ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   إلى متى ياأمتي ...؟ (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=6983)

رابعة 15-09-2006 01:21

إلى متى ياأمتي ...؟
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى متى ...؟...الى متى سيبقى حالنا على ما هو عليه ...؟ تمر السنون تلو السنين ونحن كما نحن ....

بالأمس القريب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم عليه السلام ...واليوم بابا الفاتيكان بتصريحاته وافترائه على الاسلام والمسلمين ..

أما آن لنا أن نسأل انفسنا هذا السؤال ....إلى متى ونحن من ذل الى آخر ...ومن محنة الى أخرى؟ ...أما كفانا أن يوصف ديننا بالارهاب والفاشستية ؟....أما كفتنا تلك الاساءة لحبيبنا المصطفى؟....أما كفتنا فلسطين السليبة ...والعراق الجريحة ...ولبنان المنكوبة ؟......حتى تأتينا هذه الإساءة الكبرى والتي لمست هذه المرة أصول عقيدتنا وطعنت في عمق ديننا ......فهل يوجد ما هو اغلى من العقيدة والدين لندافع عنه ؟....
وقبل أن نفكر في المسئ إلينا وإساءته وكيفية الرد عليه ....لابد لنا من الاجابة على سؤال يطرح نفسه بشدة الآن ..
لمـــــــــــاذا ؟....لمـــاذا هذا العداء المعلن والافتراء على الاسلام سواء بالسب او الشتم أو الطعن في الرسول الكريم أوفي اصول الدين أو حتى بالاستهزاء بالمسلمين ووصفهم بالتخلف والارهاب والتعدي على دولنا بالاحتلال والاعتداء والقصف ....؟

لعل أحدكم يجيب قائلا : إن الغرب لا يحتاج الى سبب حتى يهاجم ديننا ويفتري عليه ...فحقده الدفين علينا وعلى ديننا وعلى حضارتنا الاسلامية العريقة يعتبر سبباً كافياً جداً ليقوموا بما يقومون به ..فهم لا ينتظرون خطأ من أحد المسلمين أو زلة من دولة اسلامية حسب زعمهم ليوجهوا حرابهم نحونا سواء بالكلام او القنابل والصواريخ ....ويرفق الآية التي قال الله تعالى فيها ......(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )......فجميعنا ندرك ونعلم علم اليقين أن ديننا الحنيف هو دين الحق وأن العيب ليس فيه..وحاشا أن يكون به عيب أونقص ....

ولكني أقول ا: هذا صحيح ..صحيح أن ما يضمر لنا الغرب من حقد بل وما يعلن منه هو دافع كبير له لفعل ما يفعل بنا ....ولكننا اذا سلمنا بأن الحقد هذا هو السبب الوحيد فإننا بذلك نبرئ انفسنا ونطمئنها ....بل نحن في الحقيقة نخدعها محاولين إسكات صوت ضميرنا الصارخ المتألم الذي يشعر كل يوم بأنه في الحقيقة سبب من أسباب ذلك الذل وتلك المحن .....فسباته العميق الذي جعلناه قاصدين يغط فيه بداخل كل واحد منا هو سبب تناسينا لمسؤوليتنا الأكيدة تجاه ما يحصل لأمتنا ........

فبالله عليكم أجيبوني ماذا فعلنا نحن لأمتنا ؟....ماذا فعلنا لنكون أعزاء وتعز بنا أمتنا ....؟

سأجيب أنا بالنيابة عن كثيرين ....لم نفعل شئياً سوى أننا أحياء تعيش في هذه الدنيا ...صحيح أننا مسلمون ونحاول أن نلتزم بشرع الله وأن نفعل ما يرضي ربنا ونبتعد عن ما يبغضه ...وهذا مطلوب ولكن المشكلة هي أننا لانفعل غير ذلك ....و حتى لا أكون ظالمة ومتشائمة لن أعمم وسأستثني من كلامي بعض بواعث الأمل ومشاريع النهضة التي أطلقها دعاتنا وعلماؤنا في السنوات الماضية والتي ليس لنا أن ننكر جهودهم ومساعيهم هم ومن معهم في إطلاقها ....ولكنهم وحدهم لايستطيعون فعل الكثير...فتبعات عشرات بل مئات السنين من الذل والهوان والغفلة التي مرت بها الأمة لايمكن تجاوزها ومحوها بسهولة وتحتاج الى تكاثف وهمة وتعاون من جميع المسلمين..... ولكن أين عامة المسلمين ...؟ .... عامة المسلمين وللأسف لاهون غافلون لا يفعلون شيئاً سوى أنهم يعيشون ،تمر عليهم الأيام تلو الأيام كسابقاتها ...آمالهم وطموحاتهم تدور في أضيق نطاق ....الدراسة.. الزواج ...المال ...السعادة... وألأسرة.. والترفيه والأصدقاء ...ولكن الدين والالتزام به... وهموم الأمة في آخر القائمة ان لم يكن خارجها ...

والله إنه لمؤلم أن أقول هذا الكلام ولكني لاأجد مناصاً من ذلك ....أخشى أن يكون زمامنا هو ذاك الزمان الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأن نكون نحن المقصودون بذلك الحديث الذي قال فيه عليه السلام ..... ((توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل من قلة نحن يومئذ؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قال قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال الوهن حب الدنيا وكراهية الموت)) رواه أحمد وأبو دود وصححه الشيخ الألباني ..

فما أصعب أن نعلم أننا الموصوفون من قبله عليه السلام بهذه الصفات ....وما أقساها من كلمة على القلوب الحية (غثـــــــاء )...
فهل سنبقى كما نحن ...لانحرك ساكنا؟ ....هل سنرتضي لأنفسنا أن نكون نحن .."غثــــاء"؟.... لا..لا أعتقد أن مسلماً حقيقياً يحب الله والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يرضى بأن يكون كذلك ....
إخوتي وأخواتي ...لنتذكر أن الأمل دائما موجود ...وأن دوام الحال من المحال ...وأن فجر العزة والنهضة والنصر قريب بإذن الله ...ولكن إذا أردنا نحن ذلك ...فالأمر كله بيدنا بعد مشيئة الله وتوفيقه .....
فالله قد قرن بين فعلنا وإرادتنا وعزيمتنا وفعله جل جلاله .....حين قال ...(( يأيها الذين ءامنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) .......وحين قال :-(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))...... وقرن أيضا بين إساءتنا نحن والمصائب التي تحل بنا حين قال تعالى ....((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير))......

نحن السبب إذاً نحن سبب الداء الذي استفحل في جسد أمتنا..!! بتخاذلنا وتكاسلنا وبعدنا عن ديننا وعن حمل همه ونصرته .... ولكن يجب أن لا ننسى أننا الدواءفي الوقت ذاته .....فهذه هي الآيات واضحة وصريحة تقول ذلك....
فماذا ننتظر إذاً ...؟ جلبنا لأمتنا المرض على مدى سنين طويلة ...والآن حان الوقت لتعود إليها عافيتها و صحتها ...فكل ما علينا الآن هو العمل ... علينا إعداد الدواء .... علينا نصرة الإسلام في كل المواطن.. كلٌ في مجاله.. علينا أن نعز أنفسنا حتى يعز الإسلام بنا ....فالله سبحانه إن رأى منا عملاً وسعياً حقيقياً وحملاً لهم الإسلام وحماسا ً وإقداماً ورفعاً لمشاعل العلم والتقدم ورغبةً حقيقةً وصادقة ً في تغيير أنفسنا ..وغرساً لهذا الفكر في أجيالنا ...سيعزنا وينصرنا ويغير حالنا ولو بعد حين ...فهو سبحانه لايخلف وعده ......عندها فقط سيكون الشفاء من عند الله وسينعم جسد أمتنا بالصحة والسلامة التي لايمكن أن يمنحها اياه غير الله سبحانه.....

يجب أن نغير ما نحن عليه الآن ...لانستغرب الآن حدوث ثورة ضد ما حصل من قبل بابا الفاتيكان ...كتلك الثورة العارمة وقت الرسوم ولعل القلب يفرح بعض الشئ رغم حزنه الشديد لما حصل عندما يرى المسلمين وهم يعبرون عن استيائهم ورفضهم للإساءة لدينهم ولا أحد يقول أن المسلمين ليس لديهم غيرة وحمية تجاه دينهم ولكن للأسف... هذه الغيرة والحمية لا تظهر الا وقت المصائب العظام ....عندما يمس الدين ويساء اليه ....

ما يجب الآن هو الإنتقال بمفهوم نصرة الإسلام ونصرة الرسول الكريم عليه السلام من ردات فعل على الاساءات الموجهة من قبل الكفار تجاه ديننا الى أسلوب ومنهج حياة لنا ولأجيالنا القادمة ....فمفهوم النصرة الآن محصور في المؤتمرات المقاطعة والمظاهرات والاحتجاجات التي نقوم بها عندما يتعرض الدين للإساءة و التي هي في بعض منها تتجاوز حدود المعقول فيما يتعلق بحرق وتكسير السفارات ....

صحيح أنه يجب علينا إعلان رفضنا واحتجاجنا بكل ما هو متاح لدينا من مقاطعة ومظاهرات ومؤتمرات وغير ذلك من وسائل الاحتجاج المعقولة ....ولكن الأولى بنا ألا ننتظر أن تحل بديننا وأمتنا مصيبة أو نازلة حتى نهم بنصرته .... فنحن فعلاً كما شبهنا أحدهم ..كسيارة الإسعاف ..لا تتحرك إلا وقت المصائب ....

فآن أوان أن تتحول تلك النصرة من رد فعل الى فعل ....فكل عمل نقوم به في حياتنا صغيراً كان أم كبيراً بسيطاً كان أم معقداً ..يجب أن ننصر ديننا و أمتنا من خلاله ....
إن راقبنا الله في كل ما نفعل ووضعنا هم الأمة نصب أعيننا وتذكرنا أن الاسلام بحاجة الينا وأخلصنا في عملنا وتمسكنا بالعلم ....وساهمنا في مشاريع نهضوية وخيرية وفهمنا ديننا الفهم الصحيح ..و بدى كل واحد منا من ولاة أمور و مسؤولين ورجال دين ومثقفين و كتاب وصحفيين و علماء ودكاترة ومهندسين و معلمين وطلاب وعمال وكل قطاعات وشرائح المجتمع بمختلف أعمارهم ..اغنياء وفقراء .... مصلحة الأمة وهمها على همه الشخصي وجعلهما أولى أولوياته...ستكون تلك هي النصرة الحقة أن شاء الله ...وسيأتي النصر من عند الله وسنعز بإذنه سبحانه وتعالى ...

وحينها فقط سيحسب كل من تسول له نفسه المساس بنا وبديننا ورسولنا عليه الصلاة والسلام ألف حساب لنا قبل أن يقدم على فعل فعلته ....وحينها فقط سنكون في غنىً عن المظاهرات والاحتجاجات تلك ...لأننا سنكون نحن من قام بالفعل ...ولسنا مضطرين لنكون في رد الفعل...ولأن نصرة ديننا أصبحت بالنسبة لنا منهج حياة نطبقه كل يوم وفي كل عمل ولم تعد وليدة الأحداث أورد فعل عليها ..............

وختاما أقول.. صحيح أن المشوار طويل وأن الأمر ليس بالسهل ...ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .....ويجب على كل واحد منا أن يبدأ بنفسه وبمن هم حوله.. فبالعزيمة والهمة والإستعانة بالدعــــاء لاشئ صعب ....فالنصر من عند الله وحده ...

وأوجه نداء على لسان الشاعر متسائلة الى أمتي الجريحة ..." أمة الحق"

ياأمـــة الحــــــق والآلام مقبلــــــة..................متى تعيـن ونــــار الشـر تستعــر؟
متى الفـواق وقـد طمت مصيبتـنا؟.................متى الخلاص وقد لمت بنا العبــر؟
متى يعود إلى الإسلام مسجــــــده؟.................متى يعـــود إلى محــــرابه عمـــر؟
أكـــل يـــوم تـــرى بالديـــن نازلـة.................وأمـة الحق لا سمع ولا بصـــر ؟!!!!

تساؤلات تنتظر الإجابات......

أعتذر عن أي تقصير أو خطأ في الموضوع وأنتظر تعليقاتكم عليه ..وهو في الحقيقة وليد الغصة التي أحسست بها ظهر اليوم عندما شاهدت نشرة الأخبار.....وجدتني افتح المنتدى وأكتب هذه الكلمات ..التي اسأل الله أن أكون فيها على صواب ...

ملاحظة : ...لم أشر في الموضوع إلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد الإفتراءات الأخيرة ..لأني أدرك أن هناك من هم أقدر وأجدر مني على الكتابة في هذا الجانب ولا أعتقد انهم سيقصرون في فعل ذلك ...لذا آثرت أن أكتب ما كتبت ، إضافة إلى أن هذا هو أول ما خطر ببالي فأحببت أن أنقله لكم وأرجوا أن أكون قد وفقت في ذلك ....

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Iman 15-09-2006 02:31

مشاركة: إلى متى ياأمتي ...؟
 
لو جعل كل شخص مسلم في داخله مهمة نصرة دين الله
،،، ماذا سيحدث؟؟!

ستعود الأمة الإسلامية كما كانت عليه في السابق !
نعم ستعود بالقلب الصادق والعمل الجاد ..



شكراً لك رابعة
رائعة ما شاء الله عليك
جوزيت خيراً

رابعة 15-09-2006 08:22

مشاركة: إلى متى ياأمتي ...؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ياأخت ايمان ...وشكرا على تعليقك.. وأسال الله سبحانه ان يجعلنا سبباًفي نصرة دينه وعزة أمته ....آمين

اسحاق نيوتن 15-09-2006 09:43

مشاركة: إلى متى ياأمتي ...؟
 
بوركـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت أختي وفقك الله


الساعة الآن 12:35

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir