ملتقى الفيزيائيين العرب - يا قرة العين إلى أين ؟؟

إلى قرة العين .. فتاة الدين .. حديث صادق إلى تلك الحبيبة
من قلب لطالما برؤيتها سكن
ولخطوها اطمأن
فأرسل بوح الجوانح بلا تردد وكله رغبة
أن تقر عينها ولا تحزن ..
يا قرة العين ..حروف أحرقت بها جناني قبل أن ينطق بها لساني
فاستحالت من فرط اشفاقي نارا بين الحنايا
لعلي آتيك منها بقبس أو أجد وإياك على النار هدى ..
يا قرة العين ..عليك أعقد الأمل .. أمل الأمة
وبك أجدد النبض الذي يسري في الشريان .. فأنت له إكسير وبلسم ..
يا قرة العين ..في النفس أمنيات لك بالسعادة
وهمسات لطيفة أرسلها فتنساب في رفق لترسو في موانيك
فأرهفي السمع لحظات
هو سؤالنا يحدوكِ زانه اللين .. وحفته الرحمة والمودة
ولولا قدركِ ومعزتكِ ما أرسلته ولا كان
يا قرة العين إلى أين ؟؟!!إلى أين ؟...!
أقولها وطريق السعادة أمامكِ يفتح ذراعيه .. تحن كل ذرة فيه لتحظى بوقع خطاكِ عليه
إلا أن في الفؤاد حزن وألم .. حسرة وهم ..
أن أبصر أقدامكِ سارت في غير ذاك الطريق
علامة استفهام كبيرة أرسمها تعجز عن إدراك سرك الذي تخفين
فأنت تعلمين .. وتدركين .. وتفهمين .. أن العاقبة للمتقين
ومع ذلك ..
أغمضتِ عينيك عن طريق الخير
وصممت أذنكِ عن نداء الحق
ووليت حتما دونما التفاتة للمنادي المشفق ..
إلى أين ؟...! وأنا أراك تتشربين بكل ما هو مزخرف متلون .. مهما كان
دونما قدرة على التقييم .. ودونما رغبة في الانتقاء
فالأفضل ما يفضله الآخرون وإن أساؤوا
والأجمل ما يقولون عنه أنه جميل مهما اضمحلت أذواقهم وانتكست
حتى غدوتِ نسخة مشوهة عن أصول مشوهة
طمستِ على عقلكِ .. وذابت معالم شخصيتكِ
وفوق ذلك أمور صغيرة المعنى والقيمة تتحكم في سعادتك
واهتمامات هامشية ترسم لكِ خطوك
تتزاحك لديكِ الكثير من الأهداف تنتظر في طابور طويل تحققيها
ما بين لهو وسهر وهدر للوقت وطول أمل
وفي آخر القائمة تأتي الصلاة وقراءة القرآن
تؤدى فيما تبقى من فضول الوقت
إن كان هناك بقية
إلى أين ؟....!وأنا أراك تضحكين وتبسمين وتمازحين
إلا أني استشف من وراء ذلك له قلقا يستصرخ
وحيرة تفضحها نظراتك الشاردة
وأدري أنك تبحثين عن متنفس .. لكن ..
همومك يا قرة العين لن تنهيها أغان ماجنات
وأحلامك لن تحققها أفلام هابطات
لن تنتشلك من أدوائك الأزياء .. ولا كماليات الترف الزائد
يا نسل خديجة وعائشة وأسماء وفاطمة وسمية
أطمأنينة بغير القرآن والذكر ؟!
أم رفعة بغير الحجاب ؟!
لا وربي
فما سوى ذلك سراب خادع .. ومظاهر جوفاء .. وادعاءات سوداء
وسموم تخدر ساعة .. وما أن ينجلي أثرها ــ وسرعان ما ينجلي ــ
تنتبهين وأنت في هوة أعمق وأظلم وأبعد
جربي أن تنفضي الغبار عن مصحفك المركون منذ رمضان
اقرئي بروية دونما استعجال :
ألا بذكر الله تطمئن القلوب 
إلى أين ؟....!
أعداؤكِ .. أعدائي .. أعداء لا إله إلا الله ..
يؤلمني أن أراكِ بهم مخدوعة
وقد غدوتِ صيدا سهلا لم يحتاجوا لكثير من الدهاء ليوقعوا به
سرتِ ورائهم وصرتِ تتهافتين لما بين أيديهم من بريق كاذب
فكنت الفجوة في جدار الأمة التي منها هبت علينا رياحهم العفنة
وبكِ طعنا طعنة الغدر في مقتل
والأمة يعني أنا وأنتِ وأهلكِ والمجتمع الذي احتواك
فإلى متى ترتضي أن تكوني خنجرا في أيدي العدا
أنتِ قلب الأمة .. فلا تستهيني بمكانتك
أغيظيهم بحجابكِ .. بعفتك .. يترفعكِ عن دنياهم الدنية
ارفعي رأسكِ أمامهم فإسلامك دين العزة
وليموتوا كمدا
عندها تعلمين حقا مذاق الكبرياء والفخر ..
يا قرة العين ...
تعبت .. نعم تعبت .. وأنا أحاول معكِ
فتارة بكلمة طيبة .. وتارة بابتسامة مشفقة .. وتارة بهدية .. سرا أو جهرا .. تصريحا أو تلميحا
وكنت كلما فتحتُ بابا .. أوصدتِه
وكلما أرسلت همسة .. رددتِها
فراحتكِ أرجو .. وسعادتك أنشد
لا أطمع في جزاء منكِ قل أو كثر
وإن أجري ألا على الله
ولتعلمي أني لن أتغير ولن أتبدل
كلما ازداد صدكِ .. ازددت حرصا عليكِ
وكلما طال بعدكِ .. تشبّثتُ بكِ أكثر
ولا زلت أمني النفس بلقائكِ على منابر النور
ولا أرتضي لكِ إلا الخير والرشاد
لا حرمني الله منك ..
يا قرة العين ...