ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   أدب التعامل،والصفات البهيمية ... (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=7416)

أديبـــــة 03-10-2006 03:49

أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر عظيم تبقى به الأمم وتزول بزواله ألا وهو الخلق العظيم. قال عليه الصلاة والسلام : ( إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ).


وقال الشاعر شوقي : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا


إن الأخلاق والآداب هما المفتاح الذي من خلاله نستطيع كسب احترام ومحبة الآخرين. وصحبة سيد المرسلين يوم القيامة.


إن الهدف السامي من العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج هو تربية النفس على الفضائل والآداب التي تأدب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربَّى أصحابه عليها. وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الآداب والأخلاق في جميع أمور الحياة ـ كبيرها وصغيرها ـ مع أنفسنا ومع الآخرين .


وفي هذه العجالة لا يمكن حصر جميع هذه الآداب ولكن ما نود أن نركز عليه هو : أدب التعامل مع الآخر، والذي من خلاله يستطيع المرء أن يكون محبوباً عند الآخر ، عند والدك ووالدتك ، عند أخيك وأختك ، عند أصدقائك ، وعند كل من تتعامل معهم في حياتك . ولا نريد أن ندخل في التفاصيل بل نود أن نذكر آداباً عامة في المعاملات :


1 ـ إفشاء السلام : قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .


2 ـ الاعتذار عند الخطأ : إن كلمة ( آسف ) عند وقوعك في خطأ ما تجاه الآخر أمر في غاية الأهمية ، فهذه الكلمة لابد أن تكون موجودة في قاموسنا . فإذا أخطأت في حق إنسان فلابد أن تبادره مباشرة بكلمة ( أعتذر ـ لقد أخطأت ـ عفواً ... ) .


3 ـ الشكر عند تقديم خدمة :إن كلمة ( شكراً ) ( أشكرك ) تعني الكثير عند هؤلاء الذين يقومون على خدمتنا من عمال وخدم وسائقين ... الخ . وهذا الأمر لا يكلفك شيءاً ، ولكن له من الأثر الطيِّب عند الآخر فاحرص على ذلك دائماً .


4 ـ مساعدة الآخر :إن تقديم المساعدة لشخص يحتاج إليها مبدأ أو أساس ينبغي أن نربي أنفسنا عليه ، وخاصة في مجال الأعمال الخيرية من مساعدة للفقراء والمساكين والمعاقين وكبار السن . فهذا العمل من أجَلِّ الأعمال التي تزيد رصيد حسناتنا ، فلا تتوان في ذلك متى استطعت وشجِّع غيرك عليه. وفي الحديث ( إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) .


5 ـ تبسّمك في وجه أخيك :قال صلى الله عليه وسلم : ( تبسّمك في وجه أخيك صدقة ) . إن مجرّد الابتسامة الطيبة التي لا تكلفك شيئاً ولا تنقص من رصيدك المالي ، تنال بها الأجر وكذلك تكسب بها صديقاً.


6 ـ كن منصتاً جيداً :الناس بطبيعتهم يحبون أن يتحدثوا ، ولكي تكون محبوباً كن مستمعاً جيداً فلا تلتفت ولا تتلهى في أثناء تحدث الآخر إليك . واقبل عليه بكُلِّيَتِكَ ولا تقاطعه حتى ينهي كلامه أُسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وإن كان لك ملاحظة على شيء ورد في حديثه فلا تنقص من قدره واذكر إيجابيات الحديث أولاً ثم قدّم ملاحظاتك بهدوء .


7 ـ لا تتعد دور غيرك :إذا كنت في مطعم أو في مطار أو في أي مكان وكان هناك ترتيب للأشخاص وهو ما يسمى ( طابوراً ) فلابد أن تحترم دورك ولا تتعدى الآخرين إلا إذا كان هناك أمر ضروري واستأذنت منهم ، فإذا سمحوا لك فيمكنك أن تتعدى وإلا فابق في مكانك فكل شخص له من الظروف مثل ما لك تماماً .


8 ـ لا تنقل كلاماً لآخر:الوشاية بين أصحابك أو إخوانك من السلوكيات غير المرغوب فيها وربما تفقدك كثيراً من الأصدقاء ، وتجعلك غير محبوب عندهم .


9 ـ التسامح والعفو والصفح :إن تسامحك وعفوك عمَّن أخطأ في حقك أمر محمود في الإسلام وحثّ عليه . قال تعالى : ( وإن تعفوا وتصفحوا فهو خيرٌ لكم ) ، إضافة لأنه من شيم الكرام.


10 ـ المزاح الجارح :إن المزاح الذي ليس فيه تجريح للآخر مقبول ولكن إذا تعدى المزاح إلى مضايقة الآخر أصبح مذموماً وغير مقبول . وأفقدك كثيراً من هيبتك وأسوأ المزاح ما رافقه ازدراء الآخرين أو استعمال الأيدي ، أو كان بين الجنسين الأجانب بشكل مباشر أو غير مباشر .


11 ـ لا تقل إلا خيراً :البعض يتفوه بكلمة لا يلقي لها بالاً رغم بساطتها في نظره ، ولكنها كالجبال عند الآخرين توغر الصدور وتفرق الأحباب والأصدقاء. إضافة لما يترتب عليها من الإثم فاجعل لسانك دائماً لا ينطق إلا بالكلام الطيِّب الذي تكسب به أصدقاءك وتقربك أكثر من الآخرين .


12 ـ احترام الكبير والرحمة بالصغير :إن احترامك لمن هو أكبر منك سناً أمر في غاية الأهمية فكما تريد من الأصغر أن يحترمك ، فعليك أن تحترم من هو أكبر منك وكذلك أن ترحم من هو أصغر منك ، وتذكر نفسك وأنت صغير كيف كان الجميع يحيطك بجو من العناية والرعاية والعطف. قال عليه السلام : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا )



كما أن الله عز وجل خلق الملائكة ( عليهم السلام ) ـ وهو غنى عنهم ـ خلقا خاصا كريما من النور فهم مخلوقات لها عقول و بلا شهوات .. (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) متشرفون بطاعة الله عز وجل .. وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( اطت السماء (اى صدر منها صوتا ينبئ عن ثقل ما تحمله وهو أشبه بصوت الرحل على البعير ) وحق لها ان تئط .. ما فيها موضع أربعة أصابع الا وفيها ملك واضعا جبهته ساجدا لله تعالى ) وخلق من الطين نوعا مختلفا وهم البهائم وجعلهم شهوات بلا عقول لا يشغلهم إلا الطعام والشراب وسائر الشهوات وخلق الإنسان وسطا بينهما فهو يجمع بين العقل والشهوات



فإذا عاش الإنسان وقد غلب بعقله على شهوته .. أصبح عند الله كأنه مثل بعض ملائكتة او اعز من بعضهم فى القدر ..وإذا عاش الإنسان وقد غلب بشهوته على عقله فهو عند الله أرذل وأضل وأخس من البهائم .. (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) هذا ونسمع كثيرا من الناس إذا أرادوا ان يذموا أحدا نسبوا إليه بعضا من صفات الحيوان الدنيئة



وعلى هذا فالصفات البهيمية فى الإنسان على ثلاثة مراتب ..ـ

المرتبة الأولى مرتبة الحيوان المسالم مثل الضأن والماعز والبقر والجاموس فتلك الحيوانات تعيش فقط لشهواتها من الطعام والشراب والنكاح ولعلها لا تؤذى غيرها .. فمن الناس من يعيش لشهواته فقط مثل البهائم وقد لا يؤذى فى ذلك أحدا أيضا.. وما خلق الانسان لذلك ـ

والمرتبة الثانية وهى صفات السباع : وهى التي يعيش فيها الحيوان على أذى غيره مثل الكلب والذئب والسبع والضبع فحياته مرتبطة بان يفترس غيره من الحيوانات المسالمة ...ومن البشر من يحمل هذه الصفة بين جنبيه فيعيش على أذى غيره بالسرقة والرشوة والاغتصاب والبغي والظلم والقهر والاختلاس ...وما خلق الإنسان أيضا لذلك ـ

والمرتبة الثالثة وهى صفات العقارب والحيات : حيث يعيش فيها الحيوان على اذى غيره بسبب وبدون سبب فهناك أيضا من الناس من يؤذى غيره بالحسد والنميمة والغيبة والسب والشتم والقتل حتى ولو لم ينتفع من وراء ذلك شيئا فى حياته .. وهى من الصفات الذميمة التي يأبى الإنسان إن يتصف بها..


فالإنسان خلق ليكون إنسانا كريما خلوقا وليس ملكا ولا حيوانا وقد أرسل الله تعالى لهذه الآمة سيد الأولين والآخرين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليعلم الإنسانية كلها طريقة الحياة الصحيحة الطيبة والأخلاق العالية العظيمة ولقد وصفه ربه سبحانه وتعالى فقال عنه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )وقالت عنه عائشة (رضي الله عنها ) ( كان قرانا يمشى على الأرض ) ..وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .






م
ن
ق
و
و
و
ل

ياسمين 03-10-2006 04:48

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
جزيت خيراً ،،،، وجعل الله ما كتبته في موزاين حسناتك .......

روعة الخيال 03-10-2006 21:07

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
جعله الله لك من صالح الاعمال
"ان الذكرى تنفع المؤمنين"

أديبـــــة 04-10-2006 16:24

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
شكرا لكما

والله يجزاكم خير

الفيزيائي الصغير 04-10-2006 17:00

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
كلام رائع جدا ويكتب بماء الذهب

شكرا أختي أديبة على الموضوع الرائع

البالود 04-10-2006 17:41

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
بارك الله فيك , وفي مواضيعك

.

تحياتي لك

أم عبدالملك 04-10-2006 20:33

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
لكل شيء زينة في الورى ... وزينة المرء تمـــــــــام الأدب
قد يشرف المرء بآدابـــــه ... فينا و إن كــان وضيع النسب
***
ومن لم يؤدبه أبوه وأمـــــه ... تؤدبه روعات الردى وزلازله
فدع عنك ما لا ترى ولا تطع ... هواك ولا يغلب بحقك باطلــه

توقيع معبر..
وفقك الله..

فديت أمي 05-10-2006 02:34

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
جزاك الله خير ..................وجعله في ميزان حسناتك

أديبـــــة 05-10-2006 11:32

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
شكرا لكم

والله يجزاكم بالخير

ناصر اللحياني 06-10-2006 19:37

مشاركة: أدب التعامل،والصفات البهيمية ...
 
بارك الله فيك

وجزيت خيرا


الساعة الآن 16:06

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir