى الهوية ، بتحريف النشيد ، فهذا التحريف ، كان يفترض أن تتلقفه الألسن وتبدأ تلهج به ، فكأن الذي سعت اليه الست جزيرة الى أن تستهزىء الذات بهويتها ، والاساءة لنفسها بنفسها ، وهي اساءة أشمل وأوسع من سباب وشتيمة ، بل وتتعدى ذلك الى لعنة تصبها الذات على ذاتها ، وهي بعينها أبشع صورة يمكن أن تكون عليها الذات ، فهي لا تسب نفسها بنفسها وفقط ، وانما هي كمن تأكل لحمها بأسنانها ، وكمن تمزق وجودها بأظافرها ، ولا أفظع من أن يبلغ المخلوق مرتبة ، يعاف فيها نفسه ، ويفقد مبرر وجوده ، فلا قيمة لهويته في نظر نفسه ، اذ لا عقل يسعفه بأن يقيم قيمة لأية قيمة ، فلا قيامة لذاته ، ولا لأي صفة منها ، وليس له الا أن يتمزق في طريقه الى التصريح أمام الخلق كلهم ، بأنه الذي لا يساوي أي شيء ، مما يدعى انسانا ، فهو اللاشيء في ميزان نفسه ، فأولى له أن يواريه العدم ، وهذا حال لربما تبلغه النفس من تلقاء ذاتها من داخل يأس يحط لها على نفسها ، تنسد الدورب والآفاق كلها أمامها ، وتسقط النفس من كل مرتبة لها أمام ذاتها تنهار ، فهي في سقوط حر في عملية تصفير لذاتها ، حتى تكاد في مرحلة من التلاشي ، أن تتلاشى ، بالمسارعة بالانتحار الى خارج الدنيا .
فكل ذلك يمكنه أن يحصل هنا وهناك ، وبين فترة وأخرى ، بسبب أو بأسباب تحنطت بها ظروف معينة ، ونهشت في ذات من البشر ، فتضيق بها الدنيا ، ويمكنها أن تفيق أو لا تفيق ، تنهار أو لا تنهار ، فان لا تنهار يعني أن تحيل الصعوبة الى فرصة تحد ، فتنهض من كبوتها ، فالحياة فيها الصعوبة في مستويات شتى ، ومن النفوس من تقدر ، ومنها من لا تقدر على تجاوز الصعب .
وثمة جملة من رموز يستدل بها أو يشار بها الى الهوية ، فالاساءة اليها ، دونها والحياة ، فاساءة بمثل حال كهذا تعادل لدى الشخص حياته ، فهو لن يتوانى أن يعادل الحياة بها ، بحرصه عليها ، ففي وعيه اذا ذهبت لم يعد ثمة شيء يمكن أن يشار اليه بأن له قيمة ،
ولعل اطلالة على التاريخ ، لمن يريد ذلك ، ليجد الكثير من الأمثلة الدالة على أن الاساءة تبلغ مداها ، حين تكون في ذاتها ، تنزع الى الانصباب على الهوية ، وعلى كل ما له صلة بها ، وبأن الانسان الذي تنزل عليه هذه الاساءة ، انما هو الرافض لها رفضا ، ينطق بكل فصيح الدلالة ، على أنه هو الذي لا يمكنه ، الا أن يكون هو ، فأن يكون ضد ما ينفي وجوده .. ضد أن ينفي هويته ، بنطق أو فعل ، ويعني لدية ذلك بأنه الموت ، والموت أشرف له ، وقد كان اسماعيل الصفوي في نزعته الدموية الى تشييع ايران ، وكان أهلها في غالبيتهم العظمى من أهل السنة ، يطلب من الانسان السني ، فيما يطلبه أن يشتم الصحابة .. أن يشتم عمر ( وعلى ذكر عمر فهو اسم عمر سعد بن ابي وقاص ، الذي قاد المجموعة التي قتلت الحسين ، وأيضا عمر هو اسم الخليفة عمر بن الخطاب ) ، فان لم يفعل حز رأسه بالسيف ، ومثل ذلك القهر أول ما استهدف أغلى ما يملك الانسان ..استهدف الرموز التي بها يملك هذا الانسان أن يعبر عن هويته ، ولم يكن غريبا أن تسيل دماء كثيرة ، فاختيار الموت على الحياة في حال قهر كهذا ، هو بعينه وجه الدلالة على ما لحروف التعبير عن الهوية ، أو تعبيرها هي بلسان من هي هويته عن ذاتها ، من رفيع مكانة في النفس الانسانية ، وما لحقيقة معادلة الهوية بالحياة من صوابية ، وقد تكون محاكم التفتيش في الأندلس التي تشرد منها العرب ، وحتما يعودوا اليها ، فيها الكثير والكثير من ملامسة الحاقدين والأعداء لهذا الجانب المتصل بالاساءة للهوية ، فلقد كانت هي مفاتيح لغة الأعداء في سيرهم الذي لم ينقطع ، في العدوان على الانسان العربي والمسلم وهويته ، ولم يكن هذا خصيصة زمن من الأزمان ، وانما كان هو الممتد في طول التاريخ وعرضه ، فاسقاط الهوية يعني أن لا انتماء بعد ذلك لما هو قائم ومقلق ، فلا عقبة بعد ذلك أمام الغزاة ، من أي لون كانوا وعلى أي مستوى لعبوا لعبتهم ، ولعل بسط نظرات في الحروب الصليبية كلها ، وعلى مدار الزمان ، يه ما يدل على أن الهوية بذاتها كانت في محل اسقاط على كل صعيد ، وهو ما برر كل مستوى دام لعدوان ، فلم يكن غزو العراق ، بلا مقدمات من ملفوظات تحتمل كل معنى لاسقاط نظام حكم ، فهوية النظام قد تم الغاء كل مبرر لوجودها ، ناهيك الى ما تخفى من نزعة الى اسقاط هوية ، كان يمثلها ذلك النظام وبجدارة ، وما كان شنق رمز النظام في ليلة الوقوف على عرفة ، ليلة عيد الأضحى ، الا ويحتمل كل معاني الطعن في الهوية لأمة بحالها ، وما كانت الدموع في عيون كل قابض على الهوية الا دموع الهوية ، وما الحرارة التي دلت على سخونة هذه الدموع ، الا الرغبة العميقة في النفس للرد على هذا الطعن في الهوية ، ولم تكن الاساءات المتكررة للرسول الكريم في أوروبا ، الا قاصدة المساس بالهوية ، وبكل من هذه الهوية هي هويته ، ومن هنا كان الاستياء والسخط العارم الذي بدا في نفوس العرب والمسلمين ، مترافقا بعزم على الرد الذي يتواثب بكل امكانية متاحة للرد .
ولم يكن ممكنا للهوية الا أن تتصدى ، بما بها من قوى ذاتية محركة ، يتحرك بها الانسان ، وقد كان هذا شأن الهوية عبر التاريخ ، ومثل ذلك حالنا ، فحتما علينا أن نرد على هكذا اساءة ، وأن نرد وبكل الرفض لكل طعن في هويتنا ، فنشيدنا الوطني ، لسان وجودنا ينطق بكل خلجات جوارحنا ، وقد أنزلت الجزيرة عليه كل سموم قاتلة ، لكنها ما قتلت سوى بقية الاحترام الذي كنا نكنه لها ، فلم يكن من فرق بين ما قامت به ، من حيث المعنى عن ما قام به كل بغيض أبغضنا عبر التاريخ ، وما كنا مع ذلك نريد أن نستشعر ، مثل كذا شعور تجاه الجزيرة ، لكنها هي التي حطت بكل ما حطت به ، فلا تطالبنا بعد ذلك أن لا نستغرف كل ما يقضي به منطق تناول موضوعي في الرد عليها ، غير متجاوزين حدود الرد ومنطقة محدودة لا تتجاوز حدود الاساءة التي أنتجها فعلها الشنيع ، الذي دلنا على شناعة ما كنا راغبين أن تجد لها مكانا في وجه الجزيرة .
وهذا هو التحريف في النشيد الوطني كما أفاضت به الجزيرة تحت عنوان " كان موطني " ، في برنامج " بلا حدود " الذي أداره الصحفي بن جدو الممتاز ببراعته ، وكان ضيفاه في برنامجه ناصر القدوة ، واسامة حمدان ، ( كان موطني : الوبال والضلال والبلاء والرياء / في رباك .. في رباك / والطغاة والبغاة والدهاء لا الوفاء / في حماك في حماك / ها أراك .. لا سواك / خانعا مكمما بقادتك مسمما / خانعا مكمما بقادتك مسمما / ها أراك .. ها أراك / كبلت يداك / تصطلي لظاك / موطني .. موطني / موطني.. موطني / الوفاق لن يهل / نجمه لا لن يطل من جديد / من جديد / كل حزب قد بدا / وهمه يرضي العدا / وأن تبيد .. وأن تبيد / لا يريد .. لا يريد / مسرى طه الأتلدا وقبة ومسجدا / مسرى طه الأتلدا وقبة ومسجدا / بل يريد .. بل يريد / عيشة العبيد .. ذلنا الأكيد / موطني .. موطني / موطني موطني / الدولار والدينار والريال والعقار / همهم .. همهم / فقرنا وجوعنا وذبحنا وحرقنا / شعارهم ورمزهم / مالنا .. وضعنا / بائس لا يوصف .. مقزز ومقرف / بائس لا يوصف .. مقزز ومقرف / للهلاك ..للهلاك / قادة النفاق / ما لهم ميثاق / موطني موطني )
فالقول " كان موطني " ، بدلا عن " موطني " ، فيه ما يدل على بؤس احاطة بالتاريخ وبالواقع الحالي ، وفيه دلالة على عقل ناطق ، بكل ما ينم عليه ، من مجانبة ، لأقل القليل ، من فهم لخطورة ما يعنيه قوله ، فهو بقوله يستدعى انفصالية بين المواطن والوطن ، فلا مواطنة ولا وطنية ، تصل بينهما بحق أو واجب ، وهو مراد صهيونية في كل مستوى ، من فكر وفعل حطت بظلامها عليه ، ولا قيمة لتدارك بقول انما مقصود القائل ب " كان " ، تتبعها كلمة "موطني " ، انما هي جملة ، تعني أحوال عقول ونفوس وظروف ، سادت أو تسود في الوطن ، ذلك بأن الوطن بما هو ، وكما هو ، في كينونة الانسان الفلسطيني ، ليس دالة ظروف ولا أحوال ، فهذا الفلسطيني .. هذا موطنه .. هذا وطنه ، بقي فيه ، أو شردوه منه ، أو سجنوه ، أو مزقوه ، أو سكبوا كل ظلام في ربوع الوطن ، أو تبدل الناس كيفما تبدلوا ، أو كانت القيادات السياسية كيفما كانت أو تكون ، فهو " موطني " الذي هو وطني ، فهكذا هو الفلسطيني ، حتى وان عاش طريدا مشردا ، فموطنه .. الوطن .. كتابه الذي يحفظه بين ضلوعه ، فهو الجمال والكمال أبدا ، ولم يحصل ، ولن يحصل ، أن أحس فلسطيني ، بأن ثمة انفصالية ، بينه وبين حبه الكبير لوطنه . وأما القائل ، ب " كان موطني " ، أو الرائد انفصالية تفام ولو على حافة اللسان ، فلعلها تغزو الوجدان ، فذاك هو .. هو الواهم ، الذي يجتر أوهامه ، ولا يمكنه أن يكون بحسه متصلا بحس وطني ، وانما بشيء آخر يسره الى أن يسعى اليه ، فهو وجه شر .
ولقد داهم فلسطين كل لون من شر ، وما لذاك الواهم الا أن يستشرف التاريخ ، ليتيقن بأنه شره الكلامي الذي حط به على آذان فلسطينية ، استشعرت في الحال وبتلقائية الرفض في داخلها ، كم كان مقززا ومقرفا هذا الذي حط بملفوظ انفصالية يتصورها أو يتمناها ، على آذان رفضت كل ما يمس جمال الصلة بينها وبين حبها لوطنها ، وهي عالمة بكل لون من كيد يكيد ، وبأن هم كيد كذاك انما ذبح وحرق وطنية ، بانفصالية ، ما تغنى بها سوى الأشرار . ثم ان توصيف الوطن بأنه خانع ، انما يتناقض مع مسيرة شعب ، لم يدع اسلوب كفاح الا واعتمده في سبيل حريته ، فأبناء فلسطين ، اذا ثمة ما يمتازون به ، فهو المدرسة في الاصرار والتصدي والتحدي التي قدموها ، وما زالوا يضيفون اليها دروسا في الكفاح الوطني وبكل صورة ، فكيف يكون خانعا هذا الوطن ، وهل ثمة ساعة في زمانه كان خانعا ، ولماذا يتطاول قليل حياء على شموخ صمود ، وسيل صبر ودم ، بتوصيفه بالخنوع ، فمن تراه ذاك الذي لامس خنوع أنفه ، هل التابع الذي كرسيه محمي بأجنبي ، وينتفخ بكونه تابعا ، أم الذي يتصدى للغزو الأجنبي ، ولا يبخل بحياته وماله ، وانما يبذلهما معتزا بما بذل ، واذا ثمة راغب في تكميم وحجب لسان عن رأي ، أو موقف حر ، فذلك هو الاحتلال ، وانما أبناء فلسطين يصدعون بكل فعل وقول من أجل حرية بلادهم ، على تباين الرؤى والمواقف ، وهو الاختلاف الذي استولده الحصار من كل جانب ، وأيضا الضغوط التي يراد بها استثمار الحصار بمحاولات لي للارادة الفلسطينية الحرة ، وكل ذلك يترافق مع هجرة جماعية للدور العربي من منطقة الالتزام ، بموجبات القضية الفلسطينية ، وما تستدعيه هذه القضية ، من دور فاعل في تحقيق الحرية للوطن ولأبناء الوطن ، وهذا في مجمله ، ما تكالب على أبناء فلسطين وخاصة على من يأخذون على عاتقهم ادارة الصراع ، فاذا ثمة تباين أو تحادد في مواقف أو رؤى فهو نتاج تكبيل استعماري ، وليس بحال تكبيلا ذاتيا ، ثم ما هذه البشارة الاستعمارية القائلة بأن " نجمه لا ، لن يطل من جديد " ، التي لم يقل بها الا ألد أعداء هذه الأمة ، فالحروب الصليبية ملأى بمثل المعنى الذي تحمله هذه الجملة التي لم يقل بها فلسطيني واحد ، ذلك بأن كل فلسطيني انما هو موطن الأمل بحرية الوطن ، فكيف لا يتفق بأن يكون القول : نجمه ( موطني ) لن يطل من جديد ، انما هو منطوق صهيوني ، ذلك بأن هذه هي جملته التي يقول بها ، ومثله كل أعداء هذه الأمة عبر التاريخ ، وهل ثمة مخالفة للحقيقة التاريخية مثل قول يصف الأحزاب الفلسطينية كلها بأنها في خدمة العدو ، فكيف ذلك ؟! وهل ثمة معقولية في قول كهذا ، وكيف أن هذه القيادات الفلسطينية من حماس الى كل فصائل منظمة التحرير وكل القادة الآخرين ، استحال جل همهم هو أن يبيد الوطن ، فنفيه من كونه موطني استحال الى فعلهم ونشدانهم الذي يفعلون وينشدون ، وليس هذا فقط بل لا يريدون مسرى المصطفى عليه السلام ، ولا يعنيهم بشيء ، وانما هم فجأة استحالوا الى الباحثين عن نمط من حياة العبيد ويرجونها وهي ما يبحثون عنها ، ويجهدون كل جهدهم الى توزيع الفقر على أهلهم ونشر الذل في كل اتجاه ، والذبح في الرقاب ولا شيء يحدوهم ، سوى هذا الذي يقول به التحريف الذي لا ندري ، كيف ابن جدو أجاز لنفسه أن يلقي بكل هذا التحريف على آذان تعي ما تسمع ، وكيف استساغ ذلك ، وهو الصحفي البارع الحصيف الذكي القدير الذي أضاف ولم يزل يضيف ما به أفاد ، كيف سقط فجأة من رتبة كان بجدارة يتبوأها ، ولماذا أسقط نفسه ووزع علينا الحسرة عليه ، لماذا لم يستبق لنا ما كان يدفع بنا الى الاستماع اليه ، لماذا رغب بأن يكون أسمه متصلا بكل هذا السباب ، وهذا التحريف الذي استورده لنا ، وحط بكل انحطاط به على نفوسنا ، لماذا يا ابن جدو ، لماذا أساءت لنفسك ، فاذا لاح اسمك فسرعان ما تطل بكل ما أساءت به الينا ، أما كان يمكنك أن تظل الصحفي الذي لا يسيء الينا ، فما كنا راغبين بتة سقوطا لك ، من رتبة احترام كنا نحتفظ بها اليك ، وانا مع ذلك نتمنى أن تصلح من حالك معنا ومع قضيتنا ، فنحن نحتاج اليك مخلصا وهذا واجبك ، وأليق بك أن تلتزم واجبا يمليه حق تاريخي وديني لنا ولك ، وانا مع ذلك لنعجب ، فاذا نزعت عقولنا الى اعتبار ما ذهبت اليه انزلاقا بشعا وينم على دخائل في مكونات النفس بها قابلية فعل كالذي أتيت ، فثمة فساد يتلقف في تكوين النفس والعقل ، اذ لو أن مثل هذا ما له كينونية ، ما كانت استساغة لكذا أمر فما كان ، ثم أن تكون في النفس استجابة لكذا أمر ، لمشيرة الى عجب من وجودها ، اذ بمجرد اطلالتها كان يتوجب تطهير النفس منها ، فما دعا الى استملاحها واستلطافها والنزوع اليها بما تود لو تتلقفه ، فهل هو الانتفاع بلون من استجابة كهذه ، هل هي ضرورة نفس لما لها لدى العقل من حاجة الى ما يمكنها أن توظف في سبيل نفعية تأسره ، أحقا ثمة سمة كهذه لنفس كتلك ، ومن دونها فلا يتأتى لتلك النفس أن تنتظم في أمور دنياها ، أمن العقل أن الفساد ضرورة وجودية لصنف من خلق ، من دونه يزعل الفساد فلا يجد له مناطق يستوطنها ، ويلعب عليها اللعبة التي يريد ، ولم الحرص على رضى الفساد بافساد النفس ، ولم لا يزعل الفساد ، أم أن السؤال لا محل له من اعراب فكل مندمج بما هو من ذاته ، أو مستملح لما تأنس به ذاته ، فالأنس من لوازم نفس لا تأنس الا بما يؤنسها ، من ما يوفر لها أن تلتقم من لقيمات ، لا توضع في فمها من دون أن يفسد هذا الفم ، بطعن الشرف الوطني الفلسطيني في الصميم ، يسيء الى الهوية الفلسطينية بطعن الحس بها بما يشوهها في تعابير عنها ، فيلتقم بما تعدله الاساءة ، فهكذا حال مثقف يبيع ويشتري في ما تأهل به من ثقافة ، فيا بئس ما بيع ويا ما أسوأ من اشترى ، ولنا الصبر والمصابرة ، فليست تلك أول الخيانات ، ولا أولى الطعنات في نحورنا . وانتصافا لابن جدو ، على عدم حاجته لانتصاف كهذا الذي نقول به ، فلقد ارتضى أن يكون رأس الحربة التي نطعن بها ، واليد التي تدس لنا السم في مائنا وطعامنا وأنفاسنا ، ولم يكن هو بتلك الشهامة أو عزة النفس التي تدعوه الى رفض هذا الدور ، حتى وان كمن له في رفضه قدره ، بأن يترك عمله في الجزيره ، كما كان حال غيره ، فقد سبقه من اسشعر كرامته وذاتيته وفرادته في ذاته ، فاختار الابتعاد عن الجزيرة ، ليحفظ لذاته هذه الكرامة التي يحسها سمة وميزة له ، على أن يتنازل عنها ، في سياق وظيفة يتدارى بها ، فيبرر بمداراته فعلا لا يقبله ، وانما أقبل عليه مكرها ، فتسبقه أمعاؤه الى الاملاء لعقله في تعقله لموقف يصبح عليه أن يتخذه . فلماذا الجزيرة أوصلت بن جدو الى هكذا حال ، ولماذا أرتضى هو هذا الحال ، ولماذا اتفق لمؤسسة ، بضخامة الجزيرة ، على كل براعتها في الاعلام ، أن تلجأ الى سقوط ،هي أدرى من غيرها بسقوطها به ، فهل هي بحال ابن جدو ، ميسرة الى ما تيسر من تيسير ميسر ، سيرها الى ما لم يكن لأمعاء من مفر ، الا أن تهضم ما فاض به من اعتاد أن يفيض ، بفيضه اليها ، وانه هو الذي بدلالة الفعل الذي نم عليه يستدل على مقصوده ، فماهية دوره مفضوح بايحاء فعل نطق بكل وضوح الدلالات وأشار اليه ، ولعل صنف الفعل اياه هو بعض ما فعل ويفعل ، وسوف يفعل ، فهو ما يبرر له أن يوفر امكانية انجازه الذي يعلقة على كذا أفعال ، فالجزيرة مادته التي تمكن له ، وحتى بلاها لا يمكنه أن يكف عن كذا فعل ، وانما الجزيرة أبلغ توصيلا لآثار فعله في الفضاء العمومي ، فهي اذن سلسلة من حلقات من تبعية ، موظفة في دائرة متبوع ، وليس للتابع وقت حاجة المتبوع ، الا أن يصيخ السمع ، ويفعل الفعل الذي يقول به ، الذي هو اليه تابع ، فهي لعبة العصر في الفضاء العمومي ، وهي مستنسخة من غدر ، لم يزل يتسلسل في سيرورة الكيد ، فلا يمكنك أن تطعن نظيفا شريفا عزيزا كريما ، الا اذا دانيته وأكرمته ، ونلت ثقته ، وعندها تستحين فرصتك ، لتدس له السم أو تطعنه بما يؤلمه أو يوجعه أو يرديه ، ويمكنك أن تفعل ذلك بخبث ذكاء ولؤم ابتسامة ، فتفعل بطريقة من يفعل ولا يفعل ، فأنت الفاعل ، ولكنك أنت لست أنت ، فالفعل منكور على لسانك ، فهي كلمات تتوفر وتستر كفرا ، واذا ظروف الفعل أبت الا أن تدل عليك ، فانت لست أنت وانما متهم بغير حق ، فمناصفة ، فأنت تنفي مقصودا قصدته ، وغيرك يقول بقصدك الذي قصدت بالفعل ، فهي متاهة وحيرة ، فلماذا يتهمك غيرك ، فأنت عاتب عليه ، وهكذا ، تماما مثل ما أن ابن جدو والجزيرة معه ، يعتبان على من ضاق بما فعلاه ، من طعن في النفس الفلسطينية ، بتحريف في نشيدها ..نشيد هويتها ، اذ ما يدعو هذه النفس الى ضيق ، والى رد فعل جارح لمشاعر ابن جدو ، ولرقة مشاعر الجزيرة التي تفعل الكثير في مستوى الاعلام للقضية الفلسطينية ، فهذه جيفارا البديري ، و... ، وهذه الساحة الفلسطينية ، وخذوا الأقلام ودونوا منجزات الجزيرة ، وقد غاب في غمرة غفلة كهذه ، أن على الجزيرة ، أن تفسر ، كيف أن القناة الفضائية التي تقوم بكل تلك الأعمال الكبيرة ، في مستوى الاعلام ، تتردى الى درك أسفل وتطعن الهوية الفلسطينية في بؤرة شعورها ، وماذا دعاها الى ذلك ، وكيف أن النفس الفلسطينية وهويتها استحالت بتة ، في محل استهزاء وسخرية الجزيرة ، كيف الفاخر بقضية يغدو بتة ، مستهزءا بها وبأهلها .. وساخرا من قادة شعب بحاله ، ونافثا السموم في فضاء ماهية الانتماء الوطني ، الذي حارت الألباب في صدقه ونبله ؟! ، ولماذا تغدو الأعمال الكبيرة ساترا لما يتنافى معها ، فخدمة الهوية متناقضة مع طعن الهوية ، واعلاء شأن القضية ، مقلوب نشر الفساد ، ومعكوس تغذية الشقاق والنفاق والانقسام ، اذ كل داعم لتصديع الكيان الفلسطيني ، لا يمكنه أن يقول ، بأنه يفعل ذلك لغير خدمة أعداء هذه الأمة ، فلماذا فعل الفعل الذي يبعث الرضى لدى الأعداء .

معلمه طموحه 29-10-2009 01:19

رد: يا معلمه طموحه،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
مشكور ياخوي وجعل النجاح والتوفيق حليفك دوم".

شغفي فيز 30-10-2009 19:19

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شكرا على الاقتراح
انشاء اللة اكون العضو المميز

ابراهيم الفيومي 31-10-2009 20:18

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
بارك الله فيك نسعى لكل ما هو افضل
تقبل تحياتي

محمد يوسف جبارين 31-10-2009 21:39

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
وانما مصطفى محمود لظاهرة جديرة بالاتباع

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

فبكل حبي لوطني ولأمتي ولديني الاسلام ، أفيض بالاعلان عن حبي وتقديري ، الى من أحسست ، ومنذ سنين بكل الفخر والاعتزاز به، وهوا النابغة الذي اسمه مصطفى محمود ، والذي راح ينقل العلم ويبسطه الى الناس كافة ، في مشروع أبدعه ، وراح في خلاله يتوسم أن يذيع في الوعي العام العلم وحب العلم ، ولعله سعى أيضا من وراء ذلك الى التذكير بالخالق ، وبما للايمان من قيمة انسانية في حياة الانسان في الأرض ، الا أن النهج الذي اتبعه ، وقد كان أحرى بآخرين غيره أن يتبعوه ، وهو أن يكون العلم في عمق الوعي العربي ، وعلى اللسان ، ويمكنه هذا اللسان أن يحدث به في البيت وفي الشارع وفي المقهى ، وانها وبحق مساهمة ضرورية وواجبة ، فلقد كان ولم يزل الولع بالعلم هو المطلوب عربيا واسلاميا ، فاذا أصبح العلم ولعا هفت النفوس في المستوى الشعبي الى العلم ، فأخذت العقول دربها ، وبذلك تشق الأمم طريقها الى حضارة تحلم بها ، فالحضارة نتاج شغف وولع بالعلم أولا واساسا ، ولعل الالتفات الى الماضي ، بخفة وعدم انتباه لا يستبقي هذا الذي نلفت الانتباه اليه ، فلقد كانت أزمان مرت على العرب كان ولعهم كبيرا ، في العلوم وهو ما صعد بهم معارج الحضارة، وهو ما حاول مصطفى محمود أن يقوم به ، وانها مساهمة مصطفى محمود ، لهامة بذاتها وأيضا هامة ،من حيث دلالاتها ، وبماذا توحي به وتشير اليه ... فالى ما قام به مصطفى محمود ايها العلماء ، فهو الطريق الى وعي عام بالعلوم ، وبجعل العلم على كل لسان ، انما نؤسس لميلاد أمة العرب والاسلام التي نريدها سيدة الأرض ، ولكم أن تتخيلوا بأنه في كل جانب ، من علم من علوم الطبيعة ، هناك مثال مصطفى محمود ، وبأن الناس في كل مكان يستمعون الى كل هذه البرامج العلمية التي تغمرها التساؤلات الفلسفية ، بكل ذلك اليسر الذي كان عليه مصطفى محمود ، فماذا كان يمكنه أن يكون حال الكلام الذي يجري على ألسنة الناس ، أيان كانوا وفي أي حال كانوا ، في الوطن العربي أو في أي مكان من الجغرافية الاسلامية ، وماذا كان يمكنه أن يتوالد عن ذلك من اتجاهات نحو آفاق المستقبل الرحبة .. اننا اذا أردنا ميلاد أمة عربية واسلامية تسود الدنيا ، فعلينا بالأهداف ، نحددها ، ثم نلتفت ، ونسأل كيف يتأتى بلوغ هذه الأهداف ، ونسأل ما هو المناخ اللازم الذي يتوجب أن يسود الفضاء العمومي ، في خلال السعي الواعي والحثيث الى أهدافنا ، في حضارة عظيمة تليق بنا ، فسوف نجد بأن مصطفى محمود بما كان عليه ، انما دل على والى ما يجب عمله من أجل فضاء عمومي شعبي علمي ، ووعي متنبه الى العلوم ومتلهف عليها، فمصطفى محمود ظاهرة ، تؤشر على مناخ الضرورة ، في المستوى الشعبي لميلاد حضارة ، وهو ما لفت انتباهي اليه ، وشدني الى فكرته ، واني في هذا السياق على دربه ، لكن مجالي هو الفيزياء والرياضيات والفلك في خلالها ألف وأدور في داخل الدائرة الضيقة ( وطن رهن الاعتقال ) ، التي وجدت بها ، واني أحس ما لذلك من أثر على الأجيال الصاعدة من أبناء مدينتي وما حولها من أهلي ، وما لذلك من أثر على مستقبلنا ، وانه النهج العطاء ، والبذل ، ولا مفر منه ، طالما أننا لا يمكنا أن نحتمل الاستعمار وأعوان الاستعمار ، ونحلم بيوم نعود فيه الى شواطىء أوروبا أسيادا للبحر الأبيض المتوسط ، فهو حلم أستقيه من التاريخ وربما من الدولة الأموية على وجه الخصوص ، وأنا أبن فلسطين في السجن الكبير ومع ذلك أحلم ، ويضىء لي جانبا من حلمي هذا العلامة مصطفى محمود ، فهو بما قام به لفت انتباهي وشد على يدي وقال انما دربك صوابا ، ولم أزل أرى في مصطفى محمود النهج الضرورة الذي يوجب الاتباع ، وانه لم يتكلم وفقط ، وانما أفعاله صدقت أقوله ، فهو النموذج ، وقد كتب ، ولدي من كتبه الكثير ، وقد قرأت له ما يزيد عن عشرين كتابا ، والرائع في كل ما كتب انشغاله بنقل العلم الى الانسان البسيط ، وهو ما قلته ، فهو دوره الرائع والذي سوف يظل يطل علينا ليقول لنا.. ان الدرب من هنا ...

إحساس الغلا 04-11-2009 17:57

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Dr.D3D9 04-11-2009 19:03

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
[BIMG]http://img76.imageshack.us/img76/6796/ffez5copyir0.gif[/BIMG]


[BIMG]http://img76.imageshack.us/img76/9585/d3dedhfiu8.gif[/BIMG]

[BIMG]http://farm4.static.flickr.com/3044/2459471736_d446cbbf3e_o.gif[/BIMG]

لا اله الا الله محمد رسول الله

تقبل مرورى

شكـــــــــــــــرا ع الموضوع

الرائع

تحيـــــــــاتـــــــــى أخـــــــــــــوكـــــــــم

صــــــــالـــــــح الابــيـــضـ©™


http://vb.wearab.net/imgcache2/4899.gif
:p (44): :p (44): :p (44): :p (44): :p (44):

http://farm3.static.flickr.com/2077/...599736e4_o.gif

الطموح1 10-11-2009 16:35

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شكراً جزيلاً kingstars 18 على العرض المشجع و إن شاء اللــــــــه أكون عند حسن الظن
يا رب أكون توفقت في الرد
تحياتي للجميع

فهلوي 10-11-2009 16:56

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شكراً لك على التشجيع والحث على المنافسة

ريان البدراني 11-11-2009 11:59

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
أهلاً بالجميع ولكن أنا أريد الان وبشكل عاجل جدا تحضير ثاني ثانوي
شاكراً ومقدراً لكم هذا الجهد الرائع


الساعة الآن 23:36

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir