ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~ (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=51522)

معلمه طموحه 18-07-2011 23:27

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
جزاكم الله ألف خير..

جوديان 19-07-2011 00:54

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
أهلا وسهلا معلمة طموحة

حياك الله

لا زلنا في انتظار الإجابة

nuha1423 19-07-2011 01:24

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوديان (المشاركة 601612)
جزاكم الله من اخير أجزله ومن الفضل أتمه

اللهم اكتب أحبتي المشاركين في هذا السباق في أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك


**************************************************

السؤال

قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْل - قَالَ أَحْمَد : وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عُقَيْل صَالِح الْحَدِيث ثِقَة - حَدَّثَنَا عُمَر بْن حَمْزَة عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا اللَّهُمَّ اِلْعَنْ الْحَارِث بْن هِشَام اللَّهُمَّ اِلْعَنْ سُهَيْل بْن عَمْرو اللَّهُمَّ اِلْعَنْ صَفْوَان بْن أُمَيَّة " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " ......................................... فَتِيبَ عَلَيْهِمْ كُلّهمْ

* ما هي الآية التي توقف الرسول صلى الله عليه وسم عن الدعاء على هؤلاء بسببها ثم تاب الله عليهم وأسلموا ؟

** ومتى كان دعاؤه عليهم ؟

*** اكتب نبذه مختصرة عن إسلام كل منهم .


الفقرة الأولى من السؤال :


لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) (آل عمران)


قَالَ تَعَالَى " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء " أَيْ بَلْ الْأَمْر كُلّه إِلَيَّ كَمَا قَالَ تَعَالَى

" فَإِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب " وَقَالَ لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء "

وَقَالَ " إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء "

وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَق فِي قَوْله " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء "

أَيْ لَيْسَ لَك مِنْ الْحُكْم شَيْء فِي عِبَادِي إِلَّا مَا أَمَرْتُك بِهِ فِيهِمْ .

ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّة الْأَقْسَام فَقَالَ " أَوْ يَتُوب عَلَيْهِمْ "

أَيْ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنْ الْكُفْر فَيَهْدِيهِمْ بَعْد الضَّلَالَة

" أَوْ يُعَذِّبهُمْ " أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عَلَى كُفْرهمْ وَذُنُوبهمْ

وَلِهَذَا قَالَ " فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ " أَيْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ .

وَقَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا حِبَّان بْن مُوسَى أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه أَنْبَأَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ

حَدَّثَنِي سَالِم عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول

إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مِنْ الْفَجْر

" اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا " بَعْد مَا يَقُول" سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ رَبّنَا وَلَك الْحَمْد "

فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء " الْآيَة .

وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ

- قَالَ أَحْمَد : وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عُقَيْل صَالِح الْحَدِيث ثِقَة -

حَدَّثَنَا عُمَر بْن حَمْزَة عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ :

سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول

" اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا اللَّهُمَّ اِلْعَنْ الْحَارِث بْن هِشَام اللَّهُمَّ

اِلْعَنْ سُهَيْل بْن عَمْرو اللَّهُمَّ اِلْعَنْ صَفْوَان بْن أُمَيَّة "

فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء أَوْ يَتُوب عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ " فَتِيبَ عَلَيْهِمْ كُلّهمْ .

وَقَالَ الْبُخَارِيّ أَيْضًا : عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو عَلَى أَحَد أَوْ يَدْعُو لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْد الرُّكُوع

وَرُبَّمَا قَالَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ رَبّنَا وَلَك الْحَمْد :

اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد وَسَلَمَة بْن هِشَام وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ .

اللَّهُمَّ اُشْدُدْ وَطْأَتك عَلَى مُضَر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُف

" يَجْهَر بِذَلِكَ . وَكَانَ يَقُول فِي بَعْض صَلَاته فِي صَلَاة الْفَجْر

" اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا " لِأَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاء الْعَرَب حَتَّى أَنْزَلَ اللَّه

" لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء " الْآيَة .

وَقَالَ الْبُخَارِيّ : قَالَ حُمَيْد وَثَابِت عَنْ أَنَس بْن مَالِك :

شُجَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أُحُد فَقَالَ " كَيْفَ يُفْلِح قَوْم شَجُّوا نَبِيّهمْ ؟

" فَنَزَلَتْ " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء " وَقَدْ أُسْنِدَ هَذَا الْحَدِيث الَّذِي عَلَّقَهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه

فَقَالَ فِي غَزْوَة أُحُد : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه السُّلَمِيّ أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي سَالِم بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِيهِ

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذَا رَفَعَ رَأْسه مِنْ الرُّكُوع

فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة مِنْ الْفَجْر


" اللَّهُمَّ اِلْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا " بَعْد مَا يَقُول " سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ رَبّنَا وَلَك الْحَمْد " فَأَنْزَلَ اللَّه " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء " الْآيَة .


وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا هُشَيْم حَدَّثَنَا حُمَيْد عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ

أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّته يَوْم أُحُد وَشُجَّ فِي وَجْهه

حَتَّى سَالَ الدَّم عَلَى وَجْهه فَقَالَ " كَيْفَ يُفْلِح قَوْم فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ

وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبّهمْ عَزَّ وَجَلَّ

" فَأَنْزَلَ اللَّه " لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء أَوْ يَتُوب عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ "

اِنْفَرَدَ بِهِ مُسْلِم

بقي قصة إسلام كل منهم وهذه تحتاج لبحث

سأعود للإكمال إن لم يسبقني أحد

آفاق ** 19-07-2011 01:46

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
ما شاء الله

جزاكم الله خيرا

البيلسان2010 19-07-2011 02:00

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
رفع الله قدركم في الداريين ووفقتم لكل خير

سأكمل عزيزتي نهى قصة اسلامهم


.............

إسلام الحارث بن هشام
أخرج الحاكم عن عبد الله بن عكرمة قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أمِّ هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها فاستجارا بها، فقالا: نحن في جوارك، فأجارتهما. فدخل عليهما علي بن أبي طالب فنظر إليها، فشهر عليها السيف، فتفلَّت عليهما، واعتنقتْه وقالت: تصنع بي هذا من بين الناس؟ لَتَبدأنَّ بي قبلها. فقال: تُجيرين المشركين، فخرج. قالت أمُّ هانىء فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت؛ يا رسول الله، ما لقيت من ابن أمي عليَ؟ ما كدت أفلت منه أجرت حَمَوَين لي من المشركين فانفلت عليهما ليقتلهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما كان ذلك له، قد أجرنا من أجرتِ، وآمنَّا من آمنتِ». فرجعت إليهما فأخبرتهما فانصرفا إلى منازلهما. فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متنضِّلين في المِلاء المزعفرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا سبيل إليهما قد أمنَّاهما». قال الحارث بن هشام: وجعلت أستحيي أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر رؤيته إياي في كل موطن من المشركين، ثم أذكر برَّه ورحمته فألقاه وهو داخل المسجد فتلقَّاني بالبشر، ووقف حتى جئته فسلَّمت عليه وشهدت شهادة الحق. فقال: «الحمد لله الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإِسلام». قال الحارث: فوالله ما رأيت مثل الإِسلام جُهِلَ.


إسلام سهيل بن عمرو
كان من أهل مكة بعض الزعماء وبعض الكبراء الذين لم يسلموا، وقد فرَّ بعضهم خارج مكة المكرمة، وبعضهم هرب إلى بيته، وبعضهم طلب الإجارة. وهؤلاء الذين هربوا جميعًا كان لهم تاريخ أسود طويل مع رسول الله ، وكان من هؤلاء الزعماء الفارِّين سهيل بن عمرو من بني عامر بن لُؤَيّ، وهو من كبار زعماء قريش وكبار زعماء مكة، ومن كبار السنِّ، وعنده من الأولاد الكثيرون، وهؤلاء الأولاد معظمهم في جيش المسلمين الفاتح لمكة المكرمة، وبعد أن فتحت مكة المكرمة، لم يجد له عونًا من الزعماء الذين كانوا معه قبل ذلك، فقد فرُّوا من أمام الجيش الإسلامي، ففر هو الآخر ودخل بيته كما يقول: "فانقحمتُ في بيتي، وأغلقت عليَّ بابي".
ثم يقول: "وأرسلت إلى ابني عبد الله بن سهيل -وهو من جنود الجيش الإسلامي الفاتح- أن اطْلب لي جوارًا من محمد، وإني لا آمن من أن أُقتل". ظل سهيل بن عمرو يتذكر تاريخه السابق فيقول: "فليس أحد أسوأ أثرًا مني أني لقيت الرسول يوم الحديبية بما لم يلقه أحد، وكنت الذي كاتبته". يعني هذه المعاهدة التي تمت في صلح الحديبية، وكان سهيل بن عمرو ممثل قريش الذي فوضته للتفاوض مع رسول الله ، ويعلم أن الرسول سوف يتذكر له هذه المواقف. ثم يقول سهيل بن عمرو: "مع حضوري بدرًا وأُحُدًا ضد المسلمين".
ذهب عبد الله بن سهيل إلى الرسول فقال: يا رسول الله، تُؤَمِّنه؟ فقال : "نَعَمْ، هُوَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ فَلْيَظْهَرْ.
ولننظر إلى مدى الذلِّ والعار الذي أصاب أولئك الذين عادوا الله ورسوله الكريم ، وانظر إلى مدى العزة التي فيها الرسول في هذا الموقف، ولنرَ هذا التعامل مع أحد كبار زعماء مكة المكرمة، ومدى العظمة في هذا التعامل، ولنراجع احتلال أي دولة لدولة أخرى، ولنرَ التعامل مع الأمراء والوزراء والكبراء في البلد المغلوب؛ إنهم يُتتبَّعون في كل مكان ليُقتلوا ويسجنوا في السجون لفترات طويلة، ويُمَثَّل بهم، ولكن الرسول يعطيهم الأمان، ثم قال لأصحابه الذين حوله في ذلك الوقت ومعهم عبد الله بن سهيل، قال لهم: "مَنْ لَقِيَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَلاَ يَشُدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِ".
يمنع الرسول الصحابة من أن يشددوا النظر إلى سهيل بن عمرو شماتةً فيه، وسوف يأتي للتحاور معي في ذلك الوقت، فلا يشد أحدكم النظر إليه؛ "فَلَعَمْرِي إِنَّ سُهَيْلاً لَهُ عَقْلٌ وشَرَفٌ، وَمَا مِثْلُ سُهَيْلٍ جَهِلَ الإِسْلاَمَ، لَقَدْ رَأَى مَا كَانَ يُوضَعُ فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِنَافِعٍ.
وهو يريد الآن أن يعود إلى الله ، فلا يرفع أحدكم النظر فيه، ولا يتكلم أحد عليه بكلمة، ولا يعلق عليه أحد تعليقًا سلبيًّا بأيِّ صورة من الصور؛ إن له عقلاً وشرفًا. وهكذا يصف الرسول سهيل بن عمرو بهذا التعظيم والتكريم له، مع أنه من ألد أعدائه قبل ذلك. وانظروا إلى الرحمة النبوية، وانظروا إلى فنِّ امتلاك القلوب الحقيقي!! وانطلق عبد الله بن سهيل إلى أبيه ليخبره بعفو الرسول عنه، فلما ذكر له هذه الكلمات، قال: "كان والله بَرًّا صغيرًا وكبيرًا
وتوجه سهيل بن عمرو إلى الرسول ، وأسلم بين يدي الرسول ، وكما يقول الرواة كان سهيل بعد هذا الإسلام كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج مجاهدًا في سبيل الله، وكان أميرًا على إحدى فرق المسلمين في موقعة اليرموك. إنه الامتلاك الحقيقي لقلب سهيل بن عمرو بهذه المعاملة الحسنة من رسول الله ، وهذا هو فن الدعوة إلى الله ، وهذا هو التصرف الرحيم من النبي الكريم القدوة لنا أجمعين. ولا يخفى على أحدٍ أن رسول الله امتلك قلوب بني عامر جميعًا بتساهله وتسامحه مع سهيل بن عمرو زعيم بني عامر



صفوان بن أمية
صفوان بن أمية بن خلف كان أبوه من أشد المعاندين للرسول، ومن الذين قُتلوا في بدر، وورث صفوان بن أمية هذه الكراهية من أبيه للإسلام والمسلمين، وحارب الرسولبكل طاقته، وكان ممن التفَّ حول ظهر المسلمين في أُحد هو وخالد بن الوليد ، واشترك اشتراكًا كبيرًا في قَتْل سبعين من شهداء الصحابة ، واشترك أيضًا في غزوة الأحزاب، بل كان من الذين شاركوا في عملية القتال في داخل مكة المكرمة، بل إن صفوان بن أمية قبل ذلك دبَّر محاولة لقتل الرسول.
فهناك عداء شخصي بينه وبين الرسول، وكانت هذه المحاولة بينه وبين عمير بن وهب t، وكان عمير وقتها لا يزال كافرًا، وفيها تعهَّد صفوان بن أمية لعمير بن وهب أن يتحمل عنه نفقات عياله، وأن يسدِّد عنه دينه في نظير أن يقتل عمير رسول الله، وأسلم عمير بن وهب في المدينة المنورة بعد أن أخبره الرسولبما دار بينه وبين صفوان في حِجْر الكعبة، ومرت الأيام، وجاء فتح مكة المكرمة وفر صفوان بن أمية، ولم يجد له مكانًا في مكة المكرمة، وعلم أنه لن يُستقبل في أي مكان في الجزيرة العربية؛ ومن ثَمَّ قرر أن يلقي بنفسه في البحر ليموت. فخرج صفوان في اتجاه البحر الأحمر ومعه غلام اسمه يسار، وليس معه أحد غيره، حتى وصل إلى البحر الأحمر، ورأى صفوان من بعيدٍ أحد الرجال يتتبعه، فخاف وقال لغلامه: "ويحك! انظر من ترى؟".
قال الغلام: "هذا عمير بن وهب". وكان عمير بن وهب صديقًا حميمًا لصفوان بن أمية قبل أن يسلم عمير .
فقال صفوان: "وماذا أصنع بعمير؟ والله ما جاء إلا يريد قتلي". فهو قد دخل في الإسلام وقد ظاهر محمدًا عليَّ، ولحق عمير بن وهب بصفوان بن أمية، فقال له: "يا عمير، ما كفاك ما صنعت بي؟ حملتني دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلي".
فقال: "أبا وهب، جعلت فداك، قد جئتك من عند أبر الناس، وأوصل الناس".
فعندما رأى عمير بن وهب صفوان قد هرب من مكة المكرمة، أسرع إلى رسول الله، وتذكَّر صديقه القديم، وتذكر الذكريات التي كانت بينه وبين صفوان بن أمية، فخاف عليه، وخشي عليه، وأحب له الإسلام، وأحب له أن يدخل فيما دخل فيه؛ فبدأ يحاول مع الرسولأن يطلب له الأمان، فقال عمير بن وهب: يا رسول الله، سيد قومي خرج هاربًا ليقذف نفسه في البحر، وخاف ألاّ تُؤَمِّنه، فأمِّنْهُ فداك أبي وأمي.
فقال الرسول: "قَدْ أَمَّنْتُهُ.
فهل روى لنا التاريخ أخلاقًا مثل أخلاق رسول الله، فهو بحقٍّ كما قال البُوصِيرِيُّ في بُرْدَتِهِ:
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأَعْرَابِ وَالْعَجَمِ *** مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ بَاسِطُ الْمَعْرُوفِ جَامِعُهُ *** مُحَمَّدٌ صَاحِبُ الإِحْسَانِ وَالْكَرَمِ
وصل عمير بن وهب إلى صفوان، وقال له: إن رسول الله قد أمَّنَك. فخاف صفوان، وقال: لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامةٍ أعرفها.
فرجع عمير بن وهب إلى الرسول ، وقد بذل مجهودًا كبيرًا من البحر الأحمر إلى مكة المكرمة، ما يقرب من ثمانين كيلو مترًا ذهابًا، ثم يقطعها بعد ذلك عودة، وقال عمير: يا رسول الله، جئتُ صفوان هاربًا يريد أن يقتل نفسه، فأخبرته بما أمنته، فقال: لا أرجع حتى تأتيني بعلامة أعرفها.
فقال الرسول : "خُذْ عِمَامَتِي إِلَيْهِ".
والرسول يحاول قدر المستطاع أن يأتي بكل إنسان إلى الإسلام، فأخذ عمير العمامة وذهب إلى صفوان بن أمية، حتى وصل إلى صفوان بن أمية، وأظهر له العمامة وقال له: يا أبا وهب، جئتك من عند خير الناس، وأوصل الناس، وأبر الناس، وأحلم الناس، مجده مجدك، وعزه عزك، وملكه ملكك، ابن أمك وأبيك، أُذَكِّرك الله في نفسك.
فقال له صفوان في منتهى الخوف: أخاف أن أُقتل.
قال: قد دعاك إلى أن تدخل في الإسلام، فإن رضيتَ وإلا سَيَّرك شهرين.
ولننظر إلى الكرم من رسول الله ، فإن أسلمت الآن انتهت القضية ولك ما للمسلمين، وعليك ما على المسلمين، وإن أردت أن تأخذ شهرين كاملين تفكر فيهما، فأنت في أمان. فرجع صفوان بن أمية مع عمير بن وهب إلى رسول الله ، ودخل الحرم، والرسول يصلي بالناس صلاة العصر، فوقفا معًا حتى ينتهي الرسول من الصلاة، فقال صفوان لعمير بن وهب: كم تصلون في اليوم والليلة؟
قال: خمس صلوات.
قال: يصلي بهم محمد؟
قال: نعم.
فلما سلم الرسول وانتهى من صلاته، صاح صفوان يخاطب الرسول : "يا محمد" من بعيد، حتى تكون عنده فرصة للهرب. "يا محمد، إن عمير بن وهب جاءني بعمامتك، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرًا وإلا سيرتني شهرين".
فقال في ليونة وسهولة: "انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ".
فقال صفوان: لا والله حتى تبين لي.
فقال الرسول : "بَلْ تَسِيرُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ"
تفكر أربعة أشهر كاملة. وبالفعل أطلق الرسول صفوان بن أمية أربعة أشهر كاملة ليفكر، ولم يأخذ صفوان بن أمية هذه الشهور الأربعة كاملة للتفكير، ولكن صفوان دخل الإسلام بهذه المعاملة الحسنة من الرسول .

nuha1423 19-07-2011 04:08

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رائعة بيلسان

كم أحب هذه القصص

جمعنا الله تعالى تحت راية محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة


بارك الله فيك

حكاية مبدأ 19-07-2011 13:34

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوديان (المشاركة 601318)
أعتذر لك حكاية مبدأ >>>>>>>>>>>> غلطة غيرمقصودة بسبب تشابه الأسماء

ولك كل الشكر والتقدير على تلك البادرة الطيبة في رفع الموضوع

جزاك الله كل الخير

أهلا بعودتـك أستاذة جوديان .. عودًا حميدًا
لا داعي للاعتذار

والشكر الحقيقي لكِ .. جزى الله الجميع كل خير =)

nuha1423 19-07-2011 21:09

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


السؤال :

آيه طيب الله تعالى بها قلوب عباده المؤمنين

بأنه لا يفرق بينهم وبين أولادهم بل يجمعهم في الآخرة


تدل هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا

متوفرة كذلك في الآخرة ،

ما هي الآية واسم السورة

البيلسان2010 19-07-2011 22:27

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nuha1423 (المشاركة 601716)
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


السؤال :

آيه طيب الله تعالى بها قلوب عباده المؤمنين

بأنه لا يفرق بينهم وبين أولادهم بل يجمعهم في الآخرة


تدل هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا

متوفرة كذلك في الآخرة ،

ما هي الآية واسم السورة

قال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) سورة الطور آية (21)

بوركت جهودكم

الجيوفيزيائي+ 19-07-2011 22:45

رد: { مُمَيز } عش دقائق مع القرآن .. في سباق [ الجُزء الثآني ] ~
 
http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...t-top-left.gif اقتباس http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...-top-right.gif
http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...ot-by-left.gif http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...quotes/viw.gif المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nuha1423 http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...t-by-right.gif
http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...p-right-10.gif



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


السؤال :

آيه طيب الله تعالى بها قلوب عباده المؤمنين

بأنه لا يفرق بينهم وبين أولادهم بل يجمعهم في الآخرة


تدل هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا

متوفرة كذلك في الآخرة ،

ما هي الآية واسم السورة

http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...t-bot-left.gif
http://www.phys4arab.net/vb/phys-des...-bot-right.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن
سورة الطور أية 21

{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين (21) }
والله اعلم


الساعة الآن 03:56

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir