ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   صفحات مضيئة (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=37129)

عمر الريسوني 19-07-2009 16:00

صفحات مضيئة
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


بحر من العلم وسر مكنون لا تبلغه المدارك العقلية ولا ارهاصات الخيال ، ولا عزة الا لله عز وجل العزيز المنيع ، حجب نفسه في سرادقات عزه وظلال عظمة من الكمال الباهر ، والعزة عظمة ما بعدها عظمة ، وواقف بعلم يتعرف عليه بالعزة والقدرة المنيعة وأسرار ملكوتية .
والعزة للعزيز المنيع ولا يرقى أي وصف أو رسم ادراك منتهى العز للعزيز الذي خلق العقل كأقرب الحقائق الالهية ، فاذا اتعظ العقل أبصر وكان عقلا نافعا حريصا على طاعة الله ، والعقل المخلوق كلما تصور شيئا عظيما يتصور ما هو أعظم منه ، وما من شيء كامل الا والعقل المفتقر يتطلع الى ما هو أكمل منه والله تعالى هو غاية الكمال .
والعزيز صفة من صفات الله عز وجل الذاتية ولا يوصف بضدها وعزته سبحانه تبهر العقول ، ولا يستقل بالعز من دون الله شيء ، وهو سبحانه العزيز الذي لا يستطاع مجاورته ولا ترام مداومته ولو أبدى سبحانه لغة العز لخطفت الأفهام ولو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف .

وبرهة رأيت رحمة موسومة في هذا الكون ، رحمة وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فيا لسعة رحمة ربي ، قلة من يبصرون فيوضات هذه الرحمة المرسومة بعناية ، وتتجلى بكل مظاهرها الراسخة وعوالم من البهاء والنور والزهر والماء وكل مسطر بعلم ..
رحمتك يا الاهي عمت وغمرت الآفاق ونقشت في كياننا عزك وضياءك مستلهمة نورك ، وجعلتنا موصولين بك ، وأيقظتنا برحمتك من غفلات الظلمات ، وحلقت بنا في سرادقات عزك بجناح التصديق ..
فهذا الوجود ألهمته رحمتك وكسوته من نورعزك وقدسيتك وجلالك ..
ان الكلمات لا تستطيع أن تنقل كل هذه المعاني الرحبة في جلال رحمة ربي ، وهي يظلالها تسري في القلوب الفقيهة الموقنة فتعطرت ثناياها الموغلة بعز القدسية والجلال فأشرقت بنور الحنين تستلهم شوقا وبشرا ومحبة في كيان خاشع منهمر من ماء مزهر بحنين الشوق فيكسو جسما بألوان متدفقة وتتماوج الذرات بساحرية مفعمة بنور المحبة الطاهرة ، فأشرقت ينابيعها بساحرية منهمرة ومتدفقة تسري في عصيبات راسمة رحابة ملك لا ينفذ ولا ينتهي ، وعز عزيز ومليك مقتدر .
انها اشراقات الحقيقة في جسوم ذابلة تدفقت لما فقهت وصدقت بنور ربها واقتبست من أسمى معانيها الوجلة معاني عظيمة .
انها كلمات لا تنفذ أبدا وكل ذرة في هذا الوجود ناطقة وشاهدة بالتسبيح لجلال وملك عظيم .
انه كتاب عامر ومفتوح وصفحاته مضيئة ..

في يوم جميل من أيام الله الخواليا ، خرجت أبحث عن السكون وراحة البال والسكينة بعيدا عن عن ضوضاء المدينة وصخبها ، كان الجو صحوا وزرقة السماء تغطي الآفاق ، جلست تحت ظلال شجرة صفصاف كبيرة وارفة الأغصان وهي تتمايل بفعل الرياح فتحدث فجوات تتخللها خيوط الشمس الذهبية فتزيد المكان بهجة ورونقا ، كان حقا مشهدا رائعا وأنا أتأمل من الأعالي تلك الروابي
الممتدة بعيدا والجبال المتناثرة هنا وهناك فوق بساط شديد الخضرة ، كانت الطيور تحلق في حبور وهي تعانق أغصان الأشجار في وداعة وتشدو في حنو
وتطرب طرب حفيف الأشجار الذي يلفها فتوقظ سمعي المرهف ليتقد لدي احساس مفعم تتناغم فيه سنفونية الحياة في بهاء المنظر ووداعة البشرى بين يدي الرحمة .
تمالكني شعور غريب مليء بالشوق والحنين وأنا أتأمل هذا المشهد الرائع فامتد بصري الى آفاق زرقة السماء بحياء ، فحمدت الله تعالى على هذا الانعام وهذه الصورة المتكاملة ، وهذا التناغم البديع والجلي المرسوم بقدرة وتدبير وعناية ، فقلت لنفسي حقا انه الكمال الذي يجعلك تتشوق بحنين وتسمو بمواهبك ومشاعرك الفياضة فتجول بذهنك في هذه المعاني الرحبة والممتدة الى ما لا نهاية محركة كل جزء فيك فيرسم في وجهك ومخيلتك المعنى الحقيقي للحياة وهي تشدو شدوك وتعيش تأملاتك مبدعة تناغما وتكاملا حيا براقا مليئا بكل المعاني السامية التي تحيي القلوب الوجلة .
عشت هذه اللحظات الوديعة في تأمل وسكون ، لحظات مفعمة بالصفاء والطهر ، لحظات عابرة لا رياء فيها ، لحظات تحرك السمع والبصر والقلوب لتبصر حقيقة مرسومة أمامك بقدرة وعناية فتعانقها بشوق ، وتتذوقها بوجدانك وتقرأها قراءتك الخاصة بك مستلهمة بواعثك ، ولكل منا قراءته لصفحات هذا الكون ، فمنهم من قرأ مرآته قراءة جوفاء لا روح فيها ، ومنهم من قرأها قراءة مزدوجة فما عقلها ، ومنهم من قرأها قراءة متدبرة متبصرة فاستجلى حقائق عظيمة عاليها نور وبشرها نور ومحبة وصفاء .
وجدت نفسي متوجها الى الحبيب أدعوه بشوق وأناجيه :

الاهي ما أعظمك وما أجلك ، الاهي حارت فيك العقول والأفهام وأنت غاية الكمال والبهاء والجمال ، الاهي ما أجلك وأنت العزيز الذي حجب نفسه في سرادقات عزه ، الاهي اني أسألك أن تعصمني من الزلل وأن تجعل لي من الأمل ما ترضاه لي من عمل ، وأن تصفي قلبي وتطهره من كل آفة ، وأن تجمع همتي وتحشد فكري وتركز مشاعري وتشرح لي صدري ، وأن تقربني اليك ركوعا وسجودا وخشوعا وابتهالا فأنت الغاية والكمال وأنت المطلوب المحبوب وحدك دون غيرك.

فما أعظم أن يتذكر العبد ربه بين الحسن والعز والبهاء والزهر والماء فلا يرى العبد الا نور ربه ، وما أعظم بصائر نور القلوب فاذا عرفت أطاعت ودنت وتقربت وعلمت غايتها فأقرت بالوفاء والرضا والحفظ والصبر ، فكان نطقها ذكرا وصمتها فكرا ونظرها عبرة .
انها حقا لحظات معبرة عشتها برهة من الزمن في مكان يشهد بالتقديس والتسبيح لله عز وجل ، وتفاعلات هادرة ، انها لحظات عابرة لكن شاهدة لعظمة الخالق عز وجل انها تجليات محكمة وحكمة جلية في ظواهر ملكه تدلك على صفات عظيمة راسخة ظاهرة للعيان وشواهد على ملك عظيم ومليك مقتدر .


بقلم : عمر الريسوني

nuha1423 19-07-2009 17:29

رد: صفحات مضيئة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على هذه السمفونية الرائعة من العزف على جمال وروعة هذا الكون

اقتباس:

لحظات مفعمة بالصفاء والطهر ، لحظات عابرة لا رياء فيها ، لحظات تحرك السمع والبصر والقلوب لتبصر حقيقة مرسومة أمامك بقدرة وعناية فتعانقها بشوق ، وتتذوقها بوجدانك وتقرأها قراءتك الخاصة بك مستلهمة بواعثك ، ولكل منا قراءته لصفحات هذا الكون
سبحان مبدع هذا الكون

رائعة

بارك الله فيك وجزاك خيراً

بهجة العلوم 19-07-2009 20:59

رد: صفحات مضيئة
 
شكر الله لك الأخ عمر الريسوني

سبحان الله

http://www.yesmeenah.com/smiles/smil...DAA%20(16).gif

عمر الريسوني 20-07-2009 18:57

رد: صفحات مضيئة
 
[align=center]الحمد لله أولا وآخرا
الى الأخت المحترمة نهى
لي الشرف أن أكون بين الأهل والأحباب
أصحاب الكلمة الطيبة والصادقة والنافعة
المزدانة بنبع اليقين والعلم الفياض العامر بالخشية
وتحية خالصة من أرض المملكة المغربية

عمر الريسوني/ الرباط[/align]

عمر الريسوني 20-07-2009 19:21

رد: صفحات مضيئة
 
[align=center]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
حفظكم الله بهجة العلوم
كلما ازداد العبد علما تقرب الى مولاه الحق
وسبحان مبدع الموجودات ، بنورك الساطع فلقت الظلمات ، وبحكمتك زينت الكائنات
فأشرقت في الآفاق بدائع صنعتك ، يامن فتقت السماوات والأرض بعلمك المحيط وبديعهما
من رتق بعلمك وبعد تقديرك ..
تمجدت أن يحيط بك مكان أو زمان وأنت الغني عن كل خلقك تقدست وتعاليت ، وكل خلقك مفتقرون اليك طوعا أو كرها..
سبحان من لا تعلم ماهية ولا خرقت الأوهام حجب الغيوب ، وكيف يحيط بك عقل أنت خلقته
أم كيف يدركك بصر أنت شققته أم كيف يدنو منك فكر أنت ألهمته ، وكيف يثني عليك ربي ومولاي
لسان أنت أنطقته ..
لا يبلغك بعد الهمم ولا ينالك غوص الفطن ..
لاطفت القلوب باحسانك ، ولا قريب الا من قربته ولا وصول اليك الا بك..
ما أعظم لطائفك لعبادك المتقين أطلعتهم على جلال قدرتك وحركت قلوبهم بمراوح ذكر
منتك ، وأسقيتهم من كأس محبتك وجعلتهم من أهل أنسك وقربك وصحبتك حتى لا يشغلهم شيء غيرك .


محبكم
عمر الريسوني

[/align]

رمز الوفاء 2010 20-07-2009 21:16

رد: صفحات مضيئة
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 19:42

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir