ملتقى الفيزيائيين العرب - التصوير بالأشعة تحت الحمراء

تحتوي الأفلام الفوتوغرافية العادية على مواد كيماوية حساسة تتأثر بالمنطقة المرئية من الطيف الكهرومغناطيسي أي أنه إذا سقط عليها ضوء فإنه يؤثر عليها ويؤدي إلى اسودادها .
وبطريقة مماثلة يمكن جعل بعض أنواع الأفلام حساسة للأشعة تحت الحمراء ، وينجم عن ذلك الحصول على
صورة بالأشعة تحت الحمراء عند سقوطها على هذا النوع من الأفلام .
وكما هو معلوم أن الأشعة تحت الحمراء هي أشعة حرارية تنجم عن اهتزازات الجزيئات في المواد بسبب الطاقة الحرارية المتوفرة فيها .
ولذا فإن التصوير بالأشعة تحت الحمراء هو في الواقع ليس إلا خريطة حرارية للجسم الذي تصدر منه الأشعة الحرارية . وكلما إزداد الإشعاع الحراري الصادر من بعض مناطق هذا الجسم ، كان تأثير هذه المناطق على الفلم أكثر فاعلية .
وللتصوير بالأشعة تحت الحمراء منافع عديدة فتُؤخذ هذه الصورة عادةً بواسطة الطائرات أو الأقمار الصناعية لتُعطي معلومات هامة تعتمد على فروق درجات الحرارة فيما يخص نمو الغابات والتعرف
على أمراض النباتات ودراسات تلوث المياه واكتشاف أماكن زراعة المخدرات .
ويُستخدم التصوير بالأشعة تحت الحمراء في مجال الطب لبعض أغراض التشخيص والعلاج .
كما تُستخدم الأشعة تحت الحمراء في عمليات ( الاستشعار عن بُعد ) كتشغيل أجهزة التلفزيون والبحث عن المياه الجوفية والثروات المعدنية .
أما في المجال الحربي فإن التصوير بالأشعة تحت الحمراء يقوم بدور حاسم في عمليات الاستطلاع ليلاً بواسطة الطائرات وفي تحديد الأهداف في الظلام للدبابات .
وللأشعة تحت الحمراء إستخدامات في الدراسات الفلكية فنظراً إلى أن هذه الموجات طولها الموجي كبير فإن هذا النوع من الإشعاع يتميز بقدرته على النفاذ عبر سُحب الغبار التي قد تعوق وصول ضوء بعض النجوم إلينا ، ولذا فإن بالإمكان تحديد مواقع هذه النجوم والتعرف على بعض خصائصها وذلك بالتقاط الأشعة تحت الحمراء الصادرة منها .