![]() |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
والله لاأدري كم هو رقم الموضوع ولدي من الكسل مالا استطيع معه بأن أقلب صفحات الموضوع بحثا عن رقم البوح و لدي من العجلة مالااستطيع أن أنتظر الى الصباح حتى أخبركم بالقصة البوح رقم " اللذي لاأعرفه " |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
أقول لكم والله اني بي مالااستطيع ان اكتب لكم فجسمي مرهق جدا انا سأخبركم بسر كنت اريد ان انهي الموضوع من مدة , وعزمت على ذلك , ولكن لن يكون هذا إلا بالموضوع الذي تركته في نهاية قصص هذا الموضوع " ولم ادرجها حتى الآن " سيأتي وقتها - إذا أراد الله - كنت اريد ان اعطيكم خلاصة ادبه الذي اعجبني في قصصه في الكتاب الذي اشرت إليه في بداية الموضوع لكني ادرجت لكم مواضيعا , وانا ابحث عن الكتاب وللأسف لم أجده في المكاتب لماذا هذا الأستخفاف ؟؟؟ يامكاتب الفلس مكاتبنا كتاب لاديب عربي مسلم , هو من اكبر الادباء وأجلهم واعظمهم تقديرا مثل الطنطاوي ولانجده عندكم ؟؟!!!!! أعيدوا سياستكم ياتجار الأدب ,,,,,, تجار مكاتبنا . . . . نعود للسبب قبل أيام سألني أحد الأحبة , عن التوقيع السابق وهو : أوصفـــــها ؟ كنها عــــين حـــــــــــوراء . ضــــــاق بها وجــه ريــم . مستقرة فوق خـــد جــوري ساكنة في محجر دجى . جمله رمش ناعــس. بلله دمع الزعل بعد مامسح نبع جرى تحت هدب مرسوم في ليلة زفاف . http://phys4arab.net/vb/showthread.php?t=16780 سألني وقال لمن الوصف في التوقيع ؟ قلت لماذا تسأل؟ قال اضغط على الرابط في التوقيع , ويوديني لموضوع اردتها شمالية ولااعلم هو وصف لأبها ؟ أم وصف لأمر آخر ؟ وسماه قلت لاهذا ولاذاك فالمقصود في التوقيع لم أكتبه حتى الآن وأظني حتى إن وصلت للذي وصفت به الوصف فل استطيع أن أصف ولا ان اوضح الامر قاطعني وقال ,, لكنه جميل وأخذ ينفخ رأسي على الفاضي تماكنت روحي , وقلت أي جمال الله يهديك ؟ وضحكت ها ها :) :) هه , واصلت وقلت اذا تريد الوصف أجيب لك اياه فطرأ على الطنطاوي من جديد وقلت يالله سأبحث في الويب , رغم اني لن اجد مواضيع ذلك الكتاب وصدفة وقعت على مقال , شال عني كل مااريد قوله عن الطنطاوي وابداعه وهذا المقال قادني الى (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) موضوع ياويلك من جماله الوعد مساء هذا اليوم |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
اقتباس:
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
الكنج
حياك الله وسعيد بقدومك مبكرا أشكرك جزيل الشكر خالص ودي وتقديري لشخصك الكريم والشكر بالجميع |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
البوح التــــــــاسع
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
.
أرأيت ياصديقي كيف هو الوصف الحقيقي ! وأعذرونا على الأطالة |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
[CENTER]
انظروا إلى الجزء الثالث في الفقرة الرابعة وواصلوا الأستمتاع والأنبهار في أدبه الأخاذ , , , تبقى لنا الخاتمة التي أختم بها الموضوع لننهي هذه اللمحات في أبداع أديب صاغ جملا تفرد بها عن غيره - رحمه الله - أشكركم جزيل الشكر تقبلوا خالص الود والتقدير |
رد: مشاركة: حينما يبوح ,,, قلمي
سلمت اناملك اخي البالود
انتظرنا قلمك الرائع ونلنا اجمل العبارات والكلمات لله درك تحياتي |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]نحن حنكون في إنتضارك [/GRADE]
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
اتمنى لك السعادة في الداريين وجزاك الله خيراً
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
البوح الذي لانعرف له عدد لكني لم اجد البوح التاسع فأين ذهب !!!! بأنتظار البوح التاسع والخاتمه او لا تختم مثل هذ الموضوع اتركه يختم نفسه بنفسه مجرد اقتراح ...اتركه مجلد لمقالات الطنطاوي ... بصراحة عرفتنا على ادبه الذي لم اعرف به ...الا من خلال هذا الموضوع شكرا جزيلا استاذنا البالود |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
ننتظر
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
الرابط موجود في الموضوع
يحتاج مجهر حتى يظهر لكن بأمكانكم أخذ رد مع الأقتباس سيظهر الرابط سأختصر الأمر عليكم هذا هو البوح التاسع قال لي أمس صديقي حسني: إني لأعلم شغفك بالموسيقى، وحبك الفن القديم، فهل لك في سماع رجل وهو أحد أعمدة هذا الفن في دمشق ومن أساطينه، وهو هامة اليوم أو غد، فإذا انهار أوشك ألا يقوم مثله أبدا؟ قلت ما أحوجني إلى ذلك، فمن هو هذا الموسيقي الذي لا أعرفه إلى اليوم؟ قال: هو شوقي بك رجل تركي، كان من موسيقيي القسطنطينية أيام السلطان عبد الحميد، وانتهت إليه رياسة (العود) فيها، وله أسطوانات هي عند الموسيقيين، كرسائل الجاحظ عند جماعة الأدباء، واسمع فعندي واحدة منها. وقام إلى (الحاكي) فأداره، ووضع أسطوانة عتيقة، فسمعت شيئا ما حسبت مثله يكون، وبدا لي كل ما سمعت إلى اليوم من ضرب الموسيقيين كأنه إلى جانبه لعب أطفال، وخربشة مبتدئين. قلت: ويحك قم بنا إليه الآن. فقمنا وأخذنا معنا شيخ الموشحات في دمشق الشيخ صبحي واثنين من مجودي المغنين، وذهبنا إليه. ********** ضربنا في الجبل حتى جاوزنا الدور الفخمة والقصور العامرة، ووصلنا إلى طائفة من المساكن هي أشبه بأكواخ، قد بنيت من الطين وقامت دوين الصخر، فوقفنا عند واحد منها، وقرع الباب دليلنا الأستاذ حسني كنعان، ففتح لنا رجل طويل، عريض الألواح، حليق الوجه محمره، ولكن الكبر ظاهر عليه، قد جعد وجهه وإن لم يحن ظهره، ولم يهصر عوده، ورحب بنا على الطريقة التركية، وبالغ في الترحيب بنا ودعانا إلى الدخول فدخلنا، فإذا رحبة نظيفة خالية من الأثاث، ما فيها إلا أشباه كراسي، وسدة من الخشب مفروشة ببساط هي السرير وهي المجلس، وإذا الفقر باد، ولكن مع الفقر ذوقا ونظافة… فقعدنا، وحلفنا عليه أن لا يصنع لنا شيئا، فما نريد إكراما منه إلا بإسماعنا ضربه. أخذ قيثارته (كمانه) وقسم (تقاسيم) هزت حبة قلبي، فأحسست بلذة ما عرفتها من قبل، ومع اللذة شيء من السحر، يجعلك تتطلع إلى المجهول، وتسمو إلى عالم الروح، ويوقظ فيك ذكرياتك وآمالك كلها دفعة واحدة. فلما انتهى، عرض عليه حسني العود، فأبى واعتذر وقال: إنه لا يضرب عليه. قال حسني: كيف وأنت إمام الضاربين. قال: إنني لا أستطيع. فلما حلفنا عليه وألححنا قال: إن لذلك قصة ما قصصتها على أحد، فاسمعوها، ولو أني وجدت ما أكرمكم به لما قصصتها عليكم، ولكني لا أملك شيئا، ولن أجمع عليكم حرمان السماع وكتمان السبب. ********** وهذه هي القصة مترجمة إلى لغة القلم: قال: كان ذلك منذ أمد بعيد نسيه الناس وأدخلوه في منطقة التاريخ المظلمة، فلا يرون منه إلا نقطا مضيئة مثلما يرى راكب الطيارة من مدينة يمر بها ليلا. أما أنا فلا أزال أحس به بجوارحي كلها، ولا يزال حيا في نفسي، بل أنا لا أزال أحيا فيه، وما عشت بعده قد إلا بذكراه. ولقد مر على قصتي زمن طويل عندكم لأنكم تقدرونه بعدد السنين، نصف قرن… أما أنا فأقدره بذكراه الحية في نفسي فأجده ساعة واحدة… لحظة… إني أنظر الآن إلى عينيها، وأشم عطرها، وأجلس في مجلسها. إن ما أراه حولي ظلال، وتلك المشاهد هي الحقيقة. أفعلمتم من قبل أن ذكرى قد تضح وتظهر حتى تطمس المرئيات، وتغطي على الحقائق، هذه هي ذكرياتي. كان أبي من الباشوات الكبار المقربين من السلطان، فلما علم أني اشتغلت بالموسيقى، كره ذلك مني، وصرفني عنه، وعاقبني عليه، فلما أصررت عليه، أهملني واطرحني، وطردني من داره، فلبثت أتنقل في بيوت أقربائي وأصدقاء أبي، أمارس تعليم الموسيقى لأبناء الأسر الكبيرة، وكان (فلان) باشا من الآخذين بأسباب الحياة الجديدة، يحب أن يقبس عن أوروبا طرائقها في معيشتها ويقلدها في السير عليها لا يدري أنه لا يأخذ عاداتها لحياته، بل سمومها لدينه وخلقه، فدعاني لأعلم ابنته، وكنت يومئذ في الثلاثين، ولكنهم كانوا يقولون عني: ((إنه أجمل شاب في حاضرة الخلافة))… وأحسب أني كنت كذلك، ولكني -ولست أكذبكم- ما عرفت طريق الحرام، والحلال ما استطعت سلوك طريقه. قابلت الباشا، فأدخلني على ابنته لأعلمها، فنظرت إليها، فإذا هي ملتفة بـ (يمشق) من الحرير الأبيض، لا يبدو منه إلا وجهها، وإنه لأشد بياضا ولينا من هذا الحرير، لا البياض الذي تعرفونه من النساء، بل بياض النور، لا، لم أستطع الإبانة عما في نفسي، إنه ليس كذلك، هو شيء ثمين عذب مقدس، يملأ نفسك عاطفة لا شهوة، وإكبارا لا ميلا، وتقديسا لا رغبة، وكانت عيناها مسبلتين حياء وخفرا، تظهر على خديها ظلال أهدابها الطويلة فلم أر لونها، وكانت في نحو السادسة عشرة من عمرها، مثل الفلة الأرجة إبان تفتحها. وانصرف أبوها بعدما عرفني بها وعرفها بي، وبدأ الدرس على استحياء مني ومنها. ورفعت عينيها مرة، فمشى بي منهما مثل الكهرباء إن لمست سلكتها… عينين واسعتين، فيهما شيء لا يوصف أبدا، ولكنك تنسى إن رأيتهما أن وراءك دنيا… إنها تصغر دنياك حتى تنحصر فيهما، فلا تأمل إن رأيتهما في شيء بعدهما… العفو يا سادة أنا لست أديبا، ولا أحسن رصف الكلام، ففسروا أنتم كلامي، وترجموه إلى لسان الأدب، وأين الأديب الذي يملك من الكلام ما يحيط بأسرار العيون؟ إنه العلم أوسع وأعمق من الفلسفة والكيمياء والفلك… أعندكم في وصفها إلا أن تقولوا: عينان سوداوان أو زرقاوان، واسعتان أو ضيقتان، حوراوان دعجاوان، وتخلطوا ذلك بشيء من تشبيهاتكم؟ اعرضوا عيون الفتيات تروا أنكم لم تصفوا شيئا، هاتان عينان متشابهتان في سعتهما ولونهما وأهدابهما، ولكن في هذه، الجمال الوادع الحالم، وفي تلك الجمال الشرس الأخاذ، وفي أخرى العمق والرهبة، وفي هذه الأمل، وعين فيها فتنة، وعين فيها خشوع، وعيون فيها شيء لا تعرف ما هو على التحقيق، ولكنه يبدل حياتك، ويقلب عليك دنياك باللمحة الخاطفة. ولما تكلمت سمعت صوتها كأنما هو… مالي وللتشبيهات التي لا أحسنها؟ وأين ما يشبه به صوتها، وفيه الخفر وفيه الرقة وفيه فتنة وفيه رفاهية؟ لا تعجبوا فإن من الأصوات الصوت المهذب والصوت الوقح، والصوت المرفه، والصوت البائس، وصوتا خليعا وآخر صينا. إن الصوت لينطلق من غير حروف. ورب ناطقة بلا إله إلا الله، وصوتها يدعو إلى الفحشاء، وقائلة كلمة الفجور وصوتها ينهى عنه، وإنك لتستطيع أن تتخيل المرأة من صوتها. ولم يكن في زماننا هذا الهاتف (التلفون) ولكني أعذر من أسمع عنهم أنهم يعشقون بالتلفون. فالأذن تعشق قبل العين أحيانا. لم أجاوز الدرس ولم أقل فوقه كلمة واحدة. وكنت أشد منها حياء وخجلا، ولم يكن أبناء زماننا أولي وقاحة وجرأة كهذه الجرأة التي نراها اليوم، وندر فيهم من كان مثل (الباشا) يسمح لابنته الناهد أن تتلقى العلم عن الرجال - وهو يعلم أن الشاب والشابة في الطريق أو المدرسة يتخاطبان بلغة العيون خطاب الرجل والمرأة، قبل أن يتحرك اللسانان بحديث المعلم والتلميذة. وانقضى الدرس بسلام، ولكني لما فارقتها رأيت كل شيء قد تبدل، فقد تعلقت بالحياة وكنت بها زاهدا، ورأيت ضوء الشمس أشد نورا وأحسست بالوجود من حولي وقد كنت أنظر إليه غافلا، وكان لي أصحاب لم أكن أعدل بمجلسهم وصحبتهم شيئا ففارقتهم تلك الليلة وهربت منهم، وذهبت إلى غرفتي لم أطق فيها قرارا، ولا اشتهيت طعاما ولا شرابا، ووجدتني أخرج على الرغم مني، فأؤم دارها، فيردني بابها فأهيم حولها، أوغل السير في التلال الشجراء عند (بيوغلي) لا أستطيع النأي عن دارها. صارت هي كوني ودنياي، قد تبدلت قيم الأشياء في نظري، فعز ما كان منها يمت بصلة إليها، وهان كل شيء سواه، وانطويت على نفسي أفكر فيها وأتصور أدق حركة أو سكنة منها. وكلما ذكرتها يهز شيء قلبي فيخفق كجناح طائر علقت رجله بالفخ، ثم يندفع الشيء إلى عيني فيفيضان بالدمع. ولا أدري كيف أمضيت ليلتي، حتى أزف موعد الدرس الثاني شعرت كأني عدت إلى جنتي التي خرجت منها، وعشت ساعة في لذة لو جمعت لذاذات الأرض كلها ما بلغت نقطة من بحرها. وعندما ودعتها نظرت إلي نظرة شكت كبدي وزلزلتني زلزالا، وكدت من سروري بها أطير فوق رؤوس الناس خفة وفرحا، فقد علمت أن لي عندها مثل الذي لها عندي، على أني ما كلمتها في غير موضوع الدرس كلمة ولا لمست لها طرف ثوبها، وما هي إلا نظرة واحدة ولكنها قالت فأبلغت، وحدثت فأفهمت. ********** وسكت الموسيقي وجال الدمع في عينيه، ثم قال وهو يكاد يشرق بدمعه وقد ضاع في رنة البكاء صوته: أتدرون ما عمري اليوم؟ أنا فوق الثمانين، وقد مر على هذا الحب دهر، ولكني أراه كأنه كان أمس، وكأني لا أزال شابا ينطوي صدره على قلب صبي. ولقد حسبت أني أستطيع أن أتحدث عنه كما يتحدث الشيوخ عن ماضيات لياليهم فوجدتني لا أستطيع، لا أستطيع فاعذروني. إن هذه الذكرى قد خالطت شغاف قلبي، ومازجت لحمي وعظمي، وإني لأحس وأنا أحدثكم أني أمزق جسدي لأستل منه هذه الذكريات. قلت: فأخبرنا ماذا كان بعد ذلك؟ قال: كان ما أخشى التحدث عنه، إني لا أحب أن أهيج الذكرى وأثيرها، إنكم لا تدرون ماذا تصنع بي؟ إنها تحرقني، تنتزع روحي. كان يا سادة، أني تدلهت بحبها، وهمت بها، وجعلتها هي كل شيء إن كنت معها لم أذكر غيرها، وإن فارقتها ذكرتها وفكرت فيها. فهي ماضي وحاضري ومستقبلي، وهي ذكرياتي كلها وآمالي، أراها طالعة علي من كل طريق أسير فيه، وأرى صورتها في صفحة البدر إن طلع علي البدر، وفي صحيفة (النوطة) إن جلست إلى (البيان)، ومن سطور الكتاب إن عمدت إلى القراءة في كتاب، فإذا جلست إليها والعود في حجري، وعيناها في عيني، وأذناها إلى عودي، تخيلت أني معانقها هي، لا العود، وغبت عني، وسمت روحي إلى عالم أعرفه ولا أعرف ما اسمه، فرجعت منه بالسحر فجرت به يدي على العود، فمن هناك تلك (الأسطوانات) التي كنتم تعرفونها لي. لا، لا تلحفوا علي (سألتكم بالله)، لن أذكر لكم هذه التفاصيل، إنني انتزعتها من لحمي ودمي، فدعوها لي، إنها حظي من حياتي أتعلل بها وحدي. لا أحب أن تلوكها الأفواه ويلتهي بها قراء المجلات. لقد كانت الخاتمة أن أصدقاء أبي عطفوا علي، فخطبوها لي وكان العقد وصارت زوجتي، ولكن الله لم يشأ أن تتم سعادتي فمرضت ثم … وغلب عليه البكاء، فلم يستطع أن يخرج الكلمة، فأداها بإشارة مبتلة بالدمع، محروقة بأنفاس الألم. وسكتنا - فقال بعد هنية: وقد ذهبت أودعها، فأخذت يدها بيدي، كأني أنازع الموت إياها، وأسحبها منه، فقالت لي: - إنك غدا، تحب غيري، وتضرب لها على عودك. قلت: لكِ علي عهد الحب، لا نظرت بعدك إلى امرأة، ولا أجريت يدي على عود. ********** وسكت، ونظر إلى العود كأنه يريد أن يعتنقه لينطقه بالمعجزات، ويترجم به لواعجه، ثم غلبه البكاء مرة ثانية فقام، وانسللنا واحدا بعد واحد، وأغلقنا الباب ونحن نسمع نشيجه. بقلم: علي الطنطاوي |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
1 مرفق
اولا : نشعر الان بان المشرف البالود كانه اخ او والد أو أبن
من خلال بوحه ثانيا : اؤيد اقتراح ربانه في ترك الموضوع مفتوح لان هذا الشيخ كتاباته كلها علم وتربيه ثالثا : اليك هذه القصه من كتابات هذا الشيخ الفاضل كان لفيلسوف جار وللجار ديك وقد وضعه على السطح قبالة مكتب الفيلسوف فكلما عمد (الفيلسوف) الى شغله صاح الديك فأزعجه وقطع عليه عمله فلما ضاق به بعث خادمه ليشتريه ويذبحه ويطعمه من لحمه ودعا الى ذلك صديقا له وقعدا ينتظران الغداء ويحدثه عن الديك وماكان يلقى منه من ازعاج وماوجد بعده من لذه وراحه ففكر في امان واشتغل في هدؤ فلم يقلقه الصوت ولم يزعجه صياحه ...........ودخل الخادم بالطعام وقال معتذرا أن الجار أبى أن يبيع ديكه فأشترى غيره من السوق .............فأنتبه الفيلسوف أن الديك لايزال يصيح |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
حدثت أن الطنطاوي له كتاب رائع أسمه من حديث النفس ..
حاولت إقتنائه ولم أجده .. |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رائع رائع رائع هذا الموضوع بارك الله فيك أستاذنا الفاضل رحم الله الشيخ علي الطنطاوي ما أروع كتبه ومقالاته وبرامجه لم يكن يخطئ كان موسوعة أدبية ودينية رحمه الله وجمعنا به في الجنة وسأعود لهذه الصفحة بارك الله فيك وجزاك كل خير أستاذنا البالود وعدت لملتقاك سالماً ودمت بخير[/align] |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
يا ليت الزمان يعود--- ونعود أطفالاً كما كنا -- وتعود تلك البساطة وتعود تلك الأسرة المتواضعة المثالية التي تلتم على سفرة واحدة وقلوبها واحدة وأحلامها واحدة--- يا ليت!!!!!!!!!!
موضوع رائع وقيم --- وردود ومشاركات أروع بارك الله فيكم جميعا |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلت إلى اليوم أقرأ في صفحات هذا الموضوع الثري اسمحوا لي سأتابع كتابة مقالات مختارة من مقالات الشيخ علي الطنطاوي سأتابع الكتابة الموضوع رائع رائع رائع لا يقدر بثمن |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
مآذ1 أضيــف عـ تلكَ الردود !
أعجبني بوح قلمك بشكل خرآفي . . أتمنى أن تعود إلينآ بأقرب وقت . . حمآك المولى ~ |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد عزمت على متابعة البوح هنا وها أنا أعود لنفس لموضوع تذكرت الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ورحت أبحث عن كتبه كنت قد قرأتها سابقا ولكن تبقى في خيالي وأحب دوماً أن أعود إليها وأقرأها مرات وهذا ذكرني بهذا الموضوع الشيق للأستاذ البالود وكنت سابقاً قد عقدت العزم على متابعته تذكرت ذلك الآن ولم أشعر أن الأيام مرت سريعاً من يوم عزمت على ذلك إلى الآن : اسمح لي أستاذي الكريم أريد أن أتابع موضوعك اسمح لي سأستولي عليه وأتابعه من بعد إذنك فقد شغفني موضوعك فاعذرني .... .... ... انتظروني مع صفحات جديدة |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
يا إلهي ما أجمل بوح قلمك
وما أروع انتقائك وما أرقى اختيارك لي عودة لأكمل قراءة هذه الدرر النفيسة وهذه الأسطر التي سطرت بماء الذهب دمت مبدعا وكفى |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
واو من الذي أحيا هذا الفينيق من تحت ركام الرماد , نهى يا نهى دوما عملاقة تحفزين وتشجعين , صدقا هذا الموضوع قد فتح لي نافذة كبيرة أمام الأدب وأهله , تعرفت من خلاله على الشيخ الأديب ككاتب أدبي وليس محدثا فقط .
ولعل أستاذنا واخونا العملاق البالود يعود كرة اخرى هنا , عني انا اود المشاركة لكن لازلت متوترة من جراء ما استجد في حياتي من اسلوب معيشة وعمل وتحاضير وقلقي هذا يخربط علي كل شيء فلا اسطع على التفكير والا مجال الادب يستهويني كثيرا ولدي الكثير الكثير عنه . اتمنى عودة الموضوع هذا . |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
سأكمله أنا
أهلا بك ربانة من بعد إذن الأستاذ البالود يستهويني جداً هذا البوح سأعود قريباً |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
الله يازمن
:) بارك الله فيكم وفي مروركم الكريم , وردودكم الجميلة لكم مني خالص الود والتقدير أستاذه نهى : استولي على اللي تبين , الموضوع تحت يديك ,,, وتمونين والله وشاكر لك هالبادرة على إحياء الموضوع :) |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زال الشيخ علي الطنطاوي في قلوبنا رحمه الله تعالى رحل ومازالت كتبه تغدق علينا بنصائحه وما زالت كلماته تدخل القلوب .... .... سأعود |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
سامحك الله أستاذ البالود
عدت لهنا وما استطعت الخروج عدت لقراءة وحي قلم الشيخ علي الطنطاوي .. رحمه الله تعالى .... وإلى .... البوح العاشر ..... ..... |
" ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني "
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البوح العاشر "ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني " ُمقالة رائعة للشيخ علي الطنطاوي " رحمه الله " اذ كتب يقول : نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا ًتحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكومنه أو أطلب زيادة عليه فقلت الحمد لله أخرجتها من قرارة قلبي ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين .... فهل أكون حامدا ً لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟ وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فاخبرتها قالت صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم ... قلت لو كنت غنيا ً لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير تغدو خماصا ًوتروح بطاناً ..!! لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ...أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ً تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم {{ ما أروع فلسفته رحمه الله وغفر له ولوالديه }} لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدّرة " تستطيعين أن تعطي رغيفا ً لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا ً لصاحبة الأرغفة والمجدّرة أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ً وكانت زوجتي تقول لي دائما : يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية ... قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ}وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} أرسل الله صديقا لي سيدا ً كريما ً من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كمُلت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ً،ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك . فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5% ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟ وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس . [COLOR="Red"]فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا ً ، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة . وأسوق لكم مثلا ً واحدا ً : قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ً، وكانت قد قعدت يوما ً تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ... فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة ، ولم أفهم مراده. فسألته امه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد . والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها ً واحدا ً هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الذي يبتلي و هو الذي يشفي ، يعلم أن هذا صحيح والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وأنا أخاطب السيدات واقول لكل واحدة ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر . ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان فقلت لها : تعالي يا بنيتي ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ... إنكِ لم تخسري شيئا ً، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمتيه في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز بوح قلم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وغفر له انتهى كلامه رحمه الله وجزاه خيرا ً بما قاله ونصح به |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
الله..الله
ما أروع ما نقلت لنا يا نهى نقلت فابدعت جزاك الله كل الخير على هذا الموضوع القيم الذي نحتاج ان نتذكره دوما ورحم الله شيخنا |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
وننتظر البوح الحادي عشر بشوووووووووووق
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
أهلا بك
حياك الله قريباً إن شاء الله لك خالص الود غاليتي أم الحارث شكراً لك |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
الله الله
ياسلام عليك أستاذتنا نهى انتقاء رائع وبوح ولا أروع متابع متابع متابع دمتي مبدعة لك مني خالص الاحترام والتقدير |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا بك أخي دقدقة نورت الصفحة بوجودك حياك الله أستاذي البالود شرفت صفحتك وأشكرك جزيل الشكر على هذه الفكرة الرائعة فكرة البوح هنا كلما دخلت هنا أتوه بين السطور وأقول فقط هذه ثم لا أجد نفسي إلا قلبت أغلب الصفحات هنا ويسرقني الوقت ولا أشعر به بين هذه السطور انتظروني مع بوح جديد لا تذهبوا بعيداً |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
كالتاجر عندما يفلس يبدأ البحث في دفاتره العتيقة عله يجد بعضاً من أمواله نسيها هنا أو هناك كذلك أنا رحت أبحث هنا وهناك عن شيء يثير فضولي لقراءته وقادتني الصفحات هنا ونسيت نفسي وأنا أتجول بنظري بين هذه السطور شكراً لكل من خط حرفاً هنا ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ورفع منزلته وغفر لوالدينا ووالديه بارك الله في أستاذنا البالود |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
كم هو رائع وراق هذا المتصفح
بوركتما البالود ونهى ورحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه فسيح جناته |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
[QUOTE][ورحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه فسيح جناته
/QUOTE] اللهم آآآآآمين جزاكم الله خيرا" |
رد: حينما يبوح ,,, قلمي
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...J_mRwNUmAjQ8RQ دمشق بعد تسعين عاماً ماذا يكون يومئذ إذا لم نبادر إلى الإصلاح اليوم؟ أخرج هذا ((الطنطاوي)) أولى رسائله *فأغضبت وأرضت، ثم قفى على إثرها بالثانية فلم تدع راضياً عنه أحداً ، ولم يدع الناسُ لفظة في دواوين اللغة تدل على الإنتقاص والشتيمة إلا رموه بها غيبة وحضوراً ، حتى ضاق بخصومتهم ذرعاً فحدث عن نفسه فقال :لفظتني النوادي وجانبني الرفاق، وضاقت علي الارض بما رحبت،حتى لا أرى فيها إلا وجوهاً تعلوها سيما الغضب وأصواتاً تملؤها كلمات الشتم. http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif ذهبت إلى منزلي فراراً من الناس ،فلم يستقر بي المقام فيه حتى خرجت منه موهناً،وكانت ليله ظلماء لانور فيها إلا هذه النجوم المتلألئة في سمائها الصافية، ولا صوت إلا صوت قدمي على بلاط شارع بغداد الذي أسير فيه مغرباً، لا اعرف لي قصداً ولا غاية،وقد تاه بصري في دجى الليل وفكري فيما وراء المادة. كدت أسير إلى الصباح مادمت لا افكر في شيء وافكر في كل شيء،لولا أن أستوقفني شعور برهبة اعتراني،فعادت إلي نفسي،فبصرت ماحولي فإذا أنا بين الاموات! وإذا أنا قد قطعت هذه الاسلاك الشائكة التي تفصل شارع بغداد عن مقبرة الدحداح ودخلت المقبرة،فتمثلت لي شواهدها الماثلة أشباحاً مخيفة،فمُلئُت رعباً وفزعاً ، وخانتني رجلاي فسقطت مكاني، وأحسست بشيء سقط عليه رأسي فكان له كالوسادة،وإذا هو قبر! http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif وأُحس حركة،فألتفتُ فأرى القبر ينشق فيخرج منه ميت قد تقطع كفنه، ويقترب مني فأجمد ولا يبقى حياً مني إلاسمعي،فأسمعه يقول: أيها الخبيث!ماأنت ونقد الشيوخ وإصلاحهم،وهلا أصلحت اخوانك وأترابك من الشبان؟ أيها الشرير،ألا تبصر أخلاقهم؟ ألاترى تقليدهم الغربيين؟ أعميت عن كل هذا ولم يبق محتاجاً إلى إصلاح إلا الشيوخ؟ ويلك! ألست تزعم أنك من صالحي الشبان،وأنت لاتزيد على فرضك،وربما تهاونت به أحياناً؟ فهلا عمدت إلى نفسك فبدأت بإصلاحها ؟ الويل لك الليلة من انتقامي وبطشي! ويُعقد لساني فلا ارد عليه حرفاً،ويقترب مني،حتى إذا لم يبقَ بيني وبينه إلا ذراع أحس بحركة، وأرى سحابة كبيرة تمر من فوقنا،فيلامسه ريحها فيسقط ميتاً وأغوص في الارض عشرة أذرع. مرت مدة الله اعلم بمداها،ثم صحوت،فرأيت البلاد تغيرت ومن عليها، فلم يعد هناك مقبرة ولا بساتين،بل شارع ضخم على جانبيه القصور الفخمة ذات العشرين طبقة،واهله كلهم يلبسون القبعات واللباس الاوروبي ، فعرفت في الحال أنني في باريس! اقتربت من احد الناس فقلت له بالفرنسية التي اعرف منها شيئاً : بونجور.فصعد في نظره وصوب،وتأملني باسماً متهكماً،ثم سار ولم يرد علي شيئاً. فرجعت إلى نفسي فوجدتني غريباً في زيي، وكيف لايكون غريبا من يلبس الطربوش ومن لم يقص شاربيه؟ فأسرعت إلى حلاق فحلقت،واشتريت قبعة، وخرجت أنظر متعجباً،لا أجرؤ على السؤال عن اسم المدينة وعن تاريخ اليوم لما لاقيت من الرجل الاول. http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif وأرى شيخاً هِماً فأتخيل أني أعرفه، وأتقرب منه فأجده صديقي فلان ، وقد كانت سنه حينما فارقته عشر سنوات ، فأتعجب من شيخوخته وشيبه وأنا أكبر منه ولا أزال شاباً! ولا أعرف بأي لغة أخاطبه فاقول له : السلام عليكم بنجور غود مورنيغ!فيرد علي قائلاً : وعليكم السلام ورحمة الله .ويعجب من سلامي،فأنتسب له فيعرفني ويهش لي ويقول: كيف عدت إلينا وقد حسبناك مت منذ تسعين سنة؟ http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif -إن لي خبراً طويلاً،ولكن أخبرني قبلُ: في أي سنة نحن الآن؟ - في السنة 2019 ميلادية. -وماهذه المدينة؟ -عجيب منك،ألا تعرفها؟ هذه دمشق. -دمشق؟ ماذا تقول؟ أرجوك أن لاتهزأ بي. -جِداً أقول إنها دمشق. -ومتى كان لدمشق مثل هذا الغنى وهذه العظمة والرقي؟ -لاتغتر، فما لدمشق منه شيء ،ولكنه شارع الاجانب،والاجانب -تجاراً وصناعاً- هم سادة المدينة وعظماء أهلها ومالكو زمام امورها. - وماذا فعل أهلها ؟ فلقد تركتهم على أبواب نهضة اقتصادية كبرى،ولقد أسسوا معامل للدباغة والنسيج و... - آه،لقد أذكرتني عهداً كنت له ناسياً، ولا يعرفه مما ترى غيري. إن ماتقوله صحيح،ولكن..آه! عمَّ أحدثك ؟هلم،هلم إلى أحد المقاهي فإنني لا اطيق الوقوف. وندخل المقهى فتاتينا فتاة كانها فلقة البدر تسألنا طلبنا، ويجيبها رفيقي بلغة لا ادري ألاتينية هي أم لغة الصين، فتنحني قليلاً وتنصر. فأقول له: ماهذه الفتاة وباي اللغات تكلمها؟ -إنك قد قطعت علي حديثي الأول، ولكني مخبرك عن سؤالك. ليس من كلمة فتاة ولكنه شاب. - شاب؟ شاب؟ وماهذا الشعر الطويل؟ وماهذه الثياب القصيرة؟ وماهذه الاصبغة؟ وماهذا الكحل في العينين؟ - نعم ياسيدي ، إنه شاب، وهكذا كل شبان اليوم،لا يعرفون إلا التجمل والرقة، أما الأعمال الكبرى والمشروعات العظيمة فكلها بيد المرأة! - ماذا تقول؟ أبُدلت الأرض غير الأرض؟ أم قامت الساعة؟ أم طلعت الشمس من مغربها؟ أم ماذا؟ http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif - إن شيئا من ذلك لم يكن، ولكن هذه ((الموضة)) التي بدات في زمانكم بحلق شاربي الرجل وشعر المراة ،وحضورها في الكليات وعقدها المجامع،واشتغاله بالزينه وعكوفه عليها، قد جرنا إلى ماترى، وماخفي عنك أعظم. وأما هذه اللغه فما هي إلا خليط من اللغة العامية واللغات الأجنبية،وأما الفصحى فلم يعد يعرفها إلا المنقطعون لدراستها ،وقليل ماهم! ودعني أتم لك حديثي الأول :إن هذه النهضة الإقتصادية التي بدأ في زمنك، والتي سارت سيراً حسناً حينا أقبل الطلاب على مساعدتها، لم تلبث أن ركد ربحها وتقاربت خطاها لانقطاع الناس عن مساعدتها ومثابرتهم على شراء البضائع الأجنبية، فضعفت،ثم اضمحلت فلم يبقى لها أثر. وخلا الجو لقُبرة أوربا،ولكن لا صائد لها! وهنا جاءت (أو جاء) الكارسون بقدحين من الخمر،فقلت:خمر؟أأنا أشرب الخمر؟! -مهلاً يا أخي، فما في المدينه شراب سواه وإن هذه الحانات التي كانت في زقاق رامي(الذي يرى اليوم في مخططات دمشق الاثرية) وإهمال الحكومة أمر إغلاقها وتحريم تعاطي ما فيها قد سبب لنا هذا البلاء العام والشر المستطير. http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif -ولكني لا أشربه. -ولماذا؟ -عجيب! أليس بحرام؟ -حرام؟ هاهاها ّ مابقي من يقول حرام وحلال. - ماذا؟ وهل ذهب الدين؟ -أليس لك بذهابه علم؟ هاك المسجد الأموي ،لا يدخل إليه إلا المتفرجون ،لا المصلون. ولا تعجب من هذا، فإنك تعرف أن شبان زمانك كانوا يتهاونون بأمور الدين ويتغافلون عنها ، وسار أولادهم في طريقهم ، فنشأ هذا النشء الذي لايعرف من الدين إلا الاسم. وطلب إلي صديقي أن أقوم معه لندور في المدينه،فامتطينا سيارة، فرأيت ميداناً عظيماً فيه تمثال، فقلت له: تمثال من هذا؟ -ليس تمثالاً لبشر،ولكنه تمثال الحرية. -وماتمثال الحرية؟ - هو... وها صدمتنا سيارة أخرى،فصحت :وارأساه! http://sub5.rofof.com/img3/04xtiga19.gif ففُتح الباب ، وأفقت فإذا أنا في الفراش. وإذا هي دمشق لا باريس، وسنة 1929 لا سنة 2019،لا بنايات ولا تماثيل،ولا تهتك ولا إلحاد، وإذا كل ما رأيت رؤيا منام وأضغاث أحلام! البواكير ص40-46. *يقصد بها مجموعة رسائل في سبيل الإصلاح والتي صدرت في 1348هـ بقلم الشيخ علي الطنطاوي رحم الله الشيخ تخيلوا كتب هذا قبل 80 سنة ماذا حدث لقد كان ما كتبه وبالتفصيل |
الساعة الآن 13:25 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir