ملتقى الفيزيائيين العرب - 2005 عامكم أيها الفيزيائيون.....

السلام عليكم و رحمة الله
الموضوع التالي منقول من جريدة الشرق الأوسط ( بتصرف ) :
أهلاً بكم في رحاب «السنة العالمية للفيزياء»، التي قد تنقضي دون أن نحتفل بها وقبل أن نسمع عنها. فقدرنا ان لا نعرف من قررات الأمم المتحدة سوى تلك المشحونة بهدير الطائرات ودويّ القذائف، أما مشاريع اليونسكو التنويرية، التنموية، فنادراً ما نعتني بتفاصيلها الهامشية .

فيزيائيونا الأفاضل حشروا في التعليم المدرسي أو الجامعي، ولم يزودوا بأدواتٍ وأسباب تدفع بهم إلى الأمام، وأكثرهم دلالاً وأكبرهم حظاً هم الذين صعقهم اليأس، وقذف بهم بعيداً إلى ما وراء البحار، فانتعشوا بفضل الهجرة في بلاد الغرب.
مئة سنة على ولادة نظرية «النسبية» استحقت الاعتراف لأينشتاين بأسبقيته في العبقرية، ووعد العلماء أنفسهم بهذه المناسبة تجاوزه وجعله ذكرى تاريخية.

وبينما كان أحد هؤلاء الأشاوس يطل من على شاشة إحدى الفضائيات اللبنانية، ليتوعد العرب بالزلازل وسود المصائر مع إطلالة السنة، أصدرت مجلة «علوم وحياة» الشهرية الفرنسية، ملفاً بشّرتنا فيه بأن سنة 2005 حبلى بكل الآمال العريضة، التي بدت منذ سنوات فقط شبه مستحيلة. وزودتنا المجلة بعد تجوالها في المختبرات، بلائحة مذهلة من الإنجازات مقرونة بالتواريخ الدقيقة لانطلاقتها العملية، التي تسمح لكل منا أن يتمتع بثمراتها البديعة.

والفارق بين أمم تحصي كوارثها وتندب حظها سلفاً، وأخرى ترى الوجود جميلا، هو في إدراك العلاقة الحميمة بين «العمل» و«العلم» و«الأمل». فمن نافلة القول التذكير بأن فرنسا تحديداً مشغولة بعام الفيزياء هذا، لأنها اقتنصتها مناسبة لتجيّش شعبها الذي يتراخى نبضه باتجاه العلوم، ولتنمية الحساسيات لا سيما النسوية، ذات التوجهات الرومانسية الأدبية، صوب المعارف التطبيقية. ويذكّر الموقع المخصص للاحتفالات، ان «علم الفيزياء» هو الذي أنجب التلفزيون والانترنت والستلايت، وهو الأب الشرعي للكهرباء والطاقة على أنواعها.

ومع الأخبار الآتية من الغرب والتي تسرّ القلب ـ على عكس ما يشيعون ـ ، نشعر بأن لكل مشكلة حلا. وهو ما يناقض مشاعرنا أمام التراجيديا الفلسطينية أو المأساة العراقية، أو قنبلة البطالة العربية التي لا يعرف أحد معادلات تفكيكها. فاللغة العلمية باسمة مشرقة تستخدم الأعداد لإحصاء عدد الناجين المنتظرين بفضل اكتشافاتها، وتدوّن بلا تردد البلدان التي سيكون لها اليد الطولى في مساعدة أهلها لإنقاذهم من أوبئتهم، أو الكوارث الطبيعية التي قد تنتظرهم على أحد المنحنيات الزمنية المقبلة.

وما كان واحدنا ليهتز من رأسه حتى أخمص قدميه، محتدّاً من ابتذال «عام الفيزياء» لصالح «علم التنجيم»، لو لم تكن الحال قد وصلت إلى الدرك الأسفل،. فيا إخوان يمموا اهتماماتكم شطر «علم الفيزياء».

http://www2.alrwaq.net/up09/05091916300863290.gif

منقول لأجلكم ..