.

أمي أدري أنك لا ترتادين النت لذا كتبت , وسأتقن البكاء هنا ,
تدربتُ منذ نعومة أظفاري أن لا انهزم , أن أظل وحدي في كل الطرق , وأن أعلم الآخرين ,
وأن لا أسمح لهم بتعليمي , لكني الآن انهزمتُ يا أمي وصار الكل يعلمني, لذا سأبكي هنا حتى لا تريني .

كل ما ادريه أنيّ هنا بعيدة جدا بالقدر الكافي الذي يسمح لي بأن أبكي , لاتسألي وسادتي ولا الجدران حولي ولا سريري الذي يعلم اني لا أقترف النوم إلا بعد أن يهزمني بلكمة إغماء ,
لاتسألي أي شيء هنا حولي عني , كلهم سيقولون لكِ أني انهزم كل يوم , وأبكي , دمعة خوف ودمعة افتراق ,دمعة شوق إلى كل شيء غير ما هنا كلها تتكالب عليّ .

صوت "عزو" يا أمي أسمعه وصوت "أشولي" , ينادياني , عمة أماني قومي , تعالا كما ينطقها حبيبي عزو ويقول : بابا هنا تعالا ويجذبني بردائي لأستجيب له .
صوتيهما داخل جوفي صار جرسَ منبهٍ تنتبه معه أوجاعي ,وشوقي اللامحدو لحيث انتمائي الكل هنا ينبذني بالجداوية , حسنا لست منهم , لكن هذا يعمق شقوتي ويذكرني بأني سأبقى في مفرق بين الانتماء واللانتماء .
أني انهزم هنا يا أمي فزمليني , اقرأي التعاويذ على روحي , وزمليني بنفحات دعواتك حتما تصلني عبر الأثير .








ر.