ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   منتدى الفيزياء الكونية. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مدخل في الفيزياء الكونية (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=19865)

منير قنيش 13-11-2007 00:54

مدخل في الفيزياء الكونية
 
رسالة إنسان إلى كل إنسان
لـذة العـقـل

أخي الإنسان،

لا يخفى على أحد حال واقعنا الاجتماعي المؤسف الذي نعيشه الآن نحن هنا وكذلك أنتم هناك والآخرون في كل مكان، واقع يجتمع فيه الأخلاقي مع اللاأخلاقي و تتناقض فيه القوانين مع الظواهر، كما تحدث فيه أشياء أخرى غريبة نستشعرها فقط دون أن نراها مثلما نستشعر ألم المرض دون أن نراه. وبالرغم من أننا نجد أنفسنا لا نطيقه فنحن نتقبله ونتأقلم معه بكل الوسائل الممكنة. لقد أصبحنا نعيش حالة اجتماعية زائفة. ومهما وصل الأمر فالواحد منا لا يستطيع أن يعيش بدون الآخر وبدون الاحتكاك معه وإلا فلا حاجة له للمبادئ والمنهجيات، ومن ثمة لا أحد يقدر على العيش داخل المجتمع حرية مطلقة إلا في حالة ما إذا أخذ بالمفهوم الصحيح للحرية الذي هو التخلص من قيود الغريزة لا من قيود المجتمع.
ومما لا شك فيه أن الوضع الحالي لعالمنا هو مرآة تعكس صورة الوضع الحالي لفكرنا الذي أصبح مشوبا بفوضى يعود سببها إلى أفكار فاسدة سائدة اعتمد في بنائها على مناهج أحادية مختلفة كالعلمي المتعصب أو الديني المتطرف أو الفلسفي الجاف بالرغم من وجود ميدان عمل واحد مشترك بين الأصناف الثلاثة هو الذهن، أداة عمل واحدة هي العقل ووجود غاية واحدة يسعى كل صنف إلى تحقيقها بطريقته الخاصة وهي خدمة الإنسان. إن هذه الأفكار الفاسدة السائدة التي قسمت العالم وأساءت له مآلها الاندحار والتلاشي وبناءها سيسقط لا محالة عاجلا أم آجلا ، هذا بالإضافة إلى أن البناء المغشوش تسبق انهياره لحظات يتعرض خلالها هذا الأخير إلى هزات وانكسارات تكون شديدة كلما اشتد الظرف المسبب لها، ولعل أن الهزات التي تعرضت إليها الإنسانية سابقا والتي تتعرض إليها الآن أهون بكثير مما ستتعرض إليه لاحقا إذا استمرت في إتباع نفس الأساليب في عملية استكمال تشييد البيت الفكري.


حول ماهية الفكر
يمكن حصر تعامل الإنسان مع كل الموجودات إضافة إلى التأثير الحاصل بينهما داخل مجموعة واحدة نطلق عليها اسم الفكر، تستلزم وجود مجموعة تعريف كما في الرياضيات يؤول حسبها في حل كل المسائل إلى معادلات فكرية متوازنة، ومثلما يوجد بين المسائل ما هو موضوعي يعتمد على الحقيقة في حله، يوجد كذلك ما هو اعتقادي يعتمد على المسلمات من أجل إقرار توازنه، مما يترتب على ذلك أن يصبح التوازن الذي تعرفه المعادلات الفكرية تختلف درجات استقراره حسب اختلاف مناهج التفكير. فهناك من ينظر إلى فكرة معينة على أنها صحيحة وغير قابلة لتأويلات أخرى مكتفيا لاقتناعه بأسباب ربما قد تكون تافهة بينما ينظر آخر لنفس الفكرة نظرة مغايرة مستخدما أساليب تفوق حدتها المنطقية حدة الأولى، ولهذا السبب تأخذ المعرفة، التي هي مجموع المعادلات الفكرية المتوازنة، ألوانا عديدة فنجد مثلا المعرفة العامية، المعرفة الدينية، المعرفة العلمية، المعرفة الفلسفية...، و من الواجب علينا أن نميز بين أنواعها ولا نضع ثقتنا إلا في أفضلها، إذ أن أرقى أنواع المعرفة هو ما يأتي عن طريق الاستدلال السريع والإدراك المباشر كما ندرك أن الكل أكبر من الجزء. وهذه الطريقة البديهية يعرفها الكثير عن إقليدس الذي يعترف بحسرة أن الأشياء التي تمكن من معرفتها عن طريق هذا النوع من المعرفة قليلة جدا.
وإذا كانت الفكرة مهما بلغ صوابها لا بد وأن يتم التحقق منها ومن الأسباب التي أدت إلى تصديقها فإن بعض الأفكار توجد ضمن مجموعة الفكر تتطلب منا أن نثور عليها، فكم من نظرية آمن الناس بها ووضعوها فوق كل جدل ثم تلاشت بعد ذلك وأصبحت لا شيء. ولو وجد ثمة اتفاق بين فكرة وموضوع فلا يعني ذلك أنه حقيقة إلا في حالة ما إذا تخلص الموضوع من أهواء المفكر وميوله لأن في صميم كل فرد تصور ذاتي عميق له سلطة بالغة في تحديد موقفه من مجرى الأحداث، وقيمة الموقف أو الرأي تتعلق بكفاءة صاحبه وحريته في التفكير وللتربية والتعليم في ذلك أثر كبير.
وكيفما كان الحال، فالتعامل مع الموجودات هو تفاعل معها تخضع فيه الأفكار إلى التحلل مثلما تتحلل الجزيئات في التفاعل الكيميائي من صيغة إلى أخرى، هذا وأن حدوث التفاعل لا يتم إلا بوجود أجساما متفاعلة وحافزا يساعد على التفاعل، ففي غياب الأوكسجين مثلا يتوقف الاحتراق كما تتوقف عدة تفاعلات كيمائية لهذا يصبح من الضروري توفير الحقيقة التي من شأنها أن تلعب دور الحافز في التفاعل الفكري لأنها ستساعد على تفكيك الأفكار من أجل إعادة صياغتها. وتفيد التجارب أن كمية هذا الحافز كلما كانت كبيرة كلما كان ناتج التفاعل الفكري جيد ومفيد. ولما كان لكل تفاعل أجساما جديدة تنتج عنه فإن ناتج التفاعل الفكري هو فكرنا العملي الذي هو سلوكنا، أعمالنا وإنجازاتنا، ولهذا السبب ينبغي علينا أن نفكر في كيفية تخليص الفكر من الفوضى وفي تقوية أسس بناء البيت الفكري الذي تسكنه عقولنا جميعا؛ الأمر الذي يتطلب البحث عن الهفوات والأخطاء التي ارتكبت أثناء عملية بناء الفكر العملي القائم أساسا على تصميم الفكر النظري الذي يحتاج هو الآخر إلى الإحاطة بكل جوانبه لعل الهفوات تكون قائمة فيه ثم ملاحظة الأجزاء المهملة التي تخلى الإنسان عنها ولم يتناولها بالتهذيب كما يتطلب كذلك فحص عيوب المعرفة وحاجاتها وإمكانياتها ووسائلها والإشارة إلى المشاكل الجديدة التي تنتظر إلقاء الضوء عليها، ولعل ما يتطلبه تطوير المعرفة الإنسانية هو تطهير العقل وتنقيته من بعض التصورات والمفاهيم القديمة وذلك بتصحيح الأخطاء المرسخة فيه والأوهام المتجلية في الصور التي ترتسم في الأذهان عن حقيقة الأشياء. هذه هي المهمة التي على العقل أن ينشغل بها متحديا كل الخلافات القائمة بين التيارات الفكرية لأنه هو المسؤول الوحيد عن حل مشاكل الإنسان، فهو مؤسس الفكر وصانع الرموز وبفضله اتخذت الأشياء صورا لها عند الإنسان، ومن أجل تجنب أي سوء قد ينتج عن ذلك عليه أن يجد حلا للأزمة التي يعيشها البيت الفكري الذي يعتبر ملجأ عقولنا جميعا كما سبق الذكر.
وأول خطوة في هذه العملية استحضار خصائص كل تفكير على حدا قبل أي محاولة توفيقية يكون من شأنها حماية فكر الإنسانية من شر الاصطدام الذي قد يحدث بين أصناف التفكير بسبب التعصب والتطرف واللامبالاة.

أ- الدين
هو مؤسس الأسرة الفكرية وأب العلوم التي تعد الفلسفة أمها، ويعتبر كذلك قوة يرجع إليها الفضل في ظهور المعرفة البشرية وتقدمها باعتباره أول ما حرك مخيلة الإنسان ووجهها لصالح خدمة صاحبها، وهو لا يدعو إلى شيء يتنافى مع مصلحة الإنسان لأنه يهدف إلى تحقيق الخير للإنسانية، لذلك تطلع منذ البداية إلى أن يكون الإنسان خليفة الله على الأرض.
ولقد لعب دورا هاما في تحرير الإنسان من جزء هام من الخرافات والأساطير وفي حمله على العمل من أجل التحرر من السيطرة والاستعباد ومن أجل تحقيق إنسانيته كما أن الطقوس التي جاء بها ودعا إلى ممارستها كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها كلها أساليب بقدر ما تقرب الإنسان من الله بقدر ما تدربه وتمرنه على كثير من الآداب والممارسات التي هو بحاجة إليها في حياته اليومية لكي يكون ناجحا. ولم يكن الدين في يوم من الأيام عائقا أمام تقدم الإنسانية وإنما تناقض مصالح الإنسان هو السبب في ذلك لأنه عندما ينصرف الدين عن مهمته عند رجال الدين سيصبح وسيلة للاستغلال لا تخدم سوى مصلحة الأقلية، وكان قد ترتب على مثل هذا التوظيف السيئ للدين أن أطلق عليه أفيون الشعوب.
إن الدين سلاح ذو حدين، يؤدي حسن استعماله إلى التحرر والتقدم كما يؤدي سوء استعماله إلى التدمير والتقيد، وهو لا يقتصر على مصير النفس البشرية في العالم الآخر فقط كما أنه لا يعتمد على اعتقادات في غاية البساطة أو بدون معنى، لأنه بالنظر إلى البداية نجد شيئا لا يمكن معرفته على الإطلاق وهو منطلق يستحيل استبعاده كما يستحيل بلوغه وهذا ما يجمع عليه كل من رجال الدين والفلاسفة. وأهمية الدين بالنسبة إلى العقل لبلوغه الغاية المنشودة كأهمية علامات المرور على الطريق بالنسبة إلى السائق لوصوله إلى المحطة المقصودة.
ب- الفلسفة
تعتبر الفلسفة ثاني تيار فكري عرفه الإنسان. ويعد دورها رئيسيا في تطور المعرفة الإنسانية. وقصة ظهورها إلى جانب الدين الذي نشأت منه تشبه إلى حد كبير قصة ظهور أمنا حواء إلى جانب أبونا آدم الذي خلقت منه، وإذا كان تعايش و تكامل آدم وحواء نتج عنه ظهور كل المجتمعات فإن تكامل الفلسفة والدين تولدت عنه كل العلوم.
إن التعايش الذي تحقق بين الدين والفلسفة منذ زمن بعيد والذي نتج عنه ميلاد العلوم، لم يدم طويلا بسبب خلاف نشأ بينهما أدى إلى الافتراق، فاستقلت الفلسفة عنه وتحملت أعباء صغارها ثم صارت ترفع من شأن العقل وتبحث عن الحقيقة التي تدفع بالإنسان دوما إلى الحركة والنشاط وتنهي أمره بالحيرة والتساؤل. ويعمل العقل في الفلسفة على اكتشاف الوحدة الكامنة في التعارض حتى لو استلزمه الأمر استخدام طرق غير مألوفة، فهو في ملاحظته للوقائع يرى أن الطبيعة تتألف من ظواهر مرتبطة فيما بينها وليس من أشياء منعزلة ومنفردة. وكما يحس العقل في الفلسفة ويؤمن بوجود الطبيعة فهو يشعر كذلك بوجود ما وراء الطبيعة ويسلم به. ورغم التعارض الذي يبدو جليا بين التصور الأول والثاني فإن العقل بإمكانه في الفلسفة تصور صورة واضحة لكل ما باستطاعة الإنسان معرفته في الطبيعة أو فيما وراءها.
والعقل هنا لا يتقيد بالمحسوسات المباشرة أثناء انشغاله بالبحث عن نظام الظواهر، لكن بإمكانه اعتمادا على المعطيات الحسية الواردة إليه أن يتوصل إلى معارف تمتد فيما وراء المحسوس، ويتمثل نشاطه الخاص هذا في عملية تكوين المفاهيم الكلية بناءا على المفاهيم الجزئية بعد تجريدها والتأمل فيها. إن تعقب علة ظاهرة واحدة يجر إلى البحث في الكون كله لهذا عندما تصادفه ظاهرة معينة ويتعذر عليه الجواب عن سببها يعيد طرح السؤال عن مدى ارتباطها بالظواهر الأخرى، لأنه يدرك مدى ارتباط ظواهر الكون بعضها ببعض وكذلك مدى تماسك الفروع المختلفة للمعرفة البشرية.
إن الخير الأعظم الذي تود الفلسفة تحقيقه للإنسان هو معرفة الاتحاد الذي يربط العقل بالطبيعة كلها دون أن ننسى السرور الذي تدخله حتى إلى النفس الحزينة فعن طريق الفلسفة لا يتعلم الإنسان دروس التملك التي لا حد لها وإنما يتوجه إلى البحث عن حاجيات العقل أولا أما الحاجيات الأخرى إما أن تتوفر له أو لا حاجة له بها. كما أن السعادة لا تعبر عنده عن اطمئنانه على متطلباته الغريزية. صحيح أن مفهوم السعادة مرتبط بشعور الإنسان باللذة لكن للملذات الغريزية ألوانا عديدة و مختلفة يصعب تحقيقها جملة واحدة، وحتى إن تحققت فهي لحظية ولا تحقق السعادة الدائمة. و عليه، فاللذة الغريزية التي يتمتع بها الحيوان أيضا وحدها ليست كافية لجعل الإنسان مطمئنا وسعيدا.
إن ما يبطل مفعول السعادة هو القلق أو الخوف الذي ينتج عن عدم معرفة الأسباب التي تحرك الأشياء التي تخيفنا، إننا لا نخاف من عدو يكون بوسعنا التغلب عليه، لكن وجودنا في خضم الأسباب الخارجية التي تتقاذفنا من كل ناحية يجعلنا نضطرب ونتساءل دون أن نعرف شيئا عن مصيرنا. فهذا القلق إذا هو اعتراف منا بخوفنا بسبب نقصنا، ولهذا كلما ازداد العقل معرفة ازداد فهما لنظام الطبيعة وكلما ازداد فهما لنظام الطبيعة ازداد مقدرة على تحرير نفسه من الأوهام التي تخيفه، لأن فهم الشيء وإدراك معناه ومعرفة كنهه وغايته كل ذلك يبعث الاطمئنان في النفس ويبعد الشعور بالخوف منه. وحينما يترعرع العقل في أحضان الفكر ويتغذى بحليب المعرفة تزول قيود الجهل قيدا بعد قيد وتنقص شدة الخوف درجة بعد درجة حتى إن صار ناضجا مطلعا على الحقائق وجد صاحبه نفسه سيدا حرا لا يخاف الأشياء والظواهر كيفما كانت بل يدركها ويقدر أسباب حدوثها.
هذه هي الحرية الحقيقية التي على الإنسان أن يسعى وراءها لكي يكون سعيدا ما دام يتسلح بأداة تدعى عقلا تمكنه من التخلص من كل المآزق وتجعله يشعر بالسعادة الدائمة التي تحققها لذة العقل.
ومن شأن هذا العقل أن يسخر من صاحبه إن أساء استخدامه وتعصب للأفكار الفاسدة، كما يستحيل عليه أن يغفر له الحالة التي يوصله إليها عقلية دنيئة بسبب أهوائه العمياء، ففي الوقت الذي تخمد فيه جذوته يسلم العقل أمر صاحبه لقاضي التحقيق المسمى الضمير لينظر في قضيته. والويل من عذاب الضمير.
وإذا كان العقل يعاقب صاحبه إن أساء التصرف به، فإنه يمنحه السيادة ويحقق له المجد إن أحسن توظيفه ورفع من قدره. ويكفي الإنسان أن يكون موضوعيا في كل ما يفكر به ليرضى عنه عقله ويهديه أحسن السبل.
ت- العلم
ينحصر موضوع العلم في الكشف عن القوانين معتمدا على الوصف والملاحظة كما يعتمد أيضا على الافتراضات التي هي من وحي الواقع الذي يشاهده العالم والتي لا تكون ذات قيمة إلا إذا أكدتها التجربة وحققتها الملاحظة والاختبار. ولكن عن طريق العلم وحده لا ندري شيئا عن نظام الوقائع لأن العالم لا يهتم بالظواهر الكونية والإنسانية في منظورها الشمولي كما يفعل الفيلسوف وإنما يتخذ من مجموعة محددة من الظواهر المتشابهة والمترابطة ميدانا لأبحاثه فيقوم بدراستها وتتبع أحداثها وتطورها، وكل همه هو الكشف عن العلاقات القائمة بينها دون الاهتمام بالكشف عن ماهيتها أو غايتها، وبعد استكمال تجاربه يصوغ النتائج المحصل عليها في صيغة قانون لا يتعدى نطاق المجموعة المحددة من الظواهر التي تشكل ميدانه في حين أن التعميم عند الفيلسوف غير ذلك تماما لأنه يشمل مختلف الظواهر العامة ويعبر عنها في نسق عقلي شمولي.
إن نظرة العلم وحدها ليست كفيلة بتحقيق تقدم المعرفة الإنسانية. ومن الطبيعي ألا ننتظر منه تعليلا أو إيضاحا لعلة الأشياء ما دام يقتصر على الملاحظة والوصف، لذلك تشده روابط متينة بالفلسفة بالرغم من عدم اعترافه بفضلها عليه، إنها كانت ولا تزال تستخرج المادة الخام وتقوم بتقديمها للعلم ليشاهدها ويصفها ويحللها ويستنبط منها وقائع متعددة ثم يكشف عن قوانينها، وبما أنه لا يهتم بالكشف عن الماهية والغاية فإن الفلسفة تستخدم نتائجه وتقوم بتنسيقها بالنظر إلى تحسين الحياة الإنسانية.
ويشهد التاريخ بأن العلوم المختلفة سواء كانت طبيعية أو إنسانية إنما نشأت وترعرعت في أحضان أمها الفلسفة وبقيت مرتبطة بها وبغايتها إلى أن وصلت إلى المرحلة التي تشبه إلى حد كبير مرحلة إبراز الذات عند الإنسان (المراهقة) وتتطلب مرحلة كهذه العناية المركزة والمراقبة المستمرة والتوجيه الصحيح من طرف الوالدين معا حتى يتمكن الأولاد من اجتيازها بنجاح، وبعد هذه المرحلة مباشرة يصبح الإنسان ناضجا قادرا على بناء نفسه اعتمادا على نفسه حتى بعيدا عن والديه أي بعد استقلاله عنهما، وبالنظر إلى استقلال العلوم عن بيت أسرتها فهو لم يكن سليما لأنه تم قبل اكتمال مقوماته بسبب الخلاف الذي حصل وقتئذ بين الفلسفة أمها والدين أبوها والذي دفع بكل واحد منهما إلى العيش بعيدا عن الآخر.
وحسب تاريخ العلوم كان علم الفلك قد استقل على إثر اكتشافات العالم نيقولا كوبرنيك الذي برهن في كتابه " المطول في ثورات العوالم السماوية " على حركة الكواكب حول نفسها وحول الشمس، مما أحدث آنذاك ثورة في ميدان العلم تعرف بالثورة الكوبرنيكية التي قلبت المفهوم القديم لتصور الكون رأسا على عقب الذي كان يقوم على أساس أن الأرض هي مركز الكون كما أنه بين حركة الكواكب حول نفسها وحول الشمس. ويشهد تاريخ العلوم أيضا أن الفيزياء قد استقلت هي الأخرى عن الفلسفة ابتداء من القرن السابع عشر على إثر أبحاث كثير من العلماء منهم غالي ليه ونيوتن وديكارت وغيرهم. وفي القرن الثامن عشر قامت الكيمياء الحديثة بفضل مجهود عدد من العلماء وعلى رأسهم العالم الفرنسي لافوا زييه. وفي نفس الحقبة الزمنية نشأت علوم الأحياء على يد بيشا... وهكذا استمر استقلال العلوم وتفرعها إلى أن سيطرت على العلماء نزعة التخصص مما أدى إلى تفرع مهول للعلوم فنتج عن ذلك اختلاف بين هذه الفروع العلمية حول النظر إلى الظواهر المتشابكة والمتشعبة ثم بقي المشكل قائما بعد ذلك.



البيت الفكري:
من خلال ما استعرضناه لخصائص التيارات الفكرية الثلاثة يتبين لنا أن التفكير العلمي يؤمن بفكرة رئيسية يقوم عليها كيانه وهي مبدأ الحتمية كما أنه يتقيد بالتجربة ويلتزم بما هو كائن دون النظر إلى ما ينبغي أن يكون، وهو يختلف بذلك عن التفكير الفلسفي الذي يتقيد بالمنطق وينظر إلى ما ينبغي أن يكون بناءا على ما هو كائن. وهما معا يختلفان عن التفكير الديني الصادر أساسا عن الاعتقاد. لكن، ليس بمقدور لا الدين ولا الفلسفة ولا العلم أن يسحب أحدهم الستار لوحده عن الحقيقة المراد معرفتها من قبل إنسان الألفية الثالثة الذي يفضل أن يرى الأشياء في صورتها الكاملة بدقة متناهية.
وحتى لا ننسى الإجابة على السؤال الذي طرحته من قبل والذي يتعلق بكيفية تخليص الفكر من الفوضى سنعود إلى العقل بصفته المسؤول الوحيد عن حل مشاكل الإنسان والذي بإمكانه أن يجد وسيلة يخلص بها البيت الفكري من الفوضى التي تعمه. وما من طريق أمامه عدا أن يجعل الفلسفة تدرك خطورة ما آل إليه الوضع من جراء العداوة والكره اللذان تشعر بهما اتجاه أب أبنائها الدين على الرغم من طول مدة الانفصال بينهما، وبعد أن تدرك الفلسفة خطورة الوضع سيلزمها العقل على العودة إلى البيت الذي أسسه وشيده الدين وتم فيه إنجاب العلوم. لكن وقبل عودتها على الفلسفة أولا تصحيح الصورة التي رسمتها في مخيلة أبنائها العلوم عن أبيهم الدين ثم إقناعهم بأي شكل حتى لو بإغرائهم بمادة خام جديدة تكون مستخرجة من تربته من أجل انضمامهم إليها ثانية ومرافقتهم لها خلال عودتها إلى بيت الأسرة الفكرية.
إن الأسرة الفكرية أو النظمة الثلاثية الفكرية لا تعد مركبة بهذا الاعتبار من أجزاء تختلف طبيعة بعضها عن بعض، بل هي وحدة تهدف في نشاطها إلى تحقيق التواصل الكلي. فوحدها هذه النظمة تملك القدرة على إرشاد الإنسان إلى المعرفة الصحيحة وإلى شعوره بأنه جزء مهم من الكل، لذلك هي ملزمة بمقاومتها للتجزئة للحفاظ على نفسها خاصة أن اعتماد الإنسان عليها في طلبه للمعرفة سيجعله يستطعم ذوقها ويشعر بلذة العقل الممتعة.
 المعرفة الصحيحة سر الحياة السعيدة 
تحت هذا الشعار، قامت دراستي وبحثي في المعرفة الإنسانية التي من خلالها وجدت ثغرات كبيرة ومتعددة يتفرق مجموعها على أرضية الفكر تحول بين الحقيقة الكلية وكل من حاول السعي وراءها، ومن أجل هذا الغرض فكرت في أن أجمع في كتاب "لذة العقل" النتائج والمعلومات التي توصلت إليها بعد سنين من البحث والدراسة الحرة بعيدا عن جدران الجامعة، موفقا في ذلك بكل الوسائل المتاحة بين حياتي الفكرية هذه وحياتي العملية والأسرية، ثم أعرضه عليك أخي الإنسان.
لقد حاولت في كتابي هذا أن أطلعك على مسألة في غاية الأهمية وعلى مفهوم جديد يمكنك من استيعاب معنى النظام الذي لا غنى عنه بالنسبة إليك من أجل فهم عميق للتواصل الذي يربطك بالآخر، بالطبيعة وبالله في آن واحد، وإنني لأرجو أن تجد فيه ما يجعلك تستطعم ذوق هذا النظام.

مسألة البدايات

تعتمد كل المعارف في بناء أنساقها على مسألة البدايات التي أرى فيها أن المناقشات حول نشأة الكون وقصة تمدده وسيناريو "البيغ بانغ" كل ذلك يوحي بعدم التحقق منه بشكل قطعي لا علميا ولا فلسفيا، فلا يعقل أن نرى العلماء يقدمون لنا سيناريوهات وكأنها لحظات تاريخية، تمدد الكون وكأنه قصة.... لكن من الواجب علينا ابستملوجيا أن نفرق بين سيناريو وقصة وبين فرضية ونظرية كما أظن أن طالبوا العلم يحتاجون إلى نموذج كي يفهموا الحدث الذي تحط عليه نظرية ما.
إن فكرة الانفجار العظيم هذه يغلب عليها الطابع الأسطوري أكثر مما يغلب عليها الطابع العقلاني، والحديث عن أصل الأشياء لا يجوز أن يبدأ من شيء مركب كالغاز أو الغبار الكوني أو...، ففي الرياضيات مثلا لا يجوز للعدد 09 أن يكون أصلا للحساب مع العلم أن أعدادا أصغر منه لها وجود، مما يستلزم أن يبدأ الترتيب التسلسلي للتطور الذي عرفته المادة من شيء لا يقبل التقسيم. ومن ثمة لا يصح اعتبار الموجود المتغير موجودا جوهريا بل يجب البحث عن الشيء الذي يوجد في كل الأشياء الذي يحتفظ بخصائصه رغم اختلاف وتنوع ظروف الأنواع التي تتكون منه حتى يؤهله ذلك بأن يعتبر قضية البداية.


إنه تصور خاطئ وضعه العلماء يصعب على العقل بالمنطق أن يستوعب مفاهيمه، ولا غرابة في ذلك ما دامت الحواس هي الوسيلة المستخدمة. فالإنسان منذ القدم بدأ بحواسه لإدراك ما حوله، لكن سرعان ما ثبت له أن الحواس لا تستطيع أن تعطيه أي صورة حقيقية عن العالم خصوصا لما أدرك أن المعلومات التي جمعها عنه بواسطتها، وظن لفترة من الزمن أنها حقيقية، لم تكن سوى أوهام ورغم ذلك استمر البحث وركز العقل على التجريد لاستخدامه كإمكانية أو وسيلة في بناء المعرفة الإنسانية تحت شعار: من الخطأ نتعلم الصواب.


معرفة أصل الكون
يعنيك كثيرا أخي الإنسان أن تقرأ أو تسمع شيئا عن الكون، أصله وتركيبه...فإليك كيف أراه أنا من وجهة نظري.
يعتبر الكون بالنسبة للعقل البشري كل متماسك من الأجزاء، ليس أزلي وإنما محدث يتواجد ضمن مجال مفتوح لا حد له ولا نهاية، ميزته الوحيدة الممكن معرفتها هي الأبدية التي يفتقر لها الكون وما فيه، وهذا المجال المفتوح هو الوجود، نقيض العدم، ممتد في كل الفضاء اللانهائي وبدونه لا يمكن وجود أي موجود وأن كل الموجودات التي هي فيه إنما هي منه وإليه.
إن ذات الوجود الأزلي(الله) غير قابلة للوصف لأن الوصف لا يتم إلا بإسقاط أو تشبيه الشيء المراد وصفه بشيء آخر معروف ومألوف لدى الشخص السائل، وحسب ما هو معروف أن الأشياء التي لم يسبق لنا رؤيتها أو لمسها يصعب علينا تخيلها أو بالأحرى التحدث عنها إضافة إلى أننا نعيش في عالم كله من الذرات لأن بين كل ما هو موجود في الكون يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة ممـا يعني أن عــالمـنا هو عــالم النواة و الإليكترون، والأشياء تتميز لنا فيه عن بعضها البعض باختلاف تركيباتها. أما عالم الوجود الأبدي فليس فيه ذرات لأنه ببساطة لو كانت فيه مثل هذه الأشياء لكان فانيا (لأن الذرات تفنى) وما لا يقبل الفناء يملك القوة على الوجود دائما ما دامت قوته لا تنحصر في مكان محدد أو زمان محدود الأمد، ولما كان في الكون كل شيء يموت ويفنى فلقد ترتب على ذلك أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. وبمشيئته انطلقت نشأته ومن ذاته الممثلة للوجود جاء كل شيء. ومما لا شك فيه أن جوهر الأشياء له ارتباط شديد بهذه الذات وبالتالي يكون هذا الجوهر هو مادة الكون، مثلما نقول عن الخشب مادة السبورة، فهو صلة الوصل بين الصانع والمصنوع بمعنى أنه الوسيلة التي سخرها الله من ذاته لصنع الكون ما دام هو منه، ولا يصح أن نقول أن الجوهر مادة الله لأن ليست لله مادة يمكن للعقل البشري تصورها، وإنما أعني بالجوهر هنا أصل السلسلة السببية الكامن وراء كل الأشياء الموجودة ومدعوم بقوة الله.
إن الكون مجبر على أن يسير على نظام لا بد منه ولا شيء فيه يحدث قبل أوانه وتبعا لذلك، فإن كل ما يحدث فيه إنما هو إلا نتيجة آلية لقوانين مختلفة وجد منسقة تعمل كلها تحت نظام القانون العام الذي وضعه الخالق منذ أول وهلة. ولصنع كون مثل كوننا لا يكلف ذلك من الله شيء فيكفيه أن يشاء ما دام هو منبع القوانين كلها. ولو حصل أن توصل العقل البشري إلى معرفة كل القوانين التي تحكم الكون فذلك لا يعني أن المعرفة البشرية قد بلغت الكمال فمهما وصلت من مستويات عالية ومهما توسعت فلن تتجاوز مجال الكون الصغير المهمل حجمه بالمقارنة مع أبدية مجال الله.
وتحتاج معرفة الكون ككل إلى معرفة الجزء منه معرفة دقيقة وكما سبق ذكره فبين كل ما فيه من سماوات، شمس، أقمار، كواكب، غابات، محيطات،غازات، جبال وحيوانات، يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة التي لا زال لغزها يحير عقول علماء الفيزياء النووية. وإن لم نتوصل إلى معرفة العلاقة الأساسية لتركيب أصغر نظام في الكون فلن نتوصل أبدا إلى معرفة قانون أكبر نظام فيه.
حل لغز الكون في حل لغز الذرة.
معرفة الذرة
من المعروف أن الأشياء تنتج على أساس تجمع عدد معين من الجزيئات التي تكونها الذرات وتختلف وتتنوع هذه الأخيرة لاختلاف صيغ تركيباتها. وتتكون الذرة من مكونات تعمل على إبقاء وحفظ الطاقة التي تحتوي عليها وهذا العمل يجعلها تتميز بنظام فريد من نوعه. وإذا كانت الذرة تتجزأ فإن نظامها لا يتجزأ لأنه لا يحتوي على أنظمة جزئية فهو أصغر جزء في النظام كله مما يتحتم على تسلسل التطور الذي عرفته المادة أن ينطلق من شيء لا يقبل التجزئة، وما يجب فعله هو دراسة الذرة دراسة دقيقة من أجل معرفة ما إذا كان بها شيئا يمكن فعلا تسميته الجوهر.
إنه ليس من المغالاة في شيء قول أن العلاقة الأساسية التي تربط مكونات ذرة ما تربط كل الذرات المختلفة. فليس من الغريب إذا قول أن الصيغة التركيبية للذرات موروثة مثلما ترث النباتات والحيوانات صيغ تركيبها و الحديث عن هذه الصيغة يجر إلى البحث عن مصدر انبثاقها، ولهذا المصدر اليد الأولى في نشأتها وتطورها ومن ثم فإن أصل الذرة مرتبط كل الارتباط بأصل الكون الذي يبقى مجهولا رغم المحاولة التي قام بها العلماء في تأسيس نظرية الانفجار العظيم التي اتخذت منطلق لكثير من التيارات الفكرية والمدارس.
والنموذج المعروف للذرة هو عبارة عن نواة تحيط بها مناطق تسبح فيها الإلكترونات التي تدور حولها في مدارات ثابتة لا تتعداها إلا لطارئ. والذرة في مجموعها متعادلة الشحنة، نظرا لكون النواة لها شحنة موجبة وللإلكترونات شحنة سالبة. وتسمى القوى التي تربط بينهما بالقوى النووية. لجأ العلماء إلى وصفها أنها قوى من نوع غريب عن الأنواع التي يعرفونها، فبالرغم من معرفتهم النسبية لحقيقة قوى التنافر، يجدون أنه ليس من السهل فصل البروتونات من النواة.
إن ما جاء به العلماء لا يشرح لنا طبيعة العلاقة التي تجمع النواة بالإليكترونات، وما دام تعريف الإليكترون لا يزال مقتصرا فقط على كونه جسما له شحنة سالبة و يدور حول النواة فالفيزياء النووية لا تزال هي الأخرى مبنية على فرضيات، مثلما تزال الفيزياء الكونية مبنية على الأساطير. وبغض النظر عن طبيعة القوى النووية، ماذا تكون الإليكترونات؟- ما ماهيتها؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة وأخرى محيرة ستندرج ضمن النموذج الذي وضعته لتفسير مركبات الذرة بعدما درست النماذج التي وضعها العلماء وعرفت مواطن الضعف بها.
يتبع

المغرب

khaled1966 13-11-2007 01:32

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
ماشاء الله موضوع شيق ورسالة جميلة

طالب علم 14-11-2007 02:09

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم منير قنيش : حياك الله تعالى وزادك معرفة وعلماً وفضلاً ...

إن مَن يقرأ هذا الملف المبارك بقليل من التأمل يمكنه أن يلاحظ الهدف النبيل الذي أُنشئ من أجله ؛ ألا وهو : حب الخير والسعادة للناس جميعاً في دنياهم وآخرتهم ..
فأنعم به من هدف .. وأكرم به من مقصد ..
كما يلاحظ ما بُذل في وضعه من جهد كبير وعمل دؤوب وتأمل طويل , تدل على ثقافة واسعة وتبحر في الدراسة ..
بيد أنه – بحسب رأيي - مازال يحتاج إلى مزيد من التدقيق وتحديد للمفاهيم وبيان للمصطلحات ..

وقد أعود إلى تفصيل شيء من ذلك بعد أن تُكرمنا بوضعه كاملاً ..

وفقك الله تعالى ووفق الجميع وإياي لما يحبه ويرضاه ..

ولكم تحياتي

نرجس كنفاني 14-11-2007 08:01

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
ياه....... لم أكن أتوقع ظهور فيلسوف في عصرنا هذا. إنني لجد محظوظة لعثوري على موضوع شمولي كهذا.
لـــــــســــــــت أجــــــــــــــامــلــــك
لكن الحقيقة هي أنني لم أقرأ مثل هذه الكتابة إلا عند الفلاسفة الأقدمون، وخير دليل على ذلك هو العنوان الجميل * لذة العقل* فعلا يالها من لذة
أرجوك يا سيدي أن تطلعنا على تتمة الرسالة.
وفقك الله
وشكرا

نرجس كنفاني 14-11-2007 08:07

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
ياه....... لم أكن أتوقع ظهور فيلسوف في عصرنا هذا. إنني لجد محظوظة لعثوري على موضوع شمولي كهذا.
لـــــــســــــــت أجــــــــــــــامــلــــك
لكن الحقيقة هي أنني لم أقرأ مثل هذه الكتابة إلا عند الفلاسفة الأقدمون، وخير دليل على ذلك هو العنوان الجميل * لذة العقل* فعلا يالها من لذة
أرجوك يا سيدي أن تطلعنا على تتمة الرسالة.
وفقك الله
وشكرا

منير قنيش 18-11-2007 03:06

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
خطوات التقدم
يحدث الارتقاء الحضاري عند مجتمع ما في الوقت الذي يستجيب فيه أفراده للتحديات التي تواجه عصرهم إذ يجب التغلب عليها. وخلق مجتمع متحضر يتطلب مادة أولية على المواطن اكتشافها ثم استخدامها لممارسة التحضر. وإذا كان المجتمع هو ميدان عمل الأفراد فإن صلاحه في صلاح أعمالهم وللضمير المهني الدور الرئيسي في ذلك. وليس من الضروري أن يشتركوا في كل الأعمال التي يقومون بها، مع أنهم عندما يساهمون كلهم في إنجاز عمل واحد يكونون قد خلقوا بذلك معلمة حضارية.
وتنتج المعالم الحضارية في المجتمعات المتقدمة عن اتحاد أعمال الأفراد داخل المجتمع الذي يسهل على أفراده فيه الاتفاق على كلمة واحدة يحددون بها الإطار المناسب لإنجاز عملهم المشترك. وهو عكس ما يجري بين أفراد المجتمع المتخلف الذين ينطبق عليهم المثل العربي القائل- بال حمار فاستبال أحمرة- وهو مثل يطلق على الذين يقتادون بمن يسيء العمل. ومما لا شك فيه أن مواطني المجتمعات المتخلفة لا يدركون حق الإدراك أنهم في نظر مواطني المجتمعات المتقدمة متخلفين مهما حاولوا استعراض إمكانياتهم الفردية وإبراز قدراتهم الشخصية. لأن قيمة الفرد عندهم تقاس بقيمة المجتمع الذي ينتمي إليه.
إن التخلف وصمة عار على جبين كل أفراد البلد المتخلف أينما كانوا وكيفما غيروا أنفسهم ومهما وصلوا من الشهرة والشرف. غير أنه بإمكانهم إزالة هذه الوصمة لو رفعوا شعار التحدي واستخدموا أساليبه وبحثوا عن طرق وأفكار جديدة يعملون بها من أجل ما لم يوجد بعد. وإذا كان خطر التخلف لا يتوقف عن إظهار قوته بتهديداته المتوالية لاستقرار حالة المواطن المتخلف فإن على هذا الأخير ألا يكف هو الآخر عن البحث وإيجاد الحلول التي بإمكانها التخفيف من حدته على الأقل. إن مشكلة البلد المتخلف ليست قائمة على ضعف طاقة أفراده العقلية بل هي قائمة على تغليبهم للمصلحة الخاصة على المصلحة العامة وفي كثير من الأحيان تستخدم هذه الأخيرة لقضاء حاجيات الأولى. وغالبا ما تكون برامج الإنسان المتخلف ذات أهداف شخصية محضة بدوافع غريزية محضة حتى لو كان صاحبها وزيرا والعمل الذي برمج له حكوميا. وهو لا يعتبر نفسه مسؤولا عن المجتمع ولا يشعر إطلاقا بأن له تأثير سلبي على العقل المجتمعي لهذا السبب يتصرف كما تملي عليه رغباته وأهواءه التي تجعل الإنسان بدون شك غير ملتزم بالواجب وغير مكتف بحقوقه متماديا حقوق الآخرين التي غالبا ما يجهلونها أصحابها بسبب التخلف نفسه. ملعون هو أب التخلف.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن التغيير لا يمكن أن يحدث إلا إذا غير المواطن المتخلف نهجه وتخلص من العقد والعادات السيئة التي أصبحت غريزية فيه. فإعادة البناء تتطلب إبراز طاقة خاصة وبذل جهد لم يبذل من قبل. ولهذا ينبغي على مواطن الدولة المتخلفة أن يعلم بأن تقدم بلاده متوقف على مدى استعداده للمشاركة والإسهام في هذا التقدم.
إن الانتقال الذي يدعمه هذا المقترح يتطلب استخدام وسائل جديدة لتغيير سلوك وعادات المواطنين السيئة، وعلى كل القوى الفعالة المشاركة في إعادة تربية وتأهيل هذا المواطن المتخلف.
ملخص القول أخي الإنسان وبالأخص أنت أخي الإنسان العربي هو أنه علينا أن نحاول إزالة وصمة العار التي تحدثت عنها. ولن ننجح أبدا في ذلك لو استمر كل واحد منا في النظر إلى نفسه فقط... وهذه يدي ممدودة إليكم من أجل العمل معا وحتى يساهم كل فرد بما يستطيع فعله ولو بكلمة مشجعة على الأقل.
وقبل أن أتم موضوعي السابق *لذة العقل* سأتقدم بالشكر إلى كل من الإخوة والأخوات الذين تابعوا موضوعي وفهموا قصدي وأخص بالذكر الأخ خالد1966، زينة7، طالب علم ونرجس كنفاني إضافة إلى بعض الزائرين. وأعدكم بأننا سنحقق التقدم المنشود بإعادة المجد الذي هو ليس بغريب عنا.

نرجس كنفاني 19-11-2007 01:23

رد: مدخل في الفيزياء الكونية (لذة العقل ـــــ خطوات التقدم)
 
أيها السيد الفيلسوف
إن الخطوات التي وضعتها لتحقيق التقدم ليست صعبة المنال. وبصراحة أكره كوني أنني أنتمي إلى دولة متخلفة كما أشعر بأن كل العرب هم مثلي ومثلك وكما قلت في موضوعك مهما كان الشخص العربي،رئيس دولة، أستاذ جامعي، مياوم أو مدير شركة، كلنا ينظر إلينا نظرة احتقار.
إن هذا ما يجب التفكير فيه بالطبع والعمل على تحقيقه. وعلى علمائنا أن يعيدوا النظر في أنفسهم وأن يتخلوا عن تعجرفهم الذي لا يخدم قضية واحدة من قضايانا. كما عليهم أن يساهموا بابتكاراتهم وإبداعاتهم من أجل قضيتنا المشتركة. وأرجو من طاقم إدارة المنتدى أن يسمعنا أحدهم رأيه حول ما يدور في منتداهم.
وشكرا
لا زلت أنتظر تتمة رسالة لذة العقل

الأسطووورة 26-11-2007 21:51

رد: مدخل في الفيزياء الكونية (لذة العقل ـــــ خطوات التقدم)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرجس كنفاني (المشاركة 179899)
أيها السيد الفيلسوف
إن الخطوات التي وضعتها لتحقيق التقدم ليست صعبة المنال. وبصراحة أكره كوني أنني أنتمي إلى دولة متخلفة كما أشعر بأن كل العرب هم مثلي ومثلك وكما قلت في موضوعك مهما كان الشخص العربي،رئيس دولة، أستاذ جامعي، مياوم أو مدير شركة، كلنا ينظر إلينا نظرة احتقار.
إن هذا ما يجب التفكير فيه بالطبع والعمل على تحقيقه. وعلى علمائنا أن يعيدوا النظر في أنفسهم وأن يتخلوا عن تعجرفهم الذي لا يخدم قضية واحدة من قضايانا. كما عليهم أن يساهموا بابتكاراتهم وإبداعاتهم من أجل قضيتنا المشتركة. وأرجو من طاقم إدارة المنتدى أن يسمعنا أحدهم رأيه حول ما يدور في منتداهم.
وشكرا
لا زلت أنتظر تتمة رسالة لذة العقل

في العرب والمسلمين الخير كل الخير وما ينقصهم سوى عودة صادقة لمصباحنا العجيب وشمسنا التي لا تغيب التي تكشف لنا كثيرا من خفايا العلم .. عودة لإسلامنا بروحيه الكتاب والسنة ,,
وما ملتقانا هذا إلا أكبر دليل على ذلك..
القادم أحلى و أحلى و.............. بإذن الله,,
أطيب التحااااااايا

NICE FARID 27-11-2007 18:43

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
بسم الله الرحمان الرحيم اخي منير بكل صراحة قرات موضوعك واعجبت بافكاره الفلسفية العلمية المتناسقة انه موضوع هام سيثير كثيرا من الجدل والنقاش خاصة بعدما تنشره كاملا فطالما قرانا مثل هده المواضيع .فانا هنا لاارد على الموضوع من حيث افكاره وانما من حيت تقنية الكتابة كانت رائعة جدا باسلوب جدلي سلس ومتزن كانني اخال نفسي في حوار رياضي فيزيائي شامل كل الجوانب وهده بطبيعة الحال هي كتابة الفلاسفة الكبار فمزيدا من العطاء وفقك الله واعانك في تنوير عقولنا بكتاباتك الجيدة فانا لست بفيلسوف ولا عالم لدا سنترك التعليق عن الافكار لعلمائنا واصحاب الفكر يردون عنك لكي نستفيد منك ومنهم ودام الشكر للجميع ولكل من ساهم من بعيد او قريب في البحث عن الحقيقة .مرة اخرى اتمنى لك التوفيق اخي منير.

منير قنيش 01-12-2007 18:15

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أشكرك يا أخي فريد وأرجو أن تقبل اعتذاري، أنت وكل الإخوة والأخوات المشاركين معنا في هذا المنتدى، عن هذا التأخير في الرد عن مداخلاتكم.
أود أن أبين لكم بعض العوامل التي دفعت بي إلى إنجاز هذا العمل.
إن ما توصلت إليه جاء في الحقيقة نتيجة لعمل مستمر كنت أعلم يوم انشغلت به أنه قد يستغرق وقتا كبيرا من حياتي. إلا أن إصراري وتشبثي بالبحث عن الحقيقة بعدما راودني الشك فيما تعلمته ودرسته وانتابني الشعور بالبحث بجدية عما يليق بعقلي وبمتطلباته، خصوصا أنني أعيش في زمن تسقط فيه المعلومات العلمية كالمطر الغزير على الإنسان كما تكاد تخنقه الحقائق المبعثرة والتي تبدو كالمتناقضات، كل ذلك جعلني أفكر آنذاك بأن أضع لهذا العمل مكانا خاصا في برنامج حياتي خصوصا أنني كنت في أمس الحاجة إلى أن يكون لي لون خلقت من أجله.
إن الهدف من الدراسة كان عندي ولا يزال هو التعلم ومعرفة حقائق الأشياء وقوانينها، وليس الحصول على الشهادة أو الوظيفة. لهذا السبب كان علي أن استوثق بدقة وأن أتأكد مما سيلائم مواهبي من الأعمال التي سأندفع وراء تحقيقها حتى لو كلفني الأمر إتباع نهج خاص غير مألوف عند الناس في البحث عن مسألة تخص سعادتي.
إن الشعور بالسعادة شيء جميل، والإنسان الذي لا يعرف السعادة لا يستطعم ذوق الحياة ومن لا يعرف الحب لا يستحقها لأنه في حدود تقديري سوف لن يعيش سعيدا. وترتبط سعادة الإنسان بالحب الصادق لله ولنفسه وللآخرين فالتوجه بالحب إلى الله يحسس الإنسان بالأمان وينير طريقه، وحب الإنسان لنفسه حبا عقليا يحقق له التوازن النفسي المبني أساسا على صون الكرامة وسط الآخرين والنجاح في التعامل معهم وكذلك على القدرة على الابتهاج في الوحدة التي يخشاها أغلب الناس. إن الخوف الذي ينتاب الإنسان من نفسه لحظة الوحدة يعود بالدرجة الأولى إلى عدم وجود تواصل فعلي بينه وبين نفسه المتمثل في الانصياع لمناجاة الضمير وهذا ما يدفع بالإنسان إلى التنازل عن وجوده الخاص والارتماء في أحضان المجتمع، فيفقد بذلك إنسانيته ويصير مجرد نسخة من نفسه غير مطابقة للأصل.
من السهل أن نخدع أنفسنا دون أن نلحظ ذلك لكنه من الصعب أن نخدع غيرنا دون أن يلحظوا.
ويتجلى حب الإنسان لنفسه في خوفه عليها من التهلكة بحيث لا يغلق على نفسه المنافذ حتى لا يختنق مقابل ذلك عليه أن يدمج عقله في دائرة عقل نشيط عدو للخرافات منكب على المعرفة كما عليه ألا يعرض نفسه بغير الضرورة للمخاطر، لأن الشجاعة لما تتعدى حدودها تصبح تهورا، باستثناء بعض اللحظات التي يدرك الإنسان خلالها أنه على استعداد بأن يضحي حتى بنفسه مدركا أن الحياة لا قيمة لها في تلك الظروف.
وينتج عن حب الله وحب النفس من لدن الإنسان شعور نبيل عنده نحو الآخرين فحتما أنه سيحبهم، لأنهم مثله، لهم ما له وعليهم ما عليه، وكما للسعادة ارتباط شديد بالحب لها ارتباط شديد كذلك بالطموح الذي غالبا ما تختلف نوعيته من إنسان إلى آخر، يسعد البعض ويكون سببا في شقاء البعض الآخر غير أن الذي لا يطمح لا يعد إنسانا وضعف الإرادة في تحقيق غرض معين يضعف معه الحظ في الوصول إليه فيبرز القلق والهم ثم اليأس الذي يعتبر أشد الحالات قهرا لدى الإنسان. هذا، وأن الإنسان الذي يبدأ حياته بالطموح إلى الوصول إلى غايات كبيرة كالشرف والمال والشهرة وينتهي أمره بالفشل في تحقيق هذه الغايات يمضي بقية حياته في قلق وملل كما يبعث ذلك في نفسه أشد الألم.
يتبع

idrissi528 01-12-2007 19:08

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أخي الكريم / منير قيش
أنا أعارضك في ماقلت حيث
اقتباس:

معرفة أصل الكون
يعنيك كثيرا أخي الإنسان أن تقرأ أو تسمع شيئا عن الكون، أصله وتركيبه...فإليك كيف أراه أنا من وجهة نظري.
يعتبر الكون بالنسبة للعقل البشري كل متماسك من الأجزاء، ليس أزلي وإنما محدث يتواجد ضمن مجال مفتوح لا حد له ولا نهاية، ميزته الوحيدة الممكن معرفتها هي الأبدية التي يفتقر لها الكون وما فيه، وهذا المجال المفتوح هو الوجود، نقيض العدم، ممتد في كل الفضاء اللانهائي وبدونه لا يمكن وجود أي موجود وأن كل الموجودات التي هي فيه إنما هي منه وإليه.
إن ذات الوجود الأزلي(الله) غير قابلة للوصف لأن الوصف لا يتم إلا بإسقاط أو تشبيه الشيء المراد وصفه بشيء آخر معروف ومألوف لدى الشخص السائل، وحسب ما هو معروف أن الأشياء التي لم يسبق لنا رؤيتها أو لمسها يصعب علينا تخيلها أو بالأحرى التحدث عنها إضافة إلى أننا نعيش في عالم كله من الذرات لأن بين كل ما هو موجود في الكون يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة ممـا يعني أن عــالمـنا هو عــالم النواة و الإليكترون، والأشياء تتميز لنا فيه عن بعضها البعض باختلاف تركيباتها. أما عالم الوجود الأبدي فليس فيه ذرات لأنه ببساطة لو كانت فيه مثل هذه الأشياء لكان فانيا (لأن الذرات تفنى) وما لا يقبل الفناء يملك القوة على الوجود دائما ما دامت قوته لا تنحصر في مكان محدد أو زمان محدود الأمد، ولما كان في الكون كل شيء يموت ويفنى فلقد ترتب على ذلك أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. وبمشيئته انطلقت نشأته ومن ذاته الممثلة للوجود جاء كل شيء. ومما لا شك فيه أن جوهر الأشياء له ارتباط شديد بهذه الذات وبالتالي يكون هذا الجوهر هو مادة الكون، مثلما نقول عن الخشب مادة السبورة، فهو صلة الوصل بين الصانع والمصنوع بمعنى أنه الوسيلة التي سخرها الله من ذاته لصنع الكون ما دام هو منه، ولا يصح أن نقول أن الجوهر مادة الله لأن ليست لله مادة يمكن للعقل البشري تصورها، وإنما أعني بالجوهر هنا أصل السلسلة السببية الكامن وراء كل الأشياء الموجودة ومدعوم بقوة الله.
إن الكون مجبر على أن يسير على نظام لا بد منه ولا شيء فيه يحدث قبل أوانه وتبعا لذلك، فإن كل ما يحدث فيه إنما هو إلا نتيجة آلية لقوانين مختلفة وجد منسقة تعمل كلها تحت نظام القانون العام الذي وضعه الخالق منذ أول وهلة. ولصنع كون مثل كوننا لا يكلف ذلك من الله شيء فيكفيه أن يشاء ما دام هو منبع القوانين كلها. ولو حصل أن توصل العقل البشري إلى معرفة كل القوانين التي تحكم الكون فذلك لا يعني أن المعرفة البشرية قد بلغت الكمال فمهما وصلت من مستويات عالية ومهما توسعت فلن تتجاوز مجال الكون الصغير المهمل حجمه بالمقارنة مع أبدية مجال الله.
وتحتاج معرفة الكون ككل إلى معرفة الجزء منه معرفة دقيقة وكما سبق ذكره فبين كل ما فيه من سماوات، شمس، أقمار، كواكب، غابات، محيطات،غازات، جبال وحيوانات، يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة التي لا زال لغزها يحير عقول علماء الفيزياء النووية. وإن لم نتوصل إلى معرفة العلاقة الأساسية لتركيب أصغر نظام في الكون فلن نتوصل أبدا إلى معرفة قانون أكبر نظام فيه
و سؤالي لك هو هل تعلم قصة إكتشاف الإنفجار العضيم .
إي ملاحضات -إدوين هابل و مصادقة كبار العلماء لها -

منير قنيش 02-12-2007 03:31

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
بالطبع أعرفها أخي الإدريسي، ولولا معرفتي بها وإحاطتي بكل جوانبها لما بحثت عن شيء آخر بغية الإقتناع به.
وفيما يخص معارضتك لأفكاري فأنا أحييك على حرصك لعدم تعرض عقلك لتدفق أفكار غيرك لأنه من الخطر أن نقرأ عن موضوع قبل أن نكون قد فكرنا فيه بأنفسنا...فنحن عندما نقرأ لغيرنا يكون غيرنا هو من يفكر لنا، وهذا ما يحصر أفكارنا ويكبح انطلاقها كما يشل قوة التفكير. لكن أريد أن أعرف أين تكمن معارضتك فيما قلته؟
في كل الأحوال موضوعي هذا هو موضوع شمولي طويل لم يكتمل طرحه ويجب قراءته قراءة متأنية حينئذ يمكنك التعليق والمعارضة وكل شيء تريده.
بطبيعة الحال أنك تعلم يا أخي أن كل شيء في هذا الكون يخضع لنظام ملموس نشعر به.
هذا النظام هو نظام شمولي يضم أنظمة جزئية عديدة ومختلفة لكنها رغم اختلاف وظائفها تبقى دائما محتفظة بنفس الخصائص. وتعد النظمة الثلاثية أصغر جزء في هذا النظام فهي الجزء الذي لا يتجزأ فيه.

في الفكر

النظمة الثلاثية الفكرية هي وحدة تهدف في نشاطها إلى تنظيم الفكر وتحقيق التوافق بين الدين والفلسفة والعلم، وهي لا تعد مركبة بهذا الاعتبار من أجزاء تختلف طبيعة بعضها عن بعض. وكما سبق أن قلت فقصة ظهور الفلسفة إلى جانب الدين الذي نشأت منه تشبه إلى حد كبير قصة ظهور أمنا حواء إلى جانب أبونا آدم الذي خلقت منه، وإذا كان تعايش و تكامل آدم وحواء نتج عنه ظهور كل المجتمعات فإن تكامل الفلسفة والدين تولدت عنه كل العلوم.

في الاجتماع

النظمة الثلاثية الاجتماعية وهي وحدة نظام البشرية تهدف إلى تطور الجنس البشري واستمراريته. وهذه الوحدة هي الأسرة المتألفة من الرجل والمرأة والأولاد والتي تعد أصغر جزء في نظام البشرية. سأعود لطرحها مفصلة في وقت لاحق.

في المادة

النظمة الثلاثية المادية هي وحدة نظام المادة تهدف إلى حفظ الطاقة التي تمتلكها هذه الأخيرة. والوحدة هذه التي هي الذرة تتألف من البروتون والنيوترون ثم الإليكترونات تماما كما وجدنا في الفكر والاجتماع هناك أشياء ثلاثة مرتبطة فيما بينها. الأول ينتج عنه الثاني وبفضلهما معا ينتج الثالث والغاية واحدة هي الاستقرار والتوازن.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالأفكار القصوى التي جاء بها العلماء كفكرة الانفجار العظيم سئمت منها وتركتها جانبا منذ سنين. ولا بأس أن أعرض البعض منها لكي تتحقق من ذلك


الكون في نظر علماء العصر الحديث

يعتبر عـلم الفلك أقـدم العـلوم التي عـرفها التاريخ، همه مـسألة بـداية الـكون و تـطوره وهو الأمر الذي كثيرا ما شغل بال عـلماء الطبيعة و الفلاسفة على مر العصور وعبر كل الثقافات. ولعل ما يميز المرحلة الراهنة عن سابقاتها أنه قد طرحت خلال العقود الأخيرة نماذج تحاول التأريخ للكون معتمدة في ذلك على نظريات يقال عنها فيزيائية، ولعل ابرز هذه النماذج في الوقت الراهن وأكثرها شعبية بين العلماء نموذج الانفجار العظيم الذي كان سببا لولود الكون.

فخلال حقبة بلانك التي تعتبر المدة الفاصلة، اختلطت جميع المقادير الفيزيائية الحالية المستعملة في الفضاء إلى حد فقدانها معناها الحالي. ثم توحدت هذه القوى وانقسمت إلى نماذج من التجاذبات فتكونت القوى الحالية كما أن الدقائق الصغيرة الأولية انقسمت وولدت معها الكوارك والبروتون والنيوترون فتجمعت هذه الأخيرة لتنتج الهيدروجين والدوتوريوم والهليوم والليثيوم، والإلكترونات التي كانت حرة تجمعت مع النواة لتشكل بنية كهربائية محايدة وهي الذرة. هكذا بدأت نشأة الكون عند العلماء انطلاقا من الانفجار الذي انتشر في كل نقط الفضاء فحصل تضخم هائل وتمت مضاعفات أبعاد الكون. وفجأة أصبحت المادة شفافة، فانتشر الضوء بعد مرور 300 آلف سنة في كل مكان بدون حاجز ثم ظهرت المجرات والنجوم.
إن المادة والإشعاع اللتان تشكلان الكون حاليا كانتا في الماضي السحيق مجتمعتين في مادة كونية أولية في جزء صغير جدا من الفضاء، ثم بواسطة تفجير ما تمددت المادة في الفضاء ودخلت في عملية فيزيو- كيميائية معقدة أدت مع الزمن إلى ميلاد الكون على الهيأة التي يوجد عليها اليوم.
ويرجع ظهور المجرات حسب العلماء إلى كون المادة التي كانت في البداية متجانسة تعرضت لتغيرات يعود سببها إلى كون الذرات كانت في وقت سابق تملأ مكانا على حساب مكان آخر، مما جعل هذه المادة تصبح غير متجانسة كما لم تعد لها نفس الحرارة فتكونت الجلطات وفي هذه الأماكن حيث تزداد الكثافة قليلا عن المعتاد بدأت هذه المواد تجذب إليها المادة المحيطة بها محدثة ما يشبه كرة الثلج وداخل هذه الكرة أي المجرة، بدأت نفس الظاهرة تحيل نفسها حيث تكاثفت المادة بصفة غير منتظمة تحت تأثير الجاذبية وكونت النجوم والكواكب وبفضلها ارتفعت الحرارة ملايين الدرجات وتحررت القوى النووية التي لم يكن لها دور في بداية تشكل الكون وبعدما تم دمج الذرات تكونت أخرى أكثر كثافة كالكربون والأوكسجين. وفي آخر الأمر قامت الجاذبية بخلط وتجميع هذه الجلطة مكونة مختلف بنيات الكون، إلا أن الاختلاف الحاصل بين العلماء يدور فقط حول التسلسل الزمني لهذه العمليات.
وفيما يخص ظهور الشمس، فيقول العلماء أنها نتجت عن تكاثف غازات وجزيئات دقيقة في وسط سديم وتستحوذ على أكبر قدر من الحرارة لدرجة انطلقت عندها التفاعلات النووية الحرارية التي تبقي على هذه الحرارة. أما الأرض فقد ظهرت منذ ما يزيد عن أربعة ملايير وستة مائة مليون سنة. ويرجع العلماء أن نشأتها مع كل كواكب النظام الشمسي كانت نتيجة لتكاثف المادة. وهكذا يلاحظ بعدما كانت درجة حرارتها مرتفعة أنها تبرد تدريجيا بفقدانها الحرارة المتجمعة أثناء فترة التكوين التي تغذي نشاطها الداخلي (براكين، زلازل، حركة الصفائح على سطح الأرض.....).
وتفيد بعض الدراسات أن الأرض مكونة من عدة طبقات متركزة، تشكل الطبقة الخارجية منها القشرة الأرضية وتحت هذه القشرة مباشرة توجد طبقة ثانية تسمى الطبقة الوسطى (الرداء)، وفي المركز توجد النواة. أما الغلاف الصخري فتكونه القشرة الأرضية والجزء العلوي من الطبقة الوسطى. فحسب العلماء، تشكلت الأرض بتكون النواة بهجرة العناصر الثقيلة( حديد, نيكل..) نحو مركزها. أما الرداء فقد تكون من عناصر طافية غنية بالسيليكات، ثم تكونت بعد ذلك قشرة رقيقة من البازلت وصخور شبيهة به فوق الرداء بعد أن برد سطحيا.

ومما لا شك فيه عند العلماء أن الغلاف الجوي نشأ عن خروج الغاز من الرداء كما يحدث للصهارات أثناء الاندفاعات البركانية على مستوى أكبر. ولم يكن الغلاف الجوي يحتوي على أوكسجين بل كان يحتوي على ثاني أو كسيد الكربون والميتان والهيدروجين والأمونياك وبخار الماء. وقد تكاثف هذا الأخير أثناء تبريد الأرض وهو أصل المحيطات الأولى. أما القمر فيعد شقيق الأرض لكنه فقد كل حرارته.
هذه هي حصيلة العلماء من المعلومات المسلم بها المتعلقة بشرح مسألة البدايات والتي تعد الأساس الذي تنبني عليه تفسيرات مظاهر وظواهر الكون.
إن الاستدلال الذي استخدمه العلماء لا يشرح كيف ظهرت القوى لأول مرة في الكون كما تبقى مسألة الجوهر فيه غامضة لا نعرف حسبه ماهية الدقائق الأولية ولا نعرف أيضا كيف تولدت البروتونات ولا أين كانت الإليكترونات تعيش حرة قبل أن تتجمع مع الأجسام التي تولدت وما هو سبب التفجير الذي تحدثوا عنه.
بربك أخي، ماذا تكون هذه الجاذبية التي تكاثفت المادة بصفة غير منتظمة تحت تأثيرها والتي بفضلها ارتفعت الحرارة ملايين الدرجات وتحررت القوى النووية وتجمعت الجلطات مكونة مختلف بنيات الكون؟
إن الجاذبية بالمفهوم الذي اتخذه العلماء في شرح مسألة البدايات تعتبر إما شماعة يعلقون عليها جهلهم لحقيقة الأمور وإما إلها قادرا على كل شيء.
إنه تصور خاطئ وضعه العلماء يصعب على العقل بالمنطق أن يستوعب مفاهيمه، ولا غرابة في ذلك ما دامت الحواس هي الوسيلة المستخدمة. فالإنسان منذ القدم بدأ بحواسه لإدراك ما حوله، لكن سرعان ما ثبت له أن الحواس لا تستطيع أن تعطيه أي صورة حقيقية عن العالم خصوصا لما أدرك أن المعلومات التي جمعها عنه بواسطتها، وظن لفترة من الزمن أنها حقيقية، لم تكن سوى أوهام ورغم ذلك استمر البحث وركز العقل على التجريد لاستخدامه كإمكانية أو وسيلة في بناء المعرفة الإنسانية تحت شعار: من الخطأ نتعلم الصواب.
أرجو أن تستطعم ذوق ما قلته وشكرا

منير قنيش 02-12-2007 03:42

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أخي الإدريسي، لقد نسيت أن ألفت نظرك إلى موضوع تركيب الذرة الذي كتبته في هذا المنتدى منتدى الفيزياء الكونية تحت عنوان نظرية تركيب الكون-الذرة- ستفهم قصدي وستعرف لماذا رفضت فكرة الانفجار العظيم التي لا تفسر شيئا من مسألة البدايات.
وأتمنى لك التوفيق.

نرجس كنفاني 03-12-2007 18:36

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
معلومات قيمة تقدمها لنا أيها الأستاذ الفاضل. كم هو جميل أن أشارك في مناقشة نظرية أو مشروع نظرية قد تصبح بين ليلة وضحاها معتمدة في المقررات الدراسية. والجميل أكثر هو أنني أناقش صاحبها شخصيا إنها فعلا لفرصة سعيدة. ما أرجوه هو أن أقرأ مداخلة علمائنا وسماع وجهة وجهة نظرهم. هذا إن كانوا متفرغين للعرب.
إنه موضوع شيق وعمل جبار قمت به، كما أظن أن هذا العلم الذي جئت به هو كرم من عند الله عليك معرفة تدبيره وتوصيله لنا نحن الناس وسيكون لك أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى
يوفق الله في أعمالك

منير قنيش 05-12-2007 05:54

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أشكرك أيتها الأخت الكريمة.
ما نعتني به هو كثير علي فأنا مجرد باحث عن الحقيقة لا أقل ولا أكثر.

تتمة الرسالة:

رسـالـة إنســان إلى كــل إنـســان

النظمة الثلاثية الاجتماعية

الحياة الاجتماعية دوافعها وشروطها:

إن التطور الذي عرفته الجماعة منذ القدم والتكاثر إضافة إلى الاتحاد الذي حصل بين البعض منها ضد البعض الآخر، كل ذلك جعل طبيعة العلاقات التي تربط بين الأفراد تتطور من البسيط إلى المعقد. وتعود هذه العلاقات بالدرجة الأولى إلى وحدة الدم أو اشتراك المصالح أو تقارب الأفكار. وكلما تطورت هذه العلاقات تطورت معها علاقات المجتمع ككل وأثرت بشكل عام على الحياة الاجتماعية فيه. ويعود سبب الاتحاد الذي حصل بين الأفراد رغم المنافسة والصراع إلى أن الحياة مع الآخرين مسألة طبيعية لا خيار فيها للإنسان ويتطلب تحقيقها بشكل جيد ومفيد إلتزام الفرد بالواجبات واحترامه للعادات والتقاليد مع طاعته للقوانين التي تعد الركيزة الأساسية لقيام الجماعة وتماسكها كما تعتبر مصدر قوتها الوحيد.
وإذا كان الانسان يشق طريق مجده وسط الآخرين وليس بعيدا عنهم، فإن الشخصية الانسانية لا تتحقق إلا عن طريق التأثير المتبادل بين الأفراد. والانسان بطبيعته يخضع في حياته اليومية تحت تأثير الآخر إلى ظاهرتي التجاذب والتنافر. كما أن الاحتكاك مع الآخر هو احتكاك منهجين، وحسب ما هو معروف أن احتكاك شيئين تنتج عنه حرارة قد تؤدي إلى إتلاف خصائصهما معا. ولولا تفادي هذه الظاهرة في الميكانيك لما سخرت الطاقة، لهذا يجب على الانسان أن يستفيد من تجاربه ومن تجارب الآخرين كذلك حتى يتمكن من صنع مقاومة خاصة به تحفظ له خصائصه من الإتلاف الذي قد ينتج عن حرارة احتكاكه بالآخر. وكلما كان الانسان موضوعيا في تعامله مع الآخر كلما كان التأثير عليه بسيطا ونافعا. لأن القرارات اليومية المتخذة بين الناس فيها ما هو خاضع للمصداقية وفيها كذلك ما هو مبني على الغش والخداع. وهذه الصفات إضافة إلى الكذب والنفاق والطمع والحسد بقدر ما تفقد صاحبها الكرامة تجيز عقابه إن ترتب عنها ضرر بالآخرين.
وتلعب المنافسة في تطور علاقات الأفراد فيما بينهم الدور الرئيسي. وهي غالبا ما تتحول إلى حرب معلنة بين الأطراف المتنافسة، لكنها تحمل معها إمكانية توقفها في أية لحظة. لأن بعض المواقف تتطلب من المتنافسين الاتفاق من أجل مصلحة الجميع خصوصا عندما تتعادل موازين القوى حيث يتنازل كل واحد عن بعض الأمور للطرف الآخر. ومثلما تخلق المنافسة الصراع والحرب تخلق معه التقدم والرقي كما لها دور جد مهم في التطور الذي عرفته العلاقات انطلاقا من بين الإخوة في الأسرة إلى ما بين المجتمعات في العالم. وبفضلها قطعت الحياة الاجتماعية أشواطا عديدة من التطور وحققت بعض المكتسبات تخص شروط الحياة الكريمة التي تستحيل دون توفير قسط من الحرية الشخصية التي هي ضرورة لا بد منها لوجود الانسان، كما تستحيل دون توفير شرط آخر الذي هو العدالة الاجتماعية القائمة على أساس وضع قوانين تساوي بين الناس في الحقوق وتعاقب كل من تجاوز الإطار المتفق عليه.
وتقوم العدالة الاجتماعية على أساس كبت بعض الحريات من أجل تحقيق البعض منها. وعلى عاتق المجتمع يقع عبىء تلقين الأفراد مفهوم الحرية وتدريبهم على ممارستها. والحرية الهادفة هي التي تدفع بالانسان إلى التخلص من قيود الغريزة التي قد تضعه موضع الجبن والضعف والتبعية عوض موضع القوة والسيادة. ولم تكن الحرية في يوم من الأيام هي التخلص من قيود المجتمع التي تشبه في صميمها القيود التي تكبل بها أفراد القبيلة من قبل والمتمثلة في الأعراف والتقاليد كما تشبه كذلك القيود التي كبلت الإخوة داخل الأسرة منذ البداية من أجل التخلص من التشريعات التي لا تقيد رغبات الفرد. ولولا هذا الكبت المعقلن لبعض الحريات لما وجدت الطاقة الإبداعية في الأفراد. ولهذا بقدر ما يتحكم الانسان في سلوكه ويسيطر على غرائزه بقدر ما تتضاعف طاقته الابداعية.
إن علاقة المجتمع بأفراده كعلاقة الكائن الحي بخلاياه. وإن كانت حياته مرتبطة كل الارتباط بحياة الأسر فإن أسباب ارتقائه تنبعث عن أقليات صغيرة من أفراد مبدعين مع العلم أن دور هذه الأقلية المبدعة في تطور المجتمع كدور الغدد في تطور الكائن الحي ونموه. ولما تخفق الطاقة الابداعية في مثل هؤلاء الأفراد ينهار المجتمع ويتوقف نموه مثلما يتوقف نمو الانسان بعدما تتعطل غدته الدرقية عن العمل. ويعد جسم المجتمع كباقي الأجسام الحية، يجوع ويتغذى، يمرض ويشفى كما يكبر وينمو.

دواعي تنظيم العالم

لقد قطعت البشرية بفضل اجتماع الانسان مع الآخرين أشواطا مهمة من التقدم، كما حقق الأفراد فيها تعايشا لا يستهان به نظرا لإحساسهم بحاجتهم لبعضهم البعض إذ كان لا بد لهم من الاتحاد من أجل التغلب على الأخطار. و لم تكن البشرية قبل قرون مضت بهذا الشكل وبهذا الحجم الديموغرافي الهائل ولا شك أبدا في أن جسمها نما وكبر خلال مئات القرون الماضية مثلما ينمو جسم الانسان ويكبر مع مرور السنين. فقبل عشرة قرون مضت كان النمو الديموغرافي للبشرية أقل نسمة مما هو عليه الآن، ونفس الملاحظة يمكن استنتاجها لو رجعنا بعشرة قرون أخرى إلى الخلف حيث نجد العدد بالنسمة يصغر تناسبا مع عودة التاريخ إلى الوراء.
وكان قد نتج عن اجتماع الأبناء تحت رعاية الأب والأم ظهور الأسرة التي تعتبر أول نظام ظهر يحمي حق الفرد. كما أن اجتماع الأسر فيما بينها سبب ظهور القبائل التي أدت حاجتها هي الأخرى في الاجتماع إلى ظهور الدول بمختلف أنظمتها. إلا أنه مع مرور الوقت وجدت هذه الدول هي الأخرى في نفسها الحاجة في الاجتماع فظهرت عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة وما تزال حاجة الدول في الاتحاد ملحة بسبب المشاكل التي تواجهها وتهدد أمنها وسلامتها، نظرا لاقتصار هيأة التحالف على مجموعة محددة من الدول في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعالم كله.
ونظرا إلى كل الأسباب التي قد تدفع بالبشرية إلى الهلاك تتحتم علينا ضرورة تنظيم العالم على أساس دولي ينتفي منه التعصب القومي والمصلحة الخاصة. ولايمكن أن يتم ذلك إلابإقامة نظام عالمي الطبع يوجه شؤون العالم لمنفعة جميع الأفراد دون تمييز بين الأجناس. كما تحصل فيه كل دولة على ضمانات تحميها وعلى نصيبها من الفرص السانحة للتقدم.
فتقدم دولة ما يقاس بقوتها وغناها بحيث أننا نقصد بالدولة المتقدمة تلك التي تملك المال الوافر لتحقيق الاكتفاء الذاتي لكل مواطنيها وكذلك القوة اللازمة لحمايتهم والدفاع عنهم إذا ما تعرضوا للخطر. وبما أن المال والقوة ينتجان عن المعرفة فإنه ينبغي على الدولة السائرة في طريق النمو أن يتوقف تقدمها هذا على مدى تطور معارفها وحسن توظيفها لها مع أن التحول الفكري غالبا ما يصطحب معه التحول الاجتماعي. ومثلما تتغذى كل الأجساد وتنمو، يتغذى جسد الدولة ويكبر. ولعل ما يشرح ظهور الامبراطوريات في الماضي وتوسعها الاقليمي هو مصدر قوتها الغني والمتنوع الذي للمعرفة فيه نصيب كبير. ولو نظرنا إلى جسم الامبراطورية فإننا سنرى في مراحل توسعه نفس مراحل تخمر العجين. فمثلما ينتفخ العجين ويفيض على جوانب القصعة بسبب التفاعل الكيميائي وبسبب إغفال العجان، يكبر جسم الامبراطورية ويفيض على دول مجاورة بسبب التفاعل الفكري وبسبب إغفال الحاكم للأعراف الدولية. غير أن مثل هذا السلوك أصبح مرفوضا، لأن العالم تغير شيئا ما ولم يعد سهلا على أية دولة كيفما كانت أن تتجاوز إقليمها سوى بالاتفاق. وحتى لو تجرأت دولة معينة على اقتراف مثل هذا الخطأ فإنها تسعى جاهدة لمنح تصرفها الصبغة الشرعية.
ومثل هذه الأخطاء التي ترتكبها بعض الدول حاليا لا سبيل إلى تجنبها غير فهم الأسباب التي تدفع إلى ارتكابها، ولو استمر الوضع العالمي على هذا الحال ، فمن المحتمل أن تقع فيه أخطاء قد لا نتصور مدى تأثيرها على البشرية، خصوصا ونحن نعيش في عصر شمت فيه أغلب الدول رائحة طاقة جديدة قد تمكنها من تحقيق أغراضا عديدة وهي الطاقة النووية. والمؤسف هنا هو أن الفهم السائد لتركيب الذرة التي تمتلك هذه الطاقة هو فهم خاطىء. ولهذا السبب نتج التوتر الحاصل بين الدول المتنافسة في هذا الميدان. فكل دولة تحسب نفسها متقدمة تخشى في غياب حقيقة الذرة عنها أن تكون دولة أخرى منافسة سباقة إلى معرفتها.
إن عدم القدرة على حل لغز الكون والعجز عن سبر أغوار الذرة التي تعد أصغر نظام فيه يعتبران معا المحطة التي سببت تناقص سرعة التقدم المعرفي عند كل الدول المتقدمة رغم اقتصادها الزاهر وصناعاتها المتطورة وأقمارها الاصطناعية وغيرها من الأشياء التي لا تريح بالها بقدر ما تهمها قضية إمكانية الوصول إلى الحقائق المجهولة التي ذكرناها. ومن بين بعض هذه الدول من صنعت لهذا الغرض بالذات أنواعا مختلفة من الأساليب المدمرة ومن الأسلحة الفتاكة ثم زرعت الفتنة والحروب في مناطق عديدة من العالم حتى لا يبقى هناك مجال خصب يتيح التقدم لأي دولة ترغب في منافستها. لأن البلد الذي يعيش الحرب لا يفكر ناسه في الابداع والابتكار وإنما ينشغلون فقط بالمقاومة.
ومن هذا المنطلق يصبح من واجب ممثلي الانسانية التفكير في خلق سلطة مشتركة، تساهم في قيامها كل الأمم، تحمي حقوق الدول الضعيفة من سلوك الدول الطاغية وتنهج التبادل التجاري في كل أنحاء العالم. لأن اشتراك المصالح بين كل الدول وتوسيع مجال الحريات لدى الأفراد هو ما يجسد العولمة بمفهومها الصحيح.
والعولمة ظاهرة اجتماعية نشأت في نفوس الأفراد من أجل تحقيق غاية واحدة وهي إحساس الفرد بأنه جزء من العالم وأنه على اتصال مباشر معه، لهذا أصبح تقنينها أمرا حتميا ما دامت للقانون مهمة التنسيق بين القوى المتنازعة كما للسياسة مهمة التوفيق بين متطلبات الشعب وانجازات الحكومة. وليست العولمة تخص الاقتصاد وحده، بل تتجاوزه حدودها إلى أبعد من ذلك ليصبح من الممكن قول عولمة الحقوق، عولمة الأفكار والمفاهيم، عولمة الأخلاق...وعند الحديث عن العولمة فالقصد بذلك يكون العالم المتحد أو المتحالف. وإذا كانت الدولة تمثل تحالف مجموعة من القبائل والقبيلة تمثل تحالف مجموعة من الأسر، فإن العولمة تمثل تحالف مجموع الدول. وليست الأسرة أو القبيلة أو الدولة أو العولمة مجرد أسماء نطلقها على تجمعات الأفراد بل هي مراحل تحتم على جسم البشرية المرور بها مثلما يمر جسم الانسان بمراحل الطفولة والشباب ثم الكهولة فالشيخوخة ومثلما تمر الأرض بالفصول الأربعة.

مراحل نمو البشرية

1)الأسرة

تعد المرحلة الأولى التي مرت بها البشرية لبنة رئيسية في عملية تأسيس نظام الثلاثية الاجتماعية. ولقد تطلبت إقرار النظام الأسري في أول محطة لها خلال سيرها على طريق الحياة الاجتماعية. فأثناء هذه المرحلة كان الانسان الأولي(آدم) قد أمعن النظر جيدا فيما مضى من حياته ووجد أنه من الضروري أن يضع القوانين ويقوي الأسس التي تثبت وجوده وتحقق له سيادته على الأرض. وبناءا على ذلك قام نظام الأسرة على أساس تعايش الإخوة تحت ظل الأبوين إلا أن هذا التعايش لم يتحقق إلا بعدما تعلم الأبناء إلتزام حدودهم بمعرفة ما لهم وما عليهم وبعد تدريبهم كذلك على عدم استجابتهم للدوافع الغريزية بشكل فوري غير معقلن. إن فهمهم هذا وإدراكهم لعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي يحددها الأب، بالشكل الذي يدركون فيه أن مصلحتهم تكمن في ذلك، يجعلهم يتشبتون بالنظام أكثر ما دامت مصلحة كل واحد منهم تبقى محفوظة وسط إخوته. وهذا ما ارتآه الأب حينما فكر في أن يصيرون سنده ثم يستمرون بعده.
وعلى ما يبدو أن دراسة خصائص الأسرة ستساعد أكثر على فهم التطورات التي ترتبت عنها في تكوين المجتمعات.
تتألف الأسرة من اتحاد الرجل والمرأة وناتج هذا الاتحاد هم الأولاد. ومما لاشك فيه أن للرجل خصائص ومميزات مغايرة لما عند المرأة، كما أنه من المعروف منذ القدم أن الأنثى تكرس معظم وقتها لرعاية صغارها أما الذكر فعليه يقع حمل توفير الغذاء والدفاع ضد العدو. وعليه فنشاط الرجل يتطلب منه استخدام العقل الذي يستدعي منه أن يكون حذرا وقادرا على مواجهة الظروف المفاجئة طالما أنه الأقوى والأكثر استعدادا للصراع. كل هذا جعل الرجل منذ القدم يقرر بحسم ما يجب عمله أمام أي مشكلة، حتى أن تفكيره مال إلى محاولة فهم الظواهر الطبيعية خوفا على نفسه وعلى رعاياه من الأخطار التي تنتج عنها. وهذا الاستخدام العقلي المتواصل طور عند الرجل ملكة التفكير وزاد من حدة ذكائه.
أما نشاط المرأة فكان يتميز منذ القدم باللون العاطفي، وتتحرك إرادتها بدافع الغريزة كما أن طريقة تفكيرها تعتمد على الحدس ونهاية انفعالها البكاء الذي يخفف من توترها وهو ما يعطل تطور ملكة التفكير عندها، لأن التوتر أو الانفعال يعد رئيسيا في عملية إنتاج العقل للأفكار. ولهذا السبب نادرا ما نسمع عن امرأة مفكرة كما أننا لم نسمع قط عن امرأة فيلسوفة. فمهما تطورت المرأة وتفوقت على الرجال العاديين فهي دائما دون مستوى الرجال العظماء. وحتى لو تمكنت المرأة من ربط الأفكار القصوى بعضها ببعض وفقا لقواعد المنطق فإنها ستتخذ لعملها الفكري كالعلماء ميدانا ضيقا شتان بينه وبين الشمولية.
إنني أقول هذا وليس في نيتي مهاجمة المرأة أو احتقارها حاشى ولا يرضاها الله وأستغفر الله العظيم وإنما هذا ما يشهد به التاريخ لها. وبالنظر إليها كامرأة، فالطبيعة أوهبتها طابعا أنثويا خاصا عليها معرفة تقنينه لتحصل على السعادة. ومما لا شك فيه أن مطلب مساواتها مع الرجل الذي تقدمت به يعود بالدرجة الأولى إلى استخفافها بضعف الرجل في تدبير شؤونه وفي تلبية حوائجها وحمايتها كذلك، لكن في حالة ما إذا وجدت المرأة نفسها جنب الرجل بمعنى الرجل فهي تبرز خضوعها له كما تكون في غاية سعادتها التي تكمن في الأمومة.
إن الزواج هو الخطوة الأولى في تأسيس الأسرة ففيه تكون المرأة قد استسلمت للرجل وتأتي بعد ذلك الذرية ليتحول الرجل إلى أب والمرأة إلى أم. فمن واجب الأب أن يكون مسيرا مقتدرا على أساس أنه المؤسس وأن تكون أوامره دستورا تمشي عليه الأسرة وعليه أيضا أن يكون لينا كل اللين في المواقف التي تتطلب الرقة وقاسيا كل القسوة في المواقف التي تتطلب ذلك، وبحبه الكبير الذي عليه أن يكنه إلى بيته وبإخلاصه ووفائه له، سيضمن لها السعادة وذلك بالتوفيق بين مستواها ومستويات باقي الأسر الأخرى. كما على الأب أيضا الاقتراب أكثر ما يمكن من أبنائه بغية معرفة طموحاتهم التي يرغبون في تحقيقها والعمل على مساعدتهم لوصولهم إليها. ولما كان من طبيعة كل أب لما يتجاوز عمره مرحلة الكهولة يرغب في أن يجد نفسه في أحد أبنائه على الأقل فإن ذلك يتطلب منه أن يجعل من أعماله وأفكاره قاعدة تنطلق منها حياة أبنائه. ومثل هؤلاء الآباء هم الذين يشعرون بالسعادة الحقيقية عندما يدركون استمرارية وجودهم عن طريق أبنائهم.
قد يكون دور الأب في الأسرة يعتبر محركا لها، إلا أن دور الأم يعتبر الطاقة التي تشغل هذا المحرك. وهي كل شيء في البيت إن غابت عنه غاب معها استقراره. وعليها ألا تنسى أنوثتها والأمومة التي أعدت من أجلها محتفظة بحقها في الخروج لقضاء مصالحها ولوازم البيت، للدراسة، لحضور الندوات وللعمل إن تطلب منها الأمر ذلك. وليست كل الأعمال صالحة لها، لأن طبيعة العمل كيفما كان نوعه يكون لها تأثير بالغ على فيزيولوجية الشخص وعلى نفسيته كذلك وعليه، فالمرأة مهددة بفقدانها الطابع الأنثوي مع مرور الوقت لو استمرت في تطاولها على ميدان الرجل.
وتعد ثقافة المرأة شرط رئيسي لكي تعلم أبناءها تعليما سليما وترفع من مستوى أخلاقهم وتنمي شعورهم بالمسؤولية وتأدية الواجب. فالأم كما نعلم هي المدرسة التي يتلقى فيها الطفل دروسه الأولى فهي التي تعد الأجيال الناشئة وترسل بهم إلى المجتمع إما قوية الجسد، نيرة العقل وكريمة الخلق وإما هزيلة، جاهلة وفاسدة.

2)القبيلة

إن ظهور نظام الأسرة كان له تأثير بالغ على كل الأفراد وعلى طبيعة العلاقات التي ربطت فيما بينهم نظرا لقرابة الدم واشتراك المصالح والأهداف. وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى الدور الذي لعبته المصاهرة في تكاثر الأسر وفي توطيد العلاقات بين الأفراد وترسيخ وتثبيت مبادىء الأعراف التي تم الاتفاق عليها والتي تعد بمثابة قوانين غير مدونة يخضع لها كل فرد ينتمي إلى الجماعة.
واستجابة لهذا التعايش الذي حصل بين الأفراد ظهرت القبيلة التي لم تكن نشأتها غريبة عن أفرادها من حيث طبيعة النظام الذي تمشي عليه، فمثلما كان الفرد طرفا من الثلاثية داخل الأسرة فهو طرف كذلك من الثلاثية داخل القبيلة حيث يوجد شخص محنك يرعى شؤونها وهيأة تتوسط بينه وبين الأفراد تعمل على تنفيد القرارات والأحكام. إلا أنه في الوقت الذي نشأت فيه هذه القبيلة وحددت مسارها، نشأت بجوارها قبائل أخرى وكذلك بعيدا عنها مع العلم أن كل قبيلة ظهرت إلا وكانت لها مصالح ومخططات تود تحقيقها. ومع مرور الوقت كثر عدد الأسر في القبائل كما كثر عدد القبائل على الأرض واشتدت المنافسة والصراع حول كل الأشياء ذات القيمة فترتب على ذلك تحالف القبائل المتقاربة من أجل التغلب على الخطر الذي قد يواجهها من القبائل البعيدة. فصارت القبائل تتحالف وتتخذ شكل مجموعات متفرقة هنا وهناك وفي كل الأرجاء.

3)الدولة

إن تحالف القبائل على شكل مجموعات متفرقة كان وراء ظهور كل الدول المعترف بها حاليا بمختلف أنظمتها. وبهذا تكون الدولة جسما أعضاؤه قبائل قررت وفق اتفاق أن تتنازل بمقتضاه عن مهمة حفظ السلام والأمن لأحد ما تجتمع فيه الصفات المطلوبة لتكون بيده السلطة ويكون له الحق في قيادتها وتوجيهها نحو الغاية التي أنشأ من أجلها وبذلك تقرر أن تتنازل كل قبيلة عن قسط من قوتها وسيادتها بشرط أن تتنازل القبائل الأخرى بالمثل، ومنذ تلك اللحظة يصبح الحاكم ذا سيادة كاملة على تلك القبائل وأفرادها شريطة أن يلتزم هو بما تم الاتفاق عليه.
ولتوطيد العلاقة بين الحاكم والرعايا في هذا النموذج المجتمعي ولكي لايشعر الفرد أنه يخضع إلى نظام غريب، وعن غير قصد تم تطوير نظام الثلاثية الذي ألف به الفرد داخل الأسرة وداخل القبيلة كذلك وجعله يستمر تماشيا مع نمو جسم البشرية. ومن أجل تحقيق ذلك قام الحاكم بتعيين هيأة من الوزراء تتولى تنفيذ القوانين وصيانة الحريات التي تسنها الدولة كما أنشأ هيأة أخرى منتخبة من لدن رعاياه تستعرض المشاكل وتقترح الحلول. ومهما كبر جسد الدولة وتوسع فإنه يبقى دائما صورة مكبرة لجسد الأسرة محتفظا بخصائصها وبالعلاقة الأساسية التي تحكمها، فمثلما نجد الأب والأم والأبناء داخل الأسرة نجد الحاكم والحكومة والشعب داخل الدولة. وإن كانت الأولى تهدف إلى حماية أفرادها وتخليصهم من قيود الغريزة فإن الثانية تسعى من وراء قيامها إلى تعايش الأسر وخلق الانسجام بين القبائل والحفاظ على سلامتهم.
على هذا النهج صارت الدول تتشكل هنا وهناك وفي كل بقاع الأرض وأصبح لكل واحدة منها خصائص وأعمال وأهداف تدافع عنها عند تعرضها للخطر وتغزو بها دول أخرى إن كانت أقل منها قوة. وقد استمر هذا الوضع على حاله زمنا طويلا حتى وصلت البشرية القرن العشرين بعد الميلاد حيث وجدت الدول في نفسها الحاجة في التحالف نظرا إلى العديد من الاعتبارات سبق ذكرها.

4)العولمة

لقد وصلت البشرية على ضوء النظام إلى مرحلة التحالف الأخيرة، وهي مرحلة كسابقاتها لا تخلو من الانعكاسات السلبية والمعاناة التي نعيش حاليا بدايتها. وإذا كان قد أمكنها الصمود أمام كل الظروف في الماضي فإن الانسانية تواجه الآن ظروفا أصعب وأسوأ لذلك فهي تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى نظام جديد تسير عليه ما تبقى لها من الأيام. ولإقرار مثل هذا النظام، على العالم أن يتقيد بالنظمة الثلاثية الاجتماعية التي سبق للدولة أن تقيدت بها كما حدث للقبيلة وللأسرة كذلك من قبل. والتي ألف بها الأفراد في كل الأحوال.
ولكي تكتمل شروط النظمة الثلاثية، يجب خلق مجلس عالمي جديد مستقل بذاته ويكون فيه الحق في تدبير أموره لأشخاص همهم الرئيسي هو مصير الانسانية بحيث يكون عددهم خمسة يمثلون بذلك القارات الخمس. ومن مهام هذا المجلس العالمي الحاكم حماية الشعوب وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم بالإضافة إلى حماية كوكب الأرض من الأخطار بحظر التجارب النووية التي لها تأثير خطير على استقرار الطبقات الأرضية و.....
إن تطبيق النظمة الثلاثية الاجتماعية على مجموع دول العالم يعتبر حلا سيجعل الانسانية في مأمن. ومن أجل تحقيق هذا النظام يجب على كافة الدول أن تتفق على القانون الأساسي لقيامه وأن تساهم في نفقات إنشائه واستمراريته حتى لا يبقى هناك مجال لدولة تسعى وراء منفعة تتضارب مع مصالح غيرها. وهذا ما لم تستطع الأمم المتحدة تحقيقه. إن هذه الأخيرة وحدها عاجزة عن إقرار التوازن بين الدول كما أنها غير قادرة على إيقاف حماقات بعض الزعماء التي قد تدفع بالانسانية إلى الدمار. فهي إذا كالزوجة المطلقة أو الأرملة التي تتحمل كل أعباء البيت والأولاد لوحدها، لذلك فهي تحتاج إلى من يشد بيدها ويساعدها في تدبير شؤون الشعوب وحمايتهم.
إن تأسيس هذا المجلس الجديد سيجعل من العالم أسرة واحدة وسيحد من الفوضى التي تجر العالم صوب حرب قد لا يسلم من تأثيرها بلد. وسيكون الهدف النهائي من هذا النظام الجديد هو توحيد العالم وتوجيهه لما فيه الخير بما في ذلك تحقيق التقدم والرخاء لكل الدول النامية بعيدا عن مفهوم المساعدات التي يعد تلقيها دليل على التبعية. فالمجلس العالمي الحاكم يقرر والحكومة العالمية التي هي الأمم المتحدة تنفد والشعوب تستفيد وتستقر وتعيش العولمة بمعناها الصحيح. وعليه سيتأسس تشييد حضارة عالمية تعكس الصورة الحقيقية التي ينبغي على الانسانية أن تظهر عليها.

يتبع

منير قنيش 08-12-2007 02:24

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
لا زلت عند وعدي ولن أخفي عنكم شيئا مما توصلت إليه. طبعا هي أفكار غريبة شيئا ما وتصور مخالف لما يعرف به العالم، لكن هذا هو حال كل جديد يلزمه وقتا طويلا ليجد من يأخذ به.
ما أود التأكيد عليه هو أن عملي هذا بعيد كل البعد عن أي مصلحة شخصية والهدف منه هو لصالح كل إنسان. وبصراحة أريد تقييما لأفكاري لأنني أود التفرغ لموضوع بحث جديد.
لا يهمني إن كنت توفقت أم لا أكثر ما يهمني أنني قضيت أجمل أيام حياتي بفضل السعادة التي تخلقها لذة العقل خصوصا لما أدركت واستوعبت حدودية الكون وطبيعة النظام الذي يحكمه. وهذا ما سأطلعكم عليه في المرة القادمة.
ما قولك يا خالد؟
وأنت يا طالب علم هل لي أن أسمع ردك المفصل؟
نرجس التي تتابع كل موضوعاتي أظنها غاضبة مما كتبته عن المرأة.
أما ذات الرأس اليابس الأسطورة الذكية فلم أعرف بعد حكمها.
تحياتي لكم جميعا وللمشرفين الأفاضل
استودعكم الله على أمل اللقاء بكم في موضوع قانون تركيب الكون الأساسي.

منير قنيش 12-12-2007 04:33

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
لما هذا الصمت؟
أليس فيما قلته صواب أم أن أفكاري ليس فيها ما يثير النقاش؟

على كل حال هذه ليست قضيتي لوحدي أنتم كذلك مسؤولون عنها. لأنه من الواجب علينا أن نفكر فيما سيتساءل أبناؤنا عنه ومن الطبيعي واللازم أن نجد الأجوبة المناسبة لكل الأسئلة التي ستطرح من طرفهم وذلك طبعا حتى لا يتم تعليمهم حسب أفكار المدارس الأجنبية التي تعد مضامين مقرراتها وفق أسس مناهجها التربوية ومرجعيتها الدينية والثقافية التي بدون شك تتعارض مع مقوماتنا الفكرية، فيكفي تعلمنا نحن لها.
إن جيل الألفية الثالثة سوف لن يقتنع لمجرد أن يطلب منه الوالدين الاقتناع بالشيء.
فكيف وما السبب ولماذا هي ثلاثة كلمات يبدأ بها أطفالنا أسئلتهم المحيرة تارة والمحرجة تارة أخرى.
لكن الإجابة عنها غير متواجدة في نظريات الغربيين المتنافية مع مقوماتنا الدينية. إنهم لا يريدون وضع حد للكون ولما تسألهم ماذا يوجد وراء تلك الملايين من النجوم؟ يردون على السؤال بوجود ملايين نجوم أخرى وهكذا...والسبب بسيط جدا فهم لا يعلمون.
ورغم كل فنحن نتلقى دروسهم ونفكر بطريقتهم ونتكلم بلغتهم خصوصا عند الشرح الدقيق وندافع عن أفكارهم المتعارضة مع مرجعيتنا الدينية والثقافية فماذا نسمي هذا أليس هو الذل نفسه؟
ملعون هو أب التخلف.

أريد ردودا
تدخلوا
عارضوا
قدموا البديل
قوموا بشيء يعود علينا بالخير

طالب علم 15-12-2007 03:04

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم منير قنيش : حياك الله تعالى ..

وكما ذكرتُ في مشاركتي ( 3 )
فإن هذا العمل المبارك قد بُذل في وضعه جهد كبير وعمل دؤوب وتأمل طويل , تدل على ثقافة واسعة وتبحر في الدراسة ..
فهذه الشمولية في التفكير والبحث والدراسة التي مرت على نشأة الكون والإنسان والمجتمع ... حتى وصلت إلى ما نحن عليه
لا تتأتى من إنسان يجلس في مكان هادئ في ليلة مصحية يرتشف فنجاناً من القهوة يتأمل القمر ليخط يراعه هذه المعلومات والمفاهيم ويخرج بهذه الاستنتاجات الكبيرة العريضة
بل لا بد أن يكون ذلك من إنسان اعتصره الألم لما آل إليه حال البشرية اليوم
فكابد وجاهد وعانى في البحث والتنقيب والتحليل والتركيب والاستدلال والاستنباط
ليخرج علينا بما يراه البلسم الشافي لما تعانيه البشرية اليوم من مصائب وآلام وعذابات
وهلاك آيلة إليه ...

فهنيئاً لك أخي الكريم على هذا الخلق الرفيع العالي
وعلى هذا الهدف السامي
وأسأل الله تعالى أن يُجزل لك المثوبة على صدق نيتك في إرادة الخير للبشرية جمعاء ..

أخي العزيز منير قنيش :
ليس لدي مزيد من الفراغ لإعطاء هذا الموضوع حقه من الدراسة
ولستُ أهلاً لمناقشة كثير مما جاء فيه
فالموضوع حمل بين طياته الكثير من المفاهيم و التقريرات و الطروحات التي تحتاج إلى وقت طويل للنظر فيها
وفيه الكثير من الطيب المبارك
والتنسيق ووضوح الرؤية والأفكار والتسلسل المنطقي في عرضها , سمات بارزة يتحلى بها ..

وأما عن تفصيل ما ألمحتُ إليه في مشاركتي السابقة
فإليك بعضاً من ذلك :
1 - رسالتك , كما ذكرتَ غير مرة , هي لكل إنسان
فهذا يعني أنها تشمل المسلم وغيره من أصحاب الديانات السماوية وغيرها
مثلما تشمل من لم يؤمن بوجود إله
فلما كان الأمر كذلك
فإنه كان يترتب عليك بداية
إثبات وجود الله الواحد الأحد الفرد الصمد
ثم إثبات أن الإسلام هو الدين الحق الذي لم يطله التحريف والتزييف والتبديل
إن كنت تراه القادر على حمل البشرية إلى سعادة الدارين

في حين أننا نجدك دخلت مباشرة إلى ثلاثية الدين والفلسفة والعلم .
ثم تعريف الله جل جلاله تبارك في علاه ..

2 - ليس في شرعنا الإسلامي الحنيف مصطلح ( رجال الدين )
لأن هذا المصطلح يدل على أن لأولئك الأشخاص الذي يحملون هذه الصفة
ميزة عن سائر البشر
فهم المستأثرون بأمهات العلوم والمتكلمون عن الرب , وقد نجد في بعضهم ما يميز به عن الأنبياء , عليهم السلام , كالغفران ..

أما نحن المسلمين فعندنا ( علماء دين وشريعة )
ولا يميز أحدهم عن سواه من البشر سوى بعمله
وليس بعلمه
والعلم الديني والدنيوي عندنا ليس حكراً على أحد
بل ! من الواجب على كل من علم شيئاً منا أن ينقله بأمانة إلى غيره
وقالوا (( زكاة العلم إنفاقه , أي تعليمه للآخرين ))
( وفي هذا بحث يطول , أكتفي منه بهذه الإشارة المقتضبة )

3 - لم أجد فيما تفضلتَ به تعريفاً محدداً ( للفكر ) ولا ( للعقل )
فتارة تجعل الفكر مصححاً للعقل
وأخرى تجعل العقل مصححاً للفكر
فقلتَ في فقرة - حول ماهية الفكر - : (( ... ولهذا السبب ينبغي علينا أن نفكر في كيفية تخليص الفكر من الفوضى وفي تقوية أسس بناء البيت الفكري الذي تسكنه عقولنا جميعا؛ الأمر الذي يتطلب البحث عن الهفوات والأخطاء التي ارتكبت أثناء عملية بناء الفكر العملي القائم أساسا على تصميم الفكر النظري الذي يحتاج هو الآخر إلى الإحاطة بكل جوانبه لعل الهفوات تكون قائمة فيه ثم ملاحظة الأجزاء المهملة التي تخلى الإنسان عنها ولم يتناولها بالتهذيب كما يتطلب كذلك فحص عيوب المعرفة وحاجاتها وإمكانياتها ووسائلها والإشارة إلى المشاكل الجديدة التي تنتظر إلقاء الضوء عليها، ولعل ما يتطلبه تطوير المعرفة الإنسانية هو تطهير العقل وتنقيته من بعض التصورات والمفاهيم القديمة وذلك بتصحيح الأخطاء المرسخة فيه والأوهام المتجلية في الصور التي ترتسم في الأذهان عن حقيقة الأشياء. هذه هي المهمة التي على العقل أن ينشغل بها متحديا كل الخلافات القائمة بين التيارات الفكرية لأنه هو المسؤول الوحيد عن حل مشاكل الإنسان، فهو مؤسس الفكر وصانع الرموز وبفضله اتخذت الأشياء صورا لها عند الإنسان، ومن أجل تجنب أي سوء قد ينتج عن ذلك عليه أن يجد حلا للأزمة التي يعيشها البيت الفكري الذي يعتبر ملجأ عقولنا جميعا كما سبق الذكر. ... ))

علماً بأنك – كما أرى – تحدثتَ عن التفكير
أو عن الفكر المنطقي وهو : ( ترتيب أمور معلومة ليُتوصل بها إلى مجهول )
وليس عن ماهية الفكر ( أي : كيف نفكر ) .

4 - بدأتَ حديثك عن الأخلاقي و اللاأخلاقي
والأخلاق , مع تعدد المجتمعات , أمور نسبية
فما نعتبره خلقاً حسناً
قد لا يكون في مجتمع آخر كذلك
ومثله ما نعده خلقاً سيئاً , قد يكون عند غيرنا خلقاً حسنا ً .

فما هو المعيار لتعميم الأخلاق حسنها وسيئها ؟

5 - أعتذر إليك على هذا الاختصار .

6 – أعود فأقول :
إن عملك هذا يستحق لوقفات عديدة معه
و بارك الله تعالى لك فيما آتاك ونفع الإسلام والمسلمين بك .

ولكم تحياتي

منال العنزى 15-12-2007 15:02

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
[GRADE="8B0000 FF0000 FF7F50"]بكل صراحه قرات موضوعك واعجبت بافكاره الفلسفيه مشكور اخ منير وجزاك الله خير بجد بنستفيدمنه يعطيك العافيه.......[/GRADE]

منير قنيش 17-12-2007 05:28

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أشكرك أختي منال،
وأتمنى أن يكون ربي راضيا عني وعن كل من يسعى إلى الخير من أجل الإنسانية.
أشكرك مرة ثانية راجيا من العلي القدير أن يحفظك من كل شر.

منير قنيش 17-12-2007 08:45

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أخي طالب علم،
بادىء ذي بدىء أشكرك على اهتمامك بكتاباتي المتواضعة ثم سأنتقل لبعض الأمور التي ربما لم تكن واضحة.

فأولا
توجيه رسالتي هذه إلى كل الناس كان بسبب في غاية الأهمية ألا وهو مصير الإنسانية الذي يتحكم فيه كل من المسلمين والنصارى واليهود... وكذلك الملحدين.
مسؤولية الجميع...
لهذا أناشد كل الناس من أجل التبصر والتمعن في القضايا التي ورثوها عن أهلهم ومجتمعاتهم والتأكد من إيمانهم واعتقادهم بها.

أنظر إلى ما هو واقعي،
اليهودي يلد يهوديا
النصراني يلد نصرانيا
المسلم يلد مسلما
والملحد يلد ملحدا
كل ولد يتبع دين والده، وهذا واقع لا شك فيه ولا مغير له إلا في حالة ما إذا أينع الشخص ودرس وتثقف وجال واختلط وعرف الآخرين، في هذه الحالة فقط يصبح من الممكن لهذا الشخص أن يختار الملة الصحيحة ولا أستثني هنا الهداية الإلهية التي تسع من يشاء سبحانه قادر على كل شيء.

إن الظروف المتوترة التي يمر بها العالم حاليا لا تسمح للإنسان بأن يقف وقفة جريئة كهذه، ومن الملاحظ أن الديانات تتصارع فيما بينها وهذا ما سيزيد الطين بلة بتشدد كل واحد لدينه .
والسبب الرئيسي في هذا الصراع هو تخوف أعداء الإسلام من القوة التي يمتلكها هذا الدين العجيب ومما يمكن أن تصل إليه أمته من تقدم باستخدامها. ولهذا السبب صنعوا كل هذه الأساليب التي نراها ونلمسها من أجل محاربته.

إن الإسلام هو دين الحق ولا يحتاج إثبات كما أن الله موجود ولا يحتاج إلى من يقيم البراهين والدلائل على وجوده.

ثانيا
أقصد برجال الدين أولائك المسؤولون عنه، منهم العلماء، الفقهاء، وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، أئمة المساجد،و...

ثالثا

أخي العزيز، لم أذكر فيما كتبته شيئا عن كيفية الفكر وإنما تحدثت عن ماهيته التي لم تتضح لك على ما أظن وهي لبه وكنهه. أما تعريف الفكر فلقد تركته مباشرة فوق الفقرة التي اقتبستها من موضوعي في مشاركتك الأخيرة، زيادة على ذلك قمت بتعريف المعرفة بأنها مجموع المعادلات الفكرية المتوازنة. وأعيد تعريف الفكر بأنه حقل عمل العقل وهو إسم نطلقه على مجموعة تضم كل ما يربط الإنسان بنفسه وبالعالم الخارجي والتأثير الناتج عن ذلك. واعذرني لأنني لا أحب أن أتفلسف في الكلام.

لم أجعل في كتابتي من الفكر مصححا للعقل لأنني أؤمن بأن العقل هو صانع الفكر وهو مؤسسه. فعلا لقد قلت أن ما يتطلبه تطوير المعرفة الإنسانية هو تطهير العقل وتنقيته وما أردت من قولي هذا غير أن على العقل تصحيح نفسه بنفسه لكي يكون بمقدوره تصحيح الفكر. وعليه، فهو يحتاج إلى نقد ذاتي مثلما تخضع له العلوم لما تقوم الإبستمولوجيا.

أما رابعا

فمرجع القوانين التي يمكن سنها فيما يتعلق بالأخلاق العامة هو احترام كل طرف مقومات وخصائص الطرف الآخر وهذا يعد من الأولويات الواجب أخذها بعين الإعتبار أثناء وضع الدستور الذي سيمشي عليه العالم تحت إشراف المجلس العالمي الحاكم الجديد والحكومة العالمية التي هي الأمم المتحدة حاليا. هذا مع العلم أن المبادىء الأساسية للأخلاق تتفق عليها أغلب الشعوب منذ القدم.

أتمنى أن أكون قد أجبتك على تساؤلاتك
وأتركك في أمان الله وحفظه على أمل اللقاء بك في المرة القادمة إن شاء الله
شكرا

نرجس كنفاني 17-12-2007 17:51

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أخي الفيلسوف
إن موضوعك شيق وليس فيه ما يقلقني كإمرأة لأن كلامك عن المرأة كان صادقا وهي لا تحس بنفسها كإمرأة إلا بجانب رجل مقتدر.
أشكرك أخي على كل ما قدمته لنا من معلومات ونصائح وأفكار مفيدة ليست جوفاء كالتي اعتدنا عليها.
أطلب من العلي القدير أن يرفع مقامك وأن يجازيك على ما قمت به، إنه على كل شيء قدير.

طالب علم 18-12-2007 02:03

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم منير قنيش : حياك الله تعالى ..

1 - مادامت رسالتك موجهة للجميع
فينبغي أن يتفق خطابها مع تساؤلهم المشترك
وتساؤل الإنسان عموماً يبدأ في البحث عن سر الوجود
فليس من الحكمة أن أجيب طفلاً حين يسألني عن الله عز وجل , أن أقول له :
هو الواجب الوجود , المستحق لجميع المحاميد , المستغني عما سواه ,
المفتقر إليه كل ما عداه .
وكذلك ليس من الراجح أن أتوجه إلى إنسان لا يُقرّ إلا بالمادة
فأخاطبه مباشرة بالدين .

2 - قلتَ :
(( ... أنظر إلى ما هو واقعي،
اليهودي يلد يهوديا
النصراني يلد نصرانيا
المسلم يلد مسلما
والملحد يلد ملحدا ))

أقول :
قولك هذا يحتاج إلى إعادة نظر
فليس المولود يولد على دين – معتقد - والده
وإنما المولود يولد كصفحة بيضاء نقية
ثم يأتي أبوه أو أبواه
أو مربوه .... إلخ
فيملؤون هذه الصفحة بما عندهم .

3 - أما تخوُّف أعداء الإسلام من الإسلام
فلعله من أن ينال كل ذي حق حقه , وأن يعمل كل إنسان ما يجب عليه عمله ..
وهذا لا يُخيف إلا أباطرة شهوة البطن والفرج والزعامة والمال ...
لأنه عند إعطاء كل ذي حق حقه , لا يستطيعون إرضاء تلك الشهوات والنزوات .

4 - قلتَ :
(( ... إن الإسلام هو دين الحق ولا يحتاج إثبات كما أن الله موجود ولا يحتاج إلى من يقيم البراهين والدلائل على وجوده. ... ))

أقول :
أخشى أن ينقض قولك هذا معظم ما جاء في رسالتك
لأن إثبات وجود الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
وأن الإسلام هو الدين الحق
ليس من أجل دعم هذه الحقائق وسندها
وإنما ذلك من أجل تنقية العقول , بما تعيه العقول
وليس تسليماً أعمى , ولا إجباراً , وإنما بالحجة والبرهان .

5 - نعم ! قد أفهم عنك ما تقصده من مصطلح ( رجال الدين )
ولكن من لا يعرفون سوى مدلول هذا المصطلح , فلن يفهموا عنك غير ما يعرفونه .

6 - لا أحسب أن – العقل - يمكن أن يصحح نفسه بنفسه
بل لا بد لتصحيح التصورات من فعل خارجي يرفع الغشاوة عن العقل .

7 - أحسب أن هناك فرقاً بين تعريف الشيء وماهيته .

ولكم تحياتي

منير قنيش 18-12-2007 04:18

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
تحية طيبة أخي طالب علم،

كم يسعدني أن أتشرف بإسمك الحقيقي

إليك بعض التوضيحات متعلقة بنقاشنا

أولا

في هذه النقطة بالذات أنا معك. ولكن لا تحسب أنني لا أملك البرهان على وجود الله الأحد الصمد بغض النظر عن البراهين الموجودة. وكما تفضلت بالقول: ليس من الراجح أن أتوجه إلى إنسان لا يُقرّ إلا بالمادة
فأخاطبه مباشرة بالدين، وهذا كلامك.
ما بقي من الرسالة بدون عرض هو سبب هذا الغموض. سأكمل عرضها بإذن الله

ثانيا

وهنا يا أخي أرجو أن تعيد النظر في حكمك
لقد قلت كذلك ما كتب بالأزرق:

لهذا أناشد كل الناس من أجل التبصر والتمعن في القضايا التي ورثوها عن أهلهم ومجتمعاتهم والتأكد من إيمانهم واعتقادهم بها.

أنظر إلى ما هو واقعي،
اليهودي يلد يهوديا
النصراني يلد نصرانيا
المسلم يلد مسلما
والملحد يلد ملحدا

كل ولد يتبع دين والده، وهذا واقع لا شك فيه ولا مغير له إلا في حالة ما إذا أينع الشخص ودرس وتثقف وجال واختلط وعرف الآخرين، في هذه الحالة فقط يصبح من الممكن لهذا الشخص أن يختار الملة الصحيحة ولا أستثني هنا الهداية الإلهية التي تسع من يشاء سبحانه قادر على كل شيء.
إن الظروف المتوترة التي يمر بها العالم حاليا لا تسمح للإنسان بأن يقف وقفة جريئة كهذه، ومن الملاحظ أن الديانات تتصارع فيما بينها وهذا ما سيزيد الطين بلة بتشدد كل واحد لدينه .

هذا هو قولي ولكن لماذا يحتاج إلى إعادة نظر إذا كان مطابقا لكلامك باللون الأحمر؟

فليس المولود يولد على دين – معتقد - والده،
وإنما المولود يولد كصفحة بيضاء نقية
ثم يأتي أبوه أو أبواه
أو مربوه .... إلخ
فيملؤون هذه الصفحة بما عندهم
.

سادسا
إذا كنا قد اتفقنا في الثالثة والرابعة والخامسة فالنقطة السادسة هذه تحتاج إلى قليل من التركيز ليكون عليها اتفاق بيننا.

أما سابعا
فبطبيعة الحال هناك فرق بين التعريف والماهية.

أشكرك على اهتمامك وأتمنى لك التوفيق

منير قنيش 26-12-2007 06:23

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
معرفة أصل الذرة وتركيب الكون

لقد سبق أن قلت بأنه ليس من المغالاة في شيء قول أن العلاقة الأساسية التي تربط مكونات ذرة ما تربط كل الذرات المختلفة. فليس من الغريب إذا قول أن الصيغة التركيبية للذرات موروثة مثلما ترث الكائنات الحية صيغ تركيباتها و الحديث عن هذه الصيغة يجر إلى البحث عن مصدر انبثاقها، ولهذا المصدر اليد الأولى في نشأتها وتطورها ومن ثم فإن أصل الذرة مرتبط كل الارتباط بأصل الكون الذي يبقى مجهولا رغم المحاولة التي قام بها العلماء في تأسيس نظرية الانفجار العظيم التي اتخذت منطلق لكثير من التيارات الفكرية والمدارس.
وكما هو معلوم، تعتمد كل المعارف في بناء أنساقها على مسألة البدايات التي أرى فيها أن المناقشات حول نشأة الكون وقصة تمدده وسيناريو "البيغ بانغ" كل ذلك يوحي بعدم التحقق منه لا علميا ولا فلسفيا، فلا يعقل أن نرى العلماء يقدمون لنا سيناريوهات وكأنها لحظات تاريخية، تمدد الكون وكأنه قصة.... لكن من الواجب علينا ابستملوجيا أن نفرق بين سيناريو وقصة وبين فرضية ونظرية كما أظن أن طالبوا العلم يحتاجون إلى نموذج كي يفهموا الحدث الذي تحط عليه نظرية ما.
إن فكرة الانفجار العظيم هذه يغلب عليها الطابع الأسطوري أكثر مما يغلب عليها الطابع العقلاني، والحديث عن أصل الأشياء لا يجوز أن يبدأ من شيء مركب كالغاز أو الغبار الكوني أو...، ففي الرياضيات مثلا لا يجوز للعدد 09 أن يكون أصلا للحساب مع العلم أن أعدادا أصغر منه لها وجود، مما يستلزم أن يبدأ الترتيب التسلسلي للتطور الذي عرفته المادة من شيء لا يقبل التقسيم. ومن ثمة لا يصح اعتبار الموجود المتغير موجودا جوهريا بل يجب البحث عن الشيء الذي يوجد في كل الأشياء الذي يحتفظ بخصائصه رغم اختلاف وتنوع ظروف الأنواع التي تتكون منه حتى يؤهله ذلك بأن يعتبر قضية البداية.
ولقد تطلبت مني معرفة الكون معرفة الجزء منه معرفة دقيقة وكما سبق ذكره فبين كل ما فيه من سماوات، شمس، أقمار، كواكب، فضاء، غابات، محيطات،غازات، جبال وحيوانات، يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة التي لا زال لغزها يحير عقول علماء الفيزياء النووية.
قلت مع نفسي إن لم أتوصل إلى معرفة العلاقة الأساسية لتركيب أصغر نظام في الكون فلن أتوصل أبدا إلى معرفة قانون أكبر نظام فيه.
وبالتالي وجدت أن حل لغز الكون في حل لغز الذرة.

بعد دراسة الذرة ومعرفة قانونها الأساسي سأنتقل إلى تطبيقه بشكل عام على الكون ليكون بإمكان أي كان تصور النموذج الذي وضعته أو بمعنى أصح اكتشفته لأنه موجود منذ أن وضعه الخالق سبحانه وتعالى.
وهنا بالذات يجب التخلص، ولو للحظات، من الصورة التي ترسخت في الأذهان عن الكون بتمدده ومجراته ونجومه و...لأن أصحاب هذه الأفكار لا يقرون بوجود الله. فكيف يلتقطون صورا للكون من خارج المجموعة الشمسية وهم لم يتجاوزوا حتى مدار الأرض؟
إن كل الصور التي شاهدناها متعلقة بالكون ليست حقيقية بل هي مبرمجة على الحاسوب وتعكس مدى قدرة التخيل عند هؤلاء العلماء لا أقل ولا أكثر.

ماهي الصورة الحقيقية للكون؟

يعتبر الكون كل متماسك من الأجزاء، ليس أزلي وإنما محدث يتواجد ضمن مجال مفتوح لا حد له ولا نهاية، ميزته الوحيدة الممكن معرفتها هي الأبدية التي يفتقر لها الكون وما فيه، وهذا المجال المفتوح هو الوجود، نقيض العدم، ممتد في كل الفضاء اللانهائي وبدونه لا يمكن وجود أي موجود وأن كل الموجودات التي هي فيه إنما هي منه وإليه.
إنه كلام سبق أن قلته من قبل، وما التكرار سوى بغية التأكيد.
إن ذات الوجود الأزلي غير قابلة للوصف لأن الوصف لا يتم إلا بإسقاط أو تشبيه الشيء المراد وصفه بشيء آخر معروف ومألوف لدى الشخص السائل، وحسب ما هو معروف أن الأشياء التي لم يسبق لنا رؤيتها أو لمسها يصعب علينا تخيلها أو بالأحرى التحدث عنها إضافة إلى أننا نعيش في عالم كله من الذرات لأن بين كل ما هو موجود في الكون يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة ممـا يعني أن عــالمـنا هو عــالم النواة و الإليكترون، والأشياء تتميز لنا فيه عن بعضها البعض باختلاف تركيباتها. أما عالم الوجود الأبدي فليس فيه ذرات لأنه ببساطة لو كانت فيه مثل هذه الأشياء لكان فانيا (لأن الذرات تفنى) وما لا يقبل الفناء يملك القوة على الوجود دائما ما دامت قوته لا تنحصر في مكان محدد أو زمان محدود الأمد، ولما كان في الكون كل شيء يموت ويفنى فلقد ترتب على ذلك أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. وبمشيئته انطلقت نشأته ومن ذاته الممثلة للوجود جاء كل شيء. ومما لا شك فيه أن جوهر الأشياء له ارتباط شديد بهذه الذات وبالتالي يكون هذا الجوهر هو مادة الكون، مثلما نقول عن الخشب مادة السبورة، فهو صلة الوصل بين الصانع والمصنوع بمعنى أنه الوسيلة التي سخرها الله من ذاته لصنع الكون ما دام هو منه، ولا يصح أن نقول أن الجوهر مادة الله لأن ليست لله مادة يمكن للعقل البشري تصورها، وإنما أعني بالجوهر هنا أصل السلسلة السببية الكامن وراء كل الأشياء الموجودة ومدعوم بقوة الله.
إن الكون مجبر على أن يسير على نظام لا بد منه ولا شيء فيه يحدث قبل أوانه وتبعا لذلك، فإن كل ما يحدث فيه إنما هو إلا نتيجة آلية لقوانين مختلفة وجد منسقة تعمل كلها تحت نظام القانون العام الذي وضعه الخالق منذ أول وهلة. ولصنع كون مثل كوننا لا يكلف ذلك من الله شيء فيكفيه أن يشاء ما دام هو منبع القوانين كلها. ولو حصل أن توصل العقل البشري إلى معرفة كل القوانين التي تحكم الكون فذلك لا يعني أن المعرفة البشرية قد بلغت الكمال فمهما وصلت من مستويات عالية ومهما توسعت فلن تتجاوز مجال الكون الصغير المهمل حجمه بالمقارنة مع أبدية مجال الله.

مـعــرفـة الـكــون

قانون تركيب الكون الأساسي

تعريف الكون
إن الكون اصطلاح يستخدم للدلالة على كافة الأشياء الموجودة وعلى جملة الفضاء الممتد بينها. وهو كل متماسك يتألف من الشمس، وهي بمثابة المركز ومنطلق لكل العمليات التي تنتج عنها الموجودات، والمحيط السماوي الذي ينقسم إلى قسمين متماثلين ثم الكواكب التي تنتمي مداراتها إلى مستوى محور التماثل والتي يمكن اعتبارها كحزام يشد كيان الكون. ولهذا الأخير حجم ثابت. والأشياء فيه لم تأت دفعة واحدة وإنما جاءت واحدة تلوى الأخرى. وهو صورة مكبرة للذرة ودراسته هي دراستها.

مركبات الكون

يتركب الكون من ثلاثة مكونات رئيسية هي الشمس، الغلاف السماوي والكواكب.

أ‌-الشمس

الشمس هي نواة الكون وهي كرة ساخنة جدا قوامها البروتونات. بها شق كبير سبب وجوده التنافر الحاصل بين تلك الأجسام المتشابهة الشحنة الذي ينتهي بها الأمر إلى الاندفاع المفرط خارج النواة بعد فتق غشائها. وتخرج هنا البروتونات بالكيفية نفسها التي يخرج بها الماء بقوة من نافورة معينة.
ويحيط بالشمس غلاف تمتد فيه الإشعاعات الصادرة من البروتونات والتي تدل على ما تحمله هذه الأخيرة من طاقة ولحجم هذا الغلاف علاقة بحجمها لأنه يصغر لصغرها ويمكن حسابه بدلالة شعاع الشمس وزاوية الشق.

ب‌-الغلاف السماوي

يظهر الغلاف أو المحيط السماوي وكأنه سماء واحدة يستقر فيها كل ما نراه ليلا من أجسام مضيئة إلى أشياء لها وجود فيما وراء حدود ما نراه. ويتخذ مظهر تلك الأجسام في المحيط السماوي أشكالا هندسية عديدة ومختلفة يصعب إدراكها مرة واحدة. هذا بالإضافة إلى أن كل تلك الأشياء التي يصورها التليسكوب هي في الحقيقة ليست خارجة عن نطاق مجموعتنا الشمسية كما ليست هناك مجرات بالتصور الذي وضعه العلماء نتيجة تحليلهم للضوء الصادر عن الأجسام.
ويتكون المحيط السماوي من سبع سماوات طباقا مستقلة عن بعضها البعض، لكل واحدة حجمها وأشياءها تتموضع على شكل طبقات دائرية بحيث توجد السماء الأولى ذات أكبر حجم في أعلى مستوى بينما توجد السماء السابعة ذات أصغر حجم في أسفل مستوى.
إن السماء هندسيا هي المكان الذي يفصل بين كرتين مختلفتي الحجم بحيث تتموضع الصغيرة منهما داخل الكبيرة، فما يحدث في السماء السابعة هو نفسه ما حدث في السماء السادسة من قبل وهو نفسه ما حدث قبليهما في السماء الخامسة وهكذا إلى غاية السماء الأولى، ومنه فإن ماضي سماء سابقة هو مستقبل سماء تالية إلى حد النهاية.

مكونات السماء

تتكون السماء من مستويين أو ممرين أحدهما علوي وآخر سفلي، ثقب وكوكب.

الممر العلوي

هو المكان الذي تشغله البروتونات الثائرة بعد خروجها من الشمس وانتظامها في قالب الذرات. وهو مكون من مسارين متماثلين ينقلان البروتونات من منطقة الشق إلى منطقة التخزين بشكل تماثلي. لكن ورغم أن انتقال هذه البروتونات في سماء الكون يتم كما يتم في ممري الخروج عند الذرة، فإن المسافة التي تقطعها في الأولى ليست هي نفس المسافة التي تقطعها في الثانية. فخروج البروتونات من الشمس عبر الشق وابتعادها عنه بملايين الأميال واختلاف درجة حرارة الوسط الخارجي، كل هذه الأشياء قد تتلف طاقة البروتونات، خصوصا وأن الطريق طويل أمامها للوصول إلى منطقة التخزين. لذلك يضطر كل بروتون فقد قسطا من طاقته وهو يبتعد عن الشق إلى الاقتراب من بروتون مجاور يحمل طاقة أكثر. وهكذا تتشكل النواة لأول مرة من أعداد مختلفة من البروتونات. ففي المستوى الجانبي للشق تتشكل من 8 بروتونات وكلما انتقلنا من المستوى الجانبي للشق إلى مستواه المركزي كلما ارتفع عدد البروتونات المشكلة للنواة، ويرجع سبب اختلاف عدد بروتونات النواة إلى أن التي تتشكل من بروتونات الجهة الجانبية للشق تعرف الانشقاق مباشرة بعد التحاق البروتون الثامن بالنواة. أما النواة التي تتشكل من بروتونات الجهة المركزية فهي تعرف الانشقاق بعدما تبتعد عن المركز بمسافة أطول من تلك التي تقطعها نواة مثلها في الجهة الجانبية، وهذا التأخير في الانشقاق يعطي الفرصة للنواة بأن تحتوي على أكبر عدد من البروتونات.
هكذا إذن انطلقت عملية نشأة الذرات التي تتنقل من جهة الشق في الممر العلوي إلى جهة منطقة التخزين وذلك بدافع من القوة المركزية التي يحدثها التنافر الحاصل بين البروتونات داخل الشمس. وينتج عن هذا التنقل فقدان الذرات لبعض الطاقة التي تحملها بروتوناتها والتي تتمثل في الاليكترونات التي تظهر فيها.

منطقة التخزين والممر السفلي

إن منطقة التخزين هي نهاية الممرين العلويين. وتعد في نفس الوقت مكان إلتقائهما. هذا بالإضافة إلى أنها تعتبر محطة تخزين الذرات الوافدة منهما . غير أن قوة الاصطدام وتكاثف هذه الأخيرة في هذه المنطقة سيؤثر حتما على حركة سيرها كما سيزيد من شدة الضغط المسلط على المنطقة. الأمر الذي يدفع الذرات أن تختار مسارا جديدا حتى لا يضيع هدفها الذي هو التوازن. وبما أنها عاجزة عن اتخاذ حركة معاكسة داخل الممر العلوي وعاجزة كذلك عن اختراق غلاف الشمس مباشرة، فإنها تحتك في منطقة التخزين على مستوى النقطة ث مع غلاف الشمس. ويزداد الاحتكاك كلما ازداد الضغط إلى أن يحدث ذلك ثقب على مستوى النقطة ث، تتسرب من خلاله البروتونات، بعدما تتحلل الذرات المماسة له وتتخلص من الإليكترونات، متأهبة لحركة جديدة في المجال الضيق الذي يفصل بين غلاف الشمس وبين الممر العلوي. وتبعا لتأثير القوة المركزية المحركة تنطلق البروتونات في هذا المجال الذي استخدمته كممر جديد لها ينقلها إلى مكانها الأصلي الذي هو الشمس. وهذا الطريق الجديد هو ما يسمى بالممر السفلي للسماء.
إن انتهاء حياة سماء وميلاد سماء جديدة يخلف وراءه احتباس الذرات على مستوى الممر العلوي. لأن فتح ممرات جديدة في سماء جديدة يأتي بعد إغلاق ممرات السماء السابقة. وهو ما يعني أن الذرات التي كانت في طريقها إلى منطقة التخزين تتوقف عن الحركة نظرا لتوقف القوة المركزية الدافعة. وهكذا تتجمع هذه الذرات، كل مجموعة على حدا، حسب النوع مشكلة بذلك أجساما تختلف من حيث الحجم والشكل والنوع ومتفرقة في كل أرجاء السماء وتظهر خلال الليل كفوانيس مضيئة متخذة أشكالا هندسية مختلفة.

ت‌-الـكـواكـب

نشأة الكوكب

في منطقة التخزين تتجمع كمية هائلة من الإليكترونات التي تخلصت منها البروتونات أثناء عودتها إلى الشمس عن طريق الممر السفلي. ويتشكل عن هذا التجمع المكثف للطاقة السالبة حول الذرات التي لم تتمكن من عبور الثقب، نظرا لثقلها بالإليكترونات، أن يظهر جسم جديد يتناسب شكله مع الحركة بجوانبه. فتأثير قوتا الاحتكاك على هذا الجسم يدفع به إلى التذبذب ثم إلى الحركة الدورانية حول نفسه وهي حركة مناسبة لإبقاء التوازن. إن محور دوران هذا الجسم الكروي هو المستقيم المار من مركزه والعمودي على المستقيم المار من النقطتين ن و ث. ويعرف هذا الجسم حركة أخرى ناتجة عن تأثير شدة قوة الاحتكاك وشدة قوة الدوران وهي حركة معروفة في الفيزياء ويستعان بالأصابع الثلاثة لمعرفة اتجاهها. وبفعل هذه القوة الثالثة يجد الجسم نفسه مدفوعا انطلاقا من منطقة التخزين، عابرا كل نقط محيط الدائرة التي مركزها ن وشعاعها ن ث ، إلى أن يعود إلى منطقة التخزين مرة أخرى. وتتكرر هذه العملية وتستمر في المدار الذي تمثله الدائرة المذكورة المتموضعة ضمن المستوى الذي ينتمي إليه محور التماثل الكوني. إن الجسم الناتج في منطقة التخزين هو الكوكب في مرحلته البدائية. وهو يعرف مراحل تطورية أخرى تقوده مهما طالت إلى الفناء.
جدير بالذكر هنا قول أن الكواكب لم تأت مرة واحدة لأن ظاهرة تعدد الكواكب تنفي ذلك وهي تتم مثلما تتم ظاهرة تعدد الإليكترونات عند الذرة. فلما تفقد الشمس الطاقة الكافية لاشتغال كوكب ما يكون هذا الأخير قد وصل إلى مرحلته النهائية، حيث تنتهي كل عملياته التطورية. لكن ورغم أن الشمس فقدت الطاقة الكافية لاشتغال هذا الكوكب، فإنها تبقى محتفظة بالطاقة الغير كافية التي تعتبر كافية لإنشاء واشتغال كوكب جديد يقل مستواه عن مستوى سابقه. وهو الحل الوحيد أمام الشمس لتقيم توازنها. وعندما أقول أن عملية نشوء وحياة كوكب ما تكلف الشمس خسارة في الطاقة فإنني أعني بذلك أن حجم الشمس يصغر مصغرا معه سمك غلافها. وهو ما ينتج عنه فراغ بين هذا الأخير وبين السماء التي ينتمي إليها الكوكب الفاني. وتبعا لهذا كله، فالبروتونات التي تجد صعوبة في الوصول إلى الممر العلوي السابق تجد سهولة في استخدام ممر علوي جديد مستغلة الفراغ الناشئ. وبعدما تظهر السماء الجديدة وينشأ فيها كوكبها ثم يشتغل وتنتهي عمليات تطوره، تظهر سماء أخرى جديدة بعدما تمر بكل المراحل التي مرت منها سابقتها. وهكذا تستمر ظاهرة تعدد الكواكب إلى غاية انتهاء كل الطاقة التي هي بالشمس.
وينعت الكوكب بالنشيط لما تكون سماؤه نشيطة ويتجلى نشاطها هذا في استمرارية حركة مرور البروتونات عبر الثقب في اتجاه الشمس.
وينعت الكوكب بالهادئ لما تنعدم حركة البروتونات عبر الثقب في اتجاه الشمس وتصبح معها شدة قوة الاحتكاك تساوي صفر والتي على إثرها يصير الكوكب حرا في مداره.

مراحل تطور الكواكب ( الأرض كنموذج)

إن كوكب الأرض كتلة لا يمكن سبر أغوارها بسهولة أو تفكيكها لمعرفة ما بداخلها. لكننا لو أسقطنا عليها ضوء نظرية تركيب الكون سنرى أن هذه الكتلة لم تعرف مكوناتها الأولية الحرارة قط. لأنه ببساطة كيف لجسم بحجم الأرض بداخله حرارة لا تتصور، أن يحتفظ بكمية هائلة من الثلج المتموضع في القطبين لمدة ليست بالقصيرة؟ كما أن الحرارة تؤثر على الأجسام الباردة عن بعد، فكيف يكون بإمكان قشر رقيق من الصخور أن يصد حرارة مثل التي وصفها العلماء بداخل الأرض؟
إن هذه الكتلة الأولية التي تشكلت منها الأرض كانت في بدايتها مكونة من الإليكترونات التي تخلصت منها البروتونات خلال عودتها إلى الشمس وهي تعد أجساما باردة، ومن الذرات التي أصبحت محاصرة وسطها والتي لم تتمكن من عبور الثقب. هذا، بالاضافة إلى أن ذرات الأوكسجين والهيدروجين يتشكل عنها الجليد لمجرد دخولها منطقة التخزين المتميزة بدرجة حرارة جد منخفضة.
لقد بدأت حياة كوكبنا بهذا الشكل وبحجم أصلي أكبر بكثير مما هو عليه الآن. فشعاع كوكبنا الأصلي يساوي شعاع الكرة الأرضية الحالي زائد بعد القمر عن الأرض زائد قطر القمر. إلا أن التطورات التي عرفها كوكبنا طيلة هذه المدة نتيجة تأثير حرارة الشمس عليه جعلت حجمه يصغر تدريجيا إلى أن وصل إلى حجمه الحالي.
إن الأرض هي أقرب الكواكب إلى الشمس ويحدث دورانها حول نفسها تعاقب الليل والنهار، ودورانها حول الشمس يحدث تتابع الفصول الأربعة التي تعتبر محطات حقيقية تمر منها الأرض. فأول محطة تنطلق منها هذه الأخيرة هي منطقة التخزين الباردة وهي فصل الشتاء. وثاني محطة هي فصل الربيع والتي تتموضع على المدار بين منطقة التخزين ومنطقة الشق حيث تعتدل درجة حرارتها. أما ثالث محطة فهي فصل الصيف التي تكون فيها الأرض فوق فتحة الشق مباشرة. وتتميز هذه المحطة بدرجة حرارة مرتفعة. وأخيرا المحطة الرابعة وهي فصل الخريف التي تتواجد بين منطقة الشق ومنطقة التخزين.
إن اختلاف ساعات الليل والنهار بين الشتاء والصيف يرجع إلى أن وجود الأرض في فصل الصيف يجعلها تتعرض لكمية هائلة من الإشعاعات الصادرة عن الشمس. نظرا لكونها تكون فوق الشق مباشرة. وبفضل هذا الضوء القوي المسلط على الأرض تطول ساعات النهار مما يجعل الليل قصيرا. أما في فصل الشتاء فتكون الأرض في منطقة التخزين الموجودة في الجهة الخلفية للشمس. ومنه فالضوء المسلط على الأرض والصادر عن الشمس من جهتها الخلفية يكون ضعيفا لا يبلغ المدى الذي يصله من جهة الشق. وبالتالي يصبح النهار قصيرا والليل أطول.
وتختلف طبيعة مسار الأرض عما جاء به قانون كبلر الأول الذي يرسم فيه مسار الأرض محيط قطع ناقص وهو ما يجعل بعد الأرض عن الشمس يتغير على مدى العام. ففي فترة الأوج تكون الأرض أبعد ما يمكن عن الشمس وفي فترة الحضيض تصبح الأرض أقرب ما يمكن من الشمس. وهذا ما يجعل سرعة الأرض تتغير في مسارها وهو ما جاء في قانون كبلر الثاني الذي تبلغ حسبه سرعتها أعلى قيمة لها عندما تكون في الحضيض وأدنى قيمة لها لما تصبح في الأوج.
إن مسار الأرض دائري، لأن كل نقطه تبعد بنفس المسافة عن المركز، كما أن سرعتها لا تتعلق بقربها أو بعدها عن الشمس بل تتعلق بالعوامل المسببة لحركتها. وعلى ضوء نظرية تركيب الكون يمكن أن نرى بوضوح علاقة حركتي الأرض فيما بينهما، فلولا دورانها حول محورها لما دارت حول الشمس. لهذا ترتبط سرعة دوران الأرض حول الشمس بسرعة دورانها حول محورها ولو ثبت أن قيمة هذه الأخيرة ثابتة فلا حاجة إلى إثبات ثبات الأولى.
إن سرعة دوران الأرض ليست ثابتة بصفة عامة بل هي تضعف تدريجيا مع الزمن. إلا أنه لا يمكن ملاحظة ذلك على الإطلاق، فلكي تنقص ثانية من عمر اليوم الواحد يتطلب ذلك ملايين السنين.
وبعد ملايين السنين من الدوران، يظهر تأثير حرارة الشمس على مكونات الكوكب وخصوصا على مستوى خط الاستواء لأنه مكون من أقرب النقط على الأرض إلى الشمس. ونتيجة هذا التأثير هي ذوبان الجليد في هذا المستوى قبل مستوى القطبين. وما نعرفه عن ذوبان الجليد أن حجمه الكلي يتقلص عندما يتحول إلى الحالة السائلة. كما أن جزيئات الماء تتحول بفعل الحرارة إلى ذرات من الأوكسجين وأخرى من الهيدروجين. هكذا تستمر عملية الذوبان ثم التبخر إلى غاية ظهور الغلاف الواقي، وهو مكان فارغ نتج عن تقلص حجم الجليد بعد ذوبانه ومثل هذا المكان هو ما ننظر إليه بعين الاعتبار لما نريد تجميد قارورة ماء حيث لا نملأها حتى السدادة. ثم يظهر بعده الغلاف الجوي الناتج عن تحول الماء من حالته السائلة إلى الغازية ففي بدايته كان غنيا بالأوكسجين والهيدروجين بالإضافة إلى غازات أخرى مختلفة ظهرت نتيجة التفاعلات. فكلما صغر حجم الأرض كبر حجم الغلاف الجوي. وكلما ازداد انبعاث الغاز من الأرض ازداد الضغط في هذا الغلاف المحيط بها.
ومن هنا تبدأ قصة الجاذبية التي نشعر بها على الأرض.
إن نيوتن لحظة اكتشافه لجاذبية الأرض لم يكن ينظر سوى من الزاوية التي كان يرى منها التفاحة وهي تسقط على الأرض، فلو كان ينظر في تلك اللحظة من فوق الشجرة نحو الأسفل لتساءل عن القوة التي أثرت على التفاحة من فوق ودفعت بها إلى السقوط نحو تحت. وهذا ما أفسر به الجاذبية التي كانت منعدمة في البداية ثم مع مرور الزمن(ملايين السنين) أصبحت شدة قوتها تتضاعف إلى أن وصلت إلى القيمة التي هي عليها الآن والتي ستزداد في المستقبل مع ازدياد الغازات المنبعثة من الأرض. وهذا هو سبب انقراض الدينصورات وكل الكائنات العملاقة. فالضغط المسلط على الأرض من فوق هو ما يجعلنا نشعر وكأن شيئا ما يشدنا إليها بقوة. ويربط قطبي الأرض الشمالي والجنوبي المتجمدين محور متجمد تترسب فوقه الطبقة الأولية المكونة من جزيئات الذرات وكذا الإليكترونات الموجودة منذ النشأة وكذلك من أجسام ظهرت بعد تبخر ذلك الحجم الكبير من الماء. إن تبخر الماء حتى لو كان خالصا في إناء لمدة طويلة يترك قشرة صلبة في قاع هذا الإناء، ومصدر هذه القشرة هو تجمع الروابط التي كانت تربط عناصر الذرات المكونة للماء قبل تبخره. وهي لم تكن لتظهر لولا الكمية الكبيرة من الماء التي تبخرت، مع العلم أن الرابطة تتكون من اتحاد إليكترون ثانوي أو أكثر لذرة معينة مع إليكترون ثانوي أو أكثر لذرة أخرى. وفوق هذه الطبقة يوجد الماء الذي يشغل كل المساحة ما عدا القطبين والمناطق التي انخفض عنها مستوى الماء.
وقبل أن تصل إلى مرحلتها الحالية قطعت الأرض أشواطا أخرى عديدة من التطور تتجلى في ظهور الغلاف الصخري الذي نتج عن تحول الطبقة الأولية بتفاعل مكوناتها تحت عامل الضغط والحرارة والزمن. ويكبر سمك الغلاف الصخري تناسبا مع صغر سمك محور الأرض المتجمد. وهذا التآكل الذي يعرفه محور الأرض المتجمد والرابط بين القطبين يؤدي إلى انكسار الطبقات الأولية التي تؤثر بدورها على طبقات الغلاف الصخري الموجودة فوقها. وهذا هو سبب الزلازل التي تصيب الطبقات الأرضية، كما هو السبب في طمر مناطق بأكملها. أما البراكين فهي تنتج عن التفاعلات الكيميائية التي تحدث بين المكونات الداخلية تحت القشرة الأرضية. إن كمية الجليد الأولي المتبقي على الأرض أصبحت قليلة فيجب الحفاظ عليها بحفاظنا على المناخ. وتتوزع هذه الكمية على القطبين الشمالي والجنوبي وعلى طول المحور الرابط بينهما. ويشبه تموضع الجليد الأولي على الأرض شكل تفاحة أكلت ولم يبق فيها سوى القطبين والمحور المحمل بالبذور.
وبالإضافة إلى كل ما ذكرته عن المؤثرات التي تتعرض لها الأرض أضيف تأثيرا آخرا له الدور الرئيسي في توزيع الرياح وفي حدوث المد والجزر وهو الذي يسلطه القمر عليها. فهذا الأخير متموضع في الغلاف التكميلي وفي تماس مع الغلاف الجوي، وبينما يتحرك فوق هذه الكمية من الهواء يحدث ضغطا في الغلاف الجوي وبالأخص على النقط التي يمر فوقها في خط الاستواء. وهذا هو السبب في ظهور المد والجزر فيحدث المد عندما يكون القمر مارا فوق المحيط لأن قوة وزنه ذات الاتجاه نحو مركز الأرض تضغط على الهواء الذي يضغط بدوره في نفس الاتجاه على كل النقط التي تتنقل من خلالها هذه القوة عبر المحيط ليحصل التموج ويرتفع مستوى المياه، بينما يحدث الجزر لما يمر القمر فوق اليابسة فيتراجع مستوى المياه بعدما يزاح عنه تأثير قوة ضغط القمر. وهو السبب كذلك في توزيع وتنظيم حركة التيارات الهوائية التي تربط ما بين القطبين وخط الاستواء.إن ظهور القمر يأتي بعد ظهور الغلاف الواقي والغلاف الجوي للأرض. ففي هذه المرحلة التي يكون فيها الكوكب نشيطا يكون الثقب لا يزال معبرا للمرور، مما يجعل منطقة التخزين لا تتوقف عن اختزان الإليكترونات التي تتخلص منها الذرات. وبعدما يصغر حجم الكوكب وتتجمع هذه الأخيرة في جسم واحد في الجهة الخلفية للمنطقة وبالتحديد في النقطة ق، يستقر هذا الجسم في الغلاف الواقي بعدما يأخذ شكله الكروي ومداره حول الكوكب وهذا الجسم هو القمر، ويمكن للكوكب أن يكون له أكثر من قمر.


إن نظرية تركيب الذرة التي تحدث عنها والتي اعتبرتها حل لغز الذرة فهي موجودة في منتدى الفيزياء النووية مطروحة للنقاش، أو عن طريق هذا الرابط الذي يقود إليها:
http://www.mksbak.skyrock.com

عاشق الطبيعة 01-01-2008 14:36

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
الله يعطيك العافية على موضوعك

بصراحة لم أمتلك فرصة من قبل لقراءة الموضوع بالكامل

بس بصراحة موضوع رائع

يثبت الموضوع

منير قنيش 05-01-2008 21:19

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أشكرك أخي عاشق الطبيعة
إن دراسة تركيب الكون التي أخبرتكم بها ينقصها بعض التوضيحات وأنا رهن الإشارة للإجابة عن كل التساؤلات. فكيف تباعدت القارات وكيف ستصير في المستقبل هذه وأسئلة أخرى لها عندي إجابة مقنعة.
سأوافيكم بها لاحقا إن شاء الله.

نرجس كنفاني 09-01-2008 18:42

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
لك جزيل الشكر يا سيدي على ما قدمته لنا من معلومات قد تكون سابقة لعصرها. إنها فعلا حقائق وليست مجرد أفكار فارغة جوفاء، إن من يقرأ لذة العقل بتمعن سيدرك معنى الحياة وسيتلددها بالفعل.
أشكرك وأهنْؤك على نجاحك في تأدية رسالتك.
هناك نقط عديدة حول تركيب الأرض شغلت تفكيري لكن الأهم عندي الآن هو معرفة علاقة الموجود بالوجود حتى أتمكن من تتبع الأحداث من البداية.
ومرة أخرى مشكور على عملك الرائع هذا أيها السيد الفيلسوف.

منير قنيش 15-01-2008 04:22

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
كما سبق أن قلت من قبل، تعتمد كل المعارف في بناء أنساقها على مسألة البدايات التي يتخذ فيها كل صنف ما يراه مناسبا. وفي الحالة هذه اتخذت لنفسي مسألة أخرى مخالفة لما درسته وتعلمته وجعلت منها قاعدة اعتمد عليها في بناء أنساق معرفتي الجديدة التي تتناسب مع متطلبات ذهني. وكانت النتيجة أنني خرجت بالعديد من الحقائق التي تؤكدها استجابة الظواهر الطبيعية لها حيث لكل ظاهرة تفسير لا يخرج عن هذا النظام المذكور ولا يخالف المنطق وهذا ما زاد تشبثي به.
أختي نرجس لو تمعنت جيدا في انشطار القنبلة الذرية للمست ما جئت به في تركيب الذرة. إن مشهد حادث هيروشيما يوحي بأن الشكل الذي أخذه الانشطار قريب جدا من أن يكون كشكل مقطع عرضي للذرة الذي وضعته وأطلعتكم عليه. وهذا القانون التركيبي يمكن لك أن تلمسينه بمشاهدتك لمقطع عرضي لتفاحة أو لحبة طماطم أو لبرتقالة أو....
هو قانون واحد يحكم كل الموجودات، وكل الموجودات تعرف الحياة لأن الذرة التي تعتبر القاسم المشترك بينها تعتبر حية، إن لها بداية كما لها نهاية.

بين قوسين

(كلنا نتفق على أن البحر يرمي خارجه كل الأشياء التي ماتت، كما نتساءل كلنا عن سبب وجود شواطئ مليئة بالرمل وأخرى لا وجود لأثرها والجواب يدخل هنا في نفس السياق وهو أن هذا الرمل كان في يوم ما تربة خصبة في قاع البحر أو المحيط بمعنى أنه كان جسما حيا إلا أن مرور الزمن جعل هذا الجسم يستنفد كل قواه وبالتالي يموت لتكون نهايته أن يلقى خارج البحر
وليست تربة البحار وحدها تعرف الشيخوخة بل تربة اليابسة هي الأخرى كذلك فالصحراء التي نراها قاحلة في يومنا هذا كانت في يوم من الأيام أرضا خضراء والسبب هو أن كل الأشياء الموجودة تمر بأربعة مراحل خلال حياتها ومن بينها التربة التي تكون نهايتها التصحر).
كان هذا عن الموجودات أما عن علاقتها بالوجود فهي علاقة المخلوق بخالقه، المصنوع بصانعه. ومن الضروري أن نعلم طبيعة هذه العلاقة.
لقد ترتب على كون كل شيء في الكون يموت ويفنى كما سبق أن قلت، أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. وبمشيئته انطلقت نشأته ومن ذاته الممثلة للوجود جاء كل شيء. ومما لا شك فيه أن جوهر الأشياء له ارتباط شديد بهذه الذات وبالتالي يكون هذا الجوهر هو مادة الكون، مثلما نقول عن الخشب مادة السبورة، فهو صلة الوصل بين الصانع والمصنوع بمعنى أنه الوسيلة التي سخرها الله من ذاته لصنع الكون ما دام هو منه، ولا يصح أن نقول أن الجوهر مادة الله لأن ليست لله مادة يمكن للعقل البشري تصورها، وإنما أعني بالجوهر هنا أصل السلسلة السببية الكامن وراء كل الأشياء الموجودة ومدعوم بقوة الله.

تذكير

إن ذات الوجود الأزلي غير قابلة للوصف لأن الوصف لا يتم إلا بإسقاط أو تشبيه الشيء المراد وصفه بشيء آخر معروف ومألوف لدى الشخص السائل، وحسب ما هو معروف أن الأشياء التي لم يسبق لنا رؤيتها أو لمسها يصعب علينا تخيلها أو بالأحرى التحدث عنها إضافة إلى أننا نعيش في عالم كله من الذرات لأن بين كل ما هو موجود في الكون يوجد قاسم مشترك وحيد هو الذرة ممـا يعني أن عــالمـنا هو عــالم النواة و الإليكترون، والأشياء تتميز لنا فيه عن بعضها البعض باختلاف تركيباتها، أما عالم الوجود الأبدي فليس فيه ذرات لأنه ببساطة لو كانت فيه مثل هذه الأشياء لكان فانيا (لأن الذرات تفنى)

NICE FARID 18-01-2008 20:01

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين ولا حولة ولا قوة الا بالله اخي منير بكل صراحة ان موضوعك اثار انتباهي كثيرا حيث جعلني اقراه مرة تلوى المرة لما يحتويه من معلومات قيمة قل نظيرها في التاريخ والدي زادني حماسة الى موضوعك ان في هدا المنتدى لم يتقدم اي عالم من علماء العصر لمناقشة هده الاطروحة التي قلبت الموازين المتفق عليها قديماحيث خيم السكوت بل الجمود ان صح التعبير فكلمادخلت هدا المنتدى الا وفتحت موضوعك اخي منير اتفحصه هل من عالم سيرد على اطروحتك هل من افكار جديدة تتحاور معك او كلية او جامعة تستدعيك لمناقشة نظريتك القيمة .
فعلا علينا ان نحرر عقولنا من افكار الغربيين ونتبع السبيل الدي نحن من اجله خلقنا فالى متى سنبقى تابعين لهده الطائفة التي لا تحلل حلالا ولا تحرم حراما .
على ما يبدو لي ان فلسفتك اسلامية بالرغم من انك لا تعطيها الصبغة الدينية لان موضوعك فيه مسائل عديدة تتعلق بالاعجاز القرآني كالسموات الطباق ومسألة الماء أصل الحياة و اشياء أخرى.....الخ.
وفي انتظار تدخل العاماء للرد على هذه النظرية تقبا مني اخي منير أزكى التحيات وأخلص الأماني.

منير قنيش 19-01-2008 03:42

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أشكرك يا فريد على مداخلتك.
واضح جدا أنك كتبتها في وقت كنت في أمس الحاجة فيه للنوم .
أما فيما يخص ما أردت تبليغه من خلال مداخلتك اللطيفة، سأقول لك وبكل صراحة أنني لم أجد طيلة العشرين سنة الماضية ألطف وأنبل من أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب في مناقشة الأفكار مهما كانت غريبة. فخلال المدة التي ذكرتها كنت دائما لا أجد من يصغي إلي ويناقشني في أمور تعتبر مخالفة للمعتاد. هناك صديق لي دكتور في الفيزياء النووية كان يعارضني في البداية بشدة لكنه يوما وهو يشرح الدرس فاجأه أحد تلاميذه بسؤال وجد الإجابة عنه في نظريتي ولم يجدها فيما هو مقرر. وبطبيعة الحال لم يستطع البوح بالأفكار الجديدة لأنها غير مقررة.
أخي فريد لا أنشد الشهرة ولا أفرض نفسي عليكم، لقد دخلت هذا المنتدى بالصدفة فوجدت فيه ما يناسبني كما أنني إرتحت لأهله فما في قلبي، على لساني وهو طبعي.
لا أعرف لماذا تود سماع رأي العلماء ألا تثق في المنطق؟

طالب علم 20-01-2008 08:07

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم منير قنيش : حياك الله تعالى ...

بعد أن رأيت هذا الملف مثبتاً وأن أحداً من الإخوة الأفاضل لم يتعرض لما جاء فيه عن ( أصل الكون – وتركيب الذرة ) دراسة
سوى الأخوين الكريمين (نرجس كنفاني و NICE FARID ) اللذين تكاد تقتصر مشاركتيهما في هذا الملتقى المبارك على ما تتفضل به
واللذين لا ينفكان يمتدحانه من غير بيان الوجه المؤدي إلى ذلك علمياً
أقول : بعد أن رأيت كل هذا وجدتُني مدفوعاً إلى الإشارة إلى النقاط التالية :

1 - قلتَ :
(( ... إن فكرة الانفجار العظيم هذه يغلب عليها الطابع الأسطوري أكثر مما يغلب عليها الطابع العقلاني ... ))

أقول :
أحسب أنك أقمتَ استنتاجك هذا بناء على عدم بيان العلماء لماهية المادة الأولية التي تشكل منها الكون , كما جاء ذلك في مشاركتك ( 12 ) حيث قلتَ :
(( ... إن الاستدلال الذي استخدمه العلماء لا يشرح كيف ظهرت القوى لأول مرة في الكون كما تبقى مسألة الجوهر فيه غامضة لا نعرف حسبه ماهية الدقائق الأولية ولا نعرف أيضا كيف تولدت البروتونات ولا أين كانت الإليكترونات تعيش حرة قبل أن تتجمع مع الأجسام التي تولدت وما هو سبب التفجير الذي تحدثوا عنه. ))

أقول :
ولكنك فعلتَ الشيء نفسه عندما تحدثتَ أنت عن أصل الكون , فلم تبين كيف ومن أين جاءت الشمس , ولا حرارتها ولا بروتوناتها ؟ !
فقلتَ : (( الشمس هي نواة الكون وهي كرة ساخنة جدا قوامها البروتونات. ... ))

2 – قلتَ :
(( ... والحديث عن أصل الأشياء لا يجوز أن يبدأ من شيء مركب كالغاز أو الغبار الكوني أو...، ففي الرياضيات مثلا لا يجوز للعدد 09 أن يكون أصلا للحساب مع العلم أن أعدادا أصغر منه لها وجود، مما يستلزم أن يبدأ الترتيب التسلسلي للتطور الذي عرفته المادة من شيء لا يقبل التقسيم. ومن ثمة لا يصح اعتبار الموجود المتغير موجودا جوهريا بل يجب البحث عن الشيء الذي يوجد في كل الأشياء الذي يحتفظ بخصائصه رغم اختلاف وتنوع ظروف الأنواع التي تتكون منه حتى يؤهله ذلك بأن يعتبر قضية البداية. ))

أقول :
إذا سلمنا بما تفضلتَ به هنا جملة , فهذا يعني أنه لا يمكن أن يخرج شيء عما لا يقبل التقسيم , وعليه ؛ فإن كل ذرة فيه هي جوهر بنفسها – فلا تلد غيرها – ولا تتحول إلى غيرها ... وهذا يناقض قولك : (( ... أن الصيغة التركيبية للذرات موروثة مثلما ترث النباتات والحيوانات صيغ تركيبها ... ))

3 - قلتَ :
(( ... بعد دراسة الذرة ومعرفة قانونها الأساسي سأنتقل إلى تطبيقه بشكل عام على الكون ليكون بإمكان أي كان تصور النموذج الذي وضعته أو بمعنى أصح اكتشفته لأنه موجود منذ أن وضعه الخالق سبحانه وتعالى.
وهنا بالذات يجب التخلص، ولو للحظات، من الصورة التي ترسخت في الأذهان عن الكون بتمدده ومجراته ونجومه و...لأن أصحاب هذه الأفكار لا يقرون بوجود الله. ))

أقول :
في مناقشة القضايا العلمية , لا يُلتفت إلى معتقد العالم ما لم تكن المناقشة في المعتقد نفسه .

4 - قلتَ :
(( ماهي الصورة الحقيقية للكون؟ ))

أقول :
بغض النظر عما جاء تحت هذا العنوان , فليس في القضايا العلمية , صورة حقيقية , وإنما هناك : غلبة الظن , أو الراجح .

5 - قلتَ :
(( ... يعتبر الكون كل متماسك من الأجزاء، ليس أزلي وإنما محدث يتواجد ضمن مجال مفتوح لا حد له ولا نهاية، ميزته الوحيدة الممكن معرفتها هي الأبدية التي يفتقر لها الكون وما فيه، وهذا المجال المفتوح هو الوجود، نقيض العدم، ممتد في كل الفضاء اللانهائي وبدونه لا يمكن وجود أي موجود وأن كل الموجودات التي هي فيه إنما هي منه وإليه. ))

أقول :
تتردد عبارة ( الموجودات التي هي فيه ) عند حديثك عن الله عز وجل , كما تَقدم وكما في قولك : (( ولما كان في الكون كل شيء يموت ويفنى فلقد ترتب على ذلك أن يكون لوجوده ابتداء وظهوره لم يكن مستقلا عن ذات الوجود الدائم الذي هو الله بل جاء منه وسيبقى فيه. ))
وهذه العبارة تُذكرنا بمفهوم ( وحدة الوجود )
علماً أن وحدة الوجود عند المسلمين يراد منها ( وحدة الشهود )
فما هو مراد هذه العبارة عندك ؟

6 – قلت َ :
(( ... إن كوكب الأرض كتلة لا يمكن سبر أغوارها بسهولة أو تفكيكها لمعرفة ما بداخلها. لكننا لو أسقطنا عليها ضوء نظرية تركيب الكون سنرى أن هذه الكتلة لم تعرف مكوناتها الأولية الحرارة قط. لأنه ببساطة كيف لجسم بحجم الأرض بداخله حرارة لا تتصور، أن يحتفظ بكمية هائلة من الثلج المتموضع في القطبين لمدة ليست بالقصيرة؟ كما أن الحرارة تؤثر على الأجسام الباردة عن بعد، فكيف يكون بإمكان قشر رقيق من الصخور أن يصد حرارة مثل التي وصفها العلماء بداخل الأرض؟ ))

أقول :
أراك هنا ترفض أو تستهجن بقاء الثلج على سطح الأرض مع وجود الحرارة الشديدة في نواتها
في الوقت الذي تقرر فيه بقاء مكونات الذرة على حالها رغم اختلاف درجات الحرارة بين نواتها وممراتها ومنطقة تخزينها .

7 - تحدثتَ عن الأرض ورفضتَ أحد قوانين كبلر ...
ولكنك لم تبين لماذا تدور الأرض حول نفسها ؟
وحول الشمس ؟
ولماذا اتخذت هذا الشكل ؟
ولماذا كان عندك خط الاستواء مكون من أقرب نقاط الأرض إلى الشمس ؟
....... إلخ

8 - الأخ الكريم منير :
أكرر تهنئتك بحبك الخير للبشرية جمعاء ..
كما أؤكد على أن ما تفضلتَ به عن أصل الكون – بحسب رأيي – مازال يحتاج إلى المزيد المزيد من التمحيص والتدقيق
وإلى منهج علمي ثابت وواضح
فلم أتبين من خلال ما تفضلتَ به :
هل تأخذ بمفاهيم القوى الأربع في الكون وقوانينها ؟
و بمفاهيم الطاقة والكتلة والشحنة ؟
وبمفهوم العطالة ؟
وبقوانين الحركة ؟
والديناميكا الحرارية ؟
وما هي طبيعة الضوء عندك , وهو أحد أركان علم الفلك إن لم يكن ركنها الرئيس ؟
...... إلخ
فقد تهتُ بين رفضك لما جاء به العلماء , وما تأخذ منهم ..


وفقك الله تعالى ووفق الجميع وإياي لما يحبه ويرضاه ..

ولكم تحياتي

نرجس كنفاني 23-01-2008 19:22

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
أستاذي الفيلسوف
فعلا موضوعك شيق وممتع ويستحق أن يثبت أحب من أحب وكره من كره.
سأعود لمناقشة تركيب الأرض بعدما أفرغ من التهيئ للامتحان.
حفظك الله من كل حاسد إذا حسد.

منير قنيش 24-01-2008 19:51

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
إلى الأخ طالب علم:

لم أقم استنتاجاتي بناء على عدم بيان العلماء لماهية المادة الأولية التي تشكل منها الكون فحسب، وإنما ثمة أمور عديدة جعلت أحداث الانفجار العظيم تبدو لي كأسطورة وهي فعلا كذلك لأنه وبغض النظر عن ماهية المادة الأولية تلك النظرية لا تشرح شيئا طبقا لقوانين الفيزياء. خذ مثلا كيف أخذت الكواكب شكلها الكروي وحاول أن تستنبط منها الإجابة سوف لن تجد شيئا. أما نظريتي فتفسر ذلك مرحلة مرحلة، ولا تقل لي أنك لم تجد فيما كتبته عن نشأة الكوكب جوابا عن تساؤلك حول القوى التي تحرك الأرض حول نفسها ثم حول الشمس.
الموضوع يحتاج إلى قراءات متكررة وإلى دراية بقوانين الفيزياء من أجل الحكم عليه. إن ما أطلعتكم عليه هو مجرد ملخص أو موجز يصعب استيعابه جملة واحدة. أما كتاب لذة العقل فلا يسعه مجلد واحد لتدقيق الشرح وتوضيح الرؤية بالدلائل الواضحة.

أما فيما يتعلق بالذرة وكما سبق أن أشرت فورثت صيغتها التركيبية هي وباقي الذرات من الذرة الأم التي تتجسد في الكون

وقولك:
(إذا سلمنا بما تفضلتَ به هنا جملة , فهذا يعني أنه لا يمكن أن يخرج شيء عما لا يقبل التقسيم , وعليه ؛ فإن كل ذرة فيه هي جوهر بنفسها – فلا تلد غيرها – ولا تتحول إلى غيرها ...)
يؤكد أنك لم تفهم بعد النظرية.

فلماذا لا يمكن أن يخرج شيء مما لا يقبل التقسيم؟

إن البروتون الذي لا يقبل التقسيم ويقبل الفناء ينتج عنه النيوترون وهما معا ينتج عنهما الإليكترون. هذه الأشياء الثلاثة تشكل الذرة التي تتحول من عنصر إلى آخر بزيادة عدد إليكتروناتها الرئيسية وكذلك الثانوية. فكلما ظهرت أو نقصت إليكترونات ثانوية أو رئيسية في ذرة معينة تغير اسمها وتحولت إلى عنصر آخر.

بطبيعة الحال آخذ بمفاهيم القوى الأربع في الكون وقوانينها وبباقي المفاهيم.

الاختلاف الحاصل بيني وبينهم يتجلى في توظيف هذه القوانين والمفاهيم

أما طبيعة الضوء عندي فسأطلعك عليها في المرة القادمة إن شاء الله.

طالب علم 25-01-2008 14:55

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم نرجس كنفاني و منير قنيش : حياك الله تعالى ..

أشكركما على حسن ظنك وعلى كلماتك الطيبة ..

وأسأل الله تعالى أن يوفقك في نظريتك
وفي كل أعمالك إلى ما يحبه ويرضاه ..

ولكم تحياتي

منير قنيش 26-01-2008 05:16

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
يا طالب العلم

لقد علمتني تجربتي في الحياة الصبر وعدم التسرع في الحكم على الأشياء كيفما كانت.

حقيقة فوجئت بمداخلتك الأخيرة التي لا تمت لطالب العلم بصلة وعلى ما يبدو أن مثل هذا السلوك لا يليق أن نتصرف به في منتدى علمي كهذا.

ما قصدك يا أخي بربك؟

أن يشتد النقاش ويغلق الموضوع أم تقصد إهانتي فحسب ؟

في كلتا الحالتين أنا لا أبالي لأنني لما فكرت في المشاركة بهذا المنتدى لم أتقدم باسم مستعار، تقدمت بإسمي الحقيقي الذي أفخر به ولست محتاجا إلى أن اكتري من يمدح عملي وإذا كنت تعرف هذا الأسلوب فأنا لا أعرفه.
كان هدفي أن أبلغ رسالتي والحمد لله وصلت وستبين لك الأيام أو الشهور أو السنوات القادمة صدق كلامي.
وفيما يخص الأخت الكريمة نرجس التي أتمنى لها النجاح والتي لا أعرف إن كانت شخصية حقيقية معجبة بأفكاري بالفعل أم أنها مجرد اسم عشوائي اختاره شخص ما لهذا الغرض، في كل الأحوال أقول لها وإلى كل من أراد المساهمة في هذا المنتدى أن الالتزام بآداب السلوك ضروري في الملتقيات العلمية أو الفكرية وحتى في الحياة العامة.

طالب علم 27-01-2008 02:25

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
السلام عليكم :

الأخ الكريم منير قنيش : حياك الله تعالى ..

ولا يسعني إلا أن أكرر شكري على عباراتك الطيبة ..

وإن كان في أيٍّ من مشاركاتي أدنى إساءة إلى شخصك الكريم
أو إلى عملك
فإنني أتوجه إلى الإخوة الكرام القائمين على هذا الصرح المبارك
أن يحذفوا جميع مشاركاتي في هذا الملف ..

وأعتذر إليك عن كل كلمة قلتُها في هذا الملف من أوله إلى آخره ..

ولكم تحياتي

نرجس كنفاني 30-01-2008 18:43

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
آسفة جدا يا أستادي الفيلسوف على الموقف المحرج الدي سببته لكم.
ورغم أن مشاركاتي لم تكن مجاملات فانني أكرر أسفي
فزادك الله علما ومعرفة وحلما

NICE FARID 08-02-2008 19:57

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
الى الاخ منير قنيش اكتب وله اقرا وسابقى اقرا لك نظرياتك التي اثلجت صدري ونورت افكاري وافدتني في حياتي وفي ترتيب اموري وفي التعامل مع اصدقائي وجيراني زادك الله علما ومنفعة لكل من يحب الخير للناس جميعا هنا لا امدحك كما ادعى البعض وانما افكارك جدبتني اليها اجتدابا وتركتني تائها وراءها اتحسس حقيقتها واحللها فاجدها تتناسب ودوقي الفلسفي هناك من جدبته افكار دروين وهناك من جدبه فكر كارل ماركس ويضحي بحياته من اجله ويعيب علينا نحن ان انغمسنا في افكار اخينا وصد يقنا منير قنيش
اعدرني اخي منير ان تعطلت في هدا الرد كانت لدي ظروف خاصة لم اتفحص فيها المنتدى الا اليوم واطلعت على المشاركات فلم يعجبني رد بعض الاخوة فليعلم الجميع ان كل واحد هو حر في افكاره شريطة ان يدافع عنها ويتبتها بالقول التابث بالحجة والبرهان لا باللف والدوران فالانسان خلق حرا طليقا له عقل يسيره وبواسطته يميز بين الفاسد و الطيب وبين الصالح والطالح سر على منهاجك ما دمت لا تخالف لا السنة و لا القران فانت على صواب ما دامت عقيدتك صحيحة تؤمن بوجود الاله وتقر بدين الاسلام فسر ببحتك الى الامام وفقك الله ورعاك.

NICE FARID 08-02-2008 20:02

رد: مدخل في الفيزياء الكونية
 
الى الاخ منير قنيش اكتب وله اقرا وسابقى اقرا لك نظرياتك التي اثلجت صدري ونورت افكاري وافدتني في حياتي وفي ترتيب اموري وفي التعامل مع اصدقائي وجيراني زادك الله علما ومنفعة لكل من يحب الخير للناس جميعا هنا لا امدحك كما ادعى البعض وانما افكارك جدبتني اليها اجتدابا وتركتني تائها وراءها اتحسس حقيقتها واحللها فاجدها تتناسب ودوقي الفلسفي هناك من جدبته افكار دروين وهناك من جدبه فكر كارل ماركس ويضحي بحياته من اجله ويعيب علينا نحن ان انغمسنا في افكار اخينا وصد يقنا منير قنيش
اعدرني اخي منير ان تعطلت في هدا الرد كانت لدي ظروف خاصة لم اتفحص فيها المنتدى الا اليوم واطلعت على المشاركات فلم يعجبني رد بعض الاخوة فليعلم الجميع ان كل واحد هو حر في افكاره شريطة ان يدافع عنها ويتبتها بالقول التابث بالحجة والبرهان لا باللف والدوران فالانسان خلق حرا طليقا له عقل يسيره وبواسطته يميز بين الفاسد و الطيب وبين الصالح والطالح سر على منهاجك ما دمت لا تخالف لا السنة و لا القران فانت على صواب ما دامت عقيدتك صحيحة تؤمن بوجود الاله وتقر بدين الاسلام فسر ببحتك الى الامام وفقك الله ورعاك.


الساعة الآن 13:37

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir