![]() |
لنتحدّث عن نشاطات أبنائنا و بناتنا
من أجمل و أنفع النشاطات و الأعمال التي يمكن أن تعوّدوا عليها الأطفال الصغار بعد الصلاة و القرآن, الرياضة و تسجيلهم في ناد للفلك لو وجد بجواركم, لماذا؟ عند ذكر الصلاة و القرآن يتوّجب تبيان نقطة هامّة. إنّ عظم المنفعة في الدنيا و الآخرة في الصلاة و القرآن غطيّا عن منافع أخرى كما يغطّي نور الشمس في واضحة النهار ضوء النجوم. من هذه المنافع الذاكرة. نعم. فالدراسة بالنسبة للصغار و الشباب هيّ في بداياتها تعتمد على الذاكرة. كلّما كانت ذاكرة أطفالكم, حفظهم الله, قوّية, كلما كبرت قدرتهم على الإستيعاب و فرصهم للنجاح. و إياكم و القول أنّ الرياضيات فهم. خطأ كبير فهي مثل كلّ المعارف الإنسانية في بداياتها حفظ مع فهم. قد يختلف أسلوب الحفظ, فهناك من يحفظ مباشرة المبرهنة أو التعريف وهناك من يحفظها بممارسة التمارين وهناك من يستسيغها فيحفظها بسهولة. و المعتمد في تقوية الذاكرة هوّ الحفظ. و هل هناك أجّل و أجمل و أسهل و أنفع و أقوى للذاكرة من القرآن و من أحاديث رسول الله, صلّى الله عليه و سلّم, كي نحفظه. هذا من المنافع الجانبية لحفظ القرآن: تقوية الذاكرة. فالحفظ أساسي في الدراسة و الذاكرة عماده. قبل المرور إلى الرياضة, لدّي ملاحظة هامة, وهي تحفيظ الأطفال أحاديث رسول الله, صلّى الله عليه و سلّم, فأحاديث الرسول هيّ الشارح السلس للقرآن. فالنفس الحافظة للقرآن وحده قد يجّرها هواها أو غرورها إلى تأويله تأويلات لا تستقيم مع العقيدة, و أحاديث الرسول صلّى الله عليه و سلّم, هيّ الواقي و الحامي من هذا الزيغ, وهي المؤطّر للفهم. فإياكم و ترك الأحاديث الصحيحة. علّموها لأطفالكم, فهي نور يقتدون به في الحياة. أمّا عن الرياضة, فأنا شخصيّا مع الرأي القائل أنّ على كلّ فتى و فتاة ممارسة الرياضة و الأجمل أن نبدأ بما نصحنا به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم " علموا اولادكم الرماية والسباحه وركوب الخيل" وممّا يلفت الإنتباه في هاته الرياضات أنّها تمارس بمتعة, و توّدي دورها في تكوين و تقوية البدن كأحسن ما يكون مع أقل قدر ممكن من المشقّة. إذ و أنت تسبح لا تفكر أنّك تمارس رياضة بل في بالك أنّك تتمتع, كذلك ركوب الخيل و الرماية. لدّي بعض النصائح الشخصية في مسألة رياضة الأطفال. أنا لا أميل أبدا إلى تعليمهم الكاراتي في الصغر, و ذلك لأسباب عدّة. فالكاراتي مثله مثل الجمباز او رفع الأثقال لا يساعد على نمّو الجسم (من ناحية الطول) بل و يمتصّ هذا النموّ فيميل الجسم إلى القصر. و الكاراتي أيضا يعطيهم وهما أنّهم قادرون بهذه الرياضة الدفاع عن أنفسهم (على الأقل قبل تجاوز نطاق الأحزمة السوداء). هذا الوهم غير واقعي. ففي مواجهات الشارع أو غيرها لن تنفع رقصات الكاراتي (مع إحترامي الشديد لممارسيها, الذين أقول لهم يمكن أن يمارسها الشباب بعد سنّ الثامنة عشر و ذلك كي لا يتأثر نمّوهم و لكنهم سيخسرون حينها بعض المرونة في البدن). بل هي بالعكس تؤّدي في الغالب إلى الجبن لمّا يصطدم الممارس للرياضة بواقع معركة حقيقية. فإن كان ولا بدّ منها, فأنصحكم بمزجها برياضة أخرى فيها إحتكاك أو فيها ممارسة حقيقية للمواجهة كي يتعلّم القلب الشجاعة, كالرغبي و كرة اليدّ و الملاكمة و المصارعة و يمكن ممارسة الجيدو و لكنّي لا أنصح به كثيرا مع الكاراتي. علما و أنّ التايكواندو أحسن بأشواط من الكاراتي في المواجهات مع ثغرات كبيرة فيه. وعلى ذكر الشجاعة, أكثر ما يعّلم القلب الشجاعة هما سورتي الأنفال و براءة. جرّبوا حفظها و أعطوني رأيكم. هذه معلومة واقعية. فإن إمتزج القلب الشجاع بالحكمة إطمأنوا, إخوتي و أخواتي, فقد أنجبتم رجلا حرّا أو إمرأة حرّة. و الآن لماذا نادي الفلك؟ لأسباب جميلة. أولّها, أنّ هذا العلم يجمع في طيّاته كلّ العلوم من رياضيات و فيزياء و كيمياء و بيولوجيا و جيولوجيا و غيرها الكثير حتّى أنّه يجمع مع هاته العلوم بعض العلوم الإنسانيّة كالتاريخ. مع جانب عملي و ممتع وهو المراقبة بالتلسكوب في الليل أو النهار في محيطكم القريب أو في رحلات. علما و أنّ دراسة كلّ هذه العلوم في النادي تتّم بمتعة فلا يشعر إبنك او إبنتك أنّه يدرس بل هوّ مغرم بهوايته و يطلب دائما المزيد فيراقب و يبحث في المعادلات و يدرس الضوء لمعرفة المواد المحيطة بالنجوم spectroscopie. وهذا يذّكرني بالسباحة. أنت تمارس أحسن رياضة دون أن تدري. كذالك في النادي أنت تدرس كلّ العلوم دون أن تدري. إضافة إلى جانب إجتماعي مهمّ, وهو أنّ مثل هذه النوادي ينتمي إليها أشخاص من كلّ الشرائح الإجتماعية فتجد المهندس مع التاجر مع الطبيب مع الطالب... كلّهم مغرمون بهذه الهواية و معظمهم من النوعيات النقيّة الصادقة, فيكّون أبنائكم محيطا إجتماعيا لهم من الصغر فيه كلّ هذه الشرائح. المسجد يقدّم نفس الدور. ناد آخر يؤدّي نفس الدور: ناد السفن و الطيران عبد الله التونسي |
الساعة الآن 23:25 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir