ملتقى الفيزيائيين العرب - 7سيارات يابانية وسيارة ألمانية على قائمة السيارات العشر الصديقة للبيئة

مفوضية الاتحاد الأوروبي وصلت إلى حد تهديد شركات صناعة السيارات بفرض عقوبات عليها في حال عدم التزامها بالمعايير الأوروبية الخاصة بانبعاث ثاني أوكسيد الكربون من عوادمها. وهذه المعايير المزمع تطبيقها اعتبارا من عام 2012 تعني تقليص معدل الانبعاث إلى حوالي 120 غراما من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة على الطرقات الأوروبية، أي خفضه بنسبة قدرها 25% عن المعدلات الحالية.

http://www.asharqalawsat.com/2007/10...rs1.439772.jpg

ويبدو ان شركة تويوتا اليابانية كانت أولى الشركات العالمية التي تجاوبت مع تحذيرات الاتحاد الأوروبي، إذ ذكرت مجلة ألمانية أن الشركة تعتزم وقف تسويق سيارتها «لاندكروزر» ذات الدفع الرباعي في دول الاتحاد الأوروبي بسبب كثرة بث عادمها لثاني أوكسيد الكربون وذلك ابتداء من يناير (كانون الثاني) 2009.

وحسب تقرير مجلة «أوتو موتور سبورت» المتخصصة تهدف تويوتا من وراء هذا الإجراء إلى خفض انبعاثات سياراتها من ثاني أوكسيد الكربون إلى اقل من 140 غراما لكل كيلومتر واحد.

وفي تحرك مواز يضع الاتحاد الأوروبي قواعد جديدة لتحسين متطلبات أمان السيارة وسلامة السائق والركاب.

اهتمام أوروبا المتزايد بسلامة البيئة ظهر جليا في معرض فرانكفورت الدولي الأخير للسيارات، فقد عقد تحت شعار «المقود الاخضر» وكان واضحا أن هدفه الابرز «مصالحة» السيارة مع البيئة. وبالفعل كان المعرض مناسبة متاحة لكل الشركات المساهمة فيه لطرح أفكارها الخاصة بوقود السيارات النظيف وبالتقنية القادرة على جعل سيارة المستقبل أكثر نظافة وأكثر أمانا.

وعلى هذا الصعيد خاض مهندسون يابانيون وأوروبيون وأميركيون غمار منافسة ضارية حول أفضل الحلول لتحسين نوعية الوقود في المستقبل وبنفس الوقت التحول الى أرخصها، خصوصا ان اسعار النفط ارتفعت بشكل حاد خلال السنتين الماضيتين، وان هذا الارتفاع لا يبدو مرشحا للتراجع في مستقبل قريب على الأقل، إضافة إلى ان المخزون العالمي من النفط يتراجع فيما أعداد السيارات تتزايد في العالم. وعلى هذا الصعيد تشير تقديرات المراقبين الى أن أعداد السيارات في العالم سترتفع من 850 مليون سيارة إلى 1.2 مليار سيارة خلال الاعوام الـ 15 المقبلة.

ويتضح هذا الهاجس البيئي المتنامي من تعمد شركات صناعة السيارات الكبرى عرض موديلات خاصة موفرة للوقود في معرض فرانكفورت. وحتى الشركات المنتجة للسيارات الرياضية الفارهة (إس يو في)، التي تستهلك كميات ضخمة من الوقود سعت الى تحسين صورتها عبر تحسين استهلاكها الوقود.

وفي هذا السياق أعلنت شركة بورشه انها زودت سياراتها من طراز «كايين»، بمحركات تعمل بوقود مهجن تقول انه سيخفض استهلاك الوقود بواقع الثلث على الاقل، أي من 12.9 لتر إلى اقل من 9 لترات لكل مائة كيلومتر. ومحرك سيارة «كايين» هو واحد من أكثر المحركات تلويثا للبيئة في الوقت الحاضر، إذ ينفث في الهواء نحو 358 غراما في الكيلومتر الواحد على الطريق من غاز ثاني أوكسيد الكربون.

أما شركة أودي فقد أعلنت بمناسبة طرح سيارتها الجديدة الصغيرة «اودي أيه 1» ذات المحرك الهجين في معرض طوكيو للسيارات، انها تسعى لأن تكون منتجة أنظف محركات للديزل في العالم بطرحها لنموذج جديد من هذه المحركات والعمل على تطوير محركات تعمل بالغاز الطبيعي و«البيوايثانول» في المستقبل.

وبدورها طرحت شركة بيجو الفرنسية سيارة «كونسبت» تعمل بوقود الديزل المهجن في فئات 308، وهذا الوقود يخفض الاستهلاك بنسبة 30 في المائة إلى 3.4 لتر لكل 100 كيلومتر. فيما أعلنت كل من مازدا، مرسيدس بنز، بي ام دبليو، وشركات صينية وعالمية أخرى، عن خطوات مماثلة.

رغم ذلك لا تزال الشركات اليابانية الرائدة في إنتاج السيارات الأسلم بيئيا، فقد احتلت 7 سيارات يابانية الصنع قائمة أفضل عشر سيارات صديقة للبيئة في دراسة أعدتها جمعية الطرق الألمانية بينها نيسان وتويوتا ومازدا. وتصدرت هذه القائمة سيارة «هوندا سيفيك هايبرد» للعام الثاني على التوالي.

وجاءت «تويوتا بريوس هايبرد» في المرتبة الثانية على القائمة التي تحتوي على 300 سيارة اختبرت من حيث استهلاك الوقود، وإجمالي الانبعاثات، ونسبة ثاني اوكسيد الكربون لكل كيلومتر، ومستوى الضوضاء. وقالت الجمعية إن «هوندا سيفيك» كان لها السبق بسبب تحسن طفيف في مستويات الضوضاء الذي جعلها تتفوق على «بريوس».

وخلص تقرير عام 2007 ـ 2008، إلى أن السيارات اليابانية تنتج أكثر السيارات الصديقة للبيئة في العالم. وكما قال التقرير، فعلى غرار السنوات السابقة تأتي السيارات الألمانية في المؤخرة، لكن ترتيبها يتحسن، فقد جاءت سيارة «فولكسفاغن بلو موشن» في المرتبة السابعة، إذ كانت أكثر السيارات كفاءة في استخدام البنزين والسيارة الألمانية الوحيدة على قائمة أفضل 10 سيارات.

وبلغت نسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في أفضل 10 سيارات صديقة للبيئة بحدود معدل 110 غرامات لكل كيلومتر، في حين أن مستواه في حوالي 71 سيارة بلغ 140 غراما لكل كيلومتر.

ولم تدرج على القائمة سيارة دايلمر سمارت ذات محرك ديزل (سي دي آي)، التي بلغت نسبة الانبعاثات فيها 88 غراما/ كيلومتر، لعدم احتوائها على جهاز تنقية وقود الديزل.

وبالنسبة للتصنيف العائلي للسيارات جاءت «بريوس» في المقدمة، تلتها «بي إم دبليو 318 دي تورينج»، حيث نالت هذه السيارة الألمانية الثناء على خاصية توفير الوقود ونظم التشغيل والإيقاف الآلية المتاحة في جميع طرزها الجديدة.

وعلى صعيد مواز يبدو الاتحاد الأوروبي أكثر اهتماما من الولايات المتحدة في سلامة السيارة وركابها، فقد أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل أنها بصدد التخطيط لوضع قواعد جديدة لتحسين أمان السيارات. واقترحت المفوضية توفير وسائل حماية الكترونية ضد انقلاب السيارات اعتبارا من عام 2011 لجميع السيارات الجديدة، بالاضافة إلى تركيب أجهزة إنذار نمطية وإجبار الشركات على إدخال أنظمة تعزيز للمكابح وأجهزة تحذير للحفاظ على المسافات.

وفيما لم تشر المفوضية إلى التكاليف التي سيتحملها المشتري بعد إدخال هذه التعديلات على السيارات الجديدة، أكدت أهمية هذه التعديلات في إنقاذ أرواح الكثيرين.

وتقول المفوضية الأوروبية إن تزويد جميع السيارات بأجهزة استقرار ومنع انقلاب من شأنه خفض نحو 100 ألف حادث من هذا النوع سنويا تسفر عن مقتل نحو أربعة آلاف شخص. وأكدت المفوضية أن تركيب حساسات للمسافات ستقلل أعداد حوادث التصادم من الخلف بنسبة 60%.

وشددت المفوضية على رغبتها في خفض أعداد قتلى الحوادث المرورية في دول الاتحاد الأوروبي من 50 ألف قتيل في عام 2001 إلى النصف بحلول عام 2010.

المصدر :
«الشرق الأوسط»
لندن ـ فرانكفورت
22 رمضـان 1428