ملتقى الفيزيائيين العرب - أيها الفزيائي ...إلي أي حد تعاني حياتك من التشوش؟

يمكن أن تكون يوماً ما في طريقك إلي المطار لتسافر بالطائرة فيدق جرس الهاتف من منزلك ويكون المتحدث علي الجانب الآخر صديقاً لك.. لقد نسي ساعته في بيتك الليلة الماضية. ويطلب منك البحث عنها وتفشل أنت بالتالي في العثور عليها ثم تنصرف من بيتك متأخراً خمس دقائق عن الموعد الذي كنت ترتب الخروج فيه للحاق بطائرتك. تخرج إلي الشارع فتعاني من التعطيل بسبب إشارات المرور وعندما تصل إلي محطة القطار الذي تعتزم ركوبه يصيبك الإحباط وأنت تشاهده يغادر المحطة أمام عينيك.. ولا يوجد قطار آخر غيره قبل نصف الساعة.
وعندما يأتي القطار الآخر ويحملك إلي المطار فإنك تصل متأخراً وتكون طائرتك قد أقلعت وليست هناك طائرة أخري قبل الغد. وسبب كل ذلك خمس دقائق عطلك فيها صديقك ترجمت إلي يوم كامل ضاع عليك. وهذا مثال يمكن أن يمر بنا في حياتنا اليومية علي ظاهرة أدت إلي ثورة في العلم وهي "التشوش" او الشواشي كما يسميها البعض.
بدءاً من الأحوال الجوية ومروراً بعلم الفلك وانتهاءً بالطب وجد "التشوش" في مجالات كان من المعتقد أنها وجدت حظها من الفهم الجيد وبينما ساد الاعتقاد لبعض الوقت بأن التأثيرات الصغيرة تكون نتيجتها محدودة فقد بات هناك اعتقاد جازم اليوم بأن مثل هذه التأثيرات الصغيرة يمكن ان تكون له اثار كبيرة وهي من أهم الظواهر التي يتعين التصدي لها بالبحث والدراسة فهذه التأثيرات الصغيرة تضع قيوداً عديدة علي ما يمكن أن نعرفه وعلي ما نستطيع أن نفعله ويمكن لها أن تسخر من محاولاتنا لإكتشافات جديدة في علم الفيزياء .
جازاكم الله خيرا .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.