ملتقى الفيزيائيين العرب - زخة شهب التوأميات تنشط مساء الأربعاء 13/12/2006

زخة شهب التوأميات تنشط مساء الأربعاء 13/12/2006

تشهد دول العالم مساء الأربعاء القادم حدثاً فلكياً مميزاً هو هطول زخات من الشهب حوالي منتصف الليلة القادمة بما يعرف بزخة شهب التوأميات نسبة إلى برج التوأمين الذي يتوسط بنجومه السماء هذه الأيام .
فإن كنت في ساعة من الليل خارج البيت بعيداً عن أضواء المدينة قليلاً ورفعت رأسك ناحية الجهة الشرقية لفترة ، فلا بد وأنك ستلمح شهاباً أو اثنين يعبران الغلاف الجوي على شكل خطوط ضوئية تلمع لفترة وجيزة جداً ثم ما تكاد بعد ذلك أن تختفي بسرعة ، فلا بد من النظر مباشرة إلى الشهاب من أجل رؤيته وإلا فليس بالضرورة أن يرى الراصد كل الشهب الساقطة وذلك بسبب سرعتها الكبيرة وفترة ظهورها القصيرة التي لا تزيد عن جزء من الثانية .

وزخة شهب التوأميات هي واحدة من العديد من الزخات الشهابية السنوية والتي تتسبب عن اختراق الكرة الأرضية لمدار أحد المذنبات أو الكويكبات الذي يكون قد ترك خلفه بعض الشوائب الترابية والغبارية لتبقى تدور بدورها في هذا المدار حول الشمس كما فعل المذنب أو الكويكب الأب ، وبعبور الأرض مدار هذا المذنب فإن هذه البقايا الغبارية والأتربة تخترق الغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل أحياناً إلى 70 كيلومتراً في الثانية الواحدة مما يؤدي إلى احتراقها الفوري وتأين مادتها فتسطع في السماء بحسب كبر حجم هذه الحبيبة المحترقة أو صغرها على شكل خيط ضوئي يختفي بعد ذلك مباشرة ، لكن بعض هذه الشهب تطول فترة ظهوره لكبر حجمه وهو ما يعرف بالكرات النارية التي ربما يفوق لمعان بعضها القمر أو أكثر من ذلك وتترك خلفها دخاناً يستمر ظاهراً في السماء ربما لعدة دقائق بعد ذلك .

وتعد زخة شهب التوأميات الزخة المميزة بين الزخات السنوية الكثيرة أمثال شهب الأسديات وشهب البرشاويات وشهب اللوريات وشهب الرباعيات وغيرها من الزخات التي سببها جميعاً هو المذنبات عدا التوأميات الوحيدة التي سببها ليس مذنب إنما كويكب يدور بين المريخ والمشتري يدعى الكويكب 3200 فايثون حيث يكمل دورته حول الشمس كل سنة ونصف بسرعة تبلغ 129 ألف كيلومتراً في الساعة وهي نفس سرعة الحبيبات الغبارية في مدارها الذي ستخترقه الأرض هذه الليلة .
وامتلاك هذا الكويكب لبقايا غبارية دون سائر آلاف الكويكبات أمر قد حير العلماء ، فافترضوا لذلك افتراضين أحدهما هو اصطدام الكويكب بكويكبات أخرى نشأت عنه أتربة وأغبرة لحقته في مداره فشكلت المدار الغباري له ، والثاني أنه مذنب مات بسبب الشمس التي استمرت تستنزف مادته أثناء اقترابه منها في كل دورة يقترب فيها إلى أقرب من كوكب عطارد مما أبقاه كتلة صخرية لا ذيل لها سوى لما خلفه في الدورات القديمة .