ملتقى الفيزيائيين العرب - محاولة لفك أسرار الشمس

محاولة لفك أسرار الشمس

{والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}

http://www.moq3.com/img/uploads/IuP45065.jpg

لأسباب واضحة كضوء النهار، لم يوجد نجم واحد استرعى الاهتمام خلال اللقاءرقم مائتين للجمعية الفلكية الأمريكية الذي أقيم مؤخرا حول ظواهر النجم الأقرب و الأكثر ايلافا : الشمس.
كانت هناك أشياء قد قيلت كما هو معتاد عن سر و قوة الثقوب السوداء و النجوم الفلكية البعيدة الزائفة، وعن النجم الذي يضيء 40000 مرة اكثر من الشمس وهو النجم المتوهج بيتيلجيس Be
telgeuse و كانت له لحظاته و حظه من الاهتمام.
وكان علماء الفلك في غاية السرور عندما رأوا الصور الأولية المأخوذة من كاميرا الأشعة تحت الحمراء التي تم تجديدها للتلسكوب الفضائي هابل، وهي عبارة عن صور لنجيمات صغيرة و لمجرات متلاطمة، رأى العلماء أنها ستكون مقدمة لاكتشافات حديثة.
لكن عدة فرق بحث أعطت ملاحظات عن طريق الأقمار الصناعية في المدار المرتفع للأرض و التي تقدم رؤية جديدة لسلوكيات الشمس، وبالتالي يمكن رصد التحركات المثلى لنجوم أخرى، وتعتمد هذه الأبحاث على التركيز علي الانفجارات والثوران المستمر على سطح الشمس و أنظمة الطقس المفصلة و غير متوقعة و التي تنتج أعاصير يمكنها ابتلاع 18 كوكباً كالأرض.
وعند تحليل البيانات التي تم تجميعها على مدي السنوات الست الماضية بواسطة مرصد الشمس وهندسة كروية الشمس (سوهو)SOHO ، ابرز العلماء في جامعة كولورادو أول خرائط واسعة النطاق للطقس الخاص بالشمس، و هي توضح حركة الريح التي تظهر يوميا ليس فقط تجاه السطح الظاهري الكلي للشمس، و لكن أيضا إلى اسفل أعماق هذا النجم المتوهج والتي تصل إلى 8000 ميل (12800 كيلومتر)، و قد تم عمل هذه الدراسة عن طريق قياس سرعة واتجاه الذبذبات الصوتية في طبقة الهواء المحيطة بالشمس مباشرة.
وتقول ديبوراه هابير باحثة علوم الفضاء الأمريكية"لأول مرة يمكننا رؤية أنظمة طقس واسعة المدى تتطور أعلى وأسفل المنطقة المتاخمة لسطح النجم الشمسي مباشرة"، وقالت إن الخرائط أظهرت حركات لرياح ثابتة تدور بسرعة 45 ميلا في الساعة وتتدفق من الخط الاستوائي (خط الاعتدال) للشمس إلى الأقطاب الأخرى، كم تم رصد رياح و تيارات أخرى تتدفق بسرعة لا تزيد عن 100 ميل في الساعة، وتم رصدها وهي تتلوى في عدة اتجاهات. ويقول الباحثون إن دراستهم لأنظمة الريح لم تفسر بعد ظاهرة غريبة رصدها الفلكيون منذ فترة طويلة، في هذه الظاهرة، يلاحظ أن نصفي الكرة الشمالي و الجنوبي للشمس يخضعان لأنظمة دوران مختلفة، و هناك بقع شمسية معروف عنها أيضا انها تتحرك بسرعة اكبر في القسم الأوسط للشمس عنها في خطوط العرض (المدى) العليا، وذلك كنتيجة لدوران عكسي لم يتمكن العلماء حتى من تفسيره ومعرفة أسبابه، لكن تأتي سوهو (مركبة الفضاء التي تم انشاؤها بواسطة وكالة الفضاء الأمريكية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية) لتعطي العلماء جوانب أخرى تلفت أنظارهم وانتباههم، فقد تدفقت الرياح الثابتة في كل من نصفي الكرة من خط الاستواء إلى الأقطاب و ذلك خلال العامين الأولين من الملاحظة، ثم في عام 1998 حدث تحول عكسي في الرياح السائدة ظهرت في نصف الكرة الشمالي، وقد يؤدي هذا التغير دلائل لاختلافات الشمال و الجنوب و الطبيعة غير الواضحة لدورة الإحدى عشرعاما من سلوك الشمس الغامض.

ومن اسرار الشمس وعجيب صنع الخالق
قد دل الاستقراء على أن السبب في اختلاف الناس في أجسامهم واخلاقهم أو طبائعهم وسيرهم وألوانهم سواداً وبياضاً وتوسطاً بين ذلك إنما هو اختلاف أحوال الشمس بحسب القرب أو البعد عنها أو التوسط بين ذلك.

ومنها ما يشاهد من اختلاف أحوال الفصول الأربعة بسبب انتقال الشمس في أرباع الفلك، ولا شك أن السبب في تولد النبات وتضجها وكمال حال إنما هو من هذه الفصول الأربعة، والسبب في الفصول هي الشمس، والسبب للسبب مسبب لما سبيه السبب وهو ظاهر.

ومنها ما يتعلق بالنبات والحيوان والمعادن، كمثل ما يشاهد في النيلوفر والأذريون وورق الخروع وغيرها، من نموها في أول النهار عند أخذ الشمس في الإرتفاع والصعود، وإذا شرعت الشمس في الانحطاط والنزول شرعت في الذبول والضعف، وأيضاً في الزروع والنبات لا ينمو ولا ينشأ إلا المواضع التي تطلع عليها الشمس ويصل إليها قوة حركتها، وأيضاً أن وجود بعض النبات في بعض البلاد دون البعض لا سبب له إلا اختلاف البلدان في الحر والبرد اللذين لا سبب لهما إلا الشمس، فإن النخل مثلاً ينبت في البلاد الحارة ولا ينبت في البلاد الباردة وفي الإقليم الأول تنبت الأفاوية الهندية التي لا توجد في سائر الأقاليم، وفي البلاد الجنوبية التي وراء خط الاستواء تنبت أشجار وفواكه وحشائش لا يعرف شيء منها في بلاد الشمال.

وأما الحيوانات فيختلف الحال في تولدها باختلاف حرارة البلاد وبرودتها، كالفيل فيختلف الحال في تولدها باختلاف حرارة البلاد وبرودتها فإن الفيل والغيلم والببغاء توجد في أرض الهند ولا توجد في سائر الأقاليم التي تكون دونها في الحرارة، وكذلك غزال المسك والكركدن، وقد يوجد بعضها في البلاد السودان أعظم جسوماً وأطول أعماراً.

وأما انعقاد الأجسام السبعة والأحجار والمعادن فمعلوم أن السبب فيها بخارات تتوالد من باطن الأرض بسبب تأثير الشمس، فإذا اختلفت تلك البخارات في قعور الجبال وأثرت الشمس في نضجها تولدت المعادن على تفصيل بينوه في علم الطبيعة.

وما عسانا الا ان نقول سبحان ربنا خالق السموات والارضون