ملتقى الفيزيائيين العرب - ارخص طريقه للسياحه........

يحدثنا الكاتب الفرنسي الظريف سيرانو دي برجراك من كتاب القرن السابع
عشر في قصته الانتقاديه تاريخ حكومة على الشمس والقمر الصادره عام 1652م
عن حادثة عجيبه يتصور انها حدثت له فذات مره عندما يقوم باجراء تجار
فيزيائيه وجد نفسه يرتفع عاليا في الجو مع كافة القناني المخبريه بطريقه لايدركها
العقل ولما تمكن من الهبوط الى الارض مره اخرى بعد مضي عدة ساهات اصيب
بدهشه بالغه اذ لم يجد نفسه على ارض وطنه فرنسا ولا حتى على ارض اوربيه بل
وجد نفسه على ارض امريكا الشماليه في كندا وقد ظن الكاتب الفرنسي ان تحليقه
المفاجئ عبر الاطلسي هو امر طبيعي وقد اوضح بقوله انه عندما كان محلقا بالهواء بعيدا عن سطح الارض كانت الارض مستمره بالدوران نحو الشرق ولهذا السبب بالذات وجد عند هبوطه ان الارض1 التي تحت قدميه ليست فرنسا بل كندا.

يظهر ان هذه الطريقه هي ارخص طرق السياحه وابسطها وكل ما نحتاجه هو التحليق
فوق سطح الارض والبقاء في الجو ولو لدقائق قليله وسوف نجد انفسنا بعد هبوطنا اننا في مكان مختلف تماما عن المكان الاول وبعيد عنه باتجاه الغرب وعوضا عن السفر المتعب عبر الاراضي والمحيطات يمكن التعلق بسكون فوق الارض والانتظار قليلا حتى تضع الارض المكان المطلوب تحت قدمي السائح

ولكن للاسف ليست هذه الطريقه المدهشه سوى بدعه من الخيال فقبل كان كل
شيء اننا عندما نرتفع في الهواء لا نكون في الواقع منفصلين عن الارض بعد لاننا نبقى مرتبطين بغلافها الغازي وعلقين بجوها الذي يساهم بدوره في حركة دوران الارض حول محورها ان الهواء وبالاحرى طبقاته السفلى الاكثر كثافه يدور مع الارض ويجعل كافة الاشياء الواقعه ضمنه مثل الغيوم والطائرات والطيور والحشرات الطائره تدور هي الاخرى مع الارض ولو كان الهواء لا يشارك الارض في
دورانها لكنا نشعر عند وقوفنا على الارض برياح عاتيه تكون اقوى العواصف الهوجاء بالنسبه اليها بمثابة نسمات خفيفهان الامر لا يختلف ابدا لكنا نقف في مكاننا والهواء يتحرك لقربنا ام كان الهواء ساكنا وكنا نتحرك فيه لاننا في كاتا الحالتين نشعر بنفس قوة الرياح ان راكب الدراجه الناريه المنطلقه بسرعة 100كم\س يشعر برياح قويه جدا حتى عندما يكون الجو هادئا تماما

وبعد ذلك فاننا حتى لو تمكنا من الارتفاع الى اعلى طبقات الجو او اذا كانت الارض غير محاطه بالهواء بتاتا لما كان في استطاعتنا والحاله هذا ان نستخدم تلك الطريقه السياحيه الرخيصه التي تخيلها سيرانو دي برجراك وفي الواقع عندما نبتعد عن سطح الارض الدواره فاننا بدافع القصور الذاتي نستمر في حركتنا بنفس السرعه السابقه اي بنفس التي تدور بها الارض الواقعه تحتنا وحينما نهبط الى الارض ثانية نجد انفسنا في نفس المكان الذي كنا قد انفصلنا عنه سابقا وهذه الحاله مشابه تماما لتلك الحاله التي نقوم فيها بقفزه داخل العربة قطار متحرك حيث نقع هلى ارض العربه في نفس المكان الذي قفزنا منه ولكننا في الواقع سنتحرك الى الامام بدافع القصور الذاتي على المماس اما الارض الواقعه تحتنا فستتحرك على القوس ولكن عندما تكون الفترات الزمنيه قصيره لايصبح لهذا الامر اي تأثير يذكر على جوهر
المسأله
مـــــــنقول من كتاب الفيزياء المسليه