ملتقى الفيزيائيين العرب - سبع اوراق بيضاء

تطايرت سبع ورقات بيضاء حولي , وكل ورقة تنادي أن أخط عليها كلمة تعتبر من أجمل الكلمات في نفسي , والتي لها أثر عميق فيها ...

فكتبت على الأولى بقلمي الذهبي :

الحب ...

فهتفت الورقة بأجمل الأشعار عن الحب والمحبين ...

فسررت بسماع كل هذه الأبيات والقصائد ... ثم أزحت بعض الأغراض وخصصت لها مكانا على طاولة مكتبي ..
فقفزت الثانية , تطلب كلمة وإسما ...فكتبت عليها كلمة :
الحكمة ...

فأخذت تعطيني عبارات وقصص .. فيها من الحكم الكثيرة .. فخصصت لها مكانا على الطاولة ..
وأيضا كانت الورقة الثالثة ( الوفاء ) .. والرابعة ( الصدق ) .....والخامسة ( العدل ) ... والسادسة ( الإحترام) ...
إلا أنني حينما ... بدأت وإتجهت لأخط ... على الورقة السابعة ....

هربت .. مني ... وقالت ...
( لا تكتب عليّ شيئا .. لست مستعدا على فعله )

إنزعجت ... منها ... وغضبت ....وأمسكتها .. ومزقتها بعنف ...
فطارت الأوراق الست ... من حولي ... وأختبأت في زوايا الغرفة ...

أخذت أنادي على كل واحدة ..

أيها الحب ...

وهي تقول ..
( لا مكان للحب ... حينما نحكم ونرجم الآخرين ) ..

وأنادي الحكمة ...
( لا مكان للحكمة ... إن أعجبتك ونسيتها بعد ثواني ) ...

وكلما ناديت .. كانت كل ورقة .. تعطيني ... ردا ... قويا .. يهزني من الأعماق ...
فيأست ... وقلت للقلم الذهبي ..

( ماذا أفعل يا قلمي الذهبي الآن ؟ )
فقال :
( إجمع الورقة الممزقة .. وألصقها ببعض .. وأعد الحياة فيها )

وهذا ما فعلته .. وفعلا إبتسمت لي ...

ففكرت ... وفكرت ... وقلت ... ما رأيك .. أن يظل إسمك الورقة البيضاء ...
أغمضت عينيها وهي تفكر .. ثم بعد ثواني ...فتحتهما و نظرت نحوي .. وابتسمت وقالت :
حسنا .. ... الورقة البيضاء ....

فأخذت الأوراق تتراقص من حولي ..... إلا أن القلم الذهبي ..
نظر لي .. وأنا مسرور حول أوراقي وقال :
( ولكن ... لم الورقة البيضاء ؟؟)

إبتسمت ... وقلت :
( لأننا كلما نتعلم شيئا ... نصبح ورقة بيضاء ... مثلها ) ....