عجز؟ لا لا , ضعف ؟ أممم قلة حيلة ؟ يدان مكتوفتان؟ غباء ؟ أممم بماذا أشبهه هل قربتُ التشبيه؟
أمممم شيءٌ حول هذا أو قريب.. كان الفقر يمشي بتردد يقبل ليبدي ما يريد ثم يتراجع وينكسر وجهه بخيبة كان هذا وضعه أو قريب , متلعثمٌ فمه بكلمات وهمهمات , البرد لم يؤازره بل زاد تهتهته...كان شيءٌ ما يتعثّر على شفتيه , كان يسحب قدميه تلو الشمال مرة ثم نحو الجنوب , كان يدور يدور لا يعلم ما يفعله ,متعبٌ هو , ثيابه متسخة ؛ ذلك الاتساخ الذي يحيق بالملبوسات القطنية القديمة والتي أصبح وبرها منفوشا بسبب اهتراءِ انسجتها ,فلم تعُد قادرةٌ على تحمل الماء حتى تطهُر من القذارة .
عني لم أتحمل هذا المشهد المقلق/المربك , أستطيع ان اقول لكم أني خفت ذلك, فأصبحت اتلهى بمشاهد اخرى بعيدا بما يكفي ان لا أشعر بهذه المواجهة بيني وبين هذا الفقر ,
كيف كان ـــ بأي حال ــ عليّ التعامل معه ؟ لا أعرف , حقا لا أعرف , لستُ مطالبةٌ في تحمل ماليس باستطاعتي تحمله , صدقا هذا صعبٌ عليّ , سيعبث بي هذا الفقر الوقح , لن يتوانى عن ضربي في مقتل , فهل عليّ بعدُ أن أواجه ؟! حسنا حسنا, ستقولون لي لابد من مواجهة لن نعيش دون ان نفعل هذا وإلا حياتنا ستصبح طفولية خالية من الممارسة للحياة الحقيقية , أممممم سأحاول ,سأحاول نعم لا أحد يجبرني على أن أفعل أكثر من المحاولة , قلبي سأُنكِّر عليه الأمر, عله يُطيعني في الإحتمالات التي أود خوض أحدها, هو مصيبتي الحقيقية في هذا الأمر, يجعلني لينة غير قادرة على الصرامة أمقته آحايين كثيرة , لأنه يجعلني مترددة وضعيفة أمام القرارات الحاسمة , عليّ ان أروضه هذه المرة , كله حتى اواجه هذا الفقر بحقيقته وضعفه , وأنه السبب بكل هذا الذي قد لحقه , وسأكون قاسية معه ولهجتي لن اجعلها حنونة سأضخم غضبي واجعله يبدو مبالغا فيه حتى يشعر بفداحة ما يفعله بنفسه , , نعم سأقسوعليه بكل ما أستطيع , ليستيقظ من استسلامه لقدر ظنه حقيقته التي يجب عليه عيشها , هو لايفعل شيء سوى مد يديه للمارة علهم يرموا له بعض أشياءهم التي استغنوا عنها , أكره هذا , اكره أن أرى شخصاً, يتمثل الفقر , ويظنه قدره المحتوم , ويظل يلعب هذا الدور ردحا دون ان يفهم انه عالق في وهمه .
لابد أن أكاشفه على خدعة كذبها هو وصدقها .