![]() |
قصة آدم عليه السلام
[grade="4B0082 008080 C0C0C0 2E8B57 800080"]-1-
المقدمة الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ... وبعدُ : ...... فإن الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ركن من أركان الإيمان ؛ كما بينه ربنا في القرآن، فقال: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة: 582] ؛ أي في الإيمان بهم ، وبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم في سُنَّته ؛ كما قال في حديث جبريل لما سأله عن الإيمان: «أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره » (1) ولا يصح إيمان عبد بلغه خبر رسول من رسل الله إلا بالإيمان به الذي يشمل تصديقهم فيما أخبروا به ومحبتهم وتوقيرهم وتعظيمهم التعظيم اللائق بهم دون الغلو في إطرائهم إذ هم أفضل عباد الله عزَّ وجلَّ وهم رسله السفراء بينه وبين خلقه في تبليغ أوامره ونواهيه وأخباره إليهم ، ثم ما يلزم من هذه المحبة والتصديق من متابعتهم وطاعتهم وامتثال أوامرهم واجتناب نواهيهم ، وإن من أعظم أسباب سعادة الإنسان صحبة أنبياء الله ورسله بل هذه في الحقيقة من أعظم نعيم الجنة بعد النظر إلى وجه الله الكريم وسماع كلامه وتسليمه والفوز برضوانه ، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا } [النساء: 69، 70] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم آخر ما قال في الدنيا: «في الرفيق الأعلى» ، والحق أن هذه السعادة برفقة الأنبياء والمرسلين مردها إلى تحقيق أوثق عرى الإيمان ؛ وهي الحب في الله سبحانه ؛ فإن صحبتهم تقرب العبد من الله ، وتعرفه بأسمائه وصفاته ، وبره وإحسانه ، وجماله وعظمته وحكمته ، وحمده وربوبيته وألوهيته ، وبهذا يسعد القلب وتُسد فاقته ، فلا يصل العبد إلى حقيقة الإيمان بالله إلا إذا آمن برسله واتبعهم ، ولذا كان الكفر بواحد منهم كفر بهم جميعًا وكفر بالذي أرسلهم قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) } [النساء: 150، 151]. والله سبحانه رحيم بعباده ، فمن فاتته صحبة الأنبياء بأبدانهم ؛ فقد جعل الله سبيلاً إلى معيتهم على البعد في الزمان والمكان بما أوحى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين ، وخير الخليقة أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة ، وأتم التسليم من قصصهم وأخبارهم ودعوتهم ، وجهادهم في سبيل الله ، وقد تضمن هذا القصص من جميل صفاتهم وكريم أفعالهم ما يجلي للقارئ والسامع له حقيقة هذه الشخصيات العظيمة التي لا يملك العبد إلا أن يحبهم من كل قلبه لما امتلأت قلوبهم من محبة الله ، ومعرفته وهدايته ، فيعيش من خلال قصص القرآن الذي لا نظير له على الإطلاق لا في قصص أهل الكتاب ، ولا في أساطير الناس وحكاياتهم ، ولا في غير ذلك ، يعيش العبد مع الأنبياء ، ويعد نفسه للتأسي بهم ومتابعتهم ، ويسأل الله أن يرزقه رفقتهم في برزخه ويوم القيامة صدقًا من قلبه ، ومن أعظم منن الله على عباده المؤمنين أنه قد قضى قضية رحمةٍ وفضل ، فجعل «المرء مع مَن أحب» كما تواتر بذلك النقل عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فكان تدبر قصص القرآن عن الأنبياء سببًا لمحبتهم ومعيتهم وهذه المحبة سبب إلى رفقتهم وصحبتهم ، وتأمل كيف ذكر الله هذه المحبة على تباعد الزمان والمكان في قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 38] ، وكم كان بينهما زمانًا ومكانًا ، وقال تعالى عن إبراهيم: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4] ، ومعلوم أن إبراهيم إنما آمن به لوط عليهما السلام ومع ذلك ؛ فهذه معية الأنبياء والمؤمنين عبر العصور ، كيف لا وقد قال تعالى بعد ذكر الأنبياء في سورة الأنبياء: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 29] ، والله إن القلب ليكاد أن يطير شوقًا إليهم ، وحبًا لهم بعد هذا التكريم من الله أن جعلنا وإياهم أمة واحدة ، فله الحمد وله الثناء الحسن ، لا نحصي ثناءًا عليه هو كما أثنى على نفسه. ولما كان إبراز المعاني الإيمانية التي تتضمنها قصص القرآن عن الأنبياء من أعظم ما يزيد الحب لهم ، ولمن أرسلهم سبحانه وبحمده ، وكذا إبراز صفاتهم الجميلة والتفكير في أفعالهم وأخلاقهم ، وحسن عبادتهم ودعوتهم ، وكذا تأمل ما عليه أعداؤهم من قبيح الصفات والأفعال ؛ ليحذر العبد على نفسه منها ، كانت هذه المحاولة للانتفاع بمواعظ القرآن ، والتذكر لما يسر الله فيه من حقائق الإيمان ، وثمراته اليانعة والتي أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وسامعها ، وأن يرزقنا عيش السعداء وموت الشهداء ، ومرافقة الأنبياء ، وأن يغفر لنا ولوالدينا وأهلينا وذرياتنا ، وإخواننا وأخواتنا وأحبائنا والمؤمنين والمؤمنات ؛ إنه سميع قريب. ولنشرع في ذكر قصة سيدنا آدم أبي البشر عليه السلام ؛ قصة رحلته إلى الأرض وسيكون طريقنا إن شاء الله أن نذكر الآيات التي تضمنت القصة في مواضعها المختلفة من القرآن ونبين فوائد كل منها ، وما يتعلق بتفسيرها باختصار. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.[/grade] |
مشاركة: قصة آدم عليه السلام
موضوع رائع جدا بورك فيك تقبلي خالص ودي وتقديري ........... قمت بتعديل الخط , إن لم يعجبك ذلك سأعيده لوضعه السابق |
مشاركة: قصة آدم عليه السلام
.......مشكور ......................... .....................مشكو ر............
[grade="FF0000 DC143C FF1493 DC143C FF0000"]....مشكور... ......مشكور.............. .........مشكور.........مشكور..... ..مشكور..... ..........مشكور.......... .....مشكور............... مشكور..... ..مشكور..... ....................مشكور ......................... .....مشكور..... ....مشكور... ......................... ......................... .....مشكور....... ......مشكور. ............موضوع اكثر من رائع............ ...مشكور..... .........مشكور....................... ......................... مشكور....... ............ مشكور.................... ....................مشكور ...... ............ ...مشكور................. ................مشكور.... .... ............ ......مشكور.............. ............مشكور........ ............ .........مشكور........... .......مشكور........... ............ ............مشكور.......مشكور................ ............ ....................مشكور ....................... تحياتي [/grade] |
مشاركة: قصة آدم عليه السلام
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك خيراً ،،،
|
مشاركة: قصة آدم عليه السلام
جزاك الله خير وبورك فيك,,,,,,موضوع رائع بحق
|
الساعة الآن 13:08 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir