![]() |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
مشكوووووووور أخوي ماقصرت
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
الوسام بإذن الله لي
|
رد: يا ملكه الاحساس،، هل تريد تكون العضو المميز؟
بسم الله الرحمن الرحيم
شرف لي أن أكون قبل كل شيء عضوه بالمنتدى وأتمنى من كل قلبي أفيد واستفيد |
رد: يا susu،، هل تريد تكون العضو المميز؟
مرحبااااااااا
بصراحه بحب اتشكركم عالمنتدى الرااااااااااااااائع وهذا شرف كبيييييير لي بأن اصبح عضو مميز في المنتدى .. وثااااااااااااانكس لكم .. وتقبلوووووووو كل مشاركاتي ومواضيعي وردودي .. مع تحيااااااااااااااااااااتي ,.,.^_^:a_plain111:susu:a_plain111: |
رد: يا حلى22،، هل تريد تكون العضو المميز؟
[rainbow]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي kingstars18 أسفه عن التأخير كانت عندي ظروف ربنا يوفق الجميع [/rainbow] |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
مشكور اخوي الكينج واتمنى حقيقة ان اصل لهذاالمستوى وطريقة جدا رائعة كلها ذوق وتشويق ونقول الله يقدرنا على فعل الخير
|
رد: يا مياااااااااار،، هل تريد تكون العضو المميز؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم شاكره لك اخوي الكنج وانشاء الله ابذل جهد ويعطيك العافيه لك ودي :s_thumbup::s_thumbup::s_thumbup: |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... على ترشحي ومنحي ثقتكم
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
بوركتم في تقديم الجديد والجديد
|
رد: يا تفاحة،، هل تريد تكون العضو المميز؟
أتمنى ذلك , وللعلم لدي مشاركات مميزة في الفيزياء لكني مشغولة جدا ..............ز:laughter01:
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
اتمنى ذلك لكن الانشغال بأمور الحياة
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
بارك الله فيك اخي على هذه الفكرة الرائعة..
تحياتي.. |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
مشكووووووووووووووووووووووووور
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
نتمنى دلك انشاء اللة ودعواتكم
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
على عتبات المصير
بقلم : محمد يوسف جبارين(أبوسامح) .. أم الفحم ..فلسطين شروق كلمة الوعي بالحرية على الشفاه التي تشققت ، من عذاب الجوع والعطش ، الى الحركة الواحدة الجامعة، لكل فئات الشعب في ارادة واحدة، وعلى غاية واحدة، هي الأسمى بين الغايات وهي التحرر من الاستعمار، فكل الآمال دامعة، تروي بدموعها ترابها، لتقوى على صلب عودها ومد ذراعها، الى مسح ذبول، يشيع في ابتسامة الأزهار. وثمة مقتضيات تستوجب فهم الدعوة الى الحرية، في مثل هذا الحال، على أنها دعوة فكاك الواقع من قيود وحواجز وسجون، وتحرير علاقة العقل بالواقع وبالاحداث، من المرور عبر ثقافة تخللها عبث شوة هذه العلاقة، وبهتها فأضاف لها أرباكا، ما كفل لها هلهلة مجتمع، وأغتمام رؤيته لمستقبله، بأغراقه بتشاحن وتطاحن فضعف بعد أن كان قد استذرى غناء، من جراء نمو في قدرته. فالزام الحركة الى الامام، دعوة وعي متمرد على واقع يراه أمامه. فالحاجة قصوى الى تغيير، أو يبقى الحال كما هو، فاستنقاع يهدد مسألة المصير . فلا بد من ميلاد جديد.. الى انثى تلد الوجود، وقد تجددت ملامحه، فأصبح بكامل وعيه يرى مواقع خطاه، ويحث السير، فيصير الى ما يحلم بان يصير اليه. فالمشروع الوطني أولا، وليس الحزب أولا. فالدولة مشروع شعب يسعى بقيامها، الى تنظيم حياته، على ما يحقق له آماله في التطور. فالحزبية منافسة في تحصيل الدولة، ومنافسة في تنمية القدرة على تسريع الدفع لعجلات التطور. فالهيكلة الدائمة للواقع، بالاضافة الدائمة في قدرته على السير في الزمان، في عملية تطوير، في اتجاه الآمال، هو هذا النطاق العظيم الذي يتوجب أن تنصب فيه الجهود كلها. وهكذا شروق، فاصلة بين ليل ونهار، بين وعي يلفه الليل ويتخبط في ظلماته، فلا يعرف مواقع خطاه، وبين وعي ثاقب البصيرة في الواقع ينظر فيه عميقا، ويقرأ العلاقات السائدة في العالم مليا، ويدري كيف يتناول الواقع، ويتدرج به، الى أن يقدر على هيكلته وتضمينه بما يستقر به على دولة، كانت مأمول وجدان شعب فأصبحت موجودة، فهو واحدها وانسانها الذي تدمع عيونه حبا، كلما نطق اسمها. فاستيلاد حتمية لشروق دولة، يستوجب رسو الوعي على الواقع بآليات تنشئة للأسباب، التي باجتماعها، تتكون ظروف، تفسح المجال أمام استنبات مشروع ، تمضي به الارادة في سياقات مرحلية ،الى تكوين الدولة كجغرافيا ومجتمع وتنظيم قانوني لهذا المجتمع. ما يستدعي، من أول خط السير الى الدولة، وعلى طول امتداده، رؤية صحيحة لصلة الفعل بسمو الأهداف، ما يعني انتشال الآمال والاستذراء بها الى ذرى ترتسم عندها الأهداف، وصلاتها بالارادات ويستضاء بها في اضاءة خط السير من أوله والى حيث الآمال. فالوضوح الفكري تأثيث لاحاطة بكل المتغيرات، وتمييز كل منها وتحديده وربطه بغيره، فلذلك هو ضرورة استواء على الرأي الصحيح، فتحديد الموقف يتأتى على تقدير، مستند الى واقع، وهذا بالاضافة الى امكانيات يقتضيها نفاذ الفعل، لزوم فاعلية في الاداء، حين بذل الطاقة في الفعل، فكذلك صواب البذل، بمأمول ترتب عليه فكذلك تتالي الخطوات، بتواصلية بنائية، حريصة على الرسو، في مستقبل أيامها، في ميناء الأمل، الذي يبرر لها ما هي عليه. فأما اغراق العقل بمتغيرات ليست سائدة في الواقع، وانما مستمدة من واقع آخر، لربما متشابه معه في تيارات تهب عليه، أو اغراقه بمتغيرات مستوحاة من حركة حوادث في تاريخ ماض. وقد سعى دوما الاستعمار الى تفكيك قدرة الشعوب على مواجهته، فبسط سيطرته على امكانياتها، وحاول استكشاف مناطق ضعفها، حيث يمكنه أن يشتري اختراقا، او خلخلة وزعزعة، في البناء الاجتماعي. وذلك حماية لاستمراره في طلاقة قدرته في ما يريده من بسط سيطرته. فتحقيق الأطماع رهن بالسيطرة، فاذا هذه وهنت، ضعفت مقدرته على بلوغ ما يريد، فيتم تفكيك السيطرة، أو يتأتى تفكيك الارادة التي تسعى الى تفكيكها، ولذلك نرى الاستعمار لا يتردد، في استعمال القوة في أبلغ تأثير لها، حين يحس تراجعا حقيقيا في مقدرته على السيطرة، ظنا منه، بأنه بذلك يسترد هيبته وهيمنته. ولم تكن العشائرية وحدها التي لفتت انتباه الاستعمار، كمناطق جذب له في استنبات الصراع بينها. فحركة الاستشراق قد وفرت له قراءات عميقة الدلالات، فانتبه الى الطائفية والمذهبية، والحركة الممتدة في الرغبة، في النهوض من جديد، بالعودة الى تجديد حضارة كانت. ولعل مشهد اللقاء بين عبد العزيز ملك السعودية، وبين روزفلت رئيس الولايات المتحدة، بعد مؤتمر يالطا، يدل على الفارق بين عالم يعيش خارج علاقة العقل في الطبيعة، وبين عالم أنهك الطبيعة بعقوله، وأنطقها في تحقيق تقدمه وتطوره، فحاجاته سعت به، وبما بيديه من مقدرة الى فرض ارادته وبسط سيطرته على غيره. فقد كان الملك العربي على ظهر جمل، وقد جاء ومعه خناجر وسيوف مرصعة باللؤلؤ، يقدمها الى روزفلت، بينما هذا على ظهر سفينة، هي قاعدة حربية تمخر البحار والمحيطات، ومن فوقها طائرات تركب الهواء. وبين ظهر الجمل وبين الطائرة كانت ترتسم ملامح مستقبل لمنطقة عربية بحالها. ولعله فيما قاله الملك العربي.. كنا أبا عن جد نستعمل هذا الزيت (البترول) لجرب الجمال فجاءنا الانجليز.. وفيما قاله روزفلت.. الانجليز أعطوك سيارة وأنا سوف أعطيك طائرة، مثل تلك، أنظر اليها... كانت تتراجع امبراطورية، لتحل محلها امبراطورية اخرى، وتتشكل سيطرة وتبعية، وأنظمة حماية لأنظمة حكم هي فرصة الاستعمار في بلوغ ما جاء اليه، وما يترتب على ذلك من أنظمة دفاعية، لاستبقاء هذه العروش، وتوفير المناخ المريح للمصاصات الاستعمارية، كي تشفط ما تشاء وكيفما تريد. ولمواجهة التيارات القومية والتقدمية والنهضوية التي ترتفع أصواتها في المنطقة ضد الاستعمار وعملائه. وقد أفصحت خبرات المستعمرين في السيطرة، عن أساليب، مدرارة النفع، تلائم أهدافا يراد تحقيقها في المنطقة. وراح المال يتدفق الى مناطق الفقر والحاجة، يؤدي دورا يريد شيئا واحدا ، هو تطويق وتحطيم كل الذين يناهضون الاستعمار والعروش التي يستعملها ، كأدوات في تحقيق أغراضه. وامتلأت آذان الناس ، بكل ما بدا بأنه مبادئ وثقافة موظفة وأقيمت جامعات وكليات، ودور نشر وصحافة، وتم استقطاب الحاقدين والزعلانين، والذين تسبقهم كروشهم الى ما يريدون، وبدأ خط انتاج، وخط تصدير للعملاء.. مثل تربية الدجاج والبط ... وراح الحبر يسيل من الاقلام المأجورة ، وملأت الكتب الأسواق، وبدت الذاكرة الجماعية كمن يواجه أخطر تشويه عرفته في التاريخ . وانساق كل ذلك في سياقات تنشئة الجماعات في كل مكان، فالمال يتقدم، والتوجيه يملي، والاشارات توحي. ويكاد يكون فن التفريخ الاستعماري للعملاء رهيبا في خدمته لأغراضه، فهو يعرف ما يريد، ولكن الذين يتحركون بالايحاء غير المباشر، من جانب الاستعمار، هم هؤلاء الذين ليس فيهم الوعي العميق الذي يدركون به، بأنهم يقدمون خدمات للاستعمار، لم يكن في مقدوره هو أن يحققها. وتبرز هنا جماعة، وأخرى هناك، من نوع من ترى في ذاتها نهاية التاريخ، تماما مثل ما رأى فوكاياما في الغرب نهاية التاريخ. بفارق أن الغرب لديه نتاج علاقة العقل بالطبيعة، وبها بدل وجه الحياة، وليس أمام العالم من طريق سوى أن يأخذ. وأما جماعة كهذه فليس لديها ما تعطيه سوى ادعاء الحرص على جملة من ماض، تريد ارغام الحاضر على التشكل بها، ظنا منها بأنها بذلك تجدد تاريخ أمة وتعيدها الى قيادة التاريخ. فكل ما عداها خارج نطاق الانتماء اليها، ممن ليس منها، فهي ليست معه. والآخرون لا بد من استدراجهم فاحتلالهم ليصبحوا نسخا من كتاب هذا النطاق. فهكذا انغلاق وتعصب أعمى الرؤية الثاقبة للآخرين. ومن تبرير التعصب والغاء الآخر، كراهية الآخرين، وقد تصل الى اباحة دمهم، وخاصة عندما تضيق الجماعة ذرعا بهم، كأن يكونوا عقبة شديدة المراس في طريقها. وهي اذ تفعل ذلك، فانما تسفك دم باطل وتنتصر للحق. ما يدل على تفريغ التعصب الأعمى للنفسية، من الحس بقيمة دم الآخرين. وثمة قراءة في خطاب جماعة كهذه تجده مليئا بصراخ عنيف، واتهامات تخرج من أفواه تتوتر، ووجوه تعبس، وأجسام تنتفض، ما يفيد الناظر والمستمع، بأن نفسية كهذه مليئة بالنزعة الى العنف والكراهية. فبكذا تهييج وترويج كلامي عنيف، يراد انتاج ضلال يجعل الأحباب والأصدقاء أعداء. كأنما يراد بتطرف يتجاوز حدود القدرة، وحدود الفعل، انتاج انغلاق فانقسام حاد في المجتمع، فانسداد كل باب تفاهم على الحدود بين الأقسام ما يستبعد في مستقبل الايام، وحدة صف، حول مواقف في مسائل المصير، وهو المطلوب، فلا يريد الذين لا يريدون لشعب أن يقرر مصيره بنفسه، أكثر من أن تتشقق وحدة هذا الشعب، فلا يكون في مقدوره، أن يطالب بتقرير مصيره. واذا طالب بعضه بذلك، فبعضه لا يتفق مع بعضه في المطالبة. فحق تقرير المصير يحتاج وحدة، ولا يجدها. فمشهد شعب كهذا يبعث السرور لدى الأعداء. وأمام العالم يبعث على الدهشة والرثاء. وحتى الحوار كشاف عن الارجاف الذي تحدثه العقلانية، وقد يفاجأ، من وجدوا فيها فنا يتفنون به، فعساه يكون لهم جسرا الى السلطة ، فاللافعل استحال سلطة . فهذه أزمة سياسة، أو تكون سياسات تناطحت فأنتجت أزمة، فغالبا ما تغيب متغيرات أو يتم تغييبها، فيجد من يتوهم نفسه السياسي بأنه في أزمة، وفي مقابل هذا هناك السياسي الذي يرى كل المتغيرات، ويعتمد على غفلة الأول، وبحركة فاهمة ما تريد.. يصوغ له أزمة، وفي السياسة، صناعة الأزمة مفتاح استخراج موقف، باستعمال امكانيات قوة متاحة. فحال اللافعل، كحال مقيم في زنزانة، كلما هرب من واقعه، عبر عقله، الى داخل، الى فكر وخيال، يسبح فيه، جاءت طرقات السجان على الباب، أو صاحت المعدة، بما بها من خواء، لتعيده الى واقعه. فكيف تلاقى السجان، مع جسده عليه، هو هذا الذي يذبح في وعيه، ولا يقبله. فاذا العبث الاستعماري بمصائر الشعوب مبرر، من وجهة نظر الاطماع الاستعمارية، فهو بالتأكيد لا يجد ما يبرره من وجهة نظر الشعوب. فالسيطرة في مواجهة التحرر، والمحاصرة للاضعاف والخلخلة والتفكيك، في مواجهة التساند لا التعاند. فاذا ثمة صلابة بدأت تتشكل في مواجهة الاستعمار، فهو من داخل أنظمة تابعة له، يسعى الى اختراق، حتى يصل الى التحكم عن بعد، فهذا استعمار يجيد تحريك الصواريخ والاقمار الصناعية عن بعد، بينما عرب لم يتجاوزوا تحريك شيء الا بالامساك به، بالمقود، بالرسن. وهذا ما أبقى الغفلة تأخذهم أحيانا، في قراءة حركة حوادث، تجري أمامهم، يرون ولا يفهمون، واذا أفهمتهم، يصخبون ويرجفون ولا يفهمون. واذا افترضنا، أن ما تريده أمريكا، هو ما تريده اسرائيل، وسألنا ماذا تريد، لأجابت بتاريخها، بأفعالها، بمفكريها، بجهاز الأمن فيها، وبأفصح لسان، بأنها لا تريد أن ترى وجودا أسمه شعب فلسطين. ولا تريد دولة فلسطينية في الضفة والقطاع. واذا فاهت بكلمة كهذه فهي تعني حكما ذاتيا، لا يملك من قريب أو بعيد حتى أمنه الذاتي، فالأمن كله تريده بين يديها، وعلى حكم ذاتي كهذا تكون مكرهة، فان حصل، فهذا حصاد تاريخ يجب تأمله باستمرار، ووضعه تحت المراقبة الدائمة، والبحث الدائم عن عناصر القوة الامنية التي تجعله خاضعا، وقابلا للتفكيك. ولذلك لا بد من السيطرة على أسباب نموه، والتحكم بها. فحدود أمن اسرائيل ممتدة الى المصادر التي يمكنها أن تصب، في نمو وأمن حكم ذاتي ، أو دولة للفلسطينيين. فأين ارادة العرب، وأين ارادة الفلسطينيين، فهذه التي يراد السيطرة عليها، فهذا أمن اسرائيل . فلتكن الوحدة الشاملة، لكل الفصائل الفلسطينية، في حركة شاملة في اتجاه هدف واحد، هو اقامة دولة فلسطين . فهذه تضفي عليها الهيبة، ونوعا من القداسة لدى أبناء فلسطين . فالمشاعر تتيقظ والارادات تتأهب لواجب يوشك أن ينادي عليها. ما يبعث يقظة في الشعور واستنفار في الارادات، لدى شعوب المنطقة، ويتنبه العالم. فهذا ما توجبه مرحلة التحرر الوطني. فكذلك يكون تصور قيام جبهة تحرير، فالتهيؤلا ستقبالها، بما يستبعدها، أو يفرغها من قدرتها باحالتها شكلا فضفاضا عاجزا عن بلوغ أغراضه، بمحاصرتها على كل صعيد، وذلك بحركة واسعة التنفاذ في المنطقة، وفي الساحة الفلسطينية، مستفيدة مما أبدعته أمريكا وبريطانيا سابقا، بسياسات الاحتواء والتفريخ والتنشئة لجماعات وقامات، من ذوات الكعب العالي، واللسان الطويل، في الحرص على الحق المطلق، بينما في الخفاء انكباب على فتات موائد اللئام. فثمة قدرة مكونة من عناصر عربية، بها جاهزية لقائمة أوامر تأتيها فتؤديها كخدمات للحركة الصهيونية، حتى ولو كان مؤداها كارثيا على الحركة الوطنية الفلسطينية. فاسرائيل عازمة على تشكيل عدم الاستطاعة، لشعب فلسطين، فلا يصير الى ما هو يريد أن يصير اليه. فهي تقترب من ارادته، ومن الارادة العربية، وتسعى الى تفكيكها، وتود لو تتحكم بها فتقرير مصير هذا الشعب تريده بين يديها. |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
دجاجة
بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح ).. ام الفحم..فلسطين دجاجتنا خروج من دائرة الانتماء ، بالسقوط في صحن طعام على موائد اللئام . فهي في نطاق انتماء يثري الحركة الفاعلة ضد موجبات انتمائنا ، وقد سقطت في هذا النطاق ، بعدما لاشت من ذاتها ، صلات كان يمكنها أن تنمو ، على غير حال نمت عليه ، فتمدها بدفء وواجب حيال فكرة تجمعنا ، في مسيرة حياة ممتدة بامتداد الزمان هنا ، قد ورثناها أمانة ، نستبقيها ريانة بالعزة ، فواحة بالحكمة وقوة الاستمرار، لكن دجاجتنا أبت بتشرنقها الا أن تكون بانتماء متناف مع انتمائنا ، فابتئاس نفسها وبؤس فكرتها ، دارا بها فاستدارت ، فانكفأت على اقتيات من لا انتماء لنا . في النشأة الأولى لدجاجتنا ، دلالات وعلامات واشارات وفواصل ، ونقاط تتهافت كلها ، على قلة حياء ، وسوء قيل ، وانزواء ونفور ، من كل من كانوا حولها منها، فلا بها صفة تعبر بها الى جماعة ، ولا بها حس يجمعها ، بعمل لا يضر الآخر . صفات اجتمعت لها في مطلع خطوها ، فغيبتها عن ذاتها ، حتى كاد اغترابها ، كل آن ، أن يجمع لها مقتا يضيق به المجال ، من حولها عليها . فأين تفر ، والى أين تذهب ، وأين هم هؤلاء الذين بهم ملاحة ، فيستملحون شيئا ما بها . تمرغت الدجاجة ، بسوء الحال الذي ابتنته ، هي وظروفها لها ، فعششت الكراهية ، فأعمت البصيرة ، وهرأت الشعور ، ففسدت الحركة ، فالكراهية عمياء ، وذلك لأنها تصد كل فكرة ، يمكنها أن تعيد التفاعل ، بين من كانت فصلت الكراهية بينهم ، فتغرب الذات بذلك ، عن كل نوع يمكنه أن يأتيها ، فيعينها على الانعتاق مما هي فيه ، من استنقاع ، في رؤية سوداوية ، تبتئس النفس بها ، ويتشتت الفكر ، ويتوه الاختيار ، فتضل المقاييس . هذا الاغتراب ، قد هيأ لها ، أن تبرع ، في توظيف غل أترعها ، وكراهية احتوتها ، وذلك بقطع صلات لها ، بما يحيط بها ، فلا الزام يلزمها ، حيال من هم حولها ، ولا غير غيظ يترسب بها ، كلما لاحظت حياة تدب حولها . اهترأت همزات وصلها ، بانتماء ، يفاخر به محيط كامل ، يحيط بها . فتهاوت هي بها ، فهوت ، فانزوى كل امكان ، أن تعود اليها ذرة من احساس بانتماء .. من ذاك الانتماء . يمكنها الآن أن تتهيكل ، في الانسلاخ ، من هيكل ومضمون ، كانا يتصفان ، بالمعاني التي لم يعد لها أي مفهوم ، في سياق انتماء ، أو شبه انتماء كانت عليه . أصبحت الآن مسلوخة ، من ذاك الانتماء ، بعدما مرت بحال ، كانت فيه ممعوطة ، من كل الصفات التي كان يمكنها ، أن تسهم في تمييزها ، بالوجود في النطاق الذي كان لها فيه وجود . غادرت الانتماء الى سقوط في نطاق ، الساقط فيه يتحول بقسريات وغواية ، الى ما يجعله قادرا ، على خدمة أغراض الأفاعي والثعالب في ذاك النطاق . . سقوط بيع وشراء ، فهذا يريد أن يكنز مالا ، أو يستوي على حقد ، عشش له تحت جلده ، وهذا يريد بعد سقوطه ، أن يسقط الى أعلى ، استوى على حال ، فيه نفاية تنادي النفايات كلها ، أن تعالي ، فلعلها رائحة المسك تختنق في البلد ، وهو حال ، حين تشكله ، يبدو وكأنه صرخة تنادي ، ها هنا موطن من مواطن الداء فهاتوا الدواء ، فلعله يأتي الشفاء ، وياما استجابات من مناطق النبل والكرامة والايمان، فكانت سببا في حركة تدعو الى ما هو أزكى وأطهر ، فلعلها رائحة المسك تعمر البلد. وهنا في الركن دجاحة تغمغم وتهمهم ، ثم تقول : أنا الخروج ، من الذات الى لا ذمة ، ولا همة ، ولا عفة .. أنا الانسلاخ ، من كل ما يسمونه قيما ، ومعايير واتجاهات سامية ..أنا أحط الخلائق ، فدعني أبيض ، أفرخ ، أضيف عافية في زنودك . .أنا أذى ، لا تملك أن ترسيه ، في جسد الخلائق بدوني ..أنا الخبر الذي لن تبلغه ، من دون ذهني وآذاني وعيوني .. أنا مفتاح البلاد .. البلاء الذي تود لو تنشره في جنون ..أزرع الفتنة ، والقوة أبعثرها ، فقد أتيتك من دنيا ، فيما لو دامت في الزمان ، لخرجت أنت من الزمان .. فأتركني أركن في زاوية من دنياك ، في جانب من نعليك ، تجدني كلما شئت ، أفعل لك ما تريد . الى هذا كان مآل دجاجتنا ، فلقد ذبحوها ، ثم وضعوها في داخل ماء ، في أناء من تحته نار ، حتى اذا ارتفعت درجة حرارة الماء ، وأصبحت صلة ريشها بجلدها واهية ، أخرجوها من الماء ونتفوا ريشها ، ثم تناولوا سكينا وبقروا بطنها ، فأخرجوا منه الأمعاء والكبد وما الى ذلك ، وأودعوها وعاء الزبالة ، ثم استمروا في التعامل معها ، الى أن أصبحت جاهزة للأكل ، تستدر الشهية ، فوضعوها في صحن ، أمامه وقد جاء وجلس في مكانه ، الذي اعتاد أن يأتي أليه ، من أجل أن يأكل دجاجة. |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
الحرب على غزة
بقلم محمد يوسف جبارين ( ابوسامح)..أم الفحم ..فلسطين الحرب على غزة ، هي الحرب التي تستهدف تجريد أبناء فلسطين ، من قدرتهم على حماية أنفسهم ، فاستراتيجية الأمن الاسرائيلية ، قائمة على تدمير مقومات القدرة الفلسطينية ، لكي تبقى اسرائيل آمنة وسط محيط خلو من قدرة حقيقة قادرة على تهديد أمنها ، فهذه الحرب كما غيرها ، انما هي حرب وقائية أو استباقية سعت الى تدمير قدرة عسكرية فلسطينية نشأت وتشكلت . وكانت هذه القدرة ، كلما نشأت بيد أبناء فلسطين ، استحالت بذاتها الى مصدر قلق ، ومبعث هواجس لدى القائمين على الأمن القومي الاسرائيلي ، بل وتعدت ذلك اسرائيل في هواجسها الى التربص بالوعي وتشكله لدى الفلسطينين ، فتجلى لها قادة الفكر أيضا من مفكرين وكتاب وشعراء كخطر يتهدد الأمن الاسرائيلي ، فهذا الفكر يمكنه أن يجمع ويمكنه أن يوظف أبناء فلسطين في اتجاه بناء القدرة التي تتحدى القدرة الاسرائيلية ، لهذا لم تتردد اسرائيل في كل مرحلة من تاريخها في تصيد واغتيال قادة فكر ، أو اعتقالهم وزجهم في السجون ، أو تهديدهم في محاولة صرفهم عن طريقهم ، فبناء القدرة الفلسطينية ، قد كان دوما ، في محل ارتياب لدى اسرائيل ، فأمنها يعني في جانب كبير منه أن لا تقوم قدرة فلسطينية على قدميها ، على كل ما تعنيه كلمة قدرة من فكر ، وامكانيات مادية ، واتحاد ، وبناء قوة مسلحة ، فلذلك اسرائيل ، لم تتوقف عند اقتلاع للفلسطينيين من أرضهم وتشريدهم ليحيوا في اللجوء ، بل وأنكرت حتى وجود هذا الشعب ، ولم تتوانى عن العمل بقوة النار ، ضد كل ما من شأنه أن يعود بشعب فلسطين الى مسرح السياسة ، لذلك كانت ضد منظمة التحرير ، ولم تتردد في عمل كل ما من شأنه الغاء وجود هذه المنظمة التي جمعت شمل شعب فلسطين ، ووضعته على خريطة السياسة العالمية ، فاجتياح لبنان عام 1982 كان لنفس الغاية التي استهدفتها الحرب على غزة ، وهو القضاء على القدرة العسكرية الفلسطينية أو انهاكها ، أو صناعة الضعف لها بالحاق أكبر ضرر متاح بها . لقد كان الفدائيون الفلسطينيون يأتون من جنوب لبنان ، ويزعجون اسرائيل ، وكانت النار الفلسطينية تعلن عن وجود ارادة تحرير فلسطينية ، وقد تناهى التوتر آنذاك الى حديث عن هدنة بين اسرائيل وفصائل منظمة التحرير ، وقد وافق على ذلك ياسر عرفات ، لكن اسرائيل سارعت الى الحرب على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ، فهي لا تريد أن تعترف بوجود شعب فلسطين ، ولا أن تعترف بالارادة الفتالية لشعب فلسطين ، فليس هناك ثمة شعب كهذا ، ومن يفتح النار على اسرائيل فالتدمير في انتظاره .. مسألة ردع وعدم اعتراف ، وقد كان آنذاك بيغن هو رئيس وزراء اسرائيل وشارون وزير الدفاع ( الحربية ) ، وقد نسخ بيغن صفة ارهابي التي كانت تنزل عليه من أفواه الانكليز ، ليسقطها ، كما فعل غيره من قبل ، على الفدائيين الفلسطينيين ، فهو يحارب الارهاب ، ولا تفاهم مع ارهابيين ، تماما مثل ما قالت تسبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل بشأن الفصائل الفلسطينية في غزة ، التي تصدت بكل كبرياء التحدي الفلسطيني للعدوان على غزة ، التي كان انسحب منها الجيش الاسرائيلي من قبل ، بقرار من رئيس حكومة اسرائيل شارون ، الذي اجتاح الضفة الغربية ، بحثا عن ردع يرتدع به الفلسطينيون ، وهو البحث الدامي الذي ينطوي على بحث عن تبوء مكانة رفيعة في نفسية الاسرائيليين ، تؤهله الى تصدر حكومة اسرائيل بلا منازع ، فهو القاتل الذي لا يتردد في سفك الدماء الفلسطينية ، وهو الفعل الدامي الذي تناهى اليه وريثه أولمرت ، ومعه ضابطة الموساد ليفني ربيبة شارون ، ومعهما باراك ، الذي احترف زمنا طويلا اغتيال القدرات الفلسطينة ، وهو من فر بجنوده بالتالي هاربا ليلا من لبنان ، تحت ضغط القوة ، ليلحق به أولمرت في فرار آخر ، بعد حرب تدميرية على لبنان ، قالت عنها كوندوليزا رايس بأن في رحمها ميلاد شرق أوسط جديد ، وليعودوا جميعا بكل الغيظ الدفين والمتأجج في صدورهم ، الى حرب تدميرية على غزة ، استشفاء من غيظ يتفلت وينبه على ميزان ردع قد أصابه ما أصابه من تبهيت ، وهي مسألة ضرورة لاستراتيجية الأمن ، فلا يتأتى تغافل في شأنها ، ولا يمكن لسيادة في نظام حكم ، يستشعر العداء لكل محيطه أن لا يسعى الى فرصته ، في تعديل هذا الردع ليصب في هيبة الدولة ، ويضيف في جبروت صورتها ، في وعي من يتربصون بها ، وخاصة منهم الفلسطينيين . فلعلهم يرتدعون ، فاذا خطر على بالهم مناهزة اسرائيل بأعمال عسكرية أو فدائية ، أو انتحارية ، فصورة الدمار والدماء التي سوف تنزل في ساحاتهم تكون بوجه من الرعب ما يثنيهم عن الاقدام ، أو حتى مجرد التفكير بمبادرة الى هكذا أمر . فاذا ثمة من يقول بأنه على امتداد عشرات السنين ، واسرائيل لا تكف عن صناعة الكوارث والمصائب في ساحات الفلسطينيين ، وبرغم ذلك لم يثنيهم دمار ولا خراب نزل بهم ، عن رباطهم بقضيتهم ، فان صاحب الرأي هذا يجب أن يفهم ، بأنه ليس ثمة ردع مطلق ، ولكنه الردع نسبي ، وما الخراب كله والدمار كله الذي يمكنها آلة عسكرية أن تفعله ، سوى تبديل في أوضاع أمنية ، لها صلاتها بالوقت وبالعوامل الفاعلة في ساحة الصراع ،التي يصعب حجب نهوضها وتجددها . فعلى مقدار فقدان السيطرة عليها ، يكون التهلهل في تماسك بنيان الردع واردا ، ليعاد الى تعديله فيما بعد ، فيما لو عاد وتبهت ، أو تناهى الى ما يستدر فعلا لمزيد من الطعن في الهيبة . وهكذا تجلى تعديل ميزان الردع كضرورة أمن ملحاحة ، تقتضيها استراتيجية الأمن الاسرائيلية ، وذلك لاعادة تشكيل الهيبة ، وما توحيه في صفوف أعداء اسرائيل ، ومن أجل هذا كان لا بد من اعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي ، وتحصين الدبابات في مواجهة الصواريخ المضادة لها ، وأيضا تزويد طائرات الهيلوكبتر بكثير من البالونات الحرارية ، لحرف أي صاروج موجه اليها عن مساره ، في مواجهة قادمة ، وفي المجمل فان ادارة الحرب لا بد وأن لا تتجاهل كل الدروس المستفادة من حرب لبنان الأخيرة ، وقد اختيرت غزة كمسرح قادم للحرب القادمة ، ومن هنا لجأت اسرائيل الى استدراج حماس ، الى ما تستولد به كل المبررات التي تتوارى وراءها ، في حربها على غزة . لقد كانت عقلية حماس التي تدار بها سياساتها فرصة اسرائيل الى ما تريد ، فانقلاب حماس على سلطة فازت بها في الانتخابات ، ثم انقلابها الدامي ، وما أضافه في تعزيز انقسام الصف الفلسطيني ، مضافا الى ما يساور حماس من طموحات في السيطرة ، واندراجها من حيث تدري أو لا تدري ، في لعبة شق الصف العربي ، وما تتوهمه من أن فك الحصار ، يمكنه أن يأتي بتفاهمات مع اسرائيل ، ومع من تلوذ بهم اسرائيل ، من أجل ضمان أمنها ، فكل هذا أدخل حماس في دوامة ، ما عرفت في سياقاتها ، بأنها انما تدخل الفخ الذي تهيئه لها اسرئيل ، فالوهم بأن تهدئة وفتح معابر يأتي على أكف صواريخ ، وبأن بهذه القدرة الصاروخية يقام توازن رعب ، فيصبح من مصلحة اسرائيل في مرحلة ما ، أن تقر بأمر واقع تفرضه هذه الصواريخ وترضخ وتساوم ، بل وتعترف بحماس كطرف أصيل في الصراع ، فلا مفر من اعتراف بها ، وتفاهم معها ، والتزام بما يتم التفاهم عليه ، هو هذا بعينه الذي أنتج مسحة التضليل التي أذكت الغرور ، في نفسية قادة حماس وأمسكت بنواصي عقولهم ، الى اصرار على رفض تهدئة دامت ستة شهور ، على الرغم من ظهور اسرائيل بأنها تريد استمرار التهدئة ، فلقد توجه مندوبها الى مصر طالبا استمرار التهدئة ، وأعلنت عن رغبتها هذه بكل وضوح وشبه الحاح ، وعلى الرغم من نصائح الذين كانوا يرون اللعبة الاسرائيلية الى اين ترمي ، فلقد ظهر مشعل على شاشات الفضائيات ، يقول بكل وضوح الكلام ، بأن حماس لن تقبل استمرار التهدئة ، وكان هذا هو الموقف الذي لم تدرك حماس مخاطره ، وغير واعية ماذا يتخفى وراء عدم التزام اسرائيل بالتهدئة ، التي استمرت ستة شهور، التزمتها حماس على كل ما تعنيه نصوصها ، فقد كانت حارسة أمينة لحدود غزة مع اسرائيل ، فلم تسمح باطلاق صاروخ ولا قذيفة . والى هنا اسرائيل قد أعدت عدتها ، ففرصتها قد جاءتها بمكرها ، وبسوء ادارة الصراع من جانب حماس ، وبدأت الحرب فجأة بقصف من قاذفات اف 16 على مواقع حماس في قطاع غزة ، لقد ارادت اسرائيل بالمفاجئة ايقاع اشد الخسائر في صفوف جند حماس ومعداتها ، واستمر قصف الطائرات ، مستهدفا تدمير البنية التحتية للقدرة العسكرية الفلسطينية ، وأيضا تدمير البنبة التحتية للحياة بصورة عامة ، وتقدمت الدبابات وجنود المشاة على محاور عدة ، تتقدمها كثافة نيران علية الشدة من المدفعية ، ومن الطائرات على كافة انواعها ، فالأوامر كانت صارمة واضحة ، فكثافة النار وفي كل اتجاه ، وحدها التي تسمح بالتقدم الذي يضمن حماية أرواح الجنود الاسرائيلين ، فمن أجل أقل الاصابات في جنود الغزاة ، كانت كثافة النار مذهلة ، بحيث لا تقيم أية قيمة لحياة انسان ، فتدمير البيوت على سكانها ، وحرق الأرض أمام خطوات الجنود الاسرائيلين ، فكل ذلك كان أشبة بعملية تدميرية شاملة ، فكل قطاع غزة كان تحت المراقبة ، وكل تدمير متاح ، في عملية أريد لها أن تجلجل في كل واد ليعرف القاصي والداني ، الى أين يمكنها اسرائيل أن تذهب بقوتها العسكرية ، فيما لو كان هناك من يتطاول على أمنها ، لقد ألحقت اسرائيل خسائر فادحة في أرواح الفلسطينيين ، وفي ديارهم ، لكنها مع ذلك لم تستطع ايقاف اطلاق الصواريخ ، من جانب المقاومة الفلسطينية ، فهذه الصواريخ ظلت تزور أهدافها ، بكل حرية ، محدثة شللا في الحياة ، في كافة المدن أو المستوطنات الاسرائيلية التي قصدتها ، وأيضا لم يمكنها قوات اسرائيل على كل عتادها العسكري ، أن تزحزح أقدام الفلسطينيين الذي تصدوا لها بالنار ، لقد كانت مقاومة فلسطينيية ، جيشا فلسطينيا ، على قلة عتاده وامكانياته ، بقدرة ارادة أرغمت اسرائيل على التراجع عن احتلال غزة ، فقد كان يعني احتلال غزة تدميرها بالكامل ، فما أحدثته قوات اسرائيل في تل الهوى يؤشر على ذلك ، فلكي تتقدم قوات اسرائيلية ، فأو تقوم بتدمير كل البيوت على من فيها ، أو لا يمكنها التقدم من دون خسائر تلحق بها ، ولربما تكون على ما لا تطيقه اسرائيل ، فالمقاومة شرسة ، فهؤلاء أبناء فلسطين ، انتظروا فرصتهم ، وليسوا هم من يتراجع الى الوراء ، أمام قوات اسرائيلية تتقدم ، لقد حصل هذا في حصار بيروت وفي مخيم جنين ، وها هم الفلسطينيون ، على الرغم من وجودهم في ظروف تماثل السجن ، الا أنهم من أجل كرامة الوطن وعزته ، لا يمكنها عربدة قوة أن تثنيهم ، عن بذل أرواحهم ، من أجل حبهم الكبير . لقد أعلنت اسرائيل الحرب على غزة ، بتنسيق كامل مع ادارة بوش ، التي كانت في آخر آيامها في البيت الأبيض ، ولم يتردد بوش في الانحياز التام في مجرى الحرب الى جانب اسرائيل ، ومع نهاية عهد بوش وقدوم أوباما الى البيض الأبيض ، انتهت الحرب وانسحبت اسرائيل من غزة ، لتذهب وزيرة خارجية اسرائيل الى الادارة الاميركية ، لتوقع مع كونوليزا رايس مذكرة تفاهم ، بموجبها لا تظل اسرائيل وحدها تقيم سجنا كبيرا لقطاع غزة ، وانما تتولى مع اسرائيل دول أخرى في بناء هذا السجن ، فهي ليست مجرد مذكرة ، وانما بها آليات تدويل لمسألة السجن الضرورة لأمن اسرائيل ، والذي يتولى الحيلولة دون تسرب سلاح أو مواد لها صلة به الى قطاع غزة ، أو بعبارة أخرى أن تضمن دول حلف الاطلنطي لاسرائيل امكانية احتجاز الأمن الفلسطيني ، في دائرة من سيطرة ، تضمن الضعف للقدرة الفلسطينية بمنعها من التطور ، الى ما يؤهلها مناهزة اسرائيل ، أو حتى حماية الذات الفلسطينية ، من العدوان عليها من جانب اسرائيل ، لتبقى حياة أبناء فلسطين في قطاع غزة رهينة بيد قرار يتخذه جنرال اسرائيلي . ولقد يكون صحيحا ما قاله باراك ، من أن أهدافا للحرب قد تحققت ، وهي توجيه ضربة قاسية لحماس ، وتعديل ميزان الردع ، واقامة نظام لمنع تهريب الأسلحة لقطاع غزة ، لكنها الحرب هذه ، قد استنهضت مشاعر كراهية لاسرائيل اجتاحت العالم بأسره ، وأظهرت الحرب مقدار استعداد الجندي الاسرائيلي لسفك دم الأبرياء ، أطفالا كانوا أو نساء ، بلا أدنى ذنب اقترفوه ، فصور أشلاء الأطفال والأبرياء عموما قد أدانت اسرائيل ، وحفزت بكل دليل دامغ ، الى وصف اسرائيل ، بكل ما لم يخطر على بال اسرائيل ، فدماء الأبرياء شاهد التاريخ على حقيقة اسرائيل ، ثم ان ما قامت به اسرائيل ، لهو أكبر دليل على أن الفلسطينيين في خطر ، وانما هم أحوج ما يكونون، الى نظام دفاعي من أنفسهم ، وبأن قدرتهم الذاتية ، على حماية أنفسهم ، انما هي ضرورة أمن حياة ، وبأن احتجاز أمنهم بيد اسرائيل ، انما هو المرفوض أبدا ، بقوة ما دللت عليه هذه الحرب ، التي قال عنها مشعل ، بأنها كانت من طرف واحد ، ولم يفهم أحد منه لماذا أوقعته اسرائيل في الفخ ، فأنالها بجهله فرصتها الى تدمير غزة . ولقد يصح القول بأن المقاومة انتصرت، على أعتبار أن اسرائيل قالت ، بأن حربها انما للقضاء على امكانية اطلاق الصواريخ عليها ، فعلى طول امتداد الحرب ، فان الصواريخ لم يتوقف اطلاقها ، ثم ان اسرائيل لم تجرؤ على دخول المدن الفلسطينية ، بفضل قوة التصدى الشرسة ، التي تصدت بها المقاومة للقوات الغازية ، فالمقاومة كانت انسحبت من المناطق المفتوحة خشية الابادة ، وتحصنت بالمدن أي بالدور السكنية ، متصدية للغزاة ،غير متوقفة عن مواجهة النار بالنار ، ومنتظرة دخولهم الأحياء السكنية ، لتنزل بهم الخسائر الفادحة ، فهكذا وجه التحليل الذي يفضي الى القول بالانتصار ، فمجرد البقاء أحياء يعني الانتصار ، على اعتبارالكارثة التي حلت بالمدنيين وبالبنية التحتية لقطاع غزة ، بأنها ثمن الانتصار ، فهذا القول فيه تغافل عن أن اسرائيل وهي تبرر عدوانها بالصواريخ التي تطلق عليها انما تستغفل كل عقل ، ذلك بأنها كان يمكنها استيفاء التهدئة مطلوبها بفتح المعابر ، فلا تطلق صواريخ ولا غيرها ، ولكنها لم تفعل ، وذلك برغم أن المقاومة قدمت كل دليل على التزامها بالتهدئة ، فليست الحرب بذاتها من أجل كف الصواريخ عن السباحة في اتجاهها ، فالصواريخ علة اعلان الحرب ، لغة خطاب ذكي يجيد تمرير مقولاته ، ثم ان افتراض دخول اسرائيل المدن لبسط السيطرة عليها ،هو ما يعزز الاستنتاج بأنها كانت تريد دخولها فتراجعت ، وهو افتراض ساذج واعتباطي ، فكأن اسرائيل تركت يوما قطاع غزة من دون رصد كل حركة فيه ، فهذا القطاع تحت المراقبة الدائمة من الجو وبالصورة ، ناهيك الى الوسائل الأخرى التي تستعملها اسرائيل ، ولا تعلن عنها من مستعربين يصلون كل مكان ، وعملاء وأجهزة تنصت ، وما الى ذلك ، فلكأن الدافع الى حربها على غزة ، لم يكن بذاته معرفتها للقدرة المسلحة الفلسطينية ومدى خطورتها ، فكانت الحرب من أجل الحاق خسائر فادحة بها ، فدخول قوات اسرائيل المدن متصل بتدمير شامل لمساكن المواطنين ، وذلك تقليلا للخسائر في الجنود الاسرائيليين ، أو تكون خسائر كبيرة بينهم ، فلا هذه ولا هذه ، فالاختيار بذاته صعب ، وليس ما يرغم عليه ، فلم يكن احتلال غزة من جديد هدفا بذاته ، ليتم احتلال المدن ، ثم ان الانتخابات الاسرائيلية قاب قوسين أو أدنى ، فالخسائر والاصابات في الجنود ، تعني خسارة قاتلة في الانتخابات ، وقد أريد في جانب ما لهذه الحرب ، أن تصب في خدمة من اتخذوا قرار هذه الحرب ، وأداروا سياساتها ، لكن هدفا كهذا بذاته في دولة كأسرائيل هو هدف مترافق ، أي أنه الذي لا يمكن الحيلولة دونه ، حين يتم اتخاذ قرار الحرب ، ولا يكون بحال سببا لحرب . ومن الصحيح في ضوء ادارة حرب كهذه من جانب اسرائيل ، ما قاله باراك ، بأنه لا نصر مطلق ، ولا ردع مطلق ، وانما الحرب قد حققت أهدافها ، فهنا دور للآلة العسكرية ، ودور للسياسة في ادارة الأزمات التي أججتها الحرب ، وصعدت بها الى مرتبة الضرورة ، التي لا فكاك لأطراف دولية ، الا أن تدنو وتقترب من حاجات اسرائيل لتساعدها ، في اتمام ما لم تتمه الآلة العسكرية ، وهو استجماع قدرة تستكمل تحقيق أهداف الحرب ، وبالفعل فادارة بوش أعطت لاسرائيل ما تريد ، والوفد الأوروبي جاء الى مصر ثم الى اسرائيل ، ولم يذهب الى غزة ، ليبدأ البحث في ضمانات لأمن اسرائيل ، ومن بينها ما يضمن للفلسطيني في غزة حياة السجين المقيد في وطنه . ولقد فات أرباب العقل المطلق ، تمييز أهداف الحرب ، كما حددتها ادارة الحرب الاسرائيلية ، فالحرب تخدم مصالح عليا ، تندرج في سياقات استراتجية ، ومن تلك استدامة الانقسام في الصف الفلسطيني ، بل وتعميقة لتحقيق تمزيق حقيقي في القضية الفلسطينة ، وأيضا تعميق الانقسام في الصف العربي ، فهي الأهداف المترتبة على أهداف في ساحات القتال ، وهي بعينها المرادة ، فنفي القضية الفلسطينة ، بذاته نفي لكل ضغط دولي على اسرائيل ، يصب في اقامة دولة فلسطينية ، على أرض فلسطين ، وهو بذاته مساحة زمنية مفتوحة أمام المشروع الصهيوني ، للتمدد في الأرض الفلسطينية ، في القدس ، وفي المستوطنات في الضفة الغربية ، ولعله الدرس الذي وعته اسرائيل ، من عمق الفائدة التي انتفعت بها ، من جراء الانقلاب الذي قامت به حماس ، فلقد سهل لها الانقلاب مشروعها الصهيوني ، وأضاف ركوب ايران لحماس ، في ظهور فاضح لمحور متناقض مع محور في الصف العربي ، ما زاد في تغذية الانقسام ، ولهفة بني صهيون على هذا الانقسام ، بل الحرب بما نضحت به ، قد استولدت ، ببشاعة اعلام حماس حربا اعلامية على مصر ، الأم الحاضنة أبدا قضية فلسطين وهمومها ، ليس فقط من أجل عيون فلسطين ، بل لكون هذه القضية تشكل جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري ، وهذا كله ما حدا بقيادة الحرب على غزة أن تجعل من الحرب اضافة في هذا الانقسام ، فجانبت البحث عن نصر مطلق ، فلم تدخل سوى أطراف هذه المدينة أو تلك ، تاركة البقية تأتي ، حتى ولو بقول حماس بأن اسرائيل عجزت عن دخول المدن ، وبأن المقاومة كانت انتصرت بقوة ردع القوات الاسرائيلية عن احتلال كامل لغزة ، فخروج حماس من الحرب قادرة على السيطرة على غزة ، وبكل ما قدمته هي وكل الفصائل الأخرى ، من تضحيات وبينته من بسالة في مواجهة الغزاة ، هو بعينه ، ما يؤهل حماس في ظل التضامن العربي والاسلامي ، بل والعالمي .. منقطع النظير مع غزة ، الى غرور يعمي البصائر ، ويزيد في الانقسام ، فهو قوة مضافة في قدرة اسرائيل . ولعل هذا الفهم هو ما دعا فتح الى الالحاح على الوحدة ، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ، الذي وعى وأفصح عن فهمه بأن الحرب انما هي حرب على القضية برمتها ، وكذلك نايف حواتمه كان بليغا في فهم المخاطر ، وما تلح عليه من ضرورات وأولها الوحدة ، وأحسب بأن الوحدة ، هي أبلغ عبارة في التعمير ، وأفصح مواجهة للتدويل ، ويبدو لي بأن حماس تحتاج الى بلورة استراتيجبة جديدة ، تجعل من المشروع الوطني الفلسطيني القاسم المشترك بينها وبين كافة فصائل منظمة التحرير ، وتخرج بالكامل ، من كونها الفكرة التي تريد فرضها على الواقع ، فهذه التي تشكل لها لباب فكرها تستطيع فقط أن تنشىء وضعا محاصرا وفقط ، وهذا الوضع لم ولن يكون بحال في مصلحة حماس ولا الشعب الفلسطيني كله . ان حماس جزء لا يتجزأ من هذا الشعب ، ومن حقها أن تحلم وتأمل وأن تحيا طموحها كيفما شاءت، ولكن ذلك كله يحتاح الى صلة بالحلم والأمل في اطار من وحدة ، ثم انها لا مفر لها من قراءة واعية للعالم المحيط بها ، ولا بد من منهج جديد تتجدد به .. اسلوب تعرف به كيف تتفاعل مع الأخطار ، وتتدرج وتمضي الى ما تشاء ، ورأس الصفحة في هذا الأسلوب هو الوحدة ، فهي بالاضافة الى كونها منهل قدرة وبعث أمل ، فانها تسدل عليها وعلى أبناء فلسطين الهيبة ، فهي بذاتها التي تلزمهم جميعا ..الآن.. في مواجهة العالم الذي يطل عليهم ، وهي الوحدة التي يمكن بها اعادة بناء غزة ، وأيضا مواجهة التدويل الذي تستحكم حلقاته يوما في أعقاب يوم ، وذلك استكمالا لحلقات العدوان على غزة ، فالحرب على غزة قد بدأت وما العمل العسكري ، سوى المقدمة في كتاب يكتبه الساسة ، فالسياسة هي المطلوبة ، وليست الحرب ، وانما الحرب ضرورة تنشئة وضع ، يتيح للسياسة أن تمضي على قدميها ، ومسألة نصر أو هزيمة تتقرر في ترجمة الحرب الى ما كانت تمهد له الحرب ، فنحن على ما أرى ، بأننا بازاء تدويل لمسألة غزة ، فثمة سجن كبير يتم ترتيب شكلة ومكوناته على موائد دول أجنبية ، ضمانا لأمن اسرائيل، باستبقاء الضعف من نصيب أبناء فلسطين في غزة ، فحماس ربما تجد مصر تسمعها ، لكن أحدا ممن يقيمون السجن لغزة ، لن يأخذ رأيا لحماس ولن يسألها رأيها ، ومن هنا تتجلى الوحدة ، كضرورة واجبة على حماس ، فهذه الحرب انما هي حرب على صيرورة المصير لشعب فلسطين ، وهي في سطرها الأخير ، تستهدف احتجاز الأمن الفلسطيني في دائرة من الأمن الاسرائيلي . |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
أما آن لهذه العقلية أن تندثر
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين لم يزل السؤال لماذا تأخر المسلمون ، يستدعي الاقتراب بالعقل من العقل في منهجية ، تمحص ما أفضى ، وآل اليه هذا العقل ، بحال المسلمين في مدى مئات من السنين .. استنقعوا فيها تحت ضغط استبداد ، تشكل لهم بأثواب خدرتهم واستبقتهم ، في محل استنزاف ، وضعف راكدين في مكانهم ، يتأوهون من قلق ، ومن شظف ، ومن تعب يماص جهدهم ، وبالكاد يوفرون ، ما يستديمون به ، مقدرتهم على عيش ، ولا يملكون ما به يؤهلهم ، لحماية أنفسهم من الأغيار والأشرار الطامعين ،في جهدهم وفي ثروات بلادهم . ولقد يصح القول بأن الاستبداد كان شللا لارادة الحرية وقيدا على الفكر ، وهبوطا به الى ما لا يمكنه ، من اضافة في نمو حياة وتطورها . فالاقتراب من العقل العربي ، والاسلامي كما كان بحاله الذي كان عليه ، في تاريخ ركوده ، لا بما يمليه النص القرآني الذي لا يجيز له ركوده ، انما يستوجب اعادة تأسيس هذا العقل ، وفق منهج( منطق تناول الواقع ) ، يؤهله الى دوره في اعادة هيكلة الحياة والتاريخ ، في خلال جدل تفصح فيه علاقات العقل مع الطبيعة ، وفي داخل المجتمع عن حركة متصاعدة من نمو وتطور ، منقادة بالاضافة الدائمة التي ترفع من شأن الحياة ، وتوفر أسباب الأمن ، في سياق من الحرية ، تتدافع في خلال سيرها كل الطاقات في تعاونية بنائية ، تهيكل المجتمع في بذل وانتاج ، ينصب على سير في اتجاه غايات ، من الرفعة متصلة الحلقات في سياق زمني لا ينته . ولعل السؤال عن تأخر المسلمين ، بالضرورة ينطوي على اقتراب ، بالعقل من تاريخ المجتمعات ، بحثا عن كل ما يخلخل التماسك الاجتماعي ، ويستهلك الطاقات في تناحر يقيل المجتمع ، من مقدرته على النمو والتطور ، فمن هنا اللامفر ، من ادراك ، بأن اعادة تأسيس العقل ، لا تحتمل انفصالية ، فالمنهج هو المنهج ، الكل الذي على أساسه ، يتأتى تناول الحياة ككل ، لا أن تتناول قضايا جزئية منها وتذر غيرها ، فمثل ترك كهذا كمثل من يبني بيد ويهدم بيد أخرى ، فالقرآن الكريم كل لكل الحياة ، فوحدة المجتمع العربي والاسلامي ، املاء قرآن ، فبنيوية العلاقات داخل المجتمع ، يجب أن تتشكل في أنساق ، ما يجعلها مؤلفة في وحدة متناغمة ، خلوا من كل انفصالية ، فالتحريف في الدين ، وتسارع هذا التحريف في انتشاره ، يؤدي بالتالي الى جماعة ، لها مفاهيمها التي في جوانب كثيرة منها ، لا تتفق مع الدين الحنيف ، وهذا ما أصاب جماعات من المسلمين ، وأدى الى شيعة غارقة في تحريف ، هي بذاتها لا تقر به ، وانما هي تنفي بنفسها ، عن الذين زعموا بأنهم على الدين الحنيف ، حقهم في تبصيرها بالرشاد ، وقد نشأت هذه الجماعة عبر التاريخ ، كمناصرة لعلي بن أبي طالب ، في العراق ، وقد خذلته في جوانب من مواقفه ، ومن بعده لم يقرها أبناء الصحابة في الحجاز ، على ما كانت عليه من معتقدات ، لا صلة لها باسلام ، وتخلت هذه الجماعة في مرحلة ما عن الحسن ، وتخلت عن مسلم بن عقيل ، وتركت الحسين يلقى مصرعه ، من دون أن تكون الى جانبه ، وهي تدري أي مصير كان في انتظاره . وقد تشكل من بعده حزب التوابين ، واجتمع قادتهم في منزل سليمان بن صرد ، وأعلنوا ندمهم على تخاذلهم في الدفاع عن الحسين ، وأقسموا على الأخذ بثأر الحسين وأمضوا الفترة بين 61- 64 هجري في استمالة المؤيدين وجمع الأسلحة ، ويصف الطبري فعلهم هذا " كان أول ما ابتدعوا من أمرهم سنة احدى وستين ، وهي السنة التي قتل فيها الحسين رضي الله عنه ، فلم يزل القوم في جمع آلة الحرب ، والاستعداد للقتال ودعاء الناس ، في السر من الشيعة وغيرها ، الى الطلب بدم الحسين ، فكان يجيبهم القوم بعد القوم " . ولقد يكون مذهلا ، بأن يتكشف منطق تناول الأمور على نحو كهذا ، في جماعات شيعية في بدايات هذا القرن من الزمان ، سعت بسفك الدم والتشريد الى تطهير الجنوب العراق من أهل السنة ، وقد بدت بأفعالها وملفوظاتها ، وانتماءاتها ، كعقلية كهذه ، منسوخة من ماض في حاضر ، ما يدلل على أن هذه العقلية ظلت تتقلب في الزمان ، كما هي ، فاذا انضاف اليها شيء ، فهو في نطاق مقولاتها ، ما أجج في وعيها رغبة في الانتقام ، ورغبة في نفي الآخر ، وهو ما أضاف خلخلة وتفككا ، في البنية الاجتماعية ، كما كان شأنها في زمان مضى . وهذا بالضرورة يستدعي اطلالة تمحيصية ، على مجرى هذه العقلية ، وعلى مبعثها في هذا الزمان ، فهي العقلية ، التي ما أن أطلت ، حتى أدلت بما بها ، وبما هي عليه ، ولم يمكنها ستر حقيقتها بعد كل هذا الذي دلل عليها ، بأفعالها التي فعلتها في العراق . ويعود مبعث هذه العقلية في هذا الزمان الى الزعيم الروحي للشيعة في ايران ، وهو الامام روح الله موسوي الخميني .. فأما الاسم الخميني ، فنسبة الى قرية (خمين) ، فمنها جاء ، ولم يكن اسمها كذلك قبل الفتح الاسلامي ، بل لحق بها بعد ذلك ، وحكاية الاسم يرويها ( الطاهري ) ، في كتاب له كتبه عن الخميني والثورة الاسلامية في ايران ، ويذكر بأن كلمة خمين مكونة من كل كلمة (خم )وهي فارسية ، وتعني بالعربية (جرة) ، والمثنى منها ( جرتان ) ، وبالفارسية ( خمين ) ، وكلمة ( خم) عند أهل فلسطين تعني ( قن الدجاج) ، وتعود قصة اسم خمين الى ذلك الوقت الذي نزل فيه أبوعبيدة الجراح ، ذلك المكان ، مع جيش من الفانحين العرب حملة راية الاسلام الى بلاد فارس ، وكان يطارد فرقة من الفرس كانت تقودها ابنت يزدجرد آخر شاهنشاه ( ملك الملوك ) ، من السلالة الساسانية التي ، تراجعت منهزمة أمام المسلمين ، وبعد مطاردات مضنية قادها أبوعبيدة الجراح ، في تلك المنطقة ، استقر به الحال منتصرا ، فجمع أهل القرية ، وكان قد أعد لهم جرتين واحدة ملأها من عصير فواكه في تلك المنطقة وأخرى من عرق (خمر) ، كان عتاد أهل القرية عليه، وعرض عليهم الاسلام ، فمن يسلم فليشرب من جرة عصير الفواكه ، ومن شاء البقاء على دين يدين به فله شرابه الذي يختار ، ودخل أهل القرية دين الاسلام ، ومن يومها والحكاية على ألسنة الناس ، وألزموا القرية باسم (خمين ) ، ومن هذه القرية جاء روح الله موسوي الخميني ، الذي في تسلسل نسبه ، على ما قيل ، يصل فرع نسب من علي بن أبي طالب ، وحفظ القرآن وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره وانتقل فيما بعد الى قم ، ومرت الايام واذا به المتفوق الذي يتم تنصيبه شيخ مشايخ قم ، لتمر الايام ويحمل على عاتقه قيادة المعارضة لحكم الشاه ، التي تسعى الى حكم الاسلام في ايران ، ومع تفاقم الصراع في الوطن العربي بين قوى الحرية الرامية الى طرد الاستعمار من المنطقة العربية ، وبروز التحادد بين مناهضة الاستعمار من جانب وبين الاستعمار ومن والاه ، تحاددت العلاقات بين قوى الثورة في العالم العربي ، وبين الشاه كداعم لاسرائيل وغارق حتى أذنيه في الحضن الاستعماري ، في وقت كانت المعارضة بقيادة الخمينيي مستعرة ، ومن هنا ومع نهاية الخمسينيات وبداية الستينييات من القرن الماضي ، اتهم الشاه الخميني بأنه يتلقى مساعدات من جمال عبد الناصر ، ووقف الخميني يرد على ذلك بقوله بأنه لأشرف له ذلك ، مما يفعله الشاه من ارتماء في أحضان أميركا الشيطان الأكبر ، وليس الى هنا وفقط ، وانما في مستقبل أيام الثورة الاسلامية في ايران ، نجدها تتلقى الدعم من معمر القذافي ، ومن قيادات منظمة التحرير وعلى رأسها فتح وياسر عرفات ، فأحمد أبن الخميني تدرب في معسكرات فتح ، ناهيك الى العراق واحتضانه لكل جماعات الخميني ممن هرعوا الى العراق ، بما فيهم الخميني الذي فارق ايران الى العراق في 1965 ، وبقي هناك الى 1978 ، فاذاك سافر الى فرنسا ، ومن هناك عاد منتصرا الى ايران . ولقد وجد الخميني من العراق كل احتضان ومساعدة ، على الرغم من كل توتر بين الشاه والعراق . وفي أعقاب حرب عام 1967 التقى محمد باقر الصدر ، الخميني في النجف ، وهناك تدارسا أمورا تهمهما ، ومن بين ما تداركه محمد باقر الصدر في ثورة الخميني ما يمكن قراءته في نصيحته له ، وقد كان فرغ من كتابه ( اقتصادنا ) ، اذ أشار على الخميني أن ينشعل هو وجماعاته ، في دراسة نظام الحكم وتفاصيله ، وايلاء ذلك اهتماما كبيرا ، وفي اليوم التالي ، كان الخميني ، يعطى درسه لتلاميذه عن (ولاية فقيه ) ، وقد تتالت محاضراته في هذا الجانب ، وفي عام 1978 غادر الى فرنسا ، وهناك قام بطباعة كتاب ( الحكومة الاسلامية ) ، وهو الكتاب الذي عرف فيما بعد ، باسم ( ولاية فقيه ) ، وعلى اساسه قام نظام الحكم في الجمهورية الاسلامية في ايران ، وذلك عام 1979 . وبعودته الى ايران وسقوط نظام الشاه ، لفت الخميني أنظار العالم اليه ، وكان يمكنه أن يكون عاملا مؤثرا ، في اعلاء كلمة الاسلام ، وفي المساهمة في خلاص الامة الاسلامية من بؤسها ، وذلك بجمع كلمة المسلمين على التعاون والبناء ، وحل مشكلات التنمية البشرية ، وما الى ذلك مما يسهم في بعث لبنات حضارة ، تؤثت لميلاد آخر في ربوع الجغرافية الاسلامية ، الا أن كل ذلك كان يحتاج الى فكر وحدوي وفكر حرية ، وفكر جمع واستواء على كلمة واحدة ، بمقدرة واعية تلتفت الى المستقبل ، لكنه الذي حصل كان ينم على ما تيسر وعلى ما يلح من فكر مشتق من معتقدات ، قد حان ظهورها على السطح ، فثمة ما يعززها ، من اقتصاد وقوة ، ومكانة ، فكل هذه قد توفرت ، ويمكن الاندياح الى دوائر أوسع ، فايران بما بها ، يمكنها أن تسعى الى تصدر قيادة العالم الاسلامي ، ولقد عبر عن ذلك الخميني ، الى من كانوا حوله في الطائرة التي عاد بها الى طهران منتصرا ، اذ قال ، بأنه قد حان الوقت للفرس أن يتهيأوا لقيادة العالم الاسلامي . كانت الأجواء التي رافقت عودة الخميني ومغادرة الشاة ، أجواء فيها كثير من المجهول ، عن حقيقة المعتقدات والفكر الذي يحرك ، ما أسهم في الوطن العربي ، وخاصة لدى الفلسطينيين ، بتكوين رأي عام مضلل ، فقد كان الحساب البسيط ( فكل قاس ما يراه في الفضاء العام ، على ما يعرفه هو عن الاسلام ) ، يدل على أن نصيرا كبيرا ، قد جاء الى قضية الثورة ضد الاستعمار ، وبأن الحرية سوف تجد معينا مساندا وقويا ، وبأن غروب الشاه ، انما هو غروب رجعية ومرتكز استعماري في المنطقة ، يا طالما شكل خللا وتهديدا معيقا أبدا درب الحرية والتحرر ، فقد كان النصير لاسرائيل ، والعميل المنقطع النظير لأميركا ، فسارع ياسر عرفات الى اشغال مكان السفارة الاسرائيلية التي فر من فيها الى اسرائيل ، وسارع القذافي الى التهنئة بالثورة ، فقد كان سندا بغير حدود لها ، وكما ياسر عرفات ، وحاول أن يذهب الى طهران ، ومثله صدام حسين أراد أن يذهب للتهنئة ، الا أن الفكر الكامن خلف كل تلك الستائر التي حجبت البصيرة عن رؤية ما هو قادم ، قد كان يتململ ليطل ، فقد جاءته فرصته ، واذا بياسر عرفات يتم طرده من السفارة التي ظنها أصبحت سفارة فلسطين ، وكذلك القذافي لم يستجاب لطلبه ، بأن يتم استقباله في طهران ، ومثله صدام تلقى جواب اللا أهلا ولاسهلا ، وبدا وجوم حائر يفتش له عن جواب ، فثمة شيء في النفس راح يتساءل ، فماذا يدعو الى كل هذا ، وكيف يتفق هذا ، مع تعزيز الآمال التي تعلقت على هذه الثورة ، لم يخطر على بال عامة الناس ، وكذلك الذين حسبوا الاسلام على وعيهم هم بالاسلام ، بان المنطقة مقبلة على كوارث ومصائب لم تعرفها في زمن التتار ، ولم تراها في حروب صليبية ، ولربما شهدت مثلها في محاكم التفتيش في اسبانيا ، فلقد أطل الخميني على المشهد بمدد من مال وسلاح لجلال الطالباني والبرزاني لاثارة القلاقل والاضطرابات في داخل العراق ، ما أثار توترا شديدا مع نظام الحكم في بغداد ، وأتبع ذلك في ظهور تلفزيوني ، قال فيه الخميني بأنه " ... سوف يحتل بغداد في غضون أربع ساعات " ، وسرعان ما بادر بني صدر رئيس الجمهورية الاسلامية آنذاك بتصريح قال فيه بأنه " .. لا يستطيع أن يوقف زحف الجيش الايراني على العراق واحتلاله بغداد اذا ما أراد الجيش ذلك " ، وقد سبق كل هذا اطلالة للخميني يطالب أهل العراق بأن يشعلوا على رؤوس بيوتهم مشاعل عصيان مدني ، وكانت تلك نذر قلق وتوتر ، بدأت تلوح في الأفق ، وكانت تلك البداية التي تلتها حرب مدمرة ، أكلت الأخضر واليابس ، فقد كان طعامها ثروات البلاد والشباب وانشغال العقل بالدمار بدلا عن العمارة ، وكان المتخيل في الأحلام لو أن الخميني ، دعا الى تعاون في بناء علم وازالة فقر في عالم اسلامي ، فهذا كان يمكنه أن يكون الاضافة التي بها تعلو الأمة الى أعلى ، لكنها كانت الحرب الدمار التي انتصر فيها العراق ، لكنه الكيد لم يتوقف الى هنا ، فقد وجدت ايران في شيعة العراق امتدادات ، لاستمرار مكرها في سعيها الذي لم يتوقف ، في مجرى تصديرها للثورة التي بها اشعل الخميني النار بين المسلمين ، بدلا عن معادلة تجمع بينهم على خير ، وكان في العراق محمد باقر الصدر ، صديق الخميني الذي كان أسس حزب الدعوة ، وراح بكل تآمر يسعى الى ما يظنه يقوض نظام الحكم في العراق ، ووجد هذا الحزب الآن فرصته ، فكل دعم من سلاح ومال يمكنه أن يحصل عليه من ايران ، ولم يكن وحده ، فكل الصفويين ، وكل الغارقين في الطاعة العمياء لمدرسة قم في ايران ، ويرون في الخميني الامام الذي جاء ، فلم يترددوا في أن يكونوا امتدادا لايران في فعل كل تخريب ، به تتم مناهزة نظام حكم سني ، سعيا وراء اسقاط هذا السني واستبداله بآخر شيعي تابع لمركزية آيات الله في ايران ، فكان من ذلك ما قام به حزب الدعوة من محاولة اغتيال صدام حسين في الدجيل ، ومؤامرات ودسائس ، مبررة بفكر مشتق من عقائد تصب ، في فعل مجسد بخراب وسفك دم مسلم ، لا ذنب له ، سوى أنه الآخر الغير مطابق بفكره ومعتقداته ، لمن أباحوا سفك دمه ، وليس هذا وحده ، فالخميني صاحب مقولة الشيطان الأكبر ( أميركا) ، والشيطان الأصغر ( اسرائيل ) ، أجاز وحلل كل تعاون نتيجته استيراد أسلحة من اسرائيل ، وذلك في غضون الحرب العراقية الايرانية ، ومن أجل بلوغ أهداف في تصدير الثورة ، وأهدافها الرامية الى نفوذ في دائرة ، من السيطرة ، على القرار الصادر ، من أعلى رأس في العراق ، وجدت ايران الثورة الاسلامية في اتباعها في العراق ، فرصتها الى تقديم كل الخدمات لأميركا في حربها على العراق والرامية الى اسقاط نظام الحكم في العراق ، فبعد أن وضعت الحرب الأولى على العراق أوزارها ، تدفق الايرانيون من كل جانب ، وانضافوا الى زمرهم من العمائم السوداء الغارقة ، في الولاء لآيات الله في قم ، وبدأت عملية واسعة النطاق ، في جنوب العراق تستهدف السيطرة على مقاليد الحكم بهدف اسقاط صدام حسين ، وكل ذلك جرى في ظروف هزيمة قاسية للعراق ، وتحت عباءة أميركية ، وكانت المجازر في كل ناحية ، والفظاعة في سفك الدم كانت تنقاد بعمائم سوداء ، تتخذ من بيوت الله ، وما يدعونه بالعتبات المقدسة وغيرها ، مراكز ادارة وتنفيذ لكل جريمة ، التي بسردها يذهل العقل عن نفسه ، ولا يقر بأن ما تراه عيناه ، انما هو الذبح بيد تحمل القرآن ، وتسفك الدم بيد أخرى ، فماذا عقلت هذه اليد القاتلة من كتاب الله ، ومن الاسلام ، وماذا وكيف يمكن سلخ الفعل ، عن عقلية تدبر وتخطط على أوسع نطاق وبكل ما أمكنها ذلك ، فما هو هذا الدين ، وما حقيقة ما تعقله من هذا الدين غير ما تدل عليه أفعالها وانتماءاتها ، أفلا تدل الأفعال التي هي في حقيقتها نتاج تخطيط وتدبير وتنفيذ ، بادارة قائمة عليها ، على عقلية وعلى نفسية ، وتشكل حاكمية يمكن بها الحكم على العقل وعلى النفس التي دبرت ، والاستنتاج منذ ذلك ما به يمكن تعريف معتقداتها على حقيقتها ، في عملية فرز يمكن الانتهاء بها الى تكوين حكم . فما تراها الغاية من كل ذلك ، وهل لغاية كتلك صلة بدين حنيف .فاذا أعداء الله يستنكفون أن يفعلوا الجريمة على هكذا وجه ، فما تكون حال نفوس تفعلها . واذا كانت القومية الفارسية تسربلت ، ولا زالت ، مظاهر من تعصب لدين يتوهمونه بأنه دين الاسلام ، ويعجب الراسخون في العلم من جملة التناقضات السافرة الوجه مع هذا الدين ، وما نص القرآن عليه في آياته الكريمة ، فان القومية الفارسية ، أشهرت في عربستان ، ولم تزل تشهر ، كل قهر وكل عنف وكل بطش في خدمة سيطرتها على هذه المنطقة العربية ، التي دانت عبر التاريخ للعرب ، ولم تزل تصرعلى عروبتها ، برغم كل محاولات الطمس لهويتها العربية ، فهذه الجغرافية المسماة عربستان انما هي عربية ، وقد أعطاها الانكليز للشاه ( رضا شاه ) ، في خلال ظروف الحرب العالمية الأولى ، ومن يومها لم تنقطع العملية الجائرة الهادفة الى محو الهوية العربية لعربستان ، وبكل وسيلة ، ولم يكن التمدد الفارسي في عربستان وحدها ، ففي عام 1970 قامت ايران باحتلال جزر عربية ثلاث هي جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ، ولقد كان يقال من قبل هذه الهيمنة بأن الخليج عربي والآن يقول الفرس بأنه فارسي ، فلماذا ملامح دين رحيم لم تطل من وجه فارسي على أبناء عربستان ، وخاصة بأنها ثورة اسلامية ، وجمهورية اسلامية ، فلماذا الاسلامية لا وجه لها في سكب حرية ، في النطاق الغائب فيه هو الحرية ، ولماذا تغييب الحرية يتم بارادة دولة هي من أسمت نفسها جمهورية اسلامية ، فأهل عربستان مسلمون ، فمحو الهوية العربية ( مع أن العربية لغة أهل الجنة) ، ليست دعوة اسلامية ، وانما هي القومية الفارسية التي تتستر بعباءة ولحى ، وانما هي الامبراطورية الساسانية في أعماق الوعي الفارسي هي التي تملي ، وهي التي تحرك ، وتبرر ، ففي خلال التوتر الذي سبق الحرب الايرانية العراقية ، قال بني صدر ، رئيس الجمهورية الاسلامية ، بأن بغداد كانت لايران ، فهو اذن تاريخ الكفر الذي ينطق بلسان الجمهورية الاسلامية ، وليس الاسلام بأية حال . فاذا كان تشابك المصالح بين الفرس والانكليز ، قد أدى الى توسيع جغرافية ايران ، وأتاح فرصا كبيرة للهيمنة الفارسية ، وامتدادا جغرافيا على طول مياه الخليج العربي ، فقد جاءت أحضان الشيطان الأكبر ( أميركا ) على حد تعبير الخميني ، في الحرب الصليبية على العراق وأفغانستان فرصة آيات الله في قم ، لكسب جديد ما كان يمكن كسبه ، من دون تبعية لقوى استعمارية ، ومن دون ترجمة هذه التبعية في تقديم الخدمات اللازمة لهذه القوى الحاقدة والطامعة ، التي حزمت أمرها باعلان حرب تسعى بها ، الى غايات من نهب وسيطرة ، فهي حرب غير المسلمين على المسلمين ، واليها انحازت الجمهورية الاسلامية بكل ، مطلوب لنجاح الغزو ، وقد عبر عن ذلك بصريح العبارة ، خاتمي ، اذ قال : " تعلم أميركا بأنه لولا ايران ما كان يمكنها أن تحقق ما حققته في العراق وافغانستان " ، فلقد دمرت الحرب العراق ، ناهيك الى الحرب المدمرة في افغانستان . لقد أحالت الحرب العراق الى خراب ، وبذلك تم تحطيم الأمن القومي العربي ، ولم تعد ما تخشاه اسرائيل من جهة الشرق ، بل اسرائيل بكل مخابراتها ، وتجارها وكل الحرامية التي أمكنها توظيفهم ، طارت بهم الى العراق تحت جناح الغزو ، والسيطرة الاميركية ، ولم يزل الصوت عاليا ، لم ينقطع في ايران ضد اسرائيل ، فكيف فهم هذا الذي جرى ، وكان دور الجمهورية الاسلامية فيه ، دورعدو لمسلمين وخادمة لاسرائيل ، وهي خدمة ما كان يمكنها اسرائيل أن تقدمها لنفسها بنفسها . فما هو هذا الايمان باسلام الذي يملأ فضاء القلوب والعقول في قم ، والذي ييسرها الى كل هذه الخدمات لأعداء المسلمين ، كما يحلو لخامنئي وصفهم . وكيف استحالت قوات ( القدس ) ، وفيلق ( بدر) ، الى موظفة في ذبح أهل السنة من المسلمين في العراق ، وذلك في عملية تطهير طائفي واسعة النطاق ، وتشريد من مناطق الجنوب ، فما صلة كل ذلك ببدر وبفلسطين أم أن الأسماء ، يمكنها أن تكون غطاء لنقيضها ، ولكل ما ليس فيه ما يدل عليها . بل هو العار على القدس والحرية ، أن تكون موصولة باسم جماعات مجرمة بحق المسلمين كهذه ، وانه لأفظع سباب للاسلام أن تحمل جماعات لصوص وجريمة مثل هذه اسما كريما كبدر . ولعل فكرة الجنوب الشيعي في العراق ، وما أملته من تطهير طائفي ، ونزعة الى فدرالية ، في بواطنها ، ما يكفي من تدحرج بآليات تؤدي الى تقسيم العراق ، منساقة بعقلية مسيرة بفكر ممتد ، في أطماع وطموحات ايرانية ، انما تتجلى باطلالة مستقبلية على رغبة عميقة ، في توسيع السيادة الايرانية ، ناهيك الى ما يشكل لباب المعتقد الشيعي الذي يقود كل ذلك ، ويملي نزعة الى سيطرة على العتبات المقدسة ، لتحويلها الى ما يشبه الكعبة المشرفة لدى أهل السنة ( وفق تصورهم ، فكأنما الحج ليس قرآنا ورحمة لكل مسلم ) ، فهناك حجيج ، وهنا مواكب من البشر تحج أو تزحف الى مواسم الردح واللطم في كربلاء . فهذا هو ما يفسر الجريمة الواسعة النطاق التي استهدفت أهل السنة في الجنوب ، والتي لا لم تعرف وجها لانسانية ولا لدين الاسلام فيها . فتطيهر الجنوب من أهل السنة ، ثم جعل الجنوب اقليما ضمن فدرالية ، على أن يكون بحكم الدستور ، شبه مستقل بذاته عن العراق ، ثم اندماج تدريجي بالنظم في ايران ، يترافق ذلك مع حركة واسعة من كل مكان في ايران من والى العتبات المقدسة ، وخاصة حين يتم جعل هذه المقدسات لدى الشيعة مزارا ميسرا، تتوفر له كل امكانية الترغيب به والتسهيل اليه ، ثم تأتي في زمن لاحق مرحلة تاريخية ، لم يعد فيها فرق بين أن تكون في جنوب العراق أو أن تكون في طهران أو قم ، ويسهل عندها الدمج الكلي بقرار حر من أهالي الجنوب ، مؤيد بموافقة شعبية تأتي ضمن استفتاء شعبي . فبذلك تكون ايران وضعت يدها على بترول الجنوب ، وعلى مركزيتها كدعوة شيعية بين يديها وتحت سيادتها ، كربلاء والنجف ، حيث كان مصرع الحسين ومزار علي بن ابي طالب ، وتصبح من وجهة نظر شيعية في مقابل السعودية التي ترعى الحجيج ، الى بيت الله الحرام وتحرسه وتوفر له امكانياته . وليس الى هنا وفقط ، بل نظرات الفرس المطلة من عيون تتزيا باسلام ، ممتدة الى حيث هناك جماعات شيعية ، وتتربص ليكونوا لها جسرا الى هيمنة وفكفكة لسلطة وحكم عربي ، وليس أدل على ذلك من تململ في مناطق معينة من الجزيرة العربية ، وما يتكنفها من هواجس ، وأيضا ذلك المشهد الذي صيغ باحكام وظهر عليه حسن نصرالله في غضون الحرب على غزة 2009 ، فخلفية الصورة وعليها كلمة الحسين ، وطريقة الكلام التي تحدث بها وما بها من ملامح شيعية وايماءات ، مثل " هذه كربلائة " ثناء على موقف هنية من رفض للاستسلام تحت أي ظرف ، وما شحن به ألفاظه وهو يدعو جيش مصر الى التحرك ، وأيضا الجماهير المصرية . لقد بدت الكراهية من فمه بكل مكنون في صدره ، وهي التي وجدت فرصتها ، ولو كان انفعاله الجارف ، انحيازا بالفعل الى كل عمل مقاومة ، لما سارع حزبه الى التنصل ، من طلقات معينة جاءت الى اسرائيل عبر الحدود اللبنانية ، أو لفعل عينيا ما يؤيد المناصرة في الوقت الحرج ، وفي مقدوره أن يفعل ، لكنها مصر كانت هي المقصودة بالهجمة الفارسية الرامية الى فوضى تعمها ، فتنشغل بذاتها فتنزاح من أمام التمدد الفارسي في المنطقة العربية . فمن هذه السردية لمجرى تاريخ مر أمام أعيننا وكابدناه ، نتوصل الى أن قراءة الواقع بكل ما ينضح به من متغيرات واستشفاف حقائقه ، انما هي الضرورة اللازمة للاجابة على الاسئلة التي تعلو متساءلة عن أجوبتها ، ولا بد من الاجابة ، لا باحالة الجواب ، على ما له صلة بواقع مضى ، ولربما ينم على واقع قائم ، ولا بمعزل عن رؤية مستقبلية لحال أمة يتوجب أن تكون عليه ، فنحن بكل ما نراه ماثلا أمامنا ، لا يجب أن يطالبنا أحد بأن نسمي الأمور بغير أسمائها ، فالقرية التي جاء منها الخميني ، قد حملنا لها - نحن العرب - الاسلام ، فمن أجل أن نصل بدعوة الاسلام الى هناك ، جرت دماء رهنت نفسها في سبيل دعوة الله ، فلم نفعل ذلك من أجل أن يأتي من هناك من يسفك دمنا ، باسم هو على قناعة تامة بأنه الاسلام ، وبأنا نحن على ضلال ، وما يدري ، بأنه بفارسيتيه قد قلب المفاهيم ، واستحال بها الى ما يعينه على تحقيق فارسيته ، فنحن بصريح القول بازاء قومية فارسية في مواجهة قومية عربية ، وبازاء تحريف في الدين قد صاغته الفارسية على مقاسها ، وجعلته نافعا لها في خدمتها ، وفي تطلعاتها ، وهذا التحريف يسفر عن أقنعته ، وبكل سفوره ، يقدم نفسه على أنه الأحق بالاتباع ، فنحن وجها لوجه . ما يفيد بأن نذيرا ينذر بتشويه تفتلت عضلاته ويزمع على التوسع في نشر زيفه ، فلا بد من حمل راية الدين الحنيف في اطار زحف لا يتوقف ، في الدعوة الى الله على الوجه الصحيح ، الذي يتصدى لهذا التحريف وهذا الزيف ، ويبدو بأن هذه هي مهمة القومية العربية ، فهو الله الذي أنزل القرآن باللغة العربية ، فهذه القومية العربية ، يجب أن تعود كما كانت ، تحمل أعباء رسالة السماء ، الى بلاد فارس من جديد ، بل والى الدنيا كلها . لقد كان العرب بحملهم الرسالة السمحاء يمثلون مادة الاسلام ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الاسم الذي لا يحتمل سماعه ، أولئك الشيعة الآتون بذبح الى أهل السنة في العراق ، فالقومية العربية هي جوهر الاسلام ، وعلى ما يبدو كانت هذه هي مهمتها ، وقد جاءت ثورة الخميني ، لتوقظها من سباتها ، لتجدد دورها التاريخي الذي كان هو دورها والذي هو في انتظارها . |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
انا لا ابالغ عندما اصر واصر ان هذا افضل واروع ملتقى رأيته .....رزق الله القائمين عليه والاعضاء الجنة بغير حساب .آمين
|
رد: يا حايسه في الفيزياء،، هل تريد تكون العضو المميز؟
يا حايسه في الفيزياء،، هل تريد تكون العضو المميز؟ ========== ادري ان انتو تحبوني بس مو لدرجة انكم تسمون الموضوع باسمي هههه :laughter01: مصدقه نفسها
اللـــــــــه يعطيكم العافيه وعساكـــــــــم دوم على القوه واكيد اللي بياخذ اللوسام اكيد انه يستاهـــــل :a_plain111: دمتم بود :) |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
تحريف النشيد
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين الهوية الوطنية تعبر عن نفسها ، بكل ما يضيف مكانة وعزة وكرامة وفخرا ، للذي هي هويته ، وبكلمات والحان مثل النشيد الوطني ، فهو ينطق بما هي ويملأوها عنفوانا ، وعزما واصرارا على رباطها بوطنها ، وبما هي عليه من استعداد دائم لتكون الحامية لهذا الرباط ، فنشيد " موطني " حين يقول به اللسان فسرعان ما يتكامل الانسان، بكل مكوناته النفسية والعقلية ، في عملية التزام ذاتي حيال رباطه بوطنه ، ولعل الانفعال ، وتفتق الذهن ، وعناق الآمال في الحرية ، ورفض الواقع المرير ، وتدفق العزيمة بكل اصرار على تجسيد الحلم ، انما يستشعره كل قارىء لنشيد هويته الوطنية ، مهما وكيفما كان مطلوبه ، فاسترخاص الحياة فداء لحرية الوطن ، والاستعداد بلا حدود لبذل النفس والمال ، هو بعينه تعبير الهوية عن ذاتها ، وكما هي في تشكلها في تكوين الانسان والجماعة الانسانية ، وانظر الجموع الشعبية وهي تنشد معا نشيدها الوطني ، فترى اليها وكأنها تحقق وحدتها ، فهي وحدة واحدة ناطقة بهويتها ، ولهذا وجه دلالة على أن هذه الجموع ، لو تظل دوما لصيقة هويتها في أقوالها وأفعالها ، لكانت في مجرى حياتها كلها عين هويتها وعين وحدتها ، وتمضي في الحياة وبالحياة ، وكأنها كتلة واحدة متلاقصة متكاملة ، فلا ما يقيلها عن تكافلها وتكاملها في سيرها ، فالنشيد الوطني وعي بمنطوق هوية هو كلمات لها ، بأن يا أبناء الوطن تكاملوا ، كما يتكامل لكم الوطن في وعيكم ، فهو تلازم ضرورة سير ، بالزام هوية . فالوطنية انتماء ، وهوية هذا الانتماء هي الرباط الذي يربط انسان الوطن بوطنه ، فالوطن والانسان والوطنية صلات المنتمي الى ما ينتمي اليه ، وهذه الصلات في مجملها ، وفي كل تجليها في النفس وفي العقل وفي الوعي والسلوك ، انما هي الهوية واملاءاتها التلقائية بعين وجودها ، في موجودية ، انوجدت في كينونية التلازم بين الانسان ووطنه فلسطين . وما استعداد الانسان للتضحية بكل ما يملك ، بما فيها حياته من أجل الدفاع عن رسوخه في وطنه ، الا عين منطوق الهوية في الذات الانسانية ، وما تؤدي اليه من هذا البذل الذي يطال كل غال ، من أجل تثبيت هذا الرباط بين الانسان ووطنه ، فهي الهوية التي لا يعلو عيها رباط ، فهي أو تكون أو لا تكون ، فأن تكون يعني أن يكون الرباط بين الانسان ووطنه ، وأن لا تكون يعني نفي هذا الرباط . فالنشيد الوطني ليس توصيفا نثريا أو شاعريا أو فلسفيا لواقع يموج به الوطن ، وانما هو الوطن كما هو بما يعنيه في الفكر وفي الروح وفي الوجدان ، فهو الجمال والبهاء والسناء ، وهو بكل العواصف التي تهب عليه وتعصف به وتقصف زيتونه ورمانه وتينه وانسانه ، انما يستولد الرفض لكل هذا ويستدعي انسانه الى تحقيق آماله في الحرية ، ليعود غانما منعما وهائنا مكرما ، فالرفض في سيرورته متصل بصيرورة بالآمال التي ينسكب على جنباتها جمال الوطن ، بكل روعة يعنيها في مكنون النفس ، فلا يمكنها كل الزوابع ، بكل أشرار الدنيا وما بهم من شر، أن تنال من هذا الجمال الراسخ ، بكل معانيه في انسان الوطن . وهنا هو النشيد الوطني الذي كتب كلماته ابراهيم طوقان : ( مَــوطِــنــي.. مَــوطِــنِــي / الجـلالُ والجـمالُ .. والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ / فـــي رُبَــاكْ.. فــي رُبَـــاك /والحـياةُ والنـجاةُ .. والهـناءُ والرجـاءُ / فــي هـــواكْ.. فــي هـــواكْ / هـــــلْ أراكْ .. هـــــلْ أراكْ / سـالِماً مُـنَـعَّـماً .. وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً /هـــــلْ أراكْ .. فـي عُـــلاكْ/تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ .. تبـلـغُ السِّـمَاك/مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي/مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي/ الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ.. أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ/نَستقي منَ الـرَّدَى .. ولنْ نكونَ للعِــدَى/كالعَـبـيـــــدْ .. كالعَـبـيـــــدْ/لا نُريــــــدْ .. لا نُريــــــدْ/ ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا .. وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا / لا نُريــــــدْ . بـلْ نُعيــــدْ / مَـجـدَنا التّـليـدْ .. مَـجـدَنا التّليـدْ / مَــوطِــنــي .. مَــوطِــنِــي / مَــوطِــنِــي.. مَــوطِــنِــي / الحُسَامُ و اليَـرَاعُ .. لا الكـلامُ والنزاعُ/ رَمْــــــزُنا.. رَمْــــــزُنا / مَـجدُنا و عـهدُنا .. وواجـبٌ منَ الوَفا / يهُــــــزُّنا.. يهُــــــزُّنا/ عِـــــــزُّنا .. عِـــــــزُّنا / غايةٌ تُـشَــرِّفُ .. و رايـةٌ ترَفـرِفُ /يا هَـــنَــاكْ .. فـي عُـــلاكْ / قاهِراً عِـــداكْ .. قاهِـراً عِــداكْ /مَــوطِــنِــي .. مَــوطِــنِــي ) . فماذا يعني التحريف في نص النشيد الوطني ، ماذا يعني استبدال كلمة " موطني " ، ب " كان موطني " ، ماذا يراد من ذلك ، وماذا كانت الدوافع الى ذلك ، ولماذا تهافتت الجزيرة ،على بذل كل ذلك الجهد الذي بذلته ، من أجل أن تضع على لسان الفلسطيني كلمات مغايرة ، بل ومتناقضة مع كلمات النشيد الوطني ، مستبقية اللحن كما هو . فهل تراه المراد من ذلك أن يلهج الفلسطيني ، بما يتناقض مع هويته ، أو أن تبكي مثلا هويته ذاتها ، أن يسىء انسان الهوية الى مقدس لديه ، أن يبدل في نظراته الى صلاته بموطنه ، فكل ذلك يمكنه أن يكون مراد بنص محرف ، لكن قولنا بهذا لا يتفق ورؤية من أساءوا الى نشيدنا .. أساءوا الينا ، فعندهم ذريعة الجزيرة مختلفة ، فالتحريف لديها انما هو توصيف حال ، متغافلة قصدا ، عن أن النشيد ليس مناسبة نصية لتوصيف رأي في حال تراه هي ، بوهمها ، واقعا سياسيا قائما بالفعل ، وأحسب بأنه في سياق كهذا ، لا بد من التذكر بأنه في الجزيرة من العقول ما تدري على أي وجه يستوي فكرها ، وهذا ما يلفت بصائرنا الى الجزم ، بأن عيون الجزيرة ، في ما يتصل بالنشيد الوطني ، وبغيره من مشكلات وقضايا ، انما هي موظفة لدى عقولها ، بطريقة تخضع فيه العيون لاتجاهات تعمل في خلالها العقول ، فكذلك هي موظفة ، وكذلك هي تؤدي دورها في عديد من مخالفات لموضوعية وعلمية كانت الأجدر بالاتباع ، ولقد قدمت الجزيرة كل دليل على ذلك ، وانا لنعجب لأول وهلة بتأثير الرغبة بأن تظل الموضوعية أساس التناول لكل قضية ، ثم يتلاشى هذا العجب حين نعمل عقولنا فنفهم ، بأن الموضوعية التي كانت الجزيرة عليها زمنا مر وتوارى ، وقد كانت ارتفعت بها الى مراتب عالية ، ما أفاض على من هم طرف في وجودها ، الى الانتفاع بها الى ما يضيف اليهم ، وبفعل هذا الفعل الذي اخترق الموضوعية ، كان الانحراف ، وهو ما يسيء دوما الى الجزيرة ، وما بنا رغبة للصمت عليه ، فنؤشر عليه ، ونحار في الضيق الذي يطل علينا ، ومن عجب لموضوعية تضيق بما يؤشر على انحرافاتها . وليس من عجب أن تلجأ مؤسسة ضخمة مثل الجزيرة الى تحريف النشيد ، وانما العجب أن يتم استيعاب ذلك على أنه ، انما جاء مصادفة ، أو من باب غفلة ، فمثل احتمال كهذا غير وارد ، لدى من به عقلانية تتعقل وتحترم عقلها حين تعقلها ، فثمة دور يتخفى وراء ذلك ، ويكيد كيدا ، فلا بد من أن يكون التحريف مؤشرا على ضرورة تنبه وصحوة ، ومن قائل بأنها الاساءة التي يتوجب اغتفارها ، فهي الاساءة العابرة ، ومثل رأي كهذا يتغافل أو لا يتنبه الى دور الجزيرة في مساندة طرف ، والنيل بكل سوء من طرف آخر ، في الساحة الفلسطينية ، وربما يبدو ذلك وكأنه الموقف الذي يعبر عن نفسه ، ومن حق العربي أن يكون له موقفه ، والجزيرة عرب في عرب ومن عرب ، وهذا موقف أولئك العرب ، وهذا مقبول لو أنه منساق في هكذا استخراج ، لكن حقيقة ذلك انما هي ترسيخ الانقسام في الساحة الفلسطينية ، فدوما الانقسام طريق بعثرة وتناثر ، وهذا بالتمام ما يفيد الأعداء ، فكيف يمكن لعقل أن لا يكون متهافتا ، وهو يلصق فهما بمقلوبه . كذلك الاساءة تحتاج الى وعي بها ، وفهما لما تحتمله من المعاني ، وهذا يقتضي بعض سردية ، ولو موجزة لاحلال الاساءة ، وما محلها ، وماذا لها أن تصيب ، وحاجة المسيء اليها ، وأيضا حاجة من أصيب بطعناتها ، الى درئها بتحديها بفضحها وانزالها منزلة اللا ثأثير عليه ، بقلب اتجاه سمومها الى وجهة العدمية التي تعدمها ، فلا تصيبه ولا تصيب أحدا غيره ، ولا حتى الجزيرة ، فكذلك يكون بمرتبة أرقى من الجزيرة التي صاغت له سما عساه ينال منه ، والى ذلك قول يأبى الا أن يقول بالدفع بالتي أحسن فالتصافي ، فليكن ، وهل هجمت القضية الفلسطينية على الجزيرة ، أم أن هذه القضية كانت فرصة الجزيرة الى الارتفاع الى مراتب عليا ، فمن يمن على من ، فلولا عذابات الفلسطينيين ، ولولا المصائب التي لا تكف تحلق في سماء وجودهم ، ما كان ذلك كله فرصة عمل واسعة النطاق لأفراد الجزيرة ، ليحققوا ذواتهم وينهلوا من المال والشهرة ما نالوا ، ومع ذلك لم تتردد الجزيرة في ما ذهبت اليه من اساءة الى الهوية ، بتحريف النشيد ، فهذا التحريف ، كان يفترض أن تتلقفه الألسن وتبدأ تلهج به ، فكأن الذي سعت اليه الست جزيرة الى أن تستهزىء الذات بهويتها ، والاساءة لنفسها بنفسها ، وهي اساءة أشمل وأوسع من سباب وشتيمة ، بل وتتعدى ذلك الى لعنة تصبها الذات على ذاتها ، وهي بعينها أبشع صورة يمكن أن تكون عليها الذات ، فهي لا تسب نفسها بنفسها وفقط ، وانما هي كمن تأكل لحمها بأسنانها ، وكمن تمزق وجودها بأظافرها ، ولا أفظع من أن يبلغ المخلوق مرتبة ، يعاف فيها نفسه ، ويفقد مبرر وجوده ، فلا قيمة لهويته في نظر نفسه ، اذ لا عقل يسعفه بأن يقيم قيمة لأية قيمة ، فلا قيامة لذاته ، ولا لأي صفة منها ، وليس له الا أن يتمزق في طريقه الى التصريح أمام الخلق كلهم ، بأنه الذي لا يساوي أي شيء ، مما يدعى انسانا ، فهو اللاشيء في ميزان نفسه ، فأولى له أن يواريه العدم ، وهذا حال لربما تبلغه النفس من تلقاء ذاتها من داخل يأس يحط لها على نفسها ، تنسد الدورب والآفاق كلها أمامها ، وتسقط النفس من كل مرتبة لها أمام ذاتها تنهار ، فهي في سقوط حر في عملية تصفير لذاتها ، حتى تكاد في مرحلة من التلاشي ، أن تتلاشى ، بالمسارعة بالانتحار الى خارج الدنيا . فكل ذلك يمكنه أن يحصل هنا وهناك ، وبين فترة وأخرى ، بسبب أو بأسباب تحنطت بها ظروف معينة ، ونهشت في ذات من البشر ، فتضيق بها الدنيا ، ويمكنها أن تفيق أو لا تفيق ، تنهار أو لا تنهار ، فان لا تنهار يعني أن تحيل الصعوبة الى فرصة تحد ، فتنهض من كبوتها ، فالحياة فيها الصعوبة في مستويات شتى ، ومن النفوس من تقدر ، ومنها من لا تقدر على تجاوز الصعب . وثمة جملة من رموز يستدل بها أو يشار بها الى الهوية ، فالاساءة اليها ، دونها والحياة ، فاساءة بمثل حال كهذا تعادل لدى الشخص حياته ، فهو لن يتوانى أن يعادل الحياة بها ، بحرصه عليها ، ففي وعيه اذا ذهبت لم يعد ثمة شيء يمكن أن يشار اليه بأن له قيمة ، ولعل اطلالة على التاريخ ، لمن يريد ذلك ، ليجد الكثير من الأمثلة الدالة على أن الاساءة تبلغ مداها ، حين تكون في ذاتها ، تنزع الى الانصباب على الهوية ، وعلى كل ما له صلة بها ، وبأن الانسان الذي تنزل عليه هذه الاساءة ، انما هو الرافض لها رفضا ، ينطق بكل فصيح الدلالة ، على أنه هو الذي لا يمكنه ، الا أن يكون هو ، فأن يكون ضد ما ينفي وجوده .. ضد أن ينفي هويته ، بنطق أو فعل ، ويعني لدية ذلك بأنه الموت ، والموت أشرف له ، وقد كان اسماعيل الصفوي في نزعته الدموية الى تشييع ايران ، وكان أهلها في غالبيتهم العظمى من أهل السنة ، يطلب من الانسان السني ، فيما يطلبه أن يشتم الصحابة .. أن يشتم عمر ( وعلى ذكر عمر فهو اسم عمر سعد بن ابي وقاص ، الذي قاد المجموعة التي قتلت الحسين ، وأيضا عمر هو اسم الخليفة عمر بن الخطاب ) ، فان لم يفعل حز رأسه بالسيف ، ومثل ذلك القهر أول ما استهدف أغلى ما يملك الانسان ..استهدف الرموز التي بها يملك هذا الانسان أن يعبر عن هويته ، ولم يكن غريبا أن تسيل دماء كثيرة ، فاختيار الموت على الحياة في حال قهر كهذا ، هو بعينه وجه الدلالة على ما لحروف التعبير عن الهوية ، أو تعبيرها هي بلسان من هي هويته عن ذاتها ، من رفيع مكانة في النفس الانسانية ، وما لحقيقة معادلة الهوية بالحياة من صوابية ، وقد تكون محاكم التفتيش في الأندلس التي تشرد منها العرب ، وحتما يعودوا اليها ، فيها الكثير والكثير من ملامسة الحاقدين والأعداء لهذا الجانب المتصل بالاساءة للهوية ، فلقد كانت هي مفاتيح لغة الأعداء في سيرهم الذي لم ينقطع ، في العدوان على الانسان العربي والمسلم وهويته ، ولم يكن هذا خصيصة زمن من الأزمان ، وانما كان هو الممتد في طول التاريخ وعرضه ، فاسقاط الهوية يعني أن لا انتماء بعد ذلك لما هو قائم ومقلق ، فلا عقبة بعد ذلك أمام الغزاة ، من أي لون كانوا وعلى أي مستوى لعبوا لعبتهم ، ولعل بسط نظرات في الحروب الصليبية كلها ، وعلى مدار الزمان ، يه ما يدل على أن الهوية بذاتها كانت في محل اسقاط على كل صعيد ، وهو ما برر كل مستوى دام لعدوان ، فلم يكن غزو العراق ، بلا مقدمات من ملفوظات تحتمل كل معنى لاسقاط نظام حكم ، فهوية النظام قد تم الغاء كل مبرر لوجودها ، ناهيك الى ما تخفى من نزعة الى اسقاط هوية ، كان يمثلها ذلك النظام وبجدارة ، وما كان شنق رمز النظام في ليلة الوقوف على عرفة ، ليلة عيد الأضحى ، الا ويحتمل كل معاني الطعن في الهوية لأمة بحالها ، وما كانت الدموع في عيون كل قابض على الهوية الا دموع الهوية ، وما الحرارة التي دلت على سخونة هذه الدموع ، الا الرغبة العميقة في النفس للرد على هذا الطعن في الهوية ، ولم تكن الاساءات المتكررة للرسول الكريم في أوروبا ، الا قاصدة المساس بالهوية ، وبكل من هذه الهوية هي هويته ، ومن هنا كان الاستياء والسخط العارم الذي بدا في نفوس العرب والمسلمين ، مترافقا بعزم على الرد الذي يتواثب بكل امكانية متاحة للرد . ولم يكن ممكنا للهوية الا أن تتصدى ، بما بها من قوى ذاتية محركة ، يتحرك بها الانسان ، وقد كان هذا شأن الهوية عبر التاريخ ، ومثل ذلك حالنا ، فحتما علينا أن نرد على هكذا اساءة ، وأن نرد وبكل الرفض لكل طعن في هويتنا ، فنشيدنا الوطني ، لسان وجودنا ينطق بكل خلجات جوارحنا ، وقد أنزلت الجزيرة عليه كل سموم قاتلة ، لكنها ما قتلت سوى بقية الاحترام الذي كنا نكنه لها ، فلم يكن من فرق بين ما قامت به ، من حيث المعنى عن ما قام به كل بغيض أبغضنا عبر التاريخ ، وما كنا مع ذلك نريد أن نستشعر ، مثل كذا شعور تجاه الجزيرة ، لكنها هي التي حطت بكل ما حطت به ، فلا تطالبنا بعد ذلك أن لا نستغرف كل ما يقضي به منطق تناول موضوعي في الرد عليها ، غير متجاوزين حدود الرد ومنطقة محدودة لا تتجاوز حدود الاساءة التي أنتجها فعلها الشنيع ، الذي دلنا على شناعة ما كنا راغبين أن تجد لها مكانا في وجه الجزيرة . وهذا هو التحريف في النشيد الوطني كما أفاضت به الجزيرة تحت عنوان " كان موطني " ، في برنامج " بلا حدود " الذي أداره الصحفي بن جدو الممتاز ببراعته ، وكان ضيفاه في برنامجه ناصر القدوة ، واسامة حمدان ، ( كان موطني : الوبال والضلال والبلاء والرياء / في رباك .. في رباك / والطغاة والبغاة والدهاء لا الوفاء / في حماك في حماك / ها أراك .. لا سواك / خانعا مكمما بقادتك مسمما / خانعا مكمما بقادتك مسمما / ها أراك .. ها أراك / كبلت يداك / تصطلي لظاك / موطني .. موطني / موطني.. موطني / الوفاق لن يهل / نجمه لا لن يطل من جديد / من جديد / كل حزب قد بدا / وهمه يرضي العدا / وأن تبيد .. وأن تبيد / لا يريد .. لا يريد / مسرى طه الأتلدا وقبة ومسجدا / مسرى طه الأتلدا وقبة ومسجدا / بل يريد .. بل يريد / عيشة العبيد .. ذلنا الأكيد / موطني .. موطني / موطني موطني / الدولار والدينار والريال والعقار / همهم .. همهم / فقرنا وجوعنا وذبحنا وحرقنا / شعارهم ورمزهم / مالنا .. وضعنا / بائس لا يوصف .. مقزز ومقرف / بائس لا يوصف .. مقزز ومقرف / للهلاك ..للهلاك / قادة النفاق / ما لهم ميثاق / موطني موطني ) فالقول " كان موطني " ، بدلا عن " موطني " ، فيه ما يدل على بؤس احاطة بالتاريخ وبالواقع الحالي ، وفيه دلالة على عقل ناطق ، بكل ما ينم عليه ، من مجانبة ، لأقل القليل ، من فهم لخطورة ما يعنيه قوله ، فهو بقوله يستدعى انفصالية بين المواطن والوطن ، فلا مواطنة ولا وطنية ، تصل بينهما بحق أو واجب ، وهو مراد صهيونية في كل مستوى ، من فكر وفعل حطت بظلامها عليه ، ولا قيمة لتدارك بقول انما مقصود القائل ب " كان " ، تتبعها كلمة "موطني " ، انما هي جملة ، تعني أحوال عقول ونفوس وظروف ، سادت أو تسود في الوطن ، ذلك بأن الوطن بما هو ، وكما هو ، في كينونة الانسان الفلسطيني ، ليس دالة ظروف ولا أحوال ، فهذا الفلسطيني .. هذا موطنه .. هذا وطنه ، بقي فيه ، أو شردوه منه ، أو سجنوه ، أو مزقوه ، أو سكبوا كل ظلام في ربوع الوطن ، أو تبدل الناس كيفما تبدلوا ، أو كانت القيادات السياسية كيفما كانت أو تكون ، فهو " موطني " الذي هو وطني ، فهكذا هو الفلسطيني ، حتى وان عاش طريدا مشردا ، فموطنه .. الوطن .. كتابه الذي يحفظه بين ضلوعه ، فهو الجمال والكمال أبدا ، ولم يحصل ، ولن يحصل ، أن أحس فلسطيني ، بأن ثمة انفصالية ، بينه وبين حبه الكبير لوطنه . وأما القائل ، ب " كان موطني " ، أو الرائد انفصالية تفام ولو على حافة اللسان ، فلعلها تغزو الوجدان ، فذاك هو .. هو الواهم ، الذي يجتر أوهامه ، ولا يمكنه أن يكون بحسه متصلا بحس وطني ، وانما بشيء آخر يسره الى أن يسعى اليه ، فهو وجه شر . ولقد داهم فلسطين كل لون من شر ، وما لذاك الواهم الا أن يستشرف التاريخ ، ليتيقن بأنه شره الكلامي الذي حط به على آذان فلسطينية ، استشعرت في الحال وبتلقائية الرفض في داخلها ، كم كان مقززا ومقرفا هذا الذي حط بملفوظ انفصالية يتصورها أو يتمناها ، على آذان رفضت كل ما يمس جمال الصلة بينها وبين حبها لوطنها ، وهي عالمة بكل لون من كيد يكيد ، وبأن هم كيد كذاك انما ذبح وحرق وطنية ، بانفصالية ، ما تغنى بها سوى الأشرار . ثم ان توصيف الوطن بأنه خانع ، انما يتناقض مع مسيرة شعب ، لم يدع اسلوب كفاح الا واعتمده في سبيل حريته ، فأبناء فلسطين ، اذا ثمة ما يمتازون به ، فهو المدرسة في الاصرار والتصدي والتحدي التي قدموها ، وما زالوا يضيفون اليها دروسا في الكفاح الوطني وبكل صورة ، فكيف يكون خانعا هذا الوطن ، وهل ثمة ساعة في زمانه كان خانعا ، ولماذا يتطاول قليل حياء على شموخ صمود ، وسيل صبر ودم ، بتوصيفه بالخنوع ، فمن تراه ذاك الذي لامس خنوع أنفه ، هل التابع الذي كرسيه محمي بأجنبي ، وينتفخ بكونه تابعا ، أم الذي يتصدى للغزو الأجنبي ، ولا يبخل بحياته وماله ، وانما يبذلهما معتزا بما بذل ، واذا ثمة راغب في تكميم وحجب لسان عن رأي ، أو موقف حر ، فذلك هو الاحتلال ، وانما أبناء فلسطين يصدعون بكل فعل وقول من أجل حرية بلادهم ، على تباين الرؤى والمواقف ، وهو الاختلاف الذي استولده الحصار من كل جانب ، وأيضا الضغوط التي يراد بها استثمار الحصار بمحاولات لي للارادة الفلسطينية الحرة ، وكل ذلك يترافق مع هجرة جماعية للدور العربي من منطقة الالتزام ، بموجبات القضية الفلسطينية ، وما تستدعيه هذه القضية ، من دور فاعل في تحقيق الحرية للوطن ولأبناء الوطن ، وهذا في مجمله ، ما تكالب على أبناء فلسطين وخاصة على من يأخذون على عاتقهم ادارة الصراع ، فاذا ثمة تباين أو تحادد في مواقف أو رؤى فهو نتاج تكبيل استعماري ، وليس بحال تكبيلا ذاتيا ، ثم ما هذه البشارة الاستعمارية القائلة بأن " نجمه لا ، لن يطل من جديد " ، التي لم يقل بها الا ألد أعداء هذه الأمة ، فالحروب الصليبية ملأى بمثل المعنى الذي تحمله هذه الجملة التي لم يقل بها فلسطيني واحد ، ذلك بأن كل فلسطيني انما هو موطن الأمل بحرية الوطن ، فكيف لا يتفق بأن يكون القول : نجمه ( موطني ) لن يطل من جديد ، انما هو منطوق صهيوني ، ذلك بأن هذه هي جملته التي يقول بها ، ومثله كل أعداء هذه الأمة عبر التاريخ ، وهل ثمة مخالفة للحقيقة التاريخية مثل قول يصف الأحزاب الفلسطينية كلها بأنها في خدمة العدو ، فكيف ذلك ؟! وهل ثمة معقولية في قول كهذا ، وكيف أن هذه القيادات الفلسطينية من حماس الى كل فصائل منظمة التحرير وكل القادة الآخرين ، استحال جل همهم هو أن يبيد الوطن ، فنفيه من كونه موطني استحال الى فعلهم ونشدانهم الذي يفعلون وينشدون ، وليس هذا فقط بل لا يريدون مسرى المصطفى عليه السلام ، ولا يعنيهم بشيء ، وانما هم فجأة استحالوا الى الباحثين عن نمط من حياة العبيد ويرجونها وهي ما يبحثون عنها ، ويجهدون كل جهدهم الى توزيع الفقر على أهلهم ونشر الذل في كل اتجاه ، والذبح في الرقاب ولا شيء يحدوهم ، سوى هذا الذي يقول به التحريف الذي لا ندري ، كيف ابن جدو أجاز لنفسه أن يلقي بكل هذا التحريف على آذان تعي ما تسمع ، وكيف استساغ ذلك ، وهو الصحفي البارع الحصيف الذكي القدير الذي أضاف ولم يزل يضيف ما به أفاد ، كيف سقط فجأة من رتبة كان بجدارة يتبوأها ، ولماذا أسقط نفسه ووزع علينا الحسرة عليه ، لماذا لم يستبق لنا ما كان يدفع بنا الى الاستماع اليه ، لماذا رغب بأن يكون أسمه متصلا بكل هذا السباب ، وهذا التحريف الذي استورده لنا ، وحط بكل انحطاط به على نفوسنا ، لماذا يا ابن جدو ، لماذا أساءت لنفسك ، فاذا لاح اسمك فسرعان ما تطل بكل ما أساءت به الينا ، أما كان يمكنك أن تظل الصحفي الذي لا يسيء الينا ، فما كنا راغبين بتة سقوطا لك ، من رتبة احترام كنا نحتفظ بها اليك ، وانا مع ذلك نتمنى أن تصلح من حالك معنا ومع قضيتنا ، فنحن نحتاج اليك مخلصا وهذا واجبك ، وأليق بك أن تلتزم واجبا يمليه حق تاريخي وديني لنا ولك ، وانا مع ذلك لنعجب ، فاذا نزعت عقولنا الى اعتبار ما ذهبت اليه انزلاقا بشعا وينم على دخائل في مكونات النفس بها قابلية فعل كالذي أتيت ، فثمة فساد يتلقف في تكوين النفس والعقل ، اذ لو أن مثل هذا ما له كينونية ، ما كانت استساغة لكذا أمر فما كان ، ثم أن تكون في النفس استجابة لكذا أمر ، لمشيرة الى عجب من وجودها ، اذ بمجرد اطلالتها كان يتوجب تطهير النفس منها ، فما دعا الى استملاحها واستلطافها والنزوع اليها بما تود لو تتلقفه ، فهل هو الانتفاع بلون من استجابة كهذه ، هل هي ضرورة نفس لما لها لدى العقل من حاجة الى ما يمكنها أن توظف في سبيل نفعية تأسره ، أحقا ثمة سمة كهذه لنفس كتلك ، ومن دونها فلا يتأتى لتلك النفس أن تنتظم في أمور دنياها ، أمن العقل أن الفساد ضرورة وجودية لصنف من خلق ، من دونه يزعل الفساد فلا يجد له مناطق يستوطنها ، ويلعب عليها اللعبة التي يريد ، ولم الحرص على رضى الفساد بافساد النفس ، ولم لا يزعل الفساد ، أم أن السؤال لا محل له من اعراب فكل مندمج بما هو من ذاته ، أو مستملح لما تأنس به ذاته ، فالأنس من لوازم نفس لا تأنس الا بما يؤنسها ، من ما يوفر لها أن تلتقم من لقيمات ، لا توضع في فمها من دون أن يفسد هذا الفم ، بطعن الشرف الوطني الفلسطيني في الصميم ، يسيء الى الهوية الفلسطينية بطعن الحس بها بما يشوهها في تعابير عنها ، فيلتقم بما تعدله الاساءة ، فهكذا حال مثقف يبيع ويشتري في ما تأهل به من ثقافة ، فيا بئس ما بيع ويا ما أسوأ من اشترى ، ولنا الصبر والمصابرة ، فليست تلك أول الخيانات ، ولا أولى الطعنات في نحورنا . وانتصافا لابن جدو ، على عدم حاجته لانتصاف كهذا الذي نقول به ، فلقد ارتضى أن يكون رأس الحربة التي نطعن بها ، واليد التي تدس لنا السم في مائنا وطعامنا وأنفاسنا ، ولم يكن هو بتلك الشهامة أو عزة النفس التي تدعوه الى رفض هذا الدور ، حتى وان كمن له في رفضه قدره ، بأن يترك عمله في الجزيره ، كما كان حال غيره ، فقد سبقه من اسشعر كرامته وذاتيته وفرادته في ذاته ، فاختار الابتعاد عن الجزيرة ، ليحفظ لذاته هذه الكرامة التي يحسها سمة وميزة له ، على أن يتنازل عنها ، في سياق وظيفة يتدارى بها ، فيبرر بمداراته فعلا لا يقبله ، وانما أقبل عليه مكرها ، فتسبقه أمعاؤه الى الاملاء لعقله في تعقله لموقف يصبح عليه أن يتخذه . فلماذا الجزيرة أوصلت بن جدو الى هكذا حال ، ولماذا أرتضى هو هذا الحال ، ولماذا اتفق لمؤسسة ، بضخامة الجزيرة ، على كل براعتها في الاعلام ، أن تلجأ الى سقوط ،هي أدرى من غيرها بسقوطها به ، فهل هي بحال ابن جدو ، ميسرة الى ما تيسر من تيسير ميسر ، سيرها الى ما لم يكن لأمعاء من مفر ، الا أن تهضم ما فاض به من اعتاد أن يفيض ، بفيضه اليها ، وانه هو الذي بدلالة الفعل الذي نم عليه يستدل على مقصوده ، فماهية دوره مفضوح بايحاء فعل نطق بكل وضوح الدلالات وأشار اليه ، ولعل صنف الفعل اياه هو بعض ما فعل ويفعل ، وسوف يفعل ، فهو ما يبرر له أن يوفر امكانية انجازه الذي يعلقة على كذا أفعال ، فالجزيرة مادته التي تمكن له ، وحتى بلاها لا يمكنه أن يكف عن كذا فعل ، وانما الجزيرة أبلغ توصيلا لآثار فعله في الفضاء العمومي ، فهي اذن سلسلة من حلقات من تبعية ، موظفة في دائرة متبوع ، وليس للتابع وقت حاجة المتبوع ، الا أن يصيخ السمع ، ويفعل الفعل الذي يقول به ، الذي هو اليه تابع ، فهي لعبة العصر في الفضاء العمومي ، وهي مستنسخة من غدر ، لم يزل يتسلسل في سيرورة الكيد ، فلا يمكنك أن تطعن نظيفا شريفا عزيزا كريما ، الا اذا دانيته وأكرمته ، ونلت ثقته ، وعندها تستحين فرصتك ، لتدس له السم أو تطعنه بما يؤلمه أو يوجعه أو يرديه ، ويمكنك أن تفعل ذلك بخبث ذكاء ولؤم ابتسامة ، فتفعل بطريقة من يفعل ولا يفعل ، فأنت الفاعل ، ولكنك أنت لست أنت ، فالفعل منكور على لسانك ، فهي كلمات تتوفر وتستر كفرا ، واذا ظروف الفعل أبت الا أن تدل عليك ، فانت لست أنت وانما متهم بغير حق ، فمناصفة ، فأنت تنفي مقصودا قصدته ، وغيرك يقول بقصدك الذي قصدت بالفعل ، فهي متاهة وحيرة ، فلماذا يتهمك غيرك ، فأنت عاتب عليه ، وهكذا ، تماما مثل ما أن ابن جدو والجزيرة معه ، يعتبان على من ضاق بما فعلاه ، من طعن في النفس الفلسطينية ، بتحريف في نشيدها ..نشيد هويتها ، اذ ما يدعو هذه النفس الى ضيق ، والى رد فعل جارح لمشاعر ابن جدو ، ولرقة مشاعر الجزيرة التي تفعل الكثير في مستوى الاعلام للقضية الفلسطينية ، فهذه جيفارا البديري ، و... ، وهذه الساحة الفلسطينية ، وخذوا الأقلام ودونوا منجزات الجزيرة ، وقد غاب في غمرة غفلة كهذه ، أن على الجزيرة ، أن تفسر ، كيف أن القناة الفضائية التي تقوم بكل تلك الأعمال الكبيرة ، في مستوى الاعلام ، تتردى الى درك أسفل وتطعن الهوية الفلسطينية في بؤرة شعورها ، وماذا دعاها الى ذلك ، وكيف أن النفس الفلسطينية وهويتها استحالت بتة ، في محل استهزاء وسخرية الجزيرة ، كيف الفاخر بقضية يغدو بتة ، مستهزءا بها وبأهلها .. وساخرا من قادة شعب بحاله ، ونافثا السموم في فضاء ماهية الانتماء الوطني ، الذي حارت الألباب في صدقه ونبله ؟! ، ولماذا تغدو الأعمال الكبيرة ساترا لما يتنافى معها ، فخدمة الهوية متناقضة مع طعن الهوية ، واعلاء شأن القضية ، مقلوب نشر الفساد ، ومعكوس تغذية الشقاق والنفاق والانقسام ، اذ كل داعم لتصديع الكيان الفلسطيني ، لا يمكنه أن يقول ، بأنه يفعل ذلك لغير خدمة أعداء هذه الأمة ، فلماذا فعل الفعل الذي يبعث الرضى لدى الأعداء . |
رد: يا معلمه طموحه،، هل تريد تكون العضو المميز؟
مشكور ياخوي وجعل النجاح والتوفيق حليفك دوم".
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شكرا على الاقتراح
انشاء اللة اكون العضو المميز |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
بارك الله فيك نسعى لكل ما هو افضل
تقبل تحياتي |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
وانما مصطفى محمود لظاهرة جديرة بالاتباع
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين فبكل حبي لوطني ولأمتي ولديني الاسلام ، أفيض بالاعلان عن حبي وتقديري ، الى من أحسست ، ومنذ سنين بكل الفخر والاعتزاز به، وهوا النابغة الذي اسمه مصطفى محمود ، والذي راح ينقل العلم ويبسطه الى الناس كافة ، في مشروع أبدعه ، وراح في خلاله يتوسم أن يذيع في الوعي العام العلم وحب العلم ، ولعله سعى أيضا من وراء ذلك الى التذكير بالخالق ، وبما للايمان من قيمة انسانية في حياة الانسان في الأرض ، الا أن النهج الذي اتبعه ، وقد كان أحرى بآخرين غيره أن يتبعوه ، وهو أن يكون العلم في عمق الوعي العربي ، وعلى اللسان ، ويمكنه هذا اللسان أن يحدث به في البيت وفي الشارع وفي المقهى ، وانها وبحق مساهمة ضرورية وواجبة ، فلقد كان ولم يزل الولع بالعلم هو المطلوب عربيا واسلاميا ، فاذا أصبح العلم ولعا هفت النفوس في المستوى الشعبي الى العلم ، فأخذت العقول دربها ، وبذلك تشق الأمم طريقها الى حضارة تحلم بها ، فالحضارة نتاج شغف وولع بالعلم أولا واساسا ، ولعل الالتفات الى الماضي ، بخفة وعدم انتباه لا يستبقي هذا الذي نلفت الانتباه اليه ، فلقد كانت أزمان مرت على العرب كان ولعهم كبيرا ، في العلوم وهو ما صعد بهم معارج الحضارة، وهو ما حاول مصطفى محمود أن يقوم به ، وانها مساهمة مصطفى محمود ، لهامة بذاتها وأيضا هامة ،من حيث دلالاتها ، وبماذا توحي به وتشير اليه ... فالى ما قام به مصطفى محمود ايها العلماء ، فهو الطريق الى وعي عام بالعلوم ، وبجعل العلم على كل لسان ، انما نؤسس لميلاد أمة العرب والاسلام التي نريدها سيدة الأرض ، ولكم أن تتخيلوا بأنه في كل جانب ، من علم من علوم الطبيعة ، هناك مثال مصطفى محمود ، وبأن الناس في كل مكان يستمعون الى كل هذه البرامج العلمية التي تغمرها التساؤلات الفلسفية ، بكل ذلك اليسر الذي كان عليه مصطفى محمود ، فماذا كان يمكنه أن يكون حال الكلام الذي يجري على ألسنة الناس ، أيان كانوا وفي أي حال كانوا ، في الوطن العربي أو في أي مكان من الجغرافية الاسلامية ، وماذا كان يمكنه أن يتوالد عن ذلك من اتجاهات نحو آفاق المستقبل الرحبة .. اننا اذا أردنا ميلاد أمة عربية واسلامية تسود الدنيا ، فعلينا بالأهداف ، نحددها ، ثم نلتفت ، ونسأل كيف يتأتى بلوغ هذه الأهداف ، ونسأل ما هو المناخ اللازم الذي يتوجب أن يسود الفضاء العمومي ، في خلال السعي الواعي والحثيث الى أهدافنا ، في حضارة عظيمة تليق بنا ، فسوف نجد بأن مصطفى محمود بما كان عليه ، انما دل على والى ما يجب عمله من أجل فضاء عمومي شعبي علمي ، ووعي متنبه الى العلوم ومتلهف عليها، فمصطفى محمود ظاهرة ، تؤشر على مناخ الضرورة ، في المستوى الشعبي لميلاد حضارة ، وهو ما لفت انتباهي اليه ، وشدني الى فكرته ، واني في هذا السياق على دربه ، لكن مجالي هو الفيزياء والرياضيات والفلك في خلالها ألف وأدور في داخل الدائرة الضيقة ( وطن رهن الاعتقال ) ، التي وجدت بها ، واني أحس ما لذلك من أثر على الأجيال الصاعدة من أبناء مدينتي وما حولها من أهلي ، وما لذلك من أثر على مستقبلنا ، وانه النهج العطاء ، والبذل ، ولا مفر منه ، طالما أننا لا يمكنا أن نحتمل الاستعمار وأعوان الاستعمار ، ونحلم بيوم نعود فيه الى شواطىء أوروبا أسيادا للبحر الأبيض المتوسط ، فهو حلم أستقيه من التاريخ وربما من الدولة الأموية على وجه الخصوص ، وأنا أبن فلسطين في السجن الكبير ومع ذلك أحلم ، ويضىء لي جانبا من حلمي هذا العلامة مصطفى محمود ، فهو بما قام به لفت انتباهي وشد على يدي وقال انما دربك صوابا ، ولم أزل أرى في مصطفى محمود النهج الضرورة الذي يوجب الاتباع ، وانه لم يتكلم وفقط ، وانما أفعاله صدقت أقوله ، فهو النموذج ، وقد كتب ، ولدي من كتبه الكثير ، وقد قرأت له ما يزيد عن عشرين كتابا ، والرائع في كل ما كتب انشغاله بنقل العلم الى الانسان البسيط ، وهو ما قلته ، فهو دوره الرائع والذي سوف يظل يطل علينا ليقول لنا.. ان الدرب من هنا ... |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
[BIMG]http://img76.imageshack.us/img76/6796/ffez5copyir0.gif[/BIMG]
[BIMG]http://img76.imageshack.us/img76/9585/d3dedhfiu8.gif[/BIMG] [BIMG]http://farm4.static.flickr.com/3044/2459471736_d446cbbf3e_o.gif[/BIMG] لا اله الا الله محمد رسول الله تقبل مرورى شكـــــــــــــــرا ع الموضوع الرائع تحيـــــــــاتـــــــــى أخـــــــــــــوكـــــــــم صــــــــالـــــــح الابــيـــضـ©™ http://vb.wearab.net/imgcache2/4899.gif :p (44): :p (44): :p (44): :p (44): :p (44): http://farm3.static.flickr.com/2077/...599736e4_o.gif |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شكراً جزيلاً kingstars 18 على العرض المشجع و إن شاء اللــــــــه أكون عند حسن الظن
يا رب أكون توفقت في الرد تحياتي للجميع |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شكراً لك على التشجيع والحث على المنافسة
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
أهلاً بالجميع ولكن أنا أريد الان وبشكل عاجل جدا تحضير ثاني ثانوي
شاكراً ومقدراً لكم هذا الجهد الرائع |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
الكرة جامع فلا تفرقوا
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..ام الفحم..فلسطين سألوني في أكثر من مرة ، قالوا : فمن تراه الغالب.. مصر أم الجزائر ، فكانت اجابتي مصر-- الجزائر ، قالوا: فمن منهما ، قلت : كلاهما ، قالوا : نعني على أي وجه تنتهي لعبة كرة القدم بينهما ..قلت : لصالح الجزائر ، قالوا فأنت مع الجزائر ، فلماذا لست مع مصر ، قلت بل أنا مع مصر ، فلتكن مصر هي التي تفوز ، وهل أنا من يقرر أيا من الفريقين يفوز ؟! ، فما أنا الا فلسطيني أحب مصر بمقدار حبي للجزائر ، وهي منافسة ، ومثلي لا يملك أن يناقش لقاء قمة بهذا المستوى الرفيع ، وانما الذي أضيق به ، هو هذا التردي بجملة القيم الى ما لا يليق بالرياضة . فعلى وجه العموم ، فان الرياضة على اطلاقها تضيف في نمو القيم وترفع من شأنها ، فما هذا السقوط في الدلالة على كل ما لا يطاق ، من لغة محنطة بكل ما لا ترضى به نفس عربية كريمة فاضلة ، فاذا الجزائر فازت أو كانت مصر هي الفائزة ، تنتقل بموجبها الى تمثيل مصر والجزائر وكل العرب في تلك المنافسة العالمية ... فمع نهاية اللعبة على أرض مصر ، يغدو تلقائيا فريق مصر أو الجزائر ممثلا لكل العرب ، فاذن لا بد من الاحتفال به ولتصدح مصر والجزائر عندها بكل الاقرار بأنه يمثلها ، ولتعبر عن ذلك بكل الفرح الذي تريد ، وليشاركهما العرب كلهم بالتضامن مع من أصبح ممثلا لكل العرب ، فاذا الفائز هو الأقدر والأجدر بأن يكون ممثلا للعرب ، وكل العرب يريدون تمثيلا بارعا في المنافسة العالمية ، فاذن الأولى لهم أن ينحازوا الى الأقدر على هذا التمثيل ، فثمة منافسة في انتظاره ، ونريد جميعا أن يصل الى الفوز بالكأس أو بأن يكون أكثر اقترابا منه ، لا أن يخرج مع بدايات التصفيات وقت المنافسة ، فثمة فرح نريد أن نناله ، وثمة مرارة نريد أن نستبعدها ، وثمة ثقة نريد أن نعززها ، وعلى ذلك ، وبالنظر الى ماذا سوف يجري في المنافسة العالمية ، فلا بد من انحيازنا الى المنافس الأجدر بتمثيلنا ، والأقدر على سقايتنا فرحا ، وقت المنافسات الكبرى ، فاذن يتوجب الآن أن نقول في انفسنا دعوا المنافسة بين مصر والجزائر تسفر عن الأقدر ولنعانق الفائز بكل دفء الانتماء للعروبة .. فهو ممثلنا ، فهو الأكثر قدرة على استجلاب فرح لنا ، فهو فرحنا القادم ، فلنؤيده بكل عاطفة وبكل دعم يشدد من أزره فهو الذي سوف ننتظر منه فرحا نرغب ، وهو الذي نريده أن يأتينا بهذا الفرح ، وهو فرح بحكم التجربة مراد ومرغوب به ، ونريده ، فلنعانقه من الآن ، ولتكن الرغبة جارفة من جانب هذا العربي في مصر الى جانب أن يكون ممثل العرب هو فريق مصر ، ولتكن الرغبة جارفة مثلها لدى العربي في الجزائر بأن يكون ممثل العرب هو فريق الجزائر ، ولينقسم العرب الى جانب هذا وجانب ذاك ، فليس في التعبير عن الرغبة في اطار من التمني هو بعينه الذي يمكن أن يقال برفضه بل هو المرغوب ، وهو الذي لا يصح أن يقال فيه بأنه لا يصح ، ولكن أن يتجاوز التمني حدوده بالنزول الى ما يسيء الى هذا العربي الذي هوالأخ ، وليس لسبب سوى أنه يتمنى خلاف ما يتمناه هو ، انما هو الحجر على التمني ، والعدوانية على الحس الآخر ، وعلى استقلالية الآخر في رؤيته وتقديره لما يرى ويرغب ، وهي مسألة عنف كلامي يتصبب بغير سند من منطق ولا من وعي حصيف ، فثمة رغبة لدى هذا خلاف رغبة لدى ذاك ، وهي بعينها لن تكون بذات قيمة ساعة المنافسة على ساحة الملعب ، حين تكون المنافسة بين فريق مصر والجزائر ، في استاد القاهرة ، لا قيمة للتحادد الكلامي العنيف في مجرى اللعب بين الاخوة ، فنتيجة اللعبة تحسم على ساحة الملعب ، ولا يمكنه الحسم أن يكون محسوما على شفاه شتيمة أو سباب ، على أي لون جرى أو يجري بلا أدنى سبب ، ويندلق بغير وعي وبلا أدنى فهم لحقيقة موضوعية لمنافسة بين فريقين ، لكن على ما يبدو من استشراف ، لكل اشكال العنف الكلامي الذي جرى الى الآن على الألسن وتصبب من الأقلام أو افترش مساحات من شبكة الانترنت ، من جانب عرب في الجزائر وفي مصر ، فكل ينهش في لحم الآخر وفي كرامته ، فكل هذا لا يساوي وقت اللعبة على ملعب كرة القدم شيئا ، فلا قيمة له في تقرير من يكون الغالب ومن يكون المغلوب ، فالقدرات لا تقام بنيل من كرامة ولا بنهش لحم ، فالفن الكروي أبعد ما يكون عن جراحات متبادلة من سباب أو شتيمة ، لكن على ما يبدو بأن فراغ الوعي بحقائق الأشياء وفراغ القيم ، وفراغ الأهداف النبيلة التي تتشكل بها كرامة الانسان العربي ،انما يتبدى في النفس كمنطقة منخفضة تستدرج التمني في وعي جاهل الى الففز الى ما يظن بأن به يحصل ما يتمناه بعنف كلامي ، مفرغا بذلك معاناته من آلامه أو من شقاوة تضغط على أعصابه ، يفرغها في عنف من كلام ينصب به على من لم يكن يوما سببا في شقائه ولا سببا في معاناته ، فترى الى الشحناء في مجراها ، في تهيكلها في مضامين تريد أن تنطق بها ، فلا تجد بها أية دلالة على سببية ، تدل على اقتران لها بمنافسة كروية تحكم نتيجتها قدرات تنافس بما بها على ملعب كرة قدم ، وأكثر من ذلك فمجرى السباب واللعنات التي تتساقط من هذا الجانب على الجانب الآخر ، انما تدل على انفصالية وعي عن مجرى روابط دم وتاريخ ولغة ومصير مشترك ، ولو أن السؤال أطل على هذه الانفصالية قائلا لها ما صلاتك بالمنافسة الكروية ونتيجتها المرتقبة ، فلا تجد بها جواب به ثمة عقلانية ،بل الحيرة والارتباك بازاء السؤال ، فكأنما الرغبة في الفوز وجدت في جملة اللاقيم وجملة اللاخلاق فرصتها لصناعة هذا الفوز ولو بالوهم ، فالتوهم بعض اقناع واهم يزيح عن النفس ولو للحظة تصورها عدم الفوز ، ولعل التوهم في حال كهذا بمثابة استبعاد لمخاوف من خسارة تطل على العقل ، فهذه كرة قدم والفريقان ممتازان ، وهذه حقيقة تقر بها النفس ، فتبدو الخسارة مزعجة ومرفوضة على كل قياس ولا تريد النفس أن تتصورها ولا بأية حال فتلجأ الى استبعادها بالتوهم ، فتسوق كل ذريعة الى استحالة التمكين لهذه الخسارة وتنتقل النفس من اقناع ذاتها بذلك الى اقناع غيرها ، بكل معقول تتمكن منه وتنداح الى اللامعقول ، ولا يعنيها من ذلك سوى استوائها على قناعتها بالفوز ، فاذا بلغت مرتبة قصوى من تلك القناعة التي لا تتزحزح ، وقابلها من يزحزح عنها هذه القناع ، بكل ما لدية من قناعات بفوزه الذي يرغب فيه ، فهو مثل هذه النفس التي تقبض بالجمر على قناعتها ، انداح كل منهما الى التقليل من قيمة ما لدى الآخر من قناعات ، والى أن يصل الى التقليل من قيمة الآخر نفسه ، وتبلغ الأمور في عنفها الى محاولة هذا الطرف الى مسح الطرف الآخر من كل قيمة تذكر ، لكي يفلح بازاء نفسه أن يتفرد بزهوه بانتصار الوهم الذي استوت عليه نفسه ، وهذا نطاق عنف كلامي ، وساحته انما هي ساحة استباقية تستبق في موجوديتها وجودا يدنو ويقترب ليعلن عن حقيقته ، ليجد بالتالي هذا الذي خسر توهمه بما أفاضت عليه حقيقة أتت بها في آخر الأمر نهاية المباراة بين الفريقين ، بأنه في نهاية المطاف أمام فريق عربي يمثل العرب كلهم ، وشاء أم أبى فهو في قرارة نفسه يريد للعربي أن يبدع وأن يكون هو الفائز في خلال التنافس مع الآخرين الذين هم ليسوا عربا ، فمن تراه الفائز ، ليكن هذا أو ذاك ، أو يكن ذاك أو هذا ، فهذا أو ذاك .. فمن يدري ، فمصر مهمتها صعبة ، ومهمة الجزائر أسهل ، والفريقان فريقا قمة وليس معقولا التقليل من شأن أي منهما فكلاهما مفخرة لكل عربي ، وبالتالي سوف يمثل العرب فريق واحد فقط ، فأو هذا أو ذاك ، والى جانب من تكون ، ومن تريد أن يكون ممثل العرب ، فتلك مسألة انسانية وحق لكل انسان عربي في الوطن العربي ، وفي مصر أو الجزائر أن يتمنى ما يريد ، فذلك حقه وليس لأحد أن ينكر عليه حقه في حسه ورغبته ، ومن جانبي ، فلربما الذي دعاني الى كتابة هذا المقال هو ما فوجئت به ، على غير ميعاد مني ولا من غيري ، وذلك في جلسة صاخبة جرت في بيت كنت في زيارته في أم الفحم ، فلقد كانت أسماء اللاعبين في مصر والجزائر تمر على أذني ، بصفات كل لاعب وماذا يمكنه أن يفعل في الملعب ، ومرت ثلاث ساعات ، وأنا الذي لا أفهم في كرة القدم أجد نفسي استمع الى تفاصيل دقيقة مما يمكنه أن يجري في لعبة القمة ، فهذا مع الجزائر ويؤكد على فوزها ، وهذا مع مصر ، وأغرب ما رن في أذني جواب على سؤال سألته ، اذ قلت ماذا يدعوكم الى الجزم في صالح هذا الفريق أو ذاك ولماذا الانحياز الى هذا دون ذاك ، فاذا هذا يريد مصر أن تفوز لأن نانسي عجرم تريد مصر أن تفوز ، وآخر لأن مصر أم العرب ويجب أن تفوز ، وآخر لأن مصر بلد عبد الناصر ، وآخر يريد للجزائر أن تفوز لأنها بلد أحلام مستغانمي ولا يطيق أن يخطر على باله أنها تزعل وهي التي أتحفته بالثلاثية الرائعة على حد تعبيره ، وآخر لأن الجزائر بلد المليون شهيد ، وآخر لأن الجزائر بلد أحمد بن بلا وجميلة بوحيرد ، وبازاء كل ذلك صدعت بقولي ، بأني لا أدري ما علاقة الأماني بمستوى قدرات سوف تفرض نفسها في ساحة المنافسة الكروية بين الاخوة على استاد القاهرة ، فالانتماء للاسلام والعروبة هو خير باب تكون من خلالة الاطلاله على التاريخ وعلى الواقع ومجرياته ،وعلى أدق التفاصيل في مجرى حياتنا ، وأيضا على هذه المنافسة الكروية ، فالمنافسة غالبا ما تكون فرصة نمو في وعي ، وفرصة نمو في انتباه الى تطور يجب تحصيله ، وفرصة تعاون وتساند واقبال على عمل مشترك ، وذلك بالاستواء على منطق تناول يسهم في البحث عن الصالح العام وما يمليه من ضرورات تعاون ، لتحقيق تقدم في كل مجال نحب أن نحصل تقدم فيه ، وهنا سؤال يلح لماذا لا نفكر سويا بأن نتفق على أن يأتي يوم يحصل فيه العرب على كأس العالم في كرة القدم ، ونجيب على ماذا يجب فعله من أجل تحصيل ذلك ، ومع ذلك ، فلماذا كل تلك الملفوظات التي لا تليق بشعب مصر والجزائر جرت على ألسنة عربية اسلامية ، هي في طبيعة انتمائها الأحق بالاستواء على كل نبل وكل شهامة وكل كلمة طيبة ، على كل ما تضغط به المنافسة الكروية على النفس ، بما بها من الحاحها الجارف الى رؤية هذا أو ذاك هو الفائز ، فلا بد أن ثمة خلال في التربية ممتد في كل اتجاه في الجموع الشعبية ، من تلك التي تقدم كل دليل على انحرافها عن جملة القيم الاسلامية والعربية التي يتوجب أن تكون خصيصتها ، في كل متناول تتناوله عقولها أو مشاعرها ، فما مدعاة الانزلاق والتهافت الى كل هذا الذي لا يليق بانسان عربي ، فماذا عن جملة القيم ؟؟؟ هو سؤال يحتاج الى توقف عنده والاجابة عليه ، فثمة فراغ وثمة تشكل لقيم يسهم بها هذا الفراغ ، فلا بد من وعي يقيم قيامة جديدة ، وهذا يحتاج الى سياقات من تأصيل القيم الرفيعة السامية لتمتد في كل مجال ، فنحن هنا بازاء أمة وما يجمعها ، ولعلها فرصة يعطيها هذا التنافس بين الاخوة فنرى ما يتخفى من جملة من اخلاق لا تليق ، فلا بد من التجدد ، فكيف يتأتى ، هو سؤال ملحاح ولا يصح أن يفارق وعي مسئول في أي مكان وفي أي وضع كان فيه ، فهي أمة يجب أن تحرص على ما يجمعها ، فحركة التاريخ لم تزل ناطقة بأن كل الجزائر خير سند لمصر وكل مصر السند للجزائر ، وأحسب بأن نبض القلب في العربي في الجزائر يقول ذاك أخي ومثل ذلك النبض في مصر ، ولقد دل هذا النبض على ذاته بأكثر من فرصة في التاريخ ، ومع ذلك فثمة ضرورة للتطهر من جديد فثمة شوائب لا بد من التطهر منها ، وهذه كرة القدم دللت على وجود هذه الشوائب فهيا الى كل ما يجمع والى كل ما يحفظ لنا وحدة وجودنا . |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
بـــــــــارك الله فيك وان شاء الله اكون مميزه
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
هلا أنا جديد هل من أحد يتشارك معي في بعض الأسئلة المتعلقة با لفيزياء
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
جزيييييييييييييييييت خيرا
وبوركت جهودك |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
جزاكم الله كل خير ....و إن شاء الله اكون العضو المميز
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
انا زهرة العروبة
|
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
كرة القدم وتردي القيم
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين لقد أصبح الآن منتخب الجزائر هو ممثل العرب في المنافسة العالمية الكبرى ، فهو ممثل مصر والجزائر ، بل وكل العرب ، وبازاء الرغبة الجارفة لدى العرب بأن بفوزوا بكأس العالم فان الأجدى لهم أن يفكروا بطريقة تجعلهم يحوزون يوما على هذا الذي يريدون ، تماما كما الهبوط على سطح القمر فاذا كل دولة سوف تفكر منفردة بذلك فانها لربما تصل ، لكنها بالتأكيد سوف تستطيل بالزمن طويلا طويلا ما يجعل الربما في دائرة احتمال يلفها الغموض ، فالأجدى أن يكون الفكر جماعيا والفعل كذلك ، فهو الفكر المشتق من دائرة منطق وحدوي وهو في كل حال الفرصة الوحيدة للتألق في مجال الرياضة والعلوم بل وفي بعث حضارية عربية واسلامية على كل قياس ، وبشأن المنافسة بين فريق الجزائر وفريق مصر ، فلقد بدت على السطح ظاهرتان تحتاجان منا جميعا أن نلتفت اليهما بكل الوعي الفاعل الذي يستهدف بحثا عن درب الى نمو وتطور ، وهما التعصب واللاتمدن ( بمعنى تغييب العقل بأثر الانفعال ) ، فلقد بدا الانحياز لفريق دون آخر قائما على الانتماء لبلد ، ولم يقم على مبررات تتجاوز ذلك ، فلم نجد دورا للعقل باديا في سردية له ، تبين لنا ماذا يدعو عربي من مصر الى الامتناع عن مناصرة لاعب في فريق الجزائر ، أو مناصرة الفريق برمته ، فلماذا هذا الأخ المصري ينحاز الى لاعب في فريق أوروبي أو لفريق أوروبي ، ويمتنع عليه أن يكون بمثل حال كهذا مع أخ له في الجزائر ، وكذلك الشأن مع أبن للجزائر ، فلماذا ؟ بأس العرب بينهم شديد في هذا السياق الرياضي .. هل هو غياب العقلانية ، فبرغم المدينة وسكناها ، الا أنها لم تتجاوز بالوعي الى أن يتأسس على فكرة الحرية وعلى فكرة التعقل ، على أساس منطق تناول علمي للواقع وما ينضح به من متغيرات ، فظل العقل في بعض حالات فاعليته أسير هواجس وظنون وفلتات مشاعر ، بلا اخضاع لها جميعا للعقل في تناولها وتحديد موقف حيالها ، وهو الموقف الذي يستوعب متغيرات كثيرة ، أولها الهوية والغايات السامية لأمة بحالها ، فهذا الذي يتعقل انما هو الفرد الاساس الذي مع غيرة تتشكل الجماعة البشرية التي يفترض أن تنهض بذاتها ، وتعلو بواقعها الى غايات تساورها ولا تفارقها ، فلماذا استبقاء الانفصالية أو الازدواجية ، فعلى جانب ترى وجها وعقلا بارعا في سردة موجبات نهضوية أمة ، وعلى وجه آخر تراه بعينه غائرا ، في ملفوظات ومشاعر تمتلكه تنم كلها على أن هذا ليس ذاك وليس ثمة رابط بينهما ، فبأكثر من شخصية يحيا هذا الذي لربما يوصف بمثقف ، وهو الذي برغم كل سعة معلوماته ودراساته ، لم تبلغ به هذه الى تثقيف علاقاته بالواقع فيغدو في تناوله له ، كما هو حال تناوله لمسألة تخص المصير ، ويصبح عليه أن يقول قولة العلم فيها . وها هي كرة القدم تقدم لنا بكل الدلالات الفصيحة في تعابيرها ، على أن هذه الشخصية العربية فارغة من مضامين ، كان الأجدى أن تكون معمورة بها ، فلقد بدا المشهد وكأنه فصل خريف الشخصية التي على غير وعي منها ، دللت بسلوكها على مكنون ذاتها وأفصحت عنه بسلوكها ، وبكل ما يدل على حقيقة القيم التي تسكن مخ السلوك الانساني في ذاتها ، فها هي شخصية عربية عارية من كل ستر لها بثياب من كلام معسول ، ها هي وهذه حقيقتها ، ولن ينفع البكاء على عروبة هذه هي ، وهذه أحوال شخصية عربية تسرح في كينونيتها ، تصرخ في فضاء كل وعي حصيف بالسؤال ، لماذا وماذا هو الفعل الخلاص .. ماذا يمكنه عمله بازاء ذلك ؟ ، فأولا هو عدم التيه والحيرة بل استشفاف الفهم الحقيقي برده الى أسبابه ، وتحديد ما يتوجب عمله في مستوى التربية في المدارس وفي الفضاء العام ، فهي مسؤولية مستقبل آت ، فاستقباله بما يتوجب عساه يختلف بمضاف هو توافر القيم في سلوكيات أمه ، فغيبة القيم تأسيس لاستبعاد التفاهم وبتر للتواصل فتمزق ، وهو نتاج مخالف لحلم بالتطور وبالوحدة وحلم بالقدرة القادرة على تحقيق الغايات ، وليس الحل آت بحال من شعارات جميلة أو اعلان مواقف نبيلة وفقط ، فصناعة الأمم لا تتأتى ببيانات ولا بتصريحات ، على أهميتها ، فهنا نحن بصدد جوع تاريخ الى دور في التاريخ ، ويتجلى هذا في ما يشبهه ، فكل الجماهير وحدة واحدة تشتعل عزما على تحصيل هدف واحد ،وثمة الآخر الذي يجب تحقيق النصر عليه ، وهذا حال يشبه الى حد كبير حال معارك ضارية تخوضها الأمة لكي تتصدر صدر التاريخ ، ولطالما قيل لهذه الأمة أنت عظيمة، وأنت من تصدرت زمنا طويلا قيادة التاريخ ، وأنت من حققت انتصارات ساحقة على أعدائك ، ولطالما أطل عليها التاريخ بكل حقائقة، من فم كتب أو سرد أو من فم منبر يهتف بالامجاد بينما الذي يهتف لم ينتبه الى أن ملابسه لا تجيد اليوم أمته صناعتها ، وليس هذا فقط ، فما بين صوت يدوي في أعماقها ، بأنها يجب أن تعود الى قيادة التاريخ ، وبين بؤس حالها ومرارة واقعها ، اجترعت بؤسها ، وكان اللاوعي ، وكرة القدم نطاقا ، تغتسل فيه ، من مرارة تشقيها . والمحزن في المشهد كله هو تراجع العقل الفاعل برمته ، بازاء لاوعي بدا في ضبابية ، تم تلفيقها لستر عدوان على حافلة ، تقل الفريق الجزائري على الطريق الواصل ما بين المطار وبين فندق آوى الفريق الجزائري ، فلقد سالت دماء من وجوه بعض اللاعبين وظهرت حقيقتها على شاشة التلفاز ، وبرغم ذلك كان للضبابية عقل يصر على تفعيل دورها في خدمة الوهم ، بينما كان الأجدى أن تقوم المخابرات المصرية ، بكل دور فاعل بحيث يكون دورها مؤثرا في القناعات ، فتنشر الأمان في النفوس وتعزز الثقة ، وهو ما كان يمكنه أن يضيف احتراما وهيبة ، ويمنع من التنافس في جوانب منه أن ينزلق الى ما انزلق اليه ، بأثر أوهام استولدت أوهاما ، وضبابية أنجبت كل قلق واهم ومتهافت على ما لا يتفق لعقل ، لكنها الضبابية المرعبة التي لم تحسب بغير كونها الستر لحقيقة يراد لها أن تتلاشى بضباب ، وما درى مبدعها ، بأن هذا القياس ، انما هو الذي لم يعرف أن يقيس ، سوى مقدار عماء البصيرة التي أبت في ساعة من اعتباط جهل ، الا أن لا ترى بشمولية العقلية العلمية المحيطة التي تحسب الفعل وآثاره المحتملة ، تاهت العقول عن قدراتها ، واندلقت بكل غير مقبول من ملفوظات ومواقف تسىء وتمزق وتؤثث لتنافر لا يضيف في أمن ولا أمان ، غير خلل وتشتت عن أهداف كانت هي الأولى بالحرص عليها ، ومع ذلك فلقد غاب عن مبدعي تلك الضبابية بأن تلك الدماء الزكية النقية الطاهرة ، التي أسالها اللاعقل بعنف جاهل وراحت تفترش وجه لاعب كرة جزائري ، لا ذنب له سوى أنه الذي يصح لكل عربي أن يعتز به ، سوف تجعل من اللاعب الجزائري يتحرك في الملعب ، بعزيمة ما كان يمكنه أن يتحرك بها ، من دون هذا الزعل الذي استبقته له في نفسه هذه الدماء ، فهي مضاف في بعث قدرته وانطلاقها ، وهو في قرارة نفسه ، لن يكل ولن يمل حتى يرسم فوزا حقيقيا للجزائر في هذه اللعبة ، التي يدري عنها ، بأن فوزه فيها ، انما هو ، بالاضافة الى كونه تحقيقا لامنيته وأمنية فريقه ، فانه ردة الشخصي على من كان سببا في اسالة دمه ، فالعوامل النفسية عميقة الأثر في استنهاض قدرات ، لربما بغيرها ما كان يمكن استهاضها ، وبأن تلك الضبابية ما يمكنها الا أن تكون باعثة قلق جارف ، في قطاعات واسعة ، والى حد توليد لردود فعل ، لربما تنزع بالبعض الى الرغبة في الانتقام ، وهي مسألة بواعث ودوافع ونزوع واستواء على رد فعل متلائم ، بعقلية منفعل بوعي أو بغير وعي ، مع حالة الاستنفار في حالته الشعورية ، وليس ثمة غرابة في قول الصحافة الرياضية في الجزائر وخاصة منها " الهداف " ، بأن المنافسة في الخرطوم بين فريق مصر وفريق الجزائر انما استحالت الى موقعة شرف ، فعلى ما قلنا ، فان جوهر هذا الاحساس العميق لدى الجزائري ، انما كان انبثاقا من جملة الضبابية التي أطلت من داخلها تلك الدماء على وجوه بعض من لاعبي الجزائر ، فتلك أنجبت ذلك السلوك لبعض من الجزائريين ، والذي ضاقت به مصر وكل من به رغبة عميقة بالارتقاء الى المستوى الذي يليق بنا نحن العرب ، فالرياضة مناسبة أخلاق وقيم وتعارف ومنافسة تضيف في علو قامة العرب ، لا تتردى بهم الى دون من خلق لا يتفق لهم ، مع أي جوهر مكنون في حضارة كانوا عليها أو يحلمون بها ، وأحسب بأن الدموع في عيون الممثلة العربية البارعة فردوس عبد الحميد ، على قناة دريم وأمام العربية الفلتة منى الشاذلي ، لكافية دلالة على أن ثمة جراح ، في النفس استولده عدوان مجموعة من الجزائريين على حافلة أقلت مصريين ، وأقول هذا على الرغم من صدق السودانيين بأنهم قاموا بكل ما أمكنهم من رعاية للمنافسة ، ومن حضرها من مصريين وجزائريين ، فثمة خلل قد أفضى الى مشهد استبقى الدموع في عيون فردوس عبد الحميد ، وذلك لا ينفي صدق السودانيين الذين قاموا على الأمن بكل جدارة ، لكن الحالات الشاذة على كل ما بها من آلام لا يمكن بحال أن تكن فرصة للاسراف الى ما لا يصح ، من تجاوز حدود الأخطاء الى نسخ لها ، على جملة الوضع العام ليصبح الكل في خطر وذلك نتاج رغبة الكل في صناعة الخطأ ، فهذا اللامعقول الناتج من اللامعقول الذي أفضى به اللاعقل الذي أبدعه في ساعة ألم حزن جارف ، ساور العقل وأورده موردا ما لاق ولا يليق به ، فهو عقل يا طالما كان المعلم والاستاذ لغيره ، وجملة القول بأن الورود كانت أبلغ تعبيرا عن جماهير مصر وقت استقبال ابطال اخوة ، وكان يمكنها الورود أن تكتب وجها آخر ، لكن على ما يبدو فان كرة القدم وتردي القيم هي الموضوع الذي تركته هذه المنافسة الكبيرة بين الاخوة ، ولا مجال أمام كل ذي حس بعروبة واسلام الا أن يتوقف ويتساءل بازاء هذه القيم التي تردت وتركت أسفا. لقد جاب مصر حزن كبير ، وهو حزن مبرر ، لما لفريق مصر من قدرات فذة ، فهو مفخرة لكل العرب وعلى كل قياس ، وبدا هذا الحزن آخذا بناصية العقل ، فتجلى العقل فالتا من عقاله ، فلا عقال يعقله ، والمؤسف حقا بأن أحدا لم يظهر ، ليدلل على غير ما نقرر هنا ، من وضعية عقل تاه في اللافهم ، لعدم الفوز فجنح عن عقاله ، فكل الشواهد تدلل بأن لم يفلت أحد من غيبوبة فكر بدت على لسانه ، فتاه العقل في داخل المرارة ولاكها وتلفظ بها ، وهو في خلال سردياتها الجانحة ، بين واقع وبين ما هو مقصور على واقع لا يعرف لها وجها ولا حالا ، كان العقل الفالت من كل موضوعية ، والهائج بكل عاطفة تغمره بكل الجاهزية ، ليصرف كل مبررات الخسارة ، على كل ما لا علاقة له بكرة قدم ، ومنافسة في داخل ملعب ، بل وتعدى ذلك الى الانتقال من علاقة بمنافسة الى علاقة بموقعة وعدوانية ، تم اشتقاقها من ايماءات واشارات ، تهيء للعقل انشاء معبأ بكل ملفوظات التوصيف لمذبحة ، كان يمكن أن يتعرض لها أبناء مصر على يد الجزائرين ، وفي خدمة هذا التوصيف انداح العقل الى تصوير المؤيدين الجزائريين الرقصين فرحا لفريقهم بأنهم من أهل الجريمة ، فهذا عقل فلت من عقاله . ومن الملفت للانتباه في هذا المشهد الكروي ، هذه الارادة الشعبية الجارفة التي تعرف غايتها وتلتصق بها وتعبر عنها بكل ما بها من صلة بها واصرار عليها ، وهي ارادة اقتدرت على استجماع كل الوعي العام في بؤرة شعورية واحدة تصيخ السمع لنغم واحد لا تملك أن تطيق سماع غيره ، ولا تحتمل أي طرق بنعم مخالف لها فهو الذي لا سواه ، فوحدانيته هي الموحدة لهذه الارادة في اقنوم واحد ، منفلت من كل رباط يحد من رغبته في عناق غايته ، ويندلق صوبها بكل صيحة ، تملك عليه كيانه ، فهو المارد الذي لا يجرؤ أحد أن يعانده أو يكابر بازائه ، فهي الارادة الشعبية التي حزمت أمرها ، ونزلت الى الشوارع تعلن عن مرادها ، وبكل فصيح القول ووضوح المعاني ، وبازاء هذه القدرة التي لا تحتمل موقفا سواه المندرج في سياقاتها ، انخرط الحاكمون تحت أمر الارادة الشعبية ، فاستحالوا محكومين بهذه الارادة فكيف هم تلاشوا .. فسبحان الذي لاشى الحاكمين بكرة قدم . فأي حال هذا الذي لا تجد فيه الحكمة في ساعة من زمن بيتا تأوي اليه ، وأي حال هذا الذي تغدو فيه المسؤولية قيد ايماءة جهل متدحرج بكل ما هو يطعن بعلاقات بين اخوة هي حاجة مصير مشترك ، أمعقول أن يكون رئيسا مجرور بجاهل ، بلا انها حكاية هذه المنافسة التي قضت بحصول ذلك ، فهل حقا هو هذا زمن انحطاط ، وقد تراجع الأمل في التفكير في نهضة علمية تنهض بالاقتصاد وتعلو بالسياسة الى ما يعانق الامال الكبيرة ، هل اصبح البحث عن القادة في مراتع هواة كرة قدم أو فساد في هذه الجهة أو تلك أو في حوزة تآمر ليأكل هذا من لحم أخيه ، فأين الحكمة ، وأين الاشتقاق للفكاك من الأزمات الصغرى بالأعمال الكبرى ، أليس القادة هم بمعنى كلمة قادة ، فاذا أصبحوا منقادين بأخطاء هنا أو هناك ، بتحصيل من فتيان أخذتهم حمية وحماسة ولف بهم الجهل ودار دورته ، وكانت نتاج ما قاموا به في مراتب زعل ، صبوه قطرانا في حلوق أبرياء من هنا ومن هناك ، فأين العقل ، هل بات ولم يفق الى الآن أم هو مستور بساتر الاسترضاء ، لجماعات ممن جمعوا أنفسهم على جملة أفعال وردود أفعال ،أوصلت الى ما لا يصح ولا يكون مقبولا بحال ، فهل القائد بمعنى الاستهواء للعبة جرها اليه جاهل .. أمعقول هذا . .................................................. ............................................... 20/11/2009 السبت astrosameh@Gmail.com |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
شاهدت المنافسة بين الاخوة
بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين شاهدت المنافسة بين الاخوة مصر والجزائر ، في حضرة جماعة يزيد عددهم على خمسة عشر فردا ، ما بين ذكر وانثى ، وتتراوح أعمارهم ما بين عشرين سنة الى ما يزيد على الستين عاما ، وكان ذلك في بيت من بيوت ام الفحم في فلسطين المحتلة ، والملفت في كل ذلك الحضور ، هو اني الوحيد الذي لا أفهم في كرة القدم ، ومشاهدتي لعبة كرة قدم لربما تكون الثانية أو الثالثة ، فمنذ ما يزيد على عشرين عاما لم أرى فيها كرة قدم ، وكان هذا في صالحي ، فالكل من حولي يريد أن يشرح لي ، فأنا في حال التلميذ الذي يدخل الروضة ، وكانت اللعبة تمر على الشاشة ، بينما الصمت هو سيد الموقف ، تخترقه شروحات لي ، لكي أفهم حركة هنا وحركة هناك ، فلما أدخل جول في شباك مصر ، هب الجميع دفعة واحدة في صرخة داوية ..جزائر ..جزائر .. وقيلت أسماء لاعبين لا أذكرها ..وراح الهتاف لجبال الأوراس ، بومدين ... بن بلا .. وما الى ذلك فهذا يقفز وهذا يصرخ وهذا يعتصر نفسه فرحا ، وأنا مذهول في مكاني التفت الى هذا والى ذاك ، ولاحظت بأن أحدهم قام وأحضر علما عرفت مباشرة بأنه علم الجزائر والتف به وهو يقول : هذا حبيبي ، ولست أدري لم شدني شكل هذا الشاب وغيره ، فهو يشبه وجوها جزائرية مرت على الشاشة أمامي ، ولقد سبقني الى القول أحد الحاضرين ، اذ قال بأن كثيرين في أم الفحم لهم جماجم ووجوها تشبه هذه التي نراها على الشاشة ، وسارعت من جانبي الى القول ، بأن الاسلام قد مزج ما بين الخلائق عندنا في المنطقة العربية ، حتى بات يصعب على أحد أن يشير الى أصل له سواها العروبة والاسلام ، ، الا أن المشهد بدا أكثر جاذبية عندما كادت مصر تدخل جولا ، و لم تفعل فبدا أسف شديد على بعض الحاضرين ، لكن وجوما ما كان يمكنه الا أن يفترش كافة الوجوه ، ولما انتهت اللعبة ، بدا المشهد أكثر غرابة ، فمع الفرحة للجزائر والتي بدت في قيام أحدهم ليوزع الحلوى ، راح غيره ليقول بأنه حزين لأن فريق مصر لم يفلح في المشاركة في المنافسة العالمية فهو جدير بذلك ، وكان يمكنه ويمكنه ..وانهال فجأة الجميع بكل الثناء على فريق مصر وبدت محبة جارفة لأبوتريكة ، ولاحظت عندها دموعا في عيون أكثر من واحد من الحاضرين ، ولما بدا الأسف واضحا على وجه المذيع المصري ، رأيت أحدهم يجهش بالبكاء وتحضنه أمه وتلحق به بدمع لم تستطع اخفاءها ، وهكذا كان حال هذه المشاهدة التي أفضت بدلالات على وحدة مشاعر وفكر ممتدة من أم الفحم الى مصر والى الجزائر ، بل وفي كل اتجاه في مناحي الوطن العربي . |
رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
لا أخطر من سلاح نووي بيد اسرائيل
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين كلمة سلاح نووي تعني قنابل نووية ، أو رؤوس نووية ، تحملها طائرات ، أو صواريخ ، الى المواقع التي يراد انزال كارثة بها ، ، وكلمة قنبلة نووية أو رأس نووي ، تعني جهازا معقد التركيب ، يحمل مادة نووية انشطارية ( يورانيوم ٢٣٥ أو بلوتونيوم ٢٣٩ ) ، وهو مزود بتقنية ( هي كلها مع القنبلة ) ، تتسبب في لحظة محددة بتفجير القنبلة ، ما يترتب عليه تحرير طاقة هائلة (نووية) .. من هذه المادة الانشطارية ، وتتسبب في ضوء ذلك بدمار كبير جدا ، وتترك آثارا في الطبيعة يمتد تأثيرها الى سنين طويلة ، فهي مؤثرة في خلخلة البيئة والانسان معا ، فصحته تظل معرضة للمخاطر بسبب من تنفس أو أكل ، وانتقال بالوراثة للجينات المشوهة من جيل الى آخر . وأما بالنسبة للقنبلة حين انفجارها ، فانها تتسبب في موجات رعدية شديدة جدا ، وحرارة عالية جدا ، وتأيين كبير جدا للهواء ، وكل هذه معا تتسبب بدمار هائل ، فان عمود كهرباء من حديد أو ألومنيوم على بعد كيلومتر واحد أو اثنين ، مثلا ، من موقع الانفجار يغدو فحما ، ولذلك كله ، فكلمة قنبلة نووية تشيع الرعب ، فاستعمالها في حرب يعني بوضوح دمارا شاملا ، ويتبعه الى سنين طويل تشويه في خليقة الانسان ، وليس ثمة من دواء يوقف هذا التشويه ، فعلى ذلك ثمة مصداقية لاستبعاد القنابل النووية عن النزاعات ، وثمة مصداقية أيضا لامتلاك سلاح نووي ، فلأنه بهذه القدرة على انتاج الدمار ، فيمكنه أن يكون سلاح ردع ، يرتدع به من يسعى بعدوان على من يمتلك هذا السلاح ، فهو يخشى من أن يتم استعمال السلاح النووي ضده . وفيما يتصل بايران ، فهي دولة تسعى بنشاطات نووية لأغراض سلمية ، والى انتاج وقود نووي ، هي بحاجة اليه من أجل مشروعاتها النووية ، ولم تنتج قنابل نووية ، وتصر على أنها لا تتجه الى ذلك ، لكن الواضح بأنها لا ينقصها القدرة على انتاج القنبلة ، سوى أن تنتج الوقود النووي بتثرية تقارب ال%95 ، وهي التثرية المطلوبة لانتاج القنبلة النووية ، فمثلا خمسة كيلوغرامات من مادة يورانيوم ٢٣٥ ، بتثرية كهذه ( الكلمة الشائعة هي تخصيب واني لا استسيغها على صحتها ، واني أرى كلمة تثرية هي الأصح ) ، كافية لانتاج قنبلة نووية .( أو بلوتونيوم ٢٣٩ بنفس نسبة التثرية ) ، وهب أن ايران تحولت الى دولة نووية ، أي أصبحت تمتلك اسلحة نووية ، فهي ايران النووية ، فسوف تنتفع بذلك بأن تبني هيبة دولة نووية ، وتلقي بظلالها على مساحات واسعة من المنطقة التي تريد أن تؤثر عليها ، لكن هناك باكستان ، فهي دولة نووية ومن سنيين ، فأين هيبة باكستان ، أين الهيبة ؟ ، فهي في حال لا يسر قادتها ولا يسر أصدقاء لها ، فالهيبة ليست مستمدة من القنبلة النووية ، ولا من القدرة على انتاجها ، وانما من تكامل عدة أمور معا ، الاقتصاد ، والسياسة ، والتماسك الاجتماعي ، والدور السياسي البارع في العلاقات الدولية ، فالى كل هذا تنضاف القدرة العسكرية بما فيها القنبلة النووية ، وتصنع الهيبة ، وأحسب بأن ايران تحتاج الى تعديل في بنيوية نظامها السياسي ، في جعله ولاية فقيه ، في سياقات نظام الحرية ، فليس أن تلغي نظام فقيه ، وانما أن يكون نظام الحرية هو الوعاء الذي يتحقق فيه نظام الفقيه ، فثمة ضرورة لتعديل في الفهم لبعض النصوص التي قال بها امام ايران الأوحد روح الله موسوي الخميني ، فبذلك تزداد تماسكا ، ومع ذلك ، هب أن ايران امتلكت سلاحا نوويا ، فهل تستعمل ايران النووية سلاحها النووي ، وضد من ، فيكفي انذار واحد من روسيا أو من بريطانيا أو أميركا الى ايران ، بأنه اذا استعملت قنابلها النووية ضد اسرائيل ، فسوف يتم مسحها من الوجود بقنابل نووية أميركية ، فأميركا بما هي عليه من قدرات ، تمتلك من السلاح النووي ما به تستطيع أن تدمر العالم أكثر من مرة واحدة ، يكفي انذار كهذا ويكون جادا جدا ، لينام سلاح ايران النووي في مكانه ، فاذن من وجهة نظر عملية لا تستطع ايران استعمال هذا السلاح ضد اسرائيل ، طالما أن هناك علاقات القوة كهذه القائمة الآن في العالم ، فأميركا حامي حمى اسرائيل ، فأما أن تستعمل ايران سلاحها النووي ضد بلد عربي أو مسلم فهذا خارج الوعي وخارج العقل وخارج كل فهم ، فما حاجة ايران الى سلاح نووي اذن ؟، ومن هنا فان كل ما تقوله اسرائيل ، وما تقوم به من تحريض على خطورة امتلاك ايران لسلاح نووي ، انما هو كلام فارغ من كل معنى ، اذ لن يكون هناك من يجرؤ على التفكير باستعماله ضد اسرائيل ، الا أن يكون قد اتفق له استدعاء كارثة ، لتنزل بايران مع اتخاذه قرارا كهذا ، وذلك لأن رد الفعل الأميركي سوف يكون كارثيا على ايران ، ومن هنا فمقولات اسرائيل في هذا الجانب ، تندرج في سياقات رغبتها الدائمة بأن تلحق الضرر ، بكل قدرة اسلامية أو عربية ، ومن هنا يطل السؤال ، فلماذا يفزع بعض العرب ويقلقون من امتلاك ايران لأسلحة نووية ، فلتمتلك ، فان لم ينتفعوا بذلك فلن يلحق بهم من هذا ضرر ، سوى في داخل الصراع على الهيمنة التي تصر عليه ايران ، وهو الصراع الذي يشكل بذاته لب الخطأ الذي يلحق الضرر بها في الساحة العربية ، فلتكن الصديق والأخ ، لا المشتق من عقلية غائرة في القدم ، والساعي الى أن تكون له الهيمنة بوهم ماض ينخر في الوعي ، ويدفع الى فكرة امبراطورية اسلامية فارسية . فدرس التاريخ الأفيد هو التعاون لا التناحر ، والعمل المشترك ، في اعلاء ينيان الأمة العربية والاسلامية ، بدلا عن التحادد والتنافر المنتج بالضرورة ضعفا في القدرة الجماعية ، بصرف لامكانيات كبيرة ، الأجدى لها أن تكون موظفة في البناء والتعمير ، وانتاج العلم وتوظيفه في بناء حضارة اسلامية جديدة . وعلى أية حال فان قدرة نووية ايرانية يمكنها ، أن تفيد ايران في كل اتجاه في الجوانب السلمية ، في الطب والزراعة والصناعة والأبحاث . وفي الجانب التكتيكي العسكري ، فان سعيها في مستقبل الأيام ، الى انتاج قنابل نيوترون مثلا ، لربما يكون ذا فائدة استراتيجية في مواجهات مع جيوش في ساحات قتال ، ولربما هذا هو ما يرعب اسرائيل ، فسلاح كهذا يمكن استعماله ضد حشود من جيوش ، بابادتها دون أن يلحق ضرر بممتلكات . وبالنسبة لاسرائيل فان امتلاكها سلاحا نوويا ، لا يعني أن تستعمله ، في كل نزاع ، فهو ضد الفدائيين لا فائدة منه ، وضد الفلسطينيين على أرض فلسطين لا قيمة له ، ولكنه ضد الدول العربية والاسلامية يمكنه أن يكون كارثيا ، فهو خطر على كل قياس ، فصاروخ يحط برأس نووي على القاهرة وآخر على مكة أو الرياض ، أو على قم أو طهران و...، وذلك ساعة اسرائيل تختار بين أن تكون أو لا تكون ، فهنا اسرئيل بسلاح نووي تشكل خطرا وجوديا على العرب والمسلمين ، وعلى ايران، فامتلاك ايران لسلاح نووي يمكنه ساعة الحسم فقط مع اسرائيل، بين أن توجد أو لا توجد فتنتهي ، بأن يستبق الى شل وجودها ، وبتضحية بحياة أبناء فلسطين بأرضهم ، فضرب اسرائيل بسلاح نووي يعني ضرب الفلسطينين ، بحكم الجغرافيا ، وهذا تصور أقرب الى الحافة بين الممكن واللاممكن . ولكن هل تمتلك اسرائيل سلاحا نوويا ، فالجواب ، ليس ثمة دليل قطعي واحد على ذلك ، فمن لديه فليقل لي ، فأنا لا أرى ولا أجد ، وما أقصده هو الدليل الذي لا لبس فيه ، فلا يسردن أحد لي القصة البائسة لفعنونو ، ولا يأتين لي بتصريحات في صحافة ، ولا بأن هناك من قال وأكد على ذلك ، فالدليل القطعي ، ما قامت به مثلا الهند أو باكستان لتدلل على وجود سلاح نووي بيدها ، وفي كل الأحوال فان اسرائيل في الحضن الأميركي ، ونتذكر هنا الانذار لصدام حسين وقت حرب الخليج الأولى ، فلقد أنذرت أميركا العراق ، بأن استعماله لسلاح غير تقليدي ضد اسرائيل ، يعني استعمال أميركا لأسلحة نووية في ضرب بغداد ، وكذلك الشأن كان من جانب هيلاري كلينتون في خلال منافستها على رئاسة أميركا ، فقد أنذرت ايران بأن أميركا سوف تمحوها عن الوجود ، اذا هي وجهت ضربات الى اسرئيل ، فعلى ذلك فان امتلاك اسرائيل لسلاح نووي من عدمه ، لا يعني غيبة سلاح نووي يتحرك ساعة الضرورة لحماية اسرائيل . فاسرائيل من أواخر الستينيات من القرن الماضي تمضي في سياسة ضبابية ( وهو درس في الاستراتيجية النووية استقته من الادارة الاميركية آنذاك ) ، فلا تدع لأحد امكانية أن ينفي وجود هذا السلاح لديها ، ويملك في نفس الوقت ما يبرهن به على صدق نفيه ، ولا بأن يجزم بالدليل بوجوده ومعه ما يدلل به على صدق جزمه ، وهذا هو حال السياسة النووية في اسرائيل الى الآن ، وهي سياسة برهنت على فاعليتها في انتاج هيبة نووية لاسرائيل ، بل وتعدت بهذه الهيبة ، الى منتوج انضاف لها ، وتجلى في التأثير على السياسات العربية التي أملاها الصراع الذي فرضته – بوجودها - اسرائيل ، فهل هذه الضبابية كانت لانتاج المضاف هذا مع الاستبقاء لامكانية ، لربما تستحيل ضرورة أمن ، وهي النزوع الى اتفاق يجعل منطقة الشرق الأوسط برمتها خالية من السلاح النووي ، وذلك حين يصبح هذا الاتفاق ، هو عين ضرورة ، لايقاف طموحات دول في المنطقة الى امتلاك سلاح نووي ، فعلى ذلك ها هو الواقع الذي كان محتملا قد أصبح الآن حقيقة واقعة ، فهذه ايران بينها وبين السلاح النووي ، أن لا تعترضها قوى عظمى على ذلك ، ومثلها مصر التي لم يتوقف العائق الدولي يوما ، عن اعتراض دربها ، فهل حكمة مصر التي جعلتها تلح دوما ، على جعل هذه المنطقة خالية من السلاح النووي ، هو ما يعني بأن هذا هو ما سوف تمليه ضرورات الأمن لدول المنطقة ؟ ، وهل خلو العرب والمسلمين في هذه المنطقة من سلاح ردع ترتدع به أوروبا وأميركا معا ، هو في صالح ميزان الردع الذي هو في حقيقته مختلا ، وليس في صالح العرب والمسلمين ، أليس في هذا الخلو بذاته استبقاء لخلل لا يمكنه بحال أن يضيف في أمن شعوب الأمة العربية والاسلامية ، أم تراه الخلو أو الاخلاء املاء واقع وظروف وحاجة تكيف ، للتزود بما يعين على استبدال هذه الظروف ، واعادة تشكيل الواقع على ما يسمح بالانتقال من خلل في توازن في الأمن ، الى دنو من توازن ، فالى ما يحقق توازنا استراتيجيا في مستقبل الأيام ، فليس بالسلاح وحدة يتحقق الأمن ، فثمة وضع اقتصادي واجتماعي وعلمي ، ولا مفر من اعادة تشكيله ، على ما يمكن به تحصيل محصلة لجملة من امكانيات ، تمكن من تحقيق تمكين للأمن ، على ركائز ذات قابلية للنمو ، والتدافع بها ، في عملية تقدم ، يتوفر بها الممكن الضرورة ، لتمكين لامكان يمكن موضوعيا أن يكون ممكنا ، فالخلو أو الاخلاء ، ليس بذاته اختيار وانما هو موقف منبثق من املاء موضوعية أوضاع لا فكاك من املاءاتها . 24/11/2009 astrosameh@Gmail.com |
الساعة الآن 17:16 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir