ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   منتدى علماء الفيزياء. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!! (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=39646)

خالد الغامدي 11-10-2009 21:05

العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://egyptianislamicgroup.com/Publ.../552557950.jpg

بقلم/ هشام النجار

منذ أكثر من أسبوع تمنيت على أخي الأستاذ هاني ياسين في مكالمة هاتفية الذهاب إلى الدكتور مصطفى محمود، ليس فقط لإجراء لقاء صحفي معه لنشره على الموقع، ولكن ليرى الدكتور - الذي يعانى الوحدة والمرض - وفاء وبر أبناء الحركة الإسلامية بكبار العلماء والمفكرين.

وليعلم أن هناك بقية من بني وطنه لا يزال الوفاء يجرى في عروقهم في زمن استشرى فيه الجحود والنكران كالوباء .

أردت أن أدخل على قلب ذلك الرجل الكبير الفرحة وهو يحتضر مودعا الدنيا، عندما يجد أمامه أبناءه الذين طالما اختلفوا معه في كثير من القضايا والأفكار، وقد جاءوا أليه ليسكنوا بعض الألم وليخففوا بعض الوجع!!

وما أقسى آلام النكران وما أوجع الشعور بجحود الوطن الذي وهب له نفسه وعلمه وحياته وعمره.

هل يصدق أحد أن عالماً كبيراً ومفكراً وأديباً وفيلسوفاً فذاً في حجم الدكتور مصطفى محمود تكون هذه نهايته.. مريضاً وحيداً في غرفته لا يجد من أبناء وطنه اهتماماً ولا سؤالاً ولا زيارة، ولا حتى دعاء بالشفاء، فضلاً عن المبادرة إلى علاجه في أرقى المستشفيات ورعايته على نفقة الدولة!!

هل يصدق أحد أن كاتباً فذاً له أكثر من ثمانين كتاباً في مختلف فروع العلم والمعرفة والأدب، لا يجد اهتماماً يذكر من وزارة الثقافة في بلده !

وهل يصدق أحد أن إعلامياً كبيراً كان صاحب واحد من أهم وأنجح البرامج في الثمانينات، لا يجد اهتماماً يذكر من وزارة الإعلام في بلده !

وقد صرخت ابنته أمل بالشكوى من جحود وعقوق المقربين من والدها وتدهور حالته الصحية.

وأقسى ما في هذا المشهد المفجع هو رد أحد المسئولين في وزارة الثقافة المصرية على طلب أحدهم برعاية الدكتور وعلاجه على نفقة الوزارة، فقال المسئول: ده خلاص بيودع !!!!!!!!

مما دفع أحدهم إلى الذهاب لإحدى دول الخليج لعله يجد هناك ما لم يجده في مصر تجاه واحد من نوابغها ومفكريها الكبار.

هذا للأسف الشديد هو ما حدث مع الدكتور مصطفى محمود الذي كان في يوم من الأيام ملأ السمع والبصر، والذي غزا بأسلوبه السلس الراقي البسيط وأفكاره الفلسفية العميقة وكارزميته الإعلامية الهادئة الجذابة قلوب الملايين على امتداد العالم الإسلامي.

نحن لن نسأل عن الملايين التي أهدرت في حملة ترشح وزير الثقافة لمنصب اليونسكو، فقد رماها السيد الوزير وراء ظهره !

ولن نطلب كشف حساب من وزارات وهيئات وشخصيات عديدة شاركت بجهودها الجبارة وأموالها الفائضة (عن حاجة المصريين الشبعانين) من أجل اشباع طموح فارغ لا قيمة له.

ولن نذكر أسماء الممثلين والممثلات والفنانين والفنانات الأحياء منهم والأموات الذين عالجتهم الدولة على نفقتها الخاصة !

ولكن نتساءل:

ما هو المعيار الذي توزن به الشخصيات في مصر المحروسة ؟

وما هو الإنتاج والقيمة والحصيلة الفكرية والإبداعية والعلمية التي تشفع لصاحبها في هذا البلد ، فتجعله مصانا مستورا في شيخوخته ومرضه ووحدته وضعفه ؟

الدكتور مصطفى محمود ليس واحدا ً من مدعى الثقافة والفكر من معتنقي الشيوعية البائدة الذين يرفلون في عطايا وإنعامات ومنح وجوائز وزارة الثقافة، لكنه مفكر مصري عبقري، بدأ شاكا ً وأنعم الله عليه باليقين والإيمان بعد رحلة بحث وتأمل ودراسة وقراءة طولها ثلاثون عاماً.

وهو فوق ذلك صاحب الردود العلمية الرصينة العميقة والمواقف المشهودة التي أفحمت الماديين والماركسيين والملحدين.

وللرجل أياد في ميدان الدعوة إلى الإسلام بمركزه الإسلامي الشهير ومسجده المعروف بالمهندسين بمركزه الطبي الذي طالما قدم خدمات لمحدودي ومتوسطي الدخل من فقراء القاهرة وغيرها من المحافظات.

والدكتور مصطفى محمود ليس واحدا ً من الشعراء والكتاب محدودي الموهبة ممن اختاروا التطاول على رب العالمين والإساءة إلى رموز الإسلام والنيل من ثوابته طريقا للوصول إلى قلب وعقل المسئولين عن الثقافة في بلدنا، لكنه عالم موهوب ومتميز.. استطاع في وقت قصير أن يثقف الملايين من المسلمين بمبادئ إعجاز الله عز وجل في الكون والخلق.

وكان برنامجه الراقي (العلم والإيمان) جرعة إيمانية أسبوعية ينتظرها المسلمون بشغف ليزدادوا إيمانا ً ويقينا وعلما ومعرفة وليستمتعوا بأسلوب العرض الساحر الذي تفرد به الدكتور مصطفى محمود.

والدكتور مصطفى محمود لم يكن ممثلا سينمائيا أو مسرحيا ، وليس مهرجا من مهرجي السيرك الثقافي في مصر المحروسة، ولم يكن يوما من هواة الظهور الإعلامي ولا من حواة البلاط ومحترفي السلطة، بل عاش حياته زاهدا في كل شيء، ورفض المنصب الوزاري الذي عرضه عليه الرئيس الراحل أنور السادات، وعاش لقضيته وفلسفته وفكره وعلمه، مستمتعا بالحرية التي نالها أخيرا والتي يصفها في كتابه ( السؤال الحائر) قائلا ً:

" نعم تلك كانت الحرية الحقة.. حينما بلغت غاية العبودية لله ، وفككت عن يدي القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزيفة ؛ المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة والغلبة والقوة.. وشعرت أنى لم أعد محتاجا لأحد ولا لشيء لأني أصبحت في كنف ملك الملوك الذي يملك كل شيء" .

أقول للمسئولين عن الثقافة في بلادي: الرجل ليس محتاجا لأحد ولا لشيء لأنه أصبح في كنف ملك الملوك الذي يملك كل شيء.

ولكن ليس معنى هذا أنكم في حل من المساءلة والحساب عن هذه الأموال والجهود التي بذلتموها ووضعتموها في غير موضعها، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة أمام الملك سبحانه وتعالى وعلى رؤوس الخلائق والأشهاد.

وأقول لمفكرنا وأديبنا الكبير الدكتور مصطفى محمود في هذه اللحظات الفارقة بين حياة مشهودة مليئة بالانجازات والنجاحات.. مثقلة بالحزن والألم والوحدة والجحود والمرض.

وبين وموت كان شغله الشاغل أن يفك شفرته ويكشف أسراره ويحل ألغازه ويرى ما وراء بوابته.. أقول لك:

يا دكتور مصطفى .. ليتنى .. ليتنى أستطيع لقاءك !!

nuha1423 12-10-2009 19:44

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أستاذ خالد سلمت يداك على هذا المقال لعلنا ندعو لعالمنا الجليل د / مصطفى محمود


أدمت قلبي هذه الكلمات وأحزنتني أين الوفاء ؟؟؟

اقتباس:

يا دكتور مصطفى .. ليتنى .. ليتنى أستطيع لقاءك !!


نعم ليتني أستطيع لقاءك يا دكتور مصطفى

غفر الله لك ورفع درجاتك في الجنة

وبلغك درجات النبيين الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .


يا لهذه الدنيا

سبحان الله


أشكرك على الموضوع القيم

جزاك الله خيراً

متفيزقة مبدعة 22-10-2009 10:11

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
كل الشكر لك اخ خالد على موضوعك :(
جزاك الله خيرا

خالد الغامدي 23-10-2009 23:53

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
شكرا لكم,, وجزيتم خيرا,,

*الزعيم* 25-10-2009 13:50

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
سطور رائعة كم أعجبتني صياغتها..........
وعالم صاحب درر كم أرعنت أذني لكلامه.........
بارك الله فيك أخي خالد...........

الهَياء 25-10-2009 18:06

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
مبدع أيآ أنت

الله يزيدك يآرب

خالد الغامدي 31-10-2009 15:22

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
رحمه الله,,,

سيبدأ الآن الإعلام في تمجيد هذا الشخص,,, وهو في آخر حياته كان يُعاني من المرض,,
ولم يجد من يتفاعل مع قصته مع مرضه,,

ما الفائدة من تمجيده بعد وفاته,, والتطبيل على حسابه,,,

nuha1423 31-10-2009 17:20

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الغامدي (المشاركة 365380)
رحمه الله,,,

سيبدأ الآن الإعلام في تمجيد هذا الشخص,,, وهو في آخر حياته كان يُعاني من المرض,,
ولم يجد من يتفاعل مع قصته مع مرضه,,

ما الفائدة من تمجيده بعد وفاته,, والتطبيل على حسابه,,,

ربي يرحمو ويغفر له

اللهم جازه بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا

اللهم تجاوز عنه

رحمه الله وغفر له

احمد حسانين 28-11-2009 23:17

رد: العالم الدكتور مصطفى محمود.. ليتنى أستطيع لقاءك!!
 
لا انسى برنامج العلم والايمان ونحن صغار نلتف حول التلفاز صغار وكبار متعلمين وغير متعلمين نسمع ونشاهد الدكتور مصطفى محمود وهو يصول ويجول مره في عالم الفلك والكون ومره في جسم الانسان وما يحمله من اسرار ومره في النبات ومره في الحيوان والقرود وهذه القرده التي بكت على موت احد ابنائها وبكينا معها او ابكينا الدكتور مصطفى بكلماته وتحليله وشرحه شكرا لك استاذ خالد لانك رجعتنا بكلماتك الى الزمن الجميل ودائما كما تعلم في عالمنا نفتقدالعالم الفيلسوف ونشعر بقيمته بعد وفاته ونادرا ما يكرم احد في حياته اشكرك مره اخرى وتقبل تحياتي[align=center][/align]


الساعة الآن 14:00

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir