![]() |
صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
بسم الله الرحمن الرحيم صكوك الغفران _ وقفة تاريخية يقول درابر في كتابه (الدين والعلم) : "لما بلغت الدولة الرومية في القوة الحربية والنفوذ السياسي اوجها، ووصلت الحضارة إلى أقصى الدرجات.. هبطت في فساد الأخلاق، وفي الانحطاط في الدين والتهذيب إلى أسفل الدركات.. بطر الرومان معيشتهم واخلدوا إلى الأرض، واستهتروا استهتاراً، وكان مبدؤهم ان الحياة إنما هي فرصة للتمتع، ينتقل فيها الإنسان من نعيم إلى ترف، ومن لهو إلى لذة. ولم يكن اعتدالهم إلا ليطول عمر اللذة! يزيد في نعيمهم حمامات باذخة، وميادين للهو واسعة، ومصارع يتصارع فيها الأبطال مع الأبطال، أو مع السباع؛ ولا يزالون يصارعون حتى يخر الواحد منهم صريعاً يتشحط في دمه. وقد أدرك هؤلاء الفاتحون الذين دوخوا العالم ، انه ان كان هناك شيء يستحق العبادة فهو القوة، لأنه بها يقدر الإنسان ان ينال الثروة التي يجمعها أصحابها بعرق الجبين وكد اليمين، وإذا غلب الإنسان في ساحة القتال بقوة ساعده، فحينئذ يمكن أن يصادر الأموال والأملاك، ويعين إيرادات الإقطاع ...). " عندئذ اندفع في الجانب الآخر تيار من (الرهبانية) العاتية، لعلها كانت اشأم على البشرية من بهيمة الرومان الوثنية. واصبح الحرمان من طيبات الحياة، وسحق الخصائص الفطرية في الإنسان، ومحق الطاقات والاستعدادات التي خلقها الله فيه لتكفل بقاء النوع من ناحية، كما تكفل عمارة الأرض والقيام بفرائض الخلافة فيها من ناحية أخرى.. اصبح هذا الانحراف العاتي عن الفطرة هو عنوان الكمال والتقوى والفضيلة.. الأمر الذي لم يأذن به الله، ولا يمكن أن تستقيم معه حياة! ولم ينشئ ذلك علاجاً لذلك الانحلال. ولكنه انشأ صراعاً بين طرفين جامحين، كلاهما بعيد عن جادة الفطرة وحقيقة حاجات الإنسان. وهكذا عجز نظام الرهبنة، المنبثق من تصورات كنسية ومجمعية منحرفة عن اصل التصور النصراني الرباني، عن أن يكون حتى نظاماً أخلاقياً للعالم النصراني. وخلف في النفوس جفوة للدين-والدين منه براء! -وترك فيها تحفزاً للانتقاض عليه وعلى نظامه الذي لا تطيقه الفطرة. ثم كانت الطامة يوم اكتشف الناس، الذين تأخذهم الكنيسة بهذا الحرمان القاسي، وتنذرهم باستحالة نفاذهم إلى الجنة إذا هم زاولوا من طيبات الحياة شيئاً!.. نقول: كانت الطامة يوم اكتشف الناس ان حياة رجال الكنيسة الشخصية، لا تعج بالمتاع بالطيبات فحسب! ولا تسقط في الترف فحسب! وإنما هي تعج بالفواحش والمناكر في اشد صورها شذوذاً وفحشاً ونكراً! (ويقول الراهب جروم (jerume) : ان عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين. وقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطاً عظيماً، واستحوذ عليهم الجشع وحب المال، حتى انهم كانوا يبيعون المناصب والوظائف كالسلع، وقد تباع بالمزاد العلني، ويؤجرون ارض الجنة بالوثائق والصكوك وتذاكر الغفران، ويأذنون بنقض القانون، ويمنحون شهادات النجاة، وأجازات حل المحرمات والمحظورات، كأوراق النقد وطوابع البريد، ويرتشون ويرابون. وقد بذروا المال تبذيراً ............ يتبــــــــــع |
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
بانتظار البقية
بارك الله فيك وجزاك كل الخير |
صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
ومسألة صكوك الغفران التي يشير إليها درابر في المشاركة السابقة، كانت الكنيسة قد قررت أن تمنح لنفسها الحق في إعطائها في أحد المجامع الكنسية الكثيرة، التي كانت تجتمع بين الحين والحين. وتغير وتبدل وتحرف وتنشئ وتضيف ما تشاؤه الأهواء (المقدسة!) إلى العقيدة النصرانية! "…وهذا نص صك الغفران، الذي كان يباع بيع السلعة": (ربنا يسوع يرحمك (يا فلان)، ويحلك باستحقاقات الآمة الكلية القداسة. وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي، احلك من جميع القصاصات، والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها وأيضاً من جميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها -مهما كانت عظيمة وفظيعة- ومن كل علة- وان كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي- وأمحو جميع أقذار الذنب، وكل علامات الملامة، التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة. وارفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المطهر؛ وأردك حديثاً إلى الشركة في أسرار الكنيسة، وأقرنك في شركة القديسين. أردك ثانية إلى الطهارة والبر اللذين كانا لك عند معموديتك، حتى انه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطأ إلى محل العذاب والعقاب، ويفتح الباب الذي يؤدي الى فردوس الفرح. وان لم تمت سنين مستطيلة، فهذه النعمة تبقى غير متغيرة، حتى تأتي ساعتك الأخيرة....) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ! غير أن الأمر لم يقف عند هذه الحدود.. فقد دخلت الكنيسة في نزاع طويل وحاد مع الأباطرة والملوك -لا على الدين والأخلاق- ولكن على السلطة والنفوذ. وبدأ النزاع والمنافسة بين البابوية والإمبراطورية في القرن الحادي عشر، فاشتدت بعنف، وحمى وطيسها، وانتصرت فيها البابوية أولاً حتى أن هنري الرابع ممثل الإمبراطورية اضطر في سنة 1077م أن يتقدم بخضوع نحو البلاط البابوي في قلعة كانوسا.. ولم يسمح له البابا بالدخول إلا بعد أن يشفع له الرجال، فسمح له بالمثول بين يديه، فدخل الإمبراطور حافياً. لابساً الصوف، وتاب على يديه؛ فغفر له البابا زلته.. وكانت الحرب بين البابوية والإمبراطورية بعد ذلك سجالاً حتى ضعفت البابوية. .................. يتبــــــــــــــع |
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
بالانتظـــــار
اثابــك الكريـــم ..~ |
صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
ولما كانت الكنيسة- إلى جوار صراعها مع الأباطرة والملوك على السلطة- قد فرضت لنفسها سلطاناً على الجماهير؛ واستغلته ابشع استغلال، في فرض الإتاوات المالية الباهظة التي تجبى إليها مباشرة؛ مما جعل الناس يئنون تحت هذا الإرهاق، فقد استغل الحكام الساخطون هذا الضغط العام ليثيروا السخط العام على الكنيسة؛ واستخدموا لهذه الغاية كل وسيلة؛ وفي أولها فضح رجال الدين؛ وكشف أقذارهم وأدناسهم، وبيان خبايا حياتهم الشخصية، التي يخفونها وراء وقار الزي الكهنوتي والمراسم الكنسية!!! * * * وكانت القاصمة التي تم بها ذلك وانتهى بها الأمر في أوروبا [OVERLINE]بين الدين والحياة،[/OVERLINE] [OVERLINE] وانقطع بها نهائياً ما بين التصور الاعتقادي والنظام الاجتماعي من سبب.. [/OVERLINE] [OVERLINE]بل كانت الجناية الكبرى[/OVERLINE] [OVERLINE] التي جنتها الكنيسة الغربية على نفسها،[/OVERLINE] وعلى الدين النصراني، [OVERLINE] ثم على الدين كله في الأرض جميعاً-[/OVERLINE] إلى أن يأذن الله بتغيير الأحوال و إلى لقاء مع الجزء الثاني و الموضوع لسيد قطب تحت عنوان (الفصام النكد ) ..... نقلته بتصرف |
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
اقتباس:
|
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
اقتباس:
|
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمت يداك متابعة ..... بارك الله فيك وجزاك خيراً |
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
اقتباس:
|
رد: صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أختي الفاضلة تغريد بارك الله فيك و أنعم عليك في الدنيا و الآخرة لقد مرّت بي تجارب و نقاشات مع النصارى و بعض قساوستهم وكنت أريد الكتابة في الموضوع بتفاصيل و معلومات غابت عن الكثير. و كلّما هممت بذلك أتذكّر قصّة الفاروق عمر رضي الله عنه و أرضاه مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عندما جاء بصحيفة فيها نصوص من التورات و كيف كانت غضبة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. أتذّكر ذلك, فأكفّ عن الكتابة. رغمي يقيني أنّ ما مرّ بي من تجارب و نقاشات معهم, فيها من التحليل و الجديد الذّي يبيّن ضلالهم و فسقهم ما لم أره في المقالات و الكتب أخرى. أنت بكتاباتك بيّنت لي جدوى عرض حقائقهم و ما هم عليه, و إن شاء الله أتفرّغ قريبا لكتابة مقالة في الموضوع فيها من الجديد ما تقرّ به أعين من يحبّ الله و رسوله, صلّى الله عليه و سلّم, و تخزي من إتبّع هواه فضلّ ضلالا بعيدا و أهوى به الشيطان فنسب لله الشريك و الولد, جلّ ربّنا و على عن ذلك علّوا كبيرا. اللهمّ لك الحمد كلّ الحمد على نعمة الإسلام اللهم جازي عنا محمد, صلّى الله عليه و سلّم, خير ماجزيت نبيا عن قومه ورسولا عن امته. اللهمّ إنّي أشهد أنّه بلّغ الرسالة و أدّى الأمانة و نصح الأمّة و رفع الغمّة و جاهد في الله حقّ جهاده حتّى أتاه اليقين. اللهمّ وآغفر لنا ذنوبنا و آرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين نوّر الله دربك أختي الفاضلة عبد الله التونسي |
الساعة الآن 15:20 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir